
المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين
– مدلولات ومفهوم ومرجعية المفاوضات الجديدة
– الضمانات المطروحة وفرص نجاح المفاوضات
![]() |
![]() |
![]() |
خديجة بن قنة: شهدت غزة مظاهرة حاشدة احتجاجا على موافقة السلطة الفلسطينية على إجراء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل بدعوة أميركية وردد المشاركون في التظاهرة شعارات ترفض المفاوضات وتطالب حركتي فتح وحماس بإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية. نتوقف إذاً مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسيين، أولا ما هو مدلول ومفهوم المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وما هي مرجعيتها؟ وما مدى إمكانية تحقيق هذه المفاوضات أهدافها المنشودة في غياب ضمانات أميركية واضحة؟… يستعجل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستعجل أمره ويسارع إلى تشكيل فريقه التفاوضي الذي سيرأسه إلى المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين في واشنطن، مفاوضات قال إنه يجب أن تكون سريعة دقيقة وجادة في معالجة القضايا العالقة في مسيرة التسوية، نبرة بدا فيها الجانب الإسرائيلي صاحب زمام المبادرة في جولة تفاوضية جديدة ستنطلق قريبا في حل من الالتزام بمرجعية معينة أو أفق محدد وفق ما كان يعمل به في محطات تفاوضية سابقة.
[تقرير مسجل]
محمود عباس/ رئيس السلطة الفلسطينية: إذا كان لدينا نسبة 1% من الأمل سنسعى إلى هذا السلام ولذلك نحن ذاهبون عن قناعة بأننا نريد أن نصل إلى سلام مع الجيران.
نبيل الريحاني: كان لإسرائيل ما أرادت وها هي المفاوضات المباشرة على الأبواب، قبلت السلطة الفلسطينية بما رفضته طويلا، مفاوضات بلا شروط ولا قيود عدا التزام إسرائيلي مؤقت بتجميد الاستيطان وسط غياب أوروبي وروسي ورغبة أميركية في اتفاق إطار للتسوية المرتقبة على أن يطبق على الأرض في غضون عشر سنوات. لماذا يذهب الرئيس الفلسطيني إلى هذه المفاوضات إذاً خاصة وأن واشنطن تنصلت عمليا من تحديد مرجعية لها ورمت بالكرة في ملعب الوفدين المتفاوضين؟ استبق عباس موافقته على المشاركة بحديث عن تعرضه لضغوط أميركية هائلة دعته للمشاركة بعد أن نفضت إدارة أوباما يديها من إمكانية انصياع الحكومة الإسرائيلية لمطالبها فضلا عن مطالب الجانب الفلسطيني المتمثلة أساسا في وقف الاستيطان والاستناد إلى مرجعية تحتكم إليها جولات التباحث الجديدة أو على الأقل إلى ضمانات من رباعية دولية اكتفت ببيان عن محادثات تصل إلى غايتها في غضون سنة من انطلاقها. لا شيء من ذلك تحقق حتى أن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أبدى امتعاضه من تغييب الجانب الأوروبي وهو ما أوحى لكثيرين غيره بأن الصورة الراهنة للمفاوضات المباشرة قد لا تكون سوى استفراد إسرائيلي بالجانب الفلسطيني لم يرد نتنياهو شخصيا أن يفوته فأعلن أنه سيتولى شخصيا إدارة المفاوضات مع الرئيس عباس مقترحا نسقا يلتزم فيه الطرفان بالتلاقي مرة كل أسبوعين على الأقل، نتنياهو الداعي لإسرائيل يهودية خالصة ولأخرى فلسطينية لا ترقى إلى الاستقلال التام يبدو غير مستعد لمفاوضات كتلك التي بدأها عرفات مع حكومات سابقة تقر ولو ظاهريا بحل الدولتين وتعلن استعدادها لوقف الاستيطان ما يعني أنه -أي نتنياهو- يفرض مرحلة جديدة على مسيرة التسوية المتعثرة أصلا منذ 17 عاما. لهذا السبب ربما جاءت المواقف من طيف واسع في الداخل الفلسطيني طالبت السلطة الفلسطينية برفض الضغوط الأميركية لأنها وبحسب حركة حماس مثلا ليست سوى غطاء لتمرير التفريط بالقدس والقبول بسياسة الأمر الواقع التي تعد جوهر الممارسة الفعلية لحكومة تل أبيب ولرئيسها الساعي لكسر صورة اليميني المتطرف الرافض للسلام بأخرى تظهره يجلس بين الحين والحين وجها لوجه مع عباس على مائدة مفاوضات تطوي جولات من التباحث لتلد أخرى.
