صورة عامة من برنامج ما وراء الخبر
ما وراء الخبر

آفاق العلاقات الأميركية التركية

تحاول الحلقة التعرف على آفاق العلاقات الأميركية التركية في ضوء الزيارة التي قام بها الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى تركيا.

– أهداف ونتائج زيارة أوباما إلى تركيا
– دلالات الزيارة والانعكاسات المتوقعة

جمانة نمور
جمانة نمور
سمير صالحة
سمير صالحة
بولنت علي رضا
بولنت علي رضا

جمانة نمور: أهلا بكم. نحاول في هذه الحلقة التعرف على آفاق العلاقات الأميركية التركية في ضوء الزيارة التي قام بها الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى تركيا. ونطرح في الحلقة تساؤلين رئيسيين، ما هي أهم النتائج التي تمخضت عنها زيارة الرئيس الأميركي إلى تركيا؟ وكيف ستنعكس نتائج هذه الزيارة على مستقبل العلاقات بين أنقرة وواشنطن؟… إنها عضو في الحلف الأطلسي وهي دولة أغلبيتها مسلمة وهي متفردة بهذا الوضع ونتيجة لذلك فلديها رؤية محكمة لجميع التحديات الإقليمية والإستراتيجية التي قد تواجهها. بهذه الكلمات وصف الرئيس الأميركي باراك أوباما تركيا كما يراها أثناء زيارته التي استمرت يومين وكانت الأولى لدولة إسلامية.

[شريط مسجل]

باراك أوباما/ الرئيس الأميركي: بإمكان تركيا والولايات المتحدة أن يبنيا شراكة نموذجية بين شعب ذي غالبية مسيحية وشعب ذي غالبية مسلمة، ويمكننا أن نخلق نموذجا لمجتمع دولي يسوده الاحترام والأمن والرفاه، مجتمع لا يحوي توترات بين ثقافاته وهو أمر في غاية الأهمية.

[نهاية الشريط المسجل]

جمانة نمور: الرئيس التركي عبد الله غل رد على تقدير أوباما لدور بلاده في المنطقة مركزا على القضايا التي تجتمع عندها مصالح البلدين.

[شريط مسجل]

باراك أوباما: العراق وتركيا والولايات المتحدة تواجه تهديدا مشتركا من الإرهاب بما يتضمنه ذلك من خطر مسلحي القاعدة الذين يحاولون شق الصف العراقي وتدمير العراق وبما يتضمنه ذلك من تهديد حزب العمال الكردستاني، لا يوجد عذر لأي دولة فيما يخص الإرهاب، بصفتي رئيسا ولأنني أحتاج إلى حليفنا أتعهد بأن تحصلوا على دعمنا ضد خطر أنشطة حزب العمال الكردستاني أو أي طرف آخر.

[نهاية الشريط المسجل]

جمانة نمور: إذاً سوف نعود إلى الاستماع إلى ما قاله عبد الله غل تحديدا فيما يتعلق بالمصالح المشتركة بين البلدين، لنتابعه معا.

[شريط مسجل]

عبد الله غل/ الرئيس التركي: إذا أردت وضع قائمتين بالقضايا التي تهم بلدينا فستكونان متشابهتين فلدينا تفهم كبير ونعمل بالتنسيق فيما بيننا، بالتأكيد الحرب ضد الإرهاب هي من أهم القضايا بالنسبة لبلدينا وسيتم تعزيز وتطوير التعاون في مواجهة الإرهاب في أماكن عديدة من أفغانستان إلى القوقاز والبلقان والشرق الأوسط.

[نهاية الشريط المسجل]

أهداف ونتائج زيارة أوباما إلى تركيا

جمانة نمور: ومعنا في هذه الحلقة من اسطنبول الدكتور سمير صالحة أستاذ العلاقات الدولية بجامعة خوجا علي، ومن واشنطن الدكتور بولنت علي رضا مدير برنامج تركيا بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، أهلا بكما. دكتور سمير برأيك هل نجح أوباما في وضع أسس علاقة قوية مع تركيا؟

ما زال الوقت مبكرا جدا للحكم على نتائج زيارة أوباما لتركيا، لكنه كان قد أعد نفسه جيدا قبل الحضور إلى تركيا نقطة أساسية لفتح صفحة جديدة مع تركيا على عكس سياسة بوش التي تسببت في كثير من الكوارث بين البلدين

