
مؤتمر مراجعة معاهدة الحد من الانتشار النووي
– مجريات المؤتمر والتوصيات التي صدرت عنه
– إشكالية الموقف الأميركي وفرص تنفيذ التوصيات
![]() |
![]() |
![]() |
ليلى الشيخلي: أشاد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط بما سماه الموقف الموحد والقوي للمجموعة العربية في مؤتمر مراجعة معاهدة الحد من الانتشار النووي في نيويورك، وكان البيان الختامي للمؤتمر قد دعا إسرائيل صراحة إلى التوقيع على معاهدة الحد من الانتشار النووي، كما طالب بعقد مؤتمر دوري في غضون عامين لمناقشة الخطوات العملية لجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، وقد وصفت إسرائيل توصيات المؤتمر بأنها محض نفاق. حياكم الله. نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسيين، إلى أي حد نجح المؤتمر في وضع إطار عملي للتخلص من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الأوسط؟ وما هي ضمانات تنفيذ توصيات المؤتمر خاصة المتعلقة بتعاون إسرائيل وموافقتها على الانضمام لمعاهدة حظر الانتشار النووي؟… إذاً بموافقة 189 دولة وبعد نقاش استمر شهرا كاملا خرجت الوثيقة الختامية لمؤتمر مراجعة الحد من الانتشار النووي الذي انعقد في نيويورك، الوثيقة حوت ولأول مرة معالم آلية عملية لتحقيق مطلب العرب بجعل الشرق منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، بيد أن نجاح المجموعة العربية ومجموعة عدم الانحياز في فرض هذا المطلب جوبه بإشكالات يخشى أن يتحول معها انتصار نيويورك إلى مجرد انتصار نظري لن يعرف التحقق.
[تقرير مسجل]
كاتيا ناصر: وأخيرا حط المجتمع الدولي للعرب تعهدا بخطوة أولى نحو خلو ما تسمى منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، تعبير دبلوماسي اعتمد من قبل بديلا عن تسمية إسرائيل صراحة في دعوتها إلى التخلي عن ترسانة نووية دأبت على اعتماد سياسة الغموض بشأنها فرفضت التوقيع على معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي وترفض بناء عليه حضور مؤتمرات المراجعات الدولية لهذه المعاهدة. هذه المرة لم يعتمد المؤتمر الدوري لمراجعة المعاهدة الدولية أي مواربة أو تورية، وللإنصاف هي المرة الثانية خلال عشر سنوات التي تحدد فيها إسرائيل في معرض الحديث عن إخلاء الشرق الأوسط من السلاح النووي، ولكن التسمية الصريحة اقترنت هذه المرة وبإجماع دولي بتوصية على انعقاد مؤتمر إقليمي في غضون عامين على أن يكون برعاية دولية تقودها الأمم المتحدة وروسيا وبريطانيا وأضيف إلى القائمة الولايات المتحدة التي درجت إداراتها السابقة على رفض المقترحات والمساعي العربية بهذا الاتجاه. لكن لم يكد يصدر البيان الختامي للمؤتمر حتى قوبل ببيان مضاد لمستشار الأمن القومي الأمريكي جيمس جونس وفيه قال إن لواشنطن تحفظات جدية بشأن انعقاد مؤتمر إقليمي بشأن التسلح النووي في الشرق الأوسط، وكرر جونس موقفا أميركيا مألوفا يعتبر أن تحقيق التسوية في المنطقة شرط أساسي لأي نقاش آخر، هذا بالإضافة إلى وجوب التزام كل دول المنطقة بالتخلي عن طموحاتها النووية في إشارة واضحة إلى إيران التي لم تذكر صراحة في المحور المتعلق بالشرق الأوسط، غاري سيمور منسق شؤون أسلحة