صورة عامة - ماوراء الخبر 16/12/2010
ما وراء الخبر

تباين التقييمات الأميركية للوضع الأفغاني

تتناول الحلقة إعلان البيت الأبيض أن الإستراتيجية الأميركية في أفغانستان حققت تقدما، بينما أقر تقرير أعده البنتاغون بأن هذا التقدم يبقى هشا وأن فرص نجاح الحرب الأفغانية محدود.

– أسباب التباين في التقييمات الأميركية للوضع الأفغاني
– سيناريوهات المستقبل وخيارات الولايات المتحدة وحلفائها

حسن جمول
حسن جمول
لاري كورب
لاري كورب
حبيب حكيمي
حبيب حكيمي
منذر سليمان
منذر سليمان

حسن جمول: أعلن البيت الأبيض أن الإستراتيجية الأميركية في أفغانستان حققت تقدما في الحرب على حركة طالبان وتنظيم القاعدة وبينما أقر التقرير الذي أعده البنتاغون وقدمه للرئيس أوباما بأن هذا التقدم يبقى هشا أكد تقرير سري لأجهزة الاستخبارات الأميركية أن فرص نجاح الحرب الأفغانية محدودة. نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسيين، ما تفسير هذا التباين بين الأجهزة الاستخباراتية والبنتاغون في تقييم حرب أميركا في أفغانستان؟ وما هي الخيارات المتبقية لدى الولايات المتحدة وحلفائها لحسم هذه الحرب في ظل هشاشة نتائجها؟… ها قد مر عام على إستراتيجية الرئيس باراك أوباما لإلحاق الهزيمة بطالبان والقاعدة وها هو اليوم يعلن حصادها، جيش الدولة الأقوى في العالم يوقف اندفاع مقاتلي طالبان مستعينا بـ 47 دولة هو أقل من نجاح وأحسن من فشل، اختار جنرالات أوباما أن يسموه تقدما لكنهم لم ينسوا أن يلحقوا به من الأوصاف ما يفرغه من مضمونه ويعيد أطول حروب أميركا إلى المربع الأول في بلد قد يقدم التاريخ دليلا آخر على أنه بالفعل كمين الغزاة.

[شريط مسجل]


باراك أوباما/ الرئيس الأميركي: التقدم يسير ببطء وبثمن باهظ يدفعه جنودنا، في أماكن كثيرة التقدم الذي أحرزناه لا يزال هشا لكن لا مجال للشك في أننا أخلينا مناطق عديدة من سيطرة مسلحي طالبان، لذلك وحتى يتمكن الأفغان من استلام زمام الأمور سنكثف عملنا على تدريبهم بهدف زيادة القدرات الأمنية للقوات الأفغانية.

[نهاية الشريط المسجل]

حسن جمول: وينضم إلينا للنقاش من كابل الكاتب الصحفي الأفغاني حبيب حكيمي ومن واشنطن الدكتور منذ سليمان مدير مركز الدراسات الأميركية والعربية في واشنطن، وكذلك أيضا ينضم إلينا الباحث والمحلل في شؤون الأمني القومي الأميركي من واشنطن أيضا لاري كورب مساعد وزير الدفاع السابق والخبير في مركز التقدم الأميركي. لكن مشاهدينا قبل أن نبدأ النقاش نتوقف مع هذا التقرير لإلقاء مزيد من الضوء على الواقع العسكري في أفغانستان.

[تقرير مسجل]

