ما وراء الخبر / صورة عامة
ما وراء الخبر

نتائج وقرارات قمة سرت

تتناول الحلقة قرار القادة العرب في ختام أعمال القمة الـ22 في مدينة سرت بعقد قمة عربية استثنائية في أواخر العام الجاري لمتابعة نتائج هذه القمة.

– مناسبات القرارات المتخذة ودلالاتها
– الإجراءات المطلوبة ومصير ملف التضامن العربي

جمانة نمور
جمانة نمور
وحيد عبد المجيد
وحيد عبد المجيد
ياسر زعاترة
ياسر زعاترة

جمانة نمور: قرر القادة العرب في ختام أعمال القمة الثانية والعشرين في مدينة سرت قرر العرب عقد قمة عربية استثنائية في أواخر العام الجاري لمتابعة نتائج هذه القمة كما دعوا إلى عقد مؤتمر دولي ترعاه جامعة الدول العربية يهدف إلى الدفاع عن القدس التي قالوا إنهم سيتخذون مواقف حازمة للتصدي لمحاولات تهويدها. نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسين، هل جاءت قرارات قمة سرت في مستوى الشعار الذي رفعته بدعم صمود القدس وحمايتها من التهويد؟ ولماذا اختار القادة العرب ترحيل البت في العديد من الملفات الرئيسية إلى القمة الاستثنائية المقبلة؟… أهلا بكم. لم تغب فلسطين إذاً عن أعمال القمة لكن أخبار المواجهة المسلحة في خان يونس بين مقاومين فلسطينيين وجنود إسرائيليين وما تلاها من تهديدات من تل أبيب باجتياح القطاع جاءت لتضع القادة العرب أمام تحد قديم جديد فرضته المرحلة التي وصلت إليها القضية الفلسطينية على ضوء عدة معطيات لعل أهمها ما تفرضه إسرائيل يوميا على أرض الواقع.

[تقرير مسجل]

نبيل الريحاني: بينما واصلت القمة العربية جلساتها بحثا في الملفات المطروحة وإعدادا لبيان ختامي يتطرق إليها كانت غزة على موعد مع اشتباك مسلح اعتبر الأشرس منذ الحرب الأخيرة على القطاع أودى بحياة جنديين إسرائيليين أحدهما ضابط في لواء غولاني. ليس من شك في أن أخبار التصعيد الأمني في خان يونس وصلت إلى سرت الليبية وحملت في طياتها أنباء اجتياح إسرائيلي أعقب المواجهة وتهديدات من قادة تل أبيب بلغت ذروتها على لسان وزير المالية الإسرائيلي باجتياح القطاع وإسقاط حكومة حماس وضرب ما وصفه بالقوة المتنامية لكتائب القسام بمنعها من امتلاك صواريخ متوسطة المدى، ولعل قادة القمة علموا بوعيد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك وهو يقول إن جنوده لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام أي تصعيد حمساوي جديد، مع ذلك واصل سقف التوقعات لرد عربي مناسب على هذه التصريحات ترنحه مرابطا عند تجاذبات لفظية محورها صياغة البيان الختامي والموقف من أسس وأهداف تفعيل أطر التنسيق ولجان المتابعة الخاصة بالعمل العربي المشترك. عدا ما أعلن دعما ماليا للمقدسيين بدت قمة سرت على مسافة من مطالب الشارع الفلسطيني خاصة والعربي عامة بعيدة عما يأمله من رد يتناسب والتحدي الإسرائيلي الذي وصل إلى حد اختراق الأمن العربي عميقا كما في اغتيال المبحوح الذي ستنال تصفيته في أحسن الأحوال نصيبها من الشجب والتنديد الرسمي العربي، كل ما هنالك تمسك بالمبادرة العربية للسلام ومتابعة لما قد تقود إليه التطورات زمنا قد نجد أنفسنا في خاتمته على أعتاب قمة أخرى تلتئم لتنفض على وقع الجدل الكلامي العربي واستمرار إسرائيل في سياسة فرض الأمر الواقع.

