صورة عامة - ما وراء الخبر - تجديد الحريري التمسك بالمحكمة في إغتيال والده - 24/7/2010
ما وراء الخبر

أبعاد التوتر المتجدد في لبنان حول المحكمة الدولية

تتناول الحلقة تجديد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري تمسكه بالمحكمة الدولية الخاصة باغتيال والده، فيما بدا خطابه ردا على تحذيرات زعيم حزب الله من مخاطر القرار المنتظر للمحكمة.

– أبعاد التوتر ودلالات مواقف الأطراف
– اتجاهات التوتر وآفاق تجنب أزمة جديدة

حسن جمول
حسن جمول
شارل جبور
شارل جبور
فيصل عبد الستار
فيصل عبد الستار

حسن جمول: جدد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري تمسكه بالمحكمة الدولية الخاصة باغتيال والده، وقال إنها قضية غير قابلة للمساومة، وفيما بدا خطاب الحريري ردا على تحذيرات زعيم حزب الله السيد حسن نصر الله من مخاطر القرار المنتظر للمحكمة سارع رئيس الحكومة إلى القول إن اغتيال والده لن يكون سببا في اندلاع فتنة في لبنان. نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسيين، ما هي المضامين التي اشتمل عليها خطاب الحريري وكيف بدت ردة فعل القوى اللبنانية عليها؟ وفي أي اتجاه ستأخذ موجة التوتر هذه لبنان وما آفاق منع تحول ذلك إلى أزمة جديدة؟… مجددا يغرق لبنان في وهدة التوتر منهيا فترة هدوء بدت كأنها هدنة سياسية بين فرقاء السياسة اللبنانية عام 2005 دخل لبنان في دوامة العنف من بوابة اغتيال الحريري وها هي تلوح في أفقه نذر أزمة جديدة من بوابة الجدل حول قرار منتظر صدوره عن المحكمة، هذه المحكمة التي أوكلت إليها مهمة فك لغز عملية الاغتيال تلك.

[تقرير مسجل]

محمود الجزائري: لا يخفى أن السجالات المتلاحقة والمتصاعدة التي تشهدها الساحة اللبنانية قد أعادت إلى الأذهان مراحل التشنج والتوتر التي هيمنت على لبنان إبان وبعد اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري عام 2005، فمع اقتراب موعد إصدار المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري اتهاما متوقعا في الفترة ما بين أيلول/ سبتمبر وكانون أول/ ديسمبر القادمين تبدو الأجواء ملبدة وتثير مخاوف من تكرار أعمال عنف عصفت بلبنان عام 2008 وكادت أن تلقي البلد في أتون حرب أهلية جديدة، فقد كشف حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في مؤتمره الصحفي الذي عقده مساء الخميس الماضي عن أن رئيس الحكومة سعد الحريري أبلغه خلال زيارته الأخيرة له عن قرار ظني ستصدره المحكمة يتهم ما قيل إنها عناصر غير منضبطة في حزب الله بالضلوع في اغتيال والده. نصر الله اعتبر القرار المرتقب مؤامرة سياسية دولية تستهدف ضرب حزب الله ودعا قيادات قوى 14 آذار إلى عدم الانخراط فيها وأن تعترف أيضا بما سماها أخطاء سابقة اقترفتها، ولم يكتف بذلك بل حذر من مغبة اشتعال فتيل فتنة جديدة في لبنان. الحريري وفي المؤتمر التأسيسي الأول لتيار المستقبل الذي يتزعمه تجاهل التطرق إلى ما نقله إلى نصر الله بشأن القرار الظني وحاول احتواء التوتر من خلال الطمأنة بأنه لن يسمح بأن تكون قضية اغتيال والده مدخلا للفتنة.

إعلان


سعد الحريري/ رئيس الحكومة اللبنانية: هناك من يتصور أو ربما يتمنى أن تكون قضية اغتيال الرئيس الشهيد سببا في اندلاع أزمة لبنانية أو فتنة مذهبية ونحن نقول لا مكان في قاموسنا الوطني لهذه المخاوف أو حتى التمنيات، فكفى تأويلا وكفى استنفارات لعواطف الناس.


