ما وراء الخبر / صورة عامة
ما وراء الخبر

الأمية في العالم العربي

تتناول الحلقة الأرقام المرعبة والمقلقة لأعداد الأميين في العالم العربي التي تقدرها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بنحو 70 مليونا، وذلك في ضوء اليوم العالمي لمحو الأمية.

– حجم وأسباب وعوامل انتشار الأمية
– أفضل السبل للتصدي لآفة الأمية

ليلى الشيخلي
ليلى الشيخلي
سامي نصار
سامي نصار
محمد القضاة
محمد القضاة

ليلى الشيخلي: حياكم الله. نتوقف في حلقة اليوم عند الأرقام المرعبة والمقلقة لأعداد الأميين في العالم العربي التي تقدرها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بنحو سبعين مليونا وذلك على ضوء اليوم العالمي لمحو الأمية. في حلقتنا محوران، ما هي أسباب الزيادة المضطردة في أعداد الأميين في العالم العربي ولماذا فشلت البرامج المخصصة لمحو الأمية؟ وما هي السبل الكفيلة باستئصال هذه الآفة المتفشية والتعامل معها بجدية أكبر؟… يستدعي الاحتفال باليوم العالمي لمحو الأمية مخاوف أثارها تقرير أصدرته قبل بضعة أشهر منظمة التربية والعلوم والثقافة اليونسكو ويحمل حقائق صادمة عن واقع الأمية في عالمنا العربي، يربط التقرير بين انتشار الجهل والأمية وبين الفقر والفساد وغياب الحرية الكاملة وهو ثالوث الأسباب ذاتها وراء تردي الأوضاع الإنسانية والسياسية والاقتصادية في المنطقة.

[تقرير مسجل]

إيمان رمضان: أفاد تقرير لمنظمة اليونسكو أن عدد الأميين في الدول العربية يصل إلى نحو سبعين مليونا بين من بلغوا سن الرشد وأن ثلثي هذا الرقم من النساء علما بأن عدد السكان في هذه الدول يبلغ 320 مليون نسمة، وأضاف التقرير أن نحو 40% من الأشخاص الذين تجاوزوا سن الـ 15 أميون وأن حوالي 6 ملايين طفل في سن الدراسة 60% منهم من الفتيات لم يلتحقوا بالتعليم، وتنتشر الأمية بحسب التقرير في الدول ذات الكثافة السكانية الكبيرة مثل مصر والسودان والمغرب، وأوضح التقرير أن التحديات الرئيسية التي تواجه المنطقة تتمثل في القصور في المعرفة ونقص الموارد البشرية وضعف مشاركة المرأة وانعدام الحرية الكاملة، وتشهد المنطقة حسب ما قالت اليونسكو أدنى معدل لاستخدام تقنيات المعلومات والاتصال على مستوى العالم حيث أن نحو 0,6% فقط من سكان العالم العربي يستخدمون الإنترنت، وترى اليونسكو أن السبب في ذلك يعود إلى قصور في التدريب وانخفاض في مستوى الأجور وإلى الفقر وضعف البنى الأساسية في البلدان العربية.

إعلان

[نهاية التقرير المسجل]

حجم وأسباب وعوامل انتشار الأمية


ليلى الشيخلي: معنا في هذه الحلقة من القاهرة الدكتور سامي نصار عميد معهد الدراسات والبحوث التربوية في جامعة القاهرة، من عمان معنا الدكتور محمد القضاة الأستاذ بجامعة الأميرة سمية والباحث في قضايا التنمية البشرية. أبدأ معك الدكتور محمد القضاة، من خلال اطلاعك على تقارير اليونسكو والإلكسو المختلفة كيف ترى حجم انتشار الأمية في العالم العربي اليوم؟


محمد القضاة: حقيقة حين ننظر إلى الأمية في العالم العربي نجد أن الأمية في العالم العربي قد وصلت إلى هذا العدد الهائل 70 مليون إنسان عربي لا يقرؤون ولا يكتبون تمثل صدمة كبيرة بالنسبة لوضع العالم العربي في ظل ظروف العولمة والتقدم الإنساني الحاصل في كل دول العالم، حين ننظر إلى الدول الأوروبية على سبيل المثال نجد أن أوروبا استطاعت أن تتخلص من الأمية بشكل لافت منذ الثورة الصناعية إلى أن وصلت الآن إلى درجة الصفر، في حين في العالم العربي ما زال هناك عدد من الدول العربية فيها الأرقام في ارتفاع وازدياد، والأسباب التي استمعنا إليها في التقرير الذي تكلمتم به قبل قليل يشير إلى مثل هذا المستوى من ازدياد الأعداد الكبيرة في الأمية وعدم تعليم الكبار، حين ننظر إلى تجارب بعض الدول العربية..


