
الكشف عن شبكتي فساد في الولايات المتحدة
– طبيعة وحجم الفساد وطريقة الكشف عنه
– التعاطي الإعلامي والانعكاسات على وضع الجالية اليهودية
![]() |
![]() |
![]() |
لونه الشبل: أهلا بكم. نتوقف في حلقة اليوم عند تفكيك شبكتي فساد نيوجيرزي وبروكلين بالولايات المتحدة تتضمن رؤساء بلديات وعشرات من السياسيين ورجال الدين اليهود ضالعين في رشى ومتاجرة بالأعضاء البشرية وعمليات غسل أموال كبرى. وفي حلقتنا محوران، ما هي طبيعة وحجم الفساد الذي كشفت عنه هذه الحملة غير المسبوقة من الاعتقالات؟ وما هي الصورة التي يقدمها تعاطي الإعلام الأميركي مع القضية مقارنة بقضايا أقليات أخرى؟. بالأمس عاشت الولايات المتحدة على وقع مفاجأة من وصف بالمحتال الأكبر في تاريخ وول ستريت اليهودي الأميركي برنارد لويس مايدوف الذي تمكن من اختلاس 65 مليار دولار وكان سيزيد لولا أن القضاء الأميركي أدانه وحكم عليه بالسجن بقية الحياة، واليوم ها هي المفاجأة تتكرر مع قضية أخرى أبطالها يهود أعضاء من شبكتي فساد تستر الضالعون فيهما بالدين واستغلوا السياسة لقضاء مآربهم قبل أن يسقطوا ويثيروا أسئلة حول طبيعة التعاطي الأميركي رسميا وشعبيا مع مثل هذه القضايا.
[تقرير مسجل]
نبيل الريحاني: عشر سنوات بأكملها احتاجها مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي الـ FBI كي يستكمل تحقيقاته ويضع يده على واحدة من أكبر شبكات الفساد، أعضاؤها وصفتهم الشرطة بالشخصيات العامة التي اقترفت جرائمها تحت غطاء كثيف من الاحترام، أربعون منتخبا محليا وخمسة حاخامات وثلاثة رؤساء بلديات، أما التهم فباقة من التجاوزات القانونية الخطيرة من أهمها سلب الأموال وتبييضها، تلقي رشى سياسية وشراء أصوات انتخابية والإتجار في الأعضاء البشرية. طالت المداهمات التي شارك فيها أكثر من ثلاثمائة ضابط من الأمن الاتحادي الأميركي نحو 44 شخصا أغلبهم من اليهود اختاروا نيوجيرزي مسرحا لنشاطهم المخالف للقانون فرسخوا بذلك سمعة الولاية باعتبارها معقلا للفساد المالي والسياسي إذ تعتبر هذه القضية الثانية من نوعها، لكن تسريبات تقول إن ما سيكشف عنه التحقيق في الأيام القادمة قد يجعلها الأكبر من حيث حجمها واتساع رقعة نشاطها، نشاط وصل إلى سويسرا وإسرائيل التي تمتعت جهات فيها ببعض عائدات أنشطة الشبكة. واكبت الصحف الإسرائيلية الحدث وتوقفت عند تفاصيل تهم الإسرائيليين قبل غيرهم فأشارت صحيفة يديعوت أحرونوت مثلا إلى أن المشتبه الأول في الشبكة الحاخام بن إلياهو داعم كبير للمؤسسات التوراتية في إسرائيل والعالم وأضافت أن علاقات وثيقة تربطه بحاخام حزب شاس المتطرف عوفاديا يوسف. من المبكر ربما تحديد الأحكام القضائية التي تنتظر الشبكة المتهمة بالفساد إلا أن التوقعات تشير إلى عشرين سنة سجنا لمن تثبت عليه تهمة تجاوز السلطة وتبييض الأموال وعشر سنوات للمتورطين في جرم خيانة الأمانة وخمس سنوات ستكون من نصيب من اتجر في الأعضاء البشرية. مع ذلك وفي ظل تغطية إعلامية أميركية للحدث بدت باهتة تتجه بعض الأنظار إلى اللوبي اليهودي واسع النفوذ في الولايات المتحدة الأميركية لترى كيف سيتفاعل مع هذا الملف وهو الذي أوقف جهوده على الدفاع عن مصالح اليهود وتلميع صورتهم في مجتمع يتعاطف أغلبه معهم بشدة قد تجعله مثل هذه القضايا يفكر في فرضيات طالما استبعدها من مثل وماذا لو أن ما خفي كان أعظم؟