[نهاية التقرير المسجل]

مناسبات القرارات المتخذة ودلالاتها


جمانة نمور: ومعنا في هذه الحلقة من القاهرة الدكتور وحيد عبد المجيد الخبير في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية والسياسية، ومن عمان الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، أهلا بكما. دكتور وحيد عنوان كبير كان لقمة سرت، البيان هل جاء على مستواه برأيك؟


وحيد عبد المجيد: لم يأت ولم يكن متوقعا أن يأتي، ليس فقط لأن هذه هي عادة القمم العربية أنه في كثير من الأحيان عناوين كبيرة وعمل لا يرقى إلى مستواها وأحيانا لا عمل على الإطلاق، هذه القمة يعني قدمت فيما أعتقد أقصى المستطاع بالنسبة لهذا النظام العربي الرسمي يعني الجمود الذي دب فيه منذ فترة طويلة وصل الآن إلى مستوى يجعل هذا هو أقصى ما يمكن أن يأتي به وبالتالي يعني أظن أنه علينا ألا نكتفي بأن نبكي على أطلال القمة العربية وننتظر القمة القادمة لأنه يعني ليس في إمكانهم أكثر مما جاؤوا به في حقيقة الأمر في حدود سياساتهم واختياراتهم..


جمانة نمور (مقاطعة): ولكنهم بدؤوا هذه المرة بلغة مختلفة في الجلسة يعني في الجلسة الافتتاحية كان هناك نقد ذاتي كان هناك اعترافات بعدم القيام بإنجازات كافية وكان هناك دعوات إلى اتخاذ خطوات عملية وفي البيان أكدوا أنهم سيتخذون مواقف حازمة للتصدي لمحاولات تهويد القدس.


وحيد عبد المجيد: هو أولا الكلام عن محاولات يدل على أن البيان صادر من عالم آخر ليس من هذا العالم يعني، إن التهويد ليس مجرد محاولة، التهويد فعل حقق جزءا كبيرا من أهدافه الآن على الأرض. لكن هذا المشهد في الجلسة الافتتاحية سبق أن رأينا مثله عدة مرات، على سبيل المثال القمة التي أعقبت الغزو الأميركي للعراق كان فيها مثل هذا المشهد وكان فيها تدافع ربما بدرجة أكبر وإطلاق مبادرات وكان هناك سبع مبادرات في ذلك الوقت وليست مبادرة واحدة لإصلاح النظام العربي وتطوير الجامعة العربية ورأينا إصدار وثيقتين إحداهما صدرت للمرة الأولى في تاريخ النظام العربي الرسمي عن الإصلاح الداخلي في البلاد العربية، حدث هذا من قبل وأظن أنه سيتكرر لأنه عندما يواجه النظام العربي بتحد كبير جدا وهائل عادة يكون رد فعله الأول هو كلام كبير ثم بسرعة شديدة يعني ينحسر هذا الكلام الكبير ويتمخض عن شيء صغير للغاية يعني ولذلك أعتقد أنه مهم جدا الآن أن نلجأ إلى عمل عربي غير رسمي لأن الأمر لا يحتمل انتظارا لا إلى قمة استثنائية ولا قمة أخرى عادية لأن هناك خطة إسرائيلية لحسم الوضع على الأرض تماما لأن هناك اعتقاد في إسرائيل بأن التسوية أصبحت قريبة وأن الدول العربية لن تتحمل استمرار هذا الوضع طويلا وأنها ستتجه إلى قبول ما لم تقبله من قبل في تسوية قادمة وبالتالي يريدون أن تكون هذه التسوية حتى أسوأ مما عرض في كامب ديفد في العام 2000 وفي المفاوضات التي تلتها في طابا وفي العام الماضي أو العام قبل الماضي في المفاوضات بين حكومة ليفني والسلطة الفلسطينية في رام الله، الأمر يقتضي عملا جديا على مستوى غير رسمي والقليل الذي يعني جاءت به هذه القمة يمكن البناء عليه يعني على سبيل المثال المبلغ الذي خصص لدعم الصمود في القدس تزعم الدول العربية وأحيانا الأمانة العامة للجامعة العربية عندما يقال لهم إن هذا مبلغ صغير وإن في إمكان العرب أن يقدموا أكثر يقولون إن ليس لديهم إمكانية للإنفاق في القدس أكثر من ذلك وإن هناك صعوبات وما إلى ذلك، أظن أنه لدينا في منظمات عربية غير رسمية تستطيع أن..


جمانة نمور (مقاطعة): عن هذا الموضوع دعنا نأخذ برأي السيد ياسر الزعاترة، يعني المبلغ الذي يتحدث عنه الدكتور وحيد هو خمسمائة مليون دولار لدعم القدس وصمود الفلسطينيين فيها، سيد ياسر بغض النظر إن كان المبلغ كافيا أو غير كاف لكنه برأي الكثيرين خطوة مهمة، برأيك بغض النظر إذاً عن قيمته ماذا عن آلية صرف هذا المبلغ وكيف يمكن البناء به وتمكين أو ترسيخ الوجود العربي في القدس به أو بغيره ما دامت رخص البناء في يد بلدية القدس وفي يد إسرائيل؟


ياسر الزعاترة: يعني هذا مبلغ سخيف بل بالغ السخافة مقابل يعني ربما 17 مليار دولار صرفتها الدولة العبرية على القدس في السنوات الأخيرة وهذا المبلغ يستطيع أي ملياردير يهودي أن يدفع أضعافه بكل بساطة من أجل عدد من الأبنية في القدس. الذي يعني يحرر القدس الذي يحمي القدس هو خيار المقاومة وليس خيار شراء بعض المنازل هنا وهناك، الذي يحدد معالم القدس بكل تفاصيلها والذي يهود والذي يقرر من يبني ولا يبني والذي يهجر السكان هو الكيان الصهيوني وهذا المبلغ السخيف سيدخل ربما في ميزانية السلطة الفلسطينية سيذهب في مسارات الفساد المعروفة وحتى لو لم يذهب في مسارات فساد فهذه السلطة لا تملك شيئا في القدس عمليا، قبل أيام حاولت السلطة أن تأخذ إذنا لزوجة الرئيس من أجل أن ترافق زوجة الرئيس الشيشاني من أجل أن تزور القدس فلم تستطع ذلك فبالتالي هذه مسألة بالغة السخافة. أنا أريد أن أقول إن القمة العربية الحالية كانت نموذجا للانقسام الحاصل في الواقع العربي منذ سنوات لا بأس بها ربما منذ مطلع الألفية الجديدة بين معسكر المقاومة والممانعة ومعسكر ما يسمى الاعتدال في الواقع العربي، الملاسنة التي جرت بين الرئيس السوري والرئيس الفلسطيني كانت تجسد هذا الواقع، ربما معسكر المقاومة والممانعة هو الأضعف حاليا رغم أنه يحقق ربما أو حقق مكاسب على الأرض خلال السنوات الماضية لكنه بوجود مصر الشقيقة الكبرى والدولة الكبرى عربيا في المعسكر الآخر بسبب هواجس التوريث التي بدأت أيضا مع ملامح الألفية الجديدة ومنذ احتلال العراق هذه وجود الثقل المصري في المعسكر الآخر مع الضغط الأميركي هو الذي يفرض إيقاعه على القمم العربية، هذه القمة لم تكن حتى كسابقاتها، في القمم السابقة كنا نسمع كلاما كبيرا في الكلمات كلمات الرؤساء وبعد ذلك يأتي البيان هزيلا، هذه المرة يبدو أن الولايات المتحدة لم تسمح حتى بالكلمات، أوباما لا يريد أي تصعيد في المنطقة، هو يعتقد وقادة وجنرالات البنتاغون يعتقدون أن أي تصعيد في الملف الفلسطيني..


