ما وراء الخبر 10-1-2009 / لقطة عامة
ما وراء الخبر

تصريحات عباس حول المقاومة ورؤيته لإنهاء العدوان

نتناول التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفلسطيني في القاهرة وعبر خلالها عن رؤيته لإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة وموقفه من المقاومة ونشر قوة دولية في الأراضي الفلسطينية.

– دلالات التصريحات حول المقاومة ومسؤولية العدوان
– مدلولات المطالبة بقوة دولية ومستقبل المبادرة المصرية

محمد كريشان
محمد كريشان
مهدي عبد الهادي
مهدي عبد الهادي
عبد الباري عطوان
عبد الباري عطوان

محمد كريشان: السلام عليكم. نتوقف في هذه الحلقة عند التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في القاهرة وعبر خلالها عن رؤيته لإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة وموقفه من المقاومة ونشر قوة دولية في الأراضي الفلسطينية. وفي حلقتنا محوران، ما هي دلالات تصريحات الرئيس الفلسطيني بشأن جدوى المقاومة والمسؤولية عن استمرار العدوان؟ وكيف بدت رؤية عباس للخروج من الأزمة التي أثارها الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة؟… في مؤتمر صحفي عقد في القاهرة أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الفيصل بشأن تحديد الطرف المسؤول عن استمرار العدوان على غزة سيكون قبول أو رفض المبادرة المصرية بشأن العدوان الإسرائيلي على غزة، عباس كشف أيضا موقفه من المقاومة ومدى جدواها.

دلالات التصريحات حول المقاومة ومسؤولية العدوان

[شريط مسجل]

محمود عباس/ الرئيس الفلسطيني: نحن نريد السلام، المقاومة ليست هدفا بحد ذاتها يعني لا نريد مقاومة من أجل أن ندمر شعبنا، إذا كانت المقاومة من أجل تدمير الشعب لا نريدها… الآلية المصرية، الآلية المصرية الآن المقترح المصري هو الآلية، مطروح فيه آلية نقاطه واضحة ومحددة، فقط الأطراف المعنية تقول قبلنا بها يتوقف العدوان وإذا لم يقبل أي طرف مع الأسف بيكون هو الذي يتحمل المسؤولية وإذا إسرائيل لا تريد أن تقبل فهي التي تتحمل مسؤولية استمرار شلال الدم.

[نهاية الشريط المسجل]

محمد كريشان: ومعنا في هذه الحلقة من القدس الدكتور مهدي عبد الهادي رئيس الأكاديمية الفلسطينية للشؤون الدولية، ومن لندن عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة القدس العربي، أهلا بضيفينا. لو بدأنا بالدكتور مهدي عبد الهادي، هذا الربط بين المبادرة المصرية أو الآلية المصرية، قبولها أو رفضها بتحمل المسؤولية عن استمرار الوضع الحالي، كيف تراه؟

إعلان

إسرائيل تبتز مصر في ثلاثة أبعاد، بفرض غزة على الحكومة المصرية، والتهديد باحتلال كامل غزة وإخراج الناس بمئات الآلاف من معبر رفح، والسيطرة الكاملة على الحدود المصرية الإسرائيلية

مهدي عبد الهادي: المبادرة المصرية في بعدها الدولي بمعنى دعم فرنسا لها، تجاوب تركيا معها، تحرك مجلس الأمن لاحتضانها في مشروع القرار، الامتحان الحقيقي لها هو قبول إسرائيل لها، التحدي الحقيقي الآن هو المفاوضات المصرية الإسرائيلية. إسرائيل تبتز مصر في ثلاثة أبعاد، بفرض غزة على الحكومة المصرية وعلى مصر أيضا، بتهديد باحتلال كامل غزة وفرض خروج الناس بمئات الآلاف من معبر رفح كأمر واقع، ثلاثة في المسألة الأمنية بمعنى أنها ستسيطر سيطرة كاملة على الحدود المصرية الإسرائيلية. التحدي للمبادرة المصرية ليس الطرف الفلسطيني الآن، إذا تحدثنا عن الطرف الفلسطيني البعد الحقيقي للطرف الفلسطيني هو الاعتراف الآن والتعامل العلني الرسمي الشرعي مع حركة المقاومة ممثلة بفريق حماس، إذا جرى التعامل مع فريق حماس الآن بالقاهرة في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل نستطيع أن نصل إلى اتفاق ثنائي فلسطيني إسرائيلي تحت مظلة مصرية لكن لا يملك الفلسطيني الآن وبالتحديد الرئيس محمود عباس تحت مظلة فاقد الشيء لا يعطيه، لا يحكم ولا يقرر ولا يسيطر على قطاع غزة ولا يملك أن يفرض على حركة المقاومة أي رأي وأي موقف آخذين بعين الاعتبار الانشقاق الحاد وأيضا إضافة حركة حماس الحوار مع حركة فتح أو الحوار تحت المظلة الفلسطينية، حركة حماس الآن مدعومة باتفاق كافة الفصائل بتعليق موافقتها على المبادرة المصرية بشروط إسرائيلية ثم بدعم الشارع العربي والإسلامي وستصبح شئنا أم أبينا على نظرية ساركوزي (لا فيفا غزة) انتصار في غزة ودولة جديدة في غزة بسيطرة حماس عليها إن لم تلتزم إسرائيل أولا بالمبادرة المصرية.


