
تصريحات علاوي والتدخلات الأميركية والإيرانية
– وجاهة اتهامات علاوي وحجم التأثيرات الإيرانية والأميركية
– مستقبل تشكيل الحكومة في ظل التدخلات الخارجية
![]() |
![]() |
![]() |
محمد كريشان: قال إياد علاوي رئيس الوزراء العراقي الأسبق وزعيم قائمة العراقية إن الولايات المتحدة لن تدعم أية حكومة عراقية ليست على علاقة جيدة بإيران، وأضاف علاوي أنه يعتقد أن الإدارة الأميركية تقف ضده وأنه لاحظ من لقاءاته بالمسؤولين الأميركيين حرصهم على أن يكون هناك نوع من الحكومة التي ترضى عنها إيران. نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه من زاويتين، ما وجاهة اتهامات علاوي لواشنطن بالوقوف ضده وضد أي حكومة لا تربطها علاقة جيدة بطهران؟ وما هو مستقبل عملية التفاوض حول تشكيل الحكومة العراقية في ظل هذه التدخلات الخارجية؟… السلام عليكم، في الوقت الذي لا تزال فيه الجهود الرامية لتشكيل الحكومة العراقية تراوح مكانها خرج رئيس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي بتصريحات مفاجئة اتهم فيها الإدارة الأميركية بأنها تسعى لمنعه من الوصول إلى رئاسة الوزراء من جديد ورفض أي حكومة لا تربطها علاقة جيدة بطهران، تصريحات قرأها المراقبون على أنها فضح لأسرار اللعبة السياسية في العراق ومن يتحكم في خيوطها.
[تقرير مسجل]
نبيل الريحاني: واشنطن لا تريدني ما دامت طهران غير راضية عني، بهذه المعادلة فسر رئيس القائمة العراقية إياد علاوي من وجهة نظره العقبة الكأداء التي تحول دونه والوصول إلى رئاسة الوزراء، قراءة علاوي للمشهد العراقي قدمها أثناء زيارة له إلى موسكو بدعوة من رئيس وزراء روسيا فلاديمير بوتين مؤكدا في سياقها أن ليست له علاقات مميزة ولا سيئة مع إيران. منزلة بين المنزلتين دون المأمول بالنسبة للولايات المتحدة التي بدت أحرص على انسحاب هادئ لقواتها من المستنقع العراقي من الإبقاء على حظوظ رجل حالفها رئيسا للوزراء وشاركها المعركة والخندق في الحرب الشهيرة الشرسة على الفلوجة، انسحاب يتطلب فيما يراه مطبخ القرار الأميركي رئيس وزراء يحسن الإمساك بخيوط اللعبة في بغداد، تلك التي تقود إلى الدور الإيراني وإلى نفوذ الجماعات المسلحة وقدرتها على ضرب الوضع الأمني الهش أصلا. تعقيدات كثيرا ما قدم نوري المالكي نفسه باعتباره الوحيد القادر على إدارتها وترويضها غير أن مفاخره الأمنية تلقت ضربات قاسية بسلسلة من التفجيرات والهجمات التي أبانت عن اختراق وخلل كبيرين في عمل أجهزته الأمنية، هذا عدا عن أزمة سياسية مستحكمة عجزت عن تجاوزها تحالفات سياسية توشك أن ينفرط عقدها، بدت اليد الأجنبية فاعلة في تقلباتها إلى الحد الذي أكد فيه علاوي أن رجل العراق المقبل يجب أن يتمتع بتوافق ضمني إيراني أميركي. في انتظار هذا التوافق يبدو إفلات العراق من براثن أزمة تشكيل الحكومة رهينة بيد ضوء أخضر خارجي مصدره طهران وواشنطن اللاعبان الرئيسان في الساحة العراقية وغيرهما من دول الجوار التي يعنيها كثيرا ما سيؤول إليه الوضع هناك، ورقة أخرى قد يكون لها دور ما في تحريك رقعة الشطرنج العراقية إنها الأمم المتحدة التي يمنحها الفصل السابع صلاحيات تمكن مجلس الأمن من فرض حكومة على العراق وإدخال البلاد في مرحلة جديدة ليس بوسع أحد التكهن بتداعياتها.
