
صفقة جديدة لتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل
– ملامح الصفقة والشروط المطروحة فيها
– معوقات وفرص إتمام الصفقة
![]() |
![]() |
![]() |
خديجة بن قنة: مشاهدينا أهلا بكم. نتوقف في حلقتنا اليوم عند تقارير إخبارية أشارت إلى اتصالات جارية على قدم وساق برعاية مصرية ووساطة ألمانية من أجل إتمام صفقة تبادل للأسرى بين حماس وإسرائيل يفرج بموجبها عن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاط شاليط مقابل تحرير مئات الأسرى الفلسطينيين. وفي حلقتنا محوران، ما هي ملامح الصفقة الجديدة وأين وصلت المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين؟ وما هي فرص نجاح هذه الصفقة في ضوء ما سمي الحراك الجدي لإنجازها؟… ذكرت مجلة ديرشبيغل الألمانية أن الوسيط الألماني لحل أزمة الجندي الإسرائيلي جلعاط شاليط الذي تحتجزه حركة حماس منذ ثلاثة أعوام تقدم باقتراح محدد لإنهاء الأزمة، ووفقا لمعلومات المجلة فإن الاقتراح ينص على أن تطلق إسرائيل سراح 450 فلسطيني من السجون الإسرائيلية مقابل الإفراج عن شاليط، لكن كل من حماس ونتنياهو نفيا أن تكون صفقة التبادل على وشك التنفيذ.
[تقرير مسجل]
نبيل الريحاني: ربما يكون الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاط شاليط قاب قوسين أو أدنى من الحرية، ذاك ما تقوله معلومات نشرتها صحيفة ديرشبيغل الألمانية أكدت فيها أن صفقة تبادل للأسرى تطبخ بوساطة ألمانية كتومة بين إسرائيل وحركة حماس، وصفت الصحيفة المهمة الألمانية بالصعبة إلا أنها ذكرت مؤشرات تدل بحسبها على أن الطرفين أبديا استعدادا مبدئيا لطي هذا الملف خاصة وأن التدخل الألماني جاء هذه المرة بطلب من إسرائيل. تتضمن الصفقة المرتقبة في حال كتب لها أن ترى النور خارطة طريق تبدأ بإطلاق إسرائيل لمئات الأسرى الفلسطينيين لتفضي بعد ذلك إلى تسليم شاليط إلى القاهرة ومن ثم تطلق إسرائيل تحت عنوان البادرة الإنسانية عددا لم يحدد بعد من الأسرى الفلسطينيين، وهو ما سيعني نجاحا ألمانيا على الجبهة الجنوبية لإسرائيل هذه المرة. غير أن الصحيفة وإن سجلت أجواء التفاؤل التي أحاطت بزيارات الوسيط الألماني إلى كل من تل أبيب والقاهرة ودمشق فإنها اعترفت بالمقابل بما يعترضها من مصاعب جمة تبدأ بموازاة الجهد الألماني لوساطة مصرية فاشلة إلى حد الآن ومنها أيضا حسابات ضاغطة تقود طرفي الصفقة في موقفهما من الوساطة، فحكومة حماس المحاصرة تبحث من جهتها عن اعتراف دولي بوجودها ومطالبها خاصة بعد حرب غزة التي كان أسر شاليط واحدا من أهم أسبابها بينما تبتغي إسرائيل اتفاقا لا تجني حماس منه أي مكاسب سياسية. عند هذا المحور بالذات دار بحسب بعض التسريبات اشتباك تفاوضي غير مباشر موضوعه تحديد عدد ومواصفات من يعنيهم الاتفاق، إذ أن حماس تشترط أن يشمل الاتفاق كل من مروان البرغوثي وأحمد سعادات وهو ما ترفضه إسرائيل لما فيه من إحراج للسلطة الفلسطينية -فيما يراه متابعون- بيد أن المشكلة الأهم الآن تتمثل في نفي كل من حماس ونتنياهو تحقيق أي اختراق في هذا الاتجاه مما يضع الصفقة كلها في مهب التوقعات المتناقضة فالبعض يراها مجرد حمل كاذب في حين يجد آخرون في نفي الجانبين دليلا إضافيا على أن أيام شاليط والأسرى الفلسطينيين في المعتقل باتت بالفعل معدودة.
