ما وراء الخبر 31-1-2009 / لقطة عامة
من برنامج: ما وراء الخبر

أوضاع الصومال بعد انتخاب الرئيس الجديد

نناقش العقبات التي قد تعترض الزعيم الصومالي الإسلامي شيخ شريف شيخ أحمد في تحقيق مصالحة وتشكيل حكومة وحدة وطنية.

– التحديات الداخلية والخارجية وإمكانية مواجهتها
– دور دول الجوار وآفاق المصالحة الوطنية


محمد كريشان
محمد كريشان
بدري شافعي
بدري شافعي
زكريا حاج محمود عبدي
زكريا حاج محمود عبدي

محمد كريشان: السلام عليكم. نتوقف في هذه الحلقة عند العقبات التي قد تعترض الزعيم الصومالي الإسلامي شيخ شريف شيخ أحمد في تحقيق مصالحة وتشكيل حكومة وحدة وطنية. في حلقتنا محوران، ما هي التحديات التي تواجه الرئيس الجديد للصومال وكيف سيتعامل معها؟ وما هو دور دول الجوار في دعم المصالحة الوطنية أو تعميق حالة الانقسام؟… بعد أداء اليمين الدستوري في جيبوتي تعهد شيخ شريف شيخ أحمد بإحلال السلام في الصومال والتعاون مع دول الجوار ومعالجة القرصنة وكبح جماح الجماعات المتشددة. ورغم الصعوبات التي تعترض طريقه يرى مراقبون أن الرئيس الجديد لديه فرصة حقيقة لإعادة توحيد الصوماليين بسبب دعم البرلمان له وإحساس لدى الدول الغربية التي كانت تعاديه بأنه يجب أن يعطى الفرصة لإشاعة الاستقرار في بلد مزقته الحرب الأهلية منذ نحو 18 عام.

[تقرير مسجل]

إيمان رمضان: قد تبقى شفافية هذا القسم على المحك حتى ينجح في جلب استقرار لبلد يتمزق منذ عشرين عاما. هنا لا يقف الشيخ الشريف شيخ أحمد رئيسا منتخبا أمام البرلمان الصومالي فحسب بل يقف في مواجهة عثرات تجعل من الفوز الساحق الذي أحرزه عبئا ثقيلا. نظرة على المشهد الصومالي الحالي تشي بقائمة أولويات سيجد الرئيس الجديد نفسه في مواجهتها فالتأييد الذي يحظى به الشيخ شريف في الصومال لا ينفي كونه لا يزال رجلا غير مرغوب فيه من قبل تحالف معارض انقلب عليه العام الماضي إثر توقيعه اتفاقية جيبوتي للسلام، ولم يفلح انسحاب إثيوبي من الصومال، كان الشيخ شريف حدده شرطا لصفقة تقاسم للسلطة، لم يفلح في إقناع جناح أسمرة في التحالف من أجل إعادة تحرير الصومال بوقف العمل المسلح الذي بدأ أصلا لإخراج القوات الإثيوبية من البلاد وفرض حكم إسلامي فيها. وبينما يستعد الرئيس المنتخب لمباشرة مهام منصبه لا تزال بيدوا مقر البرلمان الصومالي المؤقت ومؤسسات الحكم الأخرى في قبضة حركة الشباب المجاهدين المسلحة الأمر الذي يعكس انفلاتا أمنيا خلفه الانسحاب الإثيوبي ولم تنجح الحكومة الانتقالية في ضبطه. إنسانيا لا تختلف الصورة، فالفقر والجفاف والعنف المسلح وانفلات الأمن برا وبحرا قد جعل من الحالة الصومالية كارثة إنسانية تتفاقم كل يوم. بتنصيب الشيخ شريف لجيبوتي يكتمل أحد أهم ملامح المشهد السياسي الصومالي وهي الملامح التي بدأت في التحول منذ وقوف الرجل الأول في اتحاد المحاكم الإسلامية في منطقة وسطى بلورها اتفاق جيبوتي للسلام، وفي أديس أبابا تزداد ملامح المشهد تغيرا إذ يحل عدو الأمس ضيفا على إثيوبيا وهي التي طردته يوما من الصومال.

