صورة عامة - ماوراء الخبر 3/5/2010
ما وراء الخبر

واقع الحريات الصحفية في العالم العربي

تتناول الحلقة واقع الحريات في العالم العربي وتطرح لائحة أعداء الصحافة التي نشرتها منظمة “مراسلون بلا حدود” بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة للمناقشة، والتي ضمت سياسيين ومسؤولين حكوميين وغيرهم ممن يعاملون وسائل الإعلام كعدو.

– الواقع العربي ودوافع الأنظمة في قمع الصحافة
– القوانين السائدة وآفاق حق الحصول على المعلومة

لونه الشبل
لونه الشبل
صابر فلحوط
صابر فلحوط
محمد حفيظ
محمد حفيظ

لونه الشبل: نشرت منظمة "مراسلون بلا حدود" بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة لائحة بأسماء أعداء الصحافة وضمت سياسيين ومسؤولين حكوميين وغيرهم ممن يعاملون وسائل الإعلام كعدو ويستهدفون الصحفيين بشكل مباشر، وأظهر التقرير أن واقع حرية الصحافة في العالم العربي ما يزال مزريا في ظل غياب التشريعات التي تضمن حقوق الصحفيين. نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسيين، ما الذي يجعل واقع الحريات الصحفية في عالمنا العربي على ما هو عليه وما هي السبل الكفيلة بتغييره؟ ولماذا تتقاعس معظم البلدان العربية عن إقرار تشريعات تضمن حق الوصول إلى المعلومات؟… بخريطة لونت بالأحمر خرائط الدول المعادية للحريات الصحفية وبقائمة لصور زعماء الحكومات التي تستهدف الصحفيين أصدرت منظمة "مراسلون بلا حدود" تقريرها لسنة 2010 تقرير حافظت فيه الدول العربية على مواقع متقدمة في محاصرة الصحافة والتنكيل بالصحفيين.

[تقرير مسجل]

نبيل الريحاني: هذا مقر منظمة لا تحبها الحكومات العربية كثيرا، إنها منظمة "مراسلون بلا حدود" التي تصدر سنويا تقريرا يعنى بأوضاع الحريات الصحفية في مختلف بقاع العالم ومن بينها الدول العربية التي بدت في تقرير 2010 مصرة على المضي قدما في انتهاك تلك الحريات. تضمن التقرير قائمة لما باتت المنظمة تصفهم بألد أعداء حرية الصحافة في العالم، شملت عددا من الرؤساء في العالم العربي بينهم العاهل السعودي عبد الله والرئيس اليمني علي عبد الله صالح والسوري بشار الأسد والعقيد الليبي معمر القذافي والرئيس التونسي زين الدين بن علي، مكانة متردية حققتها أغلب الحكومات العربية من خلال ترسانة من القوانين وعدد من المضايقات التي منعت الساحة الإعلامية من أداء وظيفتها الأساسية في الوصول إلى المعلومة وترويجها وترسيخ الحق في إبداء الرأي خاصة فيما يتعلق بالسياسات الرسمية. جولة في جوانب من التقرير نبدؤها من المغرب التي قال التقرير إن الحريات الإعلامية فيه عادت لتنتكس بعد انتعاشة مؤقتة إثر وصول محمد السادس إلى الحكم حيث تلقي الخطوط الحمراء للقصر بكلكلها على المادة الإعلامية لتمنعها من تناول الموضوعات المحرمة مستعملة منظومة من العقوبات التي أصبحت تتصدرها الغرامات المالية القاسية كما حدث مع مطبوعات عدة منها تيلكال ونيشان والمشعل والمساء ذكرا لا حصرا، وفي تونس قال التقرير إن الصحافة هناك لم تحرز أي تقدم منذ سنة 1987 وإن القبضة الحكومية اشتدت عليها خاصة إثر انتخابات أكتوبر 2009، حيث تتالت بحسب التقرير حوادث الانتقام من الصحفيين المستقلين مثل توفيق بن بريك الذي أمضى ستة أشهر في السجن على خلفية محاكمة قال إنها دبرت لمعاقبته على مقالاته النقدية ضد السلطة، مصر هي الأخرى لم تسلم بحسب التقرير من حرص رئاسي على السيطرة على الإعلام منذ وصول مبارك إلى الحكم في سنة 1981 تجسده 32 مادة قانونية تتهدد الصحفيين بعقوبات بينها السجن، حتى أن سنة 2009 شهدت شكاوى بمعدل واحدة ضد صحفي أو مدون يوميا، وفي الخليج العربي قال التقرير إن الحكومة السعودية تحكم قبضتها على الإعلام، قبضة خففت من وطأتها قليلا إصلاحات 2005 التي تراجعت سريعا مع إنشاء هيئة للرقابة على الإنترنت حجبت أربعمائة ألف موقف إلكتروني عن أنظار وأسماع السعوديين. لا يبشر التقرير الصحفيين العرب بخير كثير ينتظرهم، وأسوأ ما جاء فيه ربما أن قصة أوضاعهم المتدهورة لها بقية وذيول معقدة.

[نهاية التقرير المسجل]

الواقع العربي ودوافع الأنظمة في قمع الصحافة


لونه الشبل: ومعنا في هذه الحلقة من دمشق دكتور صابر فلحوط مستشار اتحاد الصحفيين العرب، ومن الرباط محمد حفيظ مدير نشر أسبوعية الحياة الجديدة. أبدأ معك من دمشق دكتور صابر، كمستشار لاتحاد الصحفيين العرب كيف ينظر اتحاد الصحفيين العرب إلى هذه النتائج ولماذا برأيه ما زالت الدول العربية تحتل مواقع متقدمة في محاصرة الصحافة؟


صابر فلحوط: في مناسبة عيد الصحافة العالمية والعربية لا بد من انحناءة إجلال وإكبار لأرواح شهداء الصحافة، شهداء الحقيقة والحق شهداء الضوء وهؤلاء الذين كانوا مشعل النور غابرا وحاضرا ومستقبلا. حال الصحافة العربية كحال أمتنا والاستثناء لا يلغي القاعدة، وباعتبار أن الحرية هي الأوكسجين الذي تتنفس منه الصحافة فما زالت الأنظمة العربية كل نظام يفصّل حرية الصحافة على قد حظه من الثقافة والتطور والتقدم والفهم العميق لرسالة الصحافة وأهميتها في تعضيد الجبهات الداخلية والدفاع عن حقوق الجماهير وتطلعاتها المشروعة لتحرير أرضها واستعادة حقوقها وتعزيز مكانتها.


لونه الشبل: ولكن يعني ذكرت نقطة مهمة بأن الأنظمة تفصّل الصحافة على هواها، لماذا؟ ما الذي يزعج الحكومة والحكام من وصول معلومة إلى الشارع؟


صابر فلحوط: رحم الله من قالوا قديما "أحب الناس إلي من أهدى إلي عيوبي"، ولا أعتقد أن المسؤولين الذين يؤمنون بهذه القاعدة أو ينفذونها كثر في الوطن العربي ونرجو أن يصبحوا جميعا من المؤمنين بهذه القاعدة ويستمعوا جيدا إلى رأي الصحفي ونصائحه وإرشاداته التي تستهدف مصلحة الناس ومصلحة الوطن وبصورة خاصة الشرائح الكادحة والعاملة فيها. وباعتبار أن..


لونه الشبل (مقاطعة): سيد محمد حفيظ من الرباط يعني منذ أكثر من ست أو سبع سنوات كانت هناك بداية لانفتاح ما وتحديدا عند تولي الملك محمد السادس لتقاليد الحكم، عادت وانتكست تماما هذا التطور في الأسبوعيات والصحافة المكتوبة والمقروءة والمسموعة، لماذا هذا التقهقر والتراجع؟ المغرب في هذا التقرير يعني يقف في المرتبة 127 من أصل 175 دولة.


محمد حفيظ: في البداية لا بد أن أشير إلى أن ما ورد في هذا التقرير لا يختلف عما ظل يتردد في التقارير السابقة وهو ما يؤكد أن الوضع العام في مختلف البلدان العربية بقي كما كان، وفي الحقيقة وضع الصحافة اليوم في البلدان العربية هو نتيجة طبيعية لوضع عام هو غياب الديمقراطية، لا يمكن أن نتصور وجود حماية واحترام لحرية الصحافة وحرية الإعلام بدون وجود ديمقراطية، إذاً هذه نتيجة منطقية لوضع عام خاصة أن حرية الإعلام انتعاشها وتطورها وازدهارها مرتبط بمستوى الديمقراطية في هذه البلدان والحال أنه لا أحد اليوم يمكن أن يختلف أو أن ينكر بأن وضع بلداننا العربية بشكل عام هو وضع غير ديمقراطي وهذا ما رصدته مختلف التقارير سواء التي تصدر عن باحثين وعن هيئات عربية أو عن هيئات أجنبية، إذاً أنا أعتبر أن النتيجة طبيعية وهي منطقية بالنظر إلى الوضع العام..


