
أبعاد تصريحات البطريرك صفير عن الانتخابات اللبنانية
– دلالات التصريحات ومبررات قلق البطريرك
– أسباب الجدل حول الكتلة الوسطية وتأثيرها السياسي
![]() |
![]() |
![]() |
ليلى الشيخلي: حياكم الله. نتوقف في هذه الحلقة عند تحذير البطريرك الماروني نصر الله صفير مما أسماها أخطارا تاريخية تهدد مصير لبنان إذا ما فازت قوى الثامن من آذار في الانتخابات المقبلة وسط جدل متصاعد بشأن الدعوة لكتلة وسطية في ظل التجاذبات السياسية الحادة في البلاد. في حلقتنا محوران، ما مبررات قلق البطريرك صفير من امتلاك قوى الثامن من آذار الغالبية في البرلمان اللبناني؟ وكيف سيؤثر بروز كتلة وسطية في المشهد السياسي اللبناني؟ ما الذي يغذي الجدل بشأنها؟… قبل أربعة أشهر من الانتخابات النيابية اللبنانية المقررة في يونيو/ حزيران المقبل خرج البطريرك نصر الله صفير بتصريحات اعتبرت الأولى التي يدلي فيها بموقف لا يقبل التأويل من الكتلتين المتنافستين في لبنان، البطريرك حذر من فوز المعارضة في الانتخابات المقبلة مثلما حذر من انقسام المسيحيين ووجود سلاح خارج سيطرة الدولة.
[تقرير مسجل]
بشرى عبد الصمد: كل شيء في لبنان بات يسير على إيقاع اقتراب موعد الانتخابات النيابية، ملفات تفتح، سجالات ومواقف تزيد من حدة التجاذبات التي تطبع المشهد السياسي. ولعل موقف البطريرك الماروني جاء في السياق ذاته فالقنبلة التي فجرها، أو على الأقل هكذا وصفها البعض هنا، جاءت لتظهر حدة الاصطفاف السياسي السائد. فوز قوى الثامن من آذار في الانتخابات سيكون له عواقب وخيمة وأخطاء لها وزنها التاريخي، هكذا قال البطريرك لكن هذا هو موقف فريق الأكثرية، فالخلاف بين الأكثرية والأقلية ينسحب على الكثير من الملفات والعناوين لعل أكثرها إلحاحا موقع لبنان في الصراع الإقليمي القائم ووقوفه بحسب مصطلحات المرحلة في صف قوى الممانعة أو الاعتدال. لكن كلام صفير يحمل في حيثياته أيضا جوانب خلاف لم يعد جديدا ولا خافيا مع زعيم تكتل الإصلاح والتغيير النائب ميشيل عون الذي يحمل على رأس الكنيسة المارونية ما يرى أنه انحياز لفريق دون آخر، لعل هذا ما يفسر أيضا موقف الرجلين من موضوع قيام كتلة وسطية تضم مستقلين، كتلة يدافع عنها البطريرك ويرى فيها ضرورة في ظل الاصطفاف السياسي الحاد الموجود في البلاد، في حين ترى المعارضة أنها نسخة ثانية عن فريق الرابع عشر من آذار وأنها فكرة ولدت ميتة. خلافات بعناوين مختلفة تخف حينا وتعود لتستعر من جديد على وقود الانتخابات النيابية المرتقبة. بشرى عبد الصمد لبرنامج ما وراء الخبر، الجزيرة، بيروت.
[نهاية التقرير المسجل]
دلالات التصريحات ومبررات قلق البطريرك
ليلى الشيخلي: معنا في هذه الحلقة من بيروت أنطوان نصر الله عضو الهيئة التنفيذية للتيار الوطني الحر، من بيروت أيضا معنا طوني أبي نجم رئيس تحرير موقع القوات اللبنانية على شبكة الإنترنت. أبدأ معك سيد أنطوان نصر الله، إذاً التصريحات واضحة وصريحة للبطرك وليست في مجلس المطارنة الموارنة وإنما في لقاء صحفي في وقت حرج بالنسبة للبنان قبل الانتخابات اللبنانية في يونيو/ حزيران المقبل، ما دلالة هذه الخطوة؟ وكيف استقبلت من قبل التيار الوطني الحر؟
أنطوان نصر الله: يعني أولا أريد أن أوضح بأن ما نسب إلى البطريرك صدر في مجلة المسيرة وهي مجلة أسبوعية سياسية تابعة أو قريبة جدا من القوات اللبنانية وبالتالي من 14 آذار ولم يصدر يعني موقف رسمي حتى الآن من البطريركية يؤكد ما قاله البطريرك لأنه كان نوعا من دردشة، هذا في الشكل أما في المضمون أعتقد أن موقف..
