
المخاوف الأميركية من السياسة الخارجية التركية
– مخاوف واشنطن من السياسة الخارجية لتركيا
– أثر توجهات أنقرة على العلاقة مع الغرب
![]() |
![]() |
![]() |
محمد كريشان: طالب فيليب غوردن كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون أوروبا طالب تركيا بإثبات التزمها بشركاتها الإستراتيجية مع الغرب، وبينما حذر غوردن من أن توجهات أنقرة الخارجية تثير حفيظة الولايات المتحدة وصف سفير تركيا في واشنطن هذه التصريحات بأنها غير عادلة وتنم عن سوء فهم لتوجهات أنقرة. نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه من زاويتين، إلى أي حد يخفي هذا التحذير الأميركي مخاوف واشنطن وربما رفضها لسياسات تركيا الخارجية؟ وهل بوسع أنقرة الدفاع عن توجهاتها الجديدة والموازنة بينها وبين شراكتها مع الغرب؟..السلام عليكم. توجهات تركيا الجديدة كثيرة لا تخطئها العين والجدل المثار حولها يملأ صفحات الجرائد والبحث في بواعثها ومراميها يشغل بال المشتغلين بشؤون هذه الدولة، هي بالنسبة للبعض محل ترحيب وتشجيع وللبعض الآخر مثار خشية وقلق وإذا كان هذا القلق قد طرق أسماع قادة تركيا الجدد منذ فترة على ألسنة بعض خبراء الغرب ومراقبيه فإنه يصلها هذه المرة بلسان بعض من مسؤوليها.
[تقرير مسجل]
أمير صديق: يقول السفير التركي في واشنطن إن لقاء على هامش قمة العشرين في كندا قد يجمع الرئيس الأميركي برئيس الوزاء التركي لتوضيح مواقف أنقرة حول عدد من القضايا التي يبدو أن في واشنطن من بدأ فتلها حبلا يريد لفه حول عنق أنقرة، ففي سابقة نادرة من نوعها حذر أحد كبار مستشاري الرئيس الأميركي تركيا من مواقفها تجاه ملف إيران النووي ومن التدهور المستمر في علاقاتها مع إسرائيل وطالب المسؤول الأميركي الرفيع أنقرة بإظهار التزامها بالشراكة مع الغرب إن هي أرادت دعم واشنطن للمواقف التركية مستقبلا، لم يوضح المسؤول الأميركي ما هي الملفات التي ستحجم واشنطن عن دعم أنقرة فيها لكن معروف أن تركيا ليس لديها في الوقت الراهن ما تحتاج الدعم الأميركي فيه غير ملفي حزب العمال الكردستاني ومساعي انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، التصريح الأميركي يعد تحول في مواقف واشنطن الرسمية التي كانت حتى وقت قريب تلوم أوروبا وليس تركيا في ما تسميه إنحراف أنقرة بعيدا عن الغرب، هذا على الرغم من أن فتورا واضحا قد اعترى علاقات البلدين في الفترة الماضية إلى درجة توجيه نواب أميركيين جمهوريين وديمقراطين رسالة إلى الرئيس الأميركي طالبوه فيها باتخاذ مواقف صارمة من تركيا ومعاقبتها خاصة على مواقفها من إسرائيل، كان التصور وقتها أن رسالة النواب لا تمثل سياسة واشنطن الرسمية القائمة على حرص مطلق على العلاقة مع أنقرة وقد استند أصحاب التفسير الواثق من حرص أميركا على علاقاتها بتركيا إلا أن وشنطن سبق وتغاضت عن قرار أنقرة منعها استخدام قاعدة أنجرليك وهي في أشد الحاجة إليها عند الإعداد لغزو العراق عام 2003، وعلى مثل هذه السوابق في صبر واشنطن على التقديرات المختلفة لحلفائها من القضايا المتباينة يعول الذين يرون أن تركيا إنما تدفع بالتحديد ثمن مواقفها الأخيرة من إسرائيل وأن الحديث عن اعتراضها على قرار العقوبات الأخيرة ضد إيران ما هو إلا غطاء لموقف أصدقاء إسرائيل في أميركا الذين يبدون في هذا الوقت حريصيين على تنفيذ وعيد رفعه في وجه أنقرة وزير الخارجية الإسرائيلي حين اتهم تركيا بأنها تتجه نحو التطابق مع المواقف الإيرانية في مواقفها من تل أبيب وهو ما حذرها من أنها ستدفع ثمنه وشيكا عزلة تشبه عزلة إيران على حد قوله إن هي تمادت في هذا الاتجاه.
[نهاية التقرير المسجل]
مخاوف واشنطن من السياسة الخارجية لتركيا
محمد كريشان: ومعنا في هذه الحلقة من أسطنبول الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن التركي حسني محلي ومن واشنطن أندرو طابلر الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى أهلا بضيفينا، نبدأ من وشنطن والسيد طابلر، كلام فيليب غوردن كبير مستشاري الرئيس أوباما لأوروبا إلى أي مدى يعكس المزاج الأميركي الرسمي تجاه تركيا؟
أندرو طابلر: لقد كان هناك قلق كثير نتيجة قرار تركيا الأخير على الساحة الدبلوماسية في مجالين خاصة، أولهما موقف تركيا حول العقوبات المفروضة على إيران والثاني طبعا ردود فعل تركيا إزاء أسطول الحرية لأن الولايات المتحدة ما تزال تنتظر أدلة ولكنها تقلق من الكلام الذي سمعته، هناك الكثير من الأشخاص يتساءلون حول العلاقة بين تركيا والولايات المتحدة لحد الآن كان مجرد كلام وخطابات أما وهذه المرة فاليوم نسمع من عن طريق قنوات دبلوماسية ما يدل على أنه ربما هناك مشكلة كبيرة حقيقة.
محمد كريشان: برأيك ما الذي رفع هذه الوتيرة لأن قبل فترة وزير الدفاع روبرت غيتس كان يتحدث بنوع من التفهم لسياسات أنقرة وكان يلوم أوروبا نوعا ما، ما الذي حصل؟
أندرو طابلر: أعتقد أن هناك الكثير من الشعور بالإحباط إزاء تركيا والأمر يتعلق بشكل رئيسي بموقفها من إيران وكذلك قبل التصويت على مسألة العقوبات على إيران الولايات المتحدة قالت بشكل خاص لتركيا بأن التمديد إن التغيب أو عدم المساهمة في التصويت هو يعتبر اعتراض على التصويت وكما أنه عندما تغيبت أو رفضت أن تشارك في التصويت تركيا ذلك كان مصدر إحباط، والشيء الثاني هو أن مسألة الأسطول رغم أن مسألة مأساوية لكن فيها خلفية تاريخية فهذه السفن كانت تنتظر منذ فترة طويلة والولايات المتحدة حذرت تركيا أنه ليس من الجيد إرسال سفن في هذا الوقت ولكن مع الأسف السفن أرسلت ثم حصل الهجوم عليها والفشل الدبلوماسي الكبير والخسائر البشرية الكبيرة وبالتالي هذا كله أدى إلى تفاقم الأمور.
