
عدوى المطالبة بالانفصال في السودان
– أبعاد مطالبة حركة العدل والمساواة بحق تقرير المصير
– سياسات الخرطوم وآفاق تفادي الانقسام
![]() |
![]() |
![]() |
خديجة بن قنة: لوحت حركة العدل والمساواة بالمطالبة بحق تقرير المصير لدارفور في حال استمرت الخرطوم فيما قالت الحركة إنه حرمان للإقليم من حقوقه السياسية والتنموية، موقف استبق زيارة للرئيس عمر البشير إلى ليبيا أسفرت عن التزام من طرابلس بمنع أي هجمات قد تشنها قوات العدل والمساواة انطلاقا من الجماهيرية الليبية نحو السودان الذي يعاني الحرب الأهلية في الشمال ومخاطر الانفصال في جنوبه. ونتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسيين، ما الذي جعل عدوى المطالبة بالانفصال تنتقل من جنوب السودان إلى إقليم دارفور على لسان حركة العدل والمساواة؟ وهل في سياسات الخرطوم وما تطور من مواقف جوارها الإقليمي ما يبشر بحل قريب لتلك القضايا المصيرية؟… عديدة إذاً هي التحديات التي باتت تحدق بالسودان، شهور قليلة تفصله عن استفتاء قد يختار فيه الجنوبيون الانفصال عن الشمال وطرح غير مسبوق لمطلب حق تقرير المصير في إقليم دارفور لوحت به حركة العدل والمساواة احتجاجا على طريقة الخرطوم في التعاطي مع مشاكل الإقليم، مشاكل احتلت مكان الصدارة في مباحثات البشير مع القذافي وهي التي أكدت حساسية المخاض الذي يمر له السودان وأهميته بالنسبة للدول المجاورة له.
[تقرير مسجل]
عبد الحليم غزالي: يبدو أن السودان أمام سيناريو تفكيكي واسع النطاق بغض النظر عن إمكانات تحقيقه، حركة العدل والمساواة التي يتزعمها خليل إبراهيم طرحت في جملة ما طرحته من أفكار إمكانية اللجوء إلى خيار حق تقرير المصير في كل من إقليمي دارفور وكردفان، وبرر أحمد حسين آدم الناطق باسم الحركة هذا التحول بما وصفه بعدم جدية الحكومة السودانية في الوصول إلى حل سلمي لمشكلة دارفور. ذات الاتهام توجهه –للمفارقة- الحكومة للحركة التي قاطعت مفاوضات الدوحة بعد توقيع اتفاق إطاري في فبراير/ شباط الماضي، المقاطعة جاءت بسبب رفض الحركة وجود حركات دارفورية أخرى في المفاوضات تعتبرها قليلة الوزن ولا تمثل الدارفوريين. في موقف أعقب زيارة قام بها الرئيس السوداني إلى ليبيا التي تؤوي خليل إبراهيم هناك في طرابلس تلقى البشير تعهدا بعدم السماح للحركة بشن عمليات عسكرية ضد الحكومة السودانية انطلاقا من الأراضي الليبية، وكان إبراهيم قد وصل إلى ليبيا بعد أن طردته تشاد من أراضيها في ظل حالة توافق سياسي مع الحكومة السودانية وكان السودان قد أغلق حدوده مع ليبيا بعد لجوء إبراهيم إليها في خطوة عكست أزمة مكتومة بين الجانبين في وقت شهدت فيه الأسابيع الماضية معارك دامية بين الجيش السوداني في دارفور ومسلحي العدل والمساواة أفضت بحسب الخرطوم إلى قتل مئات من هؤلاء المسلحين في مؤشر واضح على تصاعد التوتر في الإقليم. غير أن التلويح بحق تقرير المصير بدا في نظر الملاحظين منعرجا في خطاب العدل والمساواة