سمير صالحة: باختصار لا أظن، ما زال الوقت مبكر جدا للحكم على نتائج هذه الزيارة لكن كتقويم سريع وموجز طبعا هو كان قد أعد نفسه جيدا قبل الحضور إلى تركيا كنقطة أساسية هو أعلن أنه ترك تماما سياسة أميركا السابقة سياسة بوش التي تسببت بالكثير من الكوارث من ناحية العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة الأميركية أولا وعلى الصعيد الإقليمي ثانيا يعني هو جاء ويحمل الكثير من الوعود الكثير من الملفات لفتح صفحات جديدة بين البلدين، ولكننا كما قلت نحتاج إلى المزيد من الوقت لقول الكلمة النهائية.


جمانة نمور: هل هو فقط الوقت ما يعني نحتاجه لمعرفة ذلك دكتور بولنت علي رضا؟

بولنت علي رضا: السيد أوباما بدأ فيما يتعلق ببوش الذي كان في توتر في علاقاتهم بتركيا والعالم الإسلامي بالإضافة إلى ذلك فقد بدأ جيدا من اليوم الذي تم تنصيبه فيه وذلك بمحاولة التواصل مع العالم الإسلامي وقال إنه يريد أن يقيم علاقات قائمة على الاحترام المتبادل، وبصراحة فإن الزيارة إلى تركيا لا معنى لها ما لم نرها من وجهة النظر العامة بشأن علاقة بشأن رئيس أميركا الجديد يحاول أن يطوي صفحة سنوات بوش فيما يتعلق بعلاقته بالعالم الإسلامي وكذلك فتح صفحة جديدة.


جمانة نمور: حمل وعودا لكي يفتح هذه الصفحة وعود تحدث عنها الدكتور سمير لكن ماذا يريد بالمقابل؟

بولنت علي رضا: لقد قال بأنه سيقوم بسحب قواته من العراق لكنه في نفس الوقت يقوم بزيادة التزامه في أفغانستان وهو يريد من تركيا وكذلك من الدول الإسلامية الأخرى أن تدعمه في هذا المسعى، لكن على المستوى العام ما يريده هو أن يحصل على الدعم من حكومات العالم الإسلامي وكذلك شعوب العالم الإسلامي في محاولته عزل وفي نهاية المطاف هزيمة المتطرفين الذين يتصرفون باسم الإسلام، قال إن حربه ليست مع الإسلام هذا في الخطاب الذي ألقاه أمام البرلمان التركي لكنه يريد مساعدة العالم الإسلامي في محاولة عزل وهزيمة هذه القوة، وفي هذا المنحى فتركيا مهمة لأنها عضو من التحالف الغربي فهي عضو في الناتو وفي نفس الوقت هي دولة 99% من سكانها مسلمون ولذلك فلديها مصداقية في العالم الإسلامي.


جمانة نمور: دكتور سمير هل من إضافات برأيك يمكن أن يكون الرئيس أوباما يريدها من تركيا أن تلعب أدوارا ما؟

سمير صالحة: أنا برأيي أنه من المبكر جدا أن نستمع إلى أوباما حول ماذا يريد هو، عليه برأيي تحديدا أن يصغي إلينا نحن ماذا نريد وكيف نفكر لأن الأزمة الأساسية تتعلق بهذه النقطة يعني في السنوات الأخيرة كما تعرفون عانينا الكثير من المشاكل في أكثر من مكان في أكثر من منطقة وسبب هذه المشاكل..


جمانة نمور (مقاطعة): طيب ما الذي تريدونه؟

سمير صالحة (متابعا): نحن نريد أولا أن يتفهم مثلا أن يتفهم الجانب الأميركي الأزمة الحقيقية في العراق بمسارها ومستقبلها، عليه أن يفهم مثلا الوضع القائم اليوم في الموضوع الإيراني، عليه أن يتعامل بجدية مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة، هذا ما ينبغي أن يستمع إليه أوباما من يعني من شخصيات وقيادات عربية وإسلامية في المنطقة لأنه كما تعرفون الحكومة الإسرائيلية جديدة بطروحاتها خصوصا في اليومين الأخيرين مقلقة جدا، يعني هنا هذا ما نطلبه نحن من أوباما قبل أن يقول لنا ما في جعبته من جديد.


