
دعوة الرئيس اليمني لتشكيل حكومة وحدة وطنية
– مضمون خطاب الرئيس اليمني ودوافع دعوته
– المواقف المتوقعة للمعارضة وآفاق نجاح المبادرة
![]() |
![]() |
![]() |
لونه الشبل: دعا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح جميع القوى السياسية اليمنية في الداخل والخارج إلى إجراء حوار وطني شامل ومسؤول من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية، وأعلن صالح في خطاب بمناسبة الذكرى العشرين لتوحيد اليمن عن الإفراج عن جميع المعتقلين من أنصار الحوثيين والحراك الجنوبي. السلام عليكم. نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسيين، هل تنجح مبادرة الرئيس اليمني في تنفيس الاحتقان السياسي وإخراج البلاد من أزمتها الخانقة؟ وكيف ستتجاوب أحزاب المعارضة الرئيسية مع هذه المبادرة الجديدة؟… اختار الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذكرى العشرين لتوحيد شطري اليمن الجنوبي والشمالي ليعلن عن مبادرة سياسية جديدة للمصالحة وطي صفحات الماضي وترطيب الأجواء المحتقنة في البلاد وتشمل المبادرة الإفراج عن المعتقلين على ذمة أحداث صعدة والجنوب تمهيدا لإطلاق حوار وطني شامل توقف قبل أشهر عدة بعد اشتراط المعارضة إطلاق سراح المعتقلين قبل استئناف الحوار، إلا أن مصادر في المعارضة قللت من سقف التفاؤل بشأن المبادرة على اعتبار أنها تكرار لمواقف سابقة.
[تقرير مسجل]
علي عبد الله صالح/ الرئيس اليمني: إطلاق سراح جميع المحتجزين على ذمة الفتنة التي أشعلتها عناصر التمرد في صعدة وكذا المحتجزين الخارجين عن القانون في بعض مجريات لحج وأبين والضالع.
أحمد الشلفي: هل كانت تلك المفاجأة التي وعد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بها شعبه في الذكرى العشرين لتحقيق الوحدة اليمنية أم أن للمفاجأة بقية لم تكتمل أو لم يحن موعد الإعلان عنها؟ كثيرون رأوا في توجيهه بالإفراج عن معتقلي حرب صعدة والمعتقلين على خلفية أحداث الجنوب والعفو عن الصحفيين المعتقلين أو من لديهم قضايا في المحاكم بادرة لا بد من الإشادة بها في خضم الأزمات التي عصفت ولا تزال تعصف في البلاد، لكن آخرين استوحوا في مضمون خطاب صالح ضبابية في الرؤية تجاه القضايا السياسية الأهم، فبينما يتحدث الرئيس حول إمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية من أحزاب المعارضة الرئيسية في البرلمان وفي مقدمتها الحزب الاشتراكي اليمني الذي وصفه بالشريك الرئيسي في الوحدة في محاولة لاستمالته واستمالة أنصاره الجنوبيين وفي إشارة كذلك إلى ماضي الحزب الاشتراكي في دولة الجنوب وفي اتفاقية الوحدة، فإن المبادرة تبدو قرينة طرف واحد إذ بدت أحزاب اللقاء المشترك المعارض التي تضم الحزب الاشتراكي أبعد من تفاصيل كهذه مقررة أن ترد عليها بعد يومين، أما الأمر الآخر فهو خلو أي إشارة تصالحية قريبة فيما يخص الحراك الجنوبي عدا إطلاق معتقليه والدعوة إلى حوار وطني لا يستثني أحدا، مع أنباء ترد من بعض محافظات الجنوب عن بعض أعمال عنف ومحاولات للحوار مع قادة الحراك في الداخل، ذلك كله يدور بينما تتحدث أوساط سياسية عن فشل حوارات مع بعض أقطاب المعارضة الجنوبية في الخارج للجلوس على طاولة واحدة إذ يطالب بعضهم بفك الارتباط مع الشمال بينما يدعو آخرون إلى إصلاح النظام وتحقيق مطالب الجنوبيين تحت ظل الوحدة. اليوم يحتفل اليمنيون بإطفاء عشرين من شمعات الوحدة لكن مع أمنيات ودعوات أن يستجيب اليمنيون بجميع حركاتهم لنداء اليمن الواحد الذي تنادت عليه أوجاع شتى. أحمد الشلفي، الجزيرة، صنعاء.
