ماوراء الخبر - صورة عامة
ما وراء الخبر

برنامج إسرائيل السري لمواجهة الحرب الإلكترونية

تتناول الحلقة كشف رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الجنرال عاموس يدلين عن برنامج سري بدأته إسرائيل استعدادا لأي حرب إلكترونية قد تتعرض لها شبكات معلوماتها الداخلية.

– مجال الحرب الإلكترونية وحجم الأضرار التي تنتج عنها
– استعداد العرب لمواجهة التهديدات والمشاركة في الحرب الإلكترونية

جمانة نمور
جمانة نمور
هشام جابر
هشام جابر
زيد ناصر
زيد ناصر

جمانة نمور: كشف رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الجنرال عاموس يدلين عن برنامج سري بدأته إسرائيل استعدادا لأي حرب إلكترونية قد تتعرض لها شبكات معلوماتها الداخلية، واعتبر عاموس أن أي تهديد إلكتروني لإسرائيل هو تهديد لأمنها القومي وقال يدلين إن الجيش الإسرائيلي أصبحت لديه الوسائل الكافية لإطلاق هجمات إلكترونية استباقية من دون أي مساعدات خارجية. نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسين، ما هو حجم الأضرار التي يمكن أن تلحقها إسرائيل بأعدائها التقليديين في مجال حرب الإنترنت؟ وما الذي يجب أن يفعله العرب استعدادا للتهديدات المبطنة في الإعلان الإسرائيلي الأخير؟ أهلا بكم. إذاً الحديث عن حرب تدور في شبكة المعلومات الدولية الإنترنت لم يعد شأنا يخص المتعاملين مباشرة مع هذه الشبكة رغم أن عددهم في العالم قد تجاوز 350 مليون شخص فقد امتد تأثير تلك الشبكة ليطال الجميع من خلال سيطرتها على حسابات المصارف وصناعة السفر والسياحة بل وأنظمة العمل في الوزارات والمصالح الحكومية التي تتصل بطبيعة الحال بحياة الجميع، من هذا المنطلق يكتسب التهديد الإلكتروني اليوم أبعادا ما كانت حتى وقت قريب في أكثر الأخيلة شططا وجموحا.

[تقرير مسجل]

نبيل الريحاني: ليس بمثل هذه الأسلحة الحربية فقط تخاض الحروب، بوسعك أن تهاجم عدوك أو أن يهاجمك هو من خلال شبكة الإنترنت فتستهدف مواقع تهم الأشخاص أو المؤسسات السياسية والاقتصادية والعلمية، كل ما يحتاجه الهجوم الإفتراضي أجهزة كومبيوتر ومعرفة وافية بأحابيل الشبكة العنكبوتية لتقتحم على خصومك مواقعهم الإلكترونية فتسيطر عليها وإن شئت بعد ذلك دمرتها أو غادرتها محملا بغنائمك المعلوماتية. شاع الإبحار في الإنترنت بين الناس شرقا وغربا وتحولت حروبها الإلكترونية إلى هاجس حقيقي يقض مضاجع مختلف المؤسسات مثل البنتاغون الذي سقطت بعض تحصيناته الإلكترونية على يد شاب مغربي اخترقها فحوكم من أجل ذلك فيما بعد، حتى الشركات الحمائية المختصة في مقاومة الفيروسات وبرامج التجسس مثل سيمونتيك وكاسبيرسكي تعرضت بدورها لعمليات اختراق في نظمها خلفت لهيبتها حرجا بالغا. حرب غزة هي الأخرى شهدت معركة من معارك الحرب الإلكترونية تجسدت في موجة اختراق إلكتروني متبادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين بذل فيها كل طرف وسعه للسيطرة على مواقع عدوه وبث رسائل دعائية ضده، وفي لبنان كشف النقاب عما وصف بالاختراق الإسرائيلي الأكبر والأخطر في إشارة إلى نجاح إسرائيل في نصب محطة تزويد بخدمة الإنترنت مكنتها من اختراق حسابات كافة المشتركين وبينهم قادة وسياسيون من أدنى المستويات إلى أعلاها، دلت هذه الحادثة وغيرها على الأهمية التي توليها إسرائيل وجيشها للحرب الإلكترونية حتى أعلن مؤخرا عن النظام الدفاعي المتطور الذي تنوي شعبة الإستخبارات الإسرائيلية تشغيله ليوفر لها الأمن الإلكتروني ويمكنها من شن ما وصف بالحرب الإلكترونية الاستباقية. وربما أدركت تل أبيب الدرس باكرا وهي التي تابعت على الأرجح كما دول العالم ما كشفت عنه أشهر من التحقيقات الإلكترونية الكندية من أمر تلك الشبكة الصينية التي نجحت بفضل برنامج متطور للتجسس في اختراق 1295 جهاز حاسوب في العالم يعود كثير منها لوزارات خارجية وسفارات ما وفر لها مادة معلوماتية دسمة في غاية الأهمية، لكن الأخطر من وجهة نظر الخبراء يكمن في الآتي إذ يؤكدون أن ما نشب من صراعات إلكترونية ليس سوى البداية.