خاصة بالنظر إلى اقتراب موعد إجراء استفتاء الجنوبيين في يناير المقبل على الانفصال أو الإبقاء على الوحدة مع الشمال، وكانت الانتخابات البرلمانية التي جرت في السودان في أبريل/ نيسان الماضي قد أعطت مؤشرات على اتجاه الجنوب للانفصال حيث حققت الحركة الشعبية لتحرير السودان انتصارا ساحقا في مناطق الجنوب وقد بات بعض قادة الحركة يجاهرون برغبتهم في الانفصال إذ قال الأمين العام للحركة قبل أيام إن تجربة التعايش مع الشماليين في المرحلة الانتقالية لاتفاق نيفاشا لا تبعث على الارتياح. فهل بعد انفصال الجنوب الذي بات مرجحا يجيء الدور على كردفان ودارفور؟
[نهاية التقرير المسجل]
أبعاد مطالبة حركة العدل والمساواة بحق تقرير المصير
خديجة بن قنة: ومعنا في هذه الحلقة من الخرطوم سيف الدين البشير رئيس تحرير صحيفة سودان فيجن وسينضم إلينا لاحقا أيضا في هذه الحلقة الدكتور الباقر العفيف مدير مركز الخاتم عدلان للاستشارة والتنمية البشرية. نرحب بضيفنا سيف الدين البشير في انتظار انضمام الدكتور الباقر إلينا. أبدأ معك إذاً أستاذ سيف الدين لماذا الآن برأيك تطالب حركة العدل والمساواة بحق تقرير المصير لدارفور؟
سيف الدين البشير: هو تعبير واضح عن درجة من التشوش وانسداد الرؤية بالنسبة للحركة، الآن هنالك واقع جديد استحدثت فيه أكثر من آلية، أولا موافقة عبد الواحد على منبر الدوحة، السيد التيجاني السيسي وكلاهما من قبيلة الفور، هذه مسألة هامة جدا، وبالتالي إحساس حركة العدل والمساواة أنها ينسحب البساط منها هونا، كذلك حركة العدل والمساواة لم تترك صديقا حتى على المستوى الدولي، لديها رأي في الاتحاد الإفريقي لديها رأي في الجنرال غريشن مندوب الرئيس الأميركي لديها رأي في السيد جبريل باسولي لديها رأي في تشاد ولديها رأي في دول الجوار السوداني ولديها رأي في جامعة الدول العربية وبالتالي في ظني أن ما يجري الآن هو انسداد للرؤية تماما، حركة العدل والمساواة كانت تستهدف إسقاط الحكم هذا هدفها الأول والأساس ولا لبس فيه ولا غموض، الآن..
خديجة بن قنة (مقاطعة): إلى ماذا تستند؟ يعني هذا اتهام خطير يعني ما الذي يؤكد هذا الكلام الذي تقوله الآن؟
سيف الدين البشير: ما يؤكده أن أجندة حركة العدل والمساواة ظلت مائية تماما وظلت رمالا متحركة، وأنتم في الدوحة تعلمون جيدا والعالم يعلم جيدا والسيد جبريل باسولي يعلم جيدا أنها حتى الآن لم تستقر على أية أجندة، الأجندة بالنسبة لها رمال متحركة وذلك يحدد أن هدفها الأساس هو إسقاط الحكم وذلك قيل على لسان أكثر من مسؤول من مسؤوليها وهي هاجمت أم درمان بإحساس أن آخرين سيدعمونها من داخل أم درمان ويمكن أن تسقط الحكم ولكن هذا الواقع يعني أصبح من الطرف البالية التي يرددونها كل يوم ويضحكون عليها من جديد، فالتعبير تعبير عن منتهى التشوش الآن، اختلاط الرؤية انسداد الأفق بالنسبة لهذه الحركة وهو حتى بالنسبة للعوالم من حولنا مطلب غير موضوعي غير مقبول وربما أنه مضحك حتى.