[نهاية التقرير المسجل]
ملامح الصفقة والشروط المطروحة فيها
خديجة بن قنة: ومعنا في هذه الحلقة من غزة الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف المتابع لهذه القضية، ومعنا من القدس الإعلامي الإسرائيلي مائير كوهين أهلا بكما. أبدأ معك السيد مصطفى الصواف اليوم نسمع باتصالات من خلال ما نشر على ديرشبيغل الصحيفة الألمانية أن هناك اتصالات ومفاوضات غير مباشرة ووساطات من أجل صفقة تبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، ما ملامح هذه الصفقة؟
مصطفى الصواف: يعني أنا باعتقادي ما صرحت به الصحيفة الألمانية ليس بجديد فقد أكد ذلك الرئيس المصري حسني مبارك في واشنطن عندما قال إن هناك وسيطا ألمانيا، وهذه حقيقة أقر بها الجميع سواء الجانب الفلسطيني أو الجانب الإسرائيلي كما أقر بها الجانب المصري. أما عن ملامح الصفقة فأنا باعتقادي أنه منذ لحظة أسر الجندي وما تقدمت به حركة حماس والقوى الآسرة كانت واضحة جدا في شروط الصفقة التي قدمتها إلى الجانب الإسرائيلي الذي راوغ حتى الآن في الاستجابة لهذه الشروط، ولكن بعد أن استنفدت مصر كل جهودها لم يبق أمامها إلا الاستعانة بوسيط ألماني كي يقوم بعمليات ضغط على الجانب الإسرائيلي خاصة وأن مجيء الوسيط الألماني أيضا جاء بموافقة إسرائيلية، فلذلك هذه صفقة محددة المعالم محددة الكيفية محددة النوعية التي سيتم الإفراج عنها والتي طالبت حركة حماس بالإفراج عنها ولا أعتقد أن حماس تنازلت عن هذه الشروط وهي لا زالت متمسكة بها وهو أن يتم الإفراج عن كافة المعتقلين أصحاب الأحكام العالية والذين أمضوا أكثر من عشرين عاما داخل السجون وهذا باعتقادي يقع ضمن ما يسمى بـ450 أسيرا فلسطينيا كشرط أول أو كدفعة أولى من عملية الإفراج، وباعتقادي أن هذا الشرط هو الذي لا زالت حركة حماس تقف أمامه وإسرائيل تماطل في هذا المجال ولكن على ما يبدو أن الجانب الإسرائيلي بعد أن استنفد كل ما لديه من طاقة بدأ يسلم ببعض شروط المقاومة وربما الأيام القادمة تكشف عن بعض هذه الخبايا..
خديجة بن قنة (مقاطعة): مائير كوهين هل فعلا الأمر كذلك إسرائيل بدأت تسلم ببعض شروط المقاومة؟ يعني نشعر كأنها تنتظر الآن تنتظر موقفا ما من حماس، كيف يُفسر هذا الصمت الإسرائيلي؟
مائير كوهين: هو طبعا الصمت الإسرائيلي هو نتيجة لتعتيم واسع النطاق على المستوى الرسمي الإسرائيلي وعلى مستوى المسؤولين للحصول على درجة عالية من السرية وعدم تسريب أي معلومات في هذا الموضوع، رئيس الوزراء استبعد في جلسة الحكومة الأسبوعية إمكانية حدوث انطلاقة في الأيام القريبة طبعا نافيا كل هذه المعلومات التي تروجها حماس من أجل التأثير على الرأي العام الإسرائيلي لكي يؤثر بدوره على الحكومة الإسرائيلية لتقديم تنازلات هذا بحسب التقديرات الإسرائيلية، الواضح هو أن هناك فعلا حراكا جديدا وأن هناك فعلا مناخا جديدا وهذا المناخ الإيجابي هو بيعود إلى أنه إلى جانب جهود الوساطة المصرية دخلت على الخط جهود الوساطة الألمانية وهذا في حد ذاته أمر إيجابي للاعتبارات التالية، أولا أن ألمانيا لها خبرة في صفقات تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس ونجحت في ذلك، ثانيا أن المخابرات الألمانية على درجة عالية من الكفاءة والمهنية العالية ومن هنا فإن الوسيط الألماني الذي على كفاءة عالية هو الآن في مرحلة أو في طور يعني معرفة الأسباب التي أدت إلى فشل الصفقة مع حماس وبدوره سيقوم بطرح المبادرات..
خديجة بن قنة (مقاطعة): نعم لكن السؤال هل سلمت..