محمود الجزائري: قد تكون لأطراف خارجية أخرى مصلحة في إشعال نار فتنة بين الفرقاء اللبنانيين من خلال استغلال ظروف دولية أو إقليمية ولا يخفى أن الأوضاع الحالية وخاصة العربية تسير في صالح لبنان، حيث شهدت علاقاته مع سوريا تحسنا مضطردا تجسد في زيارات كبار المسؤولين اللبنانيين إلى دمشق وتوجت يوم الأحد الماضي بتوقيع عدد من اتفاقيات التعاون الثنائية، وفضلا عن ذلك فلا بد وأن تسهم الزيارة المرتقبة للرئيس السوري بشار الأسد إلى بيروت في تبديد أجواء التوتر، وإذا صحت التسريبات الصحفية بأن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز سيزور العاصمة السورية ثم يرافق الأسد في زيارته إلى بيروت نهاية هذا الشهر فمن المحتمل جدا أن تمثل تلك المناسبة فرصة أخرى لاحتواء أزمة يحرص أكثر من طرف على وأدها في مهدها قبل أن تطل برأسها على بلد أنهكته سلسلة متوالية من الأزمات المختلفة.

[نهاية التقرير المسجل]

أبعاد التوتر ودلالات مواقف الأطراف


حسن جمول: للنقاش معنا في هذه الحلقة من بيروت كل من الكاتب والمحلل السياسي شارل جبور والكاتب والمحلل السياسي من بيروت أيضا فيصل عبد الساتر. وأبدأ معك سيد شارل من حيث لم يأت على ذكره رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، لماذا تجاهل الحريري حتى الآن كلام نصر الله عن أنه أبلغه بمضمون القرار الظني -برأيك- وأوكل هذه المهمة إلى نوابه الذين لم ينفوا بالمطلق هذه الحادثة بل أشاروا إليها كحديث عام ورد بين الرجلين؟


شارل جبور: هو بالفعل يعني هذه المسألة هي تفصيل يعني ليست المسألة أساسية، المسألة الأساسية هي الموقف من مسألة المحكمة الدولية يعني من بعد كلام من بعد محطتي المؤتمر الصحفي للسيد حسن نصر الله أو من بعد الكلام الموقف اللي أطلقه بالأسبوع الماضي نهار الجمعة الماضية يعني كانت كل الأنظار مشدودة وحتى من بعد محطتي أو خلوتي الرئيس الحريري مع الرئيس الأسد والاجتماع العام أيضا اللي عقد مع الحكومة اللبنانية بحضور الرئيس الأسد كانت كل الأنظار مشدودة لمعرفة موقف الرئيس الحريري من مسألة المحكمة لأن السيد حسن نصر الله وضع سقفا سياسيا ما أن هذه المحكمة هي محكمة إسرائيلية ووضع اللعبة عند الرئيس سعد الحريري بشكل أو بآخر للقول بأنه نحن لا نريد السير بهذه المحكمة، فالأنظار كلها كانت مشدودة بشكل واضح لمعرفة موقف الرئيس الحريري من بعد هذين التصورين..


حسن جمول (مقاطعا): قبل أن نتحدث عن الموقف، هذا التفصيل الذي قلت عنه إنه تفصيل هذا التفصيل سيبنى عليه في المستقبل مواقف كبرى وبناء على هذا التفصيل سيعرف إن كان القرار الظني موضوع مسبقا وجاهز أم أنه قيد الإعداد فبالتالي لن يعقد حسن نصر الله مؤتمره الصحفي ليقول ذلك على اعتبار أنه تفصيل بل على اعتبار أنه أساسي كما يبدو.