أمير صديق: ساعات قبل أن تعلن الإدارة الأميركية تقييم العام الأول من الإستراتيجية التي يشرف على تنفيذها في أفغانستان يبدو باتريوس كمن أنجز المهمة وتفرغ للتوقيعات التذكارية والتقاط الصور مع المعجبين، بينما الرجل يخفي ولا بد قلقا سببته أخبار غير سارة عن خطأ جديد ارتكبته قواته وراح ضحيته أربعة جنود من القوات الأفغانية التي يراهن باتريوس وإدارته على اكتمال جاهزيتها حتى يتمكنوا من الخروج أخيرا مما بات يعرف بالمستنقع الأفغاني. في أنباء اليوم الذي تتحدث فيه الإدارة الأميركية عن تقدم في أفغانستان هناك أيضا مقتل نحو عشرين مدنيا أفغانيا بلغم أصاب سيارتهم غربي أفغانستان، لم تتسبب القوات الأجنبية في قتل هؤلاء كما فعلت من آلاف سابقين ولكن الحادث في حد ذاته ينبئ عن واقع أفغانستان بعد تسع سنوات من الغزو والوجود الأجنبي على أراضيها، ورغم أن إدارة أوباما تبدو وكأنها تريد التحلل من تبعات إدارة بوش في أفغانستان في تركيزها فقط على ما حدث منذ تطبيق إستراتيجيتها هناك أواخر العام الماضي إلا أن الواقع على الأرض لا يسعفها حتى في هذه المحاولة التي يتفق الكثير من المحللين على أن هدفها هو التمهيد لخطة الانسحاب من مأزق أفغانستان، فتقارير المنظمات الدولية تشير إلى أن عدد القتلى المدنيين والعسكريين في أفغانستان بلغ مستويات قياسية خلال عام 2010 فقد فقدت القوات الأجنبية في عام إستراتيجية أوباما نحو سبعمئة جندي وهي أكبر خسائر في الأرواح تتكبدها هذه القوات منذ سقوط طالبان عام 2001، أما القتلى المدنيون فتظهر إحصاءات الأمم المتحدة أن نحو 1300 منهم سقطوا في أفغانستان خلال النصف الأول فقط من العام الحالي وهو ما يفوق نسبة 21% من عدد القتلى في نفس الفترة عام 2009. بيد أن الموت ليس السبيل الوحيد لدفع ثمن التردي في أوضاع أفغان ما بعد الغزو الأميركي فقد حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن وصول المساعدات إلى من يحتاجونها أصبح الآن في أفغانستان أصعب منه في أي وقت مضى خلال الثلاثين عاما الأخيرة.

[نهاية الشريط المسجل]

أسباب التباين في التقييمات الأميركية للوضع الأفغاني


حسن جمول: ومباشرة نبدأ بالنقاش مع لاري كورب مساعد وزير الدفاع السابق والخبير في مركز التقدم الأميركي. سيد كورب التقدم بطيء بأثمان كبيرة، إنجازات هشة تحديات كبيرة وأيام صعبة، أين هو التقدم في المنطق العسكري في أفغانستان؟


لاري كورب: إن ما حدث من وجهة نظر عسكرية حدث في مناطق نقل إليها عشرات الآلاف من الجنود مثل مرجة وغيرها فتحسن الوضع الأمني ولو مؤقتا ولكن السؤال الحقيقي هو ماذا سيحدث عندما تنسحب هذه القوات لأن هذه القوات بالطبع لن تستطيع أن تبقى إلى الأبد وعلى القوات الأفغانية أن تتولى زمام السيطرة في الربيع القادم عندما تحاول طالبان العودة والسيطرة على هذه الأماكن.


حسن جمول: نعم ولكن يعني وأنت أتيت على ذكر مرجة تحدث بوضوح ماك كريستل عن أن قربة نازفة بمعنى أنه  لا شيء يمكن أن يوضع فيها ويبقى.


لاري كورب: مرة أخرى نقول من حيث مستوى العنف وأيضا من مستوى فتح المحال التجارية الوضع بالمقارنة أفضل من العام الماضي ولكن السؤال يطرح متى سيأتي القادة السياسيون الذين يحظون بدعم من الناس وهل طالبان ستعود؟ هل ستستطيع قوات الأمن الأفغانية السيطرة على الموقف بعد أن تنسحب القوات الأميركية قوات الحلفاء؟ الوضع بالطبع أبطأ مما اعتقده الجنرال ماك كريستل سابقا وما قاله الرئيس أيضا في المؤتمر الصحفي إن التقدم بطيء نوعا ما.


