صورة عامة- ما وراء الخبر 25/08/2010
ما وراء الخبر

أوضاع حقوق الإنسان في اليمن

تتناول الحلقة أوضاع حقوق الإنسان في اليمن وفق تقرير أصدرته منظمة العفو الدولية، ما مدى وجاهة الاتهامات التي ساقتها العفو الدولية للسلطات اليمنية بانتهاك حقوق الإنسان؟

– وجاهة اتهامات العفو الدولية للحكومة اليمنية
– سبل الحفاظ على الأمن القومي واحترام الحقوق والحريات

ليلى الشايب
ليلى الشايب
 

أحمد الصوفي
أحمد الصوفي
توكل كرمان
توكل كرمان

ليلى الشايب: خلص تقرير أصدرته منظمة العفو الدولية إلى أن اليمن يتخلى عن حقوق الإنسان باسم مكافحة الإرهاب ووثق التقرير طائفة متنوعة مما سماها انتهاكات حقوق الإنسان من بينها اعتقالات تعسفية وتعذيب ومحاكمات جائرة وقتل متهمين مشتبه بصلتهم بتنظيم القاعدة ونشطاء الحراك الجنوبي. نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسيين، ما مدى وجاهة الاتهامات التي ساقتها العفو الدولية للسلطات اليمنية بانتهاك حقوق الإنسان؟ وكيف يمكن لليمن التوفيق بين مساعي الحفاظ على أمنه القومي واحترام الحقوق والحريات؟… لا بد أن تكون حقوق الإنسان في صميم تدابير مكافحة الإرهاب في اليمن، دعوة أطلقتها منظمة العفو الدولية في تقريرها الذي رصد ما سمته الانتهاكات التي ترتكبها صنعاء في سياق معاركها ضد الحوثيين والقاعدة ونشاط الحراك الجنوبي.

[تقرير مسجل]

نبيل الريحاني: اليمن يتخلى عن حقوق الإنسان باسم مكافحة الإرهاب، استنتاج خرج به تقرير العفو الدولي رصد الأوضاع الحقوقية في اليمن المضطرب بشدة في الآونة الأخيرة فوجد أن صنعاء تضحي بمكاسب حقوق الإنسان والتزاماتها من أجل كسب المعركة ضد القاعدة والحوثيين ونشطاء الحراك الجنوبي. يسوق تقرير أمنستي عددا من الانتهاكات الحكومية الخطيرة لحقوق الإنسان يحدث أغلبها على يد أجهزة أمنية تأتمر مباشرة بالرئيس علي عبد الله صالح، تصل يدها الطولى إلى حد القتل غير المشروع لنشطاء القاعدة والحراك الجنوبي وتمر عبر الاختفاء القسري الذي يغيب مواطنين يمنيين لأيام ولأسابيع وربما لشهور، بينما يتعرض آخرون لاعتقال تعسفي ينتهي في أغلب الأحوال بمحاكمة جائرة محاكمات طالت أنصار الحوثيين على وجه الخصوص. التقرير توقف عند أهم محطات مسيرة قال إنها عصفت بالتزام الحكومة اليمنية باحترام معايير حقوق الإنسان، ففي 2009 أعلنت صنعاء أنها تخوض حربا ضد من وصفتهم بالإرهابيين وفي ديسمبر من نفس السنة شنت هجمات أعقبها قصف صاروخي على تجمع سكني في منطقة العجلة في محافظة أبين جنوبي اليمن أودت بحياة 41 يمنيا بينهم 21 طفلا و14 امرأة وهو ما اعتبره تقرير منظمة العفو مثالا صارخا على إخلال النظام اليمني بواجبه في حماية السلامة العامة للمواطنين. منحدر حقوقي حمل التقرير مسؤولية المضي فيه شمالا وجنوبا بتحريض أميركي سعودي قالت أمنستي إنه يقف بدوره خلف ما وصلت الأوضاع إليه في اليمن وتطور أحيانا إلى حد التدخل العسكري المباشر، توقف التقرير عند التكاثر غير الطبيعي للمحاكم المختصة بإرادة حكومية في اليمن فمن محكمة مختصة في قضايا الإرهاب عام 1999 توسع اختصاصها في 2004 إلى ثلاث محاكم أخرى مختصة أنشئت بدورها في 2009 ومنها إلى محكمة مختصة في قضايا الصحافة والمطبوعات أكد التقرير أنها أوجدت في نفس السنة لخنق كل الأصوات المنتقدة لسياسات الرئيس علي عبد الله صالح تلك التي -كما تقرير أمنستي- تقول له إن اليمن يسير في طريق نهايته غير السعيدة.

إعلان

[نهاية التقرير المسجل]

وجاهة اتهامات العفو الدولية للحكومة اليمنية


ليلى الشايب: ومعنا في هذه الحلقة من صنعاء أحمد الصوفي رئيس الدائرة السياسية لمنظمة اليمن أولا، ومن صنعاء أيضا تنضم إلينا توكل عبد السلام كرمان الناشطة الحقوقية ورئيسة منظمة صحفيات بلا قيود. نبدأ معك سيد أحمد الصوفي، نريد أن نعرف منك بداية موقف الحكومة اليمنية مما جاء في تقرير أمنستي إنترناشيونال.


أحمد الصوفي: بسم الله الرحمن الرحيم، في البداية إن التقرير ما زال محط دراسة وتدقيق بما يتضمنه من مزاعم، لكننا نستطيع أن نقول إن الأمنستي رغم رصيدها الجيد في كثير من البلدان وأيضا الأحداث التي رفعت حولها تقارير محط احترام إلا أنها في هذه الوقائع كانت انتقائية تارة تدين القتل غير المشروع وتارة كأنها تبحث عن القتل المشروع، الأمر الآخر تدين لجوء الدولة إلى المحاكم في التعاطي مع الأحداث وكأن المحاكم لا تعتبر أو لا تعد جزء من هيكلية الدولة، هي تتكلم عن القانون وفي نفس الوقت ترفض المؤسسات القانونية وأنا لا أظن أن الزملاء في أمنستي..


ليلى الشايب (مقاطعة): المؤسسات القانونية التي تنشأ يعني اعتباطا أو بالمناسبات فقط؟ كالمحاكم المتخصصة التي أنشئت عام 2009 يعني تم إنشاء ثلاث محاكم جزائية متخصصة لم تكن موجودة من قبل.


أحمد الصوفي: هو الأحداث التي يعيشها اليمن فرضت سواء على صعيد الصحافة أو على صعيد الأحداث الجنائية التي تقترف في بعض المحافظات سواء صعدة أو محافظات الضالع وأيضا لحج فرضت وجود مثل هذه الاحتياجات للمحاكم حتى يلوذ الجميع تحت مظلة القانون ويأتمنوا به وكذلك أعتقد بأن لجوء الدولة إلى القانون في التعاطي مع الأحداث باعتبار المواطنين هو يرسخ ملامح الدولة وكذلك يحسن صورة الدولة، أما أن تقول أمنستي أن لجوء الدولة إلى واحدة من وسائل التعاطي مع مواطنيها بأنه سلوك غير طبيعي ويكون محط إدانة أعتقد أن أمنستي بهذا التصور قد أصيبت بعمى ألوان أو أن تقريرها له مصادر من ذات الأطراف المتضررة من الاحتكام إلى القانون، نحن نعتقد أن أمنستي يمكن أن يرد عليها بطريقة رسمية عن طريق قراءة هذا التقرير وتمحيصه، أما انتقاء وقائع مثل القصف الذي قامت به الطائرات الأميركية في أبين فهذا جزء من سياسة دولية..