إعلان


شارل جبور: إذا بتسمح لي أوضح هالنقطة بس بهذا الموضوع، يعني لا شك أنا لا أريد أنه أولا هذا الاجتماع كان مغلقا، لا أعتقد بأنه تم تصوير أو في تسجيل، يا ريت في تسجيل عند السيد نصر الله من أجل إبراز هذه المسألة، بس أنا لا أريد أن أنفي مسألة ما، بس أنه كل الموضوع عم بيروح يعني في حال تم تثبيت هذه الواقعة للقول ماذا؟ يعني للقول بأن الرئيس سعد الحريري عنده معطيات عن هذه المحكمة وبالتالي هذه المحكمة هي محكمة مسيسة لأنه تم تسريب الأجواء عن وضعها وبالتالي نحن ما نقوله 14 آذار والرئيس الحريري لا أحد يملك أي معلومات حول هذه المحكمة لأن هذه المحكمة قرارها سيد نفسها وبالتالي لا أحد يملك أي تفاصيل عنها وكل ما أشيع حول هذه المسألة أشيع من قبل قوى 8 آذار وصحفيي أو إعلام 8 آذار وبالتالي يبدو أن السيد نصر الله وقوى 8 آذار تريد تثبيت بأن الرئيس الحريري كان عنده معلومات حول هذه المسألة بمعنى ما بأن هذه المحكمة هي مسيسة وثمة قرار وثمة توجه مطبوخ باتجاه محاكمة حزب الله، ونحن ننفي هذه الواقعة جملة وتفصيلا وبالتالي هذا الكلام لم يحصل وتم نفيه من قبل أوساط الرئيس الحريري وعلى لسان نواب ومسؤولين بهذه المسألة.


حسن جمول: ولو أنه تجاهل هو بالمطلق هذه المسألة. سيد فيصل عبد الساتر، هناك من يتصور أو يتخوف أو يهول أو يتمنى أن تكون قضية اغتيال الحريري سببا لاندلاع الحرب اللبنانية ولكن نحن نقول ألا مكان في قاموسنا الوطني للمخاوف والادعاءات أو التمنيات ولن تكون روحه سببا لتجديد الفتنة على أرض لبنان، الكلام لرئيس الحكومة سعد الحريري، ألا يطمئن هذا حزب الله بعد كل المخاوف التي أبداها السيد نصر الله في مؤتمره الصحفي؟


فيصل عبد الستار: أولا هذا الكلام مع الاحترام رئيس الحكومة اللبنانية هذا كلام إنشاء عربي ليس له علاقة بلب الموضوع، هناك موضوع بدأ الآن يطبخ على نار حامية من أوساط دول عديدة لها تأثير على المحكمة الدولية وما زيارة السيد بلمار إلى نيويورك وواشنطن إلا لكي تستوي هذه الطبخة مسألة التوقيت، فهذه التسريبات التي تحدث عنها الأستاذ جبور هذه لم تكن تسريبات 8 آذار ولم يكن فريق من 8 آذار عنده هذه المعطيات، هذه التسريبات خرجت من صحف أوروبية صحف محترمة كانت على اطلاع واسع بما جرى من التحقيقات وبالتالي هي التي سربت واعتقادي أنها سربت بواسطة المحكمة الدولية ولذلك شهدت المحكمة الدولية عدة استقالات كانت أشبه بالفضائح، فلتسأل المحكمة الدولية إلى أين سربت هذه المعلومات؟ ومن هو المسؤول؟ ومن بالتالي الذي يجب أن يحاسب على هذه التسريبات التي بلبلت الساحة اللبنانية وأفقدت المحكمة الدولية مصداقيتها؟ هذا من ناحية، من ناحية ثانية المجالس بالأمانات، عندما يزور شخص ما بمستوى رئيس الحكومة يزور أمين عام حزب الله فهل يكون هناك تسجيل أو فيديو حتى يبرز هذا التسجيل أو الفيديو؟ السيد حسن نصر الله خرج صحيح وقال إن رئيس الحكومة زاره قبل زيارته إلى واشنطن بالحرف وقال له هناك اتجاه يا سيد إلى أن يكون القرار الظني فيه اتهام لعناصر من حزب الله فما رأيك؟ ونحن إلى جانبك أن تتبنى هذا الموضوع بأن هناك عناصر غير منضبطة وبالتالي قيل أكثر من ذلك لكن السيد حسن نصر الله اكتفى بهذا الكلام على أن يفصح في الأسابيع المقبلة أو في الأسبوع المقبل في مؤتمر صحفي آخر عن مضمون كلام آخر ربما يكون له وقع الصاعقة على رؤوس الجميع. ليس هذا المطلوب، المطلوب الآن يعني كل ما أراه الآن هو في الساحة اللبنانية على الشكل التالي، بلبلة الساحة اللبنانية، خلق شرخ داخلي على خلفية الاتهامات السياسية التي وجهت إلى سوريا خمس سنوات، كل هذا الملف الآن أصبح بوارد أن يصب في اتجاه واحد بمعنى أن إسرائيل لا تريد الآن أن تشن حربا على لبنان بانتظار هذا القرار الظني الذي سيحول حزب الله من منظمة مقاومة ومن حركة مقاومة رائدة في هذا العالم العربي إلى منظمة إرهابية وبالتالي يسقط عنها هذا السقف الشرعي..