[نهاية التقرير المسجل]
وجاهة اتهامات علاوي وحجم التأثيرات الإيرانية والأميركية
محمد كريشان: ومعنا في هذه الحلقة من بغداد الدكتور عدنان السراج العضو القيادي في ائتلاف دولة القانون، ومن اسطنبول حيدر الملا المتحدث باسم القائمة العراقية، أهلا بضيفينا. لو بدأنا من اسطنبول والسيد الملا، إذاً حسب السيد إياد علاوي واشنطن تقف ضده وتقف ضد أي حكومة عراقية لا تكون لها علاقات جيدة مع طهران، على أي أساس بنى هذا الرأي؟
حيدر الملا: شكرا جزيلا أستاذ محمد، أنا أعتقد الحقيقة كان هناك تشويه لهذا الموضوع فهم خطأ من بعض وسائل الإعلام. الكل يعلم أن القرار في واشنطن هنالك أكثر من جهة هنالك مراكز أبحاث تحاول أن تسوق وتعكس جهات بعض الأطراف على حساب أطراف أخرى ولذلك نعتقد اليوم الولايات المتحدة الأميركية لا يختلف اثنان أن بوصلتها في العراق أصبحت غير واضحة المعالم منذ واقعة الاحتلال في 2003 لحد يومنا هذا ولذلك نحن نؤمن أو ما عبر عنه الدكتور إياد علاوي أن هنالك بعض الجهات داخل الولايات المتحدة الأميركية لديها وجهة نظر في المسألة العراقية حول طبيعة التواجد الأميركي في العراق وحول طبيعة الانسحاب والدور السياسي الذي ممكن أن تلعبه..
محمد كريشان (مقاطعا): يعني عفوا بعض هذه الجهات من هي بالتحديد؟
حيدر الملا: أنت تعلم يعني الأجندة الأميركية منذ واقعة الاحتلال كانت تتصارع بين البنتاغون والـ CIA ووزارة الخارجية والإدارة الأميركية وهذه الجهات أصبحت واضحة المعالم أن الصراع فيما بينها جعل الولايات المتحدة الأميركية لا نستطيع أن نستقرئ لها مشروعا واضحا في العراق اليوم ولذلك نقول هذه الجهات بدأت تسوق مشروع الانسحاب المسؤول ضمن مفهوم الانسحاب السريع..
محمد كريشان (مقاطعا): ولكن عفوا سيد حيدر حتى لا نتوه في موضوع الانسحاب، كلام السيد إياد علاوي واضح وتحدث عن واشنطن ولم يتحدث عن جهات في الإدارة الأميركية يعني ألا يمكن أن نفهم من كلامك بأنك تحاول نوعا ما التخفيف من وطأة تصريح بمثل هذه الجسارة من السيد إياد علاوي؟
حيدر الملا: لا، بالحقيقة أنا قلت في بداية حديثي سوق في الإعلام بطريقة خاطئة، نحن نعتقد لحد الآن أن لدينا تفاهمات وحوارات..
محمد كريشان (مقاطعا): يعني عفوا اسمح لي لأن القضية مهمة جدا نحن في بداية البرنامج، كيف بطريقة خاطئة، لم يقل هذا الكلام، حرف هذا الكلام، ما تقصد؟
حيدر الملا: لا، لا، أنا قلت بصراحة هنالك جهات داخل الإدارة الأميركية أو في صناعة القرار في واشنطن أنت تعلم ليست هناك جهة واحدة لصناعة القرار داخل واشنطن، بعض الجهات الآن نقرؤها من خلال تخبط الإدارة الأميركية في القضية العراقية بدأنا نقرأ مواقف نعتقد أنها بعض الجهات غير واضحة حتى لدينا في أنها بدأت تبحث عن الحل السهل والحل السريع ولا تبحث عن الحل المسؤول، أنت تعلم الإدارة الأميركية الرئيس أوباما عبرت عن الانسحاب الأميركي من العراق يجب أن يكون انسحابا مسؤولا وكان هنالك وفد قبل أشهر برئاسة الدكتور إياد علاوي والدكتور صالح المطلق مع لجنة العلاقات الخارجية وقلنا في حينها الانسحاب يجب أن يكون أخلاقيا ومسؤولا وهذه..