[نهاية التقرير المسجل]
مضمون خطاب الرئيس اليمني ودوافع دعوته
لونه الشبل: ومعنا في هذه الحلقة من صنعاء الناشط السياسي زيد الذاري، وهنا في الأستوديو الكاتب والمحلل السياسي سعيد ثابت. أبدأ معك من صنعاء سيد زيد، عفو بالجملة إطلاق سراح معتقلين وفجأة مصالحة ودعوة إلى المصالحة الآن، لماذا؟
زيد الذاري: شكرا جزيلا، في البداية أسجي التهاني لأبناء شعبنا وأمتينا العربية والإسلامية بمناسبة العيد العشرين لقيام الوحدة اليمنية المباركة، أنا أعتقد أن الخطاب الذي وجهه فخامة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح مساء أمس هو خطاب تأريخي بكل معنى الكلمة لأنه يعني قدم رؤية واضحة لحل كافة المشاكل من جذورها بما قدمه من رؤية تصالحية واضحة مع ما يسمى بالحراك الجنوبي ليس فقط في إطلاق أو قرار إطلاق سراح المحتجزين الذي كان شرطا للمعارضة لإكمال مسيرة الحوار وإنما بما كان تضمنه الخطاب الذي أعتبره أنا مفاجئا فعلا هو الاعتراف الضمني بالقضية الجنوبية كما تسمى من قبل القوى المعارضة والحراك بالعودة إلى مفهوم الشراكة الوطنية الحقيقية من أجل بناء اليمن وبناء يمن الثاني والعشرين من مايو.
لونه الشبل: سيد زيد كل ذلك جميل ولكن لماذا؟ يعني هل هناك عادة يعني حينما يحتفل اليمن بذكرى ما للوحدة برقم معين أن يقوم الرئيس اليمني بكل هذه النبرة التصالحية؟ لماذا الآن؟
زيد الذاري: أنا أعتقد أن قراءة فخامة الرئيس علي عبد الله صالح لطبيعة المشكلة اليمنية واستشراف المستقبل والوقوف على حقيقة المشكلة وتشخيصها هو الذي دفع إلى تقديم هذه المبادرة وهذا التصور من موقف مسؤوليته الوطنية وكما عود أبناء شعبه دائما على اجتراح المبادرات الكبيرة التي تسهم في التحولات التأريخية للشعب اليمني.
لونه الشبل: سيد سعيد هل هي رؤية واضحة لحل كافة المشاكل من جذورها كما وصفها السيد الذاري أم كما بدأت تقول بعض أحزاب المعارضة بأنها تكرار، نفس التكرار لنفس الخطاب السابق؟
سعيد ثابت: يعني أولا أنا أثني أشاد بموقف الرئيس وخاصة إطلاق الصحفيين من سجونهم هذا شيء مشكور ونثمنه تثمينا عاليا. بالنسبة لماذا، أعتقد أن الوقت صار لا يسمح لديمومة هذا المأزق الذي يجري في البلد، في هناك أزمة وأكبر دليل هذه المبادرة تدل على أن هناك أزمة وطنية عميقة في البلد، نحن الآن على وشك انتهاء فترة الاتفاق السياسي لانتهاء الانتخابات أو ما يسمى اتفاق شباط وهناك وضع خانق لا بد من حلحلته، هذه المبادرة الرئاسية هي نوع من..