حسن جمول: سيد حبيب حكيمي الكاتب الصحفي الأفغاني من كابل، إستراتيجية طالبان في الصيف بدا أنها مختلفة من الشتاء واختار أوباما أن يتحدث عن مراجعة إستراتيجيته في الشتاء، هل هذا الأمر واقعي ميدانيا؟


حبيب حكيمي: بالتأكيد حركة طالبان تغير من إستراتيجيتها إلى حد ما نظرا للوضع الجوي ونظرا للوضع الجغرافي في أفغانستان لأن حركة طالبان بإمكانها التحرك بسهولة في فصل الصيف في المناطق الجبلية والوعرة في أفغانستان وغالبا لا تستطيع أن تتحرك كما تتحرك في الشتاء في هذه المناطق وحركة طالبان تتمركز في المناطق الجبلية والوعرة في أفغانستان، سقوط الثلوج في هذه المناطق يعيق كثيرا تحركات طالبان وغالبا مقاتلو طالبان يتمركزون في أماكن محددة ومعينة، ربما الإستراتيجية العسكرية الأميركية في فصل الشتاء تهدف إلى استهداف المراكز والقواعد العسكرية والتجمعات العسكرية لحركة طالبان..


حسن جمول (مقاطعا): ولكن فقط يعني إذا أردنا أن نتحدث عن الواقع الميداني ألا يمكن تسجيل ما يسمى بتقدم ما للقوات قوات الناتو والقوات الأميركية على طالبان؟


حبيب حكيمي: أنا أعتقد حديث الرئيس أوباما والإدارة الأميركية عن إحراز تقدم في أفغانستان تبرره الحاجة الأميركية إلى دعم الشعب في الولايات المتحدة لهذه الحرب في أفغانستان أكثر مما يبرره الواقع الميداني، نحن كمراقبين للأوضاع من الداخل وكمتابعين لكل ما يجري في الساحة الأفغانية أنا لا أرى هناك أي تقدم عسكري للقوات الأميركية وقوات التحالف في أفغانستان ضد مقاتلي طالبان في السنوات الماضية خاصة في السنتين الأخيرتين، حركة طالبان وسعت دائرة نفوذها في أفغانستان ودائرة هجماتها في أفغانستان لأن حركة طالبان نشطة في عدة مناطق في أفغانستان ومسيطرة على أجزاء واسعة من جنوب وشرق أفغانستان، الحديث عن التقدم..


حسن جمول (مقاطعا): نعم. هذه الصورة السيد حكيمي التي ترسمها ربما عبر عنها تقرير أجهزة الاستخبارات في الولايات المتحدة قبل هذا التقرير الذي أعلنه أوباما اليوم. دكتور منذر سليمان من واشنطن يعني لماذا هذا التباين ما بين التشاؤم والصورة القاتمة التي رسمها تقرير الاستخبارات وهذا التقدم البسيط الذي تحدث عنه أوباما في مراجعة إستراتيجيته اليوم؟


منذر سليمان: واضح أن هناك مراكز قوى داخل الولايات المتحدة حريصة على أن تستمر في تقديم ميزانياتها لها وتبقى في عملها ولكن في نفس الوقت يبدو أن مسؤولية الاستخبارات هي أفضل من غيرها في محاولة تقديم صورة أكثر صراحة وحقيقية للواقع وقريبة للواقع قياسا بوزارة الخارجية والبيت الأبيض أو حتى بوزارة الدفاع، لنتذكر أن تقرير وزارة الدفاع للكونغرس أشار إلى ازدياد العنف بنسبة حوالي 87% قياسا بالفترة الزمنية للستة أشهر التي تحدث عنها التقرير عن العام الماضي، إذاً الكلمة الفاصلة جاءت حتى في تعبير المراجعة التي قدمها أوباما أن التقدم الذي يزعمه هو تقدم هش وقابل للانعكاس بمعنى قابل للتبدل هذا يعني أنه يحاول أن يقدم صورة معقولة خاصة في الأشهر الأخيرة أنه بعض العمليات العسكرية خفت من قبل طالبان لكن في المجمل هناك اعتراف من القوى العسكرية والأمنية الأميركية ومن المراقبين بأن النشاط العسكري لطالبان كان أكثر عنفا وأكثر ازديادا في الفترة الأخيرة. أعتقد أن حسابات أوباما بالدرجة الأولى مرتبطة في حسابات الانتخابات الرئاسية القادمة، هو يحاول أن يعطي لكل الأطراف في الداخل الأميركي، طرف الحزب الجمهوري الذي أيد سياسته وطرف الحزب الديمقراطي الذي لا يؤيد سياسته يحاول أن يعطي الأطراف كليهما يعطيهم شيئا أنه سينسحب في تموز القادم..


