ماوراء الخبر - الهدنة بين الحكومة اليمنية والحوثيين - صورة عامة
ما وراء الخبر

أسباب وتداعيات خرق الهدنة في صعدة

تتوقف الحلقة عند استمرار الاشتباكات بين القوات اليمنية وجماعة الحوثيين في محافظة صعدة بعد مرور أكثر من 48 ساعة على إعلان الهدنة رسميا على جبهة القتال.

– أسباب خرق الهدنة وفرص نجاحها
– التداعيات على الوضع الإنساني ودور التدخل الخارجي

 ليلى الشيخلي
 ليلى الشيخلي
 يحيى الحوثي
 يحيى الحوثي
فارس السقاف
فارس السقاف

ليلى الشيخلي: حياكم الله. نتوقف في هذه الحلقة عند استمرار الاشتباكات بين القوات اليمنية وجماعة الحوثيين في محافظة صعدة بعد مرور أكثر من 48 ساعة على إعلان الهدنة رسميا على جبهة القتال. نطرح في الحلقة تساؤلين، ما هي فرص صمود الهدنة المعلنة بين الحكومة والحوثيين في اليمن بعد اختراقها مرارا منذ توقيعها؟ وما هي تداعيات انهيار هذه الهدنة على الوضع الإنساني وكيف سيؤثر على فرص إيجاد حل للأزمة؟… بعد أكثر من يومين من الإعلان عنها تتأرجح الهدنة في محافظة صعدة بين الانهيار والصمود على وقع خروقات مستمرة يتقاذف طرفا القتال المسؤولية عنها دون إمكانية التحقق من مصادر مستقلة عن حقيقة الأمر، ومع تزايد حدة القتال في بعض الجيوب التي لم تعرف طعم الهدنة تتزايد المخاوف على احتمال استمرارها في هذا الجو المفعم برائحة الرصاص.

[تقرير مسجل]

نبيل الريحاني: تكافح هدنة صعدة للخروج باليمن من دوامة العنف المسلح ولو إلى حين فقد عاد كل من الحكومة اليمنية والحوثيون إلى تبادل الهجمات والتهم بخرق ساعات الهدوء القليلة التي ظفر بها المدنيون، اللجنة الأمنية اليمنية العليا اتهمت الحوثيين بإشعال القتال من جديد وتنفيذ إعدامات بحق نساء وأطفال بدعوى تعاونهم مع الجيش اليمني، تهم نفاها الحوثيون جملة وتفصيلا مؤكدين أن الحكومة لم تكن جادة في الهدنة وإنما أرادت منها كسب الوقت وإيصال الإمدادات العسكرية لقواتها والشروع بعد ذلك في موجة جديدة من الهجمات. على أي الأحوال تجددت الاشتباكات في مناطق الملاحيظ وحرف سفيان وقالت القوات اليمنية إنها صدت هجوما شنه الحوثيون وردت عليها بهجمات معاكسة ألحقت بهم خسائر فادحة على حد قولها، الحوثيون من جانبهم عرضوا صورا تتضمن آليات عسكرية حكومية قالوا إنهم دمروها أو استولوا عليها وأخرى تستعرض معدات عسكرية سعودية تثبت فيما يرون الدعم العسكري الذي تقدمه الرياض لصنعاء وهو الادعاء الذي تنفيه صنعاء وتطلق في مقابله اتهاما للحوثيين بتلقي الدعم من طهران. وفي ظل قلق إقليمي من تدهور الأوضاع في اليمن بدا أوضح لدى السعودية المجاورة لمناطق القتال وتحت وطأة منع كامل لوسائل الإعلام من تغطية مجريات الحرب تستمر الأوضاع الميدانية غامضة في صعدة عدا في جانبها الإنساني حيث تحدثت منظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة عن استمرار معاناة أزيد من مائة ألف نازح يحتاجون لقرابة أربعة ملايين دولار لتأمين القوت والملجأ لهم إلى حين تأذن التطورات بتسوية ما لا أحد يعلم إن كان الحسم العسكري هو من سيفرضها أم أن مبادرة سياسية ستتكفل بذلك.

[نهاية التقرير المسجل]

أسباب خرق الهدنة وفرص نجاحها

ليلى الشيخلي: معنا في هذه الحلقة من برلين يحيى الحوثي النائب في البرلمان اليمني والناطق باسم الحوثيين في أوروبا، من صنعاء معنا الدكتور فارس السقاف رئيس مركز دراسات المستقبل. أبدأ معك سيد يحيى الحوثي، مرارا وتكرارا طالبتم بالهدنة حصلتم عليها الآن والحكومة تقول إنكم خرقتموها، ما ردكم؟

يحيى الحوثي: بسم الله الرحمن الرحيم. ردنا على السلطة أنها أولا لم توقف عدوانها على الإطلاق من بعد إعلان تعليق العمليات العسكرية وحتى على مستوى الزحوفات في سفيان وفي المنزالة وغيرهما، فقرارها تعليق عدوانها لم ينزل إلى مستوى التنفيذ وإنما أرادت من خلاله الخداع العسكري والكيد الإعلامي واستغلال زيارة العطية لإيهام إخواننا بجديتها في وقف الحرب في محاولة يائسة لتسجيل انتصار يغطي هزائمها.


ليلى الشيخلي: يعني هذا هو الرد لديكم، يعني وأنتم لا تعترفون بأن لديكم مشاكل في الواقع في الداخل، لديكم انشقاقات لديكم مشكلة في الاتصال تمرير الأوامر للقيادات المحلية، ألا يلعب هذا دورا؟

يحيى الحوثي: لا يوجد لدينا مشكلة في الاتصال فإخواننا يستطيعون باتصال واحد أن يتواصلوا مع جبهات القتال بصورة تامة وقد فعلوا ذلك وأوقفوا الحرب من جهتهم وأوقفوا خططهم العسكرية ودعوا للنازحين في العودة إلى قراهم لكن السلطة رفضت عودة النازحين وواصلت استمرار عدوانيتها على المواطنين في كل المناطق.


ليلى الشيخلي: يعني الدكتور فارس السقاف سمعت ما قيل، يعني السلطة متهمة بأن العملية ليست إلا رفع عتب أو كما ذكر يحيى الحوثي كيد إعلامي لا أكثر ولا أقل.

فارس السقاف: أنا في اعتقادي أن الحوثيين قد أعلنوا ترحيبهم بهذه المبادرة، تعليق العمليات العسكرية، ولا داعي للتعلل بهذه المسائل، الآن نرى مستوى التنفيذ على مستوى الواقع والأرض وحتى نجنب المدنيين هذه المعاناة والمأساة، أنا أعتقد أن هذه الحرب السادسة هي الأكثر ضراوة من سابقاتها ولهذا كان الضاغط الأكبر والمؤثر على القيادة السياسية التي تجنح إلى السلم في هذه المسألة هي الأوضاع الإنسانية، إذاً في اعتقادي أن الخروقات التي حصلت الآن في هذا التوقيف للعمليات العسكرية هي إعادة تموضع للحوثيين لمكتسبات على الأرض يتوهمون أنهم حققوها وأعتقد أن الحوثيين اعترفوا أن البلاغ وصل متأخرا، هذا بتصريح منهم ولهذا تجاوزوا توقيف العمليات العسكرية واخترقوها وهذا باعترافهم واعتبروا أن الدولة استعجلت في تسجيل هذا الاختراق على الحوثيين بينما لم يصل الخبر إلا متأخرا.


ليلى الشيخلي: أنت ذكرت العنصر الإنساني يعني هذا أيضا يطرح السؤال لماذا لم تسمحوا للنازحين بالعودة لبيوتهم؟هذا هو الأمر الذي يأخذه الطرف الآخر عليكم يقول إنكم في الواقع تستعملون هذا الأمر كذريعة لتعزيز القوة العسكرية لديكم وهذا ما ستستمرون في فعله، فقط تستعملون الهدنة كغطاء.