لونه الشبل (مقاطعة): هل الرغبة في الحل أتت فقط من الداخل اليمني أم تدخلت بعض الدول مثلا؟
سعيد ثابت: لا، أنا أعتقد أن هناك رغبة رئاسية بالتحديد من الرئيس أن يحدث نوع من الانفراج السياسي في البلد لأن مزيدا من الأزمة سيؤدي إلى كوارث كبيرة، فهي نوع من الإنقاذ بادر بها الرئيس وأعتقد أيضا أن الأطراف الأخرى لا بد أن تلتقط هذه الخطوة للتقارب لفتح كوة في هذا النفق الذي يعيشه اليمنيون، هذه هي المطلوبة الآن.
لونه الشبل: سنتحدث عن الأطراف ولكن سيد الذاري أعود إليك، هناك من قرأ بين السطور خاصة وأن الرئيس اليمني كان في القاهرة في نيسان الماضي، قيل بأنه هناك كان بعض المقابلات تمت في الظل مع بعض أطراف المعارضة وبالتالي هناك الآن ربما من تحت الطاولة تدخل سعودي ومصري للوصول إلى هذا الخطاب الذي قاله الرئيس اليمني.
زيد الذاري: من حق الجميع أن يحلل لكن أنا أعتقد أن الإرادة الوطنية هي الأساس، الرغبة والإرادة اليمنية الداخلية، الوضع في اليمن أو القلق على اليمن لا شك أنه ليس محصورا بالجانب اليمني وإنما أي خلل أي يعني عدم استقرار في اليمن ينعكس سلبا على المحيط الإقليمي ويؤثر بالسلام والأمن الدوليين، وبالتالي أنا أعتقد أن الأمن والاستقرار في اليمن حاجة وطنية وأيضا طموح ورغبة أيضا إقليمية ودولية ومن حق الجميع أن يحرص على اليمن وأن يسهم بهذا القدر أو ذاك إن كان هناك شيء من الإسهام في مساعدة اليمنيين على أن يتفقوا على أن يتجهوا نحو إزالة الخلافات وخصوصا أنا أعتقد أن الجميع يختلفون من أجل اليمن فعليهم أن يتفقوا من أجل اليمن حاضر اليمن مستقبل اليمن، كفانا خلاف ولننظر إلى المستقبل.
لونه الشبل: من خلال النظرة إلى المستقبل كما يقول السيد الذاري، الملفت في خطاب الرئيس قال "تشكيل حكومة من كافة القوى السياسية الفاعلة الممثلة في مجلس النواب وفي المقدمة الشريك الأساسي في صنع الوحدة" نحن نتحدث عن الحزب الاشتراكي اليمني بشكل واضح؟
سعيد ثابت: بالتحديد هو خاطب الحزب الاشتراكي من خلال شريك وقال فقرة أخرى "والذين دافعوا عن الوحدة أيضا" وهو إشارة أيضا للحزب الآخر، الإصلاح. الحقيقة هذا المفهوم ولكن فكرة حكومة وحدة وطنية والدعوة لها في هذا الوقت بالتحديد أنا في اعتقادي الحقيقة غير مجدية، هذا الحزب الحاكم لديه برنامج سياسي ينبغي أن يمضي وينتهي من برنامجه، لا يجوز أنه قبل الانتخابات بسنة تحدث حكومة وحدة وطنية، أنا شخصيا أعتقد أن فكرة حكومة وحدة وطنية هذه غير مجدية وليست هي طريق..
لونه الشبل (مقاطعة): وغير قابلة للتطبيق؟
سعيد ثابت: وغير قابلة لأن الوقت ليس هناك أكثر من.. أقل من سنة لانتهاء فترة التمديد للمجلس.
لونه الشبل: إذاً ما الذي يفسر طرحها؟
سعيد ثابت: هو نوع من إعادة شعور.. ضرورة إعادة بناء ثقة مع الشركاء السابقين الذين شاركوا في بناء الوحدة وفي الدفاع عنها في المرحلة الماضية، هو نوع من إرسال رسائل طمأنة وثقة على أساس أن يلتقوا ويتحاوروا، كان يبدو هذا..
