صورة عامة - ماوراء الخبر 15/3/2010
ما وراء الخبر

دلالات وتداعيات افتتاح كنيس بالقدس

افتتحت جماعات يهودية متطرفة كنيسا في قلب مدينة القدس المحتلة في واحد من أكثر مشاريع التهويد جرأة وخطورة، ولا يبعد عن المسجد الأقصى سوى ثلاثمائة متر ويعتبره اليهود مقدمة لبناء الهيكل المزعوم مكان المسجد المبارك.

– الخلفية التاريخية للكنيس وتداعيات بنائه على القدس
– حجم التحديات أمام العرب والمسلمين وخياراتهم في مواجهتها

خديجة بن قنة
خديجة بن قنة
رائد صلاح
رائد صلاح
محمد الحسيني
محمد الحسيني

خديجة بن قنة: افتتحت جماعات يهودية متطرفة كنيسا في قلب مدينة القدس المحتلة في واحد من أكثر مشاريع التهويد جرأة وخطورة، وينطوي هذا المعبد على مخاطر بالغة بالنسبة للمسجد الأقصى إذ لا يبعد عنه سوى ثلاثمائة متر ويعتبره اليهود مقدمة لبناء الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى المطوق بشبكة من الحفريات. ونتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسيين، ما هي الخلفية التاريخية لهذا الكنيس وما تداعيات بنائه على مستقبل القدس عامة والمسجد الأقصى خاصة؟ ما حجم التحديات التي تمثلها هذه الخطوة بالنسبة للعرب والمسلمين وما هي خياراتهم للتصدي لها؟… منذ أيام إذاً وإسرائيل تستعد لفتح معبد الخراب، قوات الأمن ضربت حصارا على مدينة القدس ونشرت فيها قوات خاصة بلباس أسود متحزمين بقنابل الصوت والغاز ونصبت المتاريس على مداخل البلدة القديمة، منع المسلمون ممن دون الخمسين من العمر من الوصول إلى الأقصى وحيل بين التجار العرب ومتاجرهم في البلدة العتيقة، سوقها الرئيسي بدا مهجورا ولكن الحي اليهودي المجاور بدا غير ذلك وكأنه في مدينة أخرى فالحركة سرت في كل أوصاله والصخب ملأ جنباته، جماعات يهودية متطرفة وممثلون عن الحكومة والتيارات الدينية كانوا يعدون لترشيم كنيس الخراب غير بعيد من أولى القبلتين وثالث الحرمين.

إعلان

[تقرير مسجل]

فوزي بشرى: كنيس الخراب، "أوها حوربة" بالعبرية ربما لا شيء مثله يمثل وقائع صناعة المستقبل من خرائب التاريخ في التصور اليهودي أو تأسيس إسرائيل نفسها من الأساطير في وصف الفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي. للفرح اليهودي هنا سبب قوي فاليوم سيتم افتتاح كنيس الخراب الذي تم هدمه من قبل أحد فيالق الجيش الأردني في حرب 48، لكن للكنيس تاريخا أبعد من ذلك يقفز به اليهود إلى أكثر من ألفي عام ثم أعيد بناؤه في بداية القرن الثامن عشر بعد دفع رشوة لعمال الدولة العثمانية التي عادت وهدمته نتيجة لعدم دفع الضرائب والرسوم المفروضة عليه ومن هناك جاءت تسميته بكنيس الخراب، الكنيس وفقا للنبوءات الإسرائيلية يكتسب معنى آخر يجعل بناءه ضرورة وافتتاحه في هذا اليوم 15 من شهر مارس/ آذار تحقيقا لنبوءة تقترب باليهود أكثر من أي وقت مضى من بناء معهد الهيكل على حطام المسجد الأقصى.

مشارك: دمر هذا الكنيس مرتين من قبل العرب وها هو ذا يعود جميلا كما كان وإذا عدنا لهذا الكنيس فإن خلاص الشعب اليهودي قد بدأ بالفعل وأصبحنا أقرب إلى الوقت الذي يتم فيه بناء معبد جبل الهيكل حيث سيعود اليهود إلى المكان الذي يعبدون فيه ربهم.