فارس السقاف: المشكلة عند الإعلاميين والخطاب الإعلامي عامة أنه يتعامل كأنما هناك حرب بين دولتين، هذه دولة عليها مسؤوليات، إذاً عودة النازحين إلى منازلهم وإلى مساكنهم مسألة تتعلق بإجراءات طويلة وبالتنسيق مع منظمات دولية ومحلية، إذاً دعوة الحوثيين إلى عودة النازحين إلى منازلهم كأنما هم دولة من مسؤوليتهم هذا الأمر، هذه جماعة متمردة رفعت السلاح في وجه الدولة، حتى ما قيل من الحوثيين إن هذه الهدنة تستغلها الحكومة لنقل تعزيزات عسكرية كأنما هذه الدولة لا تعنيها، هذه ليست من أراضيها التي تبسط نفوذها وسيادتها عليها، هذه مهمة الدولة أن تنقل تعزيزات معدات لكنها ملتزمة بتعليق العمليات العسكرية ابتداء منها، أنا أعتقد أننا لا ندخل في التفاصيل ولا نلج في هذا اللجاج وهذا الجدل العقيم حول هذه المسائل من اخترق؟ من أوقف؟ من لم يلتزم بهذا الإيقاف؟ الآن على مستوى الأرض يجب أن ينفذ هذا الأمر رحمة بالمدنيين، لأوضاع النازحين.


ليلى الشيخلي: طيب بغض النظر -يحيى الحوثي- عمن خرق هذه الهدنة الجديدة يعني هل ترون فرصة حقيقية لاستمرارها مع ما يحدث الآن؟

يحيى الحوثي: على إيش؟


ليلى الشيخلي: هل ترون فرصة حقيقية لاستمرار هذه الهدنة، يعني الآن بغض النظر -كما قال الدكتور فارس- من يتحمل مسؤولية إيقافها ولكن في النهاية هناك أزمة يجب الخروج منها، هل هناك فرصة الآن بهذه الهدنة؟

يحيى الحوثي: نعم هناك فرصة لأن تلتزم السلطة بقراراتها، السلطة لا تلتزم بقراراتها وليس لديها خيار إلا الحرب وهي تصرح في وسائل إعلامها وفي خطاباتها بأنها لا خيار لها إلا الحرب وأنها ستحسم المسألة عسكريا..


ليلى الشيخلي (مقاطعة): ولكن يعني من السهل دائما توجيه الاتهام للطرف الآخر، السلطة في هذه الحالة هي من أعلن الهدنة وأنتم الآن في موقف تفسير كيف خرقت، على العموم بغض النظر عن هذا، هل هناك فرصة حقيقية؟ ما الذي ستفعلونه؟

يحيى الحوثي: طيب، بغض النظر عن الاتهامات المتبادلة خيارنا هو خيار السلام وندعو للسلام وندعو السلطة الآن بأن تعلن كما هو المتفق بينها وبين إخواننا أن تعلن وقف إطلاق النار أن تعلن وقف الحرب وأن تلتزم بهذا الإعلان وأن توجه الجيش بالتوقف فورا عن الحرب، إخواننا مستعدون للتعاطي مع هذا الأمر بصورة جدية وقد فعلوا ذلك، لقد يعني تعاملوا مع إعلان السلطة بتعليق العمليات العسكرية بصورة جدية مع أن الاتفاق كان على أساس وقف إطلاق النار وليس على أساس تعليق العمليات العسكرية، وكما قلنا أوقفوا خططهم العسكرية تماما أوقفوا إطلاق النار تماما ولكن السلطة هاجمت المدينة في صعدة -أهل المدينة- هاجمتهم وهاجمت ناس في آلا عمار واعترفت بذلك السلطة أنها هي التي هاجمت والآن نحن مع وقف إطلاق النار نحن مع السلم وندعو إلى السلام وندعو إلى التخلي عن العقلية العسكرية وانتهاك حقوق الإنسان وندعو إلى وقف ضرب المدن والقرى بالطيران مما أدى إلى النزوح الهائل وأن لا يكون المواطنون من حساباتهم العسكرية.


ليلى الشيخلي: يعني أنتم أيضا قمتم بهجوم في صعدة وفي قرية ذويب في مديرية حيدان بالتحديد قتلتم أكثر من عشرة أطفال وأعدمتم ست نساء كما ذكرت السلطة، ما هو ردكم على هذا الاتهام بالتحديد الذي صدر اليوم؟

يحيى الحوثي: هذا من الاتهامات السخيفة التي لا يقولها عاقل والمعروف أمام العالم من هو اللي بيقتل الأطفال ومن الذي يستخدم المواطنين للضغط على إخواننا المقاتلين ومن الذي يمتلك الطائرات ويضرب الأسواق في حيدان وفي صعدة وفي كل المناطق، وقد رأى العالم أطفالنا مقتلون أطفالنا منتهكة حقوقهم خائفون مشردون في الفيافي والقفار، هذه تهمة بائخة فاسدة من عقل فاسد.