محمد كريشان: إذاً هو أكثر من ملف محل استياء واشنطن ولكن بالنسبة لأنقرة سيد حسني محلي هل يمكن لها أن تلتقط بجدية خاصة هذا الكلام لفليب غوردن؟
حسني محلي: لا أعتقد ذلك، رئيس الوزراء أردوغان في لقائه مع الرئيس أوباما الليلة الماضية وحسب المصادر التركية بدون شك كان واضحا وحازما وحاسما في حديثه مع الرئيس أوباما حيث قالت هذه المصادر بأن أردوغان قال بكل وضوح للرئيس أوباما بأن تركيا غير مرتاحة للموقف الأميركي عموما في ما يتعلق بسياسات تركيا الإقليمية وبشكل خاص في ما يتعلق بإيران، لأن الرئيس أوباما كان قد أرسل برسالة مكتوبة وهذا الرسالة موجودة في أرشيف الدولة التركية وعبر فيها عن تأييده للوساطة التركية مع إيران في موضوع تبادل اليورانيوم، فلذلك أولا تركيا هي التي منزعجة من الموقف الأميركي في موضوع إيران، في ما يتعلق بموضوع سفن قافلة الحرية إلى غزة أولا هذه السفن ليست سفن رسمية الدولة التركية أو الحكومة التركية هي التي أرسلتها هذه السفن تبنتها هيئة الإغاثة وهي منظمة شعبية أهلية تركية وكان في هذه السفن مواطنون من 32 دولة بما فيهم أعضاء من العديد من الدول الأوروبية كبريطانيا وسويسرا واليونان وغيرها، فلماذا الغضب على تركيا فقط أنا أعتقد أن المشكلة بالنسبة للإدارة الأميركية هو أن الأميركان أو البعض من الأميركان على الأقل ينظرون إلى تركيا خلال الفترة الأخيرة بمنظار أميركي ويفهمون الدولة التركية أوالسياسات التركية بعقلية إسرائيلية وبمنظار إسرائيلي فأعتقد بأن هذه هي المشكلة بالنسبة للموقف الأميركي الجديد باتجاه تركيا الآن.
محمد كريشان: هل النظارات الإسرائيلية -إن صح التعبير- التي تقول بأن ربما واشنطن هي التي تضعها الآن في رؤيتها لأنقرة؟ نسأل السيد طابلر، هل هذه الرؤية الإسرائيلية من قبل واشنطن بين قوسين يمكن هي التي تفس الاستياء المتزايد في واشنطن؟
أندرو طابلر: طبعا نحن لا نستطيع أن نقول لا نعرف حاليا أن الولايات المتحدة تعاونت مع إسرائيل للتحقيق في هذه الحادثة وإن إسرائيل قالت إن أميركا تنتظر نتائج التحقيق في مسألة الأسطول وبالتالي لا أعرف يمكن لهذا التحقيق أن يربط بتصريحات السيد غودرن، لكن هذه الملاحظات هي تمثل تغير في موقف أميركا قد لا تكون تغييرا في موقف أميركا من تركيا قد تكون مجرد خطاب سياسي ولكنها بالتأكيد علامة سيئة ومؤشرات سيئة فالعلاقات بين تركيا و الولايات المتحدة كانت قوية منذ عقود ولكن هناك ما يدل على أن هناك بعض التوتر بين العاصمتين، ولكن لا نعرف إلى أي مدى.
محمد كريشان: يعني فعلا هي كانت علاقات جيدة بين واشنطن وأنقرة وكثيرا ما قدمت واشنطن تركيا على أنها ما تعتبره نموذجا جيدا لتعايش الإسلام والديمقراطية، من بين الملفات التي استعرضتها الآن سواء إيران أو إسرائيل أو غيرها برأيك ما هو الملف الأكثر تأثيرا في رؤية واشنطن لأنقرة؟
أندرو طابلر: أعتقد أن أهم قضية هي قضية إيران وبرنامجها النووي فهذا هو الموضوع الأهم حاليا ذلك لأن إيران تستنفذ طاقة كبيرة هنا من العاصمة الأميركية، ولكن الموضوع الثاني هو مسألة عملية السلام إذ من السهل جدا أن تحصل حوادث بين إسرائيل والدول العربية أو مع دولة مثل تركيا حادثة قد تؤدي إلى جلب انتباه سلبي عالمي وما قد يؤدي إلى مشاكل كبيرة لإدراة أوباما، إذا أعتقد أول موضوع هو إيران ثم عملية السلام في الشرق الأوسط.
محمد كريشان: أيضا هناك مسألة سيد حسني محلي كثيرا ما تتردد في واشنطن على أن الإدارة الأميركية سواء الحالية أو السابقة وقفت باستمرار مع تركيا في موضوع الأكراد ووقفت معها في موضوع الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، هل تعتقد بأن في أنقرة هناك شعور بأن واشنطن ربما كانت تتوقع نوعا من رد الجميل وتفهم أكثر تركي لسياسات واشنطن في المنطقة؟
حسني محلي: أعتقد بأن إذا كان هذا الشعور يجب أن تشعر به أو يشعر به طرف ما هو الأميركان وليس الأتراك لأن تركيا منذ عام 1946 كانت حليفا إستراتيجيا للولايات المتحدة الأميركية وكانت حليفا إستراتيجيا للحلف الأطلسي وكانت خندقا أماميا للدفاع عن المعسكر الغربي وكانت ضمن حلف بغداد وحلف السانتو وكانت حليفا للشاه وكان في تركيا 66 قاعدة أميركية، فتركيا أعتقد بأنها خدمت الولايات المتحدة أكثر أكثر مما كان يتوقعه حتى الأميركان، فأعود وأقول حتى الرئيس الأميركي أوباما عندما جاء إلى السلطة تركيا كانت البلد الإسلامي الأول الذي زار أوباما في خمسة أبريل بعد انتخابه تقريبا بشهر، فالمشكلة كما قلت هو مشكلة المنظار الإسرائيلي الذي يرى فيه الأميركان أو ينظر فيه الأميركان إلى تركيا..
محمد كريشان (مقاطعا): ولكن سيد حسني هل تعتقد بأن تركيا ترى بأن لدى الولايات المتحدة هواجس وتساؤلات أكثر منها إجابات وآراء نهائية فيما يتعلق بتركيا؟
حسني محلي: أعتقد هواجس وليس هناك إرادات لأنه بالنتيجة الخاسر هو الأميركان وليس الأتراك لأن الأتراك في نهاية المطاف في هذه المرحلة بالذات ليسوا بحاجة إلى الولايات المتحدة الأميركية بقدر ما هي الولايات المتحدة الأميركية بحاجة إلى تركيا في موضوع العراق أولا، ثانيا في موضوع إيران في موضوع السلام السيد أندرو تحدث عن السلام وحسابات الأميركان في ما يتعلق بتركيا وأنها عرقلت موضوع السلام، تركيا هي التي لعبت الدور الأساسي وكانت الوسيط الأساسي بين سوريا وإسرائيل وكادت هذه المهمة أن تنجح لولا الغزو الإسرائيلي على غزة بعد زيارة أولمرت إلى أنقرة بخمسة أيام فقط، فليس موضوع السلام لأن حتى الأميركان ليسوا جادين على الأقل في وجهة النظر التركية في موضوع السلام الموضوع الوحيد هو إيران والقلق الأميركي في موضوع إيران هو سببه أيضا إسرائيل وليس الأميركان، أميركا بعيدة عن إيران 15 ألف كليومتر، المشكلة أيضا موضوع إسرائيل لذلك الموقف التركي الحالي في ظل حكومة أردوغان أولا يجب أن يعرف الجميع بأن تركيا لم تعد تركيا السابقة تركيا في عهد هذه الحكومة الموجودة الآن دولة جديدة لها سيادة لها موقف استقلالي مستقل تماما وعلى الأميركان أن يعرفوا بأن قيادات حزب العدالة والتنمية لا تشبه قيادات بعض الدول العربية الموجودة في المنطقة التي لا تتنفس حتى لا تتنفس إلا بالكم أو القدر الذي يمكن أن يعطيه الأميركان من الأوكسجين، تركيا ليست بهذا الوضع.
محمد كريشان: ولكن تركيا الجديدة هذه التي تشير نريد أن نعرف بعد الفاصل إلى أي مدى هي قادرة على أن تستمر في نفس النهج وفي نفس الوقت تحافظ على علاقات جيدة مع الغرب وكيفية هذه الموازنة الصعبة بين الأمرين نتطرق إلى هذه النقطة بعد فاصل نرجوا أن تبقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
أثر توجهات أنقرة على العلاقة مع الغرب
محمد كريشان: تصريحات فيليب غوردن كبير مستشاري الرئيس أوباما لأوروبا أثارت بطبيعة الحال بعض الردود التركية أولها ربما أو من أولها على الأقل هذا الموقف نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم حسين تشيليك.