[نهاية التقرير المسجل]

التحديات الداخلية والخارجية وإمكانية مواجهتها

محمد كريشان: ومعنا في هذه الحلقة من القاهرة بدري شافعي الباحث في معهد البحوث الأفريقية بجامعة القاهرة، وعبر الهاتف من جيبوتي طاهر محمود غيله النائب في البرلمان الصومالي. وينتظر أن يلتحق بنا من دبي بعد قليل الدكتور زكريا حاج محمود عبدي النائب الأول لرئيس تحالف إعادة تحرير الصومال. أهلا بضيوفنا. لو بدأنا بالقاهرة الدكتور شافعي بالنسبة للتحديات لعل التحدي الأول هو كيف سيستطيع الرئيس الجديد أصلا أن يمارس مهامه؟

إسلاميو الصومال يرفضون التعامل مع شيخ شريف، ويعتبرونه عميلا لأنه أخل بالاتفاق الموقع بينهم، وقام بالتوقيع على اتفاق جيبوتي

بدري شافعي: نعم أنا أتفق معك أن هناك مشكلات كبيرة تواجه شريف ليس في الخارج فحسب كما يظن البعض ولكن في الداخل أيضا فهو يقع كما يحلو للبعض أن يطلق عليه ما بين سندان الداخل ومطرقة الخارج، شريف عليه مواجهة كبيرة ليس فقط مع العلمانيين أو أمراء الحرب السابقين وإنما أيضا مع الإسلاميين الذين يرفضون التعامل معه ويعتبرونه عميلا لأنه أخل بالاتفاق الموقع بينهم وقام بتوقيع على اتفاق جيبوتي واعتبروه عميلا لإثيوبيا ومن ثم عليه إقناع هؤلاء بأن ينضموا إلى المعادلة السياسية خاصة وأنهم يسيطرون على الوضع الميداني إلى حد كبير وهذه مشكلة، المشكلة الثانية تكمن في تحقيق الأمن المفقود في هذا البلد منذ 18 عاما فهذه مشكلة أخرى، المشكلة الثالثة كيف سيتعامل مع القراصنة؟ خاصة وأن مجلس الأمن يعني استصدر قرارا يتيح للقوات البحرية الأميركية وغيرها بالدخول ليس فقط إلى المياه الإقليمية الصومالية ولكن الدخول أيضا إلى الأراضي الصومالية لتعقب هؤلاء وكما نعلم أن هناك حساسية أميركية تجاه شريف بالرغم من أنه معتدل وفق التصنيف الأميركي ولكن في النهاية كل هذه عقبات فضلا عن…


محمد  كريشان (مقاطعا): عفوا على ذكر ما وصفته بالحساسية الأميركية، السفارة الأميركية في نيروبي أصدرت بيانا أعربت فيه عن استعدادها للتعاون مع الشيخ شريف وتنتظر بفارغ الصبر وفق تعبير البيان إمكانية التعاون حتى يستعيد البلد وحدته، ألا ترى في ذلك مؤشرا جيدا؟