لونه الشبل (مقاطعة): نعم، سأبقى معك عند هذه النقطة سيد محمد -فقط لنفهم- هي نتيجة طبيعية لغياب الديمقراطية أم أن هناك من يراها على العكس، بمعنى أن الصحافة في كثير من الأحيان كانت رأس الحربة للتحول إلى الديمقراطية وبالتالي إغلاق الباب على الصحافة كي لا تفتح أبواب الديمقراطية على الحكومات، يعني العكس؟


محمد حفيظ: لا يمكن أن نضمن تحولا نحو الديمقراطية بدون إعطاء حرية كاملة للصحافة وللإعلام لأن أهم نتيجة من نتائج الحرية للصحافة والإعلام هي المعرفة التي يجب أن تتوفر لكل المواطنين، إذاً هي أقول إنها نتيجة منطقية لأنه لا يمكن أن نتصور وجود حرية للإعلام بدون ديمقراطية ولا يمكن أن تعتبر حرية الإعلام عائقا نحو الديمقراطية، صحيح أنه في بعض التجارب هناك من أصبح يعتبر بأن الصحفيين أو العمل الإعلامي بشكل عام قد يتحول إلى عائق نحو الديمقراطية ولذلك ينبغي أن نضع له حدودا إلى غير ذلك، إذاً بالنسبة لي هي نتيجة لهذا الوضع العالم وبالنسبة للحرية، حرية الإعلام والديمقراطية هما صنوان لمبدأ واحد لا يمكن أن يتحقق الواحد بدون الآخر.


لونه الشبل: طيب، التقرير يعني تقرير منظمة "مراسلون بلا حدود" مر على كل الدول العربية، يعني في نصف ساعة ربما لا نستطيع المرور عليها كلها ولكن بعجالة وسأستفيد من ضيفي للمرور على أكثر من دولة وهذا ما يحيلني إلى الدكتور فلحوط في دمشق، كونك في دمشق دكتور صابر، التقرير يقول بأنه رغم عودة سوريا إلى الساحة الدولية منذ عام 2008 إلا أنها لا تزال إحدى الدول الأكثر انغلاقا في مجال حرية التعبير وحرية الصحافة، صحيح أن عدد وسائل الإعلام قد ارتفع في السنوات الأخيرة ولكن التعددية لا تزال غائبة، برأيك -ولأستفد من وجودك في دمشق- لماذا؟


صابر فلحوط: أولا لنتكلم بشكل عام ثم نعود إلى الخصوصية السورية، بشكل عام معظم الأنظمة العربية تعتبر أن الإعلام سلاح وباعتبار هذا السلاح مملوك للأنظمة ولأموال المؤسسات التي تعطي لهذا السلاح مدى فلا يمكن لأحد أن يعطيك سلاحا لتوجهه إلى صدره، هذا هو المفهوم العام بالنسبة لحرية الصحافة في معظم أقطار الوطن العربي. أما في سوريا فصحافتنا تتمثل بأنها صحافة الانتماء الوطني والقومي لا تهتم بالخطبة الصحفية ولا الصرعة ولا اقتناص الشائعة وإنما هي تتزن وتترصد الأخطاء في بناء التنمية وتوجه النقد والضوء إلى الخلل وبالتالي هي منسجمة تماما مع منطلقاتها ومع ما تريده الجماهير في سوريا، عشرات المجلات والصحف التي تصدر في سوريا ولا حجر ولا قمع ولا منع لأي صحفي ولم يسبق لصحفي أن دخل السجن أو منع من العمل بسبب رأي أطلقه أو مقال كتبه، وهذا أمر أنا أعيشه منذ أربعة عقود وقد شرفت بمسؤولية قيادة اتحاد الصحفيين، أما ما يقوله..


