
الانطلاقة الجديدة والتغييرات المحتملة في حركة فتح
– ملامح الانطلاقة الجديدة لفتح والرؤية الناجمة عن المؤتمر
– التغييرات المحتملة في اللجنة المركزية والمجلس الثوري
![]() |
![]() |
![]() |
جمانة نمور: أهلا بكم. نتوقف في حلقة اليوم عند الانتخابات التي ستجرى غدا الأحد لاختيار قيادات جديدة لحركة فتح للمرة الأولى منذ عشرين عاما من أجل تجديد دمائها بعدما تعرضت له من انتكاسات وبوادر انشقاق. في حلقتنا محوران، ما هي محفزات الانطلاقة الجديدة التي تريد فتح أن تعيد لها مكانتها ووهجها؟ وكيف تبدو ملامح التغيير المقبلة في عضوية اللجنة المركزية والمجلس الثوري؟… أقر المؤتمر السادس لحركة فتح اليوم الإبقاء على الرئيس محمود عباس قائدا عاما للحركة وفي المقابل يستمر التدافع داخل قاعة المؤتمر بين وجوه قديمة وأخرى شابة وبين شخصيات وجهات افترقت بها الآراء في قراءة ماضي فتح واستشراف مستقبلها في انتظار أن تسفر أعمال المؤتمر وانتخاباته عمن ستكون له الكلمة العليا في هياكل الحركة ومراكز صنع القرار فيها.
[تقرير مسجل]
نبيل الريحاني: بالتزكية المباشرة وقبل أن ينهي أشغاله اختار المؤتمر السادس لفتح محمود عباس رئيسا للحركة من جديد في حين أبقى المجال مفتوحا أمام النقاشات الساخنة كي تستكمل الجدل حول عدد من القضايا الخلافية الهامة، تمحور أغلبها حول تحديد المسؤوليات في الضعف الذي آلت إليه فتح وبناء مرجعية حركية وسياسية وأمنية موحدة تنهض بتحديات المرحلة وتجديد القيادات على نحو يؤدي إلى استعادة ثقة الشارع الفلسطيني قبل أي انتخابات قادمة. اعتبر عباس المؤتمر انطلاقة جديدة للحركة تجاوزت فيها خطر الانقسام لتواصل جهودها من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
محمود عباس/ الرئيس الفلسطيني: اليوم لدينا انطلاقة جديدة في هذا المؤتمر هذا المؤتمر العظيم الذي تحضرونه.
نبيل الريحاني: بيد أن هذه النظرة المتفائلة لم تستطع أن تحجب الخلافات الحادة التي خيمت أحيانا على قاعة المؤتمر بدا ذلك واضحا عندما تساءل البعض عن مؤتمرات تغيب فيها التقارير المالية والأدبية طيلة عشرين سنة، وطالب آخرون بإجابات واضحة حول وجهة الحركة فيما يتعلق بمشكلة غزة وبكشف الحقائق حول وفاة الراحل عرفات وما دار حول غموضها من لغط وصل إلى حد تبادل التهم على أعلى المستويات. فمن خارج قاعة المؤتمر جاء موقف فاروق القدومي ليؤكد من وجهة نظره أن المؤتمر باطل النتائج مسبقا، وفي داخلها حمي وطيس المواجهة الانتخابية بين مائة مرشح يتنافسون على عضوية اللجنة المركزية وأكثر من ستمائة مرشح آخرين لعضوية المجلس الثوري، وهو الأمر الذي دفع عباس للتدخل داعيا المشاركين إلى تحكيم مصلحة الحركة في هذا السباق، مصلحة يراها كل بعين مختلفة حتى أن أصواتا شددت على ضرورة تراجع ما سمي بالحرس القديم لفائدة قيادات شابة لم تتلطخ مسيرتها بتهم الفساد والوقوف وراء الانفلات الأمني في اعتراض واضح على أسماء مثيرة للجدل داخل فتح وخارجها، ما يدل -حسب المتابعين- على أن المؤتمر ومهما مددت أيامه لن يحسم هذه التجاذبات لكنه سيسعى وبحرص من عباس أكثر من غيره على إعادة توزيع الأوراق بين الجهات والشخصيات التي تقف خلف تلك التجاذبات.