مائير كوهين (متابعا): ومن هنا فإنه من السابق لأوانه..
خديجة بن قنة: سؤالي تحديدا سيد مائير، هل فعلا إسرائيل تكون قد سلمت بشروط حماس ووافقت عليها؟
مائير كوهين: هو إسرائيل يعني بحسب المفاوضات التي تم إجراؤها مع الحكومة السابقة برئاسة إيهود أولمرت وضعت خطوطا حمراء فيما يتعلق بعملية الإفراج عن كافة المعتقلين الذين تتطالب بهم حماس مثل عبد الله البرغوثي وأحمد سعادات، فريد الشوبكي وكل من أيديهم ملطخة بالدماء، هناك مسؤولية أخلاقية بالنسبة لإسرائيل لإعادة الجندي الإسرائيلي ولكن هناك تساؤلات وعلامات استفهام هل بكل ثمن يتم إعادته؟ وهذا هو طبعا بيت القصيد.
خديجة بن قنة: طيب سيد مصطفى الصواف استمعت إلى ما قاله مائير كوهين، يعني من الـ 450 أسيرا الذين تطالب حماس بالإفراج عنهم إسرائيل تتحفظ على عدد منهم وكما قال مائير كوهين من تلطخت.. من سماهم بالملطخة أيديهم بالدماء، هناك تحفظ على 125 منهم، عشرة تعتبرهم إسرائيل من الوزن الثقيل أو بالتعبير الإسرائيلي بقتلة كبار ترفض طبعا رفضا قاطعا الحديث عنهم أو الإفراج، تسليمهم والإفراج عنهم، 115 أسيرا تحاول التفاوض لإبعادهم خارج الأراضي الفلسطينية ربما سوريا ربما السودان ربما دولة أخرى، إلى أي مدى يمكن لحماس أن تقبل بهذه الشروط؟
مصطفى الصواف: يعني أنا باعتقادي أن حماس قدمت شروطها ولن تتنازل عنها لأن الشعب الفلسطيني دفع ثمنا كبيرا لإتمام هذه الصفقة، وهذه التفصيلات التي تتحدثين عنها أو ربما الجانب الإسرائيلي يطرحها باعتقادي لن تحقق شيئا ولو كانت حماس ستقبل بما تطرحه أو يطرحه الجانب الإسرائيلي لحلت القضية في زمن أولمرت ولكن إصرار حماس على موقفها إصرار حماس على شروطها هذا ربما دفع بنتنياهو لكي يقبل بالوسيط الألماني عندما كانت الحكومة السابقة ترفض أي وساطة غير الوساطة المصرية. أنا باعتقادي لم يبق أمام الجانب الإسرائيلي بعد حرب غزة والتي كان جزء منها موضوع البحث عن شاليط وإطلاق سراحه بأي ثمن -كما يقول الجميع- بعد أن فشلت في ذلك لم يبق أمامها إلا التسليم، موضوع الأيادي الملطخة بالدماء أنا أعتقد تجاوزت إسرائيل هذا القانون ولديها قناعة الآن بأنه سيتم الإفراج عن هؤلاء حتى أن الرأي العام الإسرائيلي الآن يشكل عملية ضغط واضحة على الحكومة الإسرائيلية وعلى بنيامين نتنياهو لكي يستجيب للشروط الفلسطينية وتتم هذه الصفقة، باعتقادي أيضا نتنياهو بحاجة إلى تحقيق شيء ما في الوضع الداخلي الإسرائيلي.