لونه الشبل (مقاطعة): بكونك أيضا مستشارا لاتحاد الصحفيين العرب ولن أدخل في تفاصيل كل دولة إلى درجة كبيرة لن نستطيع المرور عليها كلها، كيف تصنف منظمة "مراسلون بلا حدود" الرئيس زين العابدين مثلا على أنه من أشد القامعين والواقفين ضد حرية الصحافة ويقوم اتحاد الصحفيين العرب -وأنت مستشاره- بإهدائه درع الحفاظ على حرية الصحافة؟!


صابر فلحوط: أولا ليس ما تقوله منظمة صحفيين بلا حدود غير قابل للنقض، كان يجب على هذه المنظمة أن تبدأ بإسرائيل وأن تثني بأميركا، إن القمع الذي يشهده الصحفيون الفلسطينيون والصحفيون العراقيون لا مثيل له في التاريخ على الإطلاق ومع ذلك لم يوجه تقرير منظمة صحفيين بلا حدود النقد لهاتين الدولتين، فلذلك نحن لدينا شكوك كثيرة في جميع التقارير التي تصنف وتكتب خارج المنطقة وتوصف الحالة الراهنة بالمنطقة العربية، ما قام به اتحاد الصحفيين العرب من تكريم للرئيس التونسي هو خطوة تقليدية عادية عندما يعقد مؤتمر الصحفيين في أي بلد يجامل الاتحاد هذا البلد ويقدم له درع اتحاد الصحفيين ويستهدف..


لونه الشبل (مقاطعة): بغض النظر عن حالة حرية الصحافة داخل هذه البلاد!


صابر فلحوط: لا أعتقد أن حالة حرية الصحافة في تونس إلى هذه الدرجة التي تحدث عنها تقرير صحفيين بلا حدود وقد شهدنا وقرأنا ونتابع الصحافة التونسية وهي شديدة النقد وهي وطنية وقومية وحريصة على تنمية تونس وتطويرها.


لونه الشبل: أعطني مثالا دكتور فلحوط.


صابر فلحوط: كل الصحف التونسية تنتقد الخلل والخطأ في مسيرة العمل التنموي التونسي وتدعو إلى تصحيح هذه الأخطاء وإلى تلافي هذا الخطأ شأنها شأن العديد من الصحف العربية. أما أن يتم تناول رئيس الدولة فأعتقد أن هذا ظلم..


لونه الشبل (مقاطعة): طيب لا نبقي كل هذه الحلقة عن تونس، سيد محمد حفيظ في المغرب كما ذكرت سنتحدث عن معظم الدول يعني قدر المستطاع، كان هناك تركيز في تقرير "مراسلون بلا حدود" حول المال، بمعنى إما المال عبر غرامات مالية تفرض على صحف معينة أو على قنوات معينة كبيرة جدا تؤدي إلى كسرها، أو مال يعني يستخدم ضمن محطات تلفزة وغيرها وبالتالي يوجه الإعلام كما يريد، إلى أي مدى فعلا دور المال خطير هنا؟


محمد حفيظ: يمكن أن نذكر الأدوار الخطيرة التي يلعبها المال في هذا المجال، وبطبيعة الحال ليس كل ما يبدو في التقارير الدولية أو الجهوية أو الإقليمية غير صحيح، هو يعتمد في رصده الأوضاع في بلادنا على مجموعة من المعطيات، مثلا في المغرب لا ننكر أنه يعني في بدايات العشرية كانت هناك محاولات لضمان مجموعة من الحقوق لفائدة الصحافة وكان بإمكان المغرب في أن يكون نموذجا وقاطرة لحرية الصحافة ولكن لا يمكننا أن ننكر التراجعات التي حصلت في السنوات الأخيرة وإذا اعتبرنا هذه المرات غير.. وليس أية جهة أجنبية الذي صدر بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة سنستفسر أنها رصدت طيلة هذه السنة تقريبا تضييقات واعتداءات وشططا في استعمال السلطة طيلة السنة وطيلة الشهور. إذاً هناك تراجعات لا بد أن نسجلها..


لونه الشبل (مقاطعة): سيد محمد نحن نعاني من مشكلة في التواصل معك على مستوى الصورة على كل سنحاول أن نكمل المحور الثاني في هذه الحلقة والذي يتحدث عن قوانين يجب أن تسن في الدول العربية للحصول، لحق الحصول على المعلومة وهو كما معروف هو حق من حقوق الإنسان وليس فقط من حقوق الصحفيين، هذا ما سنحاول أن نفتح ملفه بعد الفاصل كونوا معنا.