[نهاية التقرير المسجل]

مجال الحرب الإلكترونية وحجم الأضرار التي تنتج عنها


جمانة نمور: ومعنا في هذه الحلقة من عمان زيد ناصر الخبير في شؤون تكنولوجيا المعلومات والإعلام، ومن بيروت العميد المتقاعد هشام جابر رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والمهتم بقضايا الإنترنت، أهلا بكما. سيد زيد عندما يتحدث الجنرال الإسرائيلي عن خوض هذه المعركة الإلكترونية ويقول بأن القوات المسلحة الإسرائيلية أصبح لديها الوسائل الكافية لإطلاق هجمات إلكترونية استباقية ماذا يتوقع أعداء إسرائيل؟


زيد ناصر: شكرا يا ستي على استضافتي في البرنامج. الحقيقة ليس خبرا جديدا أن إسرائيل تستعد لمواجهة الهجمات الإلكترونية ولا أي حكومات أخرى في العالم، الهجمات الإلكترونية هي أمر واقع وهي جزء من الأمن القومي لأن معلوماتنا القومية موجودة على الإنترنت وعلى الشبكات الخاصة والعامة وبالتالي يجب حمايتها، أبسط مثال كما قلتم في التقرير عن غزة، يقال حسب بعض التقارير التي اطلعت عليها إن أكثر من عشرين ألف موقع إسرائيلي أو أميركي ضرب في وقت حرب غزة وهذا رقم مهول وكبير وبالطبع قد فتح عيون الحكومة الإسرائيلية أكثر وأكثر وأتوقع أن الحكومة الإسرائيلية لديها التقنيات لمواجهة هذه الأمور ولكن مشكلة الحكومة ستكون في الأعداد التي سوف تواجهها، كلنا لدينا تكنولوجيا لمواجهة أمن الشبكات، network security موضوع مهم جدا والحكومات العربية تتبناه أيضا وهنالك شركات دولية تبيع الحكومات العربية الأنظمة والأجهزة للحفاظ على شبكاتها ولكن أحيانا الضغط يكون شديدا جدا لا تتحمله أي شبكة، حسب ما أذكر وقت حرب غزة..


جمانة نمور (مقاطعة): يعني طالما تفوقت، عفوا سيد زيد طالما تفوقت علينا إسرائيل بموضوع التكنولوجيا بموضوع الأسلحة، هل العدد فعلا هنا.. لم يكن العدد يهم، هل العدد الآن أصبح مهما إلى درجة يمكن أن تسجل إيجابا لصالح العرب؟


زيد ناصر: نعم، نعم، وهذه بالنسبة للإنترنت، نعم أستاذة جمانة يعني كانت الهجمات وقت غزة لا تأتي من دول عربية كانت تأتي من تركيا من باكستان وذلك قد أشار إلى وجود أعداد كبيرة من الناس المناهضين لسياسة إسرائيل والذين استغلوا الإنترنت، الإنترنت لا تعرف الحدود ولا تحتاج إلا خط اتصال عبارة عن خط إنترنت واختراق الإنترنت الأكبر لدول العالم الثالث أو دول العالم الإسلامي في آسيا وأفريقيا يعني المزيد من الناس الراغبين في التحرك وهنا يجب أن أقول إن هنالك مهارات وكفاءات كبيرة في العالم العربي والإسلامي في مجال التكنولوجيا وممكن أن تسخر هذه الكفاءات لأغراض الهجوم على مواقع، طبعا نحن نرجو أن توظف أيضا في تطوير الاقتصاديات وهذا طبعا أمر وارد يعني ما أريد أن أجمله بالإجابة على سؤالك ما يلي، نعم أتوقع أن إسرائيل فعلا جاهزة إلى حد ما ولكن لا أحد جاهز بشكل كامل لأن هذا سباق، سباق بين جماعة الأمن وبين الجماعة المهاجمين أو الهاكرز الذين يسمون أنفسهم، لا أود أن أستخدم مصطلح الجهاد الإلكتروني لأنه مصطلح خلقته الماكنة الإعلامية الغربية والإسرائيلية ولكن هو شكل ربما من أشكال الكفاح الإلكتروني ولا أعتقد أن الجماعة الذين يعملون بالكفاح الإلكتروني لا أعتقد أنهم غير مؤهلين، أعتقد أنهم باستطاعتهم دائما أن يناهزوا الجميع والمؤسسات الإجرامية في العالم الآن تستخدم الكفاح الإلكتروني لكي تسرق ويمكن أن يقوم أحد بدفع مبالغ لهذه المؤسسات الإجرامية لكي تقوم بتوجيه سهامها إلى الحكومات..


جمانة نمور (مقاطعة): أن يصبح الهاكرز موظفون إذاً..


زيد ناصر: (متابعا): فهنالك الكثير الكثير من الناس العاملين في هذا.


جمانة نمور (متابعة): على كل أن يتم توظيفهم إذاً في هذه الحرب. سيد هشام جابر الجنرال إذاً الإسرائيلي تحدث عن حرب استباقية رغم أن السيد زيد قال بأن هناك نقاط إيجابية لصالح من يتواجه مع إسرائيل موضوع العدد موضوع الكثرة إلا أنه يعني لم نتخيل معه ما الذي يمكن أن نتوقعه ، إذا كانوا يشنون حربا استباقية نحن في حياتنا اليومية الأشخاص الذين يعيشون في دول ربما في وضع مواجهة مع إسرائيل ماذا يمكن أن يتوقعوا؟


هشام جابر: يعني أولا يجب التذكير أن ما قاله الجنرال الإسرائيلي عاموس يدلين لم يتحدث فقط عن الإنترنت تحدث عن الحرب الإلكترونية وكي يفهم المشاهدون ما هي الحرب الإلكترونية يجب التفكير بأنها ليست جديدة هي قديمة جدا وقد بدأت مع خلق الاتصالات في الحروب والتجسس على هذه الاتصالات، اليوم نحن تجاه حرب إلكترونية مع تطور الأجهزة الإلكترونية تطورا مذهلا خاصة خلال العقدين الأخيرين، الحرب الإلكترونية هي توازي الحرب البرية الحرب الكلاسيكية فإذا كانت الحرب آلة كلاسيكية هي على الأرض والجو والبحر فالحرب الإلكترونية تتجاوز الفضاء الخارجي وتنزل إلى أعماق البحار هذا شيء معروف جدا، إسرائيل متفوقة جدا في الحرب الإلكترونية، لدينا تقرير في مركزنا أن إسرائيل صنفت هذا العام في المرتبة السادسة من حيث القدرات والأجهزة التي تعمل فيما يسمى الحرب الإلترونية، أنا أرى أن إسرائيل يمكن أن تتطور أكثر في هذا المجال طالما لديها إحساس وطريقة لكي تتزود من الولايات المتحدة الأميركية بأكثر الأجهزة الإلكترونية تطورا، وما دام الموضوع الذي تبحثونه حاليا هو موضوع الإنترنت، الإنترنت لا شك هو ثورة في عالم الاتصالات وليست حربا استباقية كما ادعى الجنرال، إسرائيل بدأت استخدام هذه الوسيلة الهامة جدا في حروبها النفسية على الأقل وفي الاستخبارات، هلق لمعرفة ما هي الأضرار كما جاء في التقرير أو السؤال الأول التي يمكن أن تصيب أعداء إسرائيل العرب يعني حتما وليس فقط أعداءها إنما أصدقاءها لأن إسرائيل تسعى لاستخدام الاستخبارات والوسائل ..


جمانة نمور (مقاطعة): الأعداء التقليديين.


هشام جابر: نعم ليس فقط أعداءها التقليديين يعني potential enemy، إسرائيل تعمل وتتجسس على الولايات المتحدة الأميركية وعلى كافة الدول الإسلامية كتركيا وباكستان وغيرها التي ليست في حالة عداء معها، إسرائيل تستخدم الإنترنت بكافة, youtube تستخدم مثلا الـ facebook تستخدم الـ web site وتخلق مواقع إلكترونية لكي تضلل يعني يمكن أن تكون هناك مواقع إسلامية وهي إسرائيل التي هي وراءها، هي تستخدم تتجسس علىchatting  وعلى الـ emails وكل ما يمكن أن ينتجه عالم الإنترنت، نحن هذا التصريح الذي قام به الوزير الإسرائيلي هذا يذكرني..