ليلى الشيخلي (مقاطعة): يعني عفوا أريد أن أستوقفك، يعني أنت تشكك في صدقية هذه التصريحات، تعتبرها غير رسمية بعد؟
أنطوان نصر الله: أنا يعني أولا لقد صدر الموقف الشهري لمجلس البطاركة الموارنة منذ أقل من أسبوع، لم يتطرق إلى هذا الموضوع كما تطرق إليه البطريرك، هل هناك لا سمح الله انقسام في موقف المطارنة؟ هل ما نسب إلى البطريرك دقيق 100%؟ هل هناك تأويل؟ كل هذه الأسئلة من حقنا أن نسألها خصوصا كما قلت إن الموقف الأخير للبطريرك صدر في مجلة تابعة -أو قريبة جدا كي لا أقول تابعة- للقوات اللبنانية. هذا في الشكل..
ليلى الشيخلي (مقاطعة): اسمح لي فقط يعني قبل أن ننتقل للخطوة الثانية، الجدل الكبير الذي أثير بسبب هذه التصريحات، تقول فعلا لم يصدر شيء يؤكد هذه ولكن في المقابل لم يصدر شيء ينفي هذه التصريحات ومن ثم فيحق لنا كوسيلة إعلامية أن نصدقها.
أنطوان نصر الله: بالطبع، بالطبع، ما أريد ان أقوله بأن الموقف الذي صدر عن البطريرك في حال كان موقفا صادرا عنه 100% هو موقف سياسي وليس موقفا وطنيا، لقد تعودنا أن تكون بكركي أن تتخذ مواقف وطنية، اليوم ما قاله البطريرك هو موقف سياسي هو انحياز إلى فئة من اللبنانيين واضح وصريح يعني أولا لا أعرف ما هو الخطر التاريخي على لبنان في حال فازت قوى المعارضة وأنا لا أريد ان أدخل بتسميات 8 آذار و 14 آذار خصوصا أن التيار الوطني الحر لم يكن من قوى 8 آذار يومها، هناك قوى للمعارضة وهناك قوى للموالاة، قوى المعارضة تخوض الانتخابات وفقا لبرنامج انتخابي واضح يحافظ على سيادة لبنان على استقلاله على حريته وعلى المشاركة الوطنية فيه يعني حتى قلنا في حال فوزنا في الانتخابات النيابية سوف نطلب من الموالاة الحالية أن تشاركنا في الانتخابات بينما ما نسمعه من قوى الموالاة تشكيك في المؤسسات، سمعنا بالأمس الأستاذ وليد جنبلاط يشكك بمؤسسة الجيش اللبناني التي هي الضامنة الحقيقية للبنان، سمعناه فيما قبل كما غيره من القوى تشكك برئاسة الجمهورية، سمعناهم يشككون في القضاء، عطلوا المجلس الدستوري، أين هو الخطر التاريخي؟ هذا هو السؤال المطروح..
ليلى الشيخلي (مقاطعة): طيب لننتقل أولا من موضوع تشكيككم أنتم بصدقية هذه التصريحات، أريد أن أسألك طوني أبي نجم تعليقا على هذا الكلام.