محمد كريشان: نعم، هو الرئيس محمود عباس أبرز الرفض الإسرائيلي في صورة ما حصل تكون إسرائيل هي مسؤولة عن شلال الدم، هنا نسأل السيد عبد الباري عطوان هل معنى ذلك بأنه ربما قبول أو عدم قبول إسرائيل هو الأساس في حين أن قبول أو عدم قبول حماس هو الذي ربما يكون بدرجة ثانية ضمن هذا السياق؟

عبد الباري عطوان: يعني ما يجري حاليا هو عكس الأمور وتزوير الوقائع على الأرض يعني نحن نرى أن هناك محاولة لتحميل الطرف الضعيف مسؤولية عدم تطبيق وقف إطلاق النار يعني عندما تتساوى إسرائيل مع حماس في قصة رفض القرار الدولي بوقف إطلاق النار أو رفض المبادرة المصرية هذا ظلم كبير وإجحاف كبير، هذه حرب باتجاه واحد حرب تشنها إسرائيل على مليون ونصف مليون فلسطيني في قطاع غزة، حاصرتهم جوعتهم منعت خروج أي منهم يعني كل شيء نقص كامل في الدواء في الغذاء في الطعام في كل ما يتعلق بذلك والترويع والإرهاب والقصف من البر والبحر والجو فيعني أن نساوي بين الجلاد والضحية هذا يعني ظلم كبير وتزوير للوقائع على الأرض. يعني أنا أستغرب يعني الرئيس محمود عباس قال بأن من يرفض المبادرة المصرية أو من يرفض قرار مجلس الأمن هو الذي يتحمل المسؤولية، هي إسرائيل التي يجب أن تقبل أو ترفض أما الطرف الآخر فهو طرف متلقي لهذه القذائف الإسرائيلية لهذه الصواريخ الإسرائيلية لهذه المجازر الإسرائيلية فأعتقد هناك خلل كبير. ويجب مصر أيضا أن توضح هذا الموقف أن تقول يعني إن إسرائيل هي التي يعني تقوم بالحرب هي التي تصب الجحيم على أبناء قطاع غزة فعلى مصر أن تقول لإسرائيل يجب أن توقفي العدوان على الشعب الفلسطيني قبل أي شيء آخر، أما المساواة بين حماس أو فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وبين إسرائيل، الضحية والجلاد، في ذلك إجحاف كبير.

إعلان


محمد كريشان: على ذكر المقاومة سيد عبد الباري، إشارة الرئيس أبو مازن إلى أن المقاومة إذا كانت تعني التدمير والخراب فنحن لا نريدها، معروف موقف الرئيس محمود عباس من سنوات فيما يتعلق بالعمل المسلح وغيره لكن أن يشير إليها الآن بعد كل ما حصل في غزة ألا يعطي لموقفه هذا ربما بعض الوجاهة لدى على الأقل قطاعات واسعة من الفلسطينيين؟

