
مغزى وتداعيات إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان
– مغزى إطلاق الصواريخ وأبعاد الموقف الإسرائيلي منها
– التداعيات المحتملة لاشتعال الجبهة اللبنانية الإسرائيلية
![]() |
![]() |
![]() |
علي الظفيري: أهلا بكم. نتوقف في هذه الحلقة عند التوتر الذي شهدته الحدود اللبنانية الإسرائيلية عقب سقوط عدد من صواريخ الكاتيوشا على شمال إسرائيل من جنوب لبنان والقصف المدفعي الذي ردت به تل أبيب في تطور أثار تكهنات حول احتمالات تحول المنطقة إلى جبهة أخرى مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. في الحلقة محوران، ما الرسائل التي حملتها صورايخ الكاتيوشا التي انطلقت من جنوب لبنان باتجاه شمال إسرائيل؟ وما التداعيات المحتملة لفتح الجبهة الشمالية في ضوء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة؟… أجواء من الغموض خيمت على حادثة الهجوم بصواريخ الكاتيوشا على مستوطنة نهاريا وما جوارها انطلاقا من جنوب لبنان، التصعيد الأمني الذي أعاد إلى الأذهان حرب 2006 أثار إمكانية فتح جبهة ثانية على الجيش الإسرائيلي الذي يواصل حربه على قطاع غزة دون هوادة.
[تقرير مسجل]
نبيل الريحاني: إنها الجبهة التي قد تغير كثيرا من مجريات الأمور إن هي اشتعلت، جنوب لبنان حيث جاران لدودان خاضا حرب تموز 2006 هما حزب الله والجيش الإسرائيلي، تلك الحرب التي شكلت ضربة قوية لهيبة الجيش الإسرائيلي قبل أن تأتي بقوات اليونيفيل للحيلولة دون نشوبها من جديد. رغم وجود 15 ألف جندي دولي عرفت تلك الحدود في مناسبات عدة بعض التوترات الأمنية، طلعات جوية إسرائيلية متكررة وأحيانا صواريخ مجهولة المصدر تنطلق في اتجاه مستوطنات إسرائيلية آخرها تزامن مع الحرب على غزة. انتقدت الحكومة اللبنانية الهجوم ورد إسرائيل عليه واعتبرته انتهاكا لقرار الأمم المتحدة 1701 وقالت إنها متمسكة بذلك القرار الذي يمنع أي انتشار للمقاتلين أو السلاح من خارج الحكومة اللبنانية نافية أن يكون حزب الله من يقف وراء الهجوم، حزب الله من ناحيته وإن أكد أمينه العام حسن نصر الله أن لصبره حدودا ترسمها تطورات الحرب الإسرائيلية على القطاع نأى بنفسه عن تلك الصورايخ رافضا في نفس الوقت بعث أي رسالة تطمئن إسرائيل على أوضاع خاصرتها الشمالية الحساسة، تل أبيب وجهت اتهاماتها إلى جماعات فلسطينية لم تسمها قالت إنها تسعى لتخفيف الوطأة على أهل غزة ومقاتليها في إشارة ربما إلى جهات قريبة من دمشق أبرزها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة. لم تنف الجبهة الشعبية التهمة الإسرائيلية ولم تؤكدها مما فتح جدل الصواريخ المنطلقة من لبنان على أكثر من احتمال تماما كما في مناسبات ماضية أطلقت فيها صواريخ مماثلة صافرات الإنذار في مستوطنات لم ينس قاطنوها بعد كابوس حرب تموز.
[نهاية التقرير المسجل]
علي الظفيري: الحكومة اللبنانية تعهدت من جهتها بالتحقيق في حادثة إطلاق الصواريخ وشددت على أن كل الأطراف اللبنانية بما فيها حزب الله ملتزمة بمقتضيات القرار الدولي 1701.
[شريط مسجل]
عارف العابد/ المتشار الإعلامي لرئيس الوزرء اللبناني: الحكومة اللبنانية طلبت من الأجهزة المختصة الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية إجراء تحقيق عاجل لمعرفة من أطلق الصواريخ واتخاذ إجراءات مشددة لمنع حدوث أي عملية خرق، أنا ما أريد أن أقوله إن الرئيس السنيورة في اتصالاته بما فيها مع مساعد الأمين العام لحزب الله لم يسمع أي موقف خارج الإجماع اللبناني الذي يتمسك بالقرار 1701.