[نهاية التقرير المسجل]
ملامح الانطلاقة الجديدة لفتح والرؤية الناجمة عن المؤتمر
جمانة نمور: ومعنا في هذه الحلقة من عمان الدكتور مهدي عبد الهادي رئيس الأكاديمية الفلسطينية للشؤون الدولية، ومن لندن الكاتب والباحث الفلسطيني محمد كاظم صوالحة، أهلا بكما. دكتور مهدي برأيك بأي اتجاه سوف تكون هذه الانطلاقة الجديدة التي تحدث عنها الرئيس عباس؟
مهدي عبد الهادي: هي واقعية سياسية خلال 15 سنة ومنذ أوسلو كان التوجه هو إنقاذ ما يمكن إنقاذه، المفاوضات هي الحل الوحيد الإستراتيجي للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية وُضعت على مسألة تفتت وانقسامات حادة وأزمة بالرؤية وأزمة بالقيادة، الآن هذا المؤتمر اعترف بصوت واضح وصريح بواقعية سياسية في خطاب محمود عباس، الحالة الفلسطينية اليوم هي حكم ذاتي محدود والتحدي هو الانتقال من هذه الحالة إلى قيام دولة مستقلة بإنهاء الاحتلال بثوابت فلسطينية على حدود 67 والقدس عاصمة لها وحل عادل لقضية اللاجئين. الجمع الآن بين المقاومة والمفاوضة هي الأجندة الفلسطينية لحركة فتح تحرر وطني، الحديث واضح صار صريحا عن مقاومة وكفاح مسلح، الحديث بشكل واضح وصريح أن قضية القدس قضية متكاملة ليست شرقية أو غربية أو عربية أو شريط هي القدس حدود تقسيم 47 كيان خاص منفصل، والحديث أيضا بصوت واضح وصريح كما حللت اليوم صحيفة هآارتس في افتتاحيتها أن حركة التحرر الوطني الفلسطيني بالرغم من سعي إسرائيل إلى ترسيخ الانقسام الفلسطيني وتحويلها إلى أداة للحكم الذاتي المحدود وضعت النقاط على الحروف بمقاومة مسلحة وخيار حل قائم على دولتين والانتقال من الحكم الذاتي إلى قيام الدولة والجمع بين المقاومة والمفاوضات وأضف إلى ذلك الالتزام بالشرعية الدولية وخارطة الطريق وحل المبادرة العربية كما طرحت.
جمانة نمور: إذاً سيد محمد موضوع الكفاح المسلح ربما يكون أبرز ما سمعنا به من نقاط كان هو نقطة الخلاف بين مختلف وجهات النظر داخل الصف الفلسطيني الواحد رغم أن الحركة أشارت إلى موضوع الكفاح المسلح كخيار إلا أن توصيات اللجنة الأمنية والعسكرية تحدثت عن صياغة آلية مناسبة للمقاومة، برأيك بعد هذا المؤتمر اتضحت بالفعل رؤية فتح بهذا الاتجاه؟
محمد كاظم صوالحة: بسم الله الرحمن الرحيم، أنا أعتقد أن رؤية فتح كانت واضحة وهذا المؤتمر زادها وضوحا وزادها جلاء، هذا المؤتمر في تصوري كان هدفه الأساسي هو حشد الدعم للرئيس محمود عباس من أجل يعني تقوية موقعه داخل حركة فتح وكان هذا واضحا في تصوري أنا من خلال الآن غياب كل الشخصيات التي كانت تعارض أو التي كان لها تحفظات على أداء السلطة الفلسطينية خلال المرحلة الماضية خاصة أبو اللطف ومحمد جهاد وغيرهم، بالتالي أنا أعتقد أن في موضوع المقاومة على وجه التحديد لا أعتقد أن المؤتمر الآن يريد أن يكون أكثر واقعية، حركة فتح سابقا ولاحقا في تصوري لها نفس النهج لن يكون هناك تغيير إلا يعني زيادة التأكيد على أن قضية المقاومة هي كما ذكر السيد محمود عباس في بداية المؤتمر المقاومة وما هي المقاومة السلمية، هي المقاومة التي تسير على غرار ما يجري في قريتي بلعين ونعلين هذا هو الأسلوب أما أسلوب العمل العسكري فهو وإن كان يمكن أن يتم الحديث عنه بشكل عام من خلال ما للحديث عما تضمنه الشرعية الدولية أو القانون الدولي، لكن بشكل أساسي هناك نوع من المفارقة الآن والمفاصلة ما بين واقع السلطة الفلسطينية وبين العمل المقاوم بل على العكس هناك تكريس لاعتبار العمل المقاوم جريمة لا يسمح لأي كان بأن يقترفها داخل الضفة الغربية.