عبد الباري عطوان: يعني أنا لا أعرف من أين أتى الرئيس محمود عباس بهذا القاموس الذي يختار منه ألفاظه، وصف الصواريخ بأنها عبثية وصف سفن كسر الحصار بأنها لعب أطفال أيضا يعني الآن يقول بأن المقاومة هي التي تدمر الشعب الفلسطيني! ليست المقاومة التي تدمر الشعب الفلسطيني، من يدمر الشعب الفلسطيني هي إسرائيل هو الاحتلال ولولا المقاومة الرئيس عباس لم يكن في رام الله ولم يكن رئيسا يعني هذا الكلام فيه يعني إهانة لكل المقاومين ليس فقط في فلسطين وإنما في العالم بأسره، يعني نحن نحتفل بإطلاق فتح الرصاصة الأولى، رصاصة المقاومة الأولى وهي فتح التي قدمت آلاف الشهداء من أجل القضية الفلسطينية، ماذا سيقول الرئيس عباس لـ 11 ألف أسير فلسطيني منهم أحمد سعدات ومنهم مروان البرغوثي هؤلاء الذين يقضون زهرة حياتهم في السجون بسبب انحيازهم للمقاومة؟ ماذا يقول أيضا للشهداء وأسر الشهداء من حركة فتح الذين سقطوا دفاعا عن قضية فلسطين ابتداء من دلال المغربي وحتى الرئيس الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات؟ ماذا يقول أيضا لأسر الشهداء حاليا في قطاع غزة الذين يذبحون بالآلة العسكرية الإسرائيلية؟ يعني ماذا يقول للجزائريين الذين ضحوا بأكثر من مليون شهيد ولم يقولوا مطلقا بأن المقاومة هي التي دمرت الشعب الجزائري ودمرت قضيته؟ ماذا يقول للفرنسيين الذين قاوموا النازية؟ ماذا يقول للأميركيين الذين قاوموا الاحتلال البريطاني؟ يعني غريب يعني لا أعرف لماذا وفي هذا التوقيت الذي يتعرض فيه شعبنا للمجازر وللقنابل الفوسفورية وللصواريخ لماذا يختار الرئيس عباس هذا التعبير بالذات؟ يعني الله يسامحه يعني بديش أقول أكثر من هيك..


محمد كريشان: يعني هو ربما..

عبد الباري عطوان: بالمناسبة..


محمد كريشان: نعم يعني هو ربما، وهنا أسأل الدكتور مهدي عبد الهادي، يعني بالنسبة لأولئك الذين يتحفظون على خيار المقاومة عندما يرون حصيلة ما جرى في غزة مع الأخذ بالاعتبار كل ما كان يقوله الآن عبد الباري عطوان، بالنسبة لموقف الرئيس محمود عباس من المقاومة ألا يمكن أن يقع التجاوب معه على عكس ما كان يحصل في السابق ربما؟