ليلى الشيخلي: يعني فقط أريد أن أسأل الدكتور سامي نصار يعني الحديث عن الازدياد هذا رغم الاهتمام بهذه الظاهرة أو ما يبدو على أنه اهتمام وهناك مشاريع في مختلف الدول العربية لمحاربة الأمية ولكن الأرقام في ازدياد، أين الخلل؟


سامي نصار: يعني هو الخلل يتبين من الكلمة التي ذكرتها، يبدو أن جهود في الحقيقة أن القضاء على الأمية يتطلب شيئين أساسيين ينقصاننا هنا في وطننا العربي، أول شيء الإرادة السياسية، الإرادة السياسية للقضاء على هذه الظاهرة التي أصبحت ظاهرة مخجلة يعني يمكن أن تمثل وصمة للأمة العربية في العصر الحالي عصر العولمة عصر ما بعد الحداثة عصر التطور المعرفي والتكنولوجي هذا شيء، الجانب الثاني أن الدول التي أثبتت نجاحا في محو الأمية لم تثبته من خلال المنظمات الرسمية أو من خلال الجهد الحكومي فقط وإنما كانت عملية محو الأمية فيها عبارة عن حركة اجتماعية وحركة شعبية تضافرت فيها جهود جميع قطاعات المجتمع وجميع منظماته بما فيها طبعا الجهود الحكومية، هذان البعدان هما ما ينقصا بالدرجة الأولى الجهود الرامية لمحو الأمية في الوطن العربي.

إعلان


ليلى الشيخلي: طيب يعني ماذا ننتظر حتى تتوفر هذه الإرادة يعني؟ أكثر من هذا يعني مشكلة أكبر من هذه؟


سامي نصار: يعني القضية أنه يعني قطاع التعليم عموما يعني لا يمكن أن نعزل محو الأمية عن القطاع العام لها أو القطاع الأشمل لها وهو قطاع التعليم، يعني انظري إلى حال التعليم في وطننا العربي بشكل عام تجدي أن حالة التعليم فيها لا تسر بشكل عام، وبالتالي جهود الدولة إذا بذلت فهي توجه إلى التعليم النظامي بالدرجة الأولى وليس إلى جهود محو الأمية.


ليلى الشيخلي: طيب دكتور محمد القضاة هل المشكلة أيضا في الأولويات؟ يعني الاهتمام بالجانب العسكري ودخول يعني المنطقة تشهد حروبا وتشهد حصارا، حتى في بلدان كانت حققت نجاحات في هذا المجال تراجعت هذه النجاحات بسبب أيضا وجود عامل خارجي هنا إلى أي حد يلعب دورا في هذا؟


محمد القضاة: يعني ما من شك أن العامل العسكري الذي شاهدناه في السنوات الماضية في المنطقة العربية كان له أثر سلبي على جهود محو الأمية لكن عمليا إذا نظرنا إلى بعض الجهود العربية في هذا الإطار سنجد أن بعض الدول العربية استطاعت أن تتجاوز هذه الحالة الطارئة الخارجية التي كانت تأتي إلى المنطقة، وبالتالي على سبيل المثال إذا أخذنا الحالة في  الأردن سنجد أن نسبة الأمية لا تتجاوز 7% وذلك رغم الظروف والإمكانات الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الأردن إلا أن الجهود الأردنية في هذا الإطار كانت جهودا مثمرة، منذ نشأة الدولة الأردنية حتى اللحظة الراهنة لم يتجاوز عدد نسبة الأمية 7% وطبعا هناك يعني خطط لإيصال هذه النسبة إلى 3% خلال السنوات الخمس القادمة وهذا يدل على الاهتمام والإرادة السياسية التي تتمتع بها الدولة الأردنية في محاربة الجهل ومحاربة الأمية، وبالتالي إذا نظرنا إلى النسب سنجد أن نسبة 11% لدى الإناث ممن ما زالت تحتاج إلى التعليم والقراءة و4% بين الذكور وهذه طبعا نسب تمثل بالنسبة للأردن نسبا عالية، بالتالي أنا باعتقادي أن البرامج التي تقوم بها الدولة القطرية أو الدول العربية مجتمعة يجب أن تنصب إلى فتح المزيد من الأبواب نحو التعليم وخاصة أن التعليم في العالم العربي كما أشار الدكتور قبل قليل من القاهرة بحاجة إلى إعادة اعتبار نظرا لما يواجهه من صعوبات ومعيقات سواء على مستوى الدولة القطرية أو الدول العربية مجتمعة، حين ننظر إلى البرامج..