جمانة نمور: لا أدري دكتور مهدي إن كان لديك تعليق سريع على هذا الموضوع قبل أن نتناول موضوع احتمالات الانشقاقات هل فعلا تخطت فتح هذا الاحتمال احتمال الانشقاق بانتخابها محمود عباس رئيسا؟
مهدي عبد الهادي: طبعا الرئيس محمود عباس شئنا أم أبينا تسلح لأول مرة بشجاعة فريدة من نوعها وثقة زائدة عن الأمر الطبيعي لم يكن في حرج سياسي أو تراجع أو تردد، حسم أمره اتخذ قراره في زمان ومكان وأعضاء وأجندة هذا المؤتمر من اللجنة المركزية ثم إلى المجلس الثوري وعقد هذا المؤتمر وبحد ذاته هذا انتصار. البعد الثاني هو مارس دور قائد حقيقي لهذا المؤتمر بلغته بخطابه بـ Chemistry اللي شكلها في هذا المؤتمر وشاهدنا وقوفا وقياما وقعودا وتصفيقا وهذا أعطى بعدا آخر أنه ليس هنالك أزمة قيادة، اعترف بما تم من انتحار سياسي لأبو اللطف ثم تراجع آخرين وانضمام البقية له من قيادة تقليدية أو قيادة من الحرس القديم جمع كل هذه الصفوف، الآن ليست هنالك أزمة قيادة وإنما هنالك أزمة صياغة لغة جديدة للقادة الذين قد ينتخبوا للمركزية بين القديم والجديد بين المتجدد وبين الباحث عن الجمع بين المفاوضات والمقاومة في هذه المرحلة، أضف إلى ذلك الرؤية التي رآها هذا المجلس في تشكيلاته في المفوضية الخاصة للقدس مفوضية العلاقات الدولية في توزيع الأدوار، الآن حركة التحرر الوطني الفلسطيني فتح وقفت على الطريق الصحيح لإعادة تجديد شبابها وهويتها وثقافتها وأجندتها لتوحيد الشعب الفلسطيني وهذا التحدي الجديد في انتخابات الليلة ويوم أمس ويوم غد إن شاء الله.
جمانة نمور: إذاً سيد محمد فيما يتعلق بموضوع السيد فاروق القدومي يعني الرئيس محمود عباس اليوم تحدث معه بلهجة أخوية قال له ستبقى أخونا وكانت لافتة دعوته إليه بلهجة تصالحية وإلى التوبة بحسب تعبيره.