[نهاية الشريط المسجل]
علي الظفيري: ومعي في هذه الحلقة من بيروت أنيس النقاش منسق شبكة أمان للدراسات الإستراتيجية، ومن الناصرة الدكتور أمل جمال أستاذ العلوم السياسية في جامعة تل أبيب، مرحبا بضيفينا. أعتقد أننا سنأخذ طبعا تصريحات القيادي الآن بالجبهة الشعبية -قبل الحوار- القيادي بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة أنور رجا إذ قال، وهي طبعا التصريحات لم تقطع الشك باليقين إذ رفض التأكيد أو نفيه مسؤولية الجبهة عن إطلاق الصورايخ مكتفيا بالقول إنها لو استطاعت -أي الجبهة- الدفاع عن الشعب الفلسطيني فلن تبقى مكتوفة الأيدي.
[شريط مسجل]
أنور رجا/ المتحدث باسم الجبهة الشعبية- القيادة العامة: هذه الحرب إذا استمرت ستؤدي إلى انفجارات وإلى حرائق وإلى تشظيات في معظم المنطقة العربية، ربما تكون جبهات للتماس بحكم الواقع الجغرافي والسياسي هي الأقرب إلى الاشتعال ولكن من قال إن هذه التداعيات وكرة النار لم تصل إلى أيضا بعض العواصم؟ لا ندري كيف ستنفلت وتنفجر الأمور وبأشكال أخرى وضد الأهداف الإسرائيلية والمصالح الأميركية وكل ما شابه..
[نهاية الشريط المسجل]
مغزى إطلاق الصواريخ وأبعاد الموقف الإسرائيلي منها
علي الظفيري: أرحب بكم مجددا وبضيفي أيضا مرة أخرى. أبدأ مع أنيس النقاش في بيروت منسق شبكة أمان، أنيس النقاش هذه الصواريخ بغض النظر عن مسؤولية من في إطلاقها ما الرسالة التي تحملها خاصة في هذا التوقيت؟
أنيس النقاش: يعني دون معرفة من الذي قام بهذا العمل يبدو أن هناك طرفا ما يريد أن يقول إنه يتضامن مع ما يحصل في غزة ويريد أن يعطي دعما معينا لمقاومة الشعب الفلسطيني ضد العدو الإسرائيلي ويقول إن الجبهة اللبنانية يمكن أن تكون جزء من هذا الدعم بغض النظر عن حجم معرفته وإدراكه لطبيعة المعركة الدائرة في غزة تماما ولحجم الإستراتيجية الكاملة للتعامل مع هذا الموضوع وهناك فرق بين القوة التي تعرف مدى استحكام السيطرة في غزة ومدى الإستراتيجية المتبعة من أطراف القوى الجهادية المقاومة في المنطقة أو أطراف هامشية لا تدرك هذا التنسيق ولا تدرك هذه الأبعاد.
علي الظفيري: هذه الأطراف سيد أنيس التي لا تدرك كما ذكرت وكما وصفت لا تدرك ربما الأمر الجاري وتفاصيله وتداعيات وأبعاد ربما هذه الصواريخ، هل يمكن أن تؤثر على الجبهة الجنوبية للبنان، الشمالية لإسرائيل طبعا؟
أنيس النقاش: لا أعتقد أنها ستؤثر لأن قرار الحرب والسلم لا يتخذ من أي طرف بناء لتحرش صغير بهذا الحجم أو بقدرات الأطراف الهامشية ولكن المهم عندي أنا ليس الأطراف الهامشية التي لا تؤثر بقرار الحرب والسلم، المهم الآن للرأي العام ولكل محبي فلسطين وغزة والذين يتابعون الأخبار اليوم والمجازر في غزة نريد أن نطمئنهم ونعلمهم بالتالي، إن القمة العربية للرؤساء والملوك والأمراء التي لم تعقد -ولا أسف على عدم عقدها- مقابلها عقدت قمة جهادية للقوى الفاعلة في منطقة الشرق الأوسط وحددت الخطوط العامة العريضة لهذه المعركة بما فيها الخطوط الحمر تحت عنوان ممنوع سقوط المقاومة تحت أي ظرف وأي ثمن في غزة، ووضعت كل الأسس للتعاون المشترك ولمدى تدخل كل فريق على حدة ولكل فريق في أي ساحة، ثم لدينا الموقف العام المعلن من السيد حسن نصر الله والذي له ثلاثة عناوين أساسية، أولا أنه يعرف أن العدو قد حشد على الحدود وطلب من المقاومة أن تكون بجهوزية عالية، المقاومة اليوