صورة عامة- ما وراء الخبر
ما وراء الخبر

دلالات الخطاب الجديد لأسامة بن لادن

تناقش الحلقة التسجيل الصوتي الجديد المنسوب لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي خصصه للقضية الفلسطينية واتهم فيه بعض الحكام العرب بالتواطؤ في الحرب الإسرائيلية على غزة.

– دلالات التوقيت وجديد المضمون

– أسباب التركيز على القضية الفلسطينية

 

لونه الشبل
لونه الشبل
عبد الباري عطوان
عبد الباري عطوان
ضياء رشوان
ضياء رشوان

لونه الشبل: أهلا بكم. نتوقف في حلقة اليوم عند تسجيل صوتي جديد منسوب لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بدا مخصصا للقضية الفلسطينية واتهم فيه بعض الحكام العرب بالتواطؤ في الحرب الإسرائيلية على غزة داعيا إلى الجهاد والإعداد لتحرير فلسطين. وفي حلقتنا محوران، ما مدى واقعية دعوة ابن لادن لإنشاء هيئة مناصحة وفتح الحدود بالقوة لتحرير فلسطين؟ وما هي دلالة البعد العراقي في رسالة زعيم تنظيم القاعدة؟… قال أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة إن بعض الحكام العرب تواطؤوا مع ما سماه التحالف الصليبي الصهيوني على أهل غزة واتهم ابن لادن في تسجيل صوتي جديد منسوب إليه حصلت الجزيرة على نسخة منه اتهم قيادات الجماعات الإسلامية بخذلان الأمة.

[شريط مسجل]

أسامة بن لادن/ زعيم تنظيم القاعدة: وقد بدا واضحا أن بعض الحكام العرب تواطؤوا مع التحالف الصليبي الصهيوني على أهلنا وهم من تسميهم أميركا بحكام دول الاعتدال، وفي الحقيقة أن دول العالم الإسلامي من أندونيسيا إلى موريتانيا بلا استثناء تنقسم إلى قسمين اثنين، دول معوجة ودول أكثر اعوجاجا والإسلام بريء من حكامها جميعا. وأما اليوم فجميع الجيوش الرسمية للأمة تحت قيادة المنافقين من حكام المنطقة، كما أن معظم الجيوش غير الرسمية تحت قادة الجماعات الإسلامية وكثير منهم يرون أن هؤلاء الحكام ولاة أمر شرعيين يحرم الخروج عليهم فكيف لا تتوالى علينا المصائب؟ وقد بدا ذلك واضحا في خذلان هذه الجماعات لغزة وأهلها وهم ينتظرون إذنا من المنافقين حتى يجاهدوا فأي استغفال هذا للشباب المسلم؟

[نهاية الشريط المسجل]

لونه الشبل: وقال ابن لادن إن ما سماها بمحرقة غزة حدث تاريخي مهم وفاجعة مفصلية وأضاف أن الطريق إلى الأقصى يحتاج إلى قيادات صادقة، ودعا ابن لادن من سماهم بعلماء العالم الإسلامي الصادقين إلى إنشاء ما سماها هيئة مناصحة.

[شريط مسجل]

أسامة بن لادن: فمحرقة غزة وسط هذا الحصار الطويل هي حدث تاريخي مهم وفاجعة مفصلية تؤكد على ضرورة المفاصلة بين المسلمين والمنافقين، فلا يصح أن يكون حالنا بعد غزة كحالنا قبلها بل يجب العمل الجاد والإعداد للجهاد لإحقاق الحق وإبطال الباطل ويجب أن نضرع إلى الله تعالى من كل من تواطأ مع الأعداء على أهلنا فالطريق لتحرير الأقصى يحتاج إلى قيادات حقيقية صادقة مستقلة قوية أمينة تكون على مستوى هذه الأحداث الجسام، ملمة بفقه الواقع وفقه الشريعة وينشؤون هيئة مناصحة لها فروع في أقطار العالم الإسلامي تسعى لنشر البيان والبلاغ وتوعية عامة أبناء الأمة شرعيا وسياسيا وعندها تتحرر العقول من الجهل والغفلة، كما ينبغي أن يحرص أعضاء هذه الهيئة على أن يكونوا في مأمن من تدخل السلاطين في هيئاتهم متبرئين منهم جميعا حذرين من اختراقهم لهيئتهم عبر علماء السوء كما هو حال كثير من الهيئات القائمة في بلادنا، وإن من واجبهم نشر الأحكام الشرعية ذات الصلة بهذه المواضيع كالتأكيد على أن الجهاد متعين اليوم إلى أن تتم الكفاية والتأكيد على الفتوى التي صدرت عن بعض أهل العلم في أحداث غزة والمتضمنة بأن من ساعد الأعداء وظاهرهم على المسلمين يكون مرتكبا ناقضة من نواقض الإسلام وما يترتب على ذلك من أحكام.

