
الأبعاد الاقتصادية لمونديال 2010
– أبعاد تحول المونديال إلى ظاهرة اقتصادية
– ميزان الربح والخسارة والأطراف المستفيدة من العوائد
![]() |
![]() |
![]() |
محمد كريشان: أعلن وزير المالية في جنوب إفريقيا برافين جوردهان أن تنظيم المونديال سيعود على البلاد بما يقارب خمسة مليار دولار وهو مبلغ يزيد على ما انفقته جنوب إفريقيا من أجل استضافة هذه البطولة، من ناحية أخرى بلغت عوائد الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا من تنظيم مونديال جنوب إفريقيا أكثر من ثلاثة مليارات من الدولارات. نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه من زاويتين، ما هي الأبعاد الاقتصادية لتظاهرة رياضية ضخمة بحجم بطولة كأس العالم لكرة القدم؟ وكيف يمكن الاستفادة من عوائد هذه البطولة العالمية بشكل عادل يحفظ حقوق كل الأطراف؟.. السلام عليكم. بعد اختتام مونديال جنوب إفريقيا تبدأ حسابات الربح والخسارة ورغم أن هذا المهرجان الكروي الضخم تعرض للكثير من الانتقادات إلا أن أرقام الفيفا والتقارير الاقتصادية تقول إنه لن يقل عن سابقيه بلغة المال والأعمال إذ يتوقع أن يضخ المونديال أكثر من أربعة مليارات من الدولارات في شرايين الاقتصاد الجنوب إفريقي وهو الأمر الذي يؤكد أن الساحرة المستديرة لم تعد مجرد اللعبة الشعبية الأولى في العالم ولكنها أصبحت إحدى الصناعات المعاصرة التي تشارك فيها الدول والمؤسسات ورجال الأعمال لتحقيق أرباح طائلة.
[تقرير مسجل]
عبد القادر عراضة: كرة القدم توحد كل الشعوب هكذا قال السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم لكن المتابعين لتطور اللعبة وما يحيط بها جعلوهم يقولون إنها لعبة تثير الأزمات وتختلق الخلافات ولكنها أيضا تسيل لعاب الشركات فالفيفا لم تعد مجرد هيئة كروية دولية بل أضحت عملاقا يمتد نفوذه إلى خارج البساط الأخضر وعالم الكرة، إنها تحولت إلى ساحة استثمار سياسي وتجاري واقتصادي تجاوزت مداخله العام الماضي حاجز المليار دولار كما حقق مونديال جنوب إفريقيا زيادة بـ 50% من الأرباح مقارنة بمونديال ألمانيا عام 2006 لكن كثيرين يعتبرون أن هذه الأرباح تعود بالأساس إلى تحول المناسبة الكروية الأشهر في العالم إلى كيان اقتصادي ضخم يرتدي ظاهريا زي الكرة ليخدم مصالح اقتصادية للفيفا ولكثير من المؤسسات التجارية التي تتولى رعاية الأحداث الكروية وتحقق من وراء هذه الرعاية أرباحا خيالية، فالفيفا استطاعت أن تبيع حقوق البث الحصري لمونديال 2010 و2014 لعدد من المؤسسات الإعلامية مقابل ملياري دولار، كما تجاوزت صفقات الرعاية والإعلانات التي تم توقيعها بمناسبة مونديال جنوب إفريقيا 770 مليون دولار، موعد المونديال الكروي ساهم في إيجاد وظائف تتعلق بالبطولة نفسها فاستثمرته اقتصادات في الترويج لنفسها ولزيادة ثقة المستهلكين وموارد السياحة حيث ضخ أكثر من ثلاثة مليارات دولار في الاقتصاد الألماني عام 2006 ويتوقع أن يكون نصيب الاقتصاد الجنوب إفريقي أكثر من أربعة مليارات دولار. الأصوات المنتقدة بدأت تتحدث عن أوهام بخصوص الأرباح المتوقعة من مونديال جنوب إفريقيا بسبب ارتفاع تكلفة التنظيم العالية في بلد يرزح أكثر من 40% من سكانه تحت خط الفقر، فما صرفته جنوب إفريقيا على البنية التحتية كان مكلفا للغاية حيث تعد الأربعة مليارات دولار في حين يقدر ما صرفته ألمانيا عام 2006 بحوالي ثمانمائة مليون دولار وكوريا واليابان ملياري دولار عام 2002 بينما لم تصل فرنسا سوى نصف مليار دولار عام 1998، الشركات بدورها حاضرة بقوة في المشهد للفوز بنصيب من كعكة الرعاية في كل مونديال فأديداس مددت عقدها مع الفيفا لغاية عام 2013 مقابل 350 مليون دولار وتوقعت شركة نايك الأميركية المتخصصة في المنتجات الرياضية أن ترتفع عائداتها الإجمالية بشكل قياسي إلى سبعة مليارات دولار بفضل المونديال وبالمقابل اشتكت شركات أخرى من مراوحة علامتها التجارية لمكانها دون أرباح. وبين الرابحين والخاسرين يبقى المنطق التجاري طاغيا في المونديال وكرة القدم أضحت الدجاجة التي تبيض ذهبا احتضنتها جنوب إفريقيا التي جرى تأمين بطولتها بأكثر من تسعة مليارات دولار لكنها لم تؤمن لها نصيبها العادل من هذا الذهب.