فوزي بشرى: أما الوقت الذي اقترب ودعا هؤلاء إلى الفرح فهو نبوءة تعود إلى حاخام من القرن 18 اسمه جاؤوم فيلنا قال فيها إن تاريخ بداية معبد الهيكل سيكون في 16 من شهر مارس أي اليوم التالي لافتتاح كنيس الخراب، هنا يجب أن يقوم معبد جبل الهيكل حيث يقوم المسجد الأقصى ولا يتحقق شرط بناء المعبد بغير هدم المسجد، هل في الأمر مفاجأة لأحد فيما إذاً كانت الحفريات الإسرائيلية التي تكاد تطبق بالمسجد من كل الجهات وبعضها كان يجري داخله، وثمة مخاوف من أن بعض غلاة اليهود ربما عمدوا إلى استعجال نبوءة بناء معبد جبل الهيكل بعمل تخريبي في المسجد الأقصى في أو بعد تاريخ 16 من الشهر الجاري، أما الاستيطان والتوسع فيه وتهويد مدينة القدس واعتبار الآثار الإسلامية جزءا من التراث اليهودي فهي تندرج كلها في سياق صناعة الحاضر من خرائب التاريخ، أسطورة كانت أو نبوءة، وذلك نشاط لا علاقة له بكون المفاوضات مع الفلسطينيين مباشرة أو غير مباشرة ولا بكون المبادرة العربية لا تزال صالحة للنظر فيها من عدمه ولا بكون لجنة القدس موجودة أو هي خراب.

إعلان

[نهاية الشريط المسجل]

الخلفية التاريخية للكنيس وتداعيات بنائه على القدس

خديجة بن قنة: ومعنا في هذه الحلقة من الناصرة الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في داخل الخط الأخضر، ومعنا من الرباط الدكتور محمد تاج الدين الحسيني أستاذ القانون الدولي بجامعة محمد الخامس وعضو لجنة الشخصيات البارزة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، أهلا بضيفينا إلى هذه الحلقة. وأبدأ معك الشيخ رائد صلاح في الناصرة، طبعا مشاريع التهويد سارية منذ أمد بعيد، ربما هناك ستون كنيسا بني في القدس منذ -كما يقال على الأقل- منذ 1967، في ماذا يختلف كنيس الخراب عن بقية الكنس والمعابد؟

رائد صلاح: بسم الله الرحمن الرحيم. كنيس الخراب يختلف على اعتبار أنه يجسد مقدمة أخيرة في سعي الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ حلمه الأسود وهو بناء ما يسميه الهيكل الثالث المزعوم ولذلك فإن بناء كنيس الخراب ليس هو الهدف الأخير بل هو مقدمة وهو ليس عملا يقف من ورائه مجموعة متطرفة من اليهود بل يقف من ورائه كل المؤسسة الاحتلالية الإسرائيلية واختير عن سبق إصرار حتى يكون على بعد عشرات الأمتار من الحائط الغربي المبارك ويحاولون في أبواقهم الاحتلالية أن يدعوا أنه قد أقيم بناء على نبوءة دينية لأحد حاخاماتهم في القرن 18، كل هذه الدلالات تحاول المؤسسة الاحتلالية الإسرائيلية أن تصوغ منها مقدمة كي تبني فيما بعد الشروع الفعلي ببناء ما يسمونه الهيكل الثالث، أي أن المسجد الأقصى في حساباتهم هو الآن في عد تنازلي سيكون أو لا يكون غدا أو بعد غد أو بعد أشهر معدودات وهذا ما جعلني أنا شخصيا أن أحذر أكثر من مرة منذرا أن عام 2010 الذي نعيش فيه هو عام مصيري بالنسبة لمستقبل القدس والأقصى المحتلين.

خديجة بن قنة: طيب الشيخ رائد صلاح أنت ذكرت من قبل أن هذا النصف الأول من هذه السنة 2010 فعلا ستكون سنة خطيرة بالنسبة للقدس، بناء على أية مؤشرات؟

رائد صلاح: أنا المؤشرات التي ذكرتها خلال الأسابيع الماضية بعضها كنت أحذر أنه سيقع، والذي يحدث اليوم مما حذرت منه خلال الأسابيع الماضية، بطبيعة الحال أنا لا أضرب المندل ولا أدعي الغيب، حاشا لله، بل من خلال مراقبتنا للمصادر الإعلامية المختلفة للاحتلال الإسرائيلي وبالذات للمواقع التي أخذت على عاتقها تحويل حلمهم الأسود لبناء هيك أسطوري إلى قضية عالمية والتي أخذت على عاتقها محاولة تجديد همة المجتمع الإسرائيلي قاطبا بهدف أن يسير نحو بناء الهيكل الأسطوري، نحن من خلال متابعاتنا لكل هذه المصادر منذ فترة أشهر ونحن نراقبها منذ فترة أشهر ونحن نقرأ أنهم يستعدون لهذا اليوم وهو افتتاح ما سموه كنيس الخراب وهم يستعدون غدا ليكون عندهم يوم عالمي في كل أنحاء العالم طالبوا قبل فترة من الزمن كل من يناصرهم من أنصار المشروع الصهيوني غدا أن يقوموا بفعاليات تؤكد كلها على ضرورة الاستعجال ببناء ما يسمونه الهيكل الثالث الأسطوري، طبعا بالإضافة إلى ذلك هم يسعون إلى إزالة المسجد الأقصى إزالة مبرمة وفي نفس الوقت يسعون إلى فرض التطهير العرقي على أهلنا في القدس تطهيرا كليا كي يصلوا إلى نتيجتين تهويد القدس بالكلية، بناء هيكل أسطوري على حساب المسجد الأقصى خلال عام 2010 ميلادية.

إعلان

خديجة بن قنة: الدكتور محمد الحسيني أنت أولا كعربي وكمسلم وكعضو في لجنة الشخصيات البارزة لمنظمة المؤتمر الإسلامي هل تشعر بخطورة هذه المشاريع مشاريع تهويد القدس؟

محمد تاج الدين الحسيني: فعلا أتفق مع كل ما قيل قبل قليل باعتبار هذه السنة تشكل منعطفا في مستقبل علاقات المسلمين بالقدس التي هي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، أقول هذا لأن الخرافة اليهودية لم تنبت من عدم، ارتبطت بذلك الحاخام الإسرائيلي الذي منذ القرن 18 تنبأ بأن ما يسمى بكنيس الخراب سيعاد بناؤه وسيكون الخطوة السابقة لبناء ما يسمى بالهيكل الثالث، فهذه النبوءة الإسرائيلية لاحطنا كيف أن كل الإمكانيات الإسرائيلية واليهودية في العالم تسخر من أجل خدمتها سواء على مستوى جمع التبرعات سواء على مستوى التوافد بعدة جماعات في عين المكان أو حتى على مستوى الطريقة التي بني بها هذا الكنيس كنيس الخراب فهو يضاهي في قبته وفي علوه قبة المسجد الأقصى وهو يبتعد عنه عن الحائط الغربي للمسجد الشريف ببضع عشرات من الأمتار وهو يدخل في إطار حملة موسعة لدى الجماعات الصهيونية واليهودية على اعتباره الخطوة الأولى للوصول إلى الهيكل الثالث الذي يعتقد حسب خرافتهم وهي خرافة أصبحت الآن بمثابة دستور يؤطر المسيرة اليهودية الصهيونية فيما يتعلق باسترجاع الهيكل أو بناء الهيكل وخاصة وأننا إذا رجعنا إلى التاريخ أدركنا أن هذا الحلم الذي راود الصهاينة فيما يتعلق بتحطيم وإزالة المسجد الأقصى ليس فقط وليد اليوم، بعد حرب 67 وبعد أن احتلت إسرائيل الأراضي العربية المحتلة لاحظنا كيف أن المسجد الأقصى كان ضحية عملية إحراق جهنمية ونذكر جميعا أن عملية الإحراق تلك هي التي كانت السبب في انعقاد أول مؤتمر للمجموعات الإسلامية من أجل مناقشة هذا الموضوع والبحث في تحالف المسلمين وقيام منظمتهم للدفاع عن المسجد الأقصى، المنظمة أنشئت ومضت عشرات السنين وكأننا بوضعية المسجد الأقصى وما يحاك حوله من مؤامرات وكأننا بها تطوى في النسيان، اليوم هناك أكثر من 62 كنيس محيط بالمسجد الأقصى وأكثر من 30 مدرسة دينية وهناك عملية تهجير قسري مستمرة يوما بعد يوم، وهناك عملية أخذ أراضي للفلسطينيين وكلها تمر في إطار بناء عشرات بل مئات المستوطنات، لقد لاحظنا كيف أن أشياء لا تمر جزافا بتأتي في نوع من السياق والإستراتيجية الممنهجة يعني كيف يعقل أن يأتي بناء هذا الكنيس متزامنا في وقت أعلنت فيه حكومة نتنياهو وهي تتحدى حليفتها الولايات المتحدة مع زيارة نائب الرئيس الأميركي بايدن لتعلن عن بناء 1600 سكن في إطار مستوطنات جديدة في قلب القدس الشرقية التي اعتبرها المجتمع الدولي ككل جزءا من الأراضي الفلسطينية المحتلة التي ينبغي أن تكون أساس قيام الدولة الفلسطينية القابلة للحياة.

إعلان

خديجة بن قنة: طيب دكتور محمد أمام خطورة كل هذا الكلام الذي ذكرته الآن، لجنة القدس أين هي من كل هذا؟

محمد تاج الدين الحسيني: بطبيعة الحال عندما نتحدث عن لجنة القدس نتحدث كذلك عن منظمة المؤتمر الإسلامي ونتحدث بالتالي عن البلدان الإسلامية، لا يمكن اليوم أن نتحدث عن إطار تنظيمي في هذا البلد العربي والإسلامي دون أن نتحدث عن وجود الدول، للأسف لم نتمكن في عالمنا الإسلامي من أن نخلق منظمات فوق وطنية تتوفر على إمكانيات اتخاذ القرار، المنظمات الدولية واللجان المنبثقة عنها ليست إلا انعكاسا لممارسة السيادة من طرف الدول الأعضاء وللأسف وأقولها بكل صراحة سيادة البلدان العربية والإسلامية سواء من خلال منظمة الجامعة العربية أو من خلال منظمة المؤتمر الإسلامي تبقى سيادتها مسلوبة في إطار تهافتات العولمة وما يحيطها من تحديات، هيمنة الولايات المتحدة كقطب أحادي في منطقة الشرق الأوسط وعلى مقاليد الأمور حتى بلداننا العربية الإسلامية وللأسف اليوم الشيء الوحيد الذي ننتظره من أمل هم أولئك المجاهدون المرابطون في المسجد الأقصى وحول القدس يستغيثون بأمتهم العربية الإسلامية وللأسف لا من مغيث.

خديجة بن قنة: إذاً ما حجم التحديات التي تمثلها هذه الخطوة بالنسبة للعرب والمسلمين وما هي الخيارات أمامهم للتصدى إلى كل ذلك؟ انتظرونا بعد الفاصل ولا تذهبوا بعيدا.