الدمار الشامل بالبيت الأبيض حذر بدوره مما وصفه بصعوبة انعقاد المؤتمر المعني، قائلا إن بلاده لن تسعى لذلك ما لم تتوفر الشروط الملائمة، مساعدة وزيرة الخارجية آلان تاتشر هي الأخرى أشارت إلى أن فرص نجاح بلادها في عقد المؤتمر المفترض تأثرت بشكل خطير لتسمية إسرائيل صراحة في النقاش بشأن الشرق الأوسط وهي حقيقة تأسف لها الولايات المتحدة بعمق على حد تعبير تاتشر، وهي بذلك استقت أسفها العميق من موقف عبر عنه الرئيس الأميركي نفسه إذ أن ثناءه على البيان الختامي للمؤتمر الحالي لم يأت إلا مرفقا باعتراض شديد كما قال على ذكر البيان إسرائيل تحديدا. مهما قيل لن يستطيع أحد الإنكار أن إنجاز ما تحقق في مؤتمر المراجعة النووية هذا أقله انزعاج تل أبيب مما وصفته بالاتفاق المطبوع بالنفاق، لكن كم ينبغي الانتظار هذه المرة كي لا يبقى الإنجاز حبرا على ورق؟
[نهاية التقرير المسجل]
مجريات المؤتمر والتوصيات التي صدرت عنه
ليلى الشيخلي: معنا في هذه الحلقة من نيويورك السفير ماجد عبد العزيز مندوب مصر لدى الأمم المتحدة وممثل حركة عدم الانحياز وقائد المفاوضات في مؤتمر مراجعة معاهدة الحد من الانتشار النووي، من واشنطن معنا ماركو فيزنزينو المدير التنفيذي لبرنامج الإستراتيجية العالمية. أبدأ معك السفير ماجد عبد العزيز وأتوقف عند تصريحات وزير الخارجية المصري اليوم عن نجاح مؤتمر المراجعة هذه، أبو الغيط عزا النجاح إلى الموقف الموحد والقوي كما قال للمجموعة العربية وتماسكها في مواجهة الضغوط القوية التي مورست خلال المؤتمر، أريد أن أسألك ما نوع الضغوط التي مورست عليكم؟ ما مصدرها وما منطقها؟
ماجد عبد العزيز: الضغوط التي مورست كانت من أجل حذف اسم إسرائيل ومقايضة ذلك بعدد من الترتيبات الإجرائية التي لم تتضمن ولا تتضمن أي ضمانات بإمكانية حضور إسرائيل للمؤتمر، خليني أولا أوضح فريق التفاوض العربي تشكل برئاسة لبنان -بحكم رئاسة لبنان للمجموعة العربية- وبعضويتي وعضوية مصر والجزائر والمغرب وليبيا باعتبارهم أعضاء هيئة مكتب المؤتمر وانضم إليهم في مرحلة ثانية سوريا والمملكة العربية السعودية، وهذا الفريق التفاوضي عمل ككتلة واحدة للتفاوض حول موضوع إنشاء المنطقة الخالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، بحكم أن هذا رابع مؤتمر مراجعة أنا أحضره في تاريخي الدبلوماسي فكان لي دور يمكن أكثر بروزا فيما يتعلق بالعملية التفاوضية، المحور كان هو مطالبة الولايات المتحدة بحذف اسم إسرائيل دون أن يقدموا مقابل ذلك أي ضمانات أو أي تعهدات بأن إسرائيل ستحضر المؤتمر أو ستشارك في أعماله وبالتالي كان ذلك سيشكل تنازلا من الجانب العربي دون مقابل عن كل ما تم تحقيقه من مكتسبات بقرار عام 1995 من ناحية وبما ورد في وثيقة سنة 2000 من ناحية أخرى، وفي ضوء عدم التوازن الواضح في هذا الموضوع فقد قرر الجانب العربي رفض فكرة حذف إسرائيل لأنه حتى لو كنا حذفنا اليوم إسرائيل وصدرت الوثيقة بدون اسمها ففي غياب أي ضمانات أميركية أو ضمانات من الدول دائمة العضوية في حضور إسرائيل أو في غياب أي ضمانات من إسرائيل نفسها بالحضور فكان سيحدث نفس الموقف ولكن مع خسارة كبيرة للجانب العربي حرصنا على تجنبها.