جمانة نمور: يعني أعود دكتور سمير من الملفت ربما لو.. قبل ما أطلقه الرئيس باراك أوباما من تصريحات كان هناك عناوين أخرى تركيا ما تكلمت عنه هي ربما الأمور التي لم يتحدث بها، دعنا قبل أن نتابع النقاش نستمع إلى ما تحدث به فيما يتعلق تحديدا بمديح كاله لتركيا ولخصوصيتها ودورها في المنطقة، هو لم ينس تأكيد دعمه لها في أبرز القضايا المتعلقة بوضعها الخاص، في هذا الإطار أعلن دعمه الصريح لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي مع منحها فرصة لحل مشكلاتها التاريخية مع أرمينيا، تعهد بشكل قوي بمساعدة أنقرة في مواجهاتها مع حزب العمال الكردستاني كما سمعنا في مقتطف صوتي سابق في سياق هذه الحلقة، نستمع إذاً إلى بعض وعود ومواقف باراك أوباما.

[شريط مسجل]

باراك أوباما: إننا نشجع قدر الإمكان هذه المحادثات بشأن هذه القضية التي قد تثمر عما قريب، وما أريده ليس التركيز على وجهة نظري أنا وإنما على نظرة الأتراك والشعب الأرميني للعلاقة بينهما، إذا كان باستطاعة الطرفين التعامل مع التاريخ المأسوي وقتها فعلى العالم أن يشجعهما. الولايات المتحدة تؤيد محاولة تركيا الانضمام للاتحاد الأوروبي، نتحدث ليس بصفتنا عضوا في الاتحاد الأوروبي ولكن كأصدقاء لكل من تركيا وأوروبا.

[نهاية الشريط المسجل]

جمانة نمور: دكتور بولنت إذاً هناك نقطتان تحديدا تحدث بهما الدكتور سمير بالإضافة إلى ما قدمه أوباما من مديح ووعود بالمساعدة فيما يتعلق بالاتحاد الأوروبي وقضية حل الخلاف مع أرمينيا وما إلى هنالك هما إيران وإسرائيل.

بولنت علي رضا: أعتقد أنه علينا أن نكون واقعيين فإذا كان الرئيس بوش لا يزال في السلطة فلم يكن بالإمكان أن نتوقع أي نوع من الحراك الإيجابي على أي من هذه الملفات، هو لم يعد في السلطة ولدينا شخص الآن رئيس للولايات المتحدة هو يقوم بمجهود حقيقي ليتواصل مع العالم الإسلامي، وأعتقد أن هذه المشاكل كافة التي تم ذكرها هي مهمة بالنسبة لأوباما وسيكون صعبا بالنسبة له في هذا الوقت، أنا أتحدث من واشنطن حيث من الصعب أن نغير الأشياء بسرعة فلا يمكننا أن نغير كافة الأمور بسرعة. الآن فيما يتعلق بإيران أعتقد أن تركيا هي بلد مهم ولديها حوار جيد مع إيران وكانت تطلب أن يبدأ الحوار بين الولايات المتحدة وإيران ويمكنها أن تساعد في هذا المنحى، وبالتأكيد فإن اللقاء مع أوباما أردوغان أكد على الحاجة إلى حل تفاوضي للمشكلة بدل المواجهة العسكرية التي كان يتحدث عنها بوش. فيما يتعلق بإسرائيل ومجددا فإن السيد أردوغان قال بأن المشاكل مع إسرائيل.. تحدث عنها لأنه تحدث بشكل قوي ضد الحرب على غزة التي أطلقتها الحكومة الإسرائيلية السابقة وكان لديه مواجهات مع الرئيس الإسرائيلي في منتدى دافوس نتيجة لذلك، والسيد نتنياهو هو متشدد وإذا كان هناك وكذلك فإن ليبرمان سيصبح وزيرا قويا، السيد أوباما لن يلقى المهمة سهلة لفرض تنازلات عليهم، تركيا مجددا ستكون إلى جانب أولئك الذين يحثون أوباما لدفع نتنياهو من أجل الذهاب إلى حوار سلام مع السيد عباس وبالتأكيد مع حماس. الآن هذا كله لن يحدث بسرعة أو ببساطة لكنني أعتقد أن الحوار الذي بدأه مع الحكومة التركية بالإضافة إلى رسائله للعالم الإسلامي علينا أن ندعمها وعلينا النظر إلى الجانب المليء من الكأس لا الجوانب الفارغة.