إعلان


حسن جمول (مقاطعا): نعم هذا ما قاله أيضا السيد نصر الله في مؤتمره الصحفي لكن في المقابل -سيد شارك جبور- فيصل عبد الساتر يعتبر بأن هذا الكلام الذي صدر عن رئيس الحكومة اللبنانية اليوم هو كلام إنشائي، ما جاء في خطابه اليوم كيف يمكن أن يترجم على أرض الواقع، إذا صحت التوقعات بصدور قرار ظني يتهم حزب الله وحزب الله مسبقا يرفض مضمون هذا القرار، إذاً كيف يترجم ما قاله الحريري على أرض الواقع إذاً؟


شارل جبور: قبل الدخول مباشرة كيف يترجم كلام الرئيس الحريري بس عندي ملاحظتان سريعتان على كلام الأستاذ عبد الساتر، أولا المجالس والأمانات وعندما تكون المجالس والأمانات، من المعيب أن يتم كشف ما حصل في هذه المجالس، والملاحظة الثانية السريعة أيضا بأن ما استند إليها الرئيس الحريري استند إلى معلومات صحفية ومعلومات متداولة في الإعلام وبالتالي لا أحد يعلم مضمون هذا القرار بانتظار صدور هذا القرار. ولا أعيد تكرار أن كل ما سمعناها عن المحكمة سمعناه من إعلام ومن قوى 8 آذار، هلق كيف يترجم هذا الموضوع على الأرض؟ ما الواضح أن الرئيس الحريري اليوم عندما يقول هذا الكلام بمعنى واضج ولا يحمل لبسا ولا يحمل تأويلا بأنه لا مساومة على موضوع المحكمة، موضوع المحكمة موضوع بالنسبة للرئيس الحريري وبالنسبة لقوى 14 آذار وبالنسبة إلى مليون ونصف لبناني اللي نزلوا إلى ساحة الحرية بـ 14 آذار 2005 هذه مسألة غير قابلة للمساومة لا من قريب ولا من بعيد وبالتالي أصبحت المحكمة الدولية بالنسبة لهذا الفريق وبالنسبة لرئيس الحكومة في لبنان بالنسبة لكل هذا الفريق وكل اللبنانيين المدعومين من قبل العرب الاعتدال والدول العربية والمجتمع الدولي مسألة غير قابلة للمساومة، وبالتالي كيف يمكن ترجمتها؟ أنا باعتقادي أستاذي بأن الوضع الرئيس الحريري قال هذا الكلام بعد عودته من سوريا الوضع اليوم في لبنان ليس على غرار الوضع اللي كنا فيه ما قبل 7 أيار 2008 عندما كانت سوريا بأزمة مع لبنان وبأزمة مع المجتمع الدولي وبأزمة مع المجتمع العربي، الوضع اليوم مختلف تماما عن الوضع اللي كنا فيه بالمرحلة السابقة، وبالتالي لا أعتقد أن أحدا السيد نصر الله أو حزب الله باستطاعته أن يفعل شيئا في لبنان، الوضع مضبوط تحت سقف واضح تحت سقف عربي سعودي سوري..