[نهاية الشريط المسجل]

لونه الشبل: زعيم تنظيم القاعدة دعا أيضا هيئات المناصحة التي أشار إليها إلى إعداد قوائم بمن وصفهم بالمنافقين ووسائل إعلامهم وتحذير الأمة منهم، كما دعا إلى دعم من سماهم المجاهدين في العراق لتحرير بلاد الرافدين واتخاذها منطلقا لتحرير فلسطين.

[شريط مسجل]

أسامة بن لادن: القيام بعمل القوائم المتضمنة لأعدائنا من المنافقين ووسائلهم ولا سيما الإعلامية كالصحف والكتب والمجلات والإذاعات والقنوات الفضائية وكذلك إعداد القوائم للذين تصب جهودهم في صالح أعدائنا دون أن يشعروا كالمرجفين والمخذلين والمثبطين من المسلمين. لا بد من البحث عن دول خارج دول الطوق يتم تحرك المجاهدين منها لتفتح الحدود بالقوة لنصل إلى أهلنا في ربوع الأقصى المبارك، والفرصة الثمينة النادرة للصادقين في رغبتهم في تخليص الأقصى هي بدعم المجاهدين في العراق بكل ما يحتاجون إليه لكي يحرروا أرض الرافدين وبذا يقومون بواجبين اثنين هزيمة الحلف الأكبر للصهاينة ثم ينطلق إلى الأردن حيث أنها أفضل وأوسع الجبهات ومن الأردن تكون الانطلاقة الثانية إلى الضفة الغربية وما جاورها وتفتح الحدود بالقوة لاستكمال النقص في المقومات المطلوبة لكي يتم تحرير فلسطين كلها من النهر إلى البحر بإذن الله.

[نهاية الشريط المسجل]

دلالات التوقيت وجديد المضمون


لونه الشبل: ومعنا في هذه الحلقة في الأستوديو الأستاذ عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة القدس العربي ومؤلف كتاب "التاريخ السري للقاعدة"، وسينضم إلينا خلال ثوان الدكتور ضياء رشوان الباحث في قضايا الجماعات الإسلامية في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية. أستاذ عبد الباري أهلا بك في الأستوديو، قبل أن أدخل في مضمون هذه الرسالة شكلها توقيتها اليوم بعد شهرين بالضبط عن رسالة سابقة أيضا في أو ثلاثة أشهر بالضبط في يناير/ كانون الثاني في الرابع عشر كان هناك رسالة لأسامة بن لادن. ماذا أراد أن يقول فقط في إظهار هذه الرسالة قبل المضمون؟