إعلان


ليلى الشيخلي (مقاطعة): يعني المشكلة أيضا إذا سمحت لي دكتور، يعني المشكلة أن إحنا الآن يعني قبل أن نتحدث عن الدخول في عصر الإنترنت والتعليم العالي لا زلنا الآن يعني هذا التقرير يعيدنا إلى تقريبا المربع رقم واحد، نتحدث عن فك الخط لا نتحدث عن إمكانية الدخول في والمساهمة بشكل فاعل في عصر الإنترنت، وناقوس الخطر دكتور سامي نصار كان قد دق يعني هذه ليست المرة الأولى لنسمع مثل هذا الكلام يعني سمعنا عن قضية الأمية وفي وعي كبير بوجود هذه المشكلة ورغم ذلك ما يبدو أنه في أي تغيير في الموازنة حجم الموازنة التي تخصص لقضية التعليم، كيف تفسر هذا؟


سامي نصار: يعني هو هذا لا يحتاج سيدتي إلى تفسير كبير يعني إذا نظرنا إلى السياسات العامة في أي دولة بتجدها ترتب على حسب أولويات معينة وبالتالي بيتم تخصيص الموارد وفقا لهذه الأولويات فهناك أولويات لرغيف الخبز وهناك أولويات للصحة هناك أولويات للتعليم النظامي ثم تأتي قضية الأمة في ذيل هذه الأولويات، قد يخصص لها موارد وقد لا يخصص أو يخصص لها أقل القليل والموارد ليست فقط قاصرة على الموارد المالية الموارد البشرية أيضا.


ليلى الشيخلي: طيب تحدثت عن التعليم النظامي، إلى أي درجة التعليم الإلزامي يعني مفعل في العالم العربي؟ يعني نعرف في الغرب مثلا إذا امتنع الأهل عن إرسال ابنهم إلى المدرسة ممكن أن يتعرض لعقوبة السجن في العالم العربي، هل هذا موجود؟ يعني حتى لو كان هناك قانون لا يفعل.


سامي نصار: لا طبعا، هو يعني أنا عايز أقول لحضرتك شيئا وهو أن -يعني لو تلاحظين- نسبة الأمية في الوطن العربي انخفضت من حوالي 60% في عام 1970 إلى أنها وصلت الآن إلى حوالي 36%، هذا الانخفاض في نسبة الأمية يرجع بالدرجة الأولى إلى تطبيق إلزامية التعليم في مراحله الأولى، التعليم الإلزامي مطبق في كل الدول العربية بلا استثناء، قد تكون هناك حالات تسرب قد تكون هناك حالات عدم التحاق بالتعليم وهناك قوانين صدرت في الكثير من الدول العربية تجرم أولياء الأمور الذين لا يلحقون أبناءهم بالتعليم الابتدائي ولكن العقوبات فيها ليست قاسية ويمكن الالتفاف حولها في كثير من السهولة واليسر، هذه هي القضية أن الانخفاض في نسبة الأمية في الوطن العربي لا يعود بالدرجة الأولى إلى الجهود المبذولة في محو الأمية بقدر ما يعود إلى الجهود التي بذلت في التعليم النظامي وتعميم التعليم الابتدائي وتطبيق إلزامية هذا النوع من التعليم، هناك إلزامية في التعليم الابتدائي أو التعليم الأساسي أو في المراحل الأولى وهذا هو الذي جعل نسبة الأمية تنخفض، في حين أن الرقم المطلق للأميين يرتفع يعني من خمسين مليون أمي سنة 1970 الآن وصل إلى سبعين مليون أمي طبعا ده بسبب الزيادة السكانية الكبيرة في الوطن العربي.