حسن جمول (مقاطعا): على كل كيف ينظر حزب الله إلى المستقبل طبعا سيكون جزء من نقاشنا ولكن أريد هنا أن أسأل، عندما اتهم الضباط الأربعة ووضعوا في السجن واتهمت سوريا باغتيال الحريري وما كان يقوم به ديتلف ميليس قبل أن يقوم بكل هذه الخطوات كانت هناك صحف عربية تتحدث بالتفصيل عما سيحصل وحصل ما ذكرته الصحف بمعنى أنه ربما يكون من حق الأطراف الأخرى أن تخاف من تسريبات تتحقق على أرض الواقع كما حصل سابقا ربما يحصل الآن.


شارل جبور: لا شك نحن ضد هذه التسريبات من قريب أو بعيد ونحن ما يخشاه الطرف الآخر نحن أيضا نخشى ونحن نريد أن نكون كلنا سوا في توجه واحد على المستوى الوطني ولكن من غير المقبول يعني ما نقوله بشكل واضح من غير المقبول أنه قبل صدور هذا القرار أن نفرض على اللبنانيين وعلى رئيس الحكومة القول يا إما اتهام هذه المحكمة بإما إسرائيلية يا إما الضغط على المجتمع الدولي من أجل تأجيل صدور هذا القرار أو التسويف بهذا القرار، وما بين الاثنين نحن ذاهبون باتجاه حرب أهلية، نحن نرفض وضع اللبنانيين أمام معادلة يا إما الاستقرار يا إما المحكمة، هذا ما نقوله وبشكل واضح، ونحن نقول لحزب الله ولكل الأطراف اللبنانية في حال لم يكن في هذا القرار حيثيات قانونية واضحة باتهامه نحن أيضا سنرفض هذا القرار وبالتالي علينا انتظار هذا القرار انتظار الحيثيات الموجودة في قلب هذا القرار وبعد ذلك يمكن أن نحاور ونتجادل في كل ما يعنيه..


حسن جمول (مقاطعا): على كل هل هذا الأمر سيؤدي إلى أزمة جديدة في لبنان؟ وإلى أين سيذهب لبنان في ظل موجة التوتر الجديدة هذه؟ محور الجزء الثاني من حلقتنا انتظرونا مشاهدينا بعد الفاصل.

[فاصل إعلاني]

اتجاهات التوتر وآفاق تجنب أزمة جديدة


حسن جمول: أهلا بكم من جديد مشاهدينا في حلقتنا التي تتناول التوتر المتجدد في لبنان على خلفية القرار المنتظر لمحكمة اغتيال الحريري. وأعود إلى ضيفي من بيروت شارل جبور وفيصل عبد الساتر. سيد فيصل، سمعنا السيد شارل جبور يتحدث ليس فقط عن تطمينات إنما عن رفض حقيقي من قبل قوى 14 آذار لأن تسيس محكمة الحريري وحتى لو سيست سيرفض القرار الاتهامي، حزب الله يقول إن القرار الاتهامي متخذ منذ فترة طويلة، إذاً لماذا تعاون منذ شهرين أو ثلاثة أشهر وأرسل أعضاءه إلى المحكمة وهو ربما سيتعاون في المستقبل أيضا بينما عندما كان أحد حلفائه واحد من الضباط الأربعة يكيل الاتهامات للمحكمة وللقضاء اللبناني بقي ساكتا؟