عبد الباري عطوان: أولا ركز على ثلاثة أمور أساسية الأمر الأول هو أن ما حدث في قطاع غزة هو حدث تاريخي الأنظمة العربية تقاعست بالكامل عن نصرة أهالي قطاع غزة رغم الصمود الأسطوري والإعجازي الذي قاموا به في مواجهة الآلة العسكرية الإسرائيلية، النقطة الثانية يرى أنه لا توجد مرجعية إسلامية على الإطلاق لا توجد هناك الأزهركمرجعية إسلامية غير موجودة، المرجعيات التي انبثقت عن الأنظمة أيضا غير محترمة وغير يعني موثوقة من قبل الناس، النقطة الثالثة والمهمة في تقديري هي دعوته لكي يكون العراق منطلقا لإرسال المجاهدين والمقاتلين إلى الأردن ومنها إلى الضفة الغربية ومن ثم إلى باقي أنحاء فلسطين يعني هذه النقاط الثلاثة هي أبرز ما جاء في هذا الخطاب. لعل الشيخ أسامة بن لادن أراد أن يقول بأن نحن أمامنا فرصة تاريخية، الأنظمة العربية هزمت، الأنظمة العربية تعرت بالكامل بسبب يعني تواطؤها مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لم تفتح الحدود لم تنصر المجاهدين لم يعني توصل الغذاء والطعام والأدوية إلى هؤلاء فعلينا أن الآن الفرصة مناسبة لكي تقوم الشعوب بواجبها في هذا الإطار وهو يدرك جيدا بأن من انتصر على إسرائيل هم الإسلاميون حقيقة الانتصار الأول عام 2006 يوليو 2006 اللي كان من قبل المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان، الانتصار الثاني أو على الأقل الصمود الثاني الأبرز هو كان في قطاع غزة فهو يحرض الشعوب على أنظمة فقدت مصداقيتها لم يعد لها أي تأثير موجود تقاعست أو لم تتقاعس تواطأت في العدوان مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. فالتوقيت مهم ولاحظنا أنه لم يترك هذه المناسبة لنائبه الدكتور أيمن الظواهري كما جرت العادة، بادر بنفسه أدرك أن هناك لحظة تاريخية هو كقائد لتنظيم القاعدة كمرجعية إسلامية جديدة مثلما يقدم نفسه عليه أن يدلو بدلوه في هذه المسألة وفي تقديري كان التوقيت مناسبا الكلمات مناسبة وربما تجد صدى كبيرا في أوساط الجماهير العربية والإسلامية المحبطة من هذه الأنظمة العاجزة الفاشلة المتواطئة مع العدوان الإسرائيلي.

لونه الشبل: دكتور ضياء إذا كان التوقيت مناسبا كما يرى الأستاذ عبد الباري، هناك من رأى بأن النقاط ليست جديدة رغم الاختلاف ربما في بعض الصيغ لكن عندما يتحدث عن فلسطين عندما يتحدث عن الجهاد حتى مروره على العراق ليست نقاطا جديدة خاصة إذا ما أخذنا آخر تسجيلين في كانون الثاني الماضي وفي مايو عام 2008؟

ضياء رشوان: نعم ربما كانت المنطلقات النظرية والأحكام العملية والنظرية أيضا على الأحداث التي تجري في العالم العربي والإسلامي ليست جديدة ولكن الجديد للغاية في هذا الخطاب هو أن ابن لادن للمرة الأولى يحدد الخطوط الواضحة لما يعتقد أو يعتقد هو أنها إستراتيجية العمل للقاعدة وبخاصة القاعدة في العراق، ابن لادن يحدد خطوتين واضحتين الأولى كما يراها هي أي انتهاء من الاحتلال الأميركي في العراق وهو أمر كما يعرف الجميع ليس رهنا الآن بيد القاعدة، القاعدة تراجعت بشدة في العراق، أضحى رهنا لقوى أخرى إسلامية ووطنية تقاوم في العراق كما أضحى أيضا مرتهنا بقرار حاكم البيت الأبيض الجديد وبالتالي ليس هناك ما يمكن تسميته قرارا حاسما للعراق، لكن ابن لادن يريد هنا أن يكتسب ما يمكن أن نسميه دعاية خاصة بأن القاعدة انتصرت في العراق ومن ثم فهو يحدد الخطوة التالية وهي الذهاب إلى الأردن..