مهدي عبد الهادي: هي القضية بشكل واضح بدأت شئنا أم أبينا بسيناريو إسرائيلي واضح لتصفية القضية الفلسطينية ونقلها إلى حل إقليمي عربي بدأت باقتحام شارون لرام الله عام 2002 في تدمير كل مؤسسات السلطة الفلسطينية في حصار الرئيس عرفات ثم أخيرا إنهاء حياته والقضاء على هذه السلطة ثم شاهدنا ردود فعل واضحة من 2002 إلى 2006 بزلزال سياسي وتم بانتخاب حركة حماس للرد ليس فقط على عجز أو فساد الحكم في السلطة وإنما أيضا رد على سياسات إسرائيل في مسألة المفاوضات ورد أيضا على استمرار الاحتلال لأربعين عاما، الزلزال الثالث الآن الذي نشاهده أن باراك يتبنى مخطط شارون بتصفية المقاومة الفلسطينية والقضاء على الشعب الفلسطيني وعلى أمانيه، الآن القضية الفلسطينية كأرض وشعب وحقوق أصبحت الآن كاملة تحت الاحتلال الإسرائيلي بتصفية كاملة لمليون ونصف مليون إنسان في غزة، تدمير كل ما يملكون وما تبقى الآن حوارات سياسية ضمن الإطار الإقليمي العربي بمعنى إسرائيل تتفاوض مع مصر بمسألة وقف إطلاق النار مسألة المعابر مسألة تهريب الأسلحة مسألة القوات الدولية، يبقى دور الرئيس عباس في هذه المرحلة أنه يتحدث تماما كما تحدث سماحة السيد حسن نصر الله شئنا أم أبينا عندما قال لو كنت أعلم أن إسرائيل ستدمر لبنان كما دمرته لأعدت النظر في أسلوب ومنهج التعامل مع إسرائيل، قد يكون هذا الشباك الصغير الذي أراد منه -وليس دفاعا عن الرئيس عباس في هذه المرحلة- قد يكون هذا هو الشباك الصغير الذي أراد توظيفه لتفسير مستقبل المقاومة بمعنى أننا الآن في مرحلة تصفية القضية الفلسطينية، عجز كامل في الضفة الغربية، الآن في القدس نفسها أربعمائة مواطن مقدسي داخل المدينة القديمة منعوا من دخول بيوتهم وأخرجوا من مدينة القدس كليا، الحصار في الضفة الغربية لا يقل عن الحصار في غزة والاعتقالات والتصفية وهدم البيوت ولكن ما نشاهده هو المجازر اليومية في غزة لتصفية هذا الإنسان الفلسطيني كبرياءه وكرامته ووجوده وآماله في الاستقلال بالحرية وجعله الآن مرة خامسة إن لم تكن سادسة أسيرا وسجينا ومهاجرا ولاجئا في وطنه على أرضه وأصبحت الآن القضية الفلسطينية قضية أمور إنسانية مساعدات إنسانية طوارئ إنسانية لم الجروح وليس قضية تحرير واستقلال وسيادة ودولة. في الضفة الغربية الآن لا يملك الرئيس محمود عباس لا سلطة ولا إرادة ولا حكم فعلي وإنما هو يدخل ويخرج بتصريح إسرائيلي شئنا أم أبينا بمعنى لا وجود لسلطة فلسطينية ولا وجود لمنظمة التحرير، وجود لشعب تحت الاحتلال تصفى مقاومته في القدس وفي الضفة وفي غزة أيضا ولكن بشكل جنوني للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية التي ستفشل في هذا الهجوم وسيبقى هنالك وصمة عار إلى الأبد وفجوة هائلة بين إسرائيل ومستقبلها في العالم العربي وبالتحديد عبر هذا الفلسطيني الجريح.

إعلان

مدلولات المطالبة بقوة دولية ومستقبل المبادرة المصرية

محمد كريشان: نعم على كل الرئيس الفلسطيني في المؤتمر الصحفي تحدث أيضا في قضايا أخرى، هو مثلا حمل رأيا قاطعا بشأن المخرج من أزمة غزة الحالية والترتيبات التي من شأنها أن تمنع وقوع مثلها في المستقبل.

[شريط مسجل]

محمود عباس: الوقت لا يسمح بضياع الوقت، للآن لم نسمع عن تحفظات جذرية من حماس، نأمل ألا تكون هناك تحفظات، ومع ذلك مصر ستقوم بتذليل هذه التحفظات مع الجانب الإسرائيلي لأن مصر ليست هي التي يعني صاحبة القرار وإنما هي وسيط وليس وسيطا بالمعنى المعروف وإنما هي تريد أن تنفذ المبادرة…. الآن كما قلت ربما القرار يعني ليس لديه آلية التنفيذ إنما آلية التنفيذ الآن هي بالمبادرة المصرية وهذا ورد في القرار…. طالبنا بوجود دولي لحماية الشعب الفلسطيني وهذا المطلب ليس جديدا إن كنتم تتذكرون فقد طالبنا به منذ ثلاثين عاما ولا زلنا نطالب به، لا بد من وجود قوة، وجود دولي لا بد من وجود دولي يحمي الشعب الفلسطيني وليس يعني بين مصر وكما يقال بين مصر، مصر ليس لها علاقة بالموضوع، نحن نريد قوة دولية على الأرض الفلسطينية.

[نهاية الشريط المسجل]

محمد كريشان: سيد عبد الباري، موضوع هذه القوات الدولية أو قوة دولية أو مراقبين دوليين أو غيرها، كيف يمكن أن تحل هذه المعضلة في ظل مواقف مختلفة من هذه المسألة؟

عبد الباري عطوان: يعني يوجد مراقبون دوليون في مدينة الخليل هل منع هؤلاء المجازر الإسرائيلية التي يرتبكها المستوطنون ضد أهالي الخليل؟ يعني نقطة أخرى طيب ما المدرسة التي قصفتها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة مدرسة الفاخوري ما هذه مدرسة تابعة للأمم المتحدة! أيضا اللي هي شاحنات الإغاثة التي كانت ترفع علم الأمم المتحدة وتتبع الأونروا ألم تقصفها إسرائيل؟ يعني لماذا نحن نتصور بأن وجود هؤلاء المراقبين يعني سيكون البلسم وحل كل المشاكل؟ متى إسرائيل احترمت القانون الدولي؟ متى احترمت القرارات الدولية؟ متى احترمت القوات الدولية؟..