عندما يصدر موقف عن رأس الكنيسة المارونية يناسب التيار الوطني الحر يأخذون الموقف ويهللون له وحين يكون الموقف لا يناسبهم يبدؤون بالتعرض للبطريرك وشتم الكنيسة |
طوني أبي نجم: يعني صراحة لم يعد شيء مستغرب، أي كلام مستغرب يصدر عن أعضاء التيار الوطني الحر بدءا من النائب العماد ميشيل عون ونزولا إلى بقية أركان التيار. فعندما يصدر موقف عن رأس الكنيسة المارونية يناسبهم يأخذون الموقف ويهللون له وحين يكون الموقف لا يناسبهم يبدؤون بالتعرض للبطريرك وشتم الكنيسة. أريد ان أذكر الزميل الأستاذ أنطوان نصر الله بموقف للبطريرك صفير في 24/6/2005 حين قال وتحديدا لمجلة المسيرة حين سألوه يبدو أنك اعترفت بالعماد عون زعيما للمسيحيين؟ فأجاب وهل أبالغ في ذلك؟ ألم ينتصر تيار عون في المناطق المسيحية؟ حين اعتبر البطريرك صفير وفي حديث صحفي أن العماد عون أصبح زعيم المسيحيين لأنه فاز في الانتخابات كان موقفا سليما وحين كان البطريرك صفير وفي بيان المطارنة الموارنة في بكركي في 11 أيار 2005 يهاجمون قانون الانتخابات ويقولون ما يناسب العماد عون كانت المواقف جيدة..
ليلى الشيخلي (مقاطعة): أوضحت فكرتك..
طوني أبي نجم: (متابعا): أما اليوم حين يأخذ البطريرك صفير أكثر المواقف وطنية وتحديدا ما لا يفهمه السيد نصر الله أن الخوف حين يكون من يمسك بالسلاح خارج الدولة أن يسيطر على الدولة وضمن مفهومه لاستيعاب الجميع ضمن ما يسمى المقاومة هذا هو الخطر التاريخي على لبنان..
ليلى الشيخلي: طيب، لنبق في تصريحات اليوم بالتحديد أو في تصريحات صحيفة أو مجلة المسيرة، حين قال في إحدى إجاباته "أنا لا أعمل في السياسة". سيد طوني أبي نجم، أليست هذه تصريحات سياسية بامتياز؟
طوني أبي نجم: على العكس سيدتي لو استمعت إلى جوابي قبل لحظات كنت أقول إن الخوف الكبير من أن فريق 8 آذار الذي يديره حزب الله إنما يحمل السلاح خارج إطار الدولة وهذا ما نبه إليه البطريرك وهذا ما يهدد كيان الدولة والأخطر أن حزب الله يريد عبر تصريحات مسؤوليه علانية أن يستوعب الجميع ضمن مقاومته وليس أن ينخرط في الدولة. وبالتالي تحدث السيد نصر الله عن البرامج، أقول له أين برنامج التيار الوطني الحر الذي رفعه عام 2005؟ أين حديثه عن خطورة سلاح حزب الله؟ أهكذا تكون البرامج! اللبنانيون سيحاسبون واليوم هذا هو الخطر الحقيقي أن من مشى وراء حزب الله تناسى كل شعاراته وبرامجه ومبادئه وانخرط في الدفاع الأعمى عن السلاح خارج الدولة والشرعية.
ليلى الشيخلي: ولكن أين أيضا، قد يسأل البعض، أين الحياد الذي يفترض أن يتوفر لدى رأس الكنيسة المارونية؟ يعني هذه التصريحات ربما قلبت الموازين.
طوني أبي نجم: الحياد سيدتي لا يكون على حساب الدولة، عندما نتحدث عن مواقف وطنية البطريرك صفير لا يميز بين فئة وفئة. ولكن تحدث السيد نصر الله عن التشكيك بالجيش، من يشكك كل يوم بالجيش من خلال احتفاظه بسلاحه؟ من يقول عندما تأتون لنا بدولة قوية نتنازل عن السلاح؟ من يشكك بدور الجيش وبإمكانية الجيش في الدفاع عن الوطن؟ إن استمرار حمل السلاح خارج إطار الشرعية والمؤسسات الشرعية هو التهديد الحقيقي للدولة اللبنانية وللكيان اللبناني وبالتالي لا يمكن..
ليلى الشيخلي (مقاطعة): تسأل سيد أنطوان نصر الله يعني ماذا يمكن أن يكون هذا الخطر الذي تحدث عنه البطرك؟ البطرك يتحدث عن خطر وجودي بالنسبة للبنان، ألا يثير هذا قلقا لديكم؟ يعني البطرك ليس أي شخصية، البطرك هو رأس الكنيسة المارونية في لبنان.