لونه الشبل (مقاطعة): ولكن سأبقى معك دكتور ضياء على ذكر الحاكم الأميركي الجديد لم نسمع ما يشير إلى الإدارة الأميركية الجديدة أو إلى أوباما في هذا التسجيل؟

ضياء رشوان: نعم وربما هذا يؤكد ما أريد أن أقوله، ابن لادن يريد أن يبعد أنظارنا عن حقيقة أن الإدارة الأميركية قررت الانسحاب من العراق تحت ضغوط مختلفة كان جزء منها القاعدة في الماضي ولكن لم تعد القاعدة هي المشكلة الرئيسية الأميركية في العراق، لكن في كل الأحوال عودة إلى ما أقول وهو أن ابن لادن يحدد للمرة الأولى كيف ستتحرك القاعدة، قاعدة العراق ستذهب إلى الأردن، هذا بمثابة قرار إستراتيجي من المرشد العام للقاعدة وزعيمها إلى الأفراد التابعين لها في العراق بأن يتبعوا هذا السبيل، وهذا الأمر في رأيي بقدر ما يحمل من إعلان عن خطوات التحرك بقدر ما يحمل أيضا تنبيها لكل من يبحثون عن القاعدة وأفرادها فلا شك أن زعيم القاعدة بهذا التنبيه يقطع الطريق الأمني والعسكري على أفراد القاعدة الذين حدد لهم الجبهة الجديدة، هذه الجبهة الجديدة ستكون محلا لكثير بل ربما لمعظم الجهود الأمنية من مختلف دول العالم وفي مقدمتها بالطبع السلطات الأردنية للحيلولة دون هذا الاحتلال. هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها ابن لادن أو الظواهري أو أحد قيادات القاعدة على الإطلاق عن مسار تحرك من يتبعونه في غير مناطق القتال كان هناك دعوات دائمة للذهاب للعراق أو أفغانستان باعتبارهم ميادين قتال أما أين ستفتح معركة القتال الجديدة، هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها ابن لادن وهذه أيضا تعطينا ملاحظة مهمة للغاية وهي أن القاعدة تفتقد التواجد داخل الأراضي الفلسطينية على الإطلاق لأنه لو كان هناك عناصر من القاعدة في داخل الأراضي الفلسطينية سواء في الضفة الغربية التي تتاخم الأردن أو في غزة لدعاها ابن لادن في خطابه الحالي أو السابق أو دعاها الظواهري في خطبه المتتالية حول غزة، هو الآن يخاطب عناصره فقط الموجودة في العراق والتي أضحى عددها قليلا للغاية للذهاب لفتح جبهة ومن ثم فليس هناك بداخل فلسطين من يساند القاعدة.

لونه الشبل: أستاذ عبد الباري، تحدث الدكتور ضياء عن نقطتين هامتين مسار التحرك والأردن، لنبق في الأولى مبدئيا، لوحظ هذه المرة بأن هناك منهجا ربما يتحدث عنه نقاط واحد اثنان ثلاثة أسامة بن لادن قيل فيما سبق والمحللون رؤوا بأنه محرض دور محرض وتعبوي ولكن هذه المرة لوحظ بأن هناك مواد هيئات هيئة نصح وما إلى ذلك ومسار تحرك، هل نحن أمام اختلاف ربما؟

عبد الباري عطوان: يعني ربما تكون القاعدة قد تراجعت قليلا في العراق بسبب الهجمة الأميركية، نظام الصحوات، الإجراءات الأمنية الجديدة، الحوائط الأمنية في بغداد لكن علينا أن ننظر إلى الصورة بشكل أشمل، القاعدة في تقديري أكبر الآن مما كانت عليه قبل 11 سبتمبر..
لونه الشبل (مقاطعة): لم؟

عبد الباري عطوان (متابعا): بمعنى أن الآن القاعدة أولا عادت إلى ملاذها الآمن في أفغانستان وهذا يعني انتصار كبير جدا يعني بعد سبع سنوات من اجتثاث القاعدة مثلما قالت القوات الأميركية ها هي تعود، عادت أيضا حركة طالبان التي كانت توفر الحماية للقاعدة الآن الطالبان تسيطر على أكثر من 85% من أفغانستان وهي الآن على أبواب كابول مثلما حذرت القيادة العسكرية الأميركية وأميركا الآن في مأزق كبير في أفغانستان. الشيء الثالث أن الآن عندنا القاعدة في الصومال اللي هو الشباب الإسلامي، عنا القاعدة في شمال أفريقيا أو المغرب الإسلامي مثلما أعلنت أخيرا، عندنا القاعدة في جنوب لبنان وسمعنا بصورايخ أطلقت من جنوب لبنان لم يتبناها أحد وقيل إن هذه الصواريخ هي من القاعدة، أيضا هناك مؤشرات بأن بعض الشباب الإسلامي بدأ يمل من قصة التهدئة في قطاع غزة والتهدئة في الضفة الغربية وبدأ يتطرف أو يتشدد في مواقفه فعمليا يعني الخطاب..