بدري شافعي: والله هو يجب أن نفسر الموقف الأميركي بأن اختيار الشيخ شريف هو الاختيار الأقل مرارة أو يعني كانت أميركا ما بين خيارين كلاهما مر فأقل الخيارات هي التعامل مع الشيخ شريف خاصة وأنها جربت من قبل أمراء الحرب وفشلت، جربت القوات الإثيوبية وفشلت، كان من الواضح أنه من الصعب يعني أن يخرج الطرف الإسلامي المسيطر في الميدان العسكري من أرض المعركة صفر اليدين ومن ثم فهي عملت على التقرب من هذا التيار خاصة وإن تيارا آخر سواء الذي يمثله الشيخ طاهر عويس في أسمرة أو الشباب المجاهدين هو تيار يرفض التعامل مع الولايات المتحدة وكان يطالب ليس فقط بانسحاب القوات الإثيوبية من الصومال ولكن إقامة دولة إسلامية تحكم بالشريعة الإسلامية، فالولايات المتحدة إذاً وجدت نفسها مضطرة للتعاون مع الشيخ شريف هذا الاضطرار وهذا الترحيب يعني قد يكون مؤقتا أو قد يكون نتيجة لاعتبارات الوقت فقط ولكن قد تحدث خلافات وهذا متوقع في تقديري ما بين شريف من ناحية وما بين الولايات المتحدة من ناحية أخرى وخاصة في ظل التوجه الإسلامي للشيخ شريف.


محمد كريشان: وربما من المفارقات التي لها دلالة أن البرلمان عقد في جيبوتي وأداء القسم وقع في جيبوتي. ومعنا من هناك طاهر محمود غيله النائب في البرلمان الصومالي، سيد غيله ماذا بالنسبة للتوقعات من هذا الرئيس الجديد؟

طاهر محمود غيله: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين. بداية الشيخ شريف ليس بالجديد على الساحة الصومالية وليس بالجديد على الإبداع فيما يتعلق بالأمن والاستقرار وليس بالجديد في إبداعه فيما يتعلق بضم الأطراف الصومالية بعضهم لبعض. لو رجعنا قليلا إلى الصومال أيام أمراء الحرب لم يكن هناك أي توقع في أن عهد أمراء الحرب يمكن أن ينتهي بهذه السهولة وبأن يصطف الصوماليون خلفه في أيام المحاكم الإسلامية بعد ذلك لم يكن من المتوقع أن تقوم أن يقوم هو ومن معه بتشكيل تحالف إعادة تحرير الصومال ليتمكن في نهاية المطاف بالسلاح وبالمفاوضات لإخراج القوات الإثيوبية تماما من الأراضي الصومالية ولم يكن متوقعا حتى أنه سينجح في الوصول…


محمد  كريشان (مقاطعا): ولكن عفوا هذا الذي تسميه إبداعا هل يشفع له حتى يستطيع أن يعالج كل هذه الملفات؟ السلام في الصومال، السلام مع دول الجوار، القرصنة، كبح ما يسمى بالجماعات المتشددة، كل هذا.

طاهر محمود غيله (متابعا): ألم يكن متوقعا لدى كثيرين أنه سينجح وليس يعني بأغلبية فقط ولكن بأغلبية كاسحة إذاً هذه رؤية الشيخ شريف طوال هذه المدة كانت رؤية إبداعية وقدراته كانت إبداعية، حاليا الوضع أسهل بكثير مما كان عليه قبل ذلك من منطلق أن الصومال لديه.. خلفه حاليا يقف عدد من الإنجازات بما فيها إخراج القوات الأثيوبية بما فيها إعادة الأمن والاستقرار في الصومال في وقت وجيز جدا بما فيها إنهاء عهد أمراء الحرب، حاليا التفاوض والتعامل والتحاور مع زملائه ونظرائه الذين كانوا في صفه أيام المحاكم الإسلامية وأيام المقاومة ليس بالبعيد، سيبدع في هذه النقطة وأنا موجود حاليا في جيبوتي وتواجدت في أسمرة وتواجدت في مقديشو أعلم أن هناك حوارات وهناك اتصالات بينه وبين الأخوة الآخرين سواء أكانوا في أسمرة أو كانوا في داخل الصومال، وفي نهاية المطاف المعول عليه بعد الله هو الرؤية السديدة والصالحة والقابلة للتطبيق هذه الرؤية الجديدة…