لونه الشبل (مقاطعة): أيضا لوحظ بأن كل المبادرات التي وردت على لسان الرئيس لم تحمل سقفا زمنيا ولا مدة ولا، يعني قيل بأنه كلام حتى ضبابي يعني عناوين عريضة.
سعيد ثابت: أنا أتمنى ألا يكون هذا التأويل صحيحا، أنا أتمنى أن يطلق جميع المعتقلين اليوم قبل غد، أن يحدث نوع من الانفراج الحقيقي والسريع، لأنه أعلن الأخ الرئيس فعلا بإطلاق سراح معتقلين قبل أقل من شهر وتأجلت، أتمنى اليوم نسمع أخبار أنهم صاروا بين أسرهم وأولادهم.
لونه الشبل: هناك قرار بالإفراج عن حوالي ثمانمائة معتقل من الحراك الجنوبي فقط لا أتحدث عن صعدة.
سعيد ثابت: نعم، أعتقد أن هذه المرة أتمنى أن تكون هذه المرة جدية وحتى يطمئن الفرقاء يجدوا هؤلاء بين أهاليهم وأسرهم غدا، ربما هذه تشجع المعارضة أن تتخذ قرارا بعد غد إيجابيا في المقابل، أتمنى أن يكون سريعا تنفيذ هذا الاتفاق لأن تعليق المعارضة عن موقف من هذا الأمر إلى يومين هو انتظار لخطوات عملية في هذا الاتجاه.
لونه الشبل: تقودنا إلى المحور الثاني دائما، سأعود إلى المحور الأول، وأيضا أعود إلى السيد زيد، الرئيس أيضا جدد دعوته إلى القوة السياسية إلى إجراء حوار وطني مسؤول تحت قبة المؤسسات الدستورية دون شروط أو عراقيل يرتكز على اتفاق فبراير/ شباط الموقع بين المؤتمر الشعبي والأحزاب، هل نحن أمام تكرار لاتفاق فبراير/ شباط أم الارتكاز عليه هو التقدم خطوة إلى الأمام، ما يفهم من كلام الرئيس؟
زيد الذاري: أنا أتمنى أن يقرأ خطاب الرئيس علي عبد الله صالح بدقة أكثر وبإمعان أكبر وخصوصا من الأطراف المعنية، خطاب فخامة الرئيس علي عبد الله صالح تضمن دلالات عميقة، بين السطور هناك انفتاح على آفاق لحلول وحل لجذور المشكلات اليمنية، أنا أتمنى من الإخوة في المعارضة في مقابل اللغة التي أسمعها الآن من الأخ سعيد أن تغادر مرحلة التلكؤ وأن تغادر مرحلة الانسداد إلى الماضي في الاستجابة والتقاط الفرصة بالنظر إلى المستقبل والاندفاع نحو الحوار وعدم وضع أي عراقيل حسب الدعوة التي وجهها فخامة الرئيس علي عبد الله صالح.
لونه الشبل: وهذا هو محورنا بالضبط في الجزء الثاني من هذه الحلقة سيد زيد ستبقى معنى بالطبع، إذاً كيف ستتعامل أحزاب المعارضة الرئيسية في اليمن مع المبادرة التي أطلقها الرئيس علي عبد الله صالح بعد الفاصل.
[فاصل إعلاني]
المواقف المتوقعة للمعارضة وآفاق نجاح المبادرة
لونه الشبل: أهلا بكم من جديد في هذه الحلقة التي نناقش فيها مبادرة الرئيس اليمني بتشكيل حكومة وحدة وطنية ومدى تجاوب أحزاب المعارضة الرئيسية معها. وأعود إليك سيد سعيد، تحدثت أكثر من مرة عن مدى التجاوب وقلت بأن أخذ يومين ليس بالشكل الإيجابي، لكن في النهاية هل نحن أمام معارضة واحدة موحدة ذات كلمة واحدة؟
سعيد ثابت: أعتقد أنه أولا أنا كمحلل ولست كمتخذ مواقف، أنا أتمنى من الناس أن يلتقطوا هذه الإشارة من الرئيس..