[نهاية التقرير المسجل]
أبعاد تحول المونديال إلى ظاهرة اقتصادية
محمد كريشان: ومعنا في هذه الحلقة من القاهرة الدكتور رشاد عبده أستاذ الاقتصاد والتمويل بجامعة القاهرة ومن عمان الدكتور محمد خير مامسر وزير الرياضة والشباب الأردني السابق، أهلا بضيفينا. لو بدأنا بالدكتور مامسر في عمان كيف يمكن لتظاهرة بالأساس رياضية أن تتحول إلى كل هذه الرهانات الاقتصادية التي تابعنا جزء منها؟
محمد خير مامسر: هو الحقيقة إذا كان تتبعنا تاريخ الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا وهي من أقدم الاتحادات وتأسست عام 1912 وهذا الاتحاد طبعا بدأ في البداية وانطلق من الهواية لكن بعد أن بدأ في تنظيم كأس العالم بطولة كأس العالم بدأت تنحرف إلى الانحراف..
محمد كريشان (مقاطعا): يعني عفوا لماذا تسميه انحرافا؟
محمد خير مامسر: أنا أعتقد أنه انحراف وكنت أقول حتى قبل عشرة أو عشرين سنة إذا كان في هناك خطورة على الرياضة المعاصرة فهي الاحتراف كما حدث إذا عدنا وقرأنا عند قراءة تاريخ الدورات الأولمبية الإغريقية اللي دامت 292 دورة وانهارت بعد كل هذه الدورات أي بعد 1320 من إقامة الدورات عندما أصبحت الرياضة رياضة احتراف وسفك الدماء وبالتالي انهارت الدورات الأولمبية القديمة انهيارا كبيرا وكان لها آثار سلبية استمرت لغاية القرن السابع عشر الثامن عشر لأن الآثار السيئة اللي تركتها رياضة الاحتراف في أواخر عهد الرومان هي السبب، وأنا أقول الآن صحيح بأن الاحتراف رفع من المستوى الفني لكن ما هو الهدف من إدخال الاحتراف حتى بالدورات الأولمبية التي كانت تحارب الاحتراف ولم يكن يسمح أن يشترك بالدورات الأولمبية إلا الهواة، لماذا؟ الهدف هو هدف تجاري بحت وبالتالي أنا صحيح وزير شباب ورياضة ورياضي من عام 1954 مثلت الأردن أول مرة خارج الأردن يعني قبل 56 سنة أؤمن بالرياضة وأنا رياضي حتى الآن، لكن ما نراه اليوم نتيجة الاحتراف تحولت أولا إلى لاعبي كرة قدم وسلة ولاعبي ألعاب أخرى إلى يعني رقيق أبيض عندما يباع ويشترى بهذه الملايين، ثم بعد ذلك أصبحت الرياضة هي زي ما نشاهد الآن أي فيلم وأي مخرج أي ممثل نشاهد يعني لمحات فنية لم تعد فيها الرياضة الأصيلة التي تدعو إلى اللعب النظيف والروح الرياضية العالية إلى آخره، لذلك أنا أقول..