حسن جمول (مقاطعا): نعم يعني كأنك هنا تجيب عن سؤال كنت سأطرحه ولكن أريد بعض التوسع فيه وهو الجمهور المخاطب، يعني من الذي يفرض على أوباما أن يقدم تقريرا للرأي العام وعبر وسائل الإعلام بهذا الشكل ومن هو الجمهور المخاطب بهذا التقرير ولماذا؟


منذر سليمان: هو بالتأكيد الجمهور الداخلي الأميركي أولا ولكن أيضا الجمهور الأفغاني الجمهور.. قوى حلف الأطلسي، الجمهور الإقليمي عموما ينظر إلى السياسة الأميركية ولكن بنفس الوقت أيضا الجمهور الباكستاني، علينا أن نتذكر أن المسرح الأفغاني لم يعد مسرحا منفردا أصبح هناك مسرح أفغاني باكستاني وإذا لاحظنا في المراجعة عملية إفراد كلام كثير وتحليل كثير على الوضع الباكستاني وإمكانية مساندته لأفغانستان، سيبقى أوباما أسير ما تقدم به بأنها هي حرب اضطرار، لم تعد الحرب في أفغانستان حرب اضطرار، كانت حرب انتقام في تقديري في المرحلة الأولى عندما أطلق بوش هذه الحرب وكان عليه بدل أن يستمر في هذه الحرب أن يعلن وهو على الأقل يحاول الآن ولو بصورة خجولة القول إن الهدف هو القضاء على القاعدة ويحاول أن يترك مسافة للحديث عن طالبان وإمكانية دخولها في السلطة أو في المصالحة السياسية ولكن هو يخاطب هذا الجمهور والجمهور في الولايات المتحدة يتنامى اعتراضه على الحرب عدا عن تنامي اعتراض الحرب على مستوى الرأي العام الدولي كله، لذلك هو في وضع حرج وأنا في تقديري لن يكون ناجحا في نهاية الأمر لأنه لا يوجد حل عسكري أمني في أفغانستان.


حسن جمول: إذا لا يوجد حل عسكري إذاً ما هي الخيارات المتاحة أمامه؟ هذا هو السؤال الذي سنطرحه في الجزء الثاني من حلقتنا تابعونا مشاهدينا بعد الفاصل.

[فاصل إعلاني]

سيناريوهات المستقبل وخيارات الولايات المتحدة وحلفائها


حسن جمول: أهلا بكم من جديد مشاهدينا في حلقتنا التي نناقش فيها مسار الحرب الأميركية في أفغانستان في ضوء تباين التقييمات لنتائجها. وأعود إلى لاري كورب من واشنطن مساعد وزير الدفاع السابق والخبير في مركز التقدم الأميركي، سيد كورب يعني وضع اللوم دائما على السلطات الأفغانية على الفساد على كرزاي على باكستان تحديدا هل في هذا المجال بوسع الولايات المتحدة أن تقدم أكثر مما تقدمه حاليا لتحسين الوضع الداخلي في أفغانستان وأيضا لتحسين أداء السلطات الباكستانية؟


لاري كورب: أعتقد أن ما تحتاج الولايات المتحدة إلى عمله هو تحديد نطاق وتضييق نطاق أهدافها في أفغانستان وأعتقد أن أوباما يفعل ذلك، علينا أن نضمن أن باكستان لن تصبح ملاذا للقاعدة ولا أفغانستان مصدر زعزعة لاستقرار المنطقة ويجب أن يكون هناك نوع من تقاسم السلطة في أفغانستان مع طالبان وإدخال كل دور الجوار بما فيها باكستان، أعتقد أن هذا هو أمر أساسي يجب أن يتم تعيينه وتقدير ما هي الأهداف الواضحة وليس صرف الطاقات على أمور أكثر نطاقا من ذلك.