أنطوان نصر الله: من هنا الحزن الذي نكنه في حال كان هذا التصريح صحيحا 100%، هذا التصريح يزيد من هجرة المسيحيين يزيد من يأس المسيحيين يزيد من هجرة المسيحيين الداخلية عن الدولة وهجرتهم من لبنان، وكما سمعنا الأستاذ طوني أبي نجم يزيد من التشنج، لست أدري لماذا الأستاذ طوني أبي نجم متشنج ويحاول أن يأخذ..
ليلى الشيخلي (مقاطعة): ولكن هناك من يجادل بأنكم أنتم من بدأتم هذه الأمور من خلال حملة شعواء شننتموها على البطرك سواء في الإعلام، حملة سياسية إعلامية اضطرت للبطرك أن يخرج عن صمته بهذه الطريقة وأن يضرب ربما بما وصف بضربة استباقية.
أنطوان نصر الله: منذ اتفاق الدوحة حتى اليوم لم يصدر أي موقف عن التيار الوطني الحر بخصوص البطريركية، أكثر من ذلك كلنا نتذكر بأنه حتى قبل اتفاق الدوحة سارع التيار الوطني الحر إلى توقيع الوثيقة الصادرة عن بكركي ورفضت القوات اللبنانية وسائر قوى 14 آذار المسيحية توقيع هذه الوثيقة المهمة التاريخية وهي كيفية تعاطي الكنيسة أو رؤية الكنيسة للتعاطي السياسي، يومها سارعنا إلى توقيعها لأننا رأينا فيها مواقف إيجابية ومواقف إيجابية ليس فقط على التيار الوطني الحر أبدا وإنما على الوطن اللبناني وعلى المسيحيين في لبنان وعلى دورهم في هذا المشرق، كل ذلك أدى بنا إلى توقيع هذه الاتفاقية، يومها كلنا نتذكر بأن القوات اللبنانية بناء لطلب سعد الحريري ووليد جنبلاط رفضت توقيع هذه الوثيقة..
ليلى الشيخلي (مقاطعة): طوني أريد أن أسمع تعليقا على هذا الكلام..
أنطوان نصر الله (متابعا): ثانيا، حينما..
ليلى الشيخلي: طيب أكمل النقطة الثانية قبل أن أنتقل للتعليق.
أنطوان نصر الله: حينما دعينا إلى اجتماع في بكركي للقوى المسيحية رفضت القوات اللبنانية إرسال أي ممثل عنها وتحججت بأنها سوف ترسل أشخاصا قريبين منها، لتعطل، لتعطل هذه اللقاءات في بكركي، كلنا نتذكر كل اللبنانيين يتذكرون هذا الأمر. أنا لا أريد أن أدخل في هذا الجدل..
ليلى الشيخلي: طيب لنسمع تعليق طوني أبي نجم، يعني ليست هناك أي حملة ليس هناك أي يعني مبرر لهذه التصريحات.
طوني أبي نجم: سيدتي، لم يحصل في تاريخ المسيحيين والموارنة تحديدا في لبنان أن تهجم أحد على الكنيسة المارونية برأسها غبطة البطريرك وبكركي والسادة المطارنة كما فعل بكل أسف العماد ميشيل عون وحليفه النائب السابق سليمان فرنجية، لم يحصل أبدا في التاريخ اللبناني حتى أيام العثمانيين أن أساء أحد إلى بكركي كما فعل هذان من يدعيان المسؤولية. أريد أن أقول إن من يسعى إلى توقيع وثيقة الثوابت المسيحية لا يوقع ثم يلحس توقيعه ويهاجم بكركي، لم يكن الموضوع موضوع توقيع أوراق، كان الموضوع طريقة تعامل أخلاقي أولا بين المسيحيين وتحديدا تجاه بكركي. أما الحديث أنه لم يصدر منذ اتفاق الدوحة وحتى اليوم أي موقف يهاجم البطريرك صفير أريد أن أذكر السيد نصر الله أن العماد عون حينما ذهب إلى زيارة سوريا وقبلها إيران عاد وترك سيد بكركي حتى اللحظة الأخيرة، جال على كل المراجع قبل أن يتوجه إلى بكركي التي كان واجبه أن يتوجه إليها أولا لإبلاغ البطريرك صفير، إن محاولة إهمال بكركي ومحاولة تصوير بكركي وكأنها تحصيل حاصل أو أمر لاحق هذا لا يقبله المسيحيون، وهذا أمر واضح..
