صورة عامة - ماوراء الخبر
ما وراء الخبر

التحركات السياسية لإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة

تتناول الحلقة التحركات السياسية المكثفة لإنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في ضوء تسارع وتيرة الاتصالات في شأن المفاوضات الجارية في القاهرة والدعوات لعقد قمم عربية.

– دلالات تعدد الدعوات للقمم العربية وآفاقها
– الحراك التركي والأوروبي وآفاق التوصل إلى اتفاق

جمانة نمور
جمانة نمور
وحيد عبد المجيد
وحيد عبد المجيد
عبد الباري عطوان
عبد الباري عطوان

جمانة نمور: أهلا بكم. نتوقف في هذه الحلقة عند التحركات السياسية المكثفة لإنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في ضوء تسارع وتيرة الاتصالات في شأن المفاوضات الجارية في القاهرة والدعوات لعقد قمم عربية. وفي حلقتنا محوران، في أي اتجاه تسير الجهود الدبلوماسية وما فرص تحولها إلى مقترحات ملموسة؟ وما التوقعات المرجوة لجهة إنهاء العدوان الإسرائيلي المتصاعد على قطاع غزة؟… قد يصح وصف اليوم الأربعاء بأنه الأكثر نشاطا لجهة الحراك السياسي العربي فقد قبل عدد كبير من الدول العربية دعوة لحضور قمة طارئة في الدوحة الجمعة المقبل ومن ناحية أخرى دعت السعودية دول الخليج إلى قمة في الرياض يوم الخميس، القاهرة شهدت قدرا كبيرا من هذا الحراك أيضا حيث التقى وزير خارجية إسبانيا ميغيل أنخيل موراتينوس الرئيس حسني مبارك وقد أبدى موراتينوس تفاؤله بأن يعلن وقف إطلاق النار قريبا في قطاع غزة وشدد على أن إسرائيل مستعدة الآن لوقف حربها على غزة. القاهرة أيضا كانت محل نقاشات حول أفكار تركية لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة وعلمت الجزيرة أن أحمد داود أوغلو مستشار رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان أجرى مباحثات مع الجانب المصري واتصالات مع إسرائيل، كما أجرى الرئيس المصري حسني مبارك محادثات مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي وصل القاهرة في مستهل جولة في الشرق الأوسط تهدف إلى وقف العدوان الإسرائيلي على غزة. ومعنا في هذه الحلقة من القاهرة الدكتور وحيد عبد المجيد الخبير بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، ومعنا هنا في الأستوديو عبد الباري عطوان رئيس تحرير جريدة القدس العربي، أهلا بكما.

إعلان

دلالات تعدد الدعوات للقمم العربية وآفاقها


جمانة نمور: سيد عبد الباري كل هذا الحراك الدبلوماسي هل يمكن أن نأمل كما يقول المثل الشعبي أن يكون في الحركة بركة؟


