
آفاق المصالحة العربية وتداعياتها المحتملة
– دوافع المصالحة وآفاق استمرارها
– التداعيات المحتملة على الملفات المطروحة ونقاط الخلاف
![]() |
![]() |
![]() |
محمد كريشان: السلام عليكم. نتوقف في هذه الحلقة عند المصالحة التي جرت بين عدد من القادة العرب في الكويت وانعكاساتها على الملفات العربية المطروحة حاليا كمبادرة السلام العربية والموقف من المقاومة والمصالحة الفلسطينية. وفي حلقتنا محوران، إلى أي مدى يمكن للمصالحات التي جرت على هامش قمة الكويت إنهاء حالة الانقسام العربي؟ وهل تقود هذه الخطوة إلى بلورة رؤى مشتركة حيال المبادرة العربية ونقاط الخلاف الأخرى؟… انطلقت قمة الكويت والانقسام العربي في ذروته لكن نبرة تصالحية بدت في كلمات بعض القادة، العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بالأساس ناشد في خطابه القادة العرب إلى تجاوز خلافاتهم قبل أن يُعلن عن لقاء تصالحي بين قادة قطر ومصر والسعودية وسوريا.
[شريط مسجل]
الملك عبد الله بن عبد العزيز/ العاهل السعودي: إننا قادة الأمة العربية مسؤولون جميعا عن الوهن الذي أصاب وحدة موقفنا وعن الضعف الذي هدد تضامننا، أقول هذا ولا أستثني أحدا منا. واليوم أناشدكم بالله جل جلاله ثم باسم الشهداء من أطفالنا ونسائنا وشيوخنا في غزة، باسم الدم المسفوح ظلما وعدوانا أناشدكم ونفسي أن أكون أكبر من يراهن وأن نسمو على خلافاتنا وأن نهزم ظنون أعدائنا ومن هنا اسمحوا لي أن أعلن باسمنا جميعا أننا تجاوزنا مرحلة الخلاف وفتحنا باب الأخوة العربية والوحدة.
[نهاية الشريط المسجل]
محمد كريشان: رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري تحدث لاحقا عن اتفاق قادة السعودية وقطر وسوريا ومصر على ما سماها تفاهمات تعزز المصالحة التي جرت على هامش قمة الكويت.
[شريط مسجل]
حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني/ رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري: هذه التفاهمات أنا أعتقد ستنعكس على الواقع العربي وستنعكس على العمل العربي المشترك وما في شك أن الوضع اللي صار في غزة ودماء الشهداء ما راح هدر لأن هذه المصالحة نتيجة أيضا لهذه الدماء، أو إحساس خادم الحرمين الشريفين بالمسؤولية أنه مقابل هذه التضحيات يجب أن يكون هناك في لحمة عربية واضحة، ونأمل أنه الآن نحط يدنا بيد بعض للتقدم نحو لملمة الجراح وتقوية الموقف العربي بشكل واضح.
[نهاية الشريط المسجل]
دوافع المصالحة وآفاق استمرارها
محمد كريشان: ومعنا في هذه الحلقة من الكويت الدكتور عبد الله الشايجي أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت، ومن القاهرة الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية السابق أستاذ القانون الدولي في الجامعة الأميركية في القاهرة، أهلا بضيفينا. لو بدأنا بالدكتور الشايجي في الكويت، هل نحن أمام مرحلة عربية جديدة بعد هذه المصالحة في الكويت؟
عبد الله الشايجي: يعني نحن أمام مرحلة إعادة تمحور على ما يبدو بشكل واضح هناك أجواء في القمة في الكويت اليوم متفائلة جدا، المصالحتان اللتان تمتا بين مصر وقطر وبين سوريا والسعودية، الدور الكويتي الكبير الذي صار له فترة يلعب هذا الدور كالتي كانت ببعض المسؤولين في الكويت هناك تفاؤل كبير بأن ما جرى اليوم يرسي لما بعده، هناك تفاؤل كبير ولكن أعتقد أنه يجب أن يمتحن هذا التفاؤل، هناك خلال السنوات الماضية عشنا في تفكك تشرذم لم نستطع أن نقوى على أن نقوم بأي دور فاعل أن نكون رقما صعبا في معادلة الأمن الإقليمي، نحن نملك مصادر طاقة كبيرة نملك مصادر قوة ولكن مفككة. أعتقد أن ما جرى في غزة من رحم ما جرى في غزة مع الألم والأسف الذي حدث هناك، هناك الآن نأمل أن نستطيع أن