حسن جمول: سيد حكيمي من كابل هل تعتقد أن طالبان بإستراتيجيتها الآن وبانتظارها لموعد الانسحاب سوف تقبل الدخول في عملية تفاوض لإعطاء نقاط للإدارة الأميركية؟


حبيب حكيمي: في الحقيقة جهود الولايات المتحدة الرامية للمفاوضات والمصالحة مع حركة طالبان خلال السنوات الماضية قد فشلت بالكامل وحركة طالبان لم تقتنع بالمحادثات المباشرة وغير المباشرة مع الولايات المتحدة ومع الحكومة الأفغانية لإنهاء الحرب في أفغانستان لأن حركة طالبان أولا تتحدث من موقف عسكري قوي وضاغط على الولايات المتحدة وحلفائها في أفغانستان والحكومة الأفغانية وبالتالي حركة طالبان تعتقد أنها في نهاية المطاف ستنتصر في هذه الحرب ضد الولايات المتحدة وحلفائها وهي تخوض حرب عصابات ضد الولايات المتحدة وحلفائها وحرب استنزاف وتعتقد في نهاية المطاف الولايات المتحدة تضطر إلى الخروج من أفغانستان ولذلك شاهدنا في الموقف السياسي لحركة طالبان في الآونة الأخيرة تحولا كبيرا بمعنى أنها بدأت تتحدث عن إدارة أفغانستان بعد خروج القوات الأجنبية في أفغانستان، وفي البيان الرسمي الذي صدر عن القيادة السياسية لحركة طالبان قبل شهور لأول مرة حركة طالبان بدأت تتحدث عن إدارة أفغانستان في المستقبل وعن علاقاتها مع دول جوار أفغانستان ومع المجتمع الدولي لأنها تعتقد في أنها تعود إلى الحقبة لذلك رفضت استمرار المفاوضات مع الحكومة الأفغانية والولايات المتحدة وعلى..


حسن جمول (مقاطعا): عفوا سيد حكيمي يعني لاري كورب سيغادرنا بعد دقيقة أريد أن أستفيد من وجوده فقط لسؤاله إذا كانت الولايات المتحدة قد فشلت حتى الآن في ضم طالبان إلى التفاوض، سيد لاري كورب ألا يعتبر هذا مؤشرا على فشل كبير في هذه الإستراتيجية الأميركية؟


لاري كورب: أعتقد أن الرئيس أوباما يحاول أن يفعل شيئين أولهما فرض ضغوط كافية على طالبان من خلال عمليات القوات الخاصة والضربات الجوية وأيضا الإعلان أن الولايات المتحدة لن تبقى إلى الأبد لأن طالبان كانت تحاجج بالقول إنها لن تتفاوض طالما أن القوات الأجنبية تبقى في البلاد، إذاً عندما تبدأ القوات الأميركية بالانسحاب هذا سيعطي طالبان حافزا للدخول في المفاوضات، نعم أنتم محقون بالقول وكما أوضحت الوزيرة كلينتون سنوات طويلة مرت وربما سيكون من المتعذر تحقيق الأهداف لكي نضمن أن القاعدة لن تعود إلى أفغانستان مرة أخرى.


حسن جمول: أشكرك جزيلا لاري كورب مساعد وزير الدفاع السابق والخبير في مركز التقدم الأميركي ولكن أبقى في واشنطن أيضا مع الدكتور منذر سليمان، دكتور منذ يعني في.. بعد هذه الصورة البانورامية إذا صح التعبير ما هي الخيارات الآن المتاحة أمام الولايات المتحدة في حربها في أفغانستان؟


منذر سليمان: أولا هناك فرق بين خيارات يفترض أن تستجيب للحاجة الموضوعية الواقعية وبين خيارات يتم بمحاولة فرضها أو محاولة تخيل أنها يمكن أن تنجح، يفترض بعد تسع سنوات من الحرب أن نصل إلى نتيجة أن تنصيب حكم لا يحظى بتأييد وإرادة الشعب الأفغاني أن هذا الأمر لن يكون أمرا سهلا ولن يؤدي إلى نتيجة، وعقدة عدم تحقيق أي مصالحة سياسية ناتجة عن الشروط المطروحة لهذه المصالحة بمعنى أن يفترض أن هذا الحكم القائم هو حكم شرعي وعلى طالبان أن تأتي وتأخذ حصة به، طالبان ليست ملتزمة بجداول زمنية لأية إدارة، هي موجودة على أرضها وستحارب طالما تستطيع أن تحارب من أجل أن تنال الاستقلال لأفغانستان، لذلك أعتقد أن المقاربة الحقيقة هي مقاربة اعتبار أن ما يجري في أفغانستان وما جرى بالاعتراف أنه نظام تم وضع نظام فاسد وعاجز وغير قادر والانتظار بأن هناك الآن حتى الآن هناك 362 ألف جندي ورجل أمن أفغاني يفترض تحت السلاح، والانتظار أنه خلال عام من الآن حتى تموز القادم يمكن الوصول إلى أربعمئة ألف ويعتقد في دوائر البنتاغون وداخل البيت الأبيض أن هذا كاف، أنا في تقديري المقاربة يجب أن تكون مقاربة حقيقية مع طالبان بأن يكون لها دور أساسي في الحكم ومصالحة حقيقية بإشراك أيضا إقليمي ودولي عبر الأمم المتحدة كما تم من الأساس المقاربة عبر الأمم المتحدة بأن يكون هناك تخل عن الموقف العسكري والمقاربة الأمنية والعسكرية والدخول فعلا في مقاربة سياسية حقيقية تصون للقوى الفاعلة على الأرض حجمها وموقعها.