خديجة بن قنة: طيب مائير كوهين لو كان لحماس أن تقبل بهذه الشروط كما قال مصطفى الصواف لكانت قد قبلت بها أيام أولمرت ولا تنتظر إلى مجيء نتنياهو، السؤال اليوم، هل اليوم المفاوضات تبدأ من النقطة التي انتهت عندها المفاوضات التي كانت أيام أولمرت؟
مائير كوهين: أولا إسرائيل معنية بالدرجة الأولى في استعادة الجندي الإسرائيلي جلعاط شاليط من منطلق المسؤولية الأخلاقية، المجتمع الإسرائيلي برمته والرأي العام الإسرائيلي يريدون استعادة جلعاط شاليط وهم يخرجون بالمظاهرات للضغط على الحكومة وهذا لم نشاهده في الجانب الآخر الفلسطيني، أنا متأكد أن الأمة الفلسطينية طبعا قلقة ولديها مشاعر تجاه أبنائها وتريد استعادتهم ولكنها لا يمكنها أن تتظاهر، هو المتحدث بيتحدث عن ضغوط للمجتمع الإسرائيلي على الحكومة الإسرائيلية أين ضغوط المجتمع الفلسطيني على حكومة حماس التي لم تحقق أي شيء حتى الآن سوى الإغلاق والحصار؟ أنا أعتقد أن حماس تريد أيضا إتمام هذه الصفقة للاعتبارات التالية أولا أن حماس كما ذكرت لم تحقق أي شيء بالنسبة لأوضاع الفلسطينيين في قطاع غزة بل أعادت قطاع غزة إلى الوراء وهي تريد أن تحقق نوعا من الإنجاز مقابل مؤتمر فتح الذي عقد وهي تريد التلويح بأي إنجاز وهي معنية بهذه الصفقة..
خديجة بن قنة (مقاطعة): هذا يجعلنا نتساءل إن كان تحقيق هذه الصفقة..
مصطفى الصواف (مقاطعا): هذا كلام فارغ.
خديجة بن قنة (متابعة): نعم، يعني هذا فعلا يجعلنا نتساءل إن كان تحقيق هذه الصفقة سيكون إنجازا لحماس أم إنجازا لإسرائيل ونتنياهو ويرفع ربما أسهمه في الداخل الإسرائيلي؟ ما هي إذاً فرص نجاح أي صفقة بين الطرفين؟ ومتى تتضح وتنضج الظروف لتحقيق ذلك؟ سنتابع ذلك بعد وقفة قصيرة فلا تذهبوا بعيدا.
[فاصل إعلاني]
خديجة بن قنة: مشاهدينا أهلا بكم من جديد إلى هذه الحلقة التي نناقش فيها فرص التوصل إلى صفقة تبادل للأسرى بين حماس وإسرائيل. مصطفى الصواف ما هي فرص نجاح هذه الوساطة؟ وهل ألمانيا التي يثق بها الطرفان إسرائيل وحماس يثقان في نزاهة ألمانيا، هل برأيك ستحقق أو يحقق هذا الوسيط الألماني اختراقا في هذا الموضوع؟
مصطفى الصواف: نعم باعتقادي أن دخول ألمانيا على الخط ربما فيه بادرة إيجابية واضحة خاصة وأن حركة حماس لديها ثقة واضحة خاصة بعد نجاح ألمانيا في صفقاتها مع حزب الله -وليس مع حماس كما أشار المتحدث الإسرائيلي- كذلك إسرائيل بعد أن رأت هناك ضعفا في الجانب المصري أرادت أيضا أن تستعين بالجانب الألماني، الوسيط الألماني أجرى مجموعة من الجولات المكوكية سواء داخل إسرائيل أو مصر أو في دمشق وربما يصل إلى قطاع غزة في الأيام القليلة القادمة، كل ذلك يعطي مؤشرات واضحة أن لدى كل الأطراف قناعة بأهمية وجود الوسيط الألماني لتحقيق شيء ما ولكن يجب ألا تكون التوقعات عالية جدا خاصة أن المراوغة الإسرائيلية هي التي أفسدت كل المحاولات السابقة للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى وستعود إسرائيل لنفس السياسة إلا إذا وجدت من سيضغط عليها، وأنا أعتقد أن هناك ضغطا أيضا من المجتمع الدولي وليس فقط من المجتمع الإسرائيلي على الحكومة الإسرائيلية للاستجابة لتحقيق هذه الصفقة فيما بين الجانب الفلسطيني والجانب الإسرائيلي.
خديجة بن قنة: الضغط على الحكومة الإسرائيلية كما تقول للاستجابة لذلك يجعلنا نتساءل -مائير كوهين- إن كان اليمين الإسرائيلي سيقبل فعلا بهذه الصفقة، إلى أي مدى يمكن لبنيامين نتنياهو أن يقنع اليمين الإسرائيلي بهذا الأمر؟
مائير كوهين: هي قبل اليمين الإسرائيلي هناك العائلات التي ثكلت أبناءها في العمليات الإرهابية وهم سيكون لهم دور مؤثر وهم بدؤوا نشاطاتهم بهذا الصدد لمنع هذه الصفقة من إتمامها، ولكن أعتقد أنه في حال الوصول إلى نوع من التفاهم في نهاية الأمر إسرائيل تتطلع إلى عودة جلعاط شاليط وحتى على استعداد لدفع ثمن ما، ومعروف أن في الصفقات السابقة يعني مع حزب الله.