لونه الشبل (مقاطعة): هذا ما يفسر هذه النقاط المنهجية إذا صح التعبير؟

 أسامة بن لادن يتحدث بثقة أكبر الآن لأن القاعدة أصبحت قوية جدا في أفغانستان وتتمتع بحرية الحركة في80% من أراضي أفغانستان

عبد الباري عطوان (متابعا): نعم يعني منهجية الآن يعني الشيخ أسامة بن لادن يتحدث بثقة أكبر يعني الآن القاعدة قوية جدا في أفغانستان الآن أصبحت تتمتع بحرية الحركة في80% من أراضي أفغانستان يعني الآن ربما الاندحار في العراق كان بسيطا يعني أو بالنسبة لها لأن هذه منظمة متعددة المراكز ومقرات الإقامة أو القواعد عندها في أوروبا عندها في المملكة العربية السعودية سمعنا مؤخرا إلقاء القبض على مجموعات يعني عمليا القاعدة الآن أقوى ونلاحظ نبرة الثقة في خطابه التي لم تكن موجودة ربما في الخطابين الذين تفضلت بالعودة إليهما. أما بالنسبة للأردن هذه يعني الأردن دائما هدف بالنسبة لتنظيم القاعدة، أبو مصعب الزرقاوي كان مركّزا بالدرجة الأولى على الأردن، الساجدة الرشاوي التي ذهبت بعملية تفجيرية انتحارية في عمان وشاهدنا في فنادق عمان، أيضا عملية في العقبة واستهدفت قوات أميركية في العقبة في ذلك الوقت وكانت تستهدف سفنا أميركية أيضا في ذلك الميناء، فالأردن دائما خاسرة ضعيفة بالنسبة لتنظيم القاعدة يحاول التركيز عليها لأنها هي الأقرب إلى فلسطين يعني عموما يعني هو دائما هناك انتقاد كبير لتنظيم القاعدة أنه لا يركز على فلسطين بالرغم من أنه حاول إسقاط طائرة إسرائيلية في مومباسا في كينيا لكن الآن هناك ربما جهد أكبر للوصول إلى فلسطين لأنه في تعبئة، في اتهام للأنظمة بالتواطؤ، في عملية يعني عالم الإحباط الشعبي لأن العرب خذلوا قطاع غزة خذلوا المقاومين في قطاع غزة، في عملية هدوء في الضفة الغربية، السلطة منعت كل أشكال الكفاح المسلح فيجد فرصة مناسبة للوصول إلى فلسطين.

لونه الشبل: على ذكر قطاع غزة لوحظ بأن آخر شريطين تحديدا كان هناك تركيز على قطاع غزة، أيضا سنتناول هذه النقطة بالنقاش بعد الفاصل، ابقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

أسباب التركيز على القضية الفلسطينية

 

لونه الشبل: أهلا بكم من جديد في هذه الحلقة التي نناقش فيها مضمون التسجيل الجديد المنسوب لزعيم تنظيم القاعدة. دكتور ضياء رشوان، في كلمته أو تسجيله في أيار/ مايو عام 2008 أسامة بن لادن تحدث عن الحصار على غزة، في  14 من يناير/ كانون الثاني الماضي تحدث عن الجهاد من أجل غزة، هذا الشريط اليوم أيضا بمعظمه يتحدث عن فلسطين وغزة، هل لذلك أسباب أهمية القضية الفلسطينية وهي كذلك أم ربما لأسباب أخرى قد تنورنا بها؟