ليلى الشايب (مقاطعة): ولكنها يعني وقائع حدثت بالفعل سيد أحمد الصوفي، على كل أنت أشرت إلى تحسن صورة الحكومة سنرى إن كانت هذه الصورة تحسنت بالفعل أم لا، وهنا أسأل السيدة توكل عبد السلام كرمان بخصوص ما جاء في هذا التقرير، سيدة توكل التقرير جاء تحت عنوان "القمع تحت الضغط"، برأيك ألا يحمل العنوان في طياته نوعا من التبرير وربما التفهم أيضا لممارسات الحكومة اليمنية الواقعة هي نفسها تحت الضغط؟


توكل كرمان: مرحبا بك أستاذة ليلى، الحقيقة أنه فعلا أنا عندي تحفظ على هذا العنوان "القمع تحت الضغط" لأن السلطة اليمنية أصلا هي تقمع بدون ضغط، هي تحتاج فقط لهذا الضغط لكي تبرر قمعها للاحتجاجات السلمية في الجنوب وللصحفيين ولمنظومة حقوق الإنسان في اليمن، أنا أقول إن أي أحد ينكر ما يحدث في اليمن من انتهاكات لحقوق الإنسان وبالتحديد ما يحدث في اليمن من قتل خارج إطار القانون هذا ليس مصابا بعمى ألوان هذا مصاب بحالة مستعصية من فقدان البصر، ما يحصل الآن هناك انتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان في اليمن وما قالته منظمة العفو الدولية أقل من الحقيقة بكثير، هناك قتل خارج إطار القانون وبالعكس جميع حالات القتل التي ترتكبها السلطات اليمنية سواء في الشمال أو في الجنوب كلها خارج إطار القانون، ما فيش حالة قتل واحدة تمت بناء على ملاحقات جنائية أو بأحكام قضائية، الحاصل إن السلطة التشريعة والسلطة القضائية خارج المسار تماما هؤلاء ليس لهم أي دور فيما يحدث بهذه الانتهاكات، التي تنفذ هذه الانتهاكات كلها السلطة التنفيذية بمعزل عن السلطة التشريعية والقضائية، ما قالته منظمة العفو الدولية أقل بكثير من الحقيقة، الإخوة في الحراك الجنوبي الآن في الجنوب يقتلون بشكل يومي تحت مبرر الإرهاب والدولة الآن أخذت الإرهاب كشماعة لكي تقمع إخواننا في الجنوب وهذا الذي عنون له في تقرير منظمة العفو الدولية، أنا مع تقرير منظمة العفو الدولية كاملا وإن كانت الحقيقة أكثر وضوحا وأكثر مأساوية لكنني أتحفظ على العنوان لأن السلطات اليمنية تقمع مواطنيها قبل الضغط.

إعلان


ليلى الشايب: سيد أحمد الصوفي اتهمت التقرير بالانتقائية والمنظمة أيضا بالانتقائية والتقرير يسوق أمثلة ويعطي أرقاما ولا يمكنه أن يحيط بكل ما يجري في اليمن بالسنوات الأخيرة، مثلا في ديسمبر 2009 هجوم صاروخي على مخبأ للقاعدة أو يعتقد كذلك في أبين في الجنوب، أوقع 41 قتيلا بينهم 21 طفلا و14 امرأة، يعني 35 بريئا قتلوا في هذا الهجوم يعني كيف نفسر وماذا نسمي هذا النوع من الفعل؟