[فاصل إعلاني]

حجم التحديات أمام العرب والمسلمين وخياراتهم في مواجهتها

خديجة بن قنة: مشاهدينا أهلا بكم من جديد إلى حلقتنا التي تتناول أبعاد افتتاح كنيس يهودي في القدس والتحديات الماثلة أمام العرب والمسلمين. الشيخ رائد صلاح استمعت إلى الدكتور محمد تاج الدين الحسيني، لجنة القدس التي يرأسها العاهل المغربي محمد السادس لجنة لا حول ولا قوة لها، منظمة المؤتمر الإسلامي كلها من دول مسلوبة الإرادة والحرية، ننتظر معجزة إلهية؟

رائد صلاح: نحن دائما نؤمن بوجود المعجزات الإلهية ولكن نحن بإرادتنا كمسلمين وعرب وفلسطينيين يجب أن نجسد من إرادتنا معجزة إلهية لنصرة القدس والمسجد الأقصى المحتلين، ولكن السؤال كيف؟ في تصوري هذا يجب أن يطرح على كل واحد منا ويشغل تفكيره في هذه الأيام، ولن أسرق كل الوقت حتى أجيب على هذا السؤال ولكن بكلمات معدودة أقول من راقب الإعلام الاحتلالي الإسرائيلي هذا اليوم ماذا حاول الإعلام الاحتالي الإسرائيلي أن يقول علانية كان يدعي أن الذي يعارض افتتاح كنيس الخراب هم السلطة الفلسطينية وحماس والحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني عام 1948، بطبيعة الحال يقفز سؤال أين إذاً هم المسلمون؟ أين إذاً هم العرب على صعيد حكامهم وعلمائهم وأحزابهم وشعوبهم؟ في تصوري من هنا يبدأ الجواب على السؤال الذي طرحته، آن الأوان أن يعلن عن قرار رسمي وهذا أضعف الإيمان ولقاء الجامعة العربية في ليبيا فرصة ثمينة نادرة من أجل هذا الإعلان، أن يعلن بشكل واضح أن الاحتلال الإسرائيلي ما دام يحتل القدس والأقصى وهما الحق الإسلامي العربي بالإضافة إلى أنه حق فلسطيني فهذا الاحتلال بات يعلن حربا على كل ما هو مسلم وعربي وفلسطيني، ومن حق هذا العالم الإسلامي والعربي أن يدافع عن نفسه، أنا في تصوري نحن نحتاج في الأساس إلى هذا الإعلان الرسمي ليصدر عن اجتماع للجامعة العربية أو ليصدر عن اجتماع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، نحن نحتاج إلى هذا الإعلان، فرق كبير جدا بين أن يعتبر الاحتلال الإسرائيلي نفسه يواجه دائرة السلطة الفلسطينية وحماس والحركة الإسلامية أو أن يلاحظ على أرض الواقع وبشكل رسمي وبشكل واضح صريح أنه يواجه مواجهة فعلية مليار ونصف مليار مسلم وعربي وفلسطيني، من الذي يقرر هذا الفرق؟ بصراحة نحن نحتاج إلى بيان رسمي وأطمع أن يكون ذلك في مؤتمر الجامعة العربية في ليبيا.

إعلان

خديجة بن قنة: ربما الشيخ رائد صلاح هنا المسؤولية لا تكون فقط مسؤولية الدول ربما على هؤلاء المليار ونصف مسلم خصوصا عندما نعلم أن الكنيس كنيس الخراب تم تمويله من طرف الحكومة الإسرائيلية وأيضا من طرف يهود العالم الذين يتبرعون لبناء هذه المعابد والكنس، أليس كذلك؟