إعلان


فيصل عبد الستار: حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود بكل صراحة، حزب الله هو جزء من الحكومة اللبنانية وافق على البيان الوزاري الذي تبنى تأييد المحكمة الدولية لكن هذا لا يعني أن تأييد المحكمة الدولية تصبح سيفا مسلطا على رقاب اللبنانيين تتصرف كيفما تشاء ويحلو لها كما تشاء وتطلب من تشاء وتحاسب من تشاء وتتهم من تشاء، هذه المحكمة الدولية هناك معايير مهنية على المستوى الجنائي الدولي يجب أن تراعيها هذه المحكمة وبالتالي هي لم تراع أي شيء من هذه القوانين، وعمليا الاتهام السياسي الذي تبنته كل قوى 14 آذار في لبنان لحظة اغتيال الحريري هذا الاتهام لم يكن مبنيا على أي شيء سوى على بعض الخلافات التي كانت حدثت ما بين الرئيس الحريري وسوريا ثم اتهم الضباط الأربعة ودبر لهم شهود الزور وفبركت القضية وحتى الآن لم تستطع المحكمة..


حسن جمول (مقاطعا): ما الذي تغير يعني أريد أن أعرف سيد فيصل أريد أن أعرف ما الذي تغير اليوم حتى تشن هذه الحملة على المحكمة اليوم وليس قبل شهرين وليس عندما خرج الضباط الأربعة أو عندما استدعي الشهود من حزب الله، لماذا اليوم؟


فيصل عبد الستار: لماذا اليوم؟ الآن هناك حديث على أن المحكمة الدولية تواجه أزمة بنيوية على مستوى الهيكلة، هناك استقالات، على مستوى التمويل تواجه أزمة خطيرة جدا، مطلوب من الدول أن تمول في المحكمة الدولية، هي الآن أصبح لها خمس سنوات دون أن تصدر أي قرار ظني فهي بالتالي محشورة في قضية الوقت ومحشورة على المستوى الدولي أيضا أن تبرهن للناس وللرأي العام الدولي عن فعل ما فلم يكن لديها سوى أن تتحكم بما سمي بداتا الاتصالات التي جهزها الذي اغتيل أيضا بفرع المعلومات الرائد عيد الذي كان له الفضل في تركيب هذه الـ data الاتصالات وقدمها إلى المحكمة الدولية قبل أن يغتال بأسبوعين ثم اغتيل بعد ذلك، إذاً المحكمة الدولية الآن ليس لديها أي وقائع جرمية تبني عليها أي اتهام أو أي قرار ظني سوى هذه الـ data من الاتصالات ومن المعروف في القواعد الجنائية الدولية أن data الاتصالات لحظة وقوع جريمة ما لا يعتمد عليها كدليل جرمي وبالتالي نحن أمام فبركة فيلم معين هذا الفيلم أريد له أن يكون بهذه الطريقة البوليسية لوضع حزب الله..


حسن جمول (مقاطعا): هذا الموضوع أصبح محكيا كثيرا في لبنان..


فيصل عبد الستار (متابعا): لا، لا، اسمح لي. لوضع حزب الله أمام زاوية ضيقة جدا، إذا هو رفض القرار الظني يعني هو رفض المحكمة الدولية، إذا هو قبل بالقرار الظني عمليا سيركب على هذا القرار الظني اتهامات وفبركات أخرى وبالتالي..


حسن جمول (مقاطعا): فقط أريد أن أعرف..


فيصل عبد الستار (متابعا): وبالتالي يخرج الموضوع..


حسن جمول (متابعا): أريد أن أعرف الآن.. عفوا سيد فيصل، أريد أن أعرف الآن كيف سيتصرف حزب الله تجاه أي قرار يتهمه باغتيال الحريري، هذا ما كان منتظرا في المؤتمر الصحفي وكان لافتا أن المؤتمر الصحفي كان يعني غير.. ليس بمستوى الأهمية التي جرى الحديث عنها في بيروت وعبر وسائل الإعلام، لماذا؟ وكيف كان يمكن أن يتصرف؟ باختصار لو سمحت.