[نهاية التقرير المسجل]
طبيعة وحجم الفساد وطريقة الكشف عنه
لونه الشبل: ومعنا في هذه الحلقة من واشنطن الكاتب الصحفي أسامة أبورشيد، ومن واشنطن أيضا الكاتب والإعلامي الأميركي وين ميدسن. وأبدأ معك سيد وين، حتى الآن الصورة ليست واضحة 100% كيف كشفت هذه الشبكة؟ قيل بأن هناك عميلا سريا تورط معهم ومن ثم جُند من قبل الـ FBI ما هي معلوماتك؟
وين ميدسن: إن الـ FBI نعم استخدمت شاهدا سريا كان عضوا في هذه المجموعة السورية اليهودية في منطقة نيوجيرزي، هذا الشخص جرى اعتقاله وإدانته لأنه حاول أن يمرر 25 مليون دولار كصك مزور في عام 2006، وبالتعاون مع سطات الـ FBI عندما اعتقل وطبعا الـ FBI وضعت أدلتها على أساس هذا الشاهد السري الذي ربما وضعت أجهزة تسجيل في جسمه لكي يسجل اجتماعاته وحديثه مع الحاخامات وسياسيي نيوجيرزي والمسؤولين الحكوميين فيها.
لونه الشبل: لكن حتى الآن هناك معلومات بأنهما شبكتان واحدة في بروكلين في نيويورك والأخرى في نيوجيرزي واحدة لمسؤولين وأخرى لحاخامات أم أن الحاخات أيضا متورطون في الشبكتين؟
وين ميدسن: إن الحاخامات ضالعون في الشبكتين، إن بين نيويورك ونيوجيرزي فقط نهر هدسن وهما ولايتان قريبتان من بعضهما وبالتالي إنها نقابة إجرامية واحدة، هناك 75 ألف يهودي سوري في بروكلين إضافة إلى أعضاء هذه المجموعة في نيوجيرزي إذ ذلك الكثير من هؤلاء الأشخاص لديهم سوابق من النشاطات الإرهابية أحدهم جرى اعتقاله قبل سنوات لأنه قام بعمليات تزوير إلكترونية وكان لديه محل لبيع المواد الإلكترونية وكان يقوم بها بأعمال تزوير كما أن إدموند سافرو الراحل الذي كان أحد كبار المضاربين في سوق البورصة وجد ميتا ويقال بأنه قد سمم بسم الأرسين وكلهم أعضاء ضمن نفس مجموعة اليهود السوريين أو اللبنانيين اليهود وكلهم هؤلاء كانوا ضالعين في نشاطات إجرامية في الماضي.
لونه الشبل: سيد أبورشيد حتى الآن يعني الـ FBI تتكتم عن طريقة عمل هذه الشبكة، هل لديك أية معلومات كيف بالضبط كانت تعمل؟ كيف كانت تبيض الأموال كيف كانت تبيع الأعضاء؟
أسامة أبو رشيد: نعم هي إلى الآن التفاصيل لم تتضح كلها، إلى الآن ما كشف هو أن هناك عميلا سريا كما تفضل الضيف الآخر اسمه سولومون دويك هذا الشخص كان قد أعطى شيكا بدون رصيد في عام 2006 بمقدار حوالي 25 مليون دولار ثم جاءت الـ FBI وجندته -هو يهودي من أصول سورية- جاءت وجندته وبدأ بالتجسس على عدد من دور العبادة اليهودية والحاخامات واستطاع أن يورط مجموعة من الحاخامات خمسة إلى الآن معه في عمليات تبييض وغسيل للأموال، ثم هذا الشخص نفسه قُدم عن طريق رجل آخر من داخل الجالية اليهودية السورية إلى مسؤولين في نيوجيرزي من العمد، عمد مدن وبعض.. واثنين من أعضاء الكونغرس في ولاية نيوجيرزي ليسوا على المستوى الفيدرالي وأيضا دخل معهم في صفقة فساد سياسية كل هذا والـ FBI تراقب فإذاً هما إلى الآن يبدو أنهما قضيتان منفصلتان ولكن الرابط بينهما هو هذا العميل، ليس واضحا إذا كان هناك رابط ما بين الجالية اليهودية السورية وما بين الفساد السياسي الذي تم اكتشافه في نيوجيرزي ولذلك القضية لا زالت محل تحقيق إلى الآن، إلى الآن لم تبدأ المحاكمة بشكل عام صحيح أنهم ذهبوا إلى القضاء ليسمعوا التهم ضدهم لكن إلى الآن لم تبرز الحقائق كاملة في المحكمة.