محمد كريشان (مقاطعا): لكن ربما سيد عبد الباري المطروح ليس مراقبين بالمعنى الموجود في الخليل وإنما مثلا مراقبين قوات دولية على شاكلة ما هو موجود الآن في جنوب لبنان وفق القرار 1701 وأثبتت كفاءتها إلى حد الآن ربما.

يجب على الجميع ابتداء من الرئيس عباس وحتى أصغر طفل أن يقفوا مع المقاومة ويشدوا من عزمها، لا أن يشككوا فيها ويحملوها مسؤولية تدمير الشعب الفلسطيني

عبد الباري عطوان: يا سيدي أنا أذكر بأنه قبل عام 1967 كانت توجد هناك قوات دولية في قطاع غزة، إذا كان الهدف أن يعيش الفلسطينيون إلى الأبد في مخيمات اللاجئين يأكلون ويشربون وينامون ويخلفون وبدون أي طموحات قومية فهذا أمر يعني لا نريده ولا يريده الشعب الفلسطيني، نحن نريد حقوقنا كشعب فلسطيني نريد الاستقلال نريد الانتصار نريد أن يكون لنا دولة بما تحمله هذه الكلمة من كل المعاني أما عملية أن نتحول إلى يعني شعب متلقي للمساعدات وللعطف الدولي والخبز والأرز والدقيق والتمر هذا أمر غير مقبول على الإطلاق يعني إذا كان والله هناك في السلطة الفلسطينية من يريد هذا الوضع يتفضلوا لكن أنا أعتقد أبناء قطاع غزة وأبناء الضفة الغربية لا يمكن أن يقبلوا بأقل من الاستقلال الكامل واستعادة كل حقوقهم وفق ثوابتهم الوطنية، هذه نقطة. النقطة الأخرى التي أود الإشارة إليها في هذا الصدد يعني علينا في هذه المرحلة أن نقف جميعا مع المقاومة أن نقف كلنا كفلسطينيين مع المقاومة أن نرفع من عزم هؤلاء الناس الذين يتصدون لأكبر مجزرة في التاريخ، علينا ابتداء من الرئيس محمود عباس حتى أصغر طفل فلسطيني وأصغر طفل عربي ومسلم وإنساني حتى أن يقفوا مع هذه المقاومة أن يعززوا من أزرها أن يرفعوا من معنوياتها لا أن يحطموها وأن يشككوا فيها وأن يحملوها مسؤولية تدمير الشعب الفلسطيني مثلما سمعنا، يا سادة عندما يهدأ غبار هذه المجزرة وعندما نحصي ضحايانا وندفن شهداءنا بعد ذلك فلنتحدث من الملام ومن غير الملام لكن الآن يعني من الخطأ..


محمد كريشان (مقاطعا): ولكن عفوا موضوع القوات الدولية سيد عبد الباري موضوع القوات الدولية وهنا اسمح لي أعود للدكتور عبد الهادي، موضوع القوات الدولية ربما مثلما أشار الرئيس محمود عباس مطلب قديم ولكن كان يصاغ بطريقة أخرى، في السابق كان يقال الشعب الفلسطيني يطالب بحماية دولية، هل الآن نفس المدلول للموضوع؟