محمد كريشان (مقاطعا): هو فعلا الرئيس الجديد يعني دعا المسلحين إلى عملية السلام قال "أمد يدي إلى جميع المجموعات المسلحة التي ما زالت تعارض عملية السلام" وهنا نريد أن نعرف من الدكتور زكريا حاج محمود عبدي النائب الأول لرئيس تحالف إعادة تحرير الصومال الجناح المعارض للشيخ شريف شيخ أحمد هل تتوقعون أن تنجح هذه التوجهات في المصالحة الوطنية التي يقودها الرئيس الجديد؟

زكريا حاج محمود عبدي: بسم الله الرحمن الرحيم. أخي الكريم نحن لا نعارض أحدا نحن نعارض فقط احتلال القوات الإثيوبية للصومال وقتل الشعب الصومالي ولا تزال..


محمد كريشان (مقاطعا): القوات الإثيوبية الآن خرجت.

زكريا حاج محمود عبدي (متابعا): وأساسيات.. الأساس الأول أولا انتصار المقاومة والشعب الصومالي على الاحتلال الإثيوبي بلغة القوة وبفوهة البندقية لا بلغة المنطق لأن الاحتلال لا يعرف إلا بلغة القوة وعليه تم انسحاب القوات الإثيوبية مهزومين..


محمد كريشان (مقاطعا): ولكن عفوا يا دكتور عبدي عفوا نحن الآن نتحدث لو سمحت لي..

زكريا حاج محمود عبدي (مقاطعا): لا، خليني أكمل كلامي يا أخي يا سيدي الكريم..


محمد كريشان (متابعا): عفوا أرجو أن تكون تسمعني. الآن الاحتلال الإثيوبي كما تصفه غادر التراب الصومالي، الآن يفترض مرحلة جديدة، كيف ستتعاملون معها؟

يجب تشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة من أولوياتها إقامة دعوى ضد النظام الإثيوبي في أديس أبابا بسبب جرائم الحرب التي اقترفها بحق الشعب الصومالي

زكريا حاج محمود عبدي: أنا جاي لهذا الكلام يعني ثانيا هناك إحنا دخلنا في مرحلة جديدة هي مرحلة ما بعد التحرير وتتطلب هذه المرحلة أولا توحيد صفوف المقاومة والشعب الصومالي من خلال المصالحة الوطنية في داخل البلاد لا في خارجها، ثانيا بناء الدولة الصومالية وتشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة ومن أولويات هذه الحكومة إقامة الدعوة ضد النظام الإثيوبي في أديس أبابا بسبب ما أقدمت من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية حيث اقترفتها في حق الشعب الصومالي، أيضا تثبيت الأمن والاستقرار والسلام في ربوع البلاد وكذلك التعمير وإعادة البناء والتنمية الاقتصادية والبشرية، هناك عيوب لنظام ولعملية جيبوتي عيوبها أولا إنكار نصر المقاومة على الاحتلال وخطف هذه الثمار من.. هذا النصر من الشعب الصومالي في وضح النهار، تغطية جرائم الاحتلال ضد الشعب الصومالي..


محمد  كريشان (مقاطعا): دكتور عبدي أنا آسف جدا يعني أنا مع احترامي للنقاط التي تذكرها وكأنها بيان سياسي جاهز، أنا أريد أن أعرف فيما يتعلق بالمرحلة المقبلة، الآن ما مضى جيبوتي وغير جيبوتي الآن هناك رئيس جديد نريد أن نعرف كيف سيتم التعامل مع هذه المرحلة الجديدة؟ لو سمحت يعني.