أحمد الصوفي: أنا أعتقد بأن اليمن هي جزء من المنظومة الدولية في الحرب على الإرهاب ومثل هذه الالتزامات لا يمكن لليمن أن تتخلى عنها وإذا كانت هناك معلومات أو مؤشرات على وجود خلايا تتخفى تحت قناع الحراك أو تتخفى تحت قناع القاعدة وتم استهدافها من قبل المنظومة الدولية التي يعني تقف وتتصدى لهذه المنظمة الإرهابية فأنا أعطيك وأعطي الأمنستي عشرات الوقائع التي حتما سيكون التقرير قد أوردها، هناك من يلقي القنابل على السجناء داخل السجن باسم الحراك وهناك من يخرج في مظاهرات هوجاء باسم القاعدة يتحدى الدولة ويعلن دولة أو إمارة أبين وهناك من يترصد المسافرين في الطرقات ويطلب أو يقتنصهم لكي يشوههم ويتفنن في تعذيبهم وهناك العشرات من حالات ترصد الجنوب في الأسواق وأيضا إطلاق النار عليهم من أماكن تكاد تكون مأهولة بالسكان، كل هذه الأحداث تجعل من القوات المسلحة والأمن في حالة دفاع، وأنا أقدم لك دليلا بسيطا جدا على أن قوات الأمن لا تتبع ولا تعتمد سياسة القتل غير المشروع وإنما تتبع سياسة الدفاع عن النفس والدليل واضح أن عدد القتلى من رجال الأمن أكثر من القتلى من القاعدة أو الحراك، فقط اليوم هناك أربعة قتلى وقبل خمسة أيام كان هناك عملية تصفية جسدية من قبل القاعدة لعشرة من جنودنا، هذه الأعمال الإرهابية هل يمكن تبريرها باسم حقوق الإنسان؟ أنا أرى أن اليمن يتطور في مجال حقوق الإنسان بدليل أن زميلتنا التي تشهد في هذا اللقاء زورا وبهتانا هي قد توسعت في نطاق رؤيتها من الدفاع عن حقوق الإسلاميين إلى الدفاع عن حقوق الإنسان اليمني وهذا بحد ذاته..


ليلى الشايب (مقاطعة): طيب وماذا عن المرصد اليمني لحقوق الإنسان في تقريره الأخير الصادر في يونيو الماضي والذي يرصد تراجع الديمقراطية بشكل عام وحقوق الإنسان في اليمن يعني بأكثر من 60%؟ هذا أيضا عليه علامة استفهام.


أحمد الصوفي: هذا المركز لا يعتقد بتقريره لأن رئيسه هو عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني..


ليلى الشايب (مقاطعة): من داخل اليمن يعتقد برأيه وبتقاريره إذاً؟


أحمد الصوفي: نحن نريد جهازا محايدا، هذه قضايا يمكن تسييسها ونحن مقدمون في الأمد القريب على انتخابات وكل واحد يشحذ همته ويوظف الوقائع لكي يحصل على رصيد. نحن نقول على أمنستي أن تبحث عن مصادر نقية ونزيهة في استقاء معلوماتها، هناك عدد هائل جدا داخل المجتمع اليمن يمكن الاعتماد على مصادره لماذا تلجأ فقط للمنظمات الحزبية المنظمات المنحازة؟ لماذا تلجأ إلى شهادات الزور؟


ليلى الشايب: طيب لندع السيدة توكل ترد لو سمحت أستاذ أحمد الصوفي. الوضع إجمالا في اليمن كما يوصف سيدة توكل يعني كما يوصف حتى قانونيا هو يعني نوع من عمليات خارج إطار أي نزال مسلح محدد، يعني دولة تواجه خطر التفتت كيف لها أن تضع حقوق الإنسان ضمن أولوياتها كما تطالبون؟


توكل كرمان: يا عزيزتي شر البلية ما يضحك، الحقيقة إن الذين يتحدثون عن القاعدة وعن العمليات الإرهابية التي تحدث في الجنوب ويبررون القتل غير المشروع هذا غير الشرعي القتل خارج إطار القضاء لأبناء الجنوب بهذه الطريقة يبررونها بالإرهاب، الحقيقة الشعور إن هؤلاء لا يمتلكون أدنى معرفة بالقاعدة، منذ متى والقاعدة تتبنى النضال السلمي؟ هذه القاعدة هي عبارة عن أسطورة وهي عبارة عن قصة ومسرحية اختلقتها السلطة اليمنية من أجل ضرب الحراك الجنوبي السلمي والدليل على ذلك أنها تتحدث عن الحراك القاعدي، هي تتحدث عن الحراك القاعدي هذا الحراك الذي تحول إلى القاعدة، لم تستطع أو بالفعل هي كانت تقمع الحراك الجنوبي من قبل لكن كان في ثورة حقيقية داخلية وخارجية ضد هذه السلطة، لماذا تقمعين هؤلاء الناس السلميين هؤلاء الذين يخرجون في مظاهرات سلمية يطالبون بمطالب شرعية وغير ذلك كيف تقمعينهم؟ كان في ثورة حقيقية فأخذت الإرهاب والقاعدة كوسيلة أو كشماعة تتعلق بها، فمن يتحدث عن وجود قاعدة في الجنوب هذا يعني لا يفهم لأن القاعدة طول عمرها وهي..