مهدي عبد الهادي: الأوراق الآن شئنا أم أبينا مرة أخرى هي في يد القاهرة، القاهرة تستطيع أن تستعمل كل أوراقها في الضغط على إسرائيل في القبول الآن بوقف هذه المجزرة مبدئيا وقف هذه المجزرة ليست مسألة قرار مجلس أمن دولي ولا مفاوضات بين فتح وحماس أو حماس وإسرائيل، القاهرة تستطيع الآن أن تستعمل أوراقها الفعلية الحقيقية في الضغط على إسرائيل بوقف المجزرة ثم إذا أردنا أن نتحدث عن قوات دولية لحماية الشعب الفلسطيني أو قوات دولية بمعنى تركيا وفرنسا وتدخل معها أخيرا في غزة وعلى الحدود بين غزة وإسرائيل وأيضا في الضفة الغربية على القاهرة أيضا في البعد القومي والأمن القومي العربي أن تفرض هذا الكلام على إسرائيل، ليس الفلسطيني الآن في موقف الخيار والتمني أو في موقف الأحلام الرومانسية بأننا نستطيع إحضار قوات طوارئ دولية أو قوات دولية، تماما كما قال الأخ عبد الباري هنالك قوات في الخليل لم تفعل شيئا هنالك الآن أيضا قوات في جنوب لبنان قد يكون النموذج اللبناني لكن فرض على إسرائيل قبول النموذج اللبناني وليس بإرادتها أو رغبتها، والآن على إسرائيل إذا أرادت أن تنصاع إلى البعد القومي والأمن القومي في هذه المرحلة حتى يأتي أوباما إلى الحكم تستطيع القاهرة أن تفرض ذلك على إسرائيل وليس الفلسطيني، الفلسطيني ليس الآن في موضع الخيارات، الفلسطيني الآن في موقع وقف هذا النزيف وقف هذه المجزرة ثم الاعتراف والتعامل مع حركة حماس كجزء لا يتجزأ من البيت الفلسطيني، حماس الآن لا تزال ترفض ولا تقبل لا الحوار مع محمود عباس أو مع فتح وتفرض الآن شروطها في وقف هذا النزيف هذا العدوان ثم الحديث معها على شروط التهدئة وعلى المعابر وأيضا على مستقبل القوات الدولية.

إعلان


محمد كريشان: ولكن حماس مع ذلك موجودة في القاهرة وتتفاوض أو تناقش القيادة المصرية فيما يتعلق بهذه المبادرة. جعل المبادرة دكتور عبد الهادي ممرا إجباريا لتطبيق قرار مجلس الأمن هل هذا وضع طبيعي؟

مهدي عبد الهادي: لا أعتقد أنها ممر إجباري، المبادرة المصرية هي الخروج العربي من هذه الأزمة من وصمة العار لسكوت النظام العربي على المجازر التي تمت، هو تحرك دبلوماسي سياسي عربي قامت به القاهرة الآن وتتحمل مسؤولية نتائجه، إذا فشلت المبادرة المصرية الآن هو فشل مرة أخرى للنظام العربي ككل وهو فشل لكل المحاولات لاحتواء هذا النزيف ولاحتواء هذه الأزمة. المسألة الأساسية التي يجب أن يعيها البعيد والقريب هي الأجندة الإسرائيلية الحقيقية في توظيف هذه الفترة حتى يأتي أوباما إلى الحكم في توظيف فرض أجندة حقيقية على مستقبل الوطن الفلسطيني القضية الفلسطينية الشعب الفلسطيني. في الضفة الغربية احتلال مستمر وينزف عبر 40، 41 عاما والأرض تقضم والمستوطنات تتوسع والقدس تمت أسرلتها، في قطاع غزة تصفية المقاومة وتصفية أي أمل فلسطيني للتصدي بكبرياء وشموخ لهذا الاحتلال وفرض الأجندة ثنائيتها في الضفة وغزة أو ما تبقى من هذا الشعب على حل عربي إقليمي، هذا ما تطرحه إسرائيل بدون التزام لا بشرعية دولية ولا بمواثيق ولا بأخلاق في هذه المجابهة، الرد الحقيقي الفلسطيني هو الصمود الفلسطيني..


محمد كريشان (مقاطعا): ولكن عفوا يعني هنا مصر تسعى قدر جهدها للحديث مع الطرف الإسرائيلي ومع طرف حماس، في هذه الحالة وهنا أسأل اسمح لي فقط أسأل السيد عبد الباري عطوان، هل مصر يمكن أن تسمح لنفسها بالفشل مرة أخرى في مسألة مثل هذه الآن؟