نقول ما بعد قمة الكويت وما قبلها، ما بعد قمة الكويت هو امتحان هذه المصالحات وقف حملات التراشق التي تمت وقف الاصطفافات وقف التخندق بين ما أسمته رايس التي ستغادر في الثانية عشرة من ظهر الغد ويأتي رئيس جديد، كل الدول تقريبا أو كل الأقاليم استفادت من التراجع الأميركي والضعف الأميركي، روسيا أميركا اللاتينية، إيران، حتى تركيا الآن تلعب دورا مهما في المنطقة، إيران لها مشروع كبير، إسرائيل تعربد وتفعل ما تريد متى ما أرادت، أعتقد أن العرب الآن استيقظوا هناك الآن صحوة واضحة هناك الآن موقف عربي، لا نريد أن نسمع المتشددين والمعتدلين، المقاومين والحالمين، أعتقد أنه هنا صار في وعي وصحوة. وهذا ما هو مهم الآن كيف نوثق هذا، كيف نستفيد من التعاطف الدولي؟ هناك مظاهرات خرجت في كل دول العالم تقريبا تندد بإسرائيل هناك تعاطف مع القضية العربية مع القضية الفلسطينية، العرب الآن علينا أن نستثمر كل هذا التعاطف هذا الرصيد الكبير أن لا نبدده والبداية تبدأ مما جرى اليوم في الكويت على أن نؤسس لمرحلة ما بعد ذلك، هذا هو التحدي ونتوحد كعرب ونرسل رسالة واضحة لإدارة أوباما، ما يجري غدا في يوم الخميس في مصر للفصائل الفلسطينية، التعامل مع مبادرة السلام، ما قاله الملك عبد الله اليوم كان ملفتا ومهما جدا قويا قاسيا وواقعيا بأن إسرائيل لا تحلم بأن المبادرة ستبقى على الطاولة وكذلك السلام الذي تعتقد بأنها أقوى منا ويمكن أن تفعل ما تريد باللبنانيين والفلسطينيين ونحن نقف عاجزين. هذه المرحلة أعتقد يجب أن تنتهي وهناك مرحلة جديدة وعلينا أن نستثمر كل هذا من أجل أن نوحد صفوفنا ونستفيد من إدارة أوباما، بوش غدا يرحل الساعة 12 ظهرا بتوقيت واشنطن بعد أقل من 24 ساعة من اليوم، ماذا نحن فاعلون مع أوباما وكيف نوحد صفوفنا ونرسل رسالة واضحة، اجتماع شرم الشيخ أمس كان أيضا مهما أرسل رسالة لأوباما بأنه يجب أن يتدخل في عملية السلام..
محمد كريشان (مقاطعا): نعم هو هذا ربما، يعني عفوا ربما هذا هو السؤال الرئيسي وهنا أسأل الدكتور عبد الله الأشعل، هذه الصحوة أو عودة الوعي كما سماها الدكتور شايجي، كيف يمكن أن نؤسس لها بطريقة تبعدها عن مجرد أمنيات أو إنشائيات؟
قمة الكويت شهدت استعدادا داخليا لدى كل الزعماء العرب للقفز على الخلافات |
عبد الله الأشعل: يعني أنا أعتقد أولا لماذا حدثت هذه الحالة رغم أن قمة الكويت كانت تؤذن بانفجار خطير؟ ربما كانت من القمم النادرة التي دخل فيها الزعماء العرب وكل لا يطيق الآخر، هناك توتر كامل، شاهدنا ذلك في الكلمات الافتتاحية وفي نظرات الرؤساء ثم في الجلسة بعد ذلك بساعات وجدنا هناك مصالحة كبيرة. أنا أعتقد أنه كان هناك استعداد داخلي لدى كل الزعماء بأن يقفزوا فوق هذه الخلافات لأن هناك عجزا عربيا وأن هناك رغبة في تعويض هذا العجز عن إنقاذ غزة وثانيا أن هناك فعلا تراجعا أميركيا وثالثا أن دماء الشهداء في غزة وكذلك البربرية الإسرائيلية دفعت الزعماء العرب إلى أن يقارنوا بين هذه الخلافات البسيطة وبين ضرورة أن يكون هناك موقف موحد على الأقل من الناحية النفسية. لكن أنا أعتقد أن هذه المصالحات في واقع الأمر هي تمهد السبيل إلى ما هو أبعد، ومن هنا آتي إلى سؤال حضرتك وهو كيف يمكن أن ندعم هذا؟ المصالحات الشخصية ونحن نعلم أن العالم العربي لديه حساسيات شخصية وأيضا الجانب العاطفي يحكم العلاقات العربية وإذا فتشنا في الخلافات بين الدول فلن نجد هناك خلافات موضوعية يمكن حلها ولكن هناك حساسيات، إذاً القضية الآن هل هي قشرة خارجية أم أنها نسمة رقيقة يمكن أن تلطف جو المؤتمر ثم تنقشع بعده إذا دخلنا في الموضوعات الحقيقية؟ أنا أتصور أن هناك عددا من الموضوعات وأهمها العلاقة مع إسرائيل، العلاقة مع إسرائيل..
