صورة عامة- ما وراء الخبر 24/08/2010
ما وراء الخبر

أبعاد زيارة مدير وكالة الطاقة الذرية إلى إسرائيل

تناقش الحلقة أبعاد زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو إلى إسرائيل، ما أهمية زيارة أمانو لإسرائيل في ظل تمسك تل أبيب بسياسة الغموض النووي؟

– أهمية الزيارة وخلفياتها وأهدافها وملامح الموقف الإسرائيلي
– فرص إقناع إسرائيل بالانضمام لمعاهدة حظر الانتشار النووي

 

محمد كريشان
محمد كريشان
يسري أبو شادي
يسري أبو شادي
إيال زيسر
إيال زيسر

محمد كريشان: يقوم المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو بزيارة لإسرائيل هي الأولى منذ توليه منصبه في ديسمبر الماضي، وتتوقع إسرائيل من أمانو أن يتبع سياسة صارمة تجاه برنامج إيران النووي كما تتوقع منه أن لا يتبع نهج سلفه محمد البرادعي بالمطالبة بتفتيش المنشآت النووية الإسرائيلية. نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه من زاويتين، ما هي أهمية زيارة أمانو لإسرائيل في ظل تمسك تل أبيب بسياسة الغموض النووي؟ وهل تنجح المحاولات الرامية لإقناع إسرائيل بالانضمام إلى اتفاقية الحد من الانتشار النووي؟.. السلام عليكم. لم يجد بنيامين نتنياهو الوقت ليقابل مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، بهذا العنوان اختصرت صحيفة هاآريتس الزيارة الأولى لأمانو إلى إسرائيل معللة ذلك بتصورات الرجلين المختلفة لهدف الزيارة، نتياهو أرادها لبحث البرنامج النووي الإيراني أما أمانو فجاء لمحادثات قيل إنها ستركز على إقناع إسرائيل بضرورة الانضمام إلى معاهدة حظر الانتشار النووي.

[تقرير مسجل]

نبيل الريحاني: هذه بعض المشاهد النادرة لمفاعل ديمونة أحد أهم المواقع النووية الإسرائيلية التي طويلا ما لفها الغموض وشكلت محورا لمطالبات عربية وإيرانية متكررة بتفتيشها والإشراف عليها من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لهذا السبب على الأرجح توجه المدير الحالي للوكالة الياباني يوكيا أمانو إلى تل أبيب في زيارة هي الأولى من نوعها يلتقي فيها قادة ومسؤولين هناك على رأسهم أبو المشروع النووي الإسرائيلي الرئيس الحالي شمعون بيريز ودان ماريدور وزير الاستخبارات والشؤون النووية وموشي يعلون وزير الشؤون الإستراتيجية في حكومة نتنياهو. قيل إن البند الرئيسي في أجندة الزيارة يتمثل في تبديد التوتر الذي يسود بين حين وآخر العلاقة بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإسرائيل على خلفية رفض هذه الأخيرة التوقيع على معاهدة منع الانتشار النووي والكشف عن حقيقة ترسانتها النووية التي تؤكد تقديرات مؤسسة جينس للدراسات العسكرية أنها تتراوح بين مائتين وثلاثمئة رأس نووي، حالة إسرائيلية وصفها العرب وإيران بالاستثناء المدعوم بغطاء أميركي غربي، حالة صدر بشأنها قرار من الوكالة في سبتمبر 2009 عبر عن القلق من التهديد الذي تمثله الترسانة النووية الإسرائيلية ودعا إسرائيل إلى التوقيع على معاهدة المنع من الانتشار النووي، في المقابل تقترح تل أبيب بندا آخر رئيسيا للزيارة هو النووي الإيراني الذي يقض مضجع إسرائيل الباحثة عن تطبيقه بكل السبل ولعلها وجدت في أمانو القريب من واشنطن وصاحب العلاقة المتوترة مع طهران منصتا مناسبا لهواجسها أفضل من سلفه محمد البرادعي. لمن الأولوية في مجهر وكالة الطاقة الذرية، ألمشروع إيران النووي أم لترسانة إسرائيل المثيرة للجدل؟ تسريبات للغارديان البريطانية تقول إن وثاقا أميركيا روسيا محتملا يطبخ على نار هادئة سيدعم أطروحة شرق أوسط خال من السلاح النووي إذا كان ذلك ثمنا لسيطرة كاملة على مفاصل ومجريات المشروع النووي الإيراني ولانحياز عربي ضد طهران في أي مواجهة محتملة معها.

إعلان

[نهاية التقرير المسجل]

أهمية الزيارة وخلفياتها وأهدافها وملامح الموقف الإسرائيلي


محمد كريشان: ومعنا في هذه الحلقة من فيينا الدكتور يسري أبو شادي كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقا، وينضم من تل أبيب الدكتور إيال زيسر رئيس قسم الدراسات الشرق أوسطية لجامعة تل أبيب، أهلا بضيفينا. لو بدأنا بالسيد زيسر في تل أبيب كيف ينظر في إسرائيل لأهمية هذه الزيارة؟


إيال زيسر: لا تعتبر هذه الزيارة زيارة هامة أو زيارة لها أي بعد سياسي يعني تعتبرها إسرائيل كأنها زيارة فنية زيارة تعليمية زيارة تفقدية، وقد زار مدير الوكالة السابق إسرائيل أكثر من مرة وهذه هي الزيارة الأولى لهذا المدير ولكن لا أعتقد بأن إسرائيل تولي أي أهمية لهذه..


محمد كريشان (مقاطعا): نعم عفوا السيد محمد البرادعي زار إسرائيل مرتين فقط في فترة 12 سنة بينما المدير الجديد يعني أقل من سنة هذه هي زيارته الأولى مما يدل على أهمية يفترض أنه يوليها لإسرائيل.


إيال زيسر: هذا صحيح ولكن في عيون إسرائيل يعني الحوار يتم عن طريق الإدارة الأميركية ومن خلال الإدارة الأميركية ومش من خلال الوكالة أو مع مدير الوكالة، هذه دائما كانت الهوية الإسرائيلية، ولذلك مثلا نتنياهو يقضي عطلته السنوية الصيفية في مكان ما في إسرائيل غير موجود في مكتبه ولم يلغ هذه العطلة ويغادر إلى مكتبه في القدس لمقابلة مدير الوكالة، لذلك أعتقد بأن إسرائيل بصورة عامة يعني لا تولي أي أهمية خاصة لهذه الزيارة، زيارة مهمة وبعض من المسؤولين سيقابلون هذا المدير ولكن لا أرى أن هناك أي أهمية خاصة من قبل الحكومة الإسرائيلية، المهم كما أشرت يعني الحوار بين إسرائيل والإدارة الأميركية هذا دائما كان الموقف الإسرائيلي.


محمد كريشان: نعم هل هذه الزيارة ليست هامة، وهنا ننتقل إلى الدكتور أبو شادي هل هذه الزيارة ليست هامة لأن إسرائيل تريدها كذلك برأيك؟


يسري أبو شادي: طبعا رأيي لا ومع أني، اعذرني أقول إن التحاليل اللي أنا سمعتها مش دقيقة وأصلحها شوية، أمانو في زيارة لإسرائيل لتحقيق أو تنفيذ جزء من قرار اتخذ بالفعل في شهر سبتمبر الماضي ولأول مرة يمكن من عشرين سنة يتخذ هذا القرار بطلب إن إسرائيل يجب عليها توقيع اتفاقية منع الانتشار ويجب على الوكالة التفتيش على جميع المنشآت النووية بقرار جديد أول مرة يطلع من أكثر من عشرين سنة وعلشان كده برضه كلامك عن أن المدير السابق البرادعي أنه كان بيزور إسرائيل علشان يقنعها بالتفتيش على منشآتها مش دقيق قوي، لا هو ما كانش بيزور علشان كده هو كان بيزور علشان محاولة توسيع المنطقة الخالية من الأسلحة النووية منطقة الشرق الأوسط، ولكن ذهاب أمانو البارحة لإسرائيل ده لأن هو بيحط تقرير حيقدمه الشهر اللي جاي إلى مجلس المحافظين وإلى المؤتمر العام للوكالة علشان يردوا عليهم على القرار اللي اتخذ واللي طلب من المدير العام أن يبذل مجهوداته لتحقيق هذا القرار وهذه الخطوة هي خطوة من هذه الخطوات وطبعا إسرائيل يمكن تبدي بعض عدم الاهتمام لأنه هي عارفة كويس أن أمانو أكيد لازم حيتكلم في هذا القرار وحيشوف طبعا إذا كان إمكانية إن إسرائيل مش حأقول إنها حتوقع على طول علشان لازم نكون واقعين لكن على الأقل إيه الخطوات اللي اللازمة لهذا وكذلك إقناعها بالمؤتمر اللي طلب فيه مايو في نيويورك أثناء مراجعة الاتفاقية أنه سنة 2012 يتعمل مؤتمر في الشرق الأوسط لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، إسرائيل تعاملت…