جمانة نمور (مقاطعة): ولكن البعض رأى في عدم..


ياسر الزعاترة (متابعا): عفوا، أي تصعيد في الملف الفلسطيني سيؤثر كما قال جو بايدن على جنود الولايات المتحدة في العراق وفي أفغانستان وعلى المصالح الأميركية في المنطقة، مطلوب التهدئة، ضُغط على النظام العربي الرسمي من أجل ألا تشكل القمة أو أن لا تنطوي القمة على أي تصعيد بما في ذلك التصعيد اللفظي ولذلك رحلت القضايا إلى المرحلة التالية ويعني تمت مجاملة الشارع العربي بهذا الدعم الهزيل لمسألة القدس بينما لم يسحب التفويض للسلطة الفلسطينية من أجل أن تذهب في اتجاه التفاوض غير المباشر، والسلطة التي تحدث رئيسها عن المقاومة السلمية في مقابل كلام دعم المقاومة في كلام الرئيس السوري يعني لا تفعل شيئا في مواجهة الاستيطان وأصلا شرط وقف الاستيطان ليس شرطها وإنما شرط أوباما..


جمانة نمور (مقاطعة): على ذكر الاستيطان يعني..


ياسر الزعاترة (متابعا): والذين يتحدثون عن المقاومة السلمية يجب أن يسألوا هؤلاء..


جمانة نمور (متابعة): على ذكر الاستيطان -دكتور وحيد عبد المجيد- هذه القمة العربية أتت في ظل واقع فرض نفسه في ظل نفاد صبر دولي تجاه بعض ممارسات إسرائيل الاستفزازية حتى تجاه أصدقاء لها أتى بعدما صدر موقف حازم من الرباعية في موسكو أيضا ضد سياسة الاستيطان، هل كان فعلا بإمكان هذه القمة أن تنفذ من شقوق هذه الفجوة أو الهوة بغض النظر عن حجمها الأميركية الإسرائيلية لإمكانية الدفع باتجاه ما يستفيد منه العرب؟


وحيد عبد المجيد: لا، ربما يكون ما حدث هو العكس بمعنى أن هذه المواقف الدولية التي انتقدت إسرائيل وخصوصا موقف الإدارة الأميركية أعطى الدول العربية يعني سببا لكي تتعامل بهذه الطريقة إنها تؤجل اتخاذ قرار حاسم فيما يتعلق بخيار السلام إلى فترة تالية، قيل إن اجتماع للجنة تفعيل مبادرة السلام يعقد بعد أسابيع على أساس أنه من الضروري إعطاء فرصة لهذه المواقف لهذا الموقف الأميركي وللمواقف الأخرى. لكن الحقيقة أنه مهما كان النقد الدولي لإسرائيل بما في ذلك النقد الذي صدر عن الإدارة الأميركية وأظن أن في جانب منه على الأقل هو نقد حقيقي لأن إسرائيل أصبحت يعني يوما بعد يوم تمثل عبئا على السياسة الأميركية لكن غياب العرب وعدم قدرتهم على التأثير يعطي إسرائيل الفرصة لكي تفرض شروطها على الولايات المتحدة بالرغم من أن هذه الشروط في كثير من الأحيان الآن تتعارض مع المصالح الأميركية وهناك إقرار للمرة الأولى من مسؤولين أميركيين بذلك، لكن هذا الخلاف في المواقف لن يصل إلى مستوى ينتج نتائج عملية بدون عمل عربي حقيقي عمل عربي على الأرض وأظن أنه يعني في الإمكان على الأقل في حدود إمكانيات هذا النظام العربي الرسمي وخياراته المحدودة يستطيع أن يستثمر هذا المناخ الدولي بشكل أفضل، صورة إسرائيل في المجتمع الدولي لم تكن أسوأ مما هي عليه الآن في أي وقت مضى وخصوصا منذ عدوانها على قطاع غزة واتهامها بارتكاب جرائم حرب..