محمد كريشان (مقاطعا): ربما أنتم تتحدثون بلغة الرياضي وبلغة الحنين ربما لأبعاد كانت موجودة في السابق في الرياضة، نريد أن نعرف من الدكتور رشاد عبده عما إذا كانت مناسبة مثل كأس العالم الآن وقد تحولت إلى كل هذا البعد الاقتصادي يمكن وصفها فعلا بأنها مناسبة اقتصادية بامتياز بالتوازي مع كونها مناسبة رياضية؟
رشاد عبده: بلا جدال خلاص انتهى، العالم بيتطور كل شيء يتطور كل شيء بيبقى فيه تغير النهارده وبالتالي أيضا في الرياضة، إحنا بنتكلم في الرياضة بنقول إيه؟ الرياضة مكسب وخسارة إذا كنت بتتكلم عن المكسب والخسارة ألا يجب أن نترجم ذلك إلى بعد اقتصادي وبعد مادي؟ نعم، السؤال الثاني من أين تأتي الدول بالإيرادات التي يمكن أن تنفق بها على الرياضة وتطورها؟ ما فيش موارد، كلنا عارفين إن النهارده في ردة في الإيرادات وبالتالي إذا استطاعت الرياضة أن تحقق الاكتفاء الذاتي وأن تحقق نوعا من الفوائض بلا جدال سينعكس ذلك على تطوير حقيقي إضافة حقيقية نقلة حقيقية وفي نفس الوقت من حق الناس اللي في هذا المجتمع أن ينعموا بخير هذه الرياضة يعني لما أقول كأس عالم يبقى لازم الناس تلاقي فرص عمل الناس لازم تلاقي فرصا للحياة الناس لازم تلاقي فرصا للتطوير، كأس العالم بدأ يحقق هذه المعادلة بدأ يخلق فرص عمل فنادق بتشتغل مطاعم بتشتغل سياحة بتشتغل إيرادات مختلفة بتشتغل هدايا تذكارية مصانع بتعمل وبالتالي عجلة اقتصادية بالكامل بتشغل معها عجلة الرياضة، وبالتالي الاثنان بيكملوا بعض وليسا نقيضين.
محمد كريشان: ولكن من الناحية الاقتصادية دكتور عبده احتضان بلد مثل جنوب إفريقيا الآن لتظاهرة يكون مجزيا اقتصاديا؟
رشاد عبده: بلا جدال بدليل لسه التقرير بتاع حضرتك بيقول إيه، الناس جنت أربعة مليار دولار. حتقول لي طيب ما هي صرفت على الملاعب؟ أيوه الملاعب دي هي اللي حتستخدم لمئات السنين اللي جاية في نهضة رياضية نهضة تطورية نهضة حديثة نقلة للمجتمع وفي نفس الوقت الناس لاقت فرص عمل الناس اشتغلت فنادق اشتغلت بالكامل إشباع للمجتمع بالتالي الرياضة بدون إيرادات حتتقهقر للخلف. زمان أيوه كان في ناس بتقول أيوه لازم أصرف على الرياضة لازم أستقطع من ميزانيتي علشان أصرف على الرياضة النهارده الصورة اختلفت النهارده بنقول لا الرياضة بتشغل نفسها وبتحقق مكاسب تستطيع من خلالها تطوير ذاتها وتطوير منظومة الرياضة بشكل متكامل.