إعلان


ليلى الشايب (مقاطعة): نعم، سوف ندع السيد أحمد الصوفي يجيب على كل هذه التساؤلات بعد الفاصل سيدة توكل. على كل اليمن لا شك يواجه خطرا حقيقيا ولكن كيف يمكن للسلطات اليمنية بعد هذه الاتهامات أن تظهر احترامها للحقوق والحريات في ظلها حربها المتواصلة ضد القاعدة والجنوبيين؟ انتظرونا بعد الفاصل.

[فاصل إعلاني]

سبل الحفاظ على الأمن القومي واحترام الحقوق والحريات


ليلى الشايب: أهلا بكم من جديد مشاهدينا إلى هذه الحلقة التي نناقش فيها اتهامات العفو الدولية للسلطات اليمنية بانتهاك حقوق الإنسان في مواجهتها مع الجنوبيين والحوثيين. وأسأل السيد أحمد الصوفي أو بالأحرى أنقل إليه بعضا مما قاله مالكوم سمارت وهو مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة أمنستي، في الحقيقة هو لا ينكر على اليمن حقه في مواجهة أي نوع من الأخطار تحت ما يسمى بالإرهاب ولكن يقول لا بد أن تكون حماية حقوق الإنسان في صميم كافة التدابير المتخذة باسم مكافحة الإرهاب، هل يمكن للسلطات اليمنية أن تقوم بذلك وتنفذ ذلك؟


أحمد الصوفي: أنا أعتقد بأن السلاح الإستراتيجي للدولة اليمنية في مواجهة مخططين خطرين جدا هو سعي القاعدة لإيجاد ملاذ آمن لها في اليمن لتكون امتدادا لحالة الاضطراب والفوضى السائدة في الصومال حتى يكون لها وجود إستراتيجي تغطي ضفتي البحر الأحمر، والأمر الآخر نزوع الحراك إلى تصفية الوجود القانوني للدولة وكذلك تدمير صورتها على مستوى الرأي العام الدولي كما تحاول أمنستي أن تخدم هذه الأهداف، لكن الدولة اليمنية تعتمد على الحفاظ على قضية الديمقراطية وقضية حقوق الإنسان باعتبارها من صميم أهدافها لأنها بدون الديمقراطية لا تستطيع أن توفر الغطاء الآمن للاختلافات والنزعات والأيديولوجيات المتواجدة والنشطة داخل اليمن. لكنني أريد أن أسأل الزميلة..


ليلى الشايب (مقاطعة): قبل أن تسألها أنا أريد أن أسألك، عذرا للمقاطعة، يعني طيب مفهوم حق اليمن في الدفاع عن أمنه إستراتيجيا ولكن ما دخل الصحفيين ما دخل المنشقين ما دخل المعارضة ما دخل أصحاب القلم؟ يعني من بين آخر الممارسات التي عمدت إليها السلطات اليمنية اختطاف واخفاء قسري لعبد الإله حيدر شائع ورسام الكاريكاتير كمال شرف الدين بعد حصار ومداهمة لمنزليهما خارج القانون، أريد منك أن تفسر لليمنيين يعني مواطنين وصحفيين ومعارضة ما دخل هؤلاء بما يجري في اليمن من حرب ضد الإرهاب؟