لونه الشبل: سأبقى معك سيد أسامة يعني فقط للتوضيح بالضبط للمشاهد الذي يشاهدنا الآن، هناك من يقول بأنه كان هناك تحويل لجهات طلبت تبييض الأموال ويحصل مقابل ذلك أحد الحاخات على عمولة بقيمة 10% من الشيكات، حاخام آخر كان يقوم بعملية تبييض مبالغ مالية طائلة تم الحصول عليها من أعمال غير قانونية متنوعة بينها بيع سلع مزيفة وخداع بنوك ومخالفات، حاخام ثالث متورط بقضية بيع أعضاء كلى تحديدا.
أسامة أبو رشيد: هو الذي حصل التالي، في أميركا دور العبادة والمؤسسات الخيرية معفاة من الضرائب، هذا الشخص الذي يفترض أن اسمه سولومين دويك كان يأتي ويقدم شيكات بتبرعات بشيكات يعني يعطي المال وهو مسجل أنه قدم عبر شيك لنقل مثلا مليون دولار، هذا المال يعود له نقدا من خلال دار العبادة اليهودية أو أحد الحاخامات بعد أن يأخذ الحاخام نسبة معينة، فالآن أمام القانون هذا الرجل الذي يسمى سولومين دويك أخذ الإعفاء الضريبي على مليون دولار على أساس أنها خصمت من دخله الآن أو مما عمله خلال العام كله، في نفس الوقت هو عاد له المال بعد أن خصم منه مثلا مائتي ألف دولار أخذها هذا الحاخام، فهذا أحد جوانب التورط. الأموال النقد كانت تأتي إما من إسرائيل وإما من سويسرا، إلى الآن لم تتضح الآلية كيف كانت تأتي هذه الأموال النقد التي كانت تعاد إلى هذا الشخص الذي كان يتبرع بها طبعا تحت رقابة الـ FBI وبدفع منهم، أيضا هناك حاخام ثالث يقال إنه كان يحض بعض الإسرائيليين على بيع كليهم بعشرة آلاف دولار ثم يقوم هو ببيعها بـ 160 ألف دولار أميركي..
لونه الشبل: 16 ضعفا، نعم.
أسامة أبو رشيد: كل هذا كان يتم تحت رقابة الـ FBI وكل هذه الأموال التي كان يتبرع بها هذا الشخص العميل السري كان يتبرع بها من أموال الـ FBIكان يقدم نفسه على أنه رجل عقارات، بالمناسبة لا الحاخامات ولا حتى المسؤولين في نيوجيرزي كانوا يعلمون أنه رجل يعني تمت إدانته في عام 2006 بإصدار شيك بدون رصيد وبأنه كان متابعا من قبل الـ FBI يبدو أن هناك صفقة ما بين هذا العميل وما بين الـ FBI .
لونه الشبل: سيد وين هذه القضية هل ستبقى بأميركا أم ستمتد ربما خاصة بعدما نقلته يديعوت أحرونوت أنه يجري التحقيق في اتجاهات تحقيق مختلفة بينها احتمال التحقيق في شبهات ضد جهات في داخل إسرائيل وأن أحد المعتقلين في هذه القضية يملك محلا لتصريف العملات في الولايات المتحدة وتملك عائلته محلا مشابها في إسرائيل.