عبد الباري عطوان: حركة فين؟ يعني أنا مش شايف حركة أنا شايف حروب عربية عربية يعني في الوقت اللي إحنا مفروض أن نتصدى لهذه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة اللي بتطحن عظام الأطفال وتقتل المدنيين وتدمر البيوت فوق رؤوسهم نجد أن العرب انشغلوا في بعض، في الآن أنه في حزبين أو معسكرين معسكر مع قمة الكويت ومعسكر مع القمة الطارئة في الدوحة وخرجت علينا السعودية بقمة جديدة لمجلس التعاون الخليجي، يعني في هوس قمم وفي حروب، ليش؟ يعني لماذا لا تكون هناك قمة مثلا وتبحث الوضع في قطاع غزة؟ يعني ما يمنع أنه هذيك في الكويت قمة اقتصادية مهمتها بحث القضايا الاقتصادية وتم التحضير لها بشكل جيد، وتكون هذه في الدوحة مثلا قمة طارئة لبحث الوضع في قطاع غزة وكيفية التصدي وممارسة الضغوط واستخدام أوراق الضغط العربية المتاحة ضد الدول الداعمة لهذا العدوان الإسرائيلي؟ طيب بدهمش يهربوا سلاح للفلسطينيين بدهمش يحركوا الدبابات طيب يستخدموا ما في أيديهم من أوراق ضغط، يقولوا مثلا مبادرة السلام العربية هذه أصبحت لاغية لا نستطيع أن نعمل سلاما أو نتقدم للسلام مع من يطحنون عظام الأطفال، ممكن يقولوا إنه نحن سلاح النفط بدناش نستخدمه بدهمش يستخدموه، بلاش، يخفضوا النفط على الأقل، يوروا أنهم بيعملوا شيئا، الأرصدة العربية الضخمة هذه في أرصدة الآن الغرب يحتاج أن يستخدموها لإنقاذهم من الانهيار اللي بيعيشوه، طيب بلاش هذه كمان، الهجرة على أوروبا، يوقفوا التعاون لوقف هذه الهجرة، يا ستي ينسحبوا من الأمم المتحدة يعني عمليا يقولوا للأمم المتحدة إحنا جمدنا عضويتنا، ليش قراراتنا غير ملزمة والقرارات اللي بتتعلق بالمصالح الأميركية في العراق وفي أفغانستان ملزمة؟ يعني إحنا من أولاد الجارية كعرب يعني مسلمين يعني لما تيجي للفلسطينيين ممنوع ما فيش قرار ملزم؟

إعلان


جمانة نمور: لنر الدكتور وحيد كيف ينظر إلى هذا الزحام إن صح التعبير في القمم العربية والدعوات إليها؟


النظام العربي الرسمي وصل إلى مرحلة أنه أشرف على الانهيار، والعدوان الإسرائيلي هو عدوان كاشف لهذا النظام أكثر مما حدث في أي أزمة سابقة، وهو أيضا مليء بالدروس، وأعتقد أن هذه هي الفرصة الأخيرة أمام النظام العربي الرسمي ونظم الحكم المكونة له

وحيد عبد المجيد: يعني هو المشهد مؤسف بطبيعة الحال يعني لا أحد يمكن أن يسعده هذا المشهد، النظام العربي الرسمي وصل إلى مرحلة أنه أشرف على الانهيار بالفعل، هذا العدوان هو عدوان كاشف لهذا النظام أكثر مما حدث في أي أزمة سابقة، وهذا العدوان أيضا في الوقت نفسه مليء بالدروس وأعتقد أن هذه هي الفرصة الأخيرة أمام النظام العربي الرسمي ونظم الحكم المكونة له، إما أن تستوعب بعض هذه الدروس على الأقل وأن تحدد الأخطاء التي ارتكبت، الجميع ارتكبوا أخطاء والجميع تسابقوا ربما في ارتكاب الأخطاء نتيجة انقسام عميق حتى الآن ليس له منطق لأن القضايا المختلف عليها يمكن التعايش معها ويمكن التوافق عند حد أدنى والاختلاف فيما بعد ذلك كما تفعل كل الدول والبلاد المتحضرة أنه يعني ليس شرطا أن تتطابق المواقف والرؤى لكي يحدث تعاون في مواجهة أزمة بهذا الحجم وعدوان بهذه الهمجية. أعتقد أنه إذا لم يستخلص النظام العربي بنظمه المختلفة جميعها معتدليها وممانعيها وما بين بين إذا لم يستخلصوا الدروس من هذا العدوان أعتقد أن نهاية هذا النظام ستكون قريبة للغاية وربما أكثر مما يتصور القائمون على نظم الحكم المكونة له والتي أصبح واضحا أن المحرك الأساسي لهم هو الحفاظ على السلطة وعدم الاستعداد لإشراك الشعوب في أي مقدار من هذه السلطة، والكراسي أصبحت مهتزة تحت من يجلسون عليها من الخليج إلى المغرب العربي إلى المشرق إلى مصر والسودان ويتحركون بدوافع صغيرة للغاية في لحظة كان مفترضا أن يحدث فيها ارتفاع نسبي على هذه المصالح الصغيرة لأن الفشل في مواجهة هذا العدوان ثم الفشل في استخلاص الدروس منه أعتقد أنه سيصنع مشهدا عربيا جديدا يمكن أن يتكون في الشهور القادمة إذا لم تستخلص هذه الدروس. في زحام هذه القمم ربما نستطيع التوافق لو أن هناك قدرا من العقل لدى الجميع على تصور محدد أولا لوضع حد لهذا الانقسام يعني أنا أتصور أن قمة الدوحة حتى لو حضرتها مصر والسعودية ما كان لها أن تنجح في ظل هذا الانقسام وبالتالي المهمة الأساسية التي أتصور أن دولا ليست في الممانعة ولا في الاعتدال تستطيع أن تقوم بها وكان مفترضا أن تباشر فيها في الأسابيع القليلة الماضية هي السعي إلى رأب هذا الانقسام وبالذات بين مصر وسوريا يعني وهناك إمكانيات لذلك يعني التطور الذي حدث في المفاوضات بين مصر وحركة حماس وأعلن عنه اليوم لم يكن ليحدث بدون تواصل ما مع دمشق والوفد التركي الوفد الذي يرأسه ممثل السيد رجب طيب أردوغان -الذي ينبغي أن نقدم له التحية- كان في حركة دائبة وهذا موضوع لم.. هذا جانب يحظ بأي تغطية إعلامية..