إعلان


ليلى الشيخلي: يعني عوامل اجتماعية كثيرة أيضا الدكتور محمد القضاة تلعب دورا كبيرا في قضية أن الأسرة لا تريد مثلا أن ترسل ابنتها للمدرسة لاعتبارات خاصة، لا زال هذا موجود شئنا أم أبينا، يعني إذا كان هناك عدد كبير من أفراد الأسرة فممكن أن يرسلوا ولدا واحدا أما الباقي فمثلا هناك قضية أن يجب أن يعملوا حتى يساعدوا الأب، هذه أيضا عوامل تسهم في الأرقام هذه المفزعة التي نشاهدها.


محمد القضاة: أنا في اعتقادي أنه حقيقة النظام الأسري في العالم العربي ما زال يمثل حلقة صعبة في إرسال الأبناء إلى المدرسة، لكن حقيقة إذا نظرنا إلى بعض التجارب في الدول العربية خاصة في الأردن وفي تونس وفي لبنان سنجد أن الأسرة تحاول ما أمكن أن تبعث بأبنائها للمدرسة لإلزامية التعليم وبالتالي هناك أعداد قليلة جدا تتسرب من المدرسة إلى خارج المدرسة وهذه النسب هي نسب قليلة لكن إلزامية التعليم هي التي أعطت للتقليل من نسب الأمية. أنا في ظني أن التركيز على تربية النشء وتعليمهم في المراحل الإلزامية مهم جدا حتى لا يتسرب هذا العدد إلى صفوف محو الأمية وبالتالي علينا أن نضع في اعتبارنا إذا أردنا أن نصلح النظم الاجتماعية والنظم الاقتصادية والنظم في مختلف أرجاء الدولة لا بد من إصلاح النظم التعليمية برمتها وخاصة في المراحل الأولى من التعليم، لا ننسى أن الجهود التي بذلت في محو الأمية وتعليم الكبار كانت جهودا جبارة بالتالي الرقم الذي تشيرين إليه أو نشير إليه سبعون مليونا في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعانيها العالم العربي في اعتقادي أن هذا إنجاز، لكن يبقى هذا الرقم يمثل حالة من يعني الصعوبات الكبيرة التي يمكن لنا أن نتجاوزها إذا وجدنا أن هناك خططا تقوم بها وزارات التوجيه الوطني التربية الوطنية وزارات التربية والتعليم والتعليم العالي والجامعات ووسائل الإعلام كل هذه لا بد أن تشارك في بناء منظومة حقيقة للتخلص من الأمية. الإشكالية التي نعانيها الآن، أشرت قبل قليل إلى قضية الإنترنت والعولمة وأين يعني دور العالم العربي في هذا الإطار، أنا باعتقادي أن الإنترنت والعولمة أصبح العالم قرية صغيرة فبدأت الدول العربية تطل على مشهد الدول الأوروبية كيف كانت النظم التعليمية في أوروبا وكيف استطاعت أن تتخلص أوروبا من الأمية، هذا في اعتقادي نحتاج نحن كأمة أن ننظر إلى تلك التجارب بكل روية وبدقة وشفافية عالية حتى نزيد من الإنتاجية، أنا في اعتقادي أنه كما أشارت منظمة اليونسكو قبل فترة إلى أن التعليم البسيط الذي يركز في بعض الدول الأوروبية لمدة سنة كان قد زاد من الإنتاجية إلى30% في حين من تعلم لمدة أربع سنوات زادت إنتاجيته إلى 43% وهذا مؤشر، في حين من تعلم في الجامعة كانت إنتاجيته 300% إذا ما كان هناك في فرص عمل متاحة أمام هذا الجيل.