محمد كريشان (مقاطعا): يعني لو سمحت لي فقط دكتور الأشعل، يعني هذه الموضوعات الحقيقية مثلما ذكرت هي التي سنتطرق إليها بالتفصيل بعد فاصل ثم نعود لاستكمال هذه الحلقة من ما وراء الخبر حول المصالحة العربية التي جرت في الكويت، نرجو أن تبقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
التداعيات المحتملة على الملفات المطروحة ونقاط الخلاف
محمد كريشان: أهلا بكم من جديد في هذه الحلقة التي تتناول المصالحة العربية التي جرت في الكويت والملفات التي يمكن أن تتأثر جراء ذلك. المبادرة العربية التي تصاعدت وتيرة الرفض لها شعبيا ورسميا كانت قضية مشتركة في كلمات عدد من القادة العرب، العاهل السعودي حذر قادة إسرائيل بالقول إن باب السلام قد لا يظل مشرعا إلى ما لانهاية.
[شريط مسجل]
الملك عبد الله بن عبد العزيز: إن على إسرائيل أن تدرك أن الخيار بين الحرب والسلام لن يكون مفتوحا في كل وقت وأن مبادرة السلام العربية المطروحة على الطاولة اليوم لن تبقى على الطاولة.
[نهاية الشريط المسجل]
محمد كريشان: أما الأمين العام لجامعة الدول العربية فقال إن المبادرة العربية قرار عربي بالإجماع وبالتالي فإن سحبها يقتضي وجود بديل عنها، وتحدث عن نيته عرض مقترحات على القادة العرب في هذا الشأن.
[شريط مسجل]
عمرو موسى/ الأمين العام للجامعة العربية: أما فيما يتعلق بالمبادرة العربية فالموقف هنا يتعلق بالسياسة العربية العليا ويتعلق بعملنا لكسب التأييد الشامل لمواقفنا وحاجتنا لطرح موقف محدد نلتزم به جميعا، وقبل أن نعيد النظر في المبادرة يجب أن نصوغ خيارات بديلة هذا إذا أردنا أن نطرح موقفا جديا، إن الأمر لا يحتمل تجميدا أو تعليقا فحسب وسوف أعرض على مقامكم بصفة عاجلة مقترحات محددة لمناقشتها في الجلسة المغلقة.