ليلى الشيخلي: طيب كيف نجحتم أيضا في التغلب على الخلافات العربية العربية وأيضا الخلافات العربية الإيرانية والتوتر بين بعض الدول العربية وإيران، ماذا كان التحدي الأكبر في إنجاح مؤتمر المراجعة هذا؟
ماجد عبد العزيز: التحدي الأكبر كان في شروط عقد المؤتمر التي يجب أن تلبي طموحات جميع الدول، بعض الدول العربية أعربت عن مخاوف من حضور مؤتمر مع إسرائيل مما قد يشكل اعترافا بإسرائيل في ضوء عدم وجود علاقات دبلوماسية بينها وبين إسرائيل وإيران أيضا أعربت عن هذه المخاوف وبالتالي تم اللجوء إلى تكليف السكرتير العام بعقد هذا المؤتمر للتغلب على هذه المخاوف، لأن المؤتمرات التي تعقدها الأمم المتحدة تدعو إليها إسرائيل ونحن نجلس في قاعات الأمم المتحدة وإلى جانب السفير الإيراني، السفير العراقي وجانبه السفير الإسرائيلي وبالتالي هناك إمكانية لوضع ذلك تحت مظلة الأمم المتحدة تفتح الباب للدول العربية المعترضة التي كانت تخشى من الجلوس مع إسرائيل على المائدة من ناحية وتفتح الباب لإيران لعدم فرض اعتراضات على أساس أن ذلك سيشكل اعترافا بإسرائيل. لا تنسي أن إيران وإسرائيل جلسا مع بعض في القاهرة في الندوة التي نظمتها مبادرة منع الانتشار التي ترأسها جاريت إيفينس وكواكوتشي في شهر ديسمبر سنة 2009 على مستوى حكومي عال جدا ولكن في إطار غير رسمي وتم من خلاله -ومع كافة الدول العربية- وتم من خلاله مناقشة هذه القضية، إذاً القضية هي توفير الظروف الملائمة لحضور كل دولة بإرادتها المنفردة للمؤتمر للتوصل للتوافق حول هذا الموضوع.
ليلى الشيخلي: نعم، إذاً يعني بغض النظر عن الضغوط التي مورست والمخاوف، الظروف الملائمة التي تحدث عنها السفير ماجد توفرت بدليل -ماركو فيزنزينو- أن الوثيقة أجيزت بالإجماع ثم بعد ذلك جاء التحفظ الأميركي، ما الذي جعل الولايات المتحدة توافق على الوثيقة ثم تتحفظ عليها، هل كان هذا في إطار صفقة؟
ماركو فيزنزينو: هذا أمر لا بد أن تطرحي السؤال هذا على إدارة أوباما إذ أنه فعلا أمر محير، لأن أقل ما كان يمكن أن يفعلوه هو أن يطلبوا إضافة فقرة في نهاية الوثيقة تذكر بأن الولايات المتحدة لا توافق على النقطة، هذا هو الأمر المنطقي، لكن التوقيع على الاتفاق ثم بعد انتهاء الوثيقة والموافقة عليها إدانتها يبدو لي أن هذه الدبلوماسية غير ذكية، عادة في مثل هذه الوثائق عندما لا نتفق مع ما يقرره المؤتمر نطلب عادة إضافة فقرة نقول إننا لا نتفق مع هذه المادة من القرار، لكن في هذه الحالة يجب أن نميز بين أعضاء معاهدة حظر انتشار الأسلحة وغير الأعضاء فيها، أولا يجب أن نعرف من هم الأعضاء، من يحترم هذه المعاهدة ومن لا يحترمها، مثلا لدينا قضية إيران، إيران لم تحترم بنود معاهدة حظر انتشار الأسلحة وهذا أمر لم يذكر في الوثيقة وبالتالي هذا يفقد الوثيقة مصداقيتها، أما غير الأعضاء في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية ينبغي أن يدعو إلى المؤتمر فإذا ما شملوا إسرائيل في هذه الدعوة يجب أن يذكروا دولا مثل الهند وباكستان الذين لديهم أسلحة نووية، إذاً هذه النقاط غير المتوافقة وهذا عدم التجانس والتناغم يجعل من هذه الوثيقة تفقد مصداقيتها وخاصة فيما يتعلق بمؤتمر في الشرق الأوسط فحقيقة كون أن إسرائيل لديها أسلحة نووية هذا أمر معروف لدى الجميع، إنما حصل أن أحد أعضاء معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية لا يحترم ولا يطبق بنودها وهنا أقصد إيران، هذا هو الذي يحتمل أن يؤدي إلى عدم الاستقرار في المنطقة أكثر من غيرها خاصة فيما يتعلق بأمن دول الخليج بما في ذلك السعودية وغيرها، قد لا يعلنون ذلك بشكل جهري إلا أن حصول إيران على سلاح نووي يعتبر خطرا عليهم أكثر من خطر السلاح النووي بيد إسرائيل منذ أربعين عاما.