جمانة نمور (مقاطعة): وهو رئيس شعبة المخابرات هذا يؤكد وجهة نظرك التصريح جاء عن رئيس شعبة المخابرات أي جمع المعلومات.


هشام جابر: نعم، ما هي الأهداف؟ ما هي الأهداف لهذه الحرب الإلكترونية؟ الاستخبارات، الحرب النفسية، تعطيل وتشويش وإرباك الأسلحة المتطورة لدى الخصم أو العدو ومساندة القوى الكلاسيكية، اليوم نحن نتذكر منذ بضعة أشهر عندما تقدمت الحكومة الأميركية لتعديل قانون يتيح لها مراقبة الإنترنت وهذا مخالف للدستور الأميركي لأنه invasion private، أنا أرى أن إسرائيل بهذا التصريح الذي تفضل به السيد عاموس يدلين رئيس الاستخبارات الإسرائيلية كأنه يريد أن يغطي اقتحام إسرائيل لكافة المواقع في العالم لأن برأيي أن هذا يهدد أمن إسرائيل مما يخالف هذه القوانين المعتمدة في معظم الدول وهي invasion..


جمانة نمور (مقاطعة): إلى جانب هذه النقاط أعود إليك سيد زيد ناصر أيضا هناك حديث عن بنى تحتية رقمية عدا عن موضوع جمع المعلومات كيف يمكن لخرق لشبكة الإنترنت أن يؤثر على حياتنا على اقتصادنا على أعمالنا على رحلاتنا وما إلى هنالك؟


زيد ناصر: يعني المختصون في هذا المجال يقولون بأن المعلومات الخطر عليها ثلاث نواحي، confidentiality أي السرية فهنالك إفشاء لمعلوماتنا الخاصة وطبعا المعلومات مهمة في أي حرب، ثانياintegrity أي موثوقية المعلومات فيمكننا أن ندخل على موقع لنستعين بمعلوماته فتكون المعلومات قد لعب بها أو قد تم تعديلها وهذا أيضا يؤثر على المجتمعات وهذا إذا كانت معلومات بنوك معلومات تأمين معلومات صحية ذلك بالطبع سوف يؤثر علينا ويضربنا في مجتمعاتنا، وأخيرا fallibility أي الوصول إلى المعلومة، من أخطر الأمور هو عدم القدرة على الوصول، لما أنا أعتمد على الكمبيوتر بشكل كبير للـ mission critical echoes وهي القضايا الحساسة والهامة فالوصول إلى المعلومة أساسي لكي أتحرك، كيف أرد على شيء إذا لم أستطع أن أصل إلى المعلومة التي تساعدني في الرد؟ وهنا اسمحي لي أن أقول إن ليس هنالك الكثير من الحكومات في العالم الجاهزة أو التي تعرف فعلا ما هو الوضع، عندما تسلم أوباما رئاسة الولايات المتحدة أعلن أنه سوف يعين قيصر للمعلوماتية لحماية أمن الشبكات..


جمانة نمور (مقاطعة): لم يعينه حتى الساعة.


زيد ناصر: (متابعا): وقد قام بتعيين هذا الشخص وكان السبب أنه قرأ تقريرا فيه 24 وكالة فيدرالية، 23 منها لا يصل فيها مستوى الأمن إلى المستوى المطلوب فحتى الولايات المتحدة..


جمانة نمور (مقاطعة): نعم هو عينه بعد ستة أشهر..


زيد ناصر: (متابعا): قبل سنة كان فيها مشكلة فما بالك الحكومات العربية التي الآن ما زالت تبدأ..


جمانة نمور (متابعة): أخذت معه من الإعلان حتى التعيين ستة أشهر ربما لكي يعين الشخص وبدأت الآن الولايات المتحدة الأميركية محادثات أيضا على ما ذكرت النيويورك تايمز والغارديان حتى مع الأمم المتحدة ومع الروس استعدادا لهذه الحرب وهنا يعني يصح أن نتساءل عن مدى استعداد العرب لحرب الإنترنت المقبلة، هذا تساؤل نطرحه على ضيفينا بعد الفاصل القصير كونوا معنا.

