ماوراء الخبر - عقبات تشكيل الحكومة اللبنانية - صورة عامة
ما وراء الخبر

عقبات تشكيل الحكومة اللبنانية

تتناول الحلقة المبادرة التي طرحها رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري في محاولة لحل العقبات التي تعترض تشكيله الحكومة التي كُلف بتأليفها قبل أكثر من شهرين.

– العقبات التي تعيق تشكيل الحكومة
– مبادرة الحريري وفرص الخروج من المعضلة

ليلى الشيخلي
ليلى الشيخلي
راشد فايد
راشد فايد
جان عزيز
جان عزيز

ليلى الشيخلي: حياكم الله. نتوقف في حلقة اليوم عند المبادرة التي طرحها رئيس الحكومة اللبنانية المكلّف سعد الحريري في محاولة لحل العقد التي تعترض تشكيله الحكومة التي كُلف بتأليفها قبل أكثر من شهرين. في حلقتنا محوران، ما هي العقبات التي تحول حتى الآن دون تشكيل الحكومة اللبنانية؟ وما هي فرص الخروج من حالة الشلل الراهنة في حال عقد اجتماع بين الحريري وعون؟… أكثر من شهرين ولا تزال الجهود الرامية لتشكيل الحكومة اللبنانية تتعثر، أسباب التأخير حسب الأكثرية تتمثل في تمسك العماد ميشيل عون بحقائب محددة وأسماء وزراء يقترحهم لدخول التشكيلة الحكومية، فيما تتهم أوساط عون رئيس الحكومة اللبناني المكلف سعد الحريري بأنه يريد تأخير تشكيل الحكومة لأسباب خارجية، وفي محاولة لتجاوز هذه العقدة اقترح الحريري على عون اجتماعا في قصر بعبدا أو مقر مجلس النواب للبحث في تشكيل الحكومة المرتقبة.

[تقرير مسجل]

إيمان رمضان: تعثر الخطى باتجاه التوافق ملمح رئيسي طالما اتسمت به الطريق السياسية اللبنانية ويتجلى في أعقد صوره في وجه تشكيل حكومة وفاق وطني، الاتصالات والمحاولات التي يبذلها رئيس الحكومة المكلف لم تثمر بعد وسط دوامة من سجال داخلي تتطاير فيه الاتهامات بإعاقة تشكيل الحكومة المرتقبة.

إعلان


ميشيل عون/ زعيم التيار الوطني الحر:  سافر الشيخ سعد الحريري على السعودية وبلش مسار معين بين سوريا وبين السعودية، مين استاء ومين هدمه لهالمسار؟ استاءت مصر، استاءت الولايات المتحدة والجماعة التابعين لهم مباشرة.


إيمان رمضان: اتهامات جرّت على زعيم التيار الوطني الحر اتهامات مضادة بمحاولته تسميم أجواء لبنان بسجالات عقيمة، فقد تصاعدت أزمة تشكيل الحكومة عند مطالب طرحها عون تتلخص في منح صهره وزير الاتصالات السابق والخاسر في الانتخابات النيابية الأخيرة جبران باسيل حقيبة وزارية ضمن خمس حقائب وزارية ينتظرها عون من الحكومة المرتقبة، ومع ذلك يرى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بأن هذه الخلافات طبيعية والأهم منها أن تكون الحكومة الجديدة حكومة ائتلاف وطني متجانسة وقادرة على العمل.


سعد الحريري/ رئيس الحكومة اللبنانية المكلّف: وأنا كرئيس حكومة يعني عندي مبادئ أنه بدي هالحكومة تكون حكومة وحدة وطنية، ائتلاف وطني متفقين متجانسين الوزراء بهالحكومة لحتى تكون كمان حكومة قادرة للعمل قادرة لتشتغل قادرة لتنجز.


إيمان رمضان: وعلى الطريق ذاته تجاوز الخلافات القائمة من أجل إيجاد صيغة توافقية لحكومة جديدة يبدي الحريري استعداده للقاء مع عون في القصر الرئاسي أو في البرلمان، خلاف ظاهره داخلي يتخذ أحيانا بعدا شخصيا إلا أن تجارب الظرف السياسي اللبناني دائما ما تجعل من التجاذبات السياسية الداخلية والعامل الإقليمي ومسألة المحكمة الدولية قاسما مشتركا في محددات ملامح الطريق السياسية في لبنان.