ليلى الشيخلي: طيب السفير ماجد عبد العزيز بصفتك كنت موجودا وجزء من هذه المفاوضات ساعدنا أن نفهم هذه الجزئية المحيرة كما وصفها ماركو فيزنزينو، يعني ما الذي يجعل أميركا تصوت على هذه الاتفاقية ثم تتحفظ عليها دون أن تضع هناك بندا مثلا يبين تحفظها أثناء التوقيع وأيضا أن تقبل بعدم الإشارة لدول أخرى مثلما ذكر باكستان وغيرها؟
ماجد عبد العزيز: هذا يرجع كما ذكر السيد الوزير أحمد أبو الغيط إلى تكاتف دول الجامعة العربية وإلى الخطة الذكية التي تم رسملها والتي تم تنفيذها بكل إتقان وحرفية، هذه الخطة حرصت على الربط الكامل بين كل ما يتعلق بجزء الشرق الأوسط مع خطط العمل المستقبلية الثلاث التي يعتمدها المؤتمر حول موضوعات نزع السلاح ومنع الانتشار النووي والاستخدامات السلمية للطاقة النووية بحيث أصبحت جزءا لا يتجزأ وحينما أتت المرحلة الأخيرة من المؤتمر وتقدمت الميسرة التي كانت مكلفة برئاسة العملية التفاوضية بنص تفاوضي أخير نظر فيه الجانب العربي والجانب العربي حرص على إبداء موافقته مع إبداء هذا النص التفاوضي دون أي تعديل بهدف وضع الولايات المتحدة في وضع أن تتخذ أحد قرارين، إما أن تعترض على هذا الجزء وخاصة بالإشارة إلى إسرائيل وبالتالي تصبح الولايات المتحدة هي الدولة التي تعيق أعمال مؤتمر المراجعة وتوقف إصدار كافة الوثائق المتعلقة بالمفاوضات بما فيها كل ما تهتم به الولايات المتحدة وتهتم به إدارة أوباما في موضوعات نزع السلاح بدءا من خطاب براغ إلى اليوم وإما أن تسمح الولايات المتحدة بهذه الفقرة وبالتالي تعبر الوثيقة، والولايات المتحدة هي التي اختارت هذا الخيار الثاني.
ليلى الشيخلي: طيب عبرت الوثيقة ولكن ما الذي يجب أن يفعل لكي تنفذ وصية المؤتمر بجعل الشرق الأوسط خاليا من أسلحة الدمار الشامل؟ هذا ما سنطرحه بعد الفاصل أرجو أن تبقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
إشكالية الموقف الأميركي وفرص تنفيذ التوصيات
ليلى الشيخلي: أهلا من جديد. أعلنت إسرائيل أنها لن تشارك في تطبيق الاتفاق الذي توصل إليه مؤتمر تطبيق معاهدة حظر الانتشار النووي فيما يتعلق بجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية ووصفت تل أبيب ما توصل إليه المؤتمر بأنه نفاق انطوى على خبث وعجز كبيرين.