[فاصل إعلاني]

القوانين السائدة وآفاق حق الحصول على المعلومة


لونه الشبل: أهلا بكم من جديد. مركز عمان لدراسات حقوق الإنسان أصدر تقريره السنوي الخامس تحت عنوان "الحق في الوصول إلى المعلومة في العالم العربي" حق لم ينل من دعم قانوني سوى تشريع أردني يتيم ربما يلتحق به آخر يمني وبحريني، ربما، لعلها تكون فاتحة عهد جديد يمكن فيه للعربي أن يصل إلى المعلومة مستندا إلى قوانين واضحة وإرادة سياسية مؤمنة بذلك.

[تقرير مسجل]

نبيل الريحاني: الحق الجوهري في نظر المطالبين به، الوصول إلى المعلومة وترويجها، واحد من الحقوق الإنسانية الأساسية التي نصت عليها مواثيق وعهود حقوق الإنسان، تكاد أهميتها للصحفي وعند المواطن العادي خاصة في الدول التي تعاني صعوبات في تحقيق التحول الديمقراطي، البلاد العربية من بين أهمها. وللوقوف على إمكانية النفاذ إلى المعلومة فيها قام مركز عمان لدراسات حقوق الإنسان في تقريره الخامس للحرية الصحفية برصد أحوال الحق في الوصول إلى المعلومة في الوطن العربي، التقرير أشار إلى قانون أردني أصدرته المملكة سنة 2007 ينص على ضمان الحق في الوصول إلى المعلومات وبعد مرور ثلاث سنوات على إقراره يكافح هذا القانون العقليات والممارسات المرسخة خاصة في الدوائر الرسمية تلك التي تتوجس خيفة من كل من يريد أن يصل إلى المعلومة الكاملة الموثقة، ربما يكون اليمن ومن سيكسر إحداث القانون الأردني إذا ما صوت برلمانه لقانون مثيل ينص على ذات الحق، في المقابل بدت بقية الدول العربية على مسافة من هذه المرحلة، ففي التقرير ورد جدول ذكر النسب المئوية التي تجسد انسيابية الوصول إلى المعلومة فيه، تصدر القائمة الأردن واليمن والبحرين وتوسطها المغرب ولبنان والكويت بينما تذيلها السعودية وسوريا وليبيا، وبدت المسافة واسعة بين نسبة الـ 87% التي حصل عليها الأردن ونسبة الـ 23% التي قبعت عندها سوريا وليبيا في انتظار أي تطورات إيجابية تجلب إلى قوانين المطبوعات والنشر، في دول الخليج مثلا أي نص يثبت الحق في الوصول إلى المعلومة، ولعل البحرين تكون قريبا في طليعة من يقوم بذلك لتمنح للصحفيين الحق بالحصول على المعلومة كلما اقتضت الحاجة لذلك.

[نهاية التقرير المسجل]

لونه الشبل: أعود إليك دكتور صابر في دمشق وأنت مستشار اتحاد الصحفيين العرب، ما الذي يمنع من تشريع قوانين كما حدث في الأردن لحق الوصول إلى المعلومة أن يكون يعني حقاً لكل أفراد المجتمع بل وقانونا يعني يستطيع الصحفي وغير الصحفي أن يطالب به؟


صابر فلحوط: ما زالت القاعدة السائدة في معظم أقطار الوطن العربي أن الحكومات تخبئ والصحافة تفضح وتنشر، وباعتبار معظم الحكومات لديها ما يمكن أن يخيفها إذا ما قدم للناس على صحفات الجرائد أو على شاشات التلفزة لهذا تعمد إلى حجب الأقلام وتكميم الأفواه وتحديد السكاكين لإرهاب الصحفيين، لأننا في حالة يمكن وصفها بأن صحافتنا تشبهنا في الوطن العربي فإذا كانت الحالة نصفها على النحو التالي تستطيع أن تجتاز الحدود بين قطرين عربيين وأنت تحمل الحقائب المتفجرات والمخدرات والممنوعات وقد يكون مستحيلا أن تجتاز الحدود نفسها وأنت تحمل جريدة فيها رأي يخالف رأي هذا المسؤول أو ذاك، هذه الحالة تنطبق على واقع التشريعات والقوانين  في معظم الدول العربية، ودورنا وجهدنا وجهادنا في اتحاد الصحفيين العرب أن نشرح وأن نوضح وأن ندعو المسؤولين إلى أن كلما كانت قوانين الصحافة رحيبة متسامحة كلما أعطت للمجتمع حصانته وقوته وتقدمه.