ضياء رشوان: بدون أدنى شك دراسة كل ما كتبه ابن لادن وقاله ونشره تؤدي بنا إلى نتيجة محددة وقد قام المتحدث بمثل هذه الدراسة على كل ما ذكر تحدث به ابن لادن تفضي إلى نتيجة محددة وهي أن هناك بالتركيز لم يكن إجماع ابن لادن والظواهري تحديدا على أهمية القضية الفلسطينية، القضية الفلسطينية احتلت لدى ابن لادن تقريبا في كل خطبه بلا استثناء ربما خطاب واحد أو خطابين، والقضية الفلسطينية بالنسبة له تمثل حلقة من حلقات صراع يرى هو أنه أكثر امتدادا من القضية الفلسطينية وهو صراع تاريخي بين التحالف الذي يسميه الصليبي اليهودي وبشكل خاص القوى التي يسميها الصليبية وبين الأمة الإسلامية، وبالتالي فهي إحدى الحلقات والحلقات الرئيسية في هذا الاستطلاع ومن ثم فأنا لا أجد أنه من الغرابة أن نجد ابن لادن في كل مرة يتحدث عن هذه القضية. فيما يخص غزة هناك ملاحظات أكثر ربما تفصيلية قضية غزة احتلت خطب زعماء القاعدة خاصة أيمن الظواهري وبعده ابن لادن أهمية خاصة، ما يحدث في غزة وبالتحديد منذ وصول حركة حماس للحكم في يناير 2006 اضطربت القاعدة أمام هذا الوصول ورأينا نقدا عنيفا من أيمن الظواهري تحديدا وبعض الانتقادات الأقل حدة من أسامة بن لادن لأداء حماس لسببين السبب الأول هو قبولها لبعض المؤشرات ملامح العملية السلمية التفاوض مع إسرائيل والسبب الثاني قبولها بالديمقراطية والانتخابات، إلا أن زيادة الانتقادات لحماس زادت بشدة قبل غزو غزة وهو الأمر الذي جعل أسامة بن لادن في الخطابين الاثنين تحديدا خطاب 14 يناير وهذا الخطاب وكذلك الظواهري لم يذكرا اسم حماس في أية لحظة، لم يتحدثا عن أن الذي يقاتل هو قوى المقاومة ومنها حماس لأنهما شعرا أن من كانا يهاجمانه بالأمس هو الذي يدافع عن الأمة وعن فلسطين اليوم وهو الذي يؤدي بنا إلى ملاحظة أتت في خطاب ابن لادن اليوم، ابن لادن اليوم يتحدث عمن أسماه بالجيوش..

لونه الشبل (مقاطعة): ولكن دكتور يعني سأبقى معك، عندما يقول إن الطريق إلى الأقصى يحتاج إلى قيادات صادقة عمن يتحدث إذاً؟

الذين يحرّمون الخروج عن الحاكم وينتظرون الإذن من المنافقين حتى يجاهدوا، إشارة من بن لادن إلى الجماعتين اللتين خاضتا حربين مهمتين ورئيسيتين ضد إسرائيل: حزب الله وحركة حماس

ضياء رشوان: نعم، هو هنا يشكك في حماس لأنه يقول أيضا في فقرة تالية إن لدينا الجيوش الرسمية وتحت قيادة المنافقين وجيوش غير الرسمية تحت قيادة قادة الجماعات الإسلامية الذين يحرمون الخروج عن الحاكم وينتظرون الإذن من المنافقين حتى يجاهدوا، هنا يضع في خندق واحد الجماعتين اللتين خاضتا حربين مهمتين ورئيسيتين ضد إسرائيل، حزب الله وحركة حماس، ولكنه لا يريد أن يحدد هذا بالاسم لأنه يعلم جيدا أنه إذا هاجم حركة حماس بهذه الصفات التي هو يطلقها عليها هي وحزب الله فهذا يعني أن يفقد شعبية اكتسبتها هذه الحركات المقاومة في العالم العربي والإسلامي، ومن ثم فهو يختط طريقا مختلفا يتحدث عن جهاد مباشر من عناصر القاعدة في العراق يذهبون الأردن يتحدث عن هيئة مناصحة جديدة تهيئ لهذا الجهاد الذي يتصوره مناخا شعبيا، في كل الأحوال الذي يقوله ابن لادن هنا هو كما ذكرت في بداية حديثك لا يخرج عن الفكرة الرئيسية للقاعدة فكرة البراء والولاء كما ذكر بالتحديد في حديثه وفكرة المفاصلة وهو قد فصلها بجملة واحدة عندما جعل العالم الإسلامي كما قال بلا استثناء ينقسم إلى قسمين بالنسبة لحكومات معوجة وأكثر اعجواجا، نعم هو لا يرى بحكم تكوينه الخاص أحدا يدافع بصدق عن الإسلام سوى القاعدة، أنا أتحدى أن يذكر لي أحد اسم تنظيم أو جماعة أيا كانت إسلامية على مستوى العالم جرى الحديث عنها من أسامة بن لادن و أيمن الظواهري بصورة إيجابية، دائما الجميع في معسكر المنافقين والقاعدة في معسكر المجاهدين وهو هنا في مأزق حقيقي لا يستطيع أن ينطق صراحة أن حماس التي دافعت عن شرف هذه الأمة في معسكر الذي يسميه معسكر المنافقين فيطلق الصفات العامة التي رأيناها في هذا الخطاب.