أحمد الصوفي: أي إجراء يتخذ ضد أي صحفي وضد أي قلم يمارس حقوقه وأيضا يمارس واجباته في إطار حق المجتمع في تبادل المعلومات نعتبر هذه المسائل مرفوضة ومدانة، وربما هناك أخطاء وزلات ولكنها ليست سياسيات بدليل أنك تقدمين لي حالات، وأنا لست مؤسسة أمن، أنا أتكلم عن وجود 350 صحيفة في اليمن وعدد من قنوات التلفزيونات وكذلك أنا أتكلم عن فيض من الحريات يتمتع بها كل المواطنين اليمنيين، أن تكون لدي حالة أو حالتان إحداها تدعي التعبير عن القاعدة وتحاول أن تفلسف عملياتها العسكرية أو تدخل في خصومات مع المؤسسات الأمنية، مثل هذا الأمر أنا لا أستطيع أن أبرره وأدافع عنه، لا بد من التحقيق في مثل هذه الحالات.


ليلى الشايب: طيب نرى إن كانت السيدة توكل يعني تجد تبريرا لمثل هذه السلوكيات في وضع يفترض بأن يكون كل اليمنيين على كلمة سواء من أجل حفظ أمن البلد ووحدة البلد.


توكل كرمان: يا عزيزتي من السهل أن ترمي تهمة القاعدة لأي معارض لسياسة الدولة، حتى الجعاشن أبناء الجعاشن تم اتهامهم هؤلاء المهجرين قبل تسعة أشهر والجزيرة كثيرا ما نقلت مأساتهم هؤلاء الآن يتهمون بأنهم من القاعدة، وبالتالي لا تستبعدي من هذا النظام أن يتهم كل صحفي حر وكل قائل رأي يدافع عن حقوق الإنسان ويكافح الفساد أن هذا من القاعدة بينما القاعدة هذه القاعدة تفرغ وتستنسخ من دار الرئاسة ولدينا يعني ما يثبت ذلك. أنا أريدك..سألتني قبل الفاصل حول الحلول الممكنة، أنا أقول إن هذا البلد حاميها حراميها، المطلوب هذا البلد يعني السلطة والنظام الحاكم فيها عبث بشماله وبجنوبه وبوسطه عبث بالديمقراطية عبث بحقوق الإنسان، الحل بأن هذا النظام لا بد أن يغير. وأنا هنا أناشد الإخوة أحزاب اللقاء المشترك بأن يقودوا ثورة سلمية في الشارع تعمل على إسقاط هذا النظام الذي عبث بهذا البلد من شماله إلى جنوبه، هذا حل داخلي، حل خارجي ونحن أيضا مطالبتنا بذلك الحل يعني ثمنها صعب وكذلك يعني أمر صعب يعني لكننا نتمنى من أحزاب اللقاء المشترك أن تقوم به، الحل الخارجي نحن نتمنى من الأصدقاء والأشقاء بدءا بقطر وانتهاء بالمجتمع الدولي كاملا بأن يرعوا حوارا حقيقيا يكون يعني حوارا دوليا يعني برعاية دولية وإقليمية من جميع أطراف المنظومة السياسية من جميع الأطراف بين الحوثيين وبين الحراك الجنوبي وممثلة بمعارضة الخارج وكذلك مع الإخوة في اللقاء المشترك والنظام السياسي القائم بهذا يعني سوف نحاول قدر الإمكان أن يساعدنا أشقاؤنا وأصدقاؤنا في حفظ أمن البلد واستقراره، غير ذلك فالبلد تسقط وتسقط يعني أمام مرأى ومسمع الجميع.