[نهاية الشريط المسجل]
محمد كريشان: دكتور شايجي، بالنسبة للمبادرة العربية هناك مقاربات مختلفة، برأيك أي مقاربة يمكن أن يتم التوصل إليها عربيا وبشكل توافقي؟
عبد الله الشايجي: يعني أعتقد أن قمة الدوحة رفعت السقف بشكل كبير، مطالبات بنعيها وبأنها ماتت كما ذكر الرئيس السوري واليوم الملك عبد الله أعتقد نقترب من نفس الصفحة نقرأ بنفس الصفحة عندما أرسل رسالة واضحة وهو صاحب المبادرة السعودية عندما -تذكر أخ محمد- قبل أن تصبح عربية في قمة بيروت في 2002 ومنذ ذلك الوقت وإسرائيل تستخف بها وتتعامل معها بالقطعة ثم تتراجع عنها فأعتقد بأن بالفعل كلمة الملك عبد الله اليوم كانت في مكانها، هناك يجب أن تفهم إسرائيل بأنه في خيارات أخرى وأن هذا الخيار كما قال يعني الملك عبد الله إنه قد لا يبقى على الطاولة وهذا يقترب من المحور الآخر الذي يقول بأن هذه المبادرة ماتت ويجب أن يكون عندنا خيار آخر وهو ما لمح له أيضا الرئيس الفلسطيني رئيس السلطة الفلسطينية بأن الخيارات العربية الثلاثة يعني محدودة باللا حرب واللا سلم والحرب والسلام فأعتقد بأن هناك امتحان قادم هناك أيضا انتظار عربي لما سيجري من انتخابات في إسرائيل في العاشر من فبراير وهناك استحقاق قمة عربية قادمة بعد شهرين في 24 شهر مارس القادم في الدوحة وهذا ما يمكن في استحقاقات قادمة علينا أن نبلور موقفا عربيا يقترب من المطالبات التي يمكن أن تقنع الأطراف العربية وكذلك تمارس ضغطا عل إسرائيل بأن هذه المبادرة يجب أن يعني يتم التعامل معها، هذا هو الموقف العربي. فأعتقد بأن الأقرب هو الآن البقاء عليها والعمل عليها وتوحيد الصف العربي عبر توحيد أيضا الموقف الفلسطيني اللي إلى الآن في عنده حالة من التفكك.
محمد كريشان: نعم، مثل هذه الصيغة التوفيقية الجديدة، دكتور أشعل، هل تراها ممكنة؟
عبد الله الأشعل: لا، أنا أعتقد أن هذا الموضوع يجب أن يبحث بحثا عميقا لأن مجرد الحكم على المبادرة بأنها ماتت أو لا تزال على قيد الحياة هذا حكم عام إنما السيد عمرو موسى كان قد أعلن منذ شهور أن عملية السلام قد ماتت أو أنها في الثلاجة، يعني ما هي العلاقة بين عملية السلام وبين المبادرة العربية؟ هل إذا تم سحب المبادرة العربية سيكون البديل هو الحرب أم أن هناك مبادرات أخرى؟ هناك قرارات الأمم المتحدة، يجب أن يبحث الموضوع. المشكلة أن مبادرة السلام في ذاتها أصبحت جزءا من المشكلة العربية لذلك يجب أن يدرس القادة العرب معا بنفس الروح التي ظهرت في قمة الكويت كيف يمكن التعامل مع هذه المبادرة، هل من الضروري أن يكون هناك مبادرة بعد كل هذا الوقت أم أن المبادرة يعني يمكن أن تسحب ولكن يتم وضع.. على أي حال المبادرة العربية لا يمكن أن يكون لها أي قيمة ما لم يعلن العالم العربي استعداده لأن يكون لديه أوراق يضغط بها على إسرائيل والولايات المتحدة، المبادرة وحدها تعتبر ورقة مقدمة كرجاء لإسرائيل بأيد مرتعشة، نريد أن يعلن الزعماء وأن يكونوا متيقنين أن هناك أوراقا تسند هذه المبادرة، هذا عرضنا والبديل عنه هو أننا لدينا أوراق ضغط يمكن استخدامها وليس مجرد تهديد يعني..
محمد كريشان (مقاطعا): يعني ربما من بين أوراق الضغط هذه دكتور أشعل موضوع المقاومة والموقف من المقاومة، أيضا هناك مواقف مختلفة فيما يتعلق بالمقاومة الفلسطينية، هل تعتقد بأن هذه المصالحة قد تفتح الطريق إلى تصور أكثر وحدة فيما يتعلق بالموقف من المقاومة الفلسطينية؟
عبد الله الأشعل: فكرة المقاومة الفلسطينية أو دعم المقاومة كبديل أو كورقة ضغط بالنسبة لهذا الموضوع أيضا فكرة تستحق درجة من العمق شوية لأنه كما نعلم أن هناك خلافا بين أبناء السلطة الفلسطينية في حماس وفتح على موضوع المقاومة ولذلك يجب ألا نتسرع كثيرا في القفز إلى أن المقاومة هي البديل عن مبادرة السلام العربية، نحن نعلم أن العالم العربي أيضا منقسم حول هذا الموضوع لأن هناك دولا ترى حرجا كبيرا في موضوع المقاومة ولذلك فإنها إذا اتفقت الدول العربية جميعا على كلمة واحدة مع مراعاة الحساسيات لكل دولة، لهذا السبب أرى أن المناقشة الموضوعية لهذه الروح الجديدة يمكن أن تحمي هذه الروح الجديدة بعبارة أخرى أن جو المصالحة هو الذي يهيئ للمناقشة الجادة الموضوعية وليس هو في الواقع نهاية المطاف وأخشى أن تكون هذه غلالة رقيقة إذا دخلوا في صلب الموضوعات فإن الغلالة سوف تنقشع.