جمانة نمور: دكتور سمير في مقال في الفايننشال تايمز الصحيفة رأت بأن الولايات المتحدة التي لا تملك خطوط تواصل كثيرة في المنطقة تجد ضالتها فيما سمته قنوات الحليف التركي المفتوحة على سوريا وإيران وحماس وكذلك على السعودية وإسرائيل، إذاً في المقابل أيضا على تركيا أن تلعب دورا في هذه القنوات، هل هي مستعدة أن تقوم به بما يؤمن المصلحة الأميركية أيضا؟

سمير صالحة: برأيي الشخصي أيضا أن طبعا تركيا منذ البداية طرحت مواقف واضحة ومحددة في المسائل الإقليمية، لكن التطورات الأخيرة التي حدثت خصوصا كما قلت قبل قليل على الساحة الإسرائيلية تحديدا، المواقف الصادرة عن طهران المواقف الأخيرة يعني هي تربك الساحة السياسية الإقليمية، من هنا ينبغي فتح ملفات جديدة وبأسلوب جديد. كما تعرفون الأسبوع المقبل سيصل ميتشل إلى المنطقة في جولة جديدة الغاية الأساسية هي إسرائيل، إذاً هناك حملة برأيي مركزة هذه المرة من قبل واشنطن باتجاه تل أبيب لإقناعها بتعديل سياستها ومواقفها الأخيرة وهذا ما نطلبه نحن كدول عربية وإسلامية تحديدا، إذا كانت إسرائيل ستتعنت فلا أظن أن أوباما سينجح في فتح أي صفحة وأي ملف جديد باتجاه الحلحلة والتنسيق والتعاون بين الدول الإقليمية هذه مسألة أساسية. مسألة أخرى كما تعرفون هناك الموضوع الإيراني الذي هو يقلق الجميع، برأيي أن أوباما عندما خاطب إيران من مجلس النواب التركي كان عليه قبل أن يوجه الرسالة نحو طهران، كان عليه -في الموضوع النووي تحديدا- كان عليه أن يوجه رسالة أكثر شمولية باتجاه دول المنطقة بأسرها وليس باتجاه إيران وحدها، هذه عقدة أساسية أيضا تنتظر أوباما وأيضا مركزها تل أبيب ينبغي أيضا أن يتعامل معها بجدية وسرعة مطلقة.


جمانة نمور: على كل البعض تساءل يعني هل التوجه إلى إيران هو دعوة ربما إذا كانت مستعدة أن تحذو حذو تركيا فأميركا حينها أيضا ربما تستطيع أن تعاملها بالمثل، قد يكون ذلك، أو هناك من يتساءل إن كان فعلا الولايات المتحدة الأميركية تفضل أن تتعامل مع عالم إسلامي بزعامة تركيا على أن يكون بزعامة إيران؟ نتابع هذا النقاش بعد الفاصل فكونوا معنا.

[فاصل إعلاني]

دلالات الزيارة والانعكاسات المتوقعة

جمانة نمور: أهلا بكم من جديد في حلقتنا التي تناقش آفاق العلاقات بين أنقرة وواشنطن بعد زيارة أوباما إلى تركيا وبالطبع انعكاساتها على ما يجري في المنطقة. قبل الفاصل كنا نتحدث تحديدا عن إيران دكتور بولنت علي رضا، في صحيفة الغارديان أيضا جملة تقول الصحيفة بأن الحقيقة المزعجة -بحسب تعبيرها- هي أن الدولتين الأقوى نفوذا في الشرق الأوسط هما تركيا وإيران وكلاهما ليست عربية، ولذلك فإن الصحيفة ترى بأن أوباما أحسن فعلا عندما اختار تركيا لتسليط الضوء على محاولته جسر الهوة بين الغرب والإسلام. هل فعلا هذا ما يطمح إليه الأميركيون الآن، إن كانوا يريدون التعامل مع العالم الإسلامي فهم يفضلون أن يكون بزعامة تركيا حيث الإسلام الذي يلقبونه الإسلام المعتدل وحيث هناك حليف عضو في الناتو؟