لونه الشبل: نعم، سيد محمد في المغرب طبعا ليبيا احتلت المرتبة 156 من 175، جمهورية إيران الإسلامية كان التقرير يعني يعتبر من الأسوأ وقال بأنها بلغت عتبة الثلاثي الجهنمي كما سمته أريتيريا وكوريا الشمالية وتركمانستان، إسرائيل أيضا تم الحديث بقوة عن استهداف الصحفيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة عمداً وتحدث التقرير عن استشهاد كثير من الصحفيين أثناء حرب غزة. ولكن فقط لكي أستفيد من وجودك في المغرب، هناك حالات كانت تصل يعني في المغرب ليس فقط للضغط على وسائل الإعلام بل حتى يعني عدم السماح للمراسلين الذين يقومون بواجبهم بعدم تمديد اعتماداتهم وهذا ما حصل مع قناة الجزيرة بمراسليها محمد البقالي وأنس بن صالح.


محمد حفيظ: بالفعل كما قلت هناك تراجعات سجلت في المغرب ومن أبرز هذه التراجعات أو مظاهر هذه التراجعات المثيرة هو أنه في الوقت الذي كان فيه الصحفيون المغاربة والحقوقيون يطالبون بتعديل قانون الصحافة والنشرة الجاري به العام اليوم أصبحوا خلال السنة الفارطة يطالبون فقط بإعمال القانون الجاري وتطبيقه وتنفيذه وإلزام السلطات بتنفيذه لأنها أصبحت تخرق القانون نفسه وتمارس الشطط، فإذاً هناك يعني أحكام بالسجن، ما زال صحفي يوجد داخل السجن اليوم، الزميل إدريس شحتان مدير نشرة أسبوعية المشعل الذي استعمل كل الوسائل والأساليب واعتذر وطلب العفو ولكن كنا نتمنى بأن يتم الإفراج عنه بهذه المناسبة ولكن ما زال في السجن، بطبيعة الحال هناك حرمان عدد من الصحفيين من الاعتماد، إذاً هناك تراجعات مثيرة جدا ومخيفة، بالنسبة مثلا للحق في الوصول إلى المعلومات أصبح لدينا في المغرب وعي لدى صحفيين لدى إطاراتهم المهنية والنقابية لدى الحقوقيين بل هناك مبادرة لأحد الفرق البرلمانية تقدم بمشروع لإقرار الحق، قانون من أجل الحق بالوصول إلى المعلومات ولكن لحد الساعة لا نلاحظ أن هناك استعدادا لكي يتوفر المغرب على هذا القانون الذي من شأنه أن يساهم حتى في تطوير المهنة، مهنة الصحافة لأنه إذا وجد الصحفي دائما نفسه ممنوعا من الوصول إلى المعلومات فإنه سوف لا يمارس مهنته كما يجب..


لونه الشبل: يبدو أننا نحن أيضا ممنوعون من التواصل معك بشكل جيد، الصورة تصلنا مرة أخرى بشكل متقطع وواضح أن رداءة هذه الصورة كما كانت تصلنا من الرباط أثناء هذه الحلقة وتحديدا قبل الفاصل ربما هي مظهر من مظاهر المضايقة التي يتعرض لها مكتبنا في المغرب، نحن نعاني أيضا ليس فقط من عدم السماح باعتماد مراسلينا هناك وتجديده بل بسبب منع جهاز البث أيضا وسحب كثير من أجهزة البث في المغرب. بكل الأحوال نشكرك سيد محمد حفيظ مدير نشر أسبوعية الحياة الجديدة كما أشكر من دمشق الدكتور صابر فلحوط مستشار اتحاد الصحفيين العرب، بهذا تنتهي هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر، كما العادة ننتظر مساهماتكم في اختيار مواضيع حلقاتنا القادمة بإرسالها على بريدنا الإلكتروني، indepth@aljazeera.net

غدا إن شاء الله قراءة جديدة في ما وراء خبر جديد، أستودعكم الله.