خديجة بن قنة: أستاذ سيف الدين ربما لو كان معنا في هذا الحوار طرف يمثل حركة العدل والمساواة كان ربما قد قال لك إنك تحاول أن تشيطن ربما هذه الحركة من خلال كل هذه الاتهامات، لا أريد أن يعني أتولى أو أتموقع موقع الطرف الغائب ولكن المؤكد من خلال الأنباء أن ما تطرحه هذه الحركة هو أنها تبرر هذا المطلب بأشياء وحقوق ومطالب شرعية جدا، غياب دولة المواطنة، كبت الحريات، غياب الجدية جدية الحكومة السودانية في السعي حقيقة للوصول إلى حل سلمي ومتفاوض عليه لأزمة دارفور وحتى حق تقرير المصير هو حق يعني موجود وأصيل في القانون الدولي فلماذا تنكر عليها حقها في أن تطالب بهذا الحق؟
سيف الدين البشير: كل ما ذكرته من حق المواطنة أو انعدام الحريات أو عدم جدية الحكومة كما أسلفت هي برضه من الطرف البالية التي ظلت ترددها حركة العدل والمساواة وتضحك عليها من جديد دون أن تضحك أحدا، الحكومة الآن موجود وفدها في الدوحة وهي مقبلة تماما على الحلول بل أن جزءا كبيرا من التفاوض قد أتى أكله وهنالك حسن نوايا بين الطرفين بإطلاق سراح المعتقلين هنا وهناك والإعفاءات التي صدرت ضد المحكوم عليهم جنبا إلى جنب مع انفتاح الحكومة على ما يطرحه الوسطاء إن يكن الوسيط القطري أو السيد جبريل باسولي أو المساهمات التي يقوم بها الجنرال سكوت غريشن مندوب الرئيس الأميركي إذاً كيف يمكن القول بأن الحكومة غير جادة؟ هذه تهمة فقط لمحاولة أن تروغ الحركة عن إبرام اتفاق. وفي ظني أن التناقضات داخل دارفور نفسها لديها ما تقوله في هذا الشأن، واضح جدا أن موافقة عبد الواحد الآن ووجود التيجاني السيسي وهما من قبيلة الفور واضح جدا أنهما يضعان واقعا جديدا وبالتالي فهذا الأمر جنبا إلى جنب مع العلاقات بين هذه الحركة كما أسلفت وبين الجوار الإفريقي ليبيا تشاد الاتحاد الإفريقي علاوة على نظرة المجتمع الدولي الآن لها، المجتمع الدولي هو الذي يقيم ذلك واقرأي تصريحات الجنرال سكوت غريشن هو الذي يقول إن ما يؤخر الحل هو الحركات وتشرذمها، اقرأي تصريحات السيد جبريل باسولي، ليس هذا ما أقوله أنا ولا ما تقوله الحكومة السودانية أو الدولة السودانية بكلياتها.
خديجة بن قنة: وهذا الكلام سننقله للدكتور الباقر العفيف بعد فاصل قصير سنعود إليكم لمواصلة النقاش في موضوع هذه الحلقة ولكن بعد فاصل قصير فلا تذهبوا بعيدا.
[فاصل إعلاني]
خديجة بن قنة: مشاهدينا أهلا بكم من جديد إلى حلقتنا التي تناقش مخاطر الانقسام التي يواجهها السودان على ضوء تلويح حركة العدل والمساواة بتقرير المصير في دارفور أسوة بجنوب السودان. وقد انضم إلينا أخيرا الدكتور الباقر العفيف من الخرطوم، دكتور باقر العفيف استمعت إلى ما قاله الأستاذ سيف الدين البشير، نريد أن نسمع منك ردا على هذا الكلام ونريد منك أن تشرح لنا ما هو سر هذا التحول المفاجئ في موقف حركة العدل والمساواة.