إعلان


جمانة نمور (مقاطعة): وأيضا موراتينوس اليوم كان له تحركات، سوف نعود إلى كل هذه التحركات..


وحيد عبد المجيد (متابعا): يعني حركة الوفد التركي بين القاهرة ودمشق..


جمانة نمور (متابعة): يعني دكتور سوف نعود إلى كل هذه التحركات ولكن أود طرح سؤال حول القمة، سيد عبد الباري، قبل الانتقال إلى مصير هذه المحاولات السياسية لحل ما يجري. ذكر الدكتور وحيد أنه حتى لو عقدت القمة في الدوحة وحتى لو شاركت فيها مصر والسعودية لم تكن لتنجح أو تخرج يعني بشيء عملي في ظل الانقسام العربي الموجود، ما هو تعليقك على هذه النقطة؟


عبد الباري عطوان: يعني أنا مش عارف، طيب لماذا لا تخرج؟ يعني السؤال يعني لماذا النظام العربي لا يريد أن يفعل شيئا؟ طيب ما إحنا شفنا الجماهير العربية في الشوارع تتظاهر ضد هذا العجز وتطالب بتحرك الزعماء طيب يعني الزعماء إذا بدهمش يسمعوا لشعوبهم بدهم يسمعوا لمن، لأميركا وإسرائيل يعني؟ يعني هذه المشكلة، يعني أنا أستغرب مثلا أنه يعني في الجزيرة كانت أخبار أن المغرب ستحضر وقلنا الحمد لله يعني رئيس لجنة القدس العاهل المغربي محمد السادس سيحضر يعني كويس هذه خطوة كويسة يعني مسؤول عن القدس ولجنة القدس وعنده مسؤولية تجاه فلسطين، وبعدين تفاجأنا أنه انسحب! حتى يا ستي الصومال، الصومال اللي هو كان مفروض يحضر الصومال قال لا والله إن رئيس البرلمان الصومالي قال لا، لا نحضر..