إعلان


ليلى الشايب: طيب هذا واحد من الحلول تفضلت بها سيدة توكل، أعود مرة أخرى وأخيرة إلى السيد أحمد الصوفي، يعني لدى اليمن كما يقول قانونيون وحقوقيون ويقرون بذلك بنية قانونية واضحة ومتسقة فيها ضمانات لحقوق المتهمين والمعتقلين، ببساطة هل يمكن للسلطات اليمنية أن تلتزم بهذه القوانين وتطبقها؟


أحمد الصوفي: في الحقيقة إن السلطات اليمنية قد يكون لديها بعض النوايا في إطار أوضاع الحروب التي تعيشها وهي نوايا قد تكون هشة وضعيفة ولكن ما يزيد الأمر ضررا وإلحافا وجود مثل هذه الأصوات التي تحاول أن تكون باسم قضية الإنسان فتلحق الضرر بقضية حقوق الإنسان حتى أننا لا نستطيع أن نعرف الخيط الأبيض من الخيط الأسود وبالتالي قضية حقوق الإنسان وتشجيع الدولة على الالتزام بها تحتاج إلى أصوات أولا منحازة ومؤمنة بهذه القضية فنحن خلال العشرين عاما استطعنا أن نزحزح جناحا في الإسلاميين إلى أن يؤمنوا بقضية حقوق الإنسان ولكننا الآن مصابون بآفة استغلال قضية حقوق الإنسان وأيضا مطالبة الجهات الدولية التدخل لحل هذا المأزق أو ذاك، نحن الآن نقدم دليلا من خلال زميلتنا توكل كرمان ونقول للأمنستي هذا أحد الشهود الذين تعتمدون عليهم، وبالتالي كيف يمكن أن نعتمد على تقرير يتحول في داخل منبر الجزيرة إلى دعوة للثورة والإطاحة بالنظام بينما القضية هي قضية حقوق إنسان؟ أنا أعتقد أن الحكومة اليمنية هي أحرص من المعارضة وأكثر..


ليلى الشايب (مقاطعة): ألم تستعن اليمن بالولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب؟


أحمد الصوفي:لأن الإرهاب بدرجة أساسية لا يستهدف اليمن وحدها، يستهدف العالم، فهناك قضية شراكة بين العالم فيما يتصل بطبيعة الخطر، أما قضية حقوق الإنسان فيفترض أن تكون أولا واعظا وطنيا وحقا وواجبا وطنيا وبالتالي يعني نضال الزميلة توكل معنا من أجل إعطاء العالم معلومات دقيقة وأمينة وفي نفس الوقت الحفاظ على صورة اليمن لأن هذا اليمن سواء كان يحكمه علي عبد الله صالح أو يحكمه حزب الإصلاح أو المشترك هو في الأخير بلدنا وبالتالي الإساءة لهذا البلد وتشويه صورته أمام العالم أعتقد لا أعرف ما الذي يمكن أن تربحه المعارضة، وبالتالي أنا أقول إن قضية حقوق الإنسان وأمنستي بدرجة أساسية يجب أن تكف أن تكون ضحية تضليل ليس فقط بسبب وجود المعارضة في لندن بشكل كثيف ولكن أيضا لتنمر المعارضة أيضا داخل صنعاء وخارج صنعاء هذا التنمر الذي يشوه يعني قضية حقوق الإنسان ويصور الأحداث التي تقع في ساحات القتال وفي أوضاع مواجهات وصدامات مسلحة وكأنها قضية السفر على يخت ناعم في ليلة صيفية من ليالي هذا الوطن المنكوب بهذه الأصوات.


ليلى الشايب: شكرا جزيلا لك أحمد الصوفي..


توكل كرمان: أستاذة ليلى..


ليلى الشايب (متابعة): رئيس الدائرة السياسية لمنظمة اليمن أولا كنت معنا من صنعاء شكرا جزيلا لك. وأعتذر للسيدة توكل عبد السلام كرمان الناشطة الحقوقية ورئيسة منظمة صحفيات بلا قيود لأن الوقت أدركنا، وشكرا جزيلا لكم مشاهدينا للمتابعة. بهذا تنتهي هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر، غدا بإذن الله قراءة جديدة في ما وراء خبر جديد، تحية لكم وإلى اللقاء.

المصدر: الجزيرة