[نهاية التقرير المسجل]

العقبات التي تعيق تشكيل الحكومة


ليلى الشيخلي: معنا في هذه الحلقة من بيروت الكاتب الصحفي راشد فايد، من بيروت أيضا الكاتب والمحلل السياسي جان عزيز. أبدأ معك راشد فايد، أبدأ بسؤال المليون يعني ما الذي يعرقل تشكيل الحكومة في لبنان؟

إعلان


راشد فايد: يعني نحن نعرف أن ولادة الحكومة تمر بثلاث مراحل، تكليف الرئيس بعد الاستشارات الملزمة ثم التوافق على الصيغة وبعد ذلك توزيع الحقائب، نعرف جميعا أن البندين الأولين قد تحققا وأن المشكلة تتوقف عند موضوع توزيع الحقائب أو تسمية أسماء الوزراء لكل حقيبة، المعروف أن القوى جميعا تعرف ما لها أو ما يمكن أن يقترحه الرئيس المكلف ولكن هناك مشكلة موقف العماد عون الذي يصر على عدد من الحقائب ويصر على تسمية وزير معين، وهذه الإشكالات.. وهناك أيضا الحقيبة السيادية التي يفترض أن تؤخذ من حصة رئيس جمهورية، هذا هو الإشكال الظاهر في الصورة المحلية. طبعا الأطراف المعارضة تعطي أبعادا إقليمية وتتحدث عن خلافات سعودية مصرية ولكن كل هذا كلام لا يبرر الخلاف على الموضوع الداخلي والموقف الذي يتخذه العماد عون.


ليلى الشيخلي: لنسمع من جان عزيز رؤيته للمشكلة أو المعرقل الأساسي لتشكيل الحكومة.


جان عزيز: واضح أن هناك تزاوجا بين عقبات داخلية وعقبات خارجية، العقبات الخارجية لم تعد خافية على أحد، بالأمس بالذات أحد النواب من فريق الحريري أكد بتصريح إعلامي له أنه لن تكون حكومة في لبنان قبل صدور قرار المحكمة الدولية منتصف أيلول، إضافة إلى ذلك سفيرة إحدى الدول الكبرى في بيروت أبلغتنا مباشرة أن واشنطن أصدرت أوامرها بتجميد كل الوضع الحكومي في لبنان بعد الانقلاب السياسي الذي نفذه وليد جنبلاط في يوم الثاني من أغسطس بخروجه المعلن عن الأكثرية، هذا لجهة العقبات الخارجية. أما العقبات الداخلية -مع الاعتراف بوجودها- فالمعلوم أن الاتفاق منذ البداية كان على وضع خارطة طريق لتشكيل الحكومة، هذه الخارطة تبدأ بالاتفاق على هندسة حسابية للحكومة من ثم توزيع الحقائب ثالثا الاتفاق على الأسماء وأخيرا البيان الوزاري، وإذ كانت المفاجأة أن المعادلة الحسابية للحكومة أُوقظت منذ أواخر يوليو الماضي ولكن توزيع الحقائب لم يتم وإذ فجأة قُفز فوق توزيع الحقائب وبدأ التسريب في الإعلام عن مشاكل في الأسماء مما أدى إلى تعقيد الوضع الداخلي ليتراكم مع العقبة الخارجية وكانت النتيجة هذا المأزق الذي نحن فيه الآن.

إعلان


ليلى الشيخلي: والبعض يذهب أكثر من ذلك ويقول إن -سيد جان عزيز- إن هذا يخفي إصرارا من المعارضة على العودة لصيغة الثلث المعطل.


جان عزيز: هذا الأمر بات محسوما منذ الاتفاق على الهندسة الحسابية، تعلمين سيدتي الكريمة أنه تم الاتفاق على أن يكون لفريق الأكثرية 15 وزيرا وللمعارضة عشرة وزراء ولرئيس الجمهورية خمسة وزراء لكن بات معلنا ولا لزوم لقول ذلك بالحرفية اللازمة بات معلوما أنه ضمن حصة رئيس الجمهورية هناك وزير للأكثرية مما يعطيها النصف زائدا واحدا في مجلس الوزراء وهناك وزير للمعارضة مما يعطيها الثلث زائدا واحدا في هذا المجلس وبالتالي هذه المشكلة لم تعد مطروحة إلا إذا كان موقف وليد جنبلاط دفع ببعض الأفرقاء إلى إعادة النظر بهذه المسألة التي حسمت منذ أكثر من ثلاثة أسابيع.