لونه الشبل (مقاطعة): السيد زيد اعتبرك معارضا.
سعيد ثابت: نعم أنا معارض، ولكنني في هذا الموقف أود أن تلتقط مبادرة الرئيس بشكل إيجابي، هذا واحد، اثنين هناك معارضة موحدة سياسية تنطلق تحت اسم أحزاب اللقاء المشترك، أحزاب اللقاء المشترك كقوة موجودة في الساحة ستحدد موقفها خلال يومين، أعتقد..
لونه الشبل (مقاطعة): هذا عنوان عريض ولكن داخل أحزاب اللقاء المشترك هناك من يرى بأن هناك انقسامات ومن يتلقف هذه المبادرة أم لا، أيضا إن خرجنا قليلا من أحزاب اللقاء المشترك نجد البيض وغيرهم كل ذلك هل..
سعيد ثابت: لا شك، لا شك هناك معارضة، أنا أتكلم عن المعارضة الموجودة في الساحة الداخلية السياسية بالتحديد هذا هو اللقاء المشترك، دعي موضوع البيض والمعارضة في الخارج أيضا لها تأثير ونحن لا جدال فيها. بالنسبة للمعارضة تشعر بأنه ليس هناك ثقة بينها وبين السلطة فهذه الثقة لا بد أن تبنى قبل أي شيء آخر، بناء هذه الثقة يحتاج من السلطة بالتحديد أن تكرسها من خلال مصداقية القرارات والإجراءات في المرحلة القادمة، الإفراج تهيئة الأجواء تنفيذ اتفاق شباط/ فبراير كل هذا يحتاج قبل أي شيء آخر، فإذا بدأت السلطة بهذه الخطوة أعتقد أنا من وجهة نظري أنه أولا الكتلة الكبيرة المعارضة الممثلة في اللقاء المشترك ستخطو خطوتين أعتقد إلى الأمام، أتمنى أن يكون هناك لقاء قريب بين الطرفين حتى يناقشوا نقاط الاتفاق في هذا الاتجاه، أما الإخوة المعارضون في الخارج وهم السادة علي سالم البيض أو علي ناصر والعطاس وغيرهم من الشخصيات التاريخية هؤلاء أيضا يمكن عندما يجدون أن هناك انفراجا في الداخل وهناك نوع من التقارب يمكن أن يتقدموا بخطوة أيضا مقابلة، الآن الرهان متوقف في الحقيقة قبل أن يكون على المعارضة على السلطة التي لديها مقاليد الأمر والحل والربط وغيرها من الإمكانيات التي تستطيع أن تتحرك إلى الأمام بشكل كبير.
لونه الشبل: إذاً سيد زيد الكرة في ملعب السلطة، كيف يعني تقرأ هذه النقطة؟
زيد الذاري: أنا أرى أن الكرة فعلا هي في ملعب لا أقول الطرف الآخر وإنما الشريك الآخر في الساحة السياسية وهم الأطراف المعارضة، دعوة الرئيس للحوار شملت الجميع جميع أبناء اليمن وقواه السياسية وجميع أبناء اليمن في الداخل والخارج إلى حوار لا يستثني أحدا من أجل..