أوباما زار تركيا التي هي البلد الإسلامي الوحيد العضو في حلف الناتو، وإذا تحسنت العلاقات في المستقبل مع إيران فقد يزور طهران، لكنه لا يحاول أن يستخدم تركيا ضد إيران بل يحاول إرسال رسالة إيجابية

بولنت علي رضا: لا أعتقد أن أيا من طهران أو أنقرة يمكنها أن تقود العالم الإسلامي، تأكدوا أن العالم سيتبعها بالشكل الذي نريده، من الواضح أن إيران وتركيا هما دولتان مهمتان في العالم الإسلامي وكذلك القاهرة والرياض وعاصمات عربية أخرى، ما يقوم به أوباما في هذه الزيارة هو أنه ذهب إلى البلد الوحيد في العالم الإسلامي الذي هو عضو في الناتو وكذلك عضو في العالم الإسلامي، في المستقبل وخلال رئاسته فإنه سيزور العواصم العربية الأخرى ومن يدري إذا تحسنت العلاقة مع إيران فإنه في يوم من الأيام قد يزور طهران. لكن هذه بداية، هو لا يحاول أن يستخدم تركيا ضد إيران عن عمد أو أنه يستخدم القيادة التركية لزعامة العالم الإسلامي فيما يتعلق في معاملته بالدول الأخرى، ما يقوم به أوباما في هذه المرحلة هو أنه يحاول بأن يبعث برسالة إيجابية. في واشنطن هناك الكثير من المراجعات جارية الآن بما يتعلق بسياسة أوباما الخارجية لم تنجز ولم تنته حتى الآن فهو لم يقم بإنجاز طريقة تعامله مع إسرائيل وحكومة نتنياهو الجديدة، لم يقرر كيف سيتم إدخال حماس في المعادلة حتى الآن، كل هذه القضايا سيتم إنجازها في الأشهر القادمة هو..


جمانة نمور (مقاطعة): على كل يبدو، يعني عفوا للمقاطعة، على ما يبدو مثلا السيد جواد البشيتي لا يوافقك الرأي، هو قال أحسب بأن الرئيس أوباما كان قد زكى تركيا لقيادة العالم الإسلامي أو لقيادة جوارها النفطي من العالم الإسلامي، برأيه لا إيران لا السعودية لا مصر وإنما تركيا هي همزة الوصل بين الشرق الإسلامي والغرب الأوروبي المسيحي. على كل أيضا هناك من نظر بأن أوباما وعندما زار تركيا كأول بلد بأغلبية مسلمة بدا كمن يعقد لها فعلا لواء هذه الزعامة زعامة العالم الإسلامي حين اختارها منصة لمخاطبة ذلك العالم وحين خصها بعبارات من قبيل أن عظمتها تكمن في قدرتها على أن تكون محورا للجميع ومكانا لالتقاء الشرق والغرب وليس مكانا للفصل بينهما على حد تعبيره، لنتابعه.

[شريط مسجل]

باراك أوباما: الولايات المتحدة لم تكن يوما ولن تكون عدوا للإسلام، في الحقيقة إن شراكتنا مع العالم الإسلامي هامة جدا ليس فقط للقضاء على أيديولوجيات العنف ولكن لخلق الفرص أمام شعوب العالم.

[نهاية الشريط المسجل]

جمانة نمور: دكتور سمير إذاً يعني بالإضافة إلى ما ذكرته فيما يتعلق بحديث السيد جواد البشيتي، هو قال أعطى أهمية لموضوع أن تركيا هي عضو في حلف الناتو الذي يعمل على توسيعه جغرافيا ولجهة مهماته أيضا فهذا الشرطي الدولي يبحث الآن عن عمل له في الجوار الإقليمي الإسلامي لتركيا. إذاًَ قيل بأن عهد الولايات المتحدة الجديد عهد أوباما سيكون عهدا جديدا لحلف الناتو وهل هذا كان منطلقا أيضا لإعطاء دور أكبر لتركيا؟

سمير صالحة: طبعا يعني اختيار تركيا لتكون نقطة البداية في الانفتاح على العالم الإسلامي مسألة مهمة جدا، لتركيا خصائصها كما تعرفون على المستوى الجيوسياسي والجيوتاريخي حتى والجيوحضاري حتى، ولكن لا أظن أن تركيا هي تريد هنا أن تلعب دورا نيابة عن آخرين يعني تنتزع دور دول إقليمية أخرى يعني تحديدا هناك طهران بقوتها ونفوذها هناك القاهرة كما تعرفون هناك دمشق هناك الرياض هناك عواصم كثيرة..