[شريط مسجل]
داني اليون/ نائب وزير الخارجية الإسرائيلي: أود أن أبين هنا نوعا من التمايز بين موقفنا من أميركا الذي ظل كما هو دون تغيير، حيث إن التفاهم والتعاون بيننا لا يزالان مستمرين وموقفنا من المؤتمر النووي حيث تتمتع الدول العربية للأسف بأغلبية جعلت من الممكن اتخاذ قرارات تعوزها الحكمة، أنا بالطبع لا أرى أي معنى لما قد يتم التوصل إليه في هذا المؤتمر.
[نهاية الشريط المسجل]
ليلى الشيخلي: إذاً السفير ماجد واضح أن إسرائيل رفضت، أميركا تحفظت، هل تحسبتم؟ هل فوجئتم بهذا الموقف؟
ماجد عبد العزيز: في الحقيقة لم نفاجأ بهذا الموقف لأن هذا الموقف كان واضحا من الأول، أن السعي لحذف اسم إسرائيل من الوثيقة دون تقديم أي ضمانات بقبول إسرائيل لهذه الوثيقة أو لتنفيذها أو حتى لحضور المؤتمر كان هذا هو الافتراض الأساسي الذي توقعت المجموعة العربية أنه سيحدث، وبالتالي أنا لست مفاجأ بهذا الموقف وأتمنى أن تكون المجموعة العربية دائما الغلبة لأنه نحن 22 دولة من 189 دولة وافقت باجماع الآراء بما فيها الولايات المتحدة على هذه الوثيقة ولكن عقد المؤتمر نحن أساسا كنا نطالب بعقد المؤتمر سنة 2011 ولكن طلب منا تأجيله إلى عام 2012 حتى يرتبط بدورة المراجعة القادمة للاتفاقية التي ستبدأ 2010 وتستمر 2013 و 2014 إلى أن يعقد مؤتمر المراجعة القادم في 2015. وأحكي لك إزاي الموضوع حيمشي من دلوقت إلى ذلك الوقت، من الآن تم الاتفاق على أن يعقد الاتحاد الأوروبي سلسلة من الاجتماعات والندوات تحضرها كافة دول المنطقة بما فيها إسرائيل وإيران للبدء في بحث القضايا المتعلقة بالمؤتمر، في إطار آخر أعرب عدد كبير من المنظمات غير الحكومية عن استعدادها لتنظيم مؤتمرات مختلفة وندوات على حسابها وعلى نفقتها وفي أرجاء مختلفة من العالم لتسهيل مهمة الاتفاق على مراجع الاستناد وأجندة المؤتمر وما هي النقاط التي سيتم مناقشتها وكيف يمكن التوصل إلى اتفاق، هذا المؤتمر في 2012 يشكل بداية فقط لعملية ستستمر لمدة سنتين ثلاثة إلى أن نقدم تقريرا إلى مؤتمر 2015 ولا يمكن أن يتوقع أحدا أن يكون مؤتمر 2012 هو مؤتمر توقيع معاهدة منع الانتشار..
ليلى الشيخلي (مقاطعة): يعني أميركا ستكون خارج سلسلة التحضيرات هذه، لن تكون جزءا منها؟
ماجد عبد العزيز: لا، أميركا ستكون مشاركة في هذه السلسلة من التحضيرات وفي هناك فقرة في الوثيقة بتقول إن الاتحاد الأوروبي سينظم هذه الندوات وموافقة عليها الولايات المتحدة وهناك فقرة بالوثيقة بتقول إن هناك منظمات للمجتمع المدني والجمعيات الأهلية ستنظم اجتماعات وموافقة عليها الولايات المتحدة.