جمانة نمور (مقاطعة): إذاً في معلومات أن الصومال أيضا ستنسحب؟


عبد الباري عطوان: شيء غريب، كمان الصومال يعني كمان حتى الصومال كمان انسحب من هذه القمة! أي عرب؟! يعني غريب. بعدين أنا ملاحظه مثلا أن مصر والسعودية بيكرهوا سوريا أكثر ما بيكرهوا إسرائيل يعني أي قمة بدها تشارك فيها سوريا هم بدهمش يشاركوا فيها! طيب سوريا سبحان الله مش كانت معكم؟ مش حاربت حرب الخليج معكم؟ مش حررت الكويت معكم؟ فجأة صارت سوريا عدوة، عدوة أكثر من إسرائيل، بدهمش يقعدوا في قمة فيها سوريا! هذه المشكلة، يعني طيب يعني شيء غريب جدا! بعدين كمان قمة مجلس التعاون الخليجي، زي ما تفضل الدكتور وحيد، طيب زحمة قمم، بيطلعوا والله قمة لمجلس التعاون الخليجي طيب ما عارفين، العاهل السعودي عارف أن قطر المفروض فيها قمة، المفروض بكرة يستقبل الزعماء اللي بدهم يشاركوا في هالقمة! يعني في خربطة في حالة سوء فهم في حالة ارتباك غير عادي في المنطقة.

إعلان


جمانة نمور: على كل بالتوازي مع كل ذلك العدوان على غزة يستمر وسنحاول بعد هذه الوقفة أن نرى إن كان هناك أفق لتحركات دبلوماسية كثيرة شهدتها المنطقة إذاً في محاولة لوضع حد لهذا العدوان. كونوا معنا.

[فاصل إعلاني]

الحراك التركي والأوروبي وآفاق التوصل إلى اتفاق


جمانة نمور: أهلا بكم من جديد. وحلقتنا اليوم تبحث في آفاق الحراك السياسي بشأن الحرب على غزة. دكتور وحيد عبد المجيد في بداية الحلقة أشرت إلى أن المستشار التركي السيد أحمد داود أوغلو ناقش أفكارا تركية ما في القاهرة، هل لديك أي معلومات عن هذه الأفكار؟


وحيد عبد المجيد: نعم يعني أعتقد أنه إذا التطور الذي حدث اليوم بالاتفاق بين مصر وحماس على صيغة أولية للتسوية ولو قبلت إسرائيل هذه الصيغة خلال الاتصالات التي ستجرى فيما أعتقد مساء اليوم وغدا، إذا نجحت هذه الصيغة سيكون لتركيا فضل كبير جدا فيها، كان هناك حضور تركي مكثف منذ اللحظة الأولى كما قلت هذا الوفد التركي تحرك بين القاهرة ودمشق عدة مرات للحديث مع قيادة حماس في دمشق وقيادة حماس هي قريبة جدا من القيادة السورية وبالتالي أيضا هذا يعني أن سوريا ساهمت بشكل ما في التوصل إلى هذه الصيغة من خلال عدم ممانعتها لها على الأقل، الدور التركي ساهم في حل عقدة أساسية كان يمكن أن تتحول إلى العقدة التي تمنع إحراز هذا التقدم النسبي الذي حدث وهي المتعلقة بمزاعم إسرائيل عن تهريب السلاح عبر الحدود المصرية، السلاح إلى قطاع غزة عبر الحدود المصرية وهذا الزعم ارتبط بالهجمات النازية الرهيبة التي تم شنها ضمن ما تعرض له قطاع غزة على منطقة الحدود بين مصر وقطاع غزة لتدمير الأنفاق التي تستخدم أساسا في تهريب سلع وبضائع يعيش عليها الناس ويتاجرون فيها، المهم أن هذه العقدة قدمت تركيا أفكارا لحلها أعتقد أن الصيغة التي تم الاتفاق عليها مؤقتا هي أن تركيا ستضمن من جانبها ومن خلال رقابتها لهذه الحدود من الجانب من داخل قطاع غزة ستضمن عدم تهريب السلاح وبالتالي هذا العرض التركي يحل أيضا مشكلة أخرى هي مشكلة القوات الدولية، موضوع القوات الدولية في قطاع غزة حماس رفضته ولها الحق في ذلك بالتأكيد لكنها قبلت أن يكون هناك مراقبون من دول يمكن أن يوثق فيها وحماس تثق في تركيا وفي دور تركيا وبالتالي تركيا ستقوم بمراقبة الحدود وسيكون لها الدور الرئيسي في أي عمليات مراقبة يتم الاتفاق عليها في إطار الصيغة النهائية للتسوية، إذا حدث يعني إذا استمر التقدم وتم التوصل بالفعل إلى صيغة نهائية خلال اليومين أو الأيام الثلاثة الأخيرة ستكون تركيا هي المراقب الرئيسي لهذه التسوية والمراقب الرئيسي لما يطلق عليه محاولات أو عمليات تهريب السلاح عبر الحدود المصرية ولذلك أقول إن الدور التركي كان دورا مهما جدا.