زكريا حاج محمود عبدي: أنا رايح أقول لك يعني المرحلة هذه لها أساسيات أساسها الأول أن تتم المصالحة الوطنية الشاملة وتكون على تراب الشعب الصومالي ويملكه الشعب الصومالي هذه العملية، ثانيا يجب أن يكون هناك بعد هذا أن يتم تشكيل الحكومة الصومالية أو الدولة الصومالية. ما حصل في جيبوتي يعني أولا قفزوا من هذا الأساس وبدؤوا كأنهم حطوا الحصان قبل العربة أو العربة قبل الحصان لكن مع هذا لا شك أن الشعب الصومالي الآن يحتاج إلى السلام وإلى استقرار وإلى دعم الأسرة الدولية كما أن يجب أن يكون هناك دعوة ضد النظام اللي كان النظام الإثيوبي كان بسببه المشكلة والشيء غير المعقول والذي حقيقة جاء على الشعب الصومالي يعني تخييب آماله أن الشيخ شريف بدأ زيارته الأولى وعمله الأول بعد ست ساعات من اختياره في جيبوتي إلى أديس أبابا وهذا العدو اللدود الذي قتل الشعب الصومالي ودمر عاصمته وترك الدمار وخلف ورائه دمارا لا يقل عن دمار غزة..


محمد كريشان (مقاطعا): ولكن دكتور هذه ليست زيارة خاصة يعني اجتماع أفريقي إذاً المناسبة لو كان الاجتماع في الجزائر لذهب إلى الجزائر.

زكريا حاج محمود عبدي: يا أخي الكريم الزيارة هي زيارة لإثيوبيا ونحن آسفون والشعب الصومالي خيبت آماله هذه وهذه دولة عدوة لا يمكن أن يبدأ رئيس صومالي بزيارته بمن قتل وشرد الملايين من الصوماليين ودمر بيوتهم. لكن أنا أؤكد لك أن الشعب الصومالي اختار السلام..


محمد كريشان (مقاطعا): أنت هنا تشير إلى، لو سمحت لي، تشير إلى مسألة مهمة جدا وهي إثيوبيا، هناك دور مهم لدول الجوار في ضمان أو عدم ضمان الاستقرار بالنسبة لصومال. هذا ما سنتوقف عنده بعد هذا الفاصل نرجو أن تبقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

دور دول الجوار وآفاق المصالحة الوطنية

محمد كريشان:  أهلا بكم من جديد في هذه الحلقة التي نتناول فيها الأوضاع في الصومال بعد انتخاب رئيس جديد والتحديات التي تواجهه. السيد بدري شافعي في القاهرة، واضح أن المهمة الأساسية هي المصالحة الوطنية وواضح أن دول الجوار مثلما أشار ضيفنا من دبي هناك توجس من قبل البعض تجاه مثلا إثيوبيا التي قد تدعم الرئيس الحالي بينا أريتيريا قد تلعب دورا يوصف بالمعرقل، كيف يمكن أن ينجح الرئيس في ظل هذه الخارطة؟

بدري شافعي: هو لكي ينجح الرئيس يعني هو بالمناسبة الشيخ شريف مد يده منذ أول يوم لإعلان ترشيحه وحتى بعد فوزه بأنه يعني يستطيع أن يناقش كافة القضايا السياسية وأيضا القضايا الدينية. المشكلة من وجهة نظري ليست في الشيخ شريف فيبدو أنه فعلا تعلم من أخطاء الفترة الماضية وأقصد بها تحديدا بروز نجم المحاكم الإسلامية 2006 وعدم إرساله رسالة تطمينات سواء إلى الولايات المتحدة أو حتى إلى إثيوبيا وبالتالي ترتب عليها التدخل الإثيوبي ثم التدخل الأميركي الداعم لإثيوبيا، فهو الآن يعني تعلم الدرس جيدا وجه رسالة طمأنة إلى إثيوبيا، وجه رسالة إلى الولايات المتحدة ومن ثم فيجب على القوى الأخرى أن تدرك هذا الأمر، عندما رفض شريف التعامل مع إثيوبيا أو الولايات المتحدة كما يرفض الشيخ عويس الآن كانت النتيجة التدخل فهل هذه الفصائل ترغب في أن تتدخل إثيوبيا أو الولايات المتحدة من جديد؟ ونحن نعلم أن الصومال فعلا محاصر، الصومال ليس فيه جيش موحد ولا جيش نظامي، القوات الإثيوبية كانت تتدخل من قبل وما زالت ويمكن أن تتدخل مرات أخرى من خلال الحدود، القوات الأميركية بل والقوات الأوروبية تستطيع أن تتدخل وفق قرارات مجلس الأمن. إذاً لا بد على الطرف الآخر أن يمد يد العون إلى الشيخ شريف وأن يتعاون معه فهي المسؤولة صعبة الآن وأظن أن الواجب الإسلامي يقتضي التعاون في هذه القضية والبحث في قضية الاقتصاد وإعادة الإعمار أولا ثم قضية الأمن المفقود ثانيا ثم تأتي بعد ذلك قضية تطبيق الشريعة والحدود فهذا هو فقه الأولويات، والسياسة كما تقول فن الممكن، فلا بد أن يتفهم الجميع موقف هذا الرجل الصعب أن هذا الرجل تفهم جيدا الوضع الذي كان سائدا في الوضع الإقليمي والوضع الدولي وهو يحاول الآن أن يلعب بالسياسة مع عدم تخليه عن الثوابت لكن الطرف الآخر لا يفهم ذلك ويتهمه بالخيانة ويتهمه بالعمالة أظن أن هذا الأمر نوع من الفرقة التي نهى حتى عنها الشرع، لا يخدم سوى القوات الأخرى ويضر بالفعل بالشعب الصومالي الذي يعاني من ويلات هذه الحرب منذ 18 عاما.