محمد كريشان (مقاطعا): اسمح لي مرة أخرى سيد حيدر، يعني نحن هنا لا نتحدث عن السياسة الأميركية في العراق ولا عن انسحابها، نتحدث عن نقطة محددة معينة قالها الدكتور إياد علاوي بأن واشنطن أولا تقف ضده ثانيا هي لا يمكن أن تزكي أي حكومة عراقية لا تحظى برضا طهران، لو بقينا في هاتين النقطتين تحديدا رجاء حتى تحدد لنا بالضبط على أي أساس اعتمد الدكتور علاوي في هذين الاستنتاجين؟
حيدر الملا: من خلال التخبط الأميركي الذي بات واضحا لدينا وللآخرين اليوم على الساحة العراقية عندنا يأتون اليوم فيلتمان وأعضاء السفارة الأميركية المكتب السياسي ويبحثون عن حل سهل وعن حل سريع للأزمة العراقية وأعني بها أزمة تشكيل الحكومة نحن نعتقد أن الولايات المتحدة الأميركية ضمن مفهوم الانسحاب المسؤول يجب أن تبحث عن الحل الصحيح عن حل يعالج الأخطاء السلبية التي مرت بها العملية السياسية وحكومة السيد المالكي على مدى الأربع سنوات الماضية ويكون دعمها لأبناء الشعب العراقي من خلال الوقوف على مسافة واحدة من كل الفرقاء السياسيين، عندما نجد هذا التخبط وبحثهم عن حل سهل وحل سريع على حساب الموضوعية بات لدينا هواجس ومخاوف من أن بعض الجهات صانعة القرار داخل واشنطن لديها هذه المواقف التي عبر عنها الدكتور إياد علاوي.
محمد كريشان: إذاً أنت بتقديرك هي جهات معينة وليس بالضرورة السياسة الأميركية الرسمية المعلنة.
حيدر الملا: بكل تأكيد.
محمد كريشان: نريد أن نعرف من الدكتور عدنان السراج إن كانت لديه من خلال تجربته في الحياة السياسية العراقية مثل هذا الانطباع عن أن واشنطن -أو على الأقل جهات في واشنطن إذا أردنا أن نأخذ بكلام السيد الملا- لها تحفظات على السيد علاوي وتريد من أي حكومة قادمة في العراق أن تكون محل رضا طهران.
عدنان السراج: بسم الله الرحمن الرحيم، شكرا على هذه الاستضافة، حقيقة الأمر أنا أقرأ الأمور بالشكل التالي وكما يقرأها اتئلاف دولة القانون منذ أول يوم من دخوله إلى العملية الانتخابية، الولايات المتحدة الأميركية فيها مصدر قرار واحد تجاه العراق وليس أكثر من مصدر قرار، سابقا في زمن بوش ممكن كان أكو خط الخارجية وأكو خط البنتاغون، الآن هناك خط واحد واضح وهو مسألة المصالح الأميركية مرتبطة الآن بالانسحاب الأميركي تشكيل الحكومة العراقية بحيث يتناسب مع واقع الانسحاب الأميركي الذي برمج بهذا الشكل، أتوقع الولايات المتحدة تقرأ الأمور وتقرأ الساحة السياسية بخلاف ما تقرأ العراقية وهذه مشكلة العراقية، العراقية لا تقرأ ما يفكر به الإيرانيون ولا تقرأ ما يفكر به الأميركان ولا تقرأ ما يمكن أن يفكر به العراقيون في الداخل ولذلك وقعت في هذا الخطأ، الخطأ الذي جاء مرة العراقية تقول الأميركان يرشحون إياد علاوي ومرة يقولون سحب البساط منه ومرة يقولون إيران، الآن هذه البدعة الجديدة أن إيران يجب أن تكون هي التي تقبل بالرئيس هذه عملية مفارقة تعتبر كبيرة في سياسة الولايات المتحدة التي تعتبر إيران العدو الأكبر ولا يمكن أن تعطي مجالا لها للنفوذ في العراق بعد الانسحاب الأميركي، القراءة الحقيقية..