إعلان


ليلى الشيخلي: أشكرك شكرا جزيلا ولكن تبقى يعني هناك حاجة ماسة لعلاج هذه الظاهرة المقلقة والسؤال عن وسائل هذا العلاج، نتابع هذا بعد وقفة قصيرة أرجو أن تبقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

أفضل السبل للتصدي لآفة الأمية


ليلى الشيخلي: أهلا من جديد. في يوم محو الأمية العالمي نتحدث عن الأمية في العالم العربي، في الواقع اليمن تحتل المرتبة السابعة بين الدول العربية في نسبة انتشار الأمية بين مواطنيها، غالبيتهم من النساء، نتابع تقريرا يعرض التجربة اليمنية التي تتشابه في كثير من عناصرها مع دول أخرى، هي ليست بأي شكل من الأشكال النموذج الأوحد، في نماذج مشابهة جدا في كثير من أنحاء العالم العربي يمكن المغرب ومصر والسودان وغيرها طبعا، لنشاهد.

[تقرير مسجل]

مراد هاشم: مهمة صعبة تقع على عاتق جهاز محو الأمية وتعليم الكبار في اليمن إذ أن أكثر من ثلث السكان من الأميين، يشرف الجهاز على أكثر من ستة آلاف فصل لمحو الأمية ويدعم بالكتب والمدرسين والوسائل التعليمية عشرات الفصول التابعة لمنظمات المجتمع المدني، ومن بين 184 ألف ملتحق بهذه الفصول في العام الماضي يستعد الجهاز لمنح 57 ألفا منهم شهادات نجاح.


أحمد عبد الله/ رئيس جهاز محو الأمية وتعليم الكبار: إجمال حجم الأمية في سن عشر سنوات فأكثر خمسة مليون و484 ألفا و114، هذا الرقم الرسمي بحسب احصائيات 2004، لا، هناك نحن نقبل أي أرقام تصدر من جهات رسمية، فإذا جئنا إذاً نقول مثلما أشرت في الإجمال العام أن حجم الأمية في سن القوى المنتجة (عشر 45) سيكون كمان في حدود 4 مليون وشيء.


مراد هاشم: وترتفع نسبة الأمية بين الإناث مقارنة بالذكور ولذلك فهن الأكثر التحاقا بفصول محو الأمية لا سيما في الأرياف وتصل نسبتهن إلى أكثر من 62%، وبحسب جهاز محو الأمية فقد أدت زيادة الإقبال على هذه الفصول في السنوات الأخيرة إلى انخفاض الأمية بنسبة تزيد على 10%.

إعلان


محمد السالمي/ موظف بجهاز محو الأمية بمحافظة حجة: عندنا قطاع يعني نسوي اندفاعا كثيرا لجهاز محو الأمية وتعليم الكبار يعني كده الفصول يعني مليانة من القطاع النسوي الآن يعني هن أكثر تفرغا من الرجال، والرجال نحاول نحن نستقطب الكثير ما بين صلاة المغرب إلى صلاة العشاء في الجوامع.


مراد هاشم: العقبة الأكبر في الطريق نحو التخلص من الأمية هي في ضعف الوعي بين المواطنين لأهمية محو أميتهم، وتضاف إلى ذلك قلة الإمكانات والفقر وعدم التفرغ كما هي الحال بالنسبة لكثير من الأميين من الرجال الذين ينشغلون بإعالة أسرهم.


ناصر علي/ مسؤول في جهاز محو الأمية بمحافظة ذمار: من أهم هذه المعوقات اللي نعاني منها يعني عدم ربما وعي الكثير من الناس بضرورة محو أميتهم وبأهمية محو الأمية وبإشكاليات وبالمشاكل اللي تسببها الأمية على أي مجتمع.


مراد هاشم: نشر فصول محو الأمية في أوسع نطاق وجعلها إلزامية هو السبيل الوحيد للقضاء على الأمية بشكل كامل في اليمن. مراد هاشم، الجزيرة، صنعاء.