ليلى الشيخلي: دكتور فارس السقاف يعني مثل هذه الاتهامات المتبادلة وهذه اللهجة هل ترى فعلا هناك فرصة حقيقية لإنجاح هذه الهدنة؟

فارس السقاف: نحن نقول وكما تقول أيضا الوقائع والدولة أعلنت وكان أعلن الحوثيون من قبل عن مبادرة وقف حرب وأعلنتها الدولة مؤخرا لكن يبدو أننا كما نستعيد مقولة درويش "لم تنته الحرب لكنه عاد، ذابلة بندقيته ويداه محايدتان" نحن الآن لا مشح في الألفاظ تعليق وقف المهم أنه على مستوى الواقع يجب أن تتوقف هذه الحرب وقد أبدى الطرفان هذا الميل لتوقيف الحرب، إذاً هذه الحرب السادسة التي اندلعت منذ 2004 ربما يعيب كثيرون على الدولة وعلى الرئيس علي عبد الله صالح أنه دائما كان يجنح للسلم وأنه تغاضى عن كثير من الأمور حتى وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه، لا نستطيع أن نتهم الرئيس علي عبد الله صالح أو الدولة أنها فرطت في هذا الجانب بحقوق الإنسان أو اعتدت على المواطنين، بالعكس هذا الذي يحدث الآن هو التخلي عن مهمات الدولة والدولة هي المكتسب الكبير للشعب بأكمله، ليست لعلي عبد الله صالح أو لفئة للحوثيين أو غيرهم من الجماعات أو من النخبة السياسية هذا مكتسب للشعب كله وهو الضامن لحقوق الإنسان، المحصلة النهائية التي يريد أن يصل إليها الحوثيون من مواصلة الحرب والتوسع والتمدد هي تفكيك الدولة وتفكيك الدولة معناها البديل الفوضى، الفوضى غير المقبولة، حتى لو كانت لنا انتقادات على الدولة وعلى أدائها، هذا المجال مجاله النضال السياسي السلمي الديمقراطي.


ليلى الشيخلي: طيب هذا ما سنطرحه يعني إذا ما انهارت هذه الهدنة كيف سيكون الوضع إنسانيا وسياسيا وأمنيا؟ نتابع المسألة بعد وقفة قصيرة أرجو أن تبقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

التداعيات على الوضع الإنساني ودور التدخل الخارجي

ليلى الشيخلي: أهلا بكم من جديد إلى حلقتنا التي تناقش مصير الهدنة المعلنة في جبهة القتال في صعدة. في الواقع يعني استمعنا إلى نبرة يعني تضفي كثيرا من التشاؤم على مستقبل هذه الهدنة، سيد يحيى الحوثي يبقى الثمن الأساسي في هذا الأمر كله هو العنصر الإنساني وما يحدث لأكثر من 150ألف نازح كما تقول أكثر من منظمة إنسانية، ما هو حجم يعني هذا العامل في تقرير ما سيحدث في المستقبل؟ يعني ألا يشكل عامل ضغط -نعود ونسأل هذا- ألا يشكل عامل ضغط على التسريع في التوصل إلى حل؟

يحيى الحوثي: يا أختي نحن ندعو السلطة إلى وقف الحرب والالتزام بذلك وندعوها فيما إذا أصرت على مواصلة الحسم على ما تقول والحرب ألا تستهدف الأبرياء من المواطنين والأطفال والنساء في القرى لأن ذلك هو سبب الأزمة في المنطقة والسلطة تستخدم المواطنين من أجل.. يعني تستخدم هذا الأسلوب بالتنكيل بالمواطنين من أجل الضغط على إخواننا في جبهات القتال، عندما تعجز عن مواجهة إخواننا في جبهات القتال تعود إلى المواطنين فتضربهم.


ليلى الشيخلي: نعم، كل هذا الكلام موجه للحكومة، أنتم ماذا يمكنكم أنت تقدموا لهؤلاء؟ يعني هؤلاء جزء من شعبكم، يعني ناس يهمونكم يعيشون في الخيام يتضررون مما يحدث، ماذا ستقدمون أنتم؟ لنترك الطرف الآخر.