خديجة بن قنة (مقاطعة): هل هذا الثمن بالمنظور الإسرائيلي ثمن معقول، 450 أسيرا في مقابل شاليط إسرائيليا؟ هل يعتبر معقولا هذا الثمن؟
مائير كوهين: أنا لست متحدثا بلسان الحكومة الإسرائيلية ولست جزءا من العملية التفاوضية ولكن أتكلم بشكل عام، لا أحد يعرف بالضبط تفاصيل المفاوضات يعني المجموعة المحيطة برئيس الوزراء التي تعلم بهذا الموضوع هي تم تقليصها إلى أبعد حد ولا أحد يعرف وذلك للحصول على أعلى درجة من السرية، فلا يستطيع أحد أن يقول إنه يعرف فعلا ما سيتم فعله بالضبط في هذه المفاوضات، ولكن أعتقد أن نوعا من التفاهم من قبل الجانبين نوعا من التنازلات من قبل الجانبين يمكنه حدوث الاختراق، وألمانيا -كما ذكرت- لديها الخبرة ولديها طبعا حققت نجاحات في صفقات سابقة مع حزب الله ويعني لا شك أن الكفاءة العالية للمخابرات الألمانية يمكن أن تحدث هذا الاختراق.
خديجة بن قنة: مصطفى الصواف، مائير كوهين يركز كثيرا على موضوع التنازلات من الطرفين، الحد الأقصى الذي يمكن أن تتنازل عنده حماس ما هو؟
مصطفى الصواف: يعني باعتقادي ربما هناك تكتيكات لدى حركة حماس في موضوع تفاصيل لكيفية الإخراج لهؤلاء، هل سيتم إبعاد بعض الأسرى المحررين إلى قطاع غزة أو إلى الخارج؟ هذه ربما المساحة التي يمكن أن تتحرك بها حركة حماس وبغير ذلك أنا لا أعتقد أن حركة حماس يمكن أن.
خديجة بن قنة (مقاطعة): هنا السيد مصطفى ربما تتحدثون عن معتقلي الضفة على اعتبار أن عودتهم إلى الضفة الغربية وهي منطقة قريبة جدا من البلدات الإسرائيلية قد تثير مشاكل، هذا ما تقصده؟
مصطفى الصواف: أنا أقول للأسرى الفلسطينيين سواء كانوا في الضفة أو في غزة، ولكن المقصود في مسألة الإبعاد عن الضفة الغربية بمعنى أن الأسرى الفلسطينيين من أبناء الضفة الغربية هناك البعض منهم لدى إسرائيل إشكالية هل تبعدهم إلى خارج الأراضي الفلسطينية أو تبعدهم إلى قطاع غزة، ربما هذه المساحة أو هذا الحيز الذي يمكن أن تتحرك فيه حركة حماس وتستجيب لبعض القضايا والشروط أو المطالب التي تطرحها إسرائيل حتى تستطيع أن تنجز شيئا ما لصالح الشعب الفلسطيني الذي هو الآن يطالب حركة حماس بضرورة التمسك بشروط الصفقة وأسبوعيا هناك اعتصام لأهالي الأسرى في الصليب الأحمر سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية يطالب حركة حماس بعدم التنازل عن شروطها لتحقيق الصفقة مع الجانب الإسرائيلي.
خديجة بن قنة: ونبقى في دائرة لنقل التخمينات والتكهنات هل هناك أسماء معروفة تتداول أسماؤها ضمن قائمة الأسرى الذين سيفرج عنهم ضمن هذه الصفقة؟
مصطفى الصواف: يعني أنا باعتقادي أن هذه المسائل سابق لأوانها الحديث عنها وهي ربما تؤثر شيئا أو تعطي شيئا من الخداع للمواطن الفلسطيني وربما أيضا تؤثر على نفسيات الأسرى الفلسطينيين لذلك عندما تتم صفقة سيتم الإعلان عن كل ما فيها من تفاصيل، الحديث الآن لا يستطيع أحد أن يتحدث عن تفاصيل لأن المسألة هي طي الكتمان خاصة وأن الوسيط الألماني يطالب من كل الأطراف بعدم الحديث في هذا الجانب فلذلك من الصعب علينا أن نقرأ ما يدور في خلال هذه الجلسات وهذه الحوارات، حتى أن الجانب الألماني طالب من نتنياهو بضرورة الخروج إلى الإعلام وقطع كل الطريق على كل وسائل الإعلام في الحديث عن هذه الصفقة حتى يعمل بشكل هادئ وبعيدا عن ضغوطات وسائل الإعلام المختلفة.