عبد الباري عطوان: يا سيدي أولا يعني أنا أضيف إلى ما قاله الدكتور مهدي عبد الهادي بأن العجز العربي هو الذي أدى إلى هذه الصورة، طيب لماذا نطلب حماية دولية؟ لماذا لا نطلب حماية عربية للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة؟ يعني لماذا نصدر المشكلة دائما إلى الطرف الخارجي لماذا لا يتحمل العرب مسؤولياتهم؟ طيب هذه القدس اللي بيتحدث عنها الدكتور مهدي عبد الهادي طيب هذه مش تهم المسلمين كلهم؟ مش تهم العرب كلهم؟ طيب يعني كمان قطاع غزة مش مسؤولية مصرية؟ يا سيدي أهل قطاع غزة كانوا يحملون وثائق سفر مصرية للاجئين الفلسطينيين، قطاع غزة احتل مرتان عام 1956 وعام 1967 في المرتين كان يخضع للإدارة العسكرية المصرية فلماذا مصر تتخلى عن مسؤولياتها ولماذا لا تقف إلى جانب هؤلاء؟ أيضا نقطة أخرى اليوم يا سيدي على قناة الجزيرة استمعت إلى السيد أبو الوليد المتحدث باسم كتائب شهداء الأقصى وهي تابعة لحركة فتح يقول نحن وحماس ولجان المقاومة والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية والجبهة القيادة العامة كلنا في خندق واحد ننسق مع بعض نتصدى لهذا العدو الإسرائيلي. نريد هذا الموقف أيضا أن يوجد في السلطة الفلسطينية نريد هذه الوحدة الوطنية التي تجسدت على أرضية المقاومة على أرضية الدفاع عن الشرف العربي والعقيدة الإسلامية نريدها أيضا أن يكون لها امتدادات في مصر وفي السعودية وفي الخليج وفي سوريا وفي المغرب العربي نريد أن نرى هذه الوحدة والالتفاف حول المقاومة والتصدي لهذه الآلة العسكرية الجبارة التي تطحن عظام الأطفال نريدها أن تتوسع لا أن تنكمش ونصدر المشكلة للأمم المتحدة ونصدر المشكلة لقوات دولية لتحمي الفلسطينيين، قالوا لنا سنذهب إلى الأمم المتحدة..


محمد كريشان (مقاطعا): هو هذه المرة ربما الأمم المتحدة هذه المرة هي التي صدرت المشكلة لمصر، وهنا أسأل الدكتور مهدي عبد الهادي في الدقيقة الأخيرة، هل يمكن لمصر فعلا أن تنجح فيما تقوم به الآن لإيجاد مخرج من كل ما يجري الآن؟

مهدي عبد الهادي: ليست قضية مخرج وإنما إنقاذ أولا وأخيرا دور مصر الإقليمي في قيادة مستقبل القضية الفلسطينية بعد أن فرض شارون وباراك غزة عليها كمشكلة إنسانية وأخلاقية وأمنية أيضا، مصر لا تملك الآن إلا أن تعترف وتتعامل رسميا وعلنيا مع حركة حماس تماما كما تتعامل مع محمود عباس وتفرض على إسرائيل بعض أوراقها، تملك مصر أوراقا هائلة للضغط على إسرائيل الآن المهزومة بعد 15 يوما من اقتحامات غزة، مهزومة عسكريا مهزومة أخلاقيا مهزومة دوليا والخروج من هذا النفق الآن أعتقد أن الأوراق في يد القاهرة والقاهرة قادرة على أن تحتضن حركة حماس وعلى أن تفرض شروطها على إسرائيل وعلى أن تعيد صياغة المسألة الفلسطينية مرة أخرى بإعادة صياغة منظمة التحرير في حكومة انتقالية وفي انتخابات وإلا على الرئيس محمود عباس أن يعلن استقالته وحل السلطة الفلسطينية وتحميل إسرائيل كامل المسؤولية عن جميع المستقبل الفلسطيني كأرض محتلة مسؤولية المحتل أولا وأخيرا أمام المجتمع العربي والدولي على حد سواء.


محمد كريشان: شكرا جزيلا لك دكتور مهدي عبد الهادي رئيس الأكاديمية الفلسطينية للشؤون الدولية كنت معنا من القدس، شكرا أيضا لضيفنا من لندن عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة القدس العربي. وبهذا مشاهدينا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعيم، كالعادة نذكركم بإمكانية إرسال بعض المقترحات لحلقات مقبلة على هذا العنوان الإلكتروني الظاهر الآن على الشاشة

indepth@aljazeera.net

غدا بإذن الله قراءة جديدة في ما وراء خبر جديد، أستودعكم الله.

المصدر: الجزيرة