لونه الشبل (مقاطعة): عفوا سيد زيد فقط لنفهم منك، هل تشمل البيض؟ هل تشمل العطاس؟
زيد الذاري: الدعوة أنا قرأتها أنها مفتوحة إلى جميع أبناء اليمن في الداخل والخارج لا تستثني لا العطاس ولا البيض، هذه قراءتي أنا قراءتي المجردة وقراءتي الشخصية، في كلام فخامة الرئيس وفي الدعوة إليه إشارات عميقة جدا لحل.. يا أستاذ سعيد أنت قلت إن، مثلا في القراءة لدي أرى أنه يجب أن تستوضح أكثر، الرئيس دعا إلى إقامة حكومة شراكة تشمل جميع الأحزاب الممثلة في البرلمان وعلى رأسها الشريك الأساسي في إقامة الوحدة أي الحزب الاشتراكي اليمني، هنا رد اعتبار للحزب الاشتراكي اليمني وشركاؤنا في الدفاع عن الوحدة لم يقصد فقط الرئيس علي عبد الله صالح الإصلاح وإنما قصد القيادات الجنوبية الموجودة اليوم في السلطة والتي كانت تسمى في ذلك الحين جماعة علي ناصر، الرئيس علي ناصر محمد والتي يمثلها اليوم نائب الرئيس عبد ربه منصور..
لونه الشبل (مقاطعة): سيد زيد حتى الآن لم نسمع أي رد من العطاس مثلا بل استمعنا إلى ما قاله علي سالم البيض في بيان بذكرى الوحدة وتحدث بأن هناك مسؤولية تقع على عاتق المجتمع الدولية وطلب من الدول المتحدة والدول الخمس دائمة العضوية التدخل أما على المستوى الجنوبي فقال وتحديدا سماه في ذكرى إعلان الانفصال، مرور.. على إعلان انفصال جنوب اليمن عن شماله حدد فيه ثلاث مهام أمام الجنوبيين تتلخص في ثلاثة نقاط يجب أن يقوم بها، في النهاية قال واصفا الحكومة بالاحتلال.
زيد الذاري: أنا أتحدث عن المزاج اليمني العام مزاج الوحدة أو المزاج الذي عكسه خطاب رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح، الخطاب المسؤول الذي دعا إلى الحوار لحل كافة مشاكل اليمن، لا أتحدث عن مزاجات منفعلة أو انفعالية معروفة، أتمنى أن تعود إلى رشدها وأن تلتقط الفرصة وأنا أؤكد أن الشعب اليمني ملتف حول وحدته، صحيح هناك بعد الاختلالات ما تضمنه خطاب الرئيس علي عبد الله صالح في إشارة هامة جدا جدا إلى إزالة آثار ما أفرزته أزمة 1993 ولم يقل مباشرة حرب 1994 إنما تحدث عن إزالة آثار ما أفرزته أزمة 1993 وأنا أقرأها أنه يشير بذلك إلى الأزمة التي أفرزتها انتخابات 1993 التي تم من خلالها اعتماد الأغلبية العددية، وبالتالي هنا دعوة لإعادة الشراكة الحقيقية في اليمن بين جميع مكوناته دون استقواء أو دون يعني إملاءات.
لونه الشبل: إلى أي مدى فعلا يمكن القول بأن هذه المبادرة سترى النور وبأنها تحمل حلا للمشاكل وبأن أحزاب المعارضة ستتلقفها؟
سعيد ثابت: أنا أعتقد أن البلد في حالة من المأزق التاريخي الخطير الذي تمر فيه مما يفرض على المعارضة والسلطة معا والقوى الأخرى أن يلتقوا في مائدة مستديرة ويتحاوروا في روح مفتوحة وبدون قيود وبدون اشتراطات سابقة..
لونه الشبل (مقاطعة): سيد سعيد كم مرة سمعنا هذا الكلام؟
سعيد ثابت: نعم، أنا أعرف أعرف أنه دائما..
لونه الشبل: في تاريخ اليمن على الأقل من عشر سنوات حتى الآن.
سعيد ثابت: نعم، أنا حتى آمل لما أتكلم مثل هذا الكلام ولكن ليس بأيدينا شيء إلا أن نلتقي ونتحاور، الآن نحتاج إلى أن نكون صادقين للحظة واحدة في التاريخ أن نكون جادين ونؤكد أقوالنا بأفعال حقيقية في الساحة، أعتقد عندما تنعكس هذه على الأرض الناس جميعا سيلتقون على أن يبنوا اليمن القوي والمزدهر والموحد.