[شريط مسجل]
حسين تشيليك/ نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا: نحن نعتبر المعايير الغربية من معاير الحياة في تركيا واقتراب تركيا من العالم الإسلامي لا يعني ابتعادها عن الغرب والاقتراب من آسيا لا يعني الابتعاد عن أوروبا وعضوية منظمة المؤتمر الإسلامي لا تعني التخلي عن عضوية حلف الناتو علاقتنا مع الغرب ومع واشنطن لا تعني أن نقبل بفعل كل ما يريدونه وما يطلبونه تركيا لا تفعل كل ما تريده منها أميركا ولن تفعل وكذلك أميركا لا تفعل كل ماتريده منها تركيا، لكن وجود هذه الخلافات لا يعني انتهاء العلاقات أو ابتعاد تركيا وأميركا الدولتين الحليفتين عن بعضهما البعض، سياسة تركيا الخارجية تعتمد على التوازن وعلى مبدأ المعاملة بالمثل المعتمد في العلاقات الدولية وعلى مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، لذلك ما قاله المسؤول الأميركي فيليب غودرن غير مقبول بتاتا ولا يعكس حقيقة الواقع وقد تم الرد عليه بالشكل المناسب من قبل الجهات المعنية في تركيا.
[نهاية الشريط المسجل]
محمد كريشان: إذا هذا الموقف هو أيضا موقف يأتي بعد ما عبر عنه سفير تركيا في واشنطن الذي وصف تصريحات غوردن بأنها غير عادلة وتنم عن سوء فهم، نريد أن نسأل السيد طابلر في واشنطن عن ما إذا كانت الإدراة الأميركية يمكن أن تنظر لمواقف تركيا الأخيرة على أنها اجتهادات محددة في ملفات محددة وليس أكثر من ذلك؟
أندرو طابلر: أعتقد أن ذلك سيكون صعب، ذلك أن الموضوع النووي مهم جدا جدا لإدارة أوباما لا أعتقد أن أي شخص في واشنطن يعتقد أن علاقات الولايات المتحدة مع تركيا يطلب توافق الدولتين دائما حول كل شيء وأن الولايات المتحدة تملي على تركيا ما تفعل، كلا ، التحالف ليس هكذا، ولكن موضوع إيران موضوع مهم جدا بالنسبة لإدراة أوباما وسيتم العمل عليه وأن إيران تطور في برنامجها النووي كذلك عملية السلام في الشرق الأوسط هذا من الأهداف الرئيسية لإدارة أوباما أن تحقق سير عملية السلام ومن الصعب أن تقوم تركيا بدور الوسيط إذا ما كانت تتخذ موقفا منحازا لأحد الطرفين ضد إسرائيل هذا يصعب الأمور على إدراة أوباما بشكل كبير، ومن السابق لأوانه أن نتوقع إلى أين ستتجه الأمور لذلك لن أطيل الكلام في ذلك.