خديجة بن قنة: مائير كوهين يعني بهذه الصفقة إن نجحت وتمت يعني ألا تحرج إسرائيل إلى حد كبير السلطة الوطنية الفلسطينية التي تؤمن بالمفاوضات في عملية السلام التي لا تؤمن مثل حركة حماس بالمقاومة والعمل المسلح ألا تحرجها نوعا ما وهي التي لديها أسرى لدى إسرائيل؟
مائير كوهين: هو طبعا صحيح أن حركة حماس استطاعت أن تقوم بخطف الجندي الإسرائيلي جلعاط شاليط ولكنها قامت في نفس الوقت بخطف الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وهذا ما يقوله الفلسطينيون إلى حد أن أبو مازن تساءل إلى متى حماس ستجعل ملف جلعاط شاليط مفتوحا؟ فحتى الجانب الفلسطيني يريد إنهاء هذا الصراع من أجل رفع الحصار من أجل فتح المعابر من أجل إعادة ضخ الأموال لبناء قطاع غزة، وحماس بتتمسك بأشياء فرعية، من هم الأشخاص ومن هم.. هناك مسائل تتعلق بمصير مليون ونصف فلسطيني هم يريدون الحياة..
خديجة بن قنة (مقاطعة): طيب يعني الفلسطينيون أدرى بأوضاعهم سيد مائير كوهين، هناك بعض التقارير الصحفية تتحدث عن إطلاق مئات الأسرى الآخرين بعد هذه الصفقة، دعك من هذه الصفقة مع حماس هناك حديث عن صفقة أخرى لإطلاق مئات الأسرى الآخرين يتم التفاوض عليها ربما لاحقا إن تأكد ذلك، طبعا نتحدث عن أسرى للسلطة الوطنية الفلسطينية ربما تكون تلك لفتة طيبة تجاه السلطة لعدم إحراجها، هل لديك معلومات بهذا الخصوص؟
مائير كوهين: هو طبعا بحسب التقرير الذي نشرته المجلة الألمانية هو بيتحدث عن صفقة عن 450 ثم تقوم إسرائيل في بند منفصل بيعني بالإعراب عن نوايا طيبة بالإفراج عن جزء آخر من نحو 450 أو 500 آخرين -وهذا بحسب مجلة ديرشبيغل- الآن السؤال أن هو هذا النمط تم اتباعه في الصفقة التي تم تحقيقها مع حزب الله.
خديجة بن قنة: طيب مصطفى الصواف سؤال أخير، ربما فيما تحدثت عنه هذه التقارير الصحفية الإسرائيلية هل ترى فيها محاولة لعدم إضعاف السلطة حتى لا يقال إسرائيل خضعت لشروط حماس؟
مصطفى الصواف: يعني أنا باعتقادي إذا تحققت هذه الصفقة سواء على يد حماس أو غيرها لن يضر ذلك لا السلطة الفلسطينية ولا كل وطني فلسطيني، ولا أعتقد أن هناك فلسطيني يرفض تحقيق هذه الصفقة وإن كان يبقى الطلب الفلسطيني هو مزيد من إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من داخل السجون الإسرائيلية والذين هم أساسا قاتلوا من أجل الحرية ومن أجل مصالح الشعب الفلسطيني ضد الإرهاب الإسرائيلي الذي يمارس ليلا نهارا بحق الشعب الفلسطيني سواء في غزة أو في الضفة الغربية.
خديجة بن قنة: مصطفى الصواف الكاتب والمحلل السياسي من غزة شكرا لك، وأشكر أيضا من القدس الإعلامي الإسرائيلي مائير كوهين. وبهذا نأتي إلى نهاية هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعيم، بإمكانكم كالعادة المساهمة في اختيار مواضيع الحلقات القادمة بإرسالها على عنواننا الإلكتروني
indepth@aljazeera.net
غدا بحول الله قراءة جديدة في ما وراء خبر جديد، أطيب المنى وإلى اللقاء.