يحيى الحوثي: نعم. يا أختي أولا النازحون أكثر مما تحدثت عنه المنظمات التي تحدثت عنها الدولية، المنظمات الدولية لم يتح لها الدخول إلى صعدة وإلى ما خلف مدينة صعدة، إلى الطالح وإلى ضحيان وإلى يسنم وإلى باقم وإلى مران وإلى رازح وإلى غمر ومنبه وكل تلك المناطق، كل الناس هناك نازحون لأن الطائرات استهدفت القرى والمساكن والأسواق، يا أختي أولادنا، أنا أهلي وأولادي في القفار، نحن يعني حزينون وهذا شيء صعب علينا جدا، نحن ندعو السلطة إما أن توقف الحرب وإما أن توقف ضرب المواطنين في بيوتهم وفي قراهم وتواجه القتال تواجه الرجال في جبهات القتال مش تواجه الأطفال وتقتلهم في البيوت والأسواق أو تكون دولة مسؤولة كدول العالم وتجنح إلى السلام وتدخل إلى المفاوضات وتلتزم بالاتفاقيات الموقعة بين الطرفين.


ليلى الشيخلي: دكتور فارس يعني ما هي مقترحات الحكومة اليمنية فعلا لإنقاذ هذا الوضع الإنساني المتردي واللي يزداد ضراوة يوما بعد يوم؟

فارس السقاف: توقيف أو تعليق العمليات العسكرية هو يهدف إلى هذا، تأمين الطرق لإيصال المساعدات والمؤن والأغذية والأدوية وأعتقد أن هذا هو الضاغط الأكبر رغم أن الدولة قد قالت إنها ستحسم هذا الأمر عسكريا وهذه ضغوط إنسانية وأعتقد أن الحسم العسكري الذي تعنيه لا يمكن أن يكون طبعا حلا عسكريا شاملا كاملا إنما تستكمل الجوانب الأخرى هي تريد أن تتعامل مع واقع موجود أن الحوثيين تمددوا وتوسعوا أظهروا تدريبا وتسليحا بما يوحي بأهداف أخرى يستبطنونها، فإذا تحركت الدولة تعاملت معهم كما تتعامل أي دولة مع جماعة متمردة. أنا أعود إلى السؤال المبتدأ ماذا يريد الحوثيون حقيقة؟ لماذا نتجاوز هذا الأمر ونقفز على كثير من الأسئلة؟ نقفز على هذا السؤال إلى أسئلة أخرى ولا نطرح ماذا يريد الحوثيون، كيف كانت صعدة محافظة السلام قبل ظهور هذه الجماعة؟ لماذا هذه المشكلة؟ لماذا هم يفرضون تواجدهم وتمددهم؟ ماذا يريدون؟ هذه حركة لا نعرف ماذا تريد، أنا أريد أن يكون لديها..


ليلى الشيخلي (مقاطعة): يعني ربما هذا انتقاد نسمعه كثيرا ونقرأ عنه كثيرا في الصحف والتحليلات..

فارس السقاف: نعم، نعم، إذاً هذه المسببات، المسببات يعني.


ليلى الشيخلي: سيد يحيى الحوثي دائما يعني يعاد هذا السؤال، أنتم غير واضحين في تحديد ما الذي تريدونه بالضبط هل تريدون أن تكونوا حزبا سياسيا؟ ما الذي تريدونه بالضبط؟