[نهاية التقرير المسجل]
مدلولات ومفهوم ومرجعية المفاوضات الجديدة
خديجة بن قنة: ومعنا في هذه الحلقة من القدس حنا عميرة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومن عمان الدكتور فايز رشيد الكاتب والباحث السياسي، أرحب بضيفينا الدكتور فايز والأستاذ حنا عميرة، ونبدأ مع الأستاذ حنا عميرة فيما يتعلق بمفهوم المفاوضات المباشرة نريد أن نفهم في بداية هذه الحلقة المفهوم السياسي والقانوني لمعنى المفاوضات المباشرة التي تبدو للجميع على أنها استفراد لطرف بطرف آخر والطرف القوي معروف في هذه المعادلة.
حنا عميرة: تبدأ كما جاء في التقرير اللي سبق هذا الحديث تبدأ بدون شروط مسبقة كما أراد الجانب الإسرائيلي وهي أيضا عزلت عن مرجعيتها الممثلة بقرارات الشرعية الدولية وبالتالي لم يكن هناك إجماع فلسطيني داخلي على هذا الموضوع وكانت هناك معارضة لهذه الأسباب وخاصة أن عزل الموضوع الفلسطيني عن مرجعياته الدولية وعن قرارات الشرعية الدولية وعن وقف الاستيطان بالتحديد يعني بأننا قد سلمنا مسبقا للجانب الإسرائيلي بأوراق قوة نحن بحاجة إليها وهذا أيضا قد ينعكس على التضامن الدولي مع القضية الفلسطينية فإذا كان الجانب الفلسطيني قد وافق على هكذا مفاوضات فلماذا يكون هناك تضامن دولي أوسع مع الشعب الفلسطيني بالنسبة لموضوع الاستيطان بالنسبة لدعمه في مسيرته لتحقيق أهدافه الوطنية؟ على هذه الخلفية نحن نعتقد بأن هذه المفاوضات هي طريق باتجاه واحد ومسدود ولن تؤدي إلى أية نتائج.
خديجة بن قنة: أستاذ فايز في عمان الموقف المعروف لدى الجميع أن السلطة الوطنية الفلسطينية أيام الرئيس الراحل ياسر عرفات كانت دائما تصر على عدم الدخول في مفاوضات مباشرة يستفرد فيها الجانب الإسرائيلي بالجانب الفلسطيني، برأيك لماذا اليوم تقبل السلطة بالذهاب إلى هذه المفاوضات بهذا الشكل المباشر؟
فايز رشيد: مساء الخير لك وللسادة المشاهدين، أنا اسمي فايز رَشيد وليس فايز رْشيد يعني كما تعود بعض الإخوة في الجزيرة على النطق به.
خديجة بن قنة: حقك علينا.
فايز رشيد: ولا يهمك. لم تكن القضية الفلسطينية في مرحلة خطرة وحرجة كما هي عليه الآن ذلك أن هذه المفاوضات المباشرة تشكل منعطفا خطيرا على طريق تصفية القضية الفلسطينية لاعتبارات عديدة، أن هذه المفاوضات رضوخ فلسطيني لإملاءات أميركية إسرائيلية هذه هي السمة الأولى، السمة الثانية أن الموقف الفلسطيني فيها عار تماما ذلك أن أبي مازن والسلطة الفلسطينية حددت موقفها وخيارها الوحيد بالتفاوض فقط بمعنى آخر إذا لم يكن هناك تفاوض فلا تلقى هذه السلطة ماذا تعمله، هذه السمة الثانية أما السمة الثالثة فهي عمليا ليست كما قال أخي الأستاذ عضو اللجنة التنفيذية من دون شروط مسبقة ولكن هي بشروط مسبقة ذلك أن رفض قبول تجميد الاستيطان هو بحد ذاته شرط مسبق تماما كما هي المطالبة بوقف هذا الاستيطان ذلك أن أيضا رفض البدء من النهاية التي انتهت إليها مباحثات عباس أولمرت تماما هي شرط مسبق كما المطالبة بمثل هذه المفاوضات، المفاوضات الحالية هي سابقة خطيرة تؤسس لبدء انسحابها على ما يسمى بمبادرة السلام العربية بمعنى آخر أن الاشتراطات التي افترضتها مبادرة السلام العربية فيما طرح بمبادرة بيروت في عام 1902 معنى ذلك أنها ستأتي أيضا بالشروط الإسرائيلية. يعرف الأستاذ حنا عميرة أن قرار اللجنة التنفيذية لم يكن قانونيا..