[فاصل إعلاني]

استعداد العرب لمواجهة التهديدات والمشاركة في الحرب الإلكترونية


جمانة نمور: أهلا بكم من جديد في حلقتنا التي تتناول الهواجس التي يثيرها إعلان إسرائيل استعدادها لشن هجمات استباقية إلكترونية. سيد هشام جابر إذا كنا فعلا على أبواب الخوض في هذه المعارك الافتراضية في فضاء الإنترنت هل نحن كعرب مستعدون لها؟


هشام جابر: هلق يجب أن نكون مستعدين لأنه تبين بالمعلومات أو الإحصاءات على أن هنالك أكثر من 25 أو 30 مليون عربي يستخدمون الإنترنت بكفاءة فهؤلاء إذا كان لديهم حس وطني أولا يجب أن يكونوا متيقظين جدا للهجوم الإلكتروني الإسرائيلي على أوطانهم بواسطة الإنترنت إذا كانت إسرائيل تسعى لجمع المعلومات فيكونوا جاهزين أولا لمنع تزويد إسرائيل لمعلومات دقيقة عنهم أو عن أوضاعهم أو عن أعمالهم أو عن بلدهم أو عما يعرفون عن جيوشهم وثانيا ربما يجب استخدام هؤلاء أو الكفوئين منهم سواء كانوا في البلاد العربية أو في الـ Diaspora أن يكونوا فعلا جنودا يتصدون ويحاربون العدو بأسلحته، أنا برأيي التصدي لإسرائيل بالحرب الإلكترونية وتحديدا حرب الإنترنت youtube وfacebook وwebsite و chat وغيرها يجب أن نحارب العدو بأسلحته وبأساليبه فإذا كان يبحث عن المعلومات فلا بأس أن نحجب عنه المعلومات الصحيحة وإذا كان مضللا فلا بأس أن نرسل له معلومات مضللة، أنا برأيي لست متشائما رغم عجز الحكومات العربية كحكومات عن القيام ببرنامج وقائي ضد هذه الحرب الإسرائيلية لعدم اهتمامها أصلا بخطر إسرائيل إنما على المواطنين العرب والكفوئين منهم التصدي أنا برأيي كل بكفاءته وبقدرته، ثانيا يجب القول على أن إسرائيل رغم تفوقها في مجال الاستخبارات والأسلحة المتطورة والأسلحة قصدي الإلكترونية المتطورة أثبتت عن فشل استخباراتي كبير خلال هجومها على لبنان عام 2006..


جمانة نمور (مقاطعة): وعلى غزة أيضا.


هشام جابر: ومش أنا الذي أقول ذلك، وعلى غزة أيضا ورأينا أيضا أن الحرب الإلكترونية كما ذكرتم في غزة كانت إلى حد ما متعادلة بين العرب والإسرائيليين فليس هنالك من مجال للعرب من إسرائيل، فعلى من يريد الانتباه من أخطار إسرائيل الدول التي ليست في حالة حرب معلنة مع إسرائيل أو حتى الدول التي هي حليفة لإسرائيل وأنا أرى أن إسرائيل ستتوجه للرأي العام الأميركي بحربها النفسية أكثر من الرأي العام العربي فيجب أن يكون العالم كله متيقظا لذلك.


جمانة نمور: وهنا الفرد أيضا كما ذكر السيد زيد قبل قليل يعني كل فرد إذاً يمكن أن يحدث فرقا، سيد زيد يعني كما فهمنا منك في بداية هذه الحلقة لكن إذا كان هناك دعوة من السيد هشام جابر إلى وضع برنامج وقائي هل يمكن تقنيا القول بأن وضع البرنامج الوقائي هو يوازي مثلا شن هجوم أو هجمة إلكترونية أم أن الوقاية في هذه الحال ستكون أصعب؟


زيد ناصر: نعم، هنا النقطة المهمة هي أن كل فرد يستطيع أن يساعد في هذه الحرب المفترضة وذلك من خلال حماية معلوماته وأجهزته، من أكبر الأخطار هي البرامج البوتنتس التي تنزل على أجهزة الناس وتسمح للمعتدين من الخارج التحكم في أجهزتنا، عندما نستعرض بعض المواقع على الإنترنت ونعمل download أو ننزل أغنية أو برنامجا مشبوها أو نفتح صورة أو.. في تلك الحالات يمكن أن ينزل على أجهزتنا برامج تسمح لأجهزتنا أن تصبح زومبي أو تصبح أداة، لا يجب أن نكون جنودا في هذه الحرب يجب أن نحافظ على أمن أجهزتنا الشخصية وأمن أجهزة شبكات الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم وإذا قمنا بذلك فهذا أفضل إسهام من المواطن العربي ومن الشركات والمؤسسات العربية الصغيرة في هذه المعركة، وأنهي بقولي بأنه لربما ليس التهديد مشابها لقنبلة نووية ولكنه مشابه لقنبلة بشرية.