محمد كاظم صوالحة: يعني أنا أعتقد هذه اللغة هي لغة ما بعد الانتصار بمعنى الرئيس أبو مازن حقق ما يريد من خلال مجموعة من الخطوات، يعني هو كان يعرف منذ البداية عندما قرر أن يعقد هذا المؤتمر داخل الوطن بمعنى هو حدد من البداية إلى أي اتجاه سوف يسير هذا المؤتمر ثم أيضا هناك كلام كثير في موضوع العضوية فكل الأعضاء أو معظم الأعضاء الذين حضروا هم من نفس الاتجاه، أنا سمعت اليوم وأمس حسام خضر وهو يتحدث عن العضوية وهو يقول إن عددا كبيرا جدا من الذين حضروا لا يحق لهم أصلا الحضور وعدد كبير من الذين الأصل أن يكونوا موجودين هم الآن غير موجودين، من الواضح جدا أن الذين حضروا في غالبيتهم هناك طبعا بالتأكيد هناك عدد لا بأس بهم من الذين ليسوا مع هذا الخط ولكن بشكل عام العدد الأكبر من الذين حضروا هم مع خط أبو مازن و..
جمانة نمور (مقاطعة): هناك مئات فقط الذين كانوا يريدون الحضور..
محمد كاظم صوالحة (متابعا): ولذلك نجدهم يقفون للتصفيق.
جمانة نمور: يعني عفوا سيد محمد هناك المئات كانوا يريدون الحضور -حسبما سمعنا على لسان الرئيس محمود عباس- لم يتمكنوا وقالوا سوف.. يعني اعترف بهذا الموضوع السيد محمود عباس، ولكن عدد الأعضاء المشاركين كان أكبر من ذلك بكثير يعني أي فرق كانوا ليشكلوا حتى لو كانوا كلهم ضد الرئيس عباس فقط إشارة أيضا إلى أن السيد حسام خضر هو أيضا أحد المرشحين للهيئات القيادية.
محمد كاظم صوالحة: صحيح ولكن ما يقوله حسام خضر ويقوله غيره إن الذين أضيفوا يعني في آخر أيام للمؤتمر زاد عددهم على ثمانمائة إلى ألف تقريبا هذا أولا، ثانيا محمود عباس عندما كان الحديث دائرا في أي مكان يتم عقد المؤتمر قال إذا مُنع أي فرد من الحضور فلن يعقد المؤتمر في الداخل ولكنه سار بهذا الاتجاه وعقد المؤتمر في الداخل وهو يعلم أن كل الذين يمكن أن يأتوا إلى الداخل هم من اتجاه معين، إذاً من البداية كان الخط مرسوم وكان -أنا أقولها بوضوح- لم يكن أحد يتوقع أن يتم اختيار شخص آخر مكان أبو مازن بالتالي هذه القضية كانت محسومة والاختلاف القائم الآن بين يعني المجموعات هو في الحقيقة اختلاف على.. يعني اختلافات شخصية اختلافات على مصالح ولا يوحد اختلافات حقيقية يعني لها أبعاد سياسية، الخلاف ليس على الهوية الخلاف ليس..
جمانة نمور (مقاطعة): لنسمع تعليقا على هذه النقطة من الدكتور مهدي من عمان.
مهدي عبد الهادي: المسألة ليست الآن ما قاله فلان وفلان المسألة أن المؤتمر عقد وأن المؤتمرين زاد عددهم عن الوضع السابق منذ عشرين عاما للتطور والتغيير، المؤتمر سيد نفسه كان بإمكان هذا المؤتمر أن ينفجر أن ينقسم أن يختلف، التقوا اتفقوا أجمعوا بغض النظر عن الانتقادات والاعتراضات كان هنالك جو ديمقراطي واضح الكل تحدث بمواقفه حتى في قضية غزة بموضوعين تمثيل غزة وسقوط غزة كلا الموضوعين طرحا، طرح أيضا موضوع الاستيطان طرح أيضا موضوع القيادات الشابة طرح أيضا موضوع اللاجئين طرح أيضا غياب آخرين، كل هذه الصياغات تم نقاشها تم بحثها، المؤتمر سيد نفسه أخذ قراراته وأجمع على ذلك وزّع نفسه إلى لجان البحث الآن ليس عن هذا الجسم عن هذا المؤتمر السادس كيف عقد أو متى عقد..
جمانة نمور (مقاطعة): ولكن المشكلة أنه من لون واحد كما قال السيد محمد وكان المؤتمر يعرف إلى أين سيذهب منذ البداية.