خديجة بن قنة (مقاطعة): لماذا لم يكن قانونيا؟
فايز رشيد: لأن تسعة من أعضاء اللجنة التنفيذية من بين 18 واحدا يعني لم يحضروا هذه الاجتماعات، المسألة الثانية أن اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني الأخير أقر عدة اشتراطات لثمن دخول أبي مازن في هذه المفاوضات..
خديجة بن قنة (مقاطعة): إذاً أستاذ حنا عميرة السلطة الفلسطينية قررت أو الرئيس محمود عباس قرر الذهاب إلى هذه المفاوضات استنادا إلى أية شرعية؟ إذا كانت منظمة التحرير الفلسطينية أغلب فصائلها رافضة لمبدأ الذهاب إلى هذه المفاوضات، السلطة مشتتة، لديك حركة فتح أغلب القيادات في حركة فتح أيضا رافضون لمبدأ الذهاب إلى هذه المفاوضات، استند إلى ماذا إذاً محمود عباس؟
حنا عميرة: أولا أود أن أعقب على أنني عندما قلت بدون شروط مسبقة أنا لم أقصد أنها بدون شروط مسبقة بالمعنى الفلسطيني هي بدون شروط مسبقة حسب شعار نتنياهو الذي هو يفرض شروطا مسبقة بالتالي لا مجال للاعتقاد بأننا ندخل هذه المفاوضات وكأننا أحرار أو كأننا نستطيع أن نأخذ ما نريد لكن على صعيد الموضوع حول على أية خلفية دخل الأخ أبو مازن إلى هذه المفاوضات نحن نقول بأن هذه المفاوضات لم تكن خيارا فلسطينيا بحتا هي حدثت تحت الضغوط وبالتالي الجانب الفلسطيني في هذه الحالة هو كان موضوعا للضغوط المتعددة وهنا فإن كان من الأجدر كما نقول نحن وكل من عارض في اللجنة التنفيذية الذهاب إلى هذه المفاوضات نقول إنه كان من الأجدر أن نواجه هذه الضغوط لا أن نستجيب إليها بالتالي مهما قيل عن منظمة التحرير في المرحلة الحالية فهي تبقى الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وهي المرجعية لهذه المفاوضات إذ قلنا لم يعد لدينا وجهات نظر حول منظمة التحرير..
خديجة بن قنة (مقاطعة): نعم لكن أستاذ حنا ربما مصداقيتها اليوم هي على المحك أكثر من أي وقت مضى. خلينا نحلل أيضا كلام الرئيس محمود عباس عندما يقول إنه ذاهب حتى لو كان هناك أمل بما نسبته 1% حتى لو فشلت هذه المفاوضات يقول لن نخسر شيئا، يعني لم نشهد في تاريخ أي مفاوضات في العالم أن يذهب الناس إلى أية مفاوضات من أجل لا هدف يعني واضح أن سقف النجاح تقريبا منعدم.
حنا عميرة: أعتقد أن الأخ الرئيس أبو مازن كان يقصد بذلك أن مصير هذه المفاوضات قد يكون الفشل بنسبة 99% ومن هنا نحن نتحدث عن أن عوامل خارجية هي التي لعبت دورا أكبر في هذا الموضوع، نحن نقول بأنه يجب مواجهة هذه العوامل وعدم التجاوب معها وخاصة كما قلت لأنه ليس هناك حل وراء الأبواب، واضح تماما موقف الحكومة الإسرائيلية هي تريد يهودية الدولة تريد دولة فلسطينية مجزأة لا تريد وقف الاستيطان تريد تهويد القدس لا تريد عودة اللاجئين كل هذه القضايا توضح بشكل أن هذه المفاوضات لن تؤدي إلى نتيجة لكن لذلك نقول بأنها إذا حققت هدفا تكتيكيا وهو وقف المفاوضات من هذا الباب قد يكون لها فائدة معينة ولكن حتى هذا الشرط لم يتحقق في دعوة السيدة كلينتون لهذه المفاوضات.