محمد كريشان (مقاطعا): ولكن عفوا دكتور هناك بعض التحليلات السياسية التي تقول تحديدا حول هذه النقطة بأن واشنطن لا تريد وهي مقدمة على مرحلة جديدة بعد الانسحاب من العراق أن تدخل في مناكفات مع إيران وفي صراعات على التراب العراقي، تريد أن تكون الجبهة العراقية هادئة وبالتالي تريد أن تكون الحكومة العراقية بالتنسيق أو بالرضا أو بالتزكية المتعلقة بطهران، من هذه الزاوية تحديدا.
عدنان السراج: لا، لا أتصور ذلك، أتصور أن الولايات المتحدة الأميركية تريد الانسحاب من العراق وتجد شخصا هناك يحفظ التوازن، أي التوازن بين عدم الدخول الإيراني والنفوذ الإيراني للعراق ورضا إيران عليه وبالتالي أن تكون الولايات المتحدة في رضا عن الوضع العراقي الذي يكون خاليا من النفوذ الإيراني يحتاجون إلى شخص يمكن أن يحوز على رضا الإيرانيين وأيضا في نفس الوقت يمنع الإيرانيين من التغلغل والدخول والنفوذ إلى العراق وأيضا يحفظون الاتفاقية الأمنية مع الأميركان ويحفظون الانسحاب الأميركي من العراق..
محمد كريشان (مقاطعا): ولكن هذه معادلة صعبة، من في العراق يمكن أن تتوفر فيه كل هذه المواصفات؟
عدنان السراج: نعم لا تتوافر ولكنها لم تكن موجودة في إياد علاوي ولذلك يعني أقصوا إياد علاوي من هذه المعادلة يعني الآن هم أقصوا إياد علاوي الآن يتجهون للآخرين وبالتالي هم سوف يضعون الصورة التالية أيهما يستطيع أن يحفظ التعاون الإقليمي والدولي عند ذاك يكونون أمام واقع حقيقي لترشيحه لرئاسة الوزراء من الناحية الأميركية فقط وليس من الناحية العراقية.
محمد كريشان: نعم إذاً السيد حيدر الملا إذا كان السيد إياد علاوي أقصي أميركيا فقد أقصي للاعتبارات والحسابات التي أشار إليها الدكتور سراج الآن وليس للنقطة التي أشار إليها إياد علاوي.
حيدر الملا: يعني أستاذ محمد الصورة اللي عبر عنها الأستاذ السراج وكأننا يعني في أستوديوهات هوليوود يعني ما أعتقد أن هذه صورة ممكن أن تقاس على أي حالة واقعية يعني.
محمد كريشان: كيف يعني؟
حيدر الملا: هذا المثل اللي ضربه مال أن الإيرانيين ترضى عليه ويقدر يحفظ التوازن، يعني الكل يعلم اليوم حقيقة ما يعانيه أبناء الشعب العراقي من التدخلات الإيرانية الفاقعة اليوم على الساحة العراقية ومع كل الأسف الحكومات الأخيرة التي حكمت كانت تسوق وتوفر الأرضية المناسبة لمثل هذه التدخلات ولذلك نعتقد أحد أسباب الرئيسية لفشل حكومة السيد المالكي على ملف الخدمات أو ملف الأمن أنه لم يستطع أن يحقق سيادة العراق أو توازن أو يبني علاقات مع دول الجوار كلها..
محمد كريشان (مقاطعا): نعم، يعني هذا السيد المالكي ولكن السيد علاوي هل يمكن اعتبار تصريحه بمثابة إلقاء للمنديل الأبيض كما يقال في عالم الملاكمة بمعنى الآن أراد أن يقول يا جماعة لا واشنطن راضية عني ولا إيران راضية عني أنا بالتالي لن أكون مؤهلا لرئاسة الوزراء في العراق، هل يمكن أن يفهم هذا التصريح بهذا الشكل؟
حيدر الملا: يعني خلينا نقرأها من زاوية أخرى بالحقيقة، نحن بالعراقية نعتقد أن اليوم اللي يستطيع أن يشكل حكومة خدمة حقيقية وحكومة شعب لا حكومة سلطة وحكومة حزب كما كانت سمة حكومة السيد المالكي على مدار الأربع سنوات الماضية هو أن يحظى برضا أبناء الشعب العراقي أولا وأخيرا، نحن بكل تأكيد كنا حريصين على بناء أفضل العلاقات مع دول الجوار الإقليمي وتحقيق الاستثمار الصحيح في السياسة الخارجية مع كل القوى الدولية ومن ضمنها الولايات المتحدة الأميركية ولكن أعتقد ابتداء يجب أن نرسم الجبهة الداخلية ونحظى بثقة أبناء الشعب العراقي وحقيقة نعتقد في العراقية قد حظينا على هذه الثقة عندما صوت أبناء الشعب العراقي لتكون العراقية في المرتبة الأولى والقائمة الفائزة الأكبر، ولذلك هذا الذي يهمنا في العراقية، بعدها ننطلق. أنا قلت الموقف في الإدارة الأميركية غير واضح المعالم هنالك تخبط ولذلك نعتقد تعدد مصادر القرار الأميركي هو الذي جعل قراءة لدى العراقية أن هنالك بعض الأطراف لديها مواقف نحن نعتبرها سلبية ضمن مفهوم الانسحاب ضمن الحل السريع والحل السهل وليس الحل الصحيح الموضوعي الذي يحقق الانسحاب المسؤول الذي عبر عنه رئيس الولايات المتحدة الأميركية باراك أوباما.