رائد صلاح: هذا كلام سليم 100% وأنا أوافق 100% ولذلك لا زلت أؤكد أن مشروع كنيس الخراب ما كان مشروعا لمؤسسة أهلية ذات عناصر معدودة، هو مشروع من ضمن مشاريع نفس الاحتلال الإسرائيلي، هذا أولا، ثانيا أنا أوافق أننا بحاجة إلى صوت الجماهير المسلمة والعربية ولذلك أنا قلتها ولا زلت أقولها متمنيا، القدس والأقصى المحتلان يستغيثان يرجوان يطمعان من الجماهير المسلمة والعربية أن تنهض لهما كما نهضت مشكورة عند الحرب التي قام بها الاحتلال الإسرائيلي على أهلنا في قطاع غزة، لا شك أن هبة الجماهير المسلمة والعربية كان لها تأثير كان لها أثر على مجريات النهاية التي تتوجت في نهاية الأمر بصمود مليار ونصف مليار فلسطيني محاصر أمام آلة الحرب الإسرائيلية المدعومة أميركيا، الآن القدس والأقصى في نفس الوضع يحاصران يهددان بالدمار يهددان بالتهويد، يهدد الأقصى بالإزالة وبجانبه مليار ونصف مليار مسلم وعربي وفلسطيني كلنا أمام الحقيقة الآن، كلما أمام الحقيقة، هل نحن صادقون مع القدس والأقصى أم لا؟ هل نحن نريدهما أم لا؟ هل نحن نقول صادقين إننا نرفض الاحتلال الإسرائيلي أم لا؟ هذه أسئلة تحتاج إلى جواب عملي، الجواب العملي لن يكون إلا بهبة جماهيرية مسلمة عربية في كل أنحاء الدنيا تقف في وجه الاحتلال الإسرائيلي.

خديجة بن قنة: دكتور محمد الحسيني هذه الهبة وهذا الجواب العربي هل هو ممكن بناء على المعطيات المعروفة، معطيات الواقع العربي والإسلامي اليوم؟

محمد تاج الدين الحسيني: هو ممكن بالتأكيد لكن علينا أن نميز بين شيئين، الموقف الرسمي والموقف الشعبي، لحد الآن الموقف الرسمي أثبت عجزه المطلق عن مواجهة ما يقع، أعطيكم مثالا على ذلك، إسرائيل قامت بتقسيم المسجد الإبراهيمي في الخليل وأكثر من ذلك ذهبت بعيدا في أن أدرجت كل من الحرم الإبراهيمي وكذلك مسجد بلال أدرجتهما معا ضمن التراث الإسرائيلي اليهودي ومع ذلك لم نحرك ساكنا في عالمنا الإسلامي العربي، بل إن الحكومة الإسرائيلية ونتنياهو يفتخر اليوم بأنه بعد أن قامت إسرائيل بتلك الخطوة لم تتلق أي انتقاد من طرف أي رئيس في أي دولة في العالم العربي، إذاً إسرائيل تسير الآن وبقوة نحن تطبيق نفس المنهج على المسجد الأقصى، يجب ألا ننسى أن هناك شبكة من الأنفاق التي أقيمت تحت المسجد الأقصى تتضمن كنيسات وعدة متاحف وعدة أماكن للتدين إلى آخره وهذا في حد ذاته اقتلاع للمسجد من جذوره، أكثر من هذا يمكننا أن نلاحظ اليوم أن ردود الفعل لا يمكن أن تتحقق في ظل هذه الفرقة الفلسطينية، كيف يمكن أن نتصور أن الفلسطينيين لم يتمكنوا من تحقيق أي شيء تحت رئاسة المرحوم ياسر عرفات وفي ظل حركة موحدة، اليوم موزعون إلى ما يشبه الدولتين، أكثر من هذا العالم الإسلامي والعربي ربما تعنيه قضايا أخرى وحتى السلطة الفلسطينية مهتمة باستقبال المبعوثين الأميركيين في عين المكان للتباحث حول طرق السلام غير المباشر لذلك أظن أنه إذا كان هناك مسار رسمي قد عرف الفشل فالوسيلة الوحيدة هي أن تتحرك الشعوب العربية عبر الجماعات الأهلية من أجل مناصرة قضية القدس وقضية فلسطين وأؤكد على أن بناء الكنيس لم يتم بأموال رسمية جزء منها الدولة فقط وخمسة ملايين مساعدات.

إعلان

خديجة بن قنة: شكرا جزيلا لك الدكتور محمد تاج الدين الحسيني أستاذ القانون الدولي بجامعة محمد الخامس كنت معنا من الرباط وأشكر أيضا من الناصرة الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في داخل الخط الأخضر، شكرا لكم أطيب المنى وإلى اللقاء.

المصدر : الجزيرة