مهدي عبد الهادي: لا، لا بالعكس هنالك تيارات كان هنالك تيار واضح وصريح يتحدث عن المفاوضات كخيار أبدي ونهائي وتيار آخر يتحدث أن الفلسطينيين قد هزموا وعليهم إنقاذ ما يمكن إنقاذه وتيار يتحدث بصوت واضح عن مقاومة مسلحة وتيار آخر يتحدث يجب ألا تنصهر وألا تذوب فتح بالسلطة وألا تصبح حزب السلطة كل هذه التيارات كانت واضحة وصريحة، الآن التحدي هي صياغة هذه القيادة صياغة قيادة حركة فتح في اللجنة في المجلس المركزي بمعنى الجمع بين القديم والجديد والمتجدد وأيضا دور محمود عباس في صياغة نسيج لهذه القيادة الجديدة بدءا مما اعترف به، حكم ذاتي محدود انتقال إلى الدولة عبر المفاوضات وعبر المقاومة.
جمانة نمور: وهذا التحدي سيواجهه المؤتمر غدا، على كل ملامح التغيير المقبلة في عضوية اللجنة المركزية والمجلس الثوري نتابعها بعد هذه الوقفة فكونوا معنا.
[فاصل إعلاني]
التغييرات المحتملة في اللجنة المركزية والمجلس الثوري
جمانة نمور: أهلا بكم من جديد في هذه الحلقة التي نناقش فيها التغييرات المحتملة في عضوية اللجنة المركزية والمجلس الثوري لحركة فتح. سيد محمد هل تتوقع بالفعل ضخ دماء جديدة في الهيئات القيادية غدا؟
محمد كاظم صوالحة: بالتأكيد سيكون هناك دماء جديدة ووجوه جديدة وجوه ما يمكن تسميتها وجوه شابة، ربما يصل عدد يعني نسبة التغيير إلى ما يزيد على 50% بالتأكيد ستكون أكثر من ذلك في اللجنة المركزية ولكن ربما تكون كذلك في المجلس الثوري، سبب رئيسي يعود إلى أن جزءا كبيرا من الأعضاء السابقين بلغوا يعني من العمر عتيا وبالتالي هم لا يريدون لا يستطيعون أن يكونوا أعضاء في المرة القادمة بالتالي هم لم يرشحوا أنفسهم أصلا، آخرون تم تهميشهم كما قلت قبل قليل فاروق القدومي، محمد جهاد هؤلاء.. محمد جهاد قال إنه لم يدع أصلا بين قوسين لهذا المؤتمر، إذاً على مستوى الوجوه أعتقد نعم سيكون هناك يعني وجوه جديدة..
جمانة نمور (مقاطعة): يعني هل تم تهميشهم أم أنهم هم ابتعدوا؟ يعني أشرت مرتين إلى السيد فاروق القدومي في حديثك..
محمد كاظم صوالحة (متابعا): يعني مثلا أنا سمعت..
جمانة نمور (مقاطعة): يعني السيد محمود عباس كان من الملف اليوم إشارته بالاسم إلى السيد أبو ماهر غنيم وإلى السيد سليم الزعنون، فتح هل فعلا كانت فقط مقسومة ما بين قيادتين أم أن هناك أكثر من وجه قيادي وكلهم اختاروا دعم أبو مازن الآن باستثناء السيد فاروق القدومي؟
محمد كاظم صوالحة: هذا الكلام يمكن أن يكون صحيحا لو كان هذا المؤتمر عقد في الخارج لكن عندما يقول محمد جهاد -وأنا سمعته عندما يقول- أنا لم أدع إلى هذا المؤتمر، ماذا يمكن أن نسمي ذلك؟ على كل حال أنا أعتقد الآن أن هناك وقت جديد تم رسمه خلال هذه المرحلة هناك وجوه جديدة ستدخل ولكن القضية الأساسية أن التغيير سيكون في الوجوه وليس في النهج السياسي، على العكس ربما سيكون النهج السياسي خلال هذه المرحلة أكثر ربما انسجاما مع خط محمود عباس وليس العكس، إذاً التغيير سيكون في الوجوه ولكن ليس في النهج السياسي، سيكون هناك تصفية لما تبقى من دوائر منظمة التحرير في خارج الوطن، أيضا سيكون هناك يعني في تصوري أيضا في نوع من التوهان الوطني بمعنى أنه تم في هذا المؤتمر تكريس حركة حماس كعدو أساسي لحركة فتح بينما تم.. يعني لم يتم التركيز على إسرائيل وعلى كل المشاكل التي تصنعها للشعب الفلسطيني، فهناك إذاً هناك إشكالات كبيرة في تصوري وهناك تحديات كبرى أمام المجموعة القادمة التي ستتولى قيادة حركة فتح في المرحلة القادمة.