وين ميدسن: أعتقد أنه من المهم أن نعلم بأن الشاهد السري الذي استخدمته الـ FBI في هذه القضية كان وما زال يعتبر رجلا من مطوري العقارات الرئيسيين في نيوجرزي ونيويورك، كما أنه من المهم أن يلاحظ أنه بين اليهود السوريين مجموعة هناك عدد كبير من المطورين الكبار في مجال العقارات ليس هذا الشاهد السري فحسب بل أيضا شريك قريب للاري سيلفرستيل الذي كان أحد المستثمرين في مركز التجارة العالمي هو الذي حصل على العقد قبل هجوم الإرهابيين على مركز التجارة وهو أيضا شريك مع سيلفرستيل في إعادة تطوير وإعادة بناء موقع هو مركز التجارة، وبالتالي نجد هناك الكثير من الصفقات العقارية تجري في هذا المجال ويقوم بها هؤلاء السوريون اليهود وما نشاهده هنا أن هناك اعتقالا لبعض الحاخامات ولكننا أنا أعتقد لحد الآن يتعاملون مع السمكة الصغيرة إذ أن ما تحاول أن تفعله FBI أن تمسك هؤلاء الحاخامات لكي تحصل.. ربما قد تسقط عنه بعض التهم لاحقا إذا ما تعاونوا معها للحصول على مستويات أعلى واعتقال ناس أكبر مستوى في هذه الشبكة الإجرامية، وإذا ما فعل ذلك أعتقد سنجد توسعا في هذه القضية لتصل إلى إسرائيل والمصارف الإسرائيلية التي تقوم بأعمال كبيرة للمال وكذلك أحد المصارف السويسرية الذي أيضا شارك في نشاطات غسيل الأموال، وبالتالي هذا الأمر أو هذه القضية يمكن أن تتوسع لتصل إلى مستويات عالية جدا وقد تصل وتشمل إلى ارتباطات للمستثمر الموجود في السجن حاليا برنارد مايدوف..
لونه الشبل (مقاطعة): سيد وين بالضبط عند هذه النقطة -يعني عذرا لمقاطعتك- أنت ذكرت مثالا بأن ما نشاهده الآن ربما هو رأس جبل جليد فقط وما خفي ربما كان أعظم وهذا بالضبط يذكرنا بما جرى بالضبط مع مايدوف عندما كشف بملايين ثم توسعت كرة الثلج، هل من رابط بين الاثنين أم فقط أن القصة مشابهة؟
وين ميدسن: أنا أعتقد قد تكون هناك فعلا علاقة وأن الـFBI ربما وعلى الأرجح يلاحقون هذه الصلة، أنا أعرف أن أحد المستثمرين في مركز التجارة العالمي وهو من الذين قاموا بإعادة البناء هو شخص شارك إلى حد كبير وله دور كبير في المصارف الإسرائيلية وكان هو الذي يزود مايدوف بالأموال، وبالتالي ليس هناك فصل كبير بين هؤلاء الأفراد حاليا وقد نرى أن هذه القضية إذا ما سمح للـ FBI أن تواصل التحقيق في هذه القضية فإنها قد تصل إلى مستوى عالي جدا وتقدم أناسا من مستويات عليا شاركوا في هذه النشاطات الإجرامية.
لونه الشبل: سيد أبورشيد توقيت هذا الإعلان رغم أنها شبكة أو شبكات مراقبة منذ عشر سنوات وبعضها منذ ثلاثة أو أربعة، لكن توقيت الإعلان هل يتعلق بشكل ما بجو سياسي عام في الولايات المتحدة الأميركية؟
أسامة أبو رشيد: حقيقة أنا أستبعد أن يكون هناك حكمة من وراء التوقيت هناك يعني سنتان من التحقيقات التي ركزت على هاتين الشبكتين وكان لا بد أن تخرج بنتيجة فأظن أنه لا يمكن الحديث عن توقيت حتى بالنسبة للبعد اليهودي فيها البعد اليهودي السوري، يعني الجالية اليهودية السورية تقريبا منعزلة عن بقية الجاليات اليهودية الأخرى لا يعني هذا أنه لا يوجد علاقة إنما هي لديها إلى الآن بالرغم أنها هاجرت في بدايات القرن الماضي العشرين إلى الولايات المتحدة وزادت هذه الهجرة بعد حرب الـ 1948 إلا أنها بقيت محافظة على خصوصيتها الثقافية محافظة حتى على نوعية الطعام..