إعلان


محمد كريشان (مقاطعا): ولكن عفوا دكتور أبو شادي واضح مثلما ذكر ضيفنا من تل أبيب أن إسرائيل تعتبر أن الملف النووي يبحث مع الإدارة الأميركية يبحث مع واشنطن ولا يبحث مع الوكالة، يبدو هذا هو التصور السائد في إسرائيل.


يسري أبو شادي: والله إسرائيل بعدم توقيع هذه الاتفاقية تعتبر أن الوكالة مالهاش دورا ولكن يعني لازم نقول إنه في قرار اتخذ بالأغلبية في المؤتمر العام للوكالة هذا القرار لازم يحترم زي ما نحن بنطالب بأن جميع قرارات الأمم المتحدة اللي إيران تحترمها وأن بقية الدول تحترمها إسرائيل مفروض أن هي برضه تحترم رغبة الدول دي هي وإنه في قرار اتخذ بالفعل، إذا كان إسرائيل في رأيها أن علاقاتها مع أميركا تغنيها عن أنها تعمل علاقات مع الوكالة ومع الـ 150 دولة اللي الموجودين في الوكالة والله ده رأيهم الخاص، لكن أعتقد أن أمانو عنده دعوة رسمية من إسرائيل هو ما رحش برضه لوحده هو طبعا سعى لحل الموقف لكن هو عنده دعوة وبيقابل الشخصيات المهمة سواء قابل رئيس الوزراء أو لا في النهاية هو بيقابل المهمين قابل رئيس الجمهورية وقابل مجموعة من الوزراء وأكيد الحديث الأول فيه هو قرار المؤتمر العام للوكالة بالتفتيش على جميع المنشآت الإسرائيلية.


محمد كريشان: هو هذا القرار الذي تشير إليه دكتور وهنا أعود إلى ضيفنا في تل أبيب الدكتور زيسر هذا القرار اعتبر آنذاك وهو في سبتمبر الماضي اعتبر قرارا غير مسبوق ووقع تبنيه بصعوبة، أن تقع زيارة أمانو بعد هذا القرار ألا يمثل أي خوف أو خشية معينة من إسرائيل تجاه معالجة المجتمع الدولي لملفها النووي؟


إيال زيسر: كان هذا القرار كما ذكرت غير مسبوق لأن الولايات المتحدة أيدته ولكن منذ ذلك الوقت حصل تغير ما في المواقف الأميركية كان هناك تفاهم بين نتنياهو وأوباما حصلوا على تفاهم خلال الزيارة الأخيرة لنتنياهو إلى واشنطن وأعتقد بأن هذا الموضوع هذا التفاهم الإسرائيل الأميركي الحالي مرتبط بالمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية مرتبط بالانتخابات القادمة في أميركا مرتبط بالملف الإيراني، ولكن أنا شخصيا أتوقع بأنه في السنة القادمة ممكن أن نرى موقفا أميركيا جديدا لأن أوباما ملتزم بالموقف الداعي إلى منطقة شرق أوسط خالية من أي أسلحة نووية ولذلك يدور اليوم نقاش جدي في داخل إسرائيل داخل المجتمع الإسرائيلي على إسرائيل أن تلتزم بسياسة الغموض النووي أو عليها أن تغير هذه السياسة وتنضم إلى معاهدة عدم نزع السلاح النووي وإلى آخره، نحن نرى بوادر التغيير ولكن كما قلت وكما أشرت يعني الكل مرتبط بالمواقف الأميركية والآن مش السنة الماضية ولكن الآن الموقف الأميركي هو منيح جدا من ناحية حكومة نتنياهو وهويته الحالية لهذا الموضوع.