جمانة نمور (مقاطعة): السؤال هو كيف؟ يعني دكتور وحيد لو سمحت لي نتساءل عن كيفية هذا الاستثمار خاصة وأن البيان الختامي أكد على التمسك بالقدس الشرقية فلسطينية وعلى اتخاذ إجراءات قانونية وسياسية ضد تهويدها، ما الذي يمكن أن تكون عليه هذه الإجراءات؟ تابعونا بعدالفاصل.

[فاصل إعلاني]

الإجراءات المطلوبة ومصير ملف التضامن العربي


جمانة نمور: أهلا بكم من جديد في هذه الحلقة التي نناقش فيها ما تمخضت عنه قمة سرت العربية من قرارات وخاصة فيما يتعلق بالقدس. السؤال الأخير سيد ياسر الزعاترة بهذا الموضوع كنا أشرنا إذاً إلى أن القمة تحدثت عن التمسك بالقدس الشرقية فلسطينية واتخاذ إجراءات قانونية وسياسية ضد تهويدها، برأيك ما هي هذه الإجراءات التي ينوي العرب اتخاذها من الآن وحتى قمتهم الاستثنائية؟


ياسر الزعاترة: ليس هناك إجراءات حقيقية وواقعية على الأرض، الأمر موكول إلى السلطة الفلسطينية وكثير من الأنظمة العربية تقول لن نكون ملكيين أكثر من الملك، السلطة الفلسطينية تراهن على خيار دايتون بلير وتمضي في برنامج الدولة المؤقتة على الأرض وبرنامج التفاوض إلى أمد محدود..


جمانة نمور (مقاطعة): يعني ليس هناك خيارات أو هناك خيارات ولكنك تتوقع ألا تؤخذ؟ يعني ماذا عن موضوع المطالبة مثلا عندما يتحدثون عن إجراءات قانونية هل يمكن أن نتوقع المطالبة بفرض عقوبات مثلا على إسرائيل لممارسات معينة تقوم بها، هل نتوقع دعوات إلى مقاطعة إسرائيل، على الأقل تجميد العلاقات الدبلوماسية معها، العمل على الرأي العام بما أننا كنا نتحدث عن أن هناك نفاد صبر دولي هناك إجراء بريطاني تم بحق دبلوماسي إسرائيلي، هل فعلا هناك شقوق يتمكن العرب من الدخول من خلالها في هذه المرحلة بالذات؟