جمانة نمور (مقاطعة): يعني بكلام آخر هل تريد أن تلعب دورا بحدود؟ هل تحركت تركيا شرقا لتعود بقوة إلى المعسكر الغربي وهذا هدفها الحقيقي وليس زعامة فعلية؟

سمير صالحة: نعم أظن أن من أكثر ما يقلقني تحديدا هو إذا جرت الاتصالات مع إيران مع طهران في الموضوع النووي ورفضت طهران تصلبت في مواقفها فما الذي ستفعله أنقرة بعد ذلك؟ هذا هو أكثر ما يقلقني تحديدا يعني إذا كان هناك عملية ضمن الناتو عملية عسكرية في المستقبل ضد إيران فكيف ستتصرف تركيا؟ هذه النقطة العقدة الأساسية، من هنا على تركيا أن تحدد خياراتها وموقعها الذي تعرفه ودورها الذي تعرفه جيدا وتتعامل على أساسه في المستقبل مع جيرانها والدول العربية والإسلامية.


جمانة نمور: الديلي تلغراف ترى بأن الأهمية الإستراتيجية لتركيا تكمن في كونها متراس الغرب ضد ما أسمته الصحيفة، كل التهديدات المحتملة القادمة من الشرق سواء كان مصدرها النزعة القومية الروسية المتجددة أو الأصولية على الطراز الإيراني. ما رأيك؟

سمير صالحة: نعم أنا أظن أن هذا التحليل أيضا يحتاج إلى معالجة مفصلة يعني فيه الكثير من الجوانب التي لا تعنينا كدول وشعوب في المنطقة، مثلا مسألة أخرى طرحها الرئيس أوباما في الموضوع الأوروبي كما قال تركيا هنا تحديدا كلما أصرت واشنطن على أن تتوسط -وتتوسط كلمة تتوسط أقولها بين مزدوجين- لتسهيل دخول تركيا إلى الاتحاد الأوروبي كلما تصلبت الدول الأوروبية الرئيسية في مواقفها وعارضت هذا الدور الأميركي، من هنا على تركيا أن تلعب ورقتها بنفسها، كما ستتعامل مع الأوروبيين عليها أن تتعامل مع الدول الإقليمية وأن تطلق سياسات واضحة مشتركة وتأخذ بعين الاعتبار مصالح الجميع.


جمانة نمور: دكتور بولنت باختصار شديد بثوان في نهاية الحلقة، أوباما كسب قلوب وعقول الأوروبيين، هل نجح في هذا الإطار تركياً برأيك؟

بولنت علي رضا: بالتأكيد في واقع الأمر أن دعم الولايات المتحدة كان يصل إلى 5% و6% في عهد بوش وهو الآن يصل إلى 30% وفي ارتفاع مستمر، تركيا -ما قاله على حق- تركيا هي بلد شرقي إذا كنت قادما من الغرب وبلد غربي إذا كنت قادما من الشرق وما يقوله أوباما هو إنها تنتمي إلى العالمين وهي مزية كبيرة وهذا ما يريد الأتراك أن يسمعوه، وهذه بداية جيدة وأنا سعيد بزيارته لتركيا في بداية عهده، علينا أن نتذكر أنه قام بثاني زيارة رسمية خارج البلاد بعد زيارته إلى كندا، اجتماعاته الأخيرة كانت متعددة الأطراف هذا أمر مهم وهو يؤكد على الدور المهم لتركيا كجسر بين العالمين.


جمانة نمور: شكرا لك الدكتور بولنت علي رضا مدير برنامج تركيا بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية وكان معنا من واشنطن، نشكر من اسطنبول الدكتور سمير صالحة أستاذ العلاقات الدولية بجامعة خوجا علي. وبالطبع نشكركم مشاهدينا على متابعة هذه الحلقة من ما وراء الخبر، بإمكانكم المساهمة في اختيار مواضيع حلقات مقبلة عبر إرسالها على موقعنا الإلكتروني
indepth@aljazeera.net
نشكر متابعتكم وإلى اللقاء.