محمد كريشان: يعني هذه الروح الجديدة دكتور شايجي، كيف يمكن أن نصل إليها مع مراعاة الحساسية والمقاربات المختلفة فيما يتعلق بالمقاومة؟
الحفاظ على روح المصالحة العربية هو الامتحان الأصعب أمام العرب. إسرائيل تراهن على التفكك العربي ونحن يجب أن نراهن على الصمود لكي تكون لنا كلمة، والسؤال الآن إذا سحبنا المبادرة العربية ما هو البديل؟ |
عبد الله الشايجي: يعني هذا هو الامتحان الأصعب في اعتقادي وأتفق مع الدكتور الأشعل بأننا نعم بالفعل بحاجة إلى قراءة متعمقة، أعتقد أننا يجب أن ننظر بشكل كلي إلى الوضع الإستراتيجي في المنطقة، إسرائيل لن نرهبها إذا بقينا كما تريد أو كما تتمنى مفككين مشرذمين، أين الجبهة القوية التي كانت تشكل المشرق العربي بين مصر وسوريا والسعودية؟ يجب إعادة إحيائها يجب أن يكون عندنا موقف واضح قوي صلب يمكن أن يستند على الكثير من المعطيات، كلام الملك عبد الله اليوم وايد كان مهما وقويا أنه يحذر إسرائيل يعني حتى باب السلام ليس يعني لن يبقى وكذلك المبادرة قد تسحب، هذا قد يشكل كما ذكرت في بداية اللقاء إلى ما بعده من تطورات مهمة، توحيد القدرات العربية، رص الصف العربي، دعم المقاومة بشكل واضح، الابتعاد عن المحاور، ما هو الدور الإيراني في كل ذلك؟ كيف تنظر إيران إلى أوراق اللعب التي بيدها وهي اللي عندها كما يعني الكثير من القادة العرب يرون بأن إيران لاعب مهم ومؤثر في القضايا العربية، وهذا ما يمكن أن نرص الصف، ماذا عن العلاقة الإستراتيجية بين سوريا وإيران؟ هذه كلها قضايا يجب أن يكون عندنا موقف واضح لكيفية توحيد ورص الصف العربي حتى نشكل جبهة ليس فقط يعني نحن كعرب نرتاح لها ونشعر بالتفاؤل والارتياح ولكن أيضا تقرؤها إسرائيل والانتخابات القادمة وقد يصل نتنياهو وقد يكون أكثر تشددا أو قد يعود الطاقم الذي على دماء أطفال ونساء غزة استطاع أن يحقق الكثير من التقدم في استطلاعات الرأي كوزير الدفاع باراك أو كوزيرة الخارجية ليفني، فأعتقد بأن إسرائيل تراهن على التفكك العربي بينما نحن يجب أن نراهن على الصمود والقدرة والمواجهة وكذلك رص الصفوف لأن يكون عندنا كلمة لأنه بالفعل إذا سحبنا المبادرة العربية ما هو البديل؟ ما عندنا بديل يمكن أن نجبر به الطرف الآخر أن يقبل به..