ياسر الزعاترة: هذا هو المبرر الذي تستخدمه أنظمة الاعتدال ومن ضمنها السلطة الفلسطينية، البحث عن الشقوق في الأروقة الدولية أو بين القوى الدولية وإحراج العدو الصهيوني الذي ثبت أن لا شيء يحرجه على الإطلاق، هل هناك أكثر من قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي بخصوص الجدار؟ أين ذهب هذا القرار؟ لا قيمة له على الإطلاق في الواقع العملي، هل يمكن للأنظمة العربية أن تفرض قرارا مشابها لهذا القرار؟ لا يمكن، أنا في تقديري أن هناك انحيازا أميركيا كبيرا وهذا الخلاف الطارئ بين إدارة أوباما وبين نتنياهو لا يمكن التعويل عليه وقرارات الرباعية التي صدرت من موسكو هي قرارات في واقعها باستثناء انتقاد 1600 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة في القدس لم يكن هناك أي شيء، تحدثوا عن القدس الشرقية بوصفها لليهود وللمسلمين، والقدس الشرقية المحتلة كما يعلم الجميع عام 1967، هناك تواطؤ بين النظام الدولي الأميركي والأوروبي وبين النظام العربي الرسمي والسلطة الفلسطينية على رفض خيار المقاومة وتغييبه من الساحة الفلسطينية، الأنظمة العربية خائفة من الانتفاضة والأميركان يدركون أن انتفاضة في الأراضي المحتلة ستشعل المنطقة وستجعل جنودهم في العراق وفي أفغانستان ومصالحهم في مهب الريح وبالتالي هناك تواطؤ ضد هذا الخيار، محمود عباس يتحدث عن المقاومة السلمية، أين هي المقاومة السلمية؟ لماذا لا يوقف التنسيق الأمني على الأقل في مواجهة الاستيطان والتهويد بينما هو يعتقل المجاهدين ويطاردهم والمصالحة التي يتحدث عنها هي فقط من أجل ضم قطاع غزة إلى الضفة الغربية في سياق برنامج دايتون بلير، النظام العربي الرسمي متواطئ مع السلطة على هذا الخيار وهو يخضع للإملاءات الأميركية واللافت هنا أن الضعف الأميركي يغري العديد من القوى الإقليمية والدولية من إيران إلى كوريا إلى روسيا والصين يغريها بالتمرد على الإملاءات الأميركية بينما الوضع العربي الرسمي هو الوحيد الذي يتراجع أمام هذه الإملاءات وبالطبع من أجل مصالح الأنظمة الحاكمة ونخبها الحاكمة ليس إلا بينما يعلمون أنه ليس هناك من شيء يمكن أن يمنع نتنياهو من استمرار الاستيطان والتهويد، وهو يقول إنه يمضي على ما ذهب إليه الأسلاف في التعامل مع قضية القدس وإن القدس ليست مستوطنة وإنها عاصمة إسرائيل، وكل هذه الإجراءات لا قيمة لها، محمود عباس يشترط وقف الاستيطان بينما فاوض أولمرت ثلاث سنوات وهو يعلم أن أولمرت كان أشرس رئيس وزراء إسرائيلي فيما يتعلق بموضوع الاستيطان وكل الكلام الذي تتحدث عنه السلطة عن المقاومة السلمية هو بلا قيمة واقعية، لا بد من رد فلسطيني داخلي ورد من القوى الحية في الأمة على هذا الوضع، الضغط على هذه الأنظمة من أجل تغيير سياستها في التعاطي مع الكيان الصهيوني والضغط على السلطة الفلسطينية..


جمانة نمور (مقاطعة): دعنا نعد إلى الأنظمة وأمور أخرى أيضا كانت على جدول أعمال قمة سرت، دكتور وحيد موضوع التضامن العربي والتمسك بالتضامن العربي، السعي إلى حل الخلافات، تطوير منظومة العمل العربي كلها أمور أيضا تحدث عنها البيان الختامي، ماذا تقرأ فيه؟


وحيد عبد المجيد: يعني التمسك بالتضامن العربي والتضامن العربي الآن ليس موجودا كي نسعى إلى التمسك به! مطلوب استعادة هذا التضامن العربي على الأقل كما كان في بعض الفترات القليلة التي اجتمع فيها العرب على كلمة أو على موقف، أنا أظن أن هذا الجزء من البيان هو نوع من الالتفاف على ما طرحه..


جمانة نمور (مقاطعة): ولكن أليس هناك من تعزيز يعني هل هناك تغيير ما بين القمة الأخيرة وهذه القمة الحالية؟ هل هناك نوع من تقارب أو محاولة العودة إلى شكل من أشكال هذا التضامن أو المصالحة؟


وحيد عبد المجيد: نعم في محاولة لأن العام الذي فصل بين القمتين شهد بعض التطورات الإيجابية في العلاقات العربية وإن لم تصل إلى المستوى الذي يؤدي إلى حد أدنى من التضامن وربما أيضا غياب الكلمات العلنية في هذه القمة كان إيجابيا لأن هذه الكلمات كانت تضيع الوقت فيما لا يفيد في حين أن هذه القمة أتيح فيها فرصة لنقاش جدي ربما يعني لم يحدث منذ فترة طويلة بغض النظر عن النتائج لكن أن يتعود الحكام العرب على النقاش بشكل جدي يعني بدلا من الكلمات التي يعني يوجه فيها كل منهم إلى من يريد أن يوجهها إليه بشكل علني، هذا أمر أعتقد أنه جيد لكن بدون حد أدنى من التضامن العربي لن يتيسر حتى البناء على ما تم الاتفاق عليه في موضوع تعزيز الصمود في القدس سواء فيما يتعلق بالسعي إلى شراء أراضي ودعم قدرة الفلسطينيين في هذا المجال وهذه مسألة مهمة يعني..