ليلى الشيخلي: راشد فايد يعني من هنا يأتي تساؤل البعض يعني الدستور يعطي للرئيس المكلف الحق في أن يشكل حكومة أكثرية ولكن الحريري يصر على تشكيل حكومة وحدة وطنية، لماذا برأيك الإصرار؟


راشد فايد: الإصرار هو لتأمين سير البلد نحو الاستقرار لأننا نعرف أن الأقلية التي تسمي نفسها معارضة وهي تطمح إلى المشاركة في الحكومة هذه الأقلية تتشكل من مكونات لها لون طائفي معين ومنها ممثلو الطائفة الشيعية وهم محصورون بـ حزب الله وحركة أمل، وأي تشكيل للأكثرية سيمارس على أي مسلم شيعي يدخل هذه الوزارة ضغوطات إن لم يكن من حركة أمل أو حزب الله وهذا أمر يعرفه القاصي والداني والحذق والبسيط من المواطنين، وبالتالي لا مجال لتشكيل الحكومة من دون أن تكون حكومة ائتلاف وطني، عدا أن الرئيس المكلف أعلن منذ اليوم الأول أنه يريد تشكيل حكومة ائتلاف وطني ولن يشكل حكومة من الأكثرية فقط وهو أعلن ذلك في اليوم التالي لإعلان نتائج الانتخابات أي في 8 حزيران/ يونيو الفائت.


ليلى الشيخلي: مهما استمر الوضع يعني هناك أيضا الحديث على أن يعني هناك جملة من الحلول المطروحة على العموم سنناقشها بعد الفاصل، ولكن أريد أن أسألك جان عزيز عن الحديث عن جهات خارجية إقليمية وما يشاع عن خلافات بين هذه الجهات حتى في التدخل بالتشكيلة الحكومية، إلى أي حد هذا صحيح؟

إعلان


جان عزيز: أعتقد أن هناك نسبة كبيرة من الصحة في هذا الموضوع، منذ ثلاثة أيام كان هناك حديث لدبلوماسي أميركي من دون أن يذكر اسمه لكنه جيفري فيلتمان مساعد وزير الخارجية كان يتعاطى بشكل مباشر في التشكيلة الحكومية، أعتقد أن الاتفاق السعودي السوري هو تدخل خارجي في هذا الأمر، أعتقد أن دخول المصريين على الخط نتيجة عقبات خارجية معروفة وتمسك مصر بحل الملف الفلسطيني وتلزيمها له وهذا أمر لم يؤخذ في الحسبان في الاتفاق السوري السعودي، كل هذه عوامل خارجية واضحة في اللعبة اللبنانية، أضيف إليها على ما يبدو ترقب ما يمكن أن يصدر عن المحكمة الدولية وللأسف أيضا أضيف إليها منذ أيام قليلة التطور المستجد في العراق فهذا أمر ليس بمعزل عما يجري في لبنان، واضح أن ثمة من يفاوض سوريا على أساس الضغوط عليها من أجل الضغط على بعض أصدقائها في لبنان وهذا الأمر لا يمكن أن يؤدي إلى نتيجة لأنه بكل بساطة لا يمكن لسوريا أن تضغط على من يعتقد البعض أنه يمكنها أن تضغط عليهم في لبنان، لذلك العقبات الخارجية والتدخل الخارجي في الحكومة اللبنانية أمر معروف من الجميع وهو موضوع يدعو إلى الأسى وبالفعل يدعو إلى الدعوة للخروج منه.