محمد كريشان (مقاطعا): نعم دكتور شايجي، على ذكر رص الصفوف، نحاول في هذه الحلقة يعني إلقاء نظرة استشرافية للتداعيات المحتملة للمصالحة، تحدثنا بشكل سريع عن المبادرة تحدثنا عن الموقف من المقاومة، تبقى مسألة المصالحة الوطنية الفلسطينية، هل تعتقد دكتور شايجي بأن الآن وقد صرح نبيل عمرو سفير فلسطين في القاهرة بأن موضوع المصالحة سلم إلى القاهرة، هل تعتقد بأن هذا يمكن أن يكون أيضا محل إجماع من أطراف المصالحة في هذا الشأن؟
عبد الله الشايجي: يعني واضح جدا أن مصر هي الآن التي تتقدم في هذا الموضوع، هناك كما ذكرنا لقاء يوم الخميس القادم لهذه الفصائل هناك أيضا مسؤولية تقع على الفصائل الفلسطينية خاصة حماس والسلطة الفلسطينية لرأب الصدع كما حدث، أن تنتقل العدوى من الكويت إلى القاهرة، أن يكون هناك مسؤولية عند الفصائل الفلسطينية أن يتفقوا على نقاط واضحة وأن ينعكس ذلك إيجابا على لم الصفوف وصولا إلى تشكيل حكومة يعني من وفاق بين الفصائل المختلفة يكون لحماس دور، يجب أن لا تهمش حماس يعني حماس بالفعل صمودها وبقاؤها وعدم قدرة إسرائيل مرة أخرى كما حدث في لبنان أن تنتصر بأن تحقيق أهدافها الإستراتيجية المعلنة أو غير المعلنة وهي تدمير القدرة لدى حماس، أعتقد أن هذا يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار، حماس يجب أن لا ننسى بأنها فازت بالانتخابات التشريعية قبل ثلاث سنوات وشكلت أغلبية وشكلت حكومة وعوقب الشعب الفلسطيني في غزة منذ ذلك الوقت، فهذا كله يجب أن لا يختزل ويجب أن لا يمحى ويجب أن لا يعني لا يتم وضعه في الحسبان عندما نتكلم عن كيفية التعامل مع توحيد الفصائل الفلسطينية التي نأمل أن يكون هناك أيضا بادرة قبول لديها..
محمد كريشان (مقاطعا): نعم حتى يتم ذلك بشكل يعني جيد وناجع، وهنا نسأل الدكتور الأشعل في نهاية الحلقة، الآن طالما موضوع المصالحة سلم إلى مصر هل تعتقد بأننا مقبلون على مرحلة تكامل أدوار عوض التصادم؟ بمعنى مصر علاقات جيدة مع السلطة وأساسا معها السعودية مقابل أطراف أخرى ستساعدها ربما قطر ربما سوريا أيضا في العلاقة مع حماس وبالتالي تتضافر كل الجهود نحو الدفع بالمصالحة؟
عبد الله الأشعل: يعني أنا أعتقد أن تكامل الأدوار العربية في المرحلة القادمة مفيد جدا حتى لا يظن أحد أن أحدا قد استأثر بالدور خصوصا أن قضية المصالحة برضه تصطدم مرة أخرى في الصف الفلسطيني بالعلاقة مع إسرائيل، فلدينا مشروعان المشروع الأول تمثله السلطة ممثلة في أبو مازن وهو يرى أن التفاوض وحده بلا أوراق كفيل بأن يأتي بشيء من إسرائيل، وهذا غير معقول ومن ناحية أخرى فإن المقاومة ترى أن المقاومة وحدها هي التي تأتي بالحقوق. أنا في نظري لا المقاومة وحدها ولا التفاوض وحده، لا بد أن يكون هناك إطار عربي حاضن للخيار الفلسطيني وأن يجلس الأخوة الفلسطينيون معا وأن لا يتم التأثير عليهم وأن يكون هناك بيئة صالحة لكي يتداولوا فيما بينهم، إذا اختاروا المقاومة فليجمع العالم العربي على المقاومة، إذا اختاروا أن يسلموا لإسرائيل تحدد كل دولة عربية ما تشاء وتحدد موقفها من المقاومة أو غيره ونعود مرة أخرى للخلافات العربية وأنا لهذا السبب بدأت الكلام بأن جوهر المسألة هو تحديد العلاقة مع إسرائيل، هي التي انعكست على الثلاثة ملفات اللي حضرتك طرحتها دلوقت وآخرها المصالحة الوطنية الفلسطينية.
محمد كريشان: شكرا جزيلا لك دكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية السابق وأستاذ القانون الدولي في الجامعة الأميركية، شكرا أيضا لضيفنا من الكويت الدكتور عبد الله الشايجي أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت. وبهذا مشاهدينا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعيم وقد خصصناها للتداعيات المحتملة بعد المصالحة العربية التي جرت على هامش قمة الكويت. كالعادة نذكركم بإمكانية إرسال بعض المقترحات على هذا العنوان الظاهر الآن على الشاشة
indepth@aljazeera.net
غدا بإذن الله قراءة جديدة في ما وراء خبر جديد، أستودعكم الله.