لونه الشبل (مقاطعة): هي توصف بأنها منغلقة عموما.
أسامة أبو رشيد: نعم هي منغلقة وكانت تقوم بعمليات تطوير خاصة بها مثلا هذه مدينة صغيرة DL city ساحلية في نيوجيرزي كانت تقريبا خاضعة أو يعني التطوير يخضع لهم فيها وهم كانوا يستخدمونها كمصيف لهم، فلا أظن أن هناك بعدا للتوقيت بحد ذاته. لكن أنا أتفق مع ضيفك الآخر أنه قد تكون هذه بداية دحرجة كرة الثلج بمعنى أننا لم نر بعد الحجم الحقيقي لهذه القضية، قضايا أخرى ارتبطت بالبعد اليهودي مثلا نأخذ نموذج جاك إبراموف الذي كان أحد أكبر الذين يقومون بـ Lobbying في واشنطن وكان له يعني علاقة جيدة بإدارة جورج بوش وكان حتى علم بحرب العراق قبل أن تتم، هذا الرجل أيضا كانت له ارتباطات بإسرائيل ومع ذلك تم حصر القضية عبر صفقة مع الدفاع ومع المتهم ومع الحكومة على أن يتهم بقضايا رشى وبقضايا متصلة بهذا بالفساد السياسي في الولايات المتحدة، فإذاً هناك يعني نستطيع أن نتحدث أن هناك سوابق أنه يتم حصر القضايا السياسية التي ترتبط بإسرائيل بقضايا فساد داخلية بحيث أنها لا تتعلق بإسرائيل ولا تكون إسرائيل فيها طرفا لكن هل نستطيع أن نسحب تلك الأمثلة على هذا الأنموذج هذه القضية التي أمامنا؟ أستبعد أننا سنجد أن القضية ستصل إلى مستوى توريط إسرائيل الدولة أو إسرائيل الحكومة أو إسرائيل الأجهزة الأمنية في المسألة وإن كان البعد الإسرائيلي طبعا حاضرا في المسألة إلى الآن.
لونه الشبل: ليس فقط إسرائيل لكن عموما يعني طرحت فكرة التعاطي وتعاطي الإعلام تحديدا فيما يتعلق بمثل هذه القضايا مقارنة بتعاطيه مع قضايا أخرى لجاليات أخرى ربما. نتابع هذه المسألة بعد الفاصل فابقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
التعاطي الإعلامي والانعكاسات على وضع الجالية اليهودية
لونه الشبل: أهلا بكم من جديد في هذه الحلقة التي نناقش فيها خفايا شبكة الفساد التي تورط فيها رؤساء بلديات وحاخامات يهود في ولاية نيوجيرزي الأميركية. سيد وين من واشنطن، الشبكة متورط فيها حاخامات يهود لكن برأيك كيف سيكون التصرف ربما لو كانت هذه الشبكة أو متورط فيها مسلمون أو مسلمون عرب؟
وين ميدسن: أعتقد أن الإعلام وخاصة الشبكات مثل فوكس نيوز و CNN كانوا يعالجون الموضوع بشكل مختلف تماما إذ أنهم كانوا يغطونه بكل ساعة من ساعات اليوم وشاهدناه في الماضي في حالات مشابهة مثلا إلقاء القبض على إسرائيليين بعد 11 سبتمبر/ أيلول، وبعد مشاهدتهم في المنطقة منطقة مركز التجارة العالمي، هذه القصة والخبر تلاشى فجأة بسرعة وكانت هناك قضايا تجسس لإسرائيليين أو يهود يتجسسون لصالح إسرائيل هذه القضايا غطيت بتغطية بسيطة ثم نسيت، أعتقد أن هذا الخبر وبعد مشاركة أو تدخل اللوبي الإسرائيلي سوف يتلاشى هذا الموضوع ولن يتحدث عنه كما شاهدنا في الماضي.