إعلان


جمانة نمور: يعني ماذا عن وقت الهدنة يعني فقط أيضا هل لديك معلومات فيما يتعلق بوقت الهدنة؟ كان قيل بأن المقترح أن تكون هدنة طويلة الأمد ما بين 12 عاما إلى 15 سنة في حين أن حماس بالطبع ترفض هدنة طويلة الأمد بهذه الدرجة، الأتراك هنا ما كان قولهم أو ما هي الصيغة الوسط التي طرحوها؟


وحيد عبد المجيد: يعني الحديث في هذا الموضوع بدأ بعرض إسرائيلي خرافي أو طلب إسرائيلي خرافي بهدنة دائمة وليس فقط طويلة المدى على أساس أن وقف إطلاق النار دائم يعني هدنة دائمة وهذا نوع من الاستهبال الإسرائيلي المعتاد، طبعا كان هذا مرفوضا كان الحل الوسط هو الوصول إلى فترة معينة، الإسرائيليون أصروا على فترة طويلة تتجاوز العشر سنوات، العشر سنوات بالنسبة لهم لم تكن كافية، حماس أيضا رفضت ذلك، هذه النقطة فيما أعلم من النقاط التي لم تحسم بشكل نهائي حتى هذه الليلة لكن المفاوض المصري أو القائمون على الاتصالات يعتبرون أنه إذا تم حل باقي المشكلات سيكون من السهل الوصول إلى حل لهذه النقطة يعني بشأن هدنة يعني قد تتراوح بين عامين وخمسة أعوام.


جمانة نمور: كان قيل بأن الطرف التركي أيضا كان يدفع فيما يتعلق بالهدنة أو يطرح إمكانية أن تكون هدنة قابلة للاستمرار أو تجنب أن يحدد زمنها، هذه إذا ما تم التوصل إلى اتفاق حول هذه النقطة وفعلا الصيغة التي أشار إليها الدكتور وحيد فيما يتعلق بالنقاط الأخرى تهريب السلاح ووجود القوات الدولية بأن يكون للأتراك دور، هل ستكون صيغة معقولة برأيك ومقبولة من الطرفين؟


عبد الباري عطوان: يعني أولا لنعد إلى البدايات يعني السيد أحمد أبو الغيط وزير خارجية مصر ذهب إلى تركيا وطلب من أردوغان أن يتوسط أن يقوم بوساطة وفعلا بناء على طلب مصر قام اللي هو رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي بزيارة سوريا ومصر والمملكة العربية السعودية والأردن وهكذا، طيب ماذا حصل بعد ذلك؟ أنه حصل خطف لهذه المبادرة التركية، طلعت مصر بمبادرة جديدة وأدخلت فيها ساركوزي، الآن طلعت ساركوزي ورجعت تركيا، زي لعبة الكراسي المتحركة يعني! يعني كأنه.. ما فيش وضوح رؤية على الإطلاق. طيب المبادرة التركية بأساسها كانت تنص على إيش؟ أولا الانسحاب الإسرائيلي الكامل، وقف إطلاق النار وبعدين إجراء تحقيق دولي حول الجرائم وفتح المعابر بشكل أساسي. لماذا حماس تريد تركيا في هذه الوساطة؟ لأن حماس لا تثق بالطرف المصري، قُرصت قبل ذلك من خلال اتفاق التهدئة اكتشفت أن مصر تعطيها شيئا وتعطي الإسرائيليين شيئا آخر، وعدتها بأن تفتح معبر رفح بشكل أساسي أو بشكل دائم، وعدتها بأنه يعني تسهل لها دخول الأغذية والأطعمة وما شابه ذلك، وعدتها أن تربط هذه التهدئة بقطاع غزة بالضفة الغربية وكل هذه الوعود لم تتحقق على الإطلاق. الآن حماس تريد ضمانة، تثق في تركيا أكثر، تركيا عندها علاقات جيدة مع سوريا عندها علاقات جيدة مع حماس وعندها علاقات جيدة أيضا مع إسرائيل، فتريد طرفا آخر يضمن حتى لا تتعرض حتى لا تقرص من نفس الجحر مرتين، قرصت في المرة الأولى كفاية كثر خيركم مش عايزين هذه القرصة مرة ثانية ومش عايزين أنه يعطوهم شيئا ويحكوا للإسرائيليين شيئا ثانيا، كان الوسيط المصري يعطي حماس شيئا ويعطي الإسرائيليين شيئا آخر وضحكوا على.. باعتبار يعني هدول ما بيفهموش تاعين غزة، هدول حماس يعني..