جمانة نمور: عند هذه النقطة الأخيرة التي أشرت إليها أتحول إلى الدكتور مهدي، فعلا أخذ على المؤتمر بأنه ركز كثيرا على موضوع تسليط الضوء على الانقسامات الداخلية، تهجم أكثر من مرة على حماس فيما كان من المنتظر منه أن يرتفع ربما فوق هذه الأمور، أن يصدر عنه أمور، مزيدا من الشفافية في التعاطي.
مهدي عبد الهادي: بادئ ذي بدء الملف الإسرائيلي، إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية وأوروبا والعالم كله دفع بعقد هذا المؤتمر وشجع لعقد هذا المؤتمر كل لأجندته، على سبيل المثال واشنطن تريد من هذا المؤتمر حركة وطنية تحررية تمثل الشعب الفلسطيني قادرة على التفاوض وعلى التوقيع، إسرائيل تريد من هذا المؤتمر مزيدا من الانقسام الفلسطيني وقوقعة حركة فتح في حزب السلطة وحكم ذاتي محدود، الفلسطينيون في هذا المؤتمر بمعنى حركة فتح كانت واضحة وصريحة ببرنامجها السياسي الذي تحدث عن حل قائم على دولتين، عن مفاوضات ومقاومة، عن اعتماد المبادرة العربية، وأضاف إن لم تنجح هذه المفاوضات وإن لم يتحقق الحلم الفلسطيني بإقامة الدولة عليهم أن يناضلوا من أجل دولة ثنائية القومية وهذا كان واضحا وصريحا. اللي بيقرأ النصوص وبيقرأ الأوراق بيعرف التوجه الفكري والسياسي والإستراتيجي لهذه الحركة في هذه المرحلة، حل قائم على دولتين ثم حل قائم على دولة ثنائية القومية أو إعلان دولة من طرف واحد تحت الشرعية الدولية كما تحدث سولانا داعيا للاعتراف بدولة فلسطينية هذا الجانب الإسرائيلي، أما بالنسبة لحركة حماس لا بد من الاعتراف أن هناك كان خلاف وانشقاق واضح وصريح في حركة حماس، الأخوة والأصدقاء في دمشق كانوا يريدون بشكل واضح وصريح مشاركة الأخوة في حماس في حركة فتح من غزة بالذهاب إلى بيت لحم وكانوا يريدون أن يعلنوا في مؤتمر صحفي واضح وصريح تشجعيهم ومباركتهم ودعمهم لنجاح مؤتمر فتح في بيت لحم وعدم التدخل إطلاقا في البيت الفتحاوي والحرص على عدم انتشار أية حرائق في هذا البيت ودعمه وتسليحه ليكون شريكا أخا شريكا وليس شريكا للمفاوضات أخا حقيقيا أخا فلسطينيا في المستقبل لإنهاء الانقسام وتشكيل حكومة ائتلاف وطني، لكن للأسف الشديد من هو في غزة الآن من هو يحكم على أرض الواقع في غزة كان قصير النظر وكان متشنجا جدا وأراد كما قال أن يدفعوا فواتير مؤتمرهم وقاموا بهذا العمل الذي لا يقبله لا عقل ولا منطق، وبالرغم من ذلك لا تزال الحركة الوطنية شئنا أم أبينا فتح وغيرها مستقلون كما هو الحال معنا في حواراتنا في القاهرة ودمشق وعمان وبيروت وغيرها في هذه المرحلة لإغلاق هذه الفجوة هذا الانشقاق، الأسف الشديد هو قصر النظر التشنج التمسك بالسلطة والقوة في غزة وعض الأصابع الذي مارسه الحاكم الحقيقي على أرض الواقع في غزة مقابل بيت لحم ورام الله.