يحيى الحوثي: يا أختي نحن نريد ألا يقتلوا الأطفال ولا النساء في القرى نريد ألا يضربوا الأسواق والقرى بالطائرات والصواريخ، يتقوا الله في الأطفال، وليس هناك دولة كما يقول إن واجب الدول ليس هناك دولة في العالم الآن بتقتل شعبها والناس لم يقيموا لهم أبدا في العالم دولة لكي تقتلهم وهذه السلطة سلطة دموية لا تعرف السلام منذ أن حكمت وهي سلطة دموية، نحن نطالب أن يكون المواطنون بمنأى عن الحسابات العسكرية ونطالب بتنفيذ الاتفاقيات فإذا نفذت الاتفاقيات انتهت المشاكل أو أن توقف الحرب وتدخل مع إخواننا في حوار ويعم السلام وتنتهي المشكلة، يعني أما قضية التهديد ونحن سنقتل ونحن سنسحقهم وسنبيدهم ويستخدمون الفوسفور ويستخدمون كل قواهم العسكرية ضد الأطفال في القرى هذا شيء غير معقول وهذا شيء غير إنساني، ليكونوا أحرارا وليكونوا رجالا يعني يقفوا أمام الرجال لا يذهبوا إلى الأطفال والنساء يقتلوهم في القرى والأسواق أو يلتزموا إذا هم دولة تلتزم بالقوانين وبالاتفاقيات وتكون دولة مؤسسات، نحن مطالبنا الأمن والسلام ليس لنا مطلب شيء آخر إلا هذا الأمن والسلام والحرية..


ليلى الشيخلي (مقاطعة): طيب دكتور فارس السقاف حتى هذا الكلام يعني يكرر كثيرا ويمكن لكل طرف أن يقول بما أنه أنتم تحملون السلاح فهذا الكلام سنظل ندور في حلقة مفرغة فيه إذا استمرينا فيه، دكتور فارس السقاف لنتحدث عن تأثير العالم الخارجي أيضا هذا من الأمور التي تتكرر، كل طرف يشير إلى دولة بعينها، تأثير العامل الخارجي هنا في مصير مستقبل الهدنة والسلام بشكل عام في صعدة؟

فارس السقاف: هو كمنشأ أي نزاع في العالم يبدأ محليا وقطريا ثم عندما يتطور ويمتد لسنوات تتدخل العوامل الخارجية وتبدأ تظهر على الخط وهذا ما حصل في قضية اليمن، الحوثيون لأنه غير واضح ماذا يريدون نحن نقول دائما إنهم ربما يستبطنون في أهدافهم النهائية شيئا آخر وهو يتكلم عن نتائج ولا يتكلم عن السبب، يتكلم عن العرض ولا يتكلم عن الجوهر، يعني الآن ما يحدث من حرب وتقتيل ومعارك عسكرية ولها أضرار والحرب لها أوزارها لا شك هذه نتائج، ما هو السبب إذاً؟ ما الذي أدى إلى ذلك؟ نحن نريد أن نقول إنه عندما ظهرت الحوثية هي التي أدت إلى هذه النتيجة، إذاً ماذا يريدون حتى نستطيع أن يسلكوا سبيل السلم والطريق السلمي؟ العامل الخارجي الآن تقول الدولة أن هناك يقف وراء الحوثيين الطرف الإيراني والآن ملحقا تكلم الحوثيون عن أن الدول الخليجية وفي الأساس في رأس الحربة المملكة العربية السعودية وراء هذا الأمر، أنا أعتقد أن السعودية تدخلها أو دول الخليج هو من باب القلق على الأوضاع التي وصلت إلى تخوم الحدود مع هذه الدول وهي تنظر إليها على أنه ضرر سيلحق بالجميع، أما إيران فقد اعترفت المؤسسة الرسمية أن هناك دعما من الحوزات من المرجعيات من الملالي ونحن لا نستطيع التفريق بين هذين الأمرين، وظهر من الحوثيين أنهم بتوسعهم بتدريباتهم بالتسليح الجيد هذا كله يدل على أن هناك عاملا خارجيا، ربما الحديث عن هذا الأمر تختلط فيه كثير من الأمور وتتماهى ولا شك أنه ليس لدى الواحد الإنسان المراقب إثباتات أكيدة لكن ربما مجرد قرائن لكن العامل الخارجي سيتدخل وربما يراد لهذا النزاع أن يدول وهذا ليس من مصلحة اليمن ولا من مصلحة الحوثيين ولا من مصلحة الشعب اليمني بأكمله.


ليلى الشيخلي: أشكرك دكتور فارس السقاف رئيس مركز دراسات المستقبل من صنعاء، وشكرا جزيلا ليحيى الحوثي النائب في البرلمان اليمني والناطق باسم الحوثيين من برلين، وشكرا لكم مشاهدينا الكرام لمتابعة هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعيم، بإمكانكم كالمعتاد المساهة في اختيار مواضيع الحلقات القادمة بإرسالها على عنواننا،
indepth@aljazeera.net
في أمان الله.