لونه الشبل: وتحدث أيضا أستاذ عبد الباري بأن ما بعد غزة مختلف تماما عما قبل غزة ربما سياسيا نعم لكن بالنسبة لتنظيم القاعدة هل هو كذلك؟

عبد الباري عطوان: لا، في تقديري أن تنظيم القاعدة الآن يحاول الوصول إلى قطاع غزة يحاول الوصول إلى فلسطين يحاول أن يعني الآن بعد أن شعر بالمزيد من الثقة في أفغانستان حرية الحركة، أفغانستان ليست مثل العراق، العراق محاصر بدول موالية للولايات المتحدة الأميركية، أفغانستان هناك سبع دول محيطة بأفغانستان هذه تسهل حركة مئات أو آلاف المتطوعين انضموا إلى تنظيم القاعدة بعد أن جرى خلق الملاذ الآمن لهم مرة أخرى في أفغانستان، لا توجد مخابرات على الحدود مثلا تمنعهم أو مثلما يحدث في سوريا مثلا أن في بعض الدول الثانية يعني في حرية حركة حرية انتقال، النقطة الأخرى تنظيم القاعدة يشعر بثقة يعني أنا من خلال اتصالاتي، تنظيم القاعدة يعتقد بأن الأزمة المالية العالمية التي تهز العالم هي بسبب تنظيم القاعدة..

لونه الشبل (مقاطعة): يعني هذا كلام من داخل التنظيم؟

عبد الباري عطوان: لا، لحظة بس، لحظة أنت بدك تورطيني؟ بدك توديني على غوانتنامو أنت؟ خلينا.. بس سكروه غوانتنامو الآن، مش هيك؟

لونه الشبل: تحدثت عن اتصالات..

عبد الباري عطوان (متابعا): فعمليا أنه هذا يعني لماذا الانهيار الاقتصادي العالمي حاليا؟ هذا الانهيار الاقتصادي العالمي لأن تنظيم القاعدة ورط أميركا في حربين حرب في أفغانستان حرب في العراق، أكثر من ثمانمائة مليار دولار، أيضا يعني ربما هناك من يرى أن أوباما جاء إلى الحكم بسبب تنظيم القاعدة لأنه لو كانت أميركا قوية لو كانت منتصرة في العراق لو كانت منتصرة في أفغانستان لو كان اقتصادها قويا لما جاء أوباما إلى السلطة..

لونه الشبل (مقاطعة): وقيل في حينها بأنه لو لم يكن جورج بوش ربما لما كان الآن أوباما. شكرا جزيلا لكما ضيفي. نهاية هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعيم. أشكر بالطبع الأستاذ عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة القدس العربي ومؤلف كتاب "التاريخ السري للقاعدة"، وبالطبع أشكر الدكتور ضياء رشوان الباحث في قضايا الجماعات الإسلامية في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية. هذه الحلقة انتهت بإمكانكم إرسال مواضيع الحلقات القادمة على عنواننا

 

indepth@aljazeera.

استودعكم الله.