ليلى الشيخلي (مقاطعة): طيب هل إذاً توافق مع هذا التحليل أنها ضربة استباقية؟ فقط بجواب سريع لو سمحت.
طوني أبي نجم:لا، يا سيدتي، هذه ليست ضربة استباقية، إنه جرس إنذار يقرعه سيد بكركي للقول إنه فيما لو لا سمح الله تمكن حزب الله وحلفاؤه وملحقاته من الفوز بأكثرية نيابية في الانتخابات المقبلة فإن الكيان اللبناني سيكون بخطر وسنصبح مشروع جمهورية ملحقة بإيران لا سمح الله.
ليلى الشيخلي: على العموم هناك كثير من النقاط التي تستحق أن نتوقف عندها في خطاب البطرك، سنناقشها بعد وقفة قصيرة، أرجو أن تبقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
أسباب الجدل حول الكتلة الوسطية وتأثيرها السياسي
ليلى الشيخلي: حياكم الله وأهلا بكم من جديد في حلقتنا التي نناقش فيها تصريحات البطريرك الماروني نصر الله صفير وتحذيره مما سماه خطرا تاريخيا يهدد مصير لبنان. وأيضا يعني كان من ضمن اللقاء الصحفي الذي أجراه مع المسيرة اللبنانية كان هناك حديث عن الكتلة الوسطية وهو ما أريد أن نعود إليه، موضوع الكتلة الوسطية، في غياب كتلة مسيحية موحدة هل هناك فرصة حقيقية لكتلة وسطية؟ سيد أنطوان نصر الله.
أنطوان نصر الله: يعني أولا لست أفهم لماذا فقط يتحدث عن الكتلة الوسطية في المناطق التي يستطيع فيها العماد عون والتيار الوطني الحر أن يفوز على قوى 14 شباط؟ لست أدري يعني لماذا هناك لماذا تطرح الكتلة الوسطية مثلا في عكار؟ لماذا تطرح الكتلة الوسطية في طرابلس؟ هل تستطيع القوى المسيحية في تلك المناطق في قوى 14 شباط أن تفرض على حليفها المستقبل أن تفرض عليه أحد النواب الوسطيين؟ مثلا لقد قال بالأمس صراحة النائب وليد جنبلاط إنه في الدائرة الثانية في بيروت سوف يفوز أرمني من الطائفة الأرمنية لحزب الطاشناق ومن الطائفة الأرمنية للمستقبل يعني لتيار المستقبل، يعني هناك فقط تركيز على هذه الكتلة في المناطق التي سوف يكتسح فيها الانتخابات التيار الوطني الحر ولا أمل لـ 14 شباط بالفوز فيها، أولا. ثانيا هناك كثير من الأشخاص والشخصيات والقوى السياسية التي تتغطى بالوسطية وهي في الأصل من ضمن البرنامج الأساسي لقوى 14 شباط أي أنها تقول بأننا نحن وسطيون نحن قريبون من رئيس الجمهورية، يستغلون رئيس الجمهورية يعني بدل من أن يبقى هذا الموقع حكما ويتحول بعد ذلك إلى حاكم بعد الانتخابات إلى حكم وحاكم يحاولون اليوم أن يفقدوا من هيبة رئيس الجمهورية أن يفقدوا من هيبة موقع رئيس الجمهورية، حتى رئيس الجمهورية رفض هذا الأمر وقال صراحة بأني لا أتبنى أحدا.