إعلان


جمانة نمور (مقاطعة): ولكن السيد صلاح بردويل قبل قليل من هذه الحلقة في القاهرة قال بأن مصر هي وسيط وإنه لا خلافات مع مصر وقال بأن، بالحرف الواحد، المبادرة المصرية هي الوحيدة التي عرضت علينا وما لدينا عليها هو ملاحظات ستنقلها مصر إلى إسرائيل. هل يعني بعد هذا الكلام على لسان حماس وبعد هذا الدور التركي ترى احتمال مخرج من المأزق؟


يجب أن تكون مصر داعمة للشعب الفلسطيني ويجب عليها أن تتحرك لوقف المجازر على قطاع غزة

عبد الباري عطوان: ما هو يعني حماس زي يوسف اللي أخوته دبوه في البئر، يعني مشكلة حماس أن مخرجها الوحيد على العالم هو من رفح عن طريق الأراضي المصرية فعمليا ماسكين البردويل، لو قال لا، بدناش وساطة مصرية بيرجعش على غزة، بيسجنوه في مصر، فمصر ماسكته من رقبتهم لحماس فمضطرين مساكين هم يسايروا، آه المبادرة المصرية عنا تحفظات، هم رافضينها بس بيقول لك عنا تحفظات معلش.. هذه المأساة، المأساة هي الدور المصري، هذا الدور المصري، مصر مش لازم تكون وسيط مصر لازم تكون داعم للشعب الفلسطيني مصر لازم تتحرك لوقف المجازر على قطاع غزة وأنا أكرر وأقول مرة ثانية وثالثة قطاع غزة احتل ثلاث مرات، مرتين والمرة هذه نصف احتلال، المرة الأولى 1956 وكان تحت الإدارة المصرية، المرة الثانية 1967 وكان تحت الإدارة المصرية والمشكلة أن مصر لا تريد أن تقوم بأي دور قانوني أو أخلاقي تجاه أناس هي مسؤولة عنهم. فعمليا عمليا يعني مصر مش لازم تكون وسيط، مصر مسؤولة مسؤولية مباشرة عن حماية أهل غزة لكن تتهرب من هذا الدور بأنها صارت زي السويد أو زي سويسرا.


جمانة نمور: دكتور وحيد إذا أردت التعليق على هذه النقطة سريعا قبل أن نتحدث عما يقوم به موراتينوس؟