ليلى الشيخلي: يعني الرئيس الفرنسي ساركوزي في تصريح أخير له قال إن التأثيرات الخارجية -راشد فايد- أصبحت أقل بكثير مما كانت عليه، هناك من يرى هذا الكلام أصلا يعني براءة الذمة هذه مبطنة، ما تعليقك؟


راشد فايد: لا، نحن يعني أنا لا أعتقد أن التدخلات الخارجية انتهت ولكن يجب دائما النظر إلى مصدر هذا التدخل وكيف يأتى ومن أين، هذا التدخل إذا كان هناك من تدخل سعودي فهو تدخل من أجل لجم التدخل السوري وهو وساطة أكثر مما هو تدخل، أما الكلام عن خلاف سعودي ومصري وأن هناك اتجاهين يتجاذبان الأكثرية وأحدهما مصري والآخر سعودي ولكل مرشحه لرئاسة الحكومة، أعتقد أن في ذلك محاولة لإغراق الرأي العام في تأويلات ليست صحيحة وليست حقيقية. طبعا لا يمكننا أن نبعد لبنان عما يجري في المنطقة، ما يجري في المنطقة لبنان يعني هو الدفاع أو الطرف الذي يتجاوب مع الأحداث في المنطقة والمنطقة جميعا تتبادل الاهتمام بما يجري، نعرف أن هناك اتجاها إستراتيجيا معينة إستراتيجيا إيرانية بالتحالف مع سوريا وحماس ولها رؤية للمنطقة وللقضية الفلسطينية وتريد من لبنان ساحة للنزال إسرائيل وأميركا وهناك أيضا مجتمع الاعتدال العربي الذي يرفع المبادرة العربية للسلام والتي تدعو إلى تجميع القوى العربية من أجل فرض حل للقضية الفلسطينية في إطار تجميع القوى العربية لفرض حل للقضية الفلسطينية تسعى السعودية إلى المساعدة لتشكيل حكومة وإخراج لبنان من حالة التوتر الراهن..

إعلان


ليلى الشيخلي (مقاطعة): نعم هناك أيضا مأزق في لبنان هذا هو ما نتساءل عنه.


راشد فايد: نعم، طبعا هناك مأزق في لبنان وبالتالي التدخل السعودي هو للمساعدة على حل هذا المأزق وكانت الدعوات والكلام عن أن سوريا لا تتدخل أعتقد أننا يجب أن نعود إلى الماضي القريب إلى تصريحات كوشنير وساركوزي ووساطته مع سوريا، لا يتوسط ساركوزي مع سوريا للمساعدة على حل الأزمة اللبنانية لو لم تكن سوريا تلعب دورا -يعني حتى لا أقول مخربا- مقلقا في الموضوع اللبناني، لا أحد يطلب تدخلا من أحد أو التوسط من أحد إن لم يكن طرفا في الأزمة..


ليلى الشيخلي (مقاطعة): ويعود السؤال بما أنه أثيرت قضية المحكمة الدولية هل تبقى القطبة المخفية هنا كما يشار إليها في لبنان؟ ويبقى السؤال ما هي فرص الخروج من هذا المأزق؟ هل ينهيه الاجتماع بين الحريري وعون؟ نتابع ذلك بعد وقفة قصيرة أرجو أن تبقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

مبادرة الحريري وفرص الخروج من المعضلة


ليلى الشيخلي: أهلا من جديد إلى هذه الحلقة التي نناقش فيها العقبات التي تحول دون تشكيل الحكومة اللبنانية حتى الآن. جان عزيز هناك مبادرة موضوعة على الطاولة دعوة للقاء، كيف يتوقع أن يرد العماد عون؟


جان عزيز: أعتقد أنه سينتظر عدة مسائل قبل الإجابة، أولا عليه أن يتأكد من جدية الفريق الآخر في مبادرته، وهذه الجدية يجب أن تتمظهر عبر مؤشرين اثنين، أولا في وقف عملية القصف الإعلامي خاصة وأنه منذ أيام قليلة عدد كبير من نواب الأكثرية تناولوا ميشيل عون بنوع من الشتيمة وهذا أمر معيب ولا يليق حتى بالنائب الحريري ولا أعتقد أنه يقبل به علما أنه لم يصدر منه أي موقف مغاير أو مدين لهذا المنطق في التخاطب السياسي، ثانيا عليه أن ينتظر المضمون الفعلي لهذه المبادرة بعدها يمكن الإجابة عليها لأن مقام رئاسة الجمهورية الذي بات مطروحا كمكان لعقد اللقاء يجب أن يكون محترما وأن يصان وأن يحافظ عليه بحيث لا يمكن أن نذهب إلى قصر الرئاسة من دون تحضير كاف لإنجاح هذا اللقاء ولا يمكن المناورة أو الاستخفاف بمثل هذه الخطوة لأنها لو -لا سمح الله- لو ذهبنا إلى بعبدا ولم ينجح اللقاء فتكون أزمة كبيرة على المستوى اللبناني بحيث نكون قد استنفدنا كل المؤسسات الدستورية الممكن أن تساهم في الحل.