ليلى الشيخلي: طيب الفكرة واضحة. هناك من يذهب أبعد من ذلك، طوني أبي نجم، ويقول إن هذا إفلاس سياسي، من لا يملك مشروعا سياسيا يلجأ إلى الأمور الغرائزية لغايات انتخابية، ما تعليقك؟
طوني أبي نجم: يعني السؤال لماذا يعني القتال ولماذا الهجوم على كتلة وسطية أم غيرها؟ ثمة أناس في لبنان سيترشحون إلى الانتخابات وثمة رأي عام وناخبون سيقررون. إذا كان السيد نصر الله مرتاح البال إلى أن التيار الوطني الحر سيكتسح في بعض المناطق كما يدعي فلم خوفه إذاً؟ إذا كان يفترض أنه سيكتسح فهذا يعني أنه سيكتسح كل من يترشح ضده. ومن قال له إن لا إمكانية لترشح وسطيين أو غير وسطيين في الدوائر الأخرى؟ المشكلة أنهم يعرفون تمام المعرفة أن شعبية العماد عون في تدهور دراماتيكي وبالتالي فإن فوجود مرشحين في عدد من المناطق سيأخذون مما كان قد يعتقد العماد عون أنه سيناله. وبالتالي إن العملية الانتخابية عملية ديمقراطية بالكامل وبالتالي سيفوز من يقرر الشعب أنه سيفوز أما السؤال هو لماذا لا يحق للرئيس ميشيل سليمان أن تكون له كتلة تريد أن تحيط به على سبيل المثال؟ لماذا كان العماد عون يعتبر أنه من حقه كونه لديه كتلة نيابية وسيكون رئيسا قويا ما إذا وصل واليوم الرئيس سليمان لا يحق له بسبب أدائه أن تنشأ كتلة تلتف حول الرئيس؟ فعلا ثمة تناقضات غير مفهومة..
ليلى الشيخلي (مقاطعة): طيب لنوجه هذا السؤال لأنطوان نصر الله يعني يعول، واضح أن البطرك يعول بشكل أساسي على الرئيس اللبناني يلعب الطرف الموازن في هذا، لماذا لا يحق له أن يكون له كتلة وسطية تلعب هذا الدور الذي يحقق الموازنة؟
التيار الوطني الحر لا يريد إضعاف موقع رئاسة الجمهورية وإنما تقويته خصوصا مع فخامة الرئيس العماد ميشيل سليمان |
أنطوان نصر الله: لا التيار الوطني الحر لا يريد إضعاف موقع رئاسة الجمهورية وإنما تقويته خصوصا مع فخامة الرئيس العماد ميشيل سليمان وهذا أمر محسوم، أما اللعب على الوتر ما بين العماد عون والعماد سليمان فهذا مرفوض. ثانيا الرئيس يقول بأنه لا مانع لدي بعد الانتخابات إذا أراد أحد أن يشكل كتلة للرئيس أنا لا مانع لدي وإنما الآن لا أستطيع ولا أريد أن أتبنى أحدا. كان هذا الموقف صريحا وواضحا وقاله فخامة الرئيس، إذاً من يتغطى بالوسطية من يتغطى بالمستقلين هو شخص أفلس هو شخص يعلم بأنه لا أمل لديه بالفوز. لماذا الوسطية تطرح فقط في أقضية المتن وكسروان وجبيل وبعبدا؟ هذا سؤال يجب أن يطرح، يعني بكل بساطة يعني هناك أفراد يقولون بأنهم وسطيون وهم يجتمعون في قوى 14 شباط ويلتقون مع قوى 14 شباط ويعلنون بأنهم ضد العماد عون إذاً لديهم موقف..
ليلى الشيخلي (مقاطعة): طيب، الوقت يداهمني..
أنطوان نصر الله (متابعا): إذا كان لديهم موقف، هم ضد العماد عون إذاً..
ليلى الشيخلي (متابعة): نعم أريد أن أعود.. نعم يعني لا يمكن أن نتحدث عن هذا الأمر، طوني أبي نجم، من دون الحديث عن قوى خارجية تلعب دورا أساسيا في لبنان وكل طرف يريد أن يجذبه إلى اتجاه معاكس.