وحيد عبد المجيد: لا، هو المطلوب من مصر في هذه المرحلة إلى أن يتم إعادة ترتيب الوضع العربي أن تقوم بدور وسيط لكن وسيط ليس محايدا تماما وهذه هي المشكلة التي حدثت في الفترة الماضية أن الوساطة المصرية كانت محايدة أكثر من اللازم، شابها أيضا ضعف في مواجهة الموقف الإسرائيلي. هو لم يحدث أن مصر قالت لإسرائيل كلاما ولحماس كلاما، الكلام كله كان واضحا تماما لكن المشكلة أنه عندما أخلت إسرائيل بالتزاماتها في التهدئة مصر لم تقف معها الوقفة التي كان ينبغي أن تقفها وأن تواجهها وخصوصا أن حماس التزمت التزاما كبيرا بتعهداتها أو بما كان عليها أن تلتزم به، إسرائيل لم تفتح المعابر بالمعدلات التي كان ينبغي أن تفتح بها، الموقف المصري كان ضعيفا في مواجهة هذا الموقف الإسرائيلي وهذا خطأ في التعامل مع الأمور وليس نتيجة أن هناك تواطؤا من مصر أو أن مصر تريد أن توقع بحماس أو أنها تريد أن تضعف حماس، غير صحيح إطلاقا لأن حدوث فوضى في قطاع غزة هو تهديد يعني جوهري للأمن القومي المصري وليس هناك بديل لدور حماس الآن في قطاع غزة إلا فوضى يمكن أن تكون وبالا على مصر فهناك بالفعل أخطاء ارتكبتها مصر لكن ضمن أخطاء فادحة على المستوى العربي العام يعني.

إعلان


جمانة نمور: يعني بدقيقة، أيضا السيد صائب عريقات قال بأن على ما يبدو قد يكون موراتينوس يحمل رسالة ذات أهمية إلى الجانب الفلسطيني في لقائه مع الرئيس عباس اليوم، برأيك هل فعلا هناك رسالة من هذا النوع؟ باختصار.


وحيد عبد المجيد: نعم يعني يبدو أن الاتحاد الأوروبي قرر أن يدخل بشكل أقوى نسبيا في هذه الاتصالات وأن يمارس ضغطا على إسرائيل للمرة الأولى وقد أعلِن بالفعل جانب من هذا الضغط وهو وقف محادثات الشراكة مع إسرائيل وهو كانت الإشارة إلى هذه المحادثات قبل شهور قليلة من الأمور التي شجعت إسرائيل أيضا على أن تمضي قدما في تصعيد اعتداءاتها فهذا الموقف الأوروبي يمكن أن يكون ضمن مواقف دولية متصاعدة يمكن أن يكون رادعا لهذا العدوان الإسرائيلي وأعتقد ان إسرائيل لن يكون أمامها في الأيام القادمة إلا القبول بالصيغة التي ستعرض عليها ربما بتعديلات محدودة يتم مناقشتها مع حماس عن طريق مصر للوصول إلى صيغة لوقف إطلاق النار. لكن المهم هو، بدون ترميم الموقف العربي والموقف الفلسطيني بعد وقف إطلاق النار وبعد انتهاء هذا العدوان يعني سنكون قد خسرنا خسارة فادحة، ما زالت هناك فرصة أخيرة لوضع حد لهذا الانقسام العربي والانقسام الفلسطيني..


جمانة نمور (مقاطعة): نعم إذاً هذه الفرصة الأخيرة. كلمة أخيرة باختصار شديد.


عبد الباري عطوان: يعني كلمة أخيرة أوروبا هي التي ستدفع ثمن هذا العدوان الإسرائيلي، تطرف، وسمعنا اليوم الشيخ أسامة بن لادن يهدد بإعلان الجهاد وينتقد فعمليا الآن الجو ملائم للتطرف، أوروبا هي التي ستدفع الثمن، لو أوقفوا التعاون لوقف الهجرة السرية لو أوقفوا التعاون الأمني مع أوروبا على صعيد تنظيم القاعدة وغيره من التنظيمات المتشددة. أوروبا يجب أن تتحرك بسرعة ونجبرها على التحرك لوقف هذا العدوان وإلا ستدفع الثمن..

إعلان


جمانة نمور: على كل كوشنير قال هناك ضغط دولي، لنر في الأيام المقبلة. شكرا لك السيد عبد الباري عطوان رئيس تحرير جريدة القدس العربي، ونشكر من القاهرة الدكتور وحيد عبد المجيد الخبير بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، ونشكركم بالتأكيد مشاهدينا على متابعة حلقتنا من ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعيم. تعليقاتكم ننتظرها على موقعنا الإلكتروني indepth@aljazeera.net

إلى اللقاء.

المصدر: الجزيرة