ليلى الشيخلي: إذاً ماركو فيزنزينو كيف ترى التحفظ الأميركي إذاً مترجما على الأرض؟ كيف سيكون له تأثير فيما يتعلق بالتحضيرات فيما يتعلق بتحضيرات مؤتمر 2012؟
ماركو فيزنزينو: قد تقصدين لأن إسرائيل ليست جزءا من هذا الاتفاق؟
ليلى الشيخلي: يعني التحفظ الأميركي، أميركا في الواقع تقول لـ 189 دولة تقول لها أنتم نجحتم تقولون إنكم نجحتم، أنا أرفض هذه النتيجة ولي موقف، كيف يتفق هذا أيضا مع إستراتيجيتها التي أعلنتها، إستراتيجيتها الجديدة التي تقول إنها ضد العمل الانفرادي إنها تعتمد على العدل كركيزة أساسية في انطلاق العمل، كيف يتفق هذا مع الموقف الأميركي الحالي؟
ماركو فيزنزينو: فيما يتعلق بإدارة أوباما أنا أحاول أن أفهم السؤال حقيقة لم أفهم فحوى سؤالك، هل تقصدين السياسة الأميركية فيما يتعلق بالاتفاق الذي جرى عليه؟ السؤال لا يبدو لي واضحا، أرجو، أحاول أن أجيبك مباشرة ولكن أرجو أن توضحيه لي.
ليلى الشيخلي: سأحاول التوضيح، ما أريد أن أطرحه عليك سيد فيزنزينو هو إذا كانت أميركا تقول إنها متحفظة على ما تم الاتفاق عليه، على ما اتفقت عليه 189 دولة وهي مصرة على هذا الموقف كيف سيتأثر مؤتمر 2012 بهذا التحفظ، هل لديها خطة بديلة، ما الذي ستأتي به إلى المائدة، إلى طاولة المفاوضات خلال هذه الفترة قبل انعقاد 2012؟
ماركو فيزنزينو: فهمت السؤال حسنا وسأجيب عليه. جوابا على سؤالك لا أعتقد لأن الأميركان لديهم تحفظ لا أعتقد أن ذلك سيؤثر على المؤتمر، المؤتمر سيبقى قائما وإنه في نهاية المطاف إذا لم تشارك إسرائيل في شيء قد يكون له، فإن المحادثات سيكون نصيبها من النجاح ضعيف أو محدود جدا. أما هل أن الولايات المتحدة تتعاون مع الدول الأخرى فإن عليها أن تفعل ذلك عليها أن تتعاون مع المؤتمر لأن إدارة أوباما استثمرت الكثير من الدبلوماسية في موضوع حظر انتشار الأسلحة وعدم مشاركتها في ذلك فإن ذلك يعني أن إدارة أوباما ستفقد الكثير من مصداقيتها دوليا وعلى الصعيد المحلي في الولايات المتحدة، لذلك فإن مجرد وجود تحفظ واحد لن يمنع الولايات المتحدة من المضي قدما فلو أنها لم تستثمر الإدارة الأميركية الكثير من الأموال والدبلوماسية في هذا الموضوع لربما كانت تقول إننا لا نؤمن بما حصل وبالقرار وبالتالي كان ذلك ليكون سهلا لكن إدارة أوباما قطعت طريقا طويلا في هذا المجال وبالتالي يصعب عليها الانسحاب في هذا الوقت.
ليلى الشيخلي: في أقل من دقيقة السفير ماجد عبد العزيز كيف ترى حظوظ وفرص مؤتمر 2012 على خلفية هذه المواقف؟
ماجد عبد العزيز: أرى أن الوقت ما زال مبكرا للحكم على هذا المؤتمر، ما زالت هناك العديد من الأعمال التحضيرية التي ستشارك فيها الولايات المتحدة بشكل أو بآخر لأنه من ضمن المنظمات غير الحكومية منظمات غير حكومية أميركية ستدعو لمؤتمرات وستحضر النقاشات وأثق أنه مع مرور الوقت هذا الموقف الأميركي سيتغير.
ليلى الشيخلي: شكرا جزيلا لك السفير ماجد عبد العزيز مندوب مصر لدى الأمم المتحدة وممثل حركة عدم الانحياز وقائد المفاوضات في مؤتمر مراجعة معاهدة الحد من الانتشار النووي شكرا لك، شكرا من واشنطن لماركو فيزنزينو المدير التنفيذي لبرنامج الإستراتيجية العالمية، وشكرا لكم مشاهدينا الكرام على متابعة هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر، ننتظر مساهماتكم في اختيار مواضيع الحلقات المقبلة بإرسالها على بريدينا، indepth@aljazeera.net