جمانة نمور: إذاً سيد محمد إذا كان فعلا هذا خطاب فتح وفي المقابل خطاب حماس كما صنفهم الدكتور مهدي عبد الهادي حينها إذاً الانتخابات المقبلة هل يكون هذا المؤتمر فعلا وضع فتح على سكة احتمالات كسبها زاد من نسبة هذا الموضوع؟
محمد كاظم صوالحة: أولا أنا يعني أستغرب القراءة التي يتفضل بها الأستاذ عبد الهادي، أنا شخصيا أعتقد أن يعني هناك توجها كان حمساويا فيما أعلم، واحد في أن هناك مطالب لحركة حماس كان ينبغي أن يتم تلبيتها وأنا أعتقد أنه لو تم تلبيتها سوف تعمل على جمع الصف الوطني..
جمانة نمور (مقاطعة): ولكن بغض النظر عن ذلك النتيجة لم يتمكن الفتحاويون من الذهاب إلى مؤتمرهم وذلك..
محمد كاظم صوالحة (متابعا): صحيح ولكن المطلب وهذا أنا أعتقد أنه كان هناك إشكال في أن الشعب الفلسطيني لم يسمع يعني صوتا عاليا من أي يعني مسؤول فتحاوي يطالب بالحل البسيط وهو إطلاق سراح المساجين في الضفة الغربية في مقابل وصول أعضاء حركة فتح في غزة وأنا أعتقد أن هذا كان منطقيا ومقبولا، لكن أنا أعتقد أنه..
جمانة نمور (مقاطعة): نعم يعني بقيت ثوان، موضوع الانتخابات لو سمحت يعني هل يعزز فرص فتح..
محمد كاظم صوالحة: عفوا؟
جمانة نمور: بثوان هل يعزز المؤتمر وما صدر عنه حتى الآن فرص فتح في كسب الرأي العام الفلسطيني أكثر في كسب القواعد الشعبية الفلسطينية في انتخابات مقبلة؟ باختصار.
محمد كاظم صوالحة: أنا أعتقد أن القضية الأساسية ليست هنا، القضية الأساسية فيما يمكن أن يحصل في الوضع السياسي في داخل فلسطين في المستقبل القريب، الوضع الفلسطيني الآن بشكل أساسي الحل الذي تريده فتح وثيقة هو جنيف الثانية.
جمانة نمور (مقاطعة): نعم لنر في الثواني المتبقية إذا كان الدكتور مهدي عنده تعليق على هذه النقطة، نقطة الانتخابات والقاعدة الشعبية.
مهدي عبد الهادي: أنا أعتقد أن هناك تطورا وولادة لحالة فلسطينية جديدة، بمعنى في رؤية عند حركة فتح الآن واضحة وصريحة في برنامجها السياسي وفي انتخاباتها لهذه الليلة ويوم غد، في أيضا إعادة تقييم بحركة حماس إن كانوا الأخوة في دمشق أو الأخوة في غزة للوضع الحالي، في تحرك مصري واضح وصريح من أجل اجتماع 24 الشهر الحالي وفي أيضا تحرك بفعاليات فلسطينية من أجل وضع وثيقة واضحة لانتخابات فلسطينية قادمة يشارك فيها الجميع بدون استثناء.
جمانة نمور: نعم، شكرا لضيفينا الكرام وشكرا لمتابتعكم مشاهدينا، إلى اللقاء.