لونه الشبل: اسمح لي، سيلتقون على ماذا؟ إذا كان الحراك الجنوبي في الجنوب هناك من يطالب بالانفصال تماما عن الجنوب وهناك من يطالب تحت سقف الوحدة بإعطاء الجنوبيين مزيدا من الحقوق والثروات وما إلى ذلك، إذا كان الهدفان يعني مختلفين تماما؟
سعيد ثابت: شوفي بالنسبة للوحدة أنا شخصيا، الذين يدعون إلى الانفصال هم عدميون وقلة ولا يعبرون حقيقة عن واقع اليمنيين بصدق يعني، بالنسبة للذين يطالبون إصلاحات في إطار الوحدة هذا هو الخطاب السياسي العقلاني اللي ينبغي أن يلتقي الناس حوله أما هؤلاء الذين يدعون إلى انفصال هؤلاء قلة يستغلون فساد ومظالم السلطات لتوسيع دائرتهم، المطلوب من أجل إجهاض هذا المشروع الانفصالي هو إجراء حقيقي للإصلاحات ومواجهته، ما لم ستتسع دائرة المؤيدين للانفصال نتيجة.. أو سنكون نحن كلنا مسؤولين عن هذه اللحظة الكارثية في حال عدم المبادرة الحقيقية لتحقيق، حتى مبادرة الأخ الرئيس أنا أعتبرها خطوة جيدة ورائعة لكن لا بد أن يلتقطها الجميع على رأسهم السلطة لتحويلها إلى واقع، وأتمنى ذلك، ليس هناك من وقت متاح عدا ثمانية أشهر أو تسعة أشهر وأعتقد أن الوقت ضيق جدا جدا ويكفي حوار ونقاش وجدل فلننطلق إلى البناء أو على الأقل خلال اليومين يلتقي الجميع في حوار واحد.
لونه الشبل: سيد زيد في نصف دقيقة هل برأيك قامت الحكومة بجس نبض أحزاب المعارضة سواء في الداخل أو الخارج قبل الطرح بهذه الثقة عن هذه المبادرة؟
زيد الذاري: أنا أتمنى أن نتعامل مع ما هو مطروح دون أن نتساءل عما جرى قبلها، ما هو مطروح واضح جدا وهو دعوة للحوار الصادق والمسؤول والجاد الذي لا يستثني أحدا والذي تطرح فيه جميع القضايا والذي يرتكز على اتفاق فبراير ومفتوح بعدين على مصراعيه، لا ينحصر فقط في قضايا 24 فبراير وإنما يرتكز عليها وبالتالي يمكن أن تفتح عليه وتطرح على طاولة الحوار كل القضايا ويتوصل اليمنيون بحكمتهم المعروفة والمعهودة إلى حلول تتجاوز الواقع ويكون هناك تحول تأريخي فعلا في اليمن ينهض به جميع أبنائه حكومة ومعارضة سلطة ومعارضة، الجميع مدعوون إلى ذلك، وهنا أنا أريد أن أنوه أيضا إلى أهمية قرار الإفراج عن محتجزي الحرب في صعدة وأعتقد هذا بالتأكيد..
لونه الشبل (مقاطعة): نعم وقدرت هذه الخطوة من قبل يعني جميع الأطياف السياسية في اليمن، سيد سعيد باختصار شديد، أنت وصفت بالمعارضة وقلت أنا معارض ولا أنكر ذلك، هل ستقبلون كمعارض هذه المبادرة؟
سعيد ثابت: أنا أتوقع -لأني لست معبرا عن المعارضة ككيان- أعتقد أنه عندما يجدون مصداقية حقيقية في الأرض سيقبلون.
لونه الشبل: شكرا جزيلا لك السيد سعيد ثابت الكاتب والمحلل السياسي كنت ضيفنا هنا في الأستوديو، كما أشكر الناشط السياسي من صنعاء زيد الذاري. انتهت هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر، غدا إن شاء الله قراءة جديدة في ما وراء خبر جديد، أستودعكم الله.