[نهاية التقرير المسجل]

ليلى الشيخلي: مجرد نموذج وأيضا أضيف إلى ذلك هناك تقرير صدر قبل أيام فقط في اليمن يقول إن نسبة الأمية لدى الأمهات هي 100% في العينة التي درست والآباء 93%، هذه أرقام يعني مرعبة مخيفة، دكتور سامي نصار، ما هي أفضل السبل للتصدي لهذه لن أقول الظاهرة وإنما الآفة؟


سامي نصار: أهم شيء أن ترتبط عملية محو الأمية بمشروع قومي يعني دي مسألة أساسية أن هي تصبح قضية قومية تشترك فيها كل فئات المجتمع، الحاجة الثانية أن نحن ننتقل من محو الأمية الأبجدية التي تقتصر على تعليم الفرد من مهارات أساسية في القراءة والكتابة والحساب والثقافة العامة إلى أن يكون لها مضمون اجتماعي ومضمون سياسي ومضمون يرتبط بالهوية، ترسيخ مقومات الهوية القومية وربط المواطن في مشكلاته ومشكلات مجتمعه ومشكلات الأمة العربية ككل، الشيء الثاني أن إحنا نتوجه -زي ما حضرتك ذكرت وزي ما ذكر التقرير الخاص باليمن- أن إحنا نتوجه إلى الفئات المهمشة التي تم استبعادها وإقصاؤها عن التعليم وعن المشاركة في الحياة الاجتماعية بشكل كبير، وأول قطاع يأتي في هذا الجانب المرأة والفقراء والمناطق الريفية والمناطق الصحراوية يجب أن يعني في وطننا العربي أن نهتم بهذه الفئات، الشيء اللي بعد كده أن إحنا لا بد أن نستثمر جهود منظمات المجتمع المدني أن إحنا يعني نشهد في كثير من الدول العربية بدء حيوية جديدة في المجتمع المدني بمنظماته غير الحكومية والجمعيات الأهلية وغيرها، هذه الجمعيات لا بد من أن تنتقل أو أن تخصص جانبا كبيرا من مجهودها في مجال تنمية المجتمع وفي مجال خدمة المجتمع إلى قضية الأمية ونستثمر جهودها في هذا الجانب. وأيضا أن يكون يعني أنا أعلم أن في قمة دمشق الأخيرة التي عقدت في مارس 2008 كان أمام القادة العرب مشروع بيان خاص بمحو الأمية وتعليم الكبار، لا بد أن تكون هناك إرادة سياسية تبنى عليها الدول العربية..

إعلان


ليلى الشيخلي (مقاطعة): دكتور محمد القضاة أيضا بقي لي دقيقة واحدة فقط، رؤيتك أنت للطريقة الأنجع ربما للخروج من هذه الأزمة التي نعيشها؟


محمد القضاة: لا بد أن تتكاتف كل الجهود في الدولة القطرية -الدول العربية كاملة والدولة القطرية بشكل خاص- الجهود كاملة بحيث تقوم كل الوزارات المعنية في محو الأمية بأن تكون.. تضع الوسائل الناجعة للتخلص من الأمية في العالم العربي وخاصة أن العالم العربي في الألفية الثالثة يحتاج إلى مزيد من النظر إلى ما يجري في العالم من تقدم وبالتالي لا بد أن ينعكس هذا على الجهود التي تبذل في الدول العربية، حقيقة حين ننظر إلى الجهود التي بذلت في تعليم المرأة على سبيل المثال -كما أشرت في بداية التقرير- المرأة كانت على سبيل المثال في الستينيات في الأردن لا تلتحق بالجامعة أكثر من نسبة لا تتجاوز 10% الآن إذا ذهبت إلى الجامعات على سبيل المثال ستجدين أن نسبة 70% من الدارسات في الجامعات هن من الإناث وبالتالي معنى ذلك..


ليلى الشيخلي (مقاطعة): وأزيدك من الشعر بيتا دكتور يعني فقط لأختم الحلقة للأسف ما عنا وقت، هناك يعني هذه دراسة أيضا أوضحت أن 25% فقط من الأسر اللي تم استطلاع رأيهم رأوا أن تعليم الفتاة القراءة والكتابة ضروري لأن نهايتها للزواج والأولاد، هذا منتشر في كثير من أنحاء العالم العربي في الأرياف بشكل خاص يعني مضى الوقت الذي كنا نقول فيه "أمة اقرأ لا تقرأ" كنا نشعر بهيبة هذه الكلمة، ذهب ذاك الزمان، توصيف الأمية اختلف اليوم. بهذا نختم هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعيم، وهي من الحلقات التي كنت أتمنى أن يزيد الوقت فيها، شكرا جزيلا في أمان الله.

المصدر : الجزيرة