خديجة بن قنة: طيب أستاذ فايز رشيد يعني هذه المرجعية التي حددتها الإدارة الأميركية عندما تقول إن طرفي المفاوضات المباشرة الفلسطيني والإسرائيلي هما اللذان سيحددان بنفسيهما مرجعية محادثات السلام المقرر إطلاقها الشهر المقبل، أين ذهبت المرجعية المعتمدة سابقا، قرارات الشرعية الدولية هل ذهبت مع الريح؟ وخارطة الطريق؟ ما مصير الملفات المطروحة، الدولة الفلسطينية المستقبلية حدودها سلطاتها اللاجئون موضوع المستوطنات مستقبل القدس المياه كل هذه القضايا وهذه الملفات هل ذهبت هكذا مع الريح الآن؟
فايز رشيد: بالضبط كما تفضلت هي ذهبت مع الريح مثل عنوان رواية مارغريت ميتشل لأن من الخطأ على الرئيس عباس أن يذهب إلى هذه المفاوضات وأن يستبدل المرجعية مرجعية الشرعية الدولية بمرجعية أميركية لأننا نعرف أن المرجعية الأميركية تستند إلى رسالة ضمانات أميركية إستراتيجية إلى إسرائيل أرسلها الرئيس جورج بوش الابن إلى شارون في عام 2004 هذه رسالة الضمانات تنص على ما يلي، عدم إجبار إسرائيل على قبول ما لا تريد أن تقبله، هذا واحد أما المسألة الثانية فهي تبني أميركي لوجهة النظر الإسرائيلية من حل التسوية بمعنى في هناك خمسة لاءات للحقوق الوطنية الفلسطينية كانت قبل أوسلو المشؤومة، بعد عشرين سنة من المفاوضات من بعد أوسلو حتى عندما توقفت أصبحت هذه اللاءات عشرة لاءات والمنتظر من هذه المفاوضات أن تزيد من النهم الإسرائيلي لتصبح 15 لاءا أو 20 لاءا، يعني أمام عباس هناك البديل في هناك البديل نعم بالرجوع إلى الحالة الفلسطينية بالرجوع إلى مرجعية القرارات الدولية بالرجوع إلى المقاومة وأنا لا يعني أحكي لأزاود ولكني أقول في كل تجارب حركات التحرر الوطني لم يسبق لحركة تحرر وطني لا في آسيا ولا في إفريقيا ولا في أميركا اللاتينية أن ذهبت إلى مفاوضات مع أعدائها في ظل تنكر الأعداء لهذه الحقوق أولا ولم تذهب للقاءات مع أعدائها إلا إذا استندت إلى المقاومة صاحبة التغيير الأساسي على الأرض، كل التغييرات الإسرائيلية..
خديجة بن قنة (مقاطعة): ولهذا سنتساءل بعد الفاصل في محورنا الثاني من هذا البرنامج إلى أي مدى إذاً يمكن لهذه المفاوضات أن تحقق أهدافها المنشودة في غياب أي ضمانات أميركية وفي غياب أي حضور أوروبي أيضا، انتظرونا بعد الفاصل سنعود إليكم لا تذهبوا بعيدا.
[فاصل إعلاني]
الضمانات المطروحة وفرص نجاح المفاوضات
خديجة بن قنة: مشاهدينا أهلا بكم من جديد إلى حلقتنا التي نناقش فيها مدلول المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وأيضا المرجعية التي تستند إليها هذه المفاوضات. أستاذ حنا عميرة ربما السؤال المباشر الآن هو هل من ضمانات؟ هل يذهب الفلسطينيون بضمانات؟ واضح أنه ليست هناك ضمانات بما أن إسرائيل ستستفرد بالجانب الفلسطيني في هذه المفاوضات المباشرة إسرائيل لا تريد أحدا فيها لا أطراف إقليمية لا الرباعية ولا الاتحاد الأوروبي بدليل أن كوشنر كان قاسيا وغاضبا جدا وزير الخارجية الفرنسي عندما وصف ما يجري بالخزي.
حنا عميرة: ليست هناك ضمانات أو أية ضمانات، الجانب الفلسطيني خلال الحوار الذي تم قبيل هذه المفاوضات طلب بعض الضمانات لكنه لم يحصل عليها، كل ما حصل عليه هو رسالة من الرئيس أوباما شفهية أيضا وليست مكتوبة يتحدث فيها بشكل واضح عن وعود وهذه الوعود خبرناها خلال سنوات طويلة من المفاوضات ولم تثمر ولم تؤد إلى أية نتيجة، كذلك كما هو واضح دول الاتحاد الأوروبي وهي أيضا مغيبة عن هذه المفاوضات حتى أنها لم تدع لاجتماع الافتتاح، الدول العربية كذلك لها موقف مشجع كما هو واضح لهذه المفاوضات ومن هنا فإن صحيح أن الجانب الفلسطيني لا ينتظر نتائج عملية من هذه المفاوضات ومن هنا قلنا بأنه لو حصلنا فقط وقف الاستيطان بشكل كامل في الضفة الغربية وفي القدس فهذا بحد ذاته سيشكل أساسا لبدء مفاوضات فيما بعد لكن أن تكون هناك مفاوضات تشكل غطاء لإسرائيل من أجل استمرار الاستيطان فهذا هو الشيء الذي نرفضه رفضا تاما والذي سيكون الامتحان الرئيسي خلال الفترة القادمة لأية مفاوضات.