لونه الشبل: سيد أبورشيد كيف يمكن يعني إقناع الجالية العربية المسلمة الآن بعد ما جرى بأن القانون الأميركي أو الكنس والمنظمات الدينية وفق القانون الأميركي اليهودي طبعا تحظى بتسهيلات في الضرائب أو إعفاء كامل من الضرائب وحرية نسبية للعمل بعيدا عن أعين الـ FBI وبالمقابل أية تحويلات عربية أو كانت متوجهة إلى دول إسلامية يعني قد تدور نصف الكرة الأرضية قبل أن تصل وتراقب بشكل دقيق جدا.
أسامة أبو رشيد: نعم نظريا القانون يعامل الكل كمتساوين أمامه لكن عمليا المسلمون يعانون معاناة خاصة، خاصة فيما يتعلق بفريضة الزكاة وإعطاء الأموال والصدقات أوباما نفسه تحدث عنها في خطاب القاهرة عندما اعترف بأن هناك عراقيل وصعوبات، عندما يعطي المسلمون الصدقة أو الزكاة هنا هذه الأموال كما تفضلت تخضع لمراقبة كبيرة ثم تخضع لمراقبة أين انتهت فإذا وصلت إلى مؤسسة أو منظمة أو حتى إلى شخص أو إلى روضة رياض أطفال فيه طفل في فلسطين كان أبوه أحد يعني الناشطين العسكريين يتم اتهام المؤسسة تلك بدعم الإرهاب كما حصل مع مؤسسة الأرض المقدسة في الولايات المتحدة، في المقابل المؤسسات اليهودية لا يتم مراقبتها ببداية الطريق وعندما.. مثلا لنأخذ نموذجا عندما تحدث أوباما وإدارته الآن عن أن الاستيطان في الضفة الغربية استيطان غير شرعي صحف أميركية كثيرة قالت بأنه إذا أردت أن تحارب الاستيطان عمليا فينبغي أن تحاربه في الولايات المتحدة، أن تكون الحرب بداية من هنا لأن الأموال التي تذهب إلى المستوطنات والمستوطنين تأتي من منظمات إنجيلية مسيحية ومنظمات صهيونية فإذاً لماذا لا يتم ملاحقة هؤلاء على أنهم أيضا يقومون بدعم أعمال غير مشروعة أو أعمال إرهابية؟ فإذاً الواقع القائم في الولايات المتحدة أن هناك معايير مزدوجة عندما يتعلق الأمر بالمسلمين وعندما يتعلق الأمر بغير المسلمين، لو كان هؤلاء مسلمون لرأينا وزير العدل يخرج كما حصل أيام أشاكروفت وأيام بونزالوس يخرجون ويعلنون تفكيك شبكة إرهابية عبر ما يسمى Entrapment أو التوريط يعني دس عنصر بينهم، هذا ما يحصل مع المسلمين في العادة لكن عادة يخرج على أنها قضية إرهابية، في هذه المسألة خرج على أنها قضية فساد عادية.
لونه الشبل: سيد وين باختصار يعني في أقل من دقيقة، هل ستؤثر مثل هذه القضية على الجالية اليهودية عموما وعلى اللوبي بين قوسين اليهودي في داخل واشنطن المعروف بنفوذه القوي؟
وين ميدسن: أعتقد أنا ما سنشهده أنها مجموعات مثل رابطة مكافحة تشويه السمعة وغيرها من اللوبيات الإسرائيلية ستقول بأنه لا يمكن أن تسبغوا الأمر كله على.. وتطبقه على اليهود لأن هذه حالة معزولة وستروى القصة وعلى الصفحات الأولى في الصحف وقنوات التلفزيون، فأنا متأكد أن هذا سيحصل فقد حصل في الماضي ولا أعتقد أن المستقبل سيختلف فيما يتعلق بهذه القضية ولو أننا رأينا هناك تهما إضافية قد قدمت من خلال تعاون هؤلاء الأشخاص مع الـ FBI.
لونه الشبل: شكرا جزيلا لك من واشنطن الإعلامي الأميركي وين ميدسن، وأيضا أشكر من واشنطن الكاتب الصحفي أسامة أبورشيد. نهاية هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعيم، بإمكانكم كما العادة المساهمة في اختيار مواضيع حلقاتنا القادمة بإرسالها على indepth@aljazeera.net غدا إن شاء الله قراءة جديدة في ما وراء خبر جديد, أستودعكم الله.