محمد كريشان: بالطبع هذا المنطق مختلف تماما عما كان يقوله الآن دكتور مامسر، ما رأيك في مثل هذا التحليل ويبدو أنه أصبح منتشرا بشكل كبير دكتور مامسر في الأردن؟
محمد خير مامسر: نعم أنا مع الحقيقة أن يكون هناك مردود لأي رياضة من الرياضات والعالم تطور والدنيا تغيرت ولا أنادي بالعودة إلى الخلف، لكن الذي أود أن أقول صحيح بأن جنوب إفريقيا استفادت من بناء البنية التحتية لكن عندما نعلم بأن حوالي مليار ونصف المليار صرف على بناء خمس استادات إضافة إلى ترميم وصيانة خمس استادات أخرى فأنا أقول يعني كدولة زي جنوب إفريقيا 40% نسبة الفقر أعتقد بأن هذه الملايين لو صرفت على بناء مدارس أو مستشفيات أو خدمات أخرى البلد بحاجة لها من هذا المنطلق لو.. صحيح أنا أتفق مع زميلي ومع كل القائلين بأن الآن كرة القدم هي صناعة وبالعكس هي صناعة كبيرة وأندية كرة القدم في العالم أكبر الأندية وأغنى من شركات صناعية صناعات كبرى لكن لو أن ناتج أو دخل المونديال في جنوب إفريقيا اللي هي وصلت أربعة مليارات لو دفع نسبة منها إلى جنوب إفريقيا للتعويض أنا أعتقد أحترم رأي وزير المالية في جنوب إفريقيا لكن التقارير التي اطلعت عليها في الإنترنت وفي الأخبار الحقيقة التي، أو على الأقل اطلعت خلاف ما يقوله إذا صحيح بأن جنوب إفريقيا ستكسب أربعة مليارات أنا سأصفق له لكن عندما ينتهي المونديال وعندما نراجع الحسابات أعتقد صحيح أن جنوب إفريقيا كسب مكاسب سياسية كبيرة بل بالعكس كل الدول الإفريقية والدول النامية كسبت مكاسب سياسية وعلى الأقل بأنه اثبتوا بأن تظاهرة زي تظاهرة المونديال ممكن دولة نامية زي جنوب إفريقيا أن تنظمها، أنا أتفق بأن هناك مكاسب اجتماعية ومكاسب سياسية لكن قبل أسبوع استمعت إلى لقاءات لأفراد من الشعب في جنوب إفريقيا الذين قالوا صدمنا بأننا لم نشعر بأن المونديال أتى علينا بأي تغيرات يعني جوهرية، أريد أن أقول بأن الأربع مليارات اللي الآن الدخل وزعت طبعا الاتحاد الدولي سيوزع تقريبا ما يوازي 420 مليون للفرق المشاركة زائد أربعين مليون للأندية المشاركين اللاعبين فيها أي ما يتم توزيعه أقل من مليون وهناك يقول التقرير المالي للفيفا إنهم سيخصصون مليارين لتطوير الرياضة رياضة كرة القدم ولدعم الأندية إلى آخره وربح صافي مليار لكن أنا إذا كان الربح الصافي مليار لأنه كان التقرير أنه ثلاثة مليار وثلاثمائة مليون الآن أعتقد بأن سيكون ربحا صافيا اثنين مليار، هذه..
محمد كريشان (مقاطعا): أنت تشير هنا دكتور إلى مدى استفادة جنوب إفريقيا الحقيقية.
محمد خير مامسر: نعم.
محمد كريشان: بعد الفاصل سنتطرق إلى مدى استفادة كل الأطراف من عوائد المونديال سواء جنوب إفريقيا أو غيرها من الأطراف، والحقيقة نسيت أن أشكر ضيفينا الدكتور رشاد عبده والدكتور محمد خير مامسر أنهم يحضرون معنا الآن في البث الأول لهذا البرنامج على الهواء مباشرة في نفس الوقت الذي يبث فيه نهائي المونديال وبالتالي أتيتم مشكورين للبرنامج وتركتم الدور النهائي شكرا لكم، ونعود إليكم بعد الفاصل.
[فاصل إعلاني]
ميزان الربح والخسارة والأطراف المستفيدة من العوائد
محمد كريشان: أهلا بكم من جديد في هذه الحلقة التي نناقش فيها الأبعاد الاقتصادية للمونديال في جنوب إفريقيا بين المكاسب والخسائر. دكتور رشاد عبده في القاهرة عندما كان يتحدث الدكتور مامسر عما كان يمكن أن تستفيده جنوب إفريقيا بشكل أدق وأفضل ألا تعتبرها مستفيدة بعد كل الذي جرى؟
رشاد عبده: بلا جدال مستفيدة بكل الأبعاد في المدى القصير والمتوسط والطويل، في المدى القصير شغلت قد إيه أيد عاملة قد إيه فنادق اشتغلت قد إيه المطار اشتغل قد إيه مطاعم اشتغلت قد إيه سياحة وإيرادات دخلت، كل الكلام ده مسألة مهمة جدا، الأهم من دي أن النهارده في المدى الطويل حركة السياحة..
محمد كريشان (مقاطعا): عفوا دكتور على ذكر السياحة هناك بعض التقديرات تقول الانطلاقة التي أخذتها السياحة ستمهد الطريق لقدوم عشرة ملايين سائح في المستقبل يعني بفعل كل هذا السيط الذي أصبح للبلد.