خديجة بن قنة: أستاذ فايز رشيد كيف نفهم تغييب الاتحاد الأوروبي وهو أكبر ممول أو أكبر المساهمين في تقديم المساعدات للفلسطينيين كيف نفهم تغييبه عن إطلاق هذه المفاوضات؟ وأعود وأذكر بما قاله كوشنير حتى أكون واضحة لم يصف المفاوضات بالخزي ولكنه وصف تحديدا تغييب الاتحاد الأوروبي عن إطلاق هذه المفاوضات بأنه خزي.
فايز رشيد: تغييب الاتحاد الأوروبي مقصود رغم أن الاتحاد الأوروبي عمليا هو ذيل للموقف الأميركي تماما، لا يمكن له أن يتجاوز الحد الأميركي، الأميركيون يريدون لهذه المفاوضات أن تبدأ لاعتبارات أميركية ولاعتبارات إسرائيلية، أوباما بحاجة إلى نصر معنوي بعد الخذلان الذي تم والهزائم التي يتلقاها الجيش الأميركي في كل من العراق وأفغانستان، هبوط شعبية الرئيس الأميركي داخل الولايات المتحدة الأميركية هو بحاجة الآن إلى مكسب معنوي، هذا المكسب المعنوي من خلال مفاوضات إسرائيلية، الإسرائيليون بحاجة إلى مفاوضات لامتصاص نقمة دولية استطاعت في فترة من الفترات أن تفهم أن سبب وقف السلام في الشرق الأوسط هي إسرائيل في هناك نقمة دولية على المواقف الإسرائيلية في اغتيال المبحوح في مجزرة مرمرة في ارتكاب جرائم حرب في يعني غزة أثناء العدوان الأخير والعديد العديد من المسائل، الإسرائيليون يريدون هذه المفاوضات لكي لا يقوم حاكم أو قاضي محكمة في أي محكمة من دول العالم بطلب إسرائيليين قادة إسرائيليين بتهمة ارتكاب جرائم حرب وعلى هذا الأساس من يتابع الصحف الإسرائيلية يلحظ وبلا أدنى شك أن هذه المواد والمكاسب التي ستكتسبها إسرائيل من هذه المفاوضات يعني عديدة وإلى الحد أنه لو هرتزل أبو الصهيونية وجبوتنسكي يعني أحد آباء الصهيونية أيضا وبن غوريون أبو إسرائيل حلم بأن يكون هناك وفد فلسطيني للذهاب إلى مفاوضات مع إسرائيل في ظل المواقف الإسرائيلية المتعنتة للحقوق الوطنية الفلسطينية لما صدق مثل هذا الحلم لهذا السبب..
خديجة بن قنة (مقاطعة): يعني بعيدا عن الأحلام، بلغة واقعية أستاذ فايز رشيد هل الرئيس محمود عباس كان بيده بدائل أخرى ورفضها؟ يعني هو فعلا عندما يقول لن نخسر شيئا..
فايز رشيد: يستقيل يا سيدتي.
خديجة بن قنة: فعلا هو لن يخسر شيئا، سنوات ضاعت بدون أي تحريك لعملية السلام، ماذا سيخسر إن ذهب إلى المفاوضات؟
فايز رشيد: يستقيل، يعني هو زاهد في السلطة وفقا لتصريحات الرئيس، ليسلم الراية لغيره فلتحل هذه السلطة إذاً لنتجه إلى المقاومة ولنتجه إلى شعبنا ولنتجه إلى حقوقنا الوطنية الفلسطينية وإلى مرجعية الأمم المتحدة لنعمل من أجل وحدة وطنية فلسطينية لنعمل من أجل يعني تعميق التلاحم مع قوى المواجهة العربية والمقاومة العربية ومع الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج، في هناك بدائل نعم لكل من يريد أن يرى البدائل فليرها، أبو مازن حدد خياراته بالتفاوض لهذا السبب هو يقدم على التفاوض لأنه كما قلت بدون تفاوض فإن السلطة الفلسطينية نعم ستسقط لأنه لا عمل لها في هذه الحالة، هذا هو الفرق بين مدرستين وبين نهجين.
خديجة بن قنة: شكرا لك الدكتور فايز رشيد الكاتب والباحث السياسي كنت معنا من عمان، وأشكر أيضا ضيفي من القدس حنا عميرة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، شكرا لكما. وبهذا نأتي إلى نهاية هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر، غدا بإذن الله قراءة جديدة في ما وراء خبر جديد، أطيب المنى والسلام عليكم.