فيصل عبد الستار: أنا في رأيي هناك استنتاج تكون لدي عندما سمعت المؤتمر الصحفي للأمين العام لحزب الله بأنه كان يريد أن يقول شيئا ثم أجله أو أعطى الوقت الكافي لبعض الأطراف في لبنان أن يراجعوا حساباتهم وألا يذهبوا يعني بعيدا في الرهان على مشاريع من مستوى المحكمة الدولية أو من يدعم المحكمة الدولية في العالم، ولذلك حركة الرئيس ميشيل سليمان وحركة الرئيس السوري وحركة الملك السعودي الآن يعني تدل خير دليل على أن هناك إعادة تحرك للملمة الوضع الذي بات يهدد بخطر أكيد على مستوى الساحة اللبنانية لأن المسألة لم تعد في يد لبنان، الآن لو خرج الرئيس الحريري وتحلى بشيء من الجرأة ليقول نعم أنا كنت عند السيد حسن نصر الله وتحدثنا بهذا الأمر فتنتهي القصة عند هذا الموضوع لكن أن يطلق العنان لبعض النواب ليقولوا أشياء..


حسن جمول (مقاطعا): طيب دعني، واضح يعني دعني آخذ رأي السيد شارل جبور الآن في النقاط التي أثرتها، موضوع data الاتصالات وأيضا هل تعتقد سيد شارل جبور أن الحركة السياسية التي ستتفاعل في الأيام المقبلة ربما تطوق هذه الأزمة في طريق دفنها نهائيا؟ تفضل.


شارل جبور: لا يوجد أزمة على الإطلاق، كل ما هنالك أن ثمة طرف سياسي اسمه حزب الله لا يريد الإقرار بمسألة المحكمة الدولية ويريد من اللبنانيين القول بأن هذه المحكمة إسرائيلية، واللافت على كل حال بأن اتهام هذه المحكمة بأنها إسرائيلية لأنها تريد أن تتهم حزب الله وفي نفس الوقت أن هذه المحكمة الإسرائيلية تبرئ سوريا وتبرئ الضباط الأربعة، بمعنى ما وكأن ثمة من يقول بأن سوريا وإسرائيل هما حليفان اليوم يعني هذه المحكمة من جهة هي تتهم حزب الله لأنها إسرائيلية ومن جهة أخرى هذه المحكمة الإسرائيلية تبرئ السوريين، والملاحظ على كل حال بالأسبوع الأخير أن نسمع باستمرار أصواتا من حزب الله تذكر السوريين بأفضال الحزب على سوريا من 8 آذار شكرا سوريا ومرورا بالـ 2006 وصولا إلى 2008، وسمعنا السيد نصر الله يذكر سوريا بما قامت به 14 آذار تجاهها، ما أريد قوله في هذا الإطار..


حسن جمول: في ثلاثين ثانية، نعم.


شارل جبور: ثمة أزمة فعلية بين حزب الله وسوريا، الزمن الذي نحن فيه اليوم تغير عن الزمن الذي كنا فيه في مرحلة سابقة، ثمة تحول كبير على مستوى المنطقة حصل من بعد العقوبات على إيران، هذه العقوبات هي تعني بشكل واضح ما قبل يعني غير ما بعد وبالتالي ثمة إعادة تموضعات على المستوى الإقليمي، الدولة التركية لا تريد أي خربطة على مستوى المنطقة تريد الاستقرار، النظام السوري له مصلحة بشكل واضح في الاستقرار في لبنان وفي العراق وفي فلسطين ولا يريد عودة عقارب الساعة إلى الوراء فسيكون أكثر المتضررين.


حسن جمول (مقاطعا): أشكرك جزيلا السيد شارل جبور الكاتب والمحلل السياسي من بيروت، وأشكر طبعا السيد فيصل عبد الساتر أيضا الكاتب والمحلل السياسي من بيروت. بهذا مشاهدينا نأتي إلى نهاية هذه الحلقة من برنامج ما وراءالخبر، غدا بإذن الله قراءة جديدة في ما وراء خبر جديد، إلى اللقاء.

المصدر: الجزيرة