حسن جمول: لكن بالمقاربة الأمنية سيد حكيم من كابل، المقاربة الأمنية تقول بتدريب وتجهيز القوات الأمنية الأفغانية ولكن برأيك الوتيرة التي تجري فيها هذه العملية والنتائج حتى الآن في هذا المجال هل تعتقد بأنها نتائج مبشرة فعلا حتى تسليم القوات الأمنية كامل المسؤولية في عام 2014؟


حبيب حكيمي: أولا وتيرة عملية بناء الجيش الأفغاني وقوات الأمن الأفغانية بطيئة جدا في أفغانستان وبالتالي أنا لا أعتقد أن المشكلة تكمن في أفغانستان في عدد الجيش الأفغاني وعدده إنما هناك مشاكل أخرى تضغط على الجيش الأفغاني وقوات الأمن الأفغانية وعلى الحكومة الأفغانية لتسلم المهام الأمنية في أفغانستان بعد خروج القوات الأجنبية، الآن الجيش الأفغاني في حقيقة الأمر انقسم إلى وحدات قومية لأن مشكلة الأقوام في أفغانستان مشكلة أساسية ولا يمكن للولايات المتحدة وحلفائها وللحكومة الأفغانية وأي جهة سياسية وقوى سياسية أخرى حل مشكلة أفغانستان دون مشكلة الأقوام في أفغانستان لأنها المشاكل التي تظهر على الساحة الأفغانية في هذه المرحلة هي مجموعة من المشاكل التي تراكمت في أفغانستان خلال العقود الماضية بل القرون الماضية إذاً مشاكل أفغانستان تكمن في أماكن أخرى أكثر مما تكمن في الوجود العسكري الأميركي في أفغانستان أو في وجود الحكومة الأفغانية، في اعتقادي عندما تخرج القوات الأجنبية من أفغانستان أو تخفض وجودها في أفغانستان، الجيش الأفغاني مباشرة ينقسم إلى وحدات قوية والآن هو فعلا انقسم الجيش الأفغاني إلى وحدات قوية وهذه الوحدات كلها باعتقادي  ستنضم إلى..


حسن جمول (مقاطعا): دكتور منذر أمام هذا الواقع هل تعتقد بأن أوباما سيفي بوعده ومواعيده فيما يتعلق بالانسحاب من أفغانستان؟ باختصار شديد.


منذر سليمان: هو سيحاول في تموز القادم أن يبدأ في بعض الانسحابات، التركيز الآن على الدعم الاقتصادي على التواجد الأمني، في حوالي ألف ومائة شخص مدني من الولايات المتحدة يحاولون أن يقدموا مساعدة للحكومة الأفغانية وفي عملية النمو الاقتصادي ولكن حتى في منطقة الجنوب حوالي ثلثين من الوظائف الشاغرة لا يتم ملؤها لأن الذين يرغبون في العمل يخشون من ردة فعل طالبان ضدهم، إذاً إذا لم يتم هناك نوع من الدخول في مصالحة سياسية حقيقية في تقديري كل سياسة وإستراتيجية أوباما ستكون فاشلة ومواعيده بالنسبة للانتخابات الرئاسية لن تكون ناجحة.


حسن جمول: شكرا لك دكتور منذ سليمان الباحث والمحلل في شؤون الأمن القومي الأميركي وأشكر أيضا حبيب حكيمي من كابل الكاتب الصحفي الأفغاني. شكرا لمتابعتكم مشاهدينا غدا بإذن الله قراءة جديدة في ما وراء خبر جديد إلى اللقاء.