جمانة نمور: يعني قنبلة نووية كانت في السابق مثلا محور مباحثات أو لقاءات بين مسؤولين من الولايات المتحدة ومن روسيا والأمم المتحدة، لقاء من هذا النوع عقد ولكن هذه المرة كان عنوانه الحرب الإلكترونية، هذه الحرب يعني سيد زيد برأيك هل يمكن أن نتخيل مثلا أن يكون في نشرات الأخبار مستقبلا شنت معركة إلكترونية من هذه الجهة على تلك وانتهت.. كيف نتخيل هذا العالم الافتراضي؟


زيد ناصر: اسمحي لي هنا أن أقول إن الإنترنت ميديا أو وسيلة إعلام لا يمكن السيطرة عليها، قد اعتادت بعض دوائر -خلينا نحكي يعني العدو السيطرة على التلفزيون أو على الصحافة وهي مؤسسات كبرى، الآن كل شخص صحفي كل blogger كل مدون هو صحفي كل شخص لديه account twitter يقوم بنشر المعلومات بشكل صحفي، اليوم لا يمكن السيطرة على الإنترنت ويصعب برأيي القيام بذلك ولكن النقطة المهمة هي أن نتحلى بالمسؤولية والواقعية هنا وهي أن.. لا يوجد جهد مشترك اليوم ولكن هنالك مؤسسات مجتمع مدني الآن تجمع الآراء لإبراز الصورة الإيجابية عن العرب عبر الإنترنت فالإنترنت الكل يشاهدنا لذا يجب أن نستخدم الإنترنت ونتحدث بصوت معتدل ونتحدث بشكل يفهمه العالم، الآن أصبح لدينا الوسيلة للوصول إلى الأميركيين والوسيلة للوصول إلى الأوروبيين لسنا بحاجة للمرور من خلال المؤسسات الإعلامية الضخمة التي قد يسيطر عليها بعض المصالح وبعض الأطراف فالإنترنت هو أقوى سلاح وبرأيي..


جمانة نمور (مقاطعة): إذاً تغيرت سيد هشام اعتمادا على ذلك موازين القوى تتغير الموازين الآن..


زيد ناصر: وقد تغيرت التكتيكات تغيرت الإستراتيجية الآن ويصعب جدا..


جمانة نمور (متابعة): يعني حتى عاموس يدلين، يعني عفوا سيد زيد إذا ما عدت يعني في نهاية الحلقة إلى السيد هشام، حتى عاموس يدلين الذي بدأنا حلقتنا بكلامه قال بأن الـ.. space أو هذا الفضاء على شبكة الإنترنت يعطي الدول الصغيرة والأفراد قوة كانت تمتلكها فقط الدول الكبرى، كيف تعلق على هذه الجملة؟


هشام جابر: نعم هذا الكلام صحيح لأنه إذا كانت إسرائيل تملك الردع النووي والردع البيولوجي ضد أعدائها واليوم تأتي بالردع الإلكتروني فأنا أعتقد أن أية دولة لو كانت صغيرة وجزيرة في المحيط لديها أشخاص كفوئين تستطيع أن تستخدم الإنترنت إلى أقصى الدرجات لكي تبعث الرسائل التي تريدها ولكي تحصل على معلومات ولكي تعمل الـ jumping ولكي تعرقل ولكي تشوش ولكي تضلل فهذه نعم قضية أفراد كفوئين يمكن أن يستخدموا الإنترنت على أفضل طرق لاستخدامه في الحرب الإلكترونية الدفاعية وأيضا في الحرب الإلكترونية الهجومية لأن الحرب الإلكترونية هي offensive E W و defensive E W، والإنترنت إحدى وسائل هذه الحرب.


جمانة نمور: شكرا لك العميد المتقاعد هشام جابر رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات من بيروت، ومن عمان نشكر السيد زيد ناصر الخبير في شؤون تكنولوجيا المعلومات والإعلام وبالطبع نشكركم على متابعة هذه الحلقة من ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعيم، مساهماتكم وتعليقاتكم ننتظرها على موقعنا الإلكتروني indepth@aljazeera.net

نشكر لكم متابعتكم وإلى اللقاء.