الباقر العفيف: أهلا وسهلا. نعم سمعت تعليق زميلي، في الحقيقة أنا أتصور أن هذا التحول تحول الحقيقة يعني هام وأساسي وأنا أقرأه بصورة مختلفة قليلا، أو كثيرا في الحقيقة، أنه هو يعني بيدينا فكرة عن انسداد الأفق السياسي في الخرطوم في الحقيقة لأن مركز الحكم في الخرطوم ظل يعني طاردا للأقاليم المهمشة بشكل واضح جدا وصارت الأقاليم.. عادة عندما تتأزم الأوضاع وتتوتر في الماضي وتحتقن وتصل مرحلة الانفجار هي كانت تنفجر في مركز الحكم في الخرطوم فيحدث التغيير السياسي هناك ويحصل التنفيس السياسي ولو مرحليا في مركز الحكم نفسه ولكن الآن حدث هذا التوتر وحدث هذا الاحتقان وعجزت المعارضة السياسية وعجزت كل القوى الأخرى أن تحدث التغيير في مركز الحكم فأصبح التنفيس لازم يحصل في مكان ما لأن دي في الطبيعة وفي السياسة لا بد أن تحدث فالشيء الطبيعي أن تحدث إذا ما حدثت في المركز في الخرطوم تحدث في الهامش في الأقاليم والذي حدث الآن حدث في جنوب السودان فحقق حق تقرير المصير وسيذهب ويصوت لحق تقرير المصير وكل التوقعات التي يتوقعها السودانيون وغير السودانيين أنهم سيختارون الانفصال فإذاً يعني يصوتون بأرجلهم وهاربين من المركز، الوضع السياسي دائما..
خديجة بن قنة (مقاطعة): يعني لو الجميع هرب من المركز بهذا المنطق دكتور باقر لو الجميع هرب من المركز بهذا المنطق الذي تتحدث عنه إقليم دارفور يأخذ حق تقرير المصير والجنوب ينفصل وكل إقليم يطالب بالانفصال ماذا بقي من السودان؟ ماذا يبقى من السودان إذاً؟
الباقر العفيف: دعيني أخبرك، حأخبرك بيبقى من السودان إيه، دارفور حتذهب، جبال النوبة حتذهب، جبال الإنغسنا ستذهب، شرق السودان سيذهب، سيبقى في السودان مثلث حمدي، هل تعلمين ما هو مثلث حمدي؟
خديجة بن قنة: تفضل بشرحه.
الباقر العفيف: نعم، مثل حمدي هذا معروف ويعرفه المحللون السياسيون هو المنطقة الواقعة من جنوب الحدود المصرية وتمتد حتى مدينة سنار من جانب ومدينة كوستي من جانب دي بتمثل سكان الإقليم النيلي الشمال النيلي الذي ظل مسيطرا على مركز الحكم وطاردا للآخرين وما مستعد أن يفسح يديه لكيما يعيش الآخرون معه كلهم في وطن واحد فيه مساواة وفيه ديمقراطية وفيه كرامة لكل الناس، عندما عجز عن ذلك وعجز عن أن يغير نفسه الوضع الطبيعي أن الآخرين يهربون منه، لو عجزوا أن يغيروا المركز بيغيروه، لو فشلوا يذهبون.
سياسات الخرطوم وآفاق تفادي الانقسام
خديجة بن قنة: طيب، أستاذ سيف الدين البشير، المركز لماذا لا يغير من نفسه؟ بهذا المنطق الذي يتحدث به الدكتور الباقر، السودان يبدو في مهب الريح إذاً.
سيف الدين البشير: سيدتي المركز هو نحن هو الدكتور الباقر وهو غيره من الذين يفيدون..
خديجة بن قنة (مقاطعة): أنتم من؟
سيف الدين البشير: هو الموجودون في سدة الفعل إعلاميون وساسة ورجال أعمال، المركز هو كل السودان وبالمناسبة هنالك كلام يلقى على عاهن، من قال إن المركز هو هذا المثلث؟ هل انتمى الصادق المهدي -وهو حكم السودان مرتين- إلى الشمال النيلي المدعى المزعوم هذه الطرفة التي اهترأت من كثرة الرد؟ هل كان إسماعيل الأزهري وهو من الأبيّض من الشمال النيلي أو انتمى للشمال للنيلي وهو رمز سوداني؟ هل كان عبد الله التعايشي الذي حكم السودان كأول حاكم أطول من الإمام المهدي هل كان من الشمال النيلي؟ ما أتصوره..