رشاد عبده: طبعا وعلشان كده برضه جزئية مهمة أخرى بأقول النهارده قد إيه كان ممكن جنوب إفريقيا تصرف على دعاية علشان تحقق هذا البعد، جنوب إفريقيا النهارده من خلال هذا المونديال دخلت كل بيت في كل بلد في كل بقاع العالم وبالتالي لو كانت انفقت مليارات المليارات ما كنتش حتقدر تحقق ده إنما النهارده استطاعت بالفعل التغلل في كل الأماكن، كل اللي كانوا النهارده في جنوب إفريقيا بقوا سفراء سياحيين لجنوب إفريقيا في بلادهم وبالتالي متوقع أن خلال السنوات القادمة حيكون في تدفق سياحي عالي نتيجة هذه الخطوة وبالتالي السياحة نقطة مهمة جدا والتدفقات السياحية نقطة مهمة جدا ومن ثم تشغيل سبعين صناعة مرتبطة بهذه السياحة فنادق ومطاعم وكافتيريات وما إلى ذلك، وعلشان أتوسع في ده دعم البناء فبأشغل نجارين بيشتغلوا السيراميك بيشتغل وحديد و الأسمنت وكل الكلام ده بيشتغل، وبالتالي أنا بأشغل مجتمع وثم إخواننا في جنوب إفريقيا استفادوا استفادة كبيرة جدا والأهم من ده أن النهارده إحنا بنقول إن العقل السليم في الجسم السليم، الملاعب اللي اتعملت دي كلها بلا جدال حتبقى نواة حقيقية لنقلة رياضية حقيقية في جنوب إفريقيا حتخلق أبطالا رياضيين ترفع اسم جنوب إفريقيا في كل المحافل الدولية النهارده وبكره وبعد بكره.
محمد كريشان: ولكن هل جنوب إفريقيا هي المستفيد الوحيد دكتور مامسر، الفيفا والشركات الكبرى هل تراها حققت من المكاسب ما يوازي ما حققه البلد المستضيف؟
محمد خير مامسر: لا، ما في شك هو ابتداء استفادت كل الأطراف المشاركة في المونديال خارج جنوب إفريقيا ربما كانت هي المستفيد الأكبر ابتداء من الاتحاد الدولي الفيفا الآن الفيفا طبعا دخلهم الصافي الربح الصافي إذا أخذنا كان الدخل ثلاثة مليار وثلاثمائة دخلهم الصافي مليارين، لكن كما سمعت في تقريركم أنه ارتفع إلى أربعة مليار معناه اثنين مليار، وأعتقد عندما أي مؤسسة أو أي شركة في العالم لا يمكن أن تربح خلال أشهر مثل هذا المبلغ، طبعا الأندية الرياضية في العالم مستفيدة واللاعبون المشاركون، بالمناسبة كل لاعب مشارك في المونديال النادي الذي يتبع هذا اللاعب رح يدفعوا عن كل يوم 1600 دولار بمعنى المجموع أربعون مليار..
محمد كريشان (مقاطعا): عفوا دكتور يعني البنية التحتية أو البنية التحتية الرياضية بشكل دقيق في جنوب إفريقيا هل تحتاجها البلاد، يعني مثلا بلد مثل اليابان الذي احتضن كأس العالم في 2002 يقال الآن إنه يصرف ستة ملايين دولار سنويا على مجرد الصيانة هل هذه النقطة مهمة يجب أخذها بعين الاعتبار؟
محمد خير مامسر: أنا شخصيا أنا أحترم رأي زميلي لكن الذي أنا أقوله عندما يكون هناك عشرة استادات من هذا النوع فعلا هذا بحاجة إلى صيانة كبيرة، الذي أود أن أقوله إذا كان بعد المونديال نسبة الفقر انخفضت من 40% إلى 30% أنا سأكون من الذين يقولون بإن أي دولة نامية من الدول النامية عليها أن تطلب استضافة دورات المونديال، أنا أعتقد بأن هذه الملاعب صحيح أنها مكسب لكنها عبء في الصيانة أولا وثانيا الدولة ليست بس ملاعب وليست بس رياضة الدولة هناك خدمات وهناك احتياجات وهناك أولويات، فأنا لست مطلعا كثيرا على مستوى المدارس والخدمات الصحية والخدمات الاجتماعية لكن عندما أعرف بأن نسبة الفقر 40% وأنا شخصيا بكل تواضع أقول كنت وزير التنمية الاجتماعية والشؤون الاجتماعية في وزارتين وأعرف ما تحتاجه الشعوب والدول النامية، فبكل المكاسب التي يمكن أن تكسبها جنوب إفريقيا من يعني السياحة يعني جذب السياح ومن البنية التحتية لكن أقول هناك أولويات وهذه الأولويات كان لابد من مراعاتها، ولكن أتمنى أن يكون فعلا تقرير وزير المالية وأنا طبعا أحترم تقرير شخص مسؤول أنه فعلا أنهم كسبوا أربعة مليارات..