إعلان


ليلى الشيخلي: بمعنى آخر ميشيل عون إذا جاء إلى هذا اللقاء سيأتي بشروط -راشد فايد- يعني ماذا يعني هذا هل هذا نوع يعني إذا حصل هل يمكن أن نتوقع تنازلات من الطرف الآخر في هذا الإطار؟


راشد فايد: تنازلات، ليس أمام الرئيس المكلف أن يقدم تنازلات، الرئيس المكلف مهمته تشكيل الحكومة بما يراه مناسبا للمرحلة وهذا التشكيل أعلن الرئيس المكلف أن عنوانه أن تكون حكومة ائتلاف وطني تشارك فيها كل القوى السياسية، لا يزال العماد عون هو الطرف الذي لم يقدم بعد جوابا إيجابيا ووضع شروطا، الآن كما نسمع هناك شروط إضافية للتمهيد للقاء وكأننا أمام مفاوضات لوقف الحرب العالمية الثانية، هناك أزمة في البلاد، البلاد تحتاج إلى حكومة، رئيس الحكومة المكلف اتخذ كل المبادرات الإيجابية، مد يده للجميع فور انتهاء الانتخابات، جدد مد اليد أكثر من مرة وكان آخرها قبل يومين، حين وجد مخرجا لمعاندة العماد عون وإصراره على أن لا يزور قريطم ولا بيت الوسط فقرر أن يقدم له مخرجين للأمر، الآن نسمع أن المطلوب قبلا أن يعلن الرئيس المكلف النائب سعد الحريري تبرؤه من نوابه وللأسف إذا طبق هذا الأمر على الجميع أعتقد أن بعض القيادات مطلوب من نوابها أن تتبرأ منها على بعض الألفاظ النابية التي تستعملها، ثم الشرط الآخر أن يعرف ما هو العرض، أعتقد أننا نتحول إلى حالة مواجهة بين دولتين أكثر ما هي حوار سياسي داخلي يمكن أن يحل على طاولة الحوار. وأود أيضا أن أنتقل إلى موضوع المحكمة الدولية والكلام عن أحكام المحكمة الدولية وأن الحكومة لن تتشكل قبل ولادتها لأشير أن الناطقة باسم المحكمة الدولية السيدة عاشور أكدت اليوم ألا معلومات ولم يصدر عن المدعي العام بلمار أي معلومة تقول متى سيصدر القرار الظني وبالتالي كل ما يروج وكل ما يستخدم الساسة اللبنانيون أو من كانوا نوابا أو وزراء لبنانيين من أقوال عن المحكمة الدولية وربط ولادة الحكومة بقرارها الظني هو محض خيال ومحض تهيؤات، وبالتالي لنكف عن وضع المحكمة الدولية على الطاولة. ودعيني ألاحظ وأنبه إلى أن الكلام عن المحكمة الدولية لا يثار في الداخل إلا حين يكون هناك ضغوط دولية على سوريا أو على إيران بخصوص موقع الكبر في سوريا أو الملف النووي الإيراني، بالأمس تحدثت وكالة الطاقة الدولية عن أنه وجدت في التربة في قاعدة الكبر آثار إشعاع نووي ووجهت إنذارا أو ما يشبه تحديدا واضحا، تحديدا وليس تهديدا، تحديدا واضحا لإيران بأنها مطالبة بأن تقدم أهدافها العسكرية من ملفها النووي، أضف إلى ذلك موضوع الباخرة التي أوقفتها الإمارات العربية المتحدة وتنقل أسلحة من كوريا الشمالية إلى إيران.

إعلان


ليلى الشيخلي: نعم، الفكرة وضحت، يعني مما جعل الكثيرين يعتبرونها القطبة المخفية. جان عزيز يعني ما سمعناه الآن والحديث عن أن الكرة هي في ملعب ميشيل عون تماما سواء على المشهد الداخلي وفي المشهد الخارجي هناك شعور إذا لم يأت اليوم العماد ميشيل عون إلى طاولة التفاوض إلى أن يجلس وجها لوجه مع الحريري يمكن أن يوصم بوصمة أنه هو المعرقل وهذا ثمنه السياسي ربما يكون باهظا.