خديجة بن قنة (مقاطعة): نعم ولكن أستاذ سيف الدين البشير يعني بحساب النتائج وليس النيات الحكومة السودانية أو هذا المركز ماذا فعلت الحكومة السودانية حقيقة لتغير من هذا الواقع..
سيف الدين البشير: سيدتي، بحساب النتائج..
خديجة بن قنة (متابعة): ولتجنب فعلا إقليم دارفور هذا المصير؟
سيف الدين البشير: التغيير يمضي، التغيير يمضي ولكن القول بأن إقليم الباسك حصل عدم ديمقراطية في المركز الإسباني وبالتالي تم تنفيسه هناك أو أنه حصل ضغط ديمقراطي في بريطانيا وحصل التنفيس في إيرلندا والجيش الجمهوري الإيرلندي؟ هل حدث كبت في روسيا حتى تنفجر قضية الشيشان؟ يا سيدتي الدولة الوطنية بالمدى الإستراتيجي الأبلغ الدولة الوطنية في العالم كله تعاني من أزمة، هذه الأزمة يغذيها القبلية أحيانا الفقر أحيانا انعدام الموارد أحيانا، قضية دارفور لم تنشأ بالأمس ولم تنشأ مع الحكم الماثل ولكنها قضية موروثة، أزمات التنمية في السودان موروثة، السودان لم يكن لديه موارد كان يعتمد على المعونة الأميركية والمعونة الألمانية في المقام الأول، وحكمه كل من حكمه من غير الشمال النيلي أما الادعاء بالشمال النيلي فأتصور هذه تصنيفة عفا عليها الزمن كما أسلفت.
خديجة بن قنة: طيب ما هي الخيارات الآن أستاذ سيف الدين ما هي الخيارات الممكنة الآن لتفادي هذه المآلات؟
سيف الدين البشير: الخيارات كالآتي، على المجتمع الدولي أن يدرك أن الدولة الوطنية في إفريقيا لم تنضج بما يكفي وأن هذه القارة هي قطع من الفسيفساء، إذا أراد أن يمنح الضوء الأخضر وأن يفرش البسط الحمراء لكل متمرد فالقارة عليها السلام، أما إذا أراد أن تدرك المظالم وأن يأتي الوسطاء بشكل عادل وموضوعي وعقلاني ويجمعوا الأطراف حكومات ومتمردين أتصور ذلك هو المخرج وذلك ما يجري حاليا وليست هنالك أزمة، الآن الأزمة هي أزمة..
خديجة بن قنة (مقاطعة): طيب دكتور الباقر العفيف الخيارات الأخرى لماذا أسقطتها حركة العدل والمساواة مثل العودة إلى خيار المحادثات، محادثات الدوحة؟
الباقر العفيف: ما هي المشكلة مش يعني عودة إلى الدوحة أو ذهاب من الدوحة، الدوحة هي إحدى المحطات في مسيرة الصراع سواء كان الصراع المسلح أو الصراع عن طريق المفاوضات التي تجري، الفكرة الأساسية أن حركة العدل والمساواة يعني في تفاعل مع الوضع السياسي وقراءة للوضع السياسي الحاصل في البلاد وصلت لهذه القناعة أن آمال وتوقعات أهل دارفور لايمكن تحقيقها في إطار الأوضاع الحالية والتفكير السياسي الحالي، التفكير اللي يسعى لهزيمتها عسكريا ظنا أنه ممكن تنهزم عسكريا بالمناسبة..