طوني أبي نجم: سيدتي، سأعطي بعض الأمثلة لكي لا يظن أحد أن بإمكان السيد نصر الله أو غيره خداع الرأي العام. عندما كان النائب ميشيل المر في كتلة العماد عون كان جيدا وعندما ساهم في فوز النائب كميل خوري في الانتخابات كان جيدا أما اليوم حين ترك العماد عون وهو ليس موجودا في قوى 14 آذار يصبح عميلا ويصبح ملحقا، عندما نتحدث عن النائب ناظم الخوري، هل كان عضو قوى 14 آذار؟ عندما نتحدث عن أشخاص مثل آل فران في كسروان الذين دعموا العماد عون في العام 2005 ولهم قريبهم في كتلة العماد عون، هل نتحدث عن أشخاص من داخل 14 آذار؟ لا يا سيدتي الإفلاس الحقيقي هو ما وصل إليه العماد عون بسبب سياسته وأدى إلى نفور مجموعات كبيرة عنه لأنه وعد الرأي العام بمبادئ وشعارات وأحلام وذهب في الاتجاه المعاكس، لقد زور إرادة المسيحيين في انتخابات العام 2005 حينما رفع شعارات وذهب إلى الجهة المقابلة وهذا ما سيتم محاسبته على أساسه.
ليلى الشيخلي: يعني لا نستطيع أن نحدد من فقد شعبيته لأننا لسنا بصدد هذا الأمر الآن، أريد يعني أن ننقل الحديث للمخاوف التي تحيط بلبنان من تجاذبات سياسية من أطراف مختلفة، إيران من جهة مصر والسعودية من طرف آخر، الحديث عن كتلة وسطية في هذه الأجواء هل هو حديث واقعي؟ سيد أنطوان نصر الله باختصار لو سمحت.
أنطوان نصر الله أولا نحن لم نخوّن أحدا، لم نخوّن النائب ميشيل المر ولم نخوّن ناظم الخوري ولم نخوّن أحدا. من اتهم النائب ميشيل المر بالفساد هو الرئيس أمين الجميل وهو الدكتور سمير جعجع وكلنا نتذكر بأنه كان يقال للعماد عون حينما يتحدث عن الإصلاح "فليصلح من على يمينه" وكانوا يقصدون النائب ميشيل المر، كل اللبنانيين يتذكرون هذا الأمر. أما بخصوص الكتلة الوسطية اليوم أنا أريد أن أعرف ما هو مشروعها؟ حقي كلبناني كناخب لبناني أن أعرف ما هو مشروع هذه الكتلة؟ اليوم لبنان منقسم سياسيا..
ليلى الشيخلي (مقاطعة): ومن حق طوني أبي نجم علي أن أعطيه كلمة أخيرة أيضا، تفضل بشكل سريع جدا جدا.
طوني أبي نجم: سيدتي كنا نود قبل أن يعرف السيد نصر الله ومن ورائه ما هو مشروع الكتلة الوسطية أن يعرف ما هو مشروعه! فعلا يا ريت اللبنانيين يعرفون ما هو مشروع التيار الوطني الحر..
أنطوان نصر الله(مقاطعا): تنعرف مشروعك..
طوني أبي نجم:(متابعا): وأين هم من شعارات السيادة..
ليلى الشيخلي (مقاطعة): يا ليتنا نعرف جميعا ما مشاريع يعني..
أنطوان نصر الله (مقاطعا): تنعرف مشروعك يا أستاذ طوني..
ليلى الشيخلي (مقاطعة): يعني لسنا.. لن نعرف هذا خلال الدقائق الأخيرة للأسف..
طوني أبي نجم (مقاطعا): نحن مشروعنا واضح ولم نغيره قيد أنملة منذ بدأنا العمل السياسي..
أنطوان نصر الله (مقاطعا): أبدا، أبدا..
ليلى الشيخلي (مقاطعة): على العموم أشكركما أنتما الاثنين..
طوني أبي نجم (متابعا): أما من انتقل..
أنطوان نصر الله (مقاطعا): من انتقل من أن سلاح حزب الله هو سلاح مقدس في..
ليلى الشيخلي (مقاطعة): شكرا جزيلا لأنطوان نصر الله عضو الهيئة التنفيذية للتيار الوطني الحر، وشكرا جزيلا لطوني أبي نجم رئيس تحرير موقع القوات اللبنانية على شبكة الإنترنت، كلاكما من بيروت. وشكرا لكم مشاهدينا الكرام على متابعة هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعيم، في أمان الله.