محمد كريشان (مقاطعا): وأيضا هناك جهة أيضا دكتور وهنا أعود إلى الدكتور رشاد عبده الطرف الذي يشار إليه أيضا بالإصبع وهو الفيفا حتى أن البعض يعتبرها أصبحت الآن من مراكز القوة الرئيسية في السياسة الدولية الآن، هل تعتقد بأنها ربما قد تكون استفادت بشكل يفوق الاستفادة التي تحدثت عنها قبل قليل لجنوب إفريقيا؟
رشاد عبده: بلا جدال الفيفا الأكبر استفادة من كل العمليات دي كلها والفيفا مش تحولت إلى دولة ولا تحولت إلى مؤسسة تحولت إلى غول بتتحكم كثيرا جدا في دول وسياسات دول، يعني شفنا على سبيل المثال لما الدولة في الكويت حلت اتحاد الكرة تدخل الفيفا وقال لا وبلغ الأنشطة على المستوى القاري والعالمي وكذا الحال في دول كثيرة..
محمد كريشان: نيجيريا وفرنسا أيضا.
رشاد عبده: إذاً الفيفا النهارده هي أصبحت من قوة، وفي نيجيريا وفرنسا ودول كثيرة، النهارده الفيفا بقى من القوة بمكان بحيث أنه بيتحكم ويتدخل في جزئيات كبيرة جدا من العالم وكلنا بقينا نشوف أن رؤساء جمهوريات بتخطب ود بلاتر وبتخطب ود الفيفا، وبالتالي بلا جدال بقى قوة مهيمنة جدا والأكثر من هذا قوة أن إيرادات مهولة جدا بتجي له بقى مؤسسة كبيرة جدا بيقدر يدي دعما ويقدر يدي تدريبا ويقدر يدي منحا ويقدر يدي حجات كثيرة جدا وبالتالي بيغير المنظومة بيغير الخريطة الرياضية على مستوى العالم كله وبالتالي بأقول ودي نقطة مهمة جدا والأهم من دي أن بدأ يلعب بجانب الدور الرياضي بدأ يلعب الدور السياسي يعني على سبيل المثال اختيار جنوب إفريقيا كان لرمز مانديلا، النهارده دول بتختار دولة معينة علشان المونديال ينظم فيها بناء على أسس سياسية تدخلات سياسية وبالتالي الفيفا أصبح بيلعب دورا مهما جدا ليس فقط على مستوى المنظور الرياضي إنما المنظور الرياضي والاجتماعي والاقتصادي –والأخطر- السياسي، وبالتالي بلا جدال هو بيلعب دورا مهما. إنما عايز أقول حاجة لصديقي العزيز اللي كان بيتكلم معي دلوقت الرجل محترم سيادة الوزير..
محمد كريشان (مقاطعا): باختصار شديد.
رشاد عبده (متابعا): بيقول إنه أنا صرفت كثيرا إنما ما بيهمنيش أنا دائما في الميزانية هي ما بأبصش لرقم صرفت قد إيه إنما بيهمني في الآخر الخلاصة إيه، صرفت مائتي مليار إنما كسبت ثلاثمائة مليار فأنا مستفيد، فليس المعيار بكم الإنفاق إنما بكم الاستفادة، وإذا كانت النهارده عمليات الصيانة مكلفة فبلا جدال المكسب الحقيقي وجود هذه الملاعب اللي حتضفي نقلة حضارية رياضية كبرى لجنوب إفريقيا حتنقلها من مستوى إلى مستوى آخر على مستوى العالم رياضيا.
محمد كريشان: نعم شكرا جزيلا لك دكتور رشاد عبده أستاذ الاقتصاد والتمويل، وشكرا أيضا للدكتور محمد خير مامسر وزير الرياضة والشباب الأردني السابق، إلى اللقاء.