خديجة بن قنة (مقاطعة): نعم لكن دكتور باقر لا يمكن مناقشة هذه القضية بعيدا عن محيطها الإقليمي، هل برأيك الضغوط التشادية الليبية دول الجوار يمكن أن تدفع بشكل أسرع نحو إيجاد حل لهذا الوضع؟
الباقر العفيف: الضغوط الدولية أنا بأفتكر أن الحديث عن المجتمع الدولي والضغوط الدولية ده حديث يعني بيضع العربة أمام الحصان، المسألة الأساسية هي مسألة داخلية، أوراق.. زمان بنسمع كنا السادات يقول إن أوراق حل قضية الشرق الأوسط بنسبة 99% في يد الأميركان، الآن..
خديجة بن قنة (مقاطعة): نعم لكن دكتور باقر دعنا في موضوعنا لأنه لم يتبق معنا الكثير من الوقت..
الباقر العفيف (متابعا): الآن أنا أقول لك إن أوراق حل قضية دارفور بنسبة..
خديجة بن قنة (متابعة): أنت تعرف أن الرئيس البشير عاد محملا من ليبيا بوعود وضمانات من العقيد القذافي بمنع أي هجمات للمتمردين من دارفور انطلاقا من الأراضي الليبية، نفس الوضع يبدو أيضا من الجانب التشادي..
الباقر العفيف (مقاطعا): نعم، هذا مكسب..
خديجة بن قنة (متابعة): ألا يحاصر هذا؟
الباقر العفيف: يحاصر، هذا مكسب يعني short term يعني حاجة.. ساعديني، هو يعني من المكاسب قريبة المدى التي سوف لن تحدث أثرا على المدى الطويل للصراع، الأوضاع الدولية متقلبة ومتغيرة، حركة العدل والمساواة وغيرها من الحركات، يمكن لحركة العدل والمساواة أن تذهب نهائيا فيظهر ثاني خليل آخر ويظهر عبد الواحد آخر وما دامت المشكلة قائمة والوضع السياسي وضع هو عبارة عن رمال متحركة يعني تنهزم الآن وتخسر معارك لكن تنهض من الرماد مثلا. أنا أفتكر أن مشكلتنا الأساسية أننا نحن بنعاين وسياسيونا ينظرون للمكاسب قريبة المدى ما بينظروا بتفكير إستراتيجي بعيد المدى، التفكير الإستراتيجي..
خديجة بن قنة (مقاطعة): هل الأمر هكذا أستاذ سيف الدين البشير؟ باختصار لو سمحت، هل الأمر يبدو هكذا؟ لماذا لا تتحرك الحكومة السودانية، الجنوب يبدو على انفصال قريب، ربما تتحرك مطالبات انفصالية اتجاهات أخرى واليوم نسمع عن إقليم دارفور على لسان حركة العدل والمساواة، ماذا تنتظر الحكومة السودانية لتتحرك؟
سيف الدين البشير: الحكومة السودانية تمضي قدما وقضية الجنوب الآن هي واحدة من أكثر العقود الاجتماعية جرأة في حل المشكلات حلا مبرما، الآن منح أهل الجنوب حق تقرير المصير لأن الأزمة ظلت عالقة منذ العام 1947 ولو أن الساسة الأوائل الذين مارسوا الديمقراطية المنفتحة منحوا أهل الجنوب حقهم في فيدرالية كاملة الدسم لما أكلنا هذا الحصرم اليوم، هذه أولى. الثانية والمهمة أن الجنوب مختلف تماما عن مشكلة درافور، العدل والمساواة نفسها كم تمثل من أهل درافور أصلا؟ ومن سمح لها أن تتحدث نيابة عن أهل دارفور؟ أتصور أن هذه دعوة تماما تماما كنديف الثلج يعني تذوب عند أول أشعة من الشمس في مستهل الربيع وبالتالي..
خديجة بن قنة (مقاطعة): ستذوب برأيك. شكرا جزيلا لك الأستاذ سيف الدين البشير رئيس تحرير صحيفة سودان فيجن كنت معنا من الخرطوم، أشكر أيضا الدكتور الباقر العفيف مدير مركز الخاتم عدلان للاستشارة والتنمية البشرية أيضا كنت معنا من الخرطوم شكرا لكما، لكم منا أطيب المنى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.