جان عزيز: أولا الكل يعلم أن ميشيل عون هو الوحيد الذي يملك قراره داخليا وهذه مفارقة كبيرة في السياسة اللبنانية، إذا كان صحيحا أن المشكلة هي إيران وسوريا فالفريق الآخر من يتهم في لبنان بأنه أداة هؤلاء؟ ألا يتهم حزب الله؟ وفي المقابل لماذا قال سعد الدين الحريري منذ اليوم التالي للانتخابات أنه مستعد لإعطاء حزب الله ما يريد؟ إذا كان الضغط الآن على إيران وسوريا يمكن أن يستعمل حزب الله فلماذا الحريري أصر منذ يومين أنه لا يقبل إلا أن يكون حزب الله في المعادلة الحكومية؟ إذا كانت الأداة سوريا لتخريب الوضع اللبناني لماذا الاتفاق مع نبيه بري؟ كل هذا يجعلنا نعتقد أن هناك ازدواجية في الكلام، المطلوب عزل ميشيل عون نظرا لما يمثله على الساحة  المسيحية؟ هل المطلوب إعادة فتنة سنية شيعية عبر ضرب المكون المسيحي الماص لهذه الصدمات أم المطلوب هيمنة داخلية..


ليلى الشيخلي (مقاطعة): يعني الرجل يصر على حكومة وحدة وطنية ويقول إن حزب الله جزء منها وهذا ينسجم مع التوجه العام هنا. أريد أن أسألك راشد فايد يعني بشكل توقعات أو حجم التوقعات للقاء عون الحريري، يعني طبعا لقاء جنبلاط الحريري كان قصة نجاح فاقت حتى التوقعات، هل يتوقع يعني أن تكون هذه هي القضية التي ستحل هذا الإشكال ومن ثم يتم تجنب شلل سياسي ومعضلة يمكن أن تقع فيها البلاد؟


راشد فايد: أولا الرئيس المكلف يعتبر أيضا التيار الوطني الحر بقيادة العماد ميشيل عون مكونا أساسيا من المكونات السياسية والوطنية في البلاد وهو لا يستبعده، ثانيا حينما قبل الرئيس المكلف بمد اليد لحزب الله وقبل بحصة حزب الله وحركة أمل -بصرف النظر عن الارتباط السياسي الذي تحدث عنه الزميل- لم يطلب حزب الله ولم تطلب حركة أمل حقائب وزارية خارج المعتاد، لم تطلب حقيبة سيادية إضافية لنقل أنها تعرقل أو أنهما يعرقلان ولادة الحكومة. الأمر الأخير يبدو لي أن اللقاء بالنسبة إلي يجب أن يتم وهذه أمنية كل لبناني أننا لا نريد أن يستمر الوضع على حاله ونتفاءل بأن تولد الحكومة في أقرب وقت ممكن، ولكن يعني يبدو لي أنا كمحلل سياسي أن الجنرال عون يريد أن يربح في حالتين، إذا لم يوفق في نيل كل مطالبه من الحكومة الجديدة فهو رابح على الصعيد الشعبي لأنه سيستخدم التعبير أن  هناك من يريد عزله وأنه القائد المسيحي الأقوى ولذلك يحاربه الجميع حتى حلفاءه لم يتضامنوا  معه، وإذا لم يدخل الحكومة سيكون أيضا ضحية وبالتالي سيكون في موقع القائل أنا الزعيم الأوحد ولذلك رفضوا التعاون معي لأنني الحقيقي والوحيد الذي لا يرتبط بالخارج إذاً هو في الحالتين يربح وبالتالي يصعد مطالبه بصرف النظر عن إمكانية تحقيقها أو عدم تحقيقها. من يريد أن تنجح الحكومة في لبنان عليه أن يكون منطقيا في مطالبه وأن يتقدم بما هو منطقي ويتواءم مع مطالب الآخرين ولا يصدم حقوق الآخرين والتزاماتهم.

إعلان


ليلى الشيخلي: شكرا جزيلا للكاتب الصحفي راشد فايد من بيروت، وشكرا أيضا للكاتب والمحلل السياسي جان عزيز، وشكرا لكم مشاهدينا الكرام على متابعة هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعيم، بأمان الله.

المصدر : الجزيرة