محمد كريشان: هذا الموقف الصعب كما وصفته سيد شافعي. سيد طاهر محمود غيله من جيبوتي، كيف يتوقع أن يتصرف الرئيس الجديد مع هذه التوازنات في المنطقة وفي دول الجوار؟

طاهر محمود غيله: قبل أن أجيب على هذا السؤال دعني أثمن موقف الأخ زكريا الحاج من.. ورضائه بإجراء حوار صومالي صومالي في داخل الصومال، نحن لسنا مستعدين فقط لإجراء الحوار السياسي مع الأطراف الصومالية في داخل الصومال فحسب ولكن في أي مكان يتواجدون فيه فهذا مرحب به وما نسعى إليه وبالتأكيد فإن هذا الحوار سينجح، نحن أخوة حملنا السلاح وخضنا المعارك الدبلوماسية وسننجح في إعادة الوضع لاحقا. أما فيما يتعلق كيف ينجح وسط هذه الصعاب؟ طبعا المرحلة صعبة ولكن لكل مرحلة لها رجلها، الشيخ شريف المرحلة السابقة كانت صعبة جدا وخاضها ونجح فيها وحاليا المرحلة صعبة جدا ولا سيما والبلاد الإقليمية والدولية والداخلية وأعتقد أن الطروحات التي قدمها بما فيها التحاور مع الإقليم، التحاور مع الدولة، التحاور مع الداخل، إرسال رسالات تطمين إلى الخارج لأن الصومال حاليا تعاني من حالة انكشافية ذاتية صعبة جدا، فيها بواخر فيها سفن حربية موجودة في السواحل الصومالية، الصومال لا تتحكم في ذلك لديها ألفي كيلو متر مع إثيوبيا، الصومال ليس لديها قوات نظامية قادرة على حماية هذه الحدود كل هذه المعضلات الحقيقية التي لم يأت بها الرئيس الجديد وإنما أتى وهي موجودة لا بد أن يتعامل معها بتعقل وبعقلانية وبإدراك تام لهذه المجريات، وعلى هذا الأساس تأتي رسالة التطمينات التي ترسل إلى إثيوبيا فعلا ورسالة التطمينات التي ترسل للخارج بأن الصومال شعب يريد أن يعيش وليس جهة ترغب في إرسال العنف والفوضى والقتال إلى الآخرين. أما فيما يتعلق بالداخل فأعتقد أن الوضع سيكون أسهل بعد بدء الحوار لأن ما سنطرحه لاحقا سيقنع الآخرين من منطلق أن السياسة هي فن الممكن وأخذ ما هو متوفر والبحث عن ما هو ليس متوفرا لاحقا في مرحلة لاحقة، كل هذه المعطيات وهذه المفردات موجودة في أجندة سياسة الرئيس الجديد، أعتقد أنها ..