محمد كريشان: على كل هو بغض النظر عن وجود قرار أميركي واحد أو مجموعة مراكز قوى، واضح الآن من خلال ما يجري بأن الولايات المتحدة وإيران الأطراف الأكثر تأثيرا الآن في تشكيل الحكومة، نريد أن نعرف بعد الفاصل إلى أي مدى هذه العوامل الخارجية ما زالت تؤثر بقوة في جهود تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، لنا عودة إلى هذه النقطة بعد فاصل قصير نرجو أن تبقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
مستقبل تشكيل الحكومة في ظل التدخلات الخارجية
محمد كريشان: أهلا بكم من جديد في هذه الحلقة التي نناقش فيها تصريحات إياد علاوي حول رفض واشنطن دعم أي حكومة عراقية لا تربطها علاقة جيدة بطهران. دكتور عدنان السراج في بغداد إذا أخذنا بعين الاعتبار هذا التجاذب الإيراني الأميركي أو هذا التوافق حسب التحليلات، ما الذي يمكن أن يصل إليه في النهاية فيما يتعلق بجهود تشكيل الحكومة؟
عدنان السراج: يعني أنا أستغرب عندما يتكلم أستاذ حيدر الملا عن السيناريوهات السينمائية، أليس الأميركان هم الذين قالوا إن قضية إيران لها دخل في قضية إياد علاوي؟ أليست العراقية هي التي ذهبت إلى الولايات المتحدة واستنجدت بالولايات المتحدة لأنها الكتلة الفائزة وعليها تصحيح الوضع الديمقراطي في العراق وأن الديمقراطية في خطر، هذه مو تصريحات إياد علاوي بذاته؟! وبالتالي الآن انقلب على الأميركان ويقول الإيرانيون أيضا يجب أن يكون لهم دخل، هذه السيناريو يجب أن تكون مفهومة، يا أخي العراقية عليها أن تفهم أنه مثلما تفضلت هناك لاعبان قويان في الداخل هما الأميركان والإيرانيون ولكن كيف نتعامل نحن معهما؟ علينا أن نعترف أن هناك تأثيرا ونفوذا أميركيا واضحا من خلال قوات الاحتلال وهناك نفوذ إيراني موجود من خلال الوجود الإيراني بأي صورة من الصور وبالتالي علينا أن نتعامل مع هذين العنصرين أيهما مفيد لنا وأيهما نستطيع أن نبتعد عنهما، بالتالي ما هو تأثيرهما على القرار العراقي..