محمد كريشان: نعم أمانو صرح في نهاية الشهر الماضي بأنه سيسعى شخصيا كما قال سيسعى شخصيا لدى إسرائيل لإقناعها بضرورة الانضمام إلى اتفاقية حظر الانتشار النووي، هل لهذه العلاقة الشخصية غير المتوترة أو الفاترة كما كان الأمر مع الدكتور البرادعي أي تأثير في موقف إسرائيل؟


يسري أبو شادي: ما أعتقدش، ما أعتقدش أن أوباما حيغير كثيرا من السياسة التقليدية…


محمد كريشان (مقاطعا): عفوا دكتور أبو شادي فقط نأخذ الرأي الإسرائيلي في هذه النقطة ثم نعود إليك حولها بالذات، تفضل سيد زيسر.


إيال زيسر: لا أعتقد بأن الموضوع يخص بهذا الشخص أو هذا الشخص، الهوية الإسرائيلية واضحة يعني دول كسوريا كإيران قد وقعت على هذه المعاهدة ولكن فعلت ما فعلت وهذه المعاهدة يعني من الناحية الإسرائيلية أعتقد من من ناحية المجتمع الدولي لم تكن فعالة بالنسبة لدول كإيران وكسوريا، ولذلك الهوية الإسرائيلية الحالية ما الفائدة من الانضمام إلى هذه المعاهدة وفي دول أخرى توقع ولكن تفعل ما تفعل ولذلك أعتقد بأن المنطق الإسرائيلي أو السياسة الإسرائيلية تريد ضمانات واضحة قبل الانضمام وهذه الضمانات ممكن أن تطيع بس الولايات المتحدة ولذلك هذا الشخص أو شخص آخر مش كاف بالنسبة لإسرائيل وللضمانات التي تريدها إسرائيل.

إعلان


محمد كريشان: دكتور أبو شادي تفضل.


يسري أبو شادي: لا أنا يعني في تقديري بس أن أوباما لن يغير السياسة التقليدية الأميركية من عشرات السنين، وأباما من شهر أو أكثر قال إن هو بيؤيد السياسة الضبابية أو سياسة الضباب النووي الإسرائيلي، وده موقف الحقيقة كان غريبا شوية مع كل الاحترام له، لكن أنت بتوقع عقوبات لإيران وبتحول الملف بتاعها لمجلس الأمن وإلى آخره في وقت من التوقيت أن أنت ما عندكش براهين حقيقة على أن إيران خالفت أو بتعمل سلاحا نوويا في حين الكل عارف أن إسرائيل عندها أسلحة وأعداد ضخمة وبالرغم من هذا أنت مؤيد السياسة الضبابية! فواضح أن أحنا بنخش في سياسة كلام بكلام من غير تنفيذ حقيقي، يعني حتى القرار اللي طلع في مايو اللي فات اللي بيقول إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة واللي تضمن اسم إسرائيل لأول مرة وأيدته أميركا لكن بعدها على طول بحاجة بسيطة قال لا أنا مش مؤيد إدخال اسم إسرائيل في هذا القرار، طيب يعني هو منطقة الشرق الأوسط هو مين فيها حيخليها من مين؟ هو في دولة في منطقة الشرق الأوسط غير موقعة على هذه الاتفاقية إلا إسرائيل؟ في دولة عندها سلاح حقيقي نووي إلا إسرائيل؟ فإذاً واقع الأمر إذا هو إسرائيل اسمها ذكر أولا فهي واقع معروف أن هي الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط اللي لم توقع والتي تملك الأسلحة النووية.


محمد كريشان: بالإشارة إلى اجتماع مايو الماضي المدير العام أمانو دعا إلى ما سماه بلورة رؤية دولية هذا هو التعبير لانضمام إسرائيل إلى معاهدة حظر الانتشار النووي، نريد أن نعرف بعد الفاصل إلى أي مدى هذه المساعي سواء من خلال زيارة أمانو أو من خلال تحركات دولية أخرى قد تقنع إسرائيل بأهمية هذا الانضمام؟ لنا عودة إلى هذه النقطة بعد فاصل قصير، نرجو أن تبقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

فرص إقناع إسرائيل بالانضمام لمعاهدة حظر الانتشار النووي


محمد كريشان: أهلا بكم من جديد في هذه الحلقة التي نناقش فيها زيارة مدير وكالة الطاقة الذرية إلى إسرائيل وعلاقتها بمحاولة إقناعها بالانضمام إلى معاهدة حظر الانتشار النووي، دكتور زيسر أشرت قبل الفاصل إلى ضرورة حصول إسرائيل على ضمانات ما وصفته بضمانات ما هي نوعية هذه الضمانات التي قد تقنع إسرائيل بالنظر بجدية للانضمام إلى المعاهدة الدولية؟


إيال زيسر: أولا من الناحية الفنية كيف تنضم إسرائيل إلى هذه المعاهدة؟ يقال وأنتم أشرتم إلى ذلك بأن لإسرائيل بعضا من الإمكانيات النووية طبقا لما تنشره وكلات الأنباء وشبكات الإذاعة الأجنبية، طبعا في إسرائيل النقاش حول هذا الموضوع ممنوع ولكن كل العالم يتكلم عن ذلك، إذا افترضنا بأن لإسرائيل بعضا من الإمكانيات يعني انضمامها إلى المعاهدة هي مش كدولة تريد تطوير هذه الأسلحة وتريد تطوير القدرة ولكن كدولة لها هذه القدرة كما الأولى بالنسبة لبريطانيا والصين ولروسيا لأن هذا أول شيء لازم يناقش ويتفق عليه بالنسبة للضمانات، نحن نعرف أنه في كل مكان في العالم كانت هناك دولة التي أردات أن تخلف المعاهدة وأن تطور قدراتها النووية فعلت ذلك كما حصل في شمال كوريا كما حصل في ليبيا ومنعت أميركا وبريطانيا منعوا ليبيا من تطوير القدرة النووية وكما حصل في سوريا ومرة أخرى طبقا لما نشرته وكالات أنباء هاجمت إسرائيل هذا المفاعل السوري ودمرته وكما ربما سيحصل في إيران، لذلك المعاهدة لا تكفي والوكالة وكل ما تفعله لا يكفي. أعتقد بأن ممكن النقاش في صورة جدية هذا الموضوع بس لما يتم إن شاء الله قريبا اتفاق سلام في المنطقة وحتى ذلك الحين ستكون هناك شكوك لدى الإسرائيليين بالنسبة لهذا الموضوع ولكن كما قلت في نقاش داخل إسرائيل وربما في المستقبل ستتخذ إسرائيل موقفا آخر ستجيء وتقول لدي إمكانيات وأريد أن أنضم للمعاهدة كعضو في المجتمع الدولي ولكن طبقا لخصوصياتي كدولة لها إمكانيات، هذا ربما سيحصل.


محمد كريشان: طالما أن المعاهدة لا تكفي مثلما ذكرت والوكالة وحدها لا تكفي نريد أن نسأل الدكتور أبو شادي هناك حديث عن ربما مقاربة روسية أميركية يجري الآن الإعداد لها لدفع إسرائيل لهذا التوجه يعني التوقيع، هل تعتقد أن هذه هي ربما تكون الأساس للرؤية الدولية التي تحدث عنها أمانو؟


يسري أبو شادي: حضرتك قلت قبل الفاصل ده إن أمانو فعلا طلب من الدول الأعضاء في الوكالة بأن يقولوا أفكارا جديدة يطرحوا حاجات جديدة علشان يحلوا المشكلة بتاعة الشرق الأوسط ومشكلة إسرائيل ويقولوا أفكارا وهو تلقى فعلا عددا كبيرا من الأفكار والردود عليها طبعا تتبلور إزاي لكن في نقطة هامة جدا من الكلام اللي هو الأخ بيقوله يعني قال بيحاول يقول إن الوكالة كفاءتها أقل يعني بحيث أن ما اكتشفتش في بعض الدول كوريا الشمالية وليبيا ولا سوريا ولا إيران يمكن، بس أصلح له بعض معلوماته أحسن أن الناس تصدق اللي هو بيقوله يعني، سوريا زي ما هو بيقول إسرائيل اكتشفت المفاعل السوري وضربته بيتهيأ لي دلوقت انتشر كويس قوي المعلومات اللي بتقول إنها أكذوبة كبيرة وإنه لا كان في مفاعل وإسرائيل أخطأت الهدف والله أعلم يعني حيجرى إيه وحنشوف كده تقرير الوكالة اللي حيجي الشهر الجاي، موضوع بقى ليبيا وإيران ومنطقة الشرق الأوسط طيب أو العراق الدول دي كانت بتحاول ليه تفكر في سلاح نووي لأن إسرائيل عندها ولازم يكون في نوع من التوازن لو كان إسرائيل يمكن كانت جزء هام جدا اتشال كوريا الشمالية طبعا مش عايز أخش في تفاصيل إيه اللي خلاها تعمل كده لكن في وقت آخر نبقى نتكلم في الموضوع، نجي للكلمة اللي هو قالها قال إن إسرائيل أدى الإيحاء كده إن إسرائيل ممكن تقبل أنها تنضم للاتفاقية على أنها دولة نووية زي الخمس دول الكبرى طبعا دي حتثير حساسية كبيرة جدا لأن الاتفاقية أصلا تضمنت خمس دول بس ما تضمنتش ستة ولاسبعة ولا ثمانية، الحاجة الثانية طبعا إسرائيل إيه اللي يخليها لها وضع مميز أن هي تملك وتبقى دولة معترف بها ضمن الاتفاقية؟ لو نحل المشكلة دي يمكن أنا عندي برضه فكرة وهي أن إسرائيل أولا تعلن أنها عندها سلاح نووي وتعلن كمياته إيه وتسمح بالرقابة عليه، مش لازم من الوكالة من الدول الخمسة اللي هي بتقول عليها إذا كانت هي عايزة تنضم إلى الاتفاقية، طبعا دي أفكار سريعة محتاجة لمناقشات عديدة يعني.

إعلان


محمد كريشان: ولكن في هذه الحالة دكتور زيسر هل يمكن لإسرائيل أن تقبل مثل هذا التصور؟


إيال زيسر: أولا إذا كان هناك ضغط أميركي ملموس وفعلي لقبلته إسرائيل يعني أنا أذكر أنه في هناك الهند وباكستان وكمان دولتين لهما قدرات وإمكانيات نووية ولهما مكانتهما الخاصة بهما يعني الموقف الأميركي هو الأساس إذا كان هناك إدارة أميركية إذا كان هناك موقف أميركي جديد ولكن علينا ننتظر ماذا سيحصل بالنسبة لإيران؟ أعتقد بأنه إذا عالجت الولايات المتحدة الملف الإيراني وتعاملت معه بصورة منيحة من ناحية إسرائيل ستكون لدى الولايات المتحدة أوراق لتلعب معها بالنسبة لإسرائيل أو الضغط على إسرائيل ولكن كما أرى الأوضاع كما هي الآن يعني الموضوع الإيراني هو الأساس كلما في إمكانية أنه إيران ستحصل على أسلحة نووية لا أرى أي تغير في السياسة الإسرائيلية الحالية.


محمد كريشان: شكرا جزيلا لك دكتور إيال زيسر ريئس قسم الدراسات الشرق أوسطية بجامعة تل أبيب، شكرا أيضا لضيفنا من فيينا الدكتور يسري أبو شادي كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقا، وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر، غداً بأذن الله قراءة جديدة في ما وراء خبر جديد، أستودعكم الله.

المصدر: الجزيرة