جمانة نمور: وهناك دعوة إلى عقد مؤتمر دولي.


وحيد عبد المجيد: يعني شيء في هذا المجال هو أفضل من لا شيء وبالتالي التحرك في هذا المجال وهناك فرص كبيرة ويحتاج الأمر إلى متابعة، متابعة من منظمات عربية غير رسمية ومن منظمات تركية أيضا تنسق مع منظمات فلسطينية غير رسمية، السلطة الفلسطينية ليس لها علاقة بهذا الموضوع يعني المبلغ الذي تم تخصيصه لا يذهب إلى السلطة الفلسطينية هو يذهب إلى صندوق دعم القدس، هذا الصندوق تم إنشاؤه في قمة 2000 بمبلغ 150 مليون دولار زيدت إلى خمسمائة مليون دولار، هذا صندوق في إطار الجامعة العربية لا علاقة للسلطة الفلسطينية به ولا يصل إليها شيء منه. لو أن هناك عملا جديا في هذا المجال يمكن.. قدرة إسرائيل الآن على التحكم في كل شيء ضعفت نسبيا نتيجة تردي صورتها في المجتمع الدولي، إسرائيل الآن خائفة، خائفة من الإدانات المتلاحقة، هناك اتجاه نستطيع أن نعمل لو أننا جادون الآن في اتجاه السعي إلى نزع شرعية هذا الكيان الإسرائيلي، وهناك خوف، من تابع أعمال مؤتمر هرتزليا الأخير هو أهم مؤتمر للأمن القومي الإسرائيلي يجد هذا القلق المتزايد من أن ما يحدث على صعيد نزع شرعية الاحتلال يمكن أن يصل إلى نزع شرعية إسرائيل نفسها إذا تواصلت هذه الحملات الدولية، مسؤولون إسرائيليون كبار الآن يفكرون قبل أن يزوروا بلادا معينة لأنهم قد يتعرضون للملاحقة، الضباط الإسرائيليون ممنوعون من مغادرة إسرائيل إلا بترتيبات خاصة، هناك وضع، إسرائيل ليست في وضع مريح كما يتصور الكثيرون وإذا كنا في موقف ضعف فإسرائيل ليست في هذه القوة التي تستطيع يعني من خلالها أن تفعل كل شيء أو أن تفعل كل ما تريده وبالتالي نستطيع بشيء من العمل الجدي وبدرجة أقل من الكلام والإدانات ان نؤثر في هذا الواقع الدولي وأن نعمل في اتجاه محاصرة إسرائيل دوليا وفرض عزلة تدريجية عليها، يمكن العمل على ملاحقة الساسة الإسرائيليين وتستطيع الدول العربية أن تقدم دعما في هذا المجال لمنظمات دولية معنية في هذا الموضوع، أيضا في موضوع شراء الأراضي في القدس استصدار قرار من محكمة العدل الدولية فيما يتعلق بالقدس يمكن أن يكون أكثر فعالية من القرار الذي صدر بشأن موضوع الجدار لأن موضوع الجدار الفاصل كان له وضع قانوني معين، القدس لها وضع قانوني على المستوى الدولي يمكن استثماره.


جمانة نمور: ممكن أن يكون ملزما إذا عمل. شكرا لك دكتور وحيد عبد المجيد الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية من القاهرة، نشكر من عمان الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، ونشكركم على متابعة هذه الحلقة من ما وراء الخبر، تعليقاتكم ننتظرها على موقعنا الإلكتروني indepth@aljazeera.net

نشكر متابعتكم وإلى اللقاء.