محمد كريشان: ولكن هل يمكن لتركيا وهنا أعود إلى السيد حسني محلي هل يمكن لتركيا التي يقول رئيس دبلوماسيتها بنظرية صفر مشاكل أو صفر إشكالات مع دول الجوار هل يمكن أن تسمح لنفسها بأن تكون لها مشاكل مع واشنطن حليفها الرئيسي يفترض؟
حسني محلي: تركيا لا تريد مشاكل مع واشنطن ولا تريد حتى مشاكل مع الدول الأوروبية التي جعلتها تنتظر على أبواب الاتحاد الأوروبي منذ عام 1963 فتركيا لا تتصرف بهذا الأسلوب، تركيا تريد أن تفهم الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية بأنها تسعى من أجل السلام، تركيا عندما تطور علاقاتها مع إيران وتركيا عندما تطور علاقاتها مع سوريا وحتى مع حماس ودول المنطقة الأخرى فلم تكن مع طرف على حساب طرف آخر، تركيا سعت من أجل السلام تركيا سعت من أجل.. حتى تركيا جمعت بين وزيري الخارجية الباكستاني والإسرائيلي في أنقرة عام 2006 على ما أذكر، فهذه ليست مشكلة أو ليس هذا هو المنطق التركي في التعامل مع الولايات المتحدة الأميركية. أنا أعتقد أن المشكلة بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية مع تركيا وكذلك بالنسبة للدول الأوروبية ولكن أميركا بالذات، الأميركان أعتقد وبالطبع أعود وأقول باسم البعض من الإسرائيليين بالطبع تركيا عرت أنا أعتقد أن تركيا عرت حقائق بعض الأنظمة العربية لأننا عندما ننظر إلى الإعلام التركي نرى هذا الموقف بكل وضوح لأن الإعلام التركي المعروف عنه أنه مقرب من الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل يقول لماذا تقف تركيا إلى جانب القضايا العربية بهذا الحماس في الوقت الذي تخون فيه بعض الأنظمة العربية القضية الفلسطينية؟ هذه هي مشكلة أعتقد الولايات المتحدة واللوبي اليهودي الموجود في أميركا، ثانيا تركيا أولا في هذا الموضوع ليست طرفا، تركيا عندما تتخذ موقف إلى جانب إيران أو إلى جانب سوريا أو إلى جانب القضية الفلسطينية أعود وأقول من أجل السلام وهو ما كانت تنسق فيه أساسا مع الولايات المتحدة منذ البداية ولذلك أعود وأقول وأذكر بأن الرئيس أوباما زار تركيا كأول دولة إسلامية بدليل أنه كان يولي هذه الدولة أهمية خاصة وكان يولي التجربة التركية العلمانية الديمقرطية الإسلامية المعتدلة أهمية خاصة ولكن عندما دخلت إسرائيل على الخط ودخل اللوبي اليهودي على الخط فأعتقد بأن الأمور تغيرت ووصلت الأمور إلى ما وصلت إليه الآن في العلاقات الأميركية التركية.
محمد كريشان: ولكن هل يمكن أن تصل الأمور وهنا أعود إلى ضيفنا السيد أندرو طابلر هل يمكن أن تصل الأمور من منظور واشنطن إلى حد أن تتخلى تركيا عن واشنطن في توجهاتها الحالية؟ بالكامل أقصد.
أندرو طابلر: أنا لا أعتقد الحقيقة أعتقد أننا بعيدين عن قطع علاقات أو أي تدهور في العلاقات فعلينا أن نتذكر أن تركيا عضو في حزب شمال الأطلسي وأن الولايات المتحدة ملتزمة بالدفاع عن تركيا ولطالما فعلت ذلك منذ عقود وبالتالي هذه العلاقة لن تزول بسرعة، ولكنهم سيطرحون أسئلة وما يحصل في مثل هذه الأوقات أوقات التساؤلات والشكوك السياسية تصبح تصرفات ومواقف التركية تحت الدراسة والتمحيص، وبالتالي علينا أن ننتظر لنرى ما هي خيارات تركيا وأن ندرك أنه في السياسية هناك خطابات سياسية كثيرة ولكن عندما يتعلق الأمر بالعمل الملموس علينا أن ندرس ما هي العلاقة، القيادات والدول تتحدث بموجب القرارات المتخذة وأعتقد أن الولايات المتحدة تتابع ذلك عن كثب حاليا.
محمد كريشان: شكرا جزيلا لك سيد أندرو طابلر الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى كنت معنا من العاصمة الأميركية، شكرا أيضا لضيفنا من أسطنبول الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن التركي حسني محلي، وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر، غداً بإذن الله قراءة جديدة في ما وراء خبر جديد أستودعكم الله.