محمد  كريشان (مقاطعا): التطمينات الخاصة بإثيوبيا واضحة ولكن نريد أن نعرف بقية دول الجوار، وهنا أسأل الدكتور عبدي في دبي، بالنسبة مثلا لدولة مثل أريتيريا أو جيبوتي أو غيرها هل تعتقد بأنها ستساهم في فتح صفحة جديدة مع الصومال؟

زكريا حاج محمود عبدي: أريتيريا.. أولا لا جيبوتي ولا أريتيريا لديها أي مشكلة مع الشعب الصومالي بل أريتيريا ساعدت بنضال الشعب الصومالي ودحر وطرد القوات الإثيوبية سياسيا، الذي سوف يعرقل على الشيخ شريف وعلى أي رئيس صومالي وعلى أي دولة صومالية قادمة هو النظام الإثيوبي في أديس أبابا هذا أكيد يعني مؤكد، الشيء الآخر أن لا نحن لا نحتاج إلى اطمئنان الإثيوبيين بل الشعب الصومالي هو الذي يحتاج لاطمئنانه من عدم غزو الإثيوبيين مرة أخرى على الصومال وصحيح أن الصومال ليس لديها دولة موحدة وأن حدودها طويلة مع.. المشتركة مع إثيوبيا لكن الشعب الصومالي مع ذلك هزم الإثيوبيين ودحرهم وعلى هذا الأساس نحن نحتاج الآن توحيد هذا الصف توحيد صفوف هذا الشعب وأيضا تشكيل حكومته ولا نحتاج أي إنسان وخاصة فيما يتعلق بالمنطقة، منظمة إيغد والأخ السفير أحمد ولد عبد الله هم الذين أفسدوا في عملية المصالحة في الصومال وهم الذين حقيقة قسموا يعني فعلوا تقسيم المقاومة وتمزيقها وعلى هذا الأساس أنا أعتقد أنا أوافق مع الأخ طاهر محمود غيله أن الشعب الصومالي يحتاج الآن أن يلم جرحاه ويضمد جرحاه ويحاول أن..


محمد  كريشان (مقاطعا): يعني في هذا الإطار هل أنتم مستعدون لفتح صفحة جديدة مع الشيخ شريف شيخ أحمد؟

زكريا حاج محمود عبدي: نحن ليس لدينا أي مشكلة مع أي صومالي يريد أن يفتح حوارا مع الشعب الصومالي ويقدر نضال الشعب الصومالي ما عدا الذين تعاونوا والذين كانوا مع الاستعمار الإثيوبي ومع الاحتلال الإثيوبي والذين اقترفوا جرائم حرب ضد الشعب الصومالي وبعضهم الآن في جيبوتي، نحن لا نتفق مع هذه الخطوة ولكننا نتفق مع أي خطوة سلام مع أي خطوة تؤدي إلى أمن واستقرار الشعب الصومالي وتشكيل حكومته الوطنية.


محمد كريشان: شكرا جزيلا لك الدكتور زكريا حاج محمود عبدي النائب الأول لرئيس تحالف إعادة تحرير الصومال، شكرا أيضا لضيفنا كان معنا عبر الهاتف من جيبوتي طاهر محمود غيله، وأيضا بدري شافعي الباحث في معهد البحوث الأفريقية بجامعة القاهرة- وغيله بالطبع هو نائب في البرلمان الصومالي الذي كان معنا عبر الهاتف- بهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعيم. كالعادة نذكركم بإمكانية إرسال بعض المقترحات على هذا العنوان الإلكتروني الظاهر الآن على الشاشة

indepth@aljazeera.net

غدا بإذن الله قراءة جديدة في ما وراء خبر جديد. أستودعكم الله.