محمد كريشان (مقاطعا): يعني عفوا هل هذا ممكن؟ يعني هل يمكن الفك بين إيران أو الولايات المتحدة؟ ألا يوجد العراقي الآن في وضع هو نفسه عليه أن يتعاطى بشكل مزدوج وثنائي بين إيران والولايات المتحدة؟
عدنان السراج: العراق يتعافى بشكل واضح جدا إذا اتفقوا على تشكيل الحكومة ضمن المواصفات الحقيقية لواقع العراق السياسي، هناك واقع عراقي سياسي لا يمكن أن نبعتد عنه ولا يمكن أن يمثل أحدنا للآخر بشكل غير طبيعي وبشكل غير سياسي، علينا أن نكون واقعيين بشكل حتى نستطيع أن نمنع التدخلات، ثم إن هناك مسألة المصالح هناك تباين في المصالح بين الولايات المتحدة وبين السعودية وسوريا وإيران وتركيا في العراق وحتى ليبيا اليوم تفكر أن يكون لها مصالح مع ضباط عراقيين تتفق على أسلوب للمصالح الليبية في العراق، وبالتالي نحن نقول إن هناك جملة من العوامل التي يجب أن ندرسها بدقة ويجب أن نفهم العامل القوي والعامل الأضعف، من هو صاحب المصلحة من هو صاحب المضرة بالنسبة لوضعنا الحالي. نقول ليس الولايات المتحدة في صدد أن تساعد العراق ولا إيران في صدد أن تساعد العراق ولا أي دولة في العالم في صدد أن تساعد العراق، كل واحدة عندها مصالحها وأجنداتها ولكن الواقع السياسي الذي فرض اليوم واللي نفسه إياد علاوي صرح به إن الولايات المتحدة نفسها تعترف بأن هناك نفوذا إيرانيا وعلينا أن نتحاشى هذا النفوذ من أجل أن نسحب قواتنا إلى الخارج، يجب أن ننتبه إلى هذا الواقع ويجب أن نكون بهذا المستوى من التحليل السياسي بهذا المستوى من الأبعاد السياسية حتى نستطيع أن نبعد شبح التدخلات الأجنبية في الشأن العراقي.
محمد كريشان: على ذكر الإشارة إلى ليبيا واتصالها بضباط، فاتح الشيخ وهو أحد قيادات العراقية -وهنا أواصل مع الدكتور عدنان السراج- قال لا بد من أن يمسك عسكري بالأوضاع في العراق ويمسك السلطة التشريعة وهي السلطة التنفيذية وكأننا نعود إلى نموذج ظنه البعض انتهى، هل لهذا علاقة بما أشرت إليه ربما؟
عدنان السراج: بالتأكيد هذا وارد، الآن نسمع الكثير من الذين يقولون التدخل العسكري حكومة الإنقاذ حكومة عسكرية أيضا الحكم الواحد، نسمع الكثير من هؤلاء يقولون إذا فشل السياسيون فسوف يأتي العسكريون وحذروا من انقلابات عسكرية واتهموا الولايات المتحدة بقيادة انقلاب ومرة اتهموا إيران بقيادتها، نعم هذه الأصوات موجودة وهذه العصا الغليظة التي يخوف بها الشعب العراقي ويخوف بها السياسيون من أجل تمرير برامج وأجندات خاصة، أعتقد علينا أن نقرأ الوضع بشكل أكثر موضوعية وأكثر مفهومية حتى لا نقع في الإشكالات إشكالات نوري المالكي ونوري المالكي يكفينا كلاما خدمات خدمات نحن في وضع سياسي علينا أن نحل الوضع السياسي حتى نحل الإشكالات الأمنية والإشكالات الخدمية لا أن نسقط بعضنا البعض بهذه الطريقة التي نسمعها مرارا وتكرارا، نحن يجب أن نكون مدركين واعين على مستوى عال على ما يجري من حولنا على مستوى اللاعبين الكبار، هناك لاعبون مثل أميركا مثل إيران يلعبون على الواقع على الوتر العراقي على الجرح العراقي علينا أن نكون واضحين علينا أن نكون موضوعيين وندرسها أيضا ونتحاشى هؤلاء، لا يعني أن نقف إذا وقفنا في أوجههم سوف يكتسحونا، نحن ضعفاء الآن علينا أن نقوي بعضنا البعض وأيضا نواجه الحالة بتشكيل حكومة بعيدة عن الخطوط الحمر بعيدة عن هذه الإجراءات التي تدعي بأننا دستوريون وأننا قانونيون علينا أن نرجع إلى البرلمان نرجع إلى الدستور نرجع إلى القانون ونحل كل مشاكلنا بسهولة.
محمد كريشان: ولكن الواضح أن الوضع العراقي أكثر تعقيدا من مجرد هذه المناشدات. نريد أن نسأل السيد حيدر الملا يعني إلى أي مدى يمكن الحديث الآن بعد أكثر من خمسة أشهر من جهود تشكيل الحكومة إلى أن موضوع الانقلاب العسكري أو تدخل العسكر، هل هذا وارد ويكن أن تسمح به الأوضاع الإقليمية؟
حيدر الملا: يعني بكل تأكيد اليوم أنا لا أتفق مع زميلي الأستاذ عدنان في أن لا نتكلم عن واقع الخدمات لأن هذا واقع معاناة شعب، نحن نعتقد أن أبناء الشعب العراقي قد أدوا ما عليهم من خلال زحفهم إلى صناديق الاقتراع واختيارهم وإنجاحهم للتجربة الانتخابية والتجربة الديمقراطية التي حدثت يوم 7 آذار ولذلك أبناء الشعب بانتظار أن يأخذوا ثمن هذا الاستحقاق الدستوري أو الاستحقاق الانتخابي أو استحقاق جهدهم، يعني لما اليوم أتمنى أن يعني تنزل إلى شوارع بغداد أستاذ محمد وبقية محافظات العراق يعني إذا نتكلم على كل المستويات يعني هنالك محافظات في الجنوب الماء فيها في هذا الحر غير صالح للاستخدام الحيواني أقولها مع كل أسف وليس للاستخدام البشري فهنالك واقع مرير وهنالك استحقاق شعبي فشلت العملية السياسية في تحقيق هذا الاستحقاق الشعبي ولذلك يعني عملية التأخير بتشكيل الحكومة اليوم ليس فقط نحن من نتكلم عنها المرجعيات الدينية في العراق تكلمت عنها منظمات المجتمع المدني..
محمد كريشان (مقاطعا): هو المأزق واضح ولكن اسمح لي سيد الملا واضح الآن أن أي شخصية يجب أن يتوفر فيها هذا المثلث، رضا أميركا ورضا إيراني ورضا شعبي، يعني من يمكن أن يمتلك هذا المثلث؟
حيدر الملا: لا في الحقيقة هذه فرضية تكلم بها الأستاذ عدنان وأنا أستغربها بالحقيقة عندما قال على الشخص الذي يريد أن يكون رئيس وزراء أن يبحث من الأقوى الإيراني والأميركي ويصطف بجانبه، أنا أقول له صدقني رح خلينا نصطف مع أبناء الشعب العراقي وهي الضفة التي ستكون طوق النجاة للحكومة القادمة، أما عملية الاصطفاف مع هذه الجهة الإقليمية ضد هذه الجهة اليوم لا السعودية ولا إيران ولا أميركا ولا أي جهة أخرى تبحث عن مصالح أبناء الشعب العراقي الكل اليوم يتدخل تحقيقا لمصالح ولأجندة ولا يفكرون لا بالشعب العراقي ولا بمصلحة العراق ولذلك نقول اليوم ليس هناك مثلث نحن نعتقد هنالك ضفة واحدة هي ضفة أبناء الشعب العراقي والداخل العراقي ولكن لدينا خشية في العراقية في أن تستخدم الورقة العراقية كنوع من الـ compromise بين الولايات المتحدة الأميركية وبعض دول الجوار الإقليمي وأعني بها إيران في أن يضحوا بكل طرف بالعراق وبشعب العراق تحقيقا لمصالحه ويقدم العراق وشعب العراق ورقة إلى الطرف الآخر مقابل مكاسب يريد أن يحققها إقليميا أو دوليا، نحن نقول لو كانت هنالك حكومة استطاعت أن تستثمر في السياسة الخارجية وتبلور مشروعا وطنيا حقيقيا يكون بديلا للمشروع الطائفي الحاكم على مدار السنوات الماضية لما استطاعت الولايات المتحدة الأميركية ولا إيران أن تستخدم الورقة العراقية كورقة مساومة تحقيقا لمصالحها في المحيط الإقليمي أو في داخل المجتمع الدولي.
محمد كريشان: شكرا جزيلا لك حيدر الملا المتحدث باسم قائمة العراقية، شكرا أيضا لضيفنا من بغداد الدكتور عدنان السراج العضو القيادي في ائتلاف دولة القانون، وبهذا مشاهدينا الكرام نكون قد وصلنا إلى نهاية هذه الحلقة من برناج ما وراء الخبر غدا بإذن الله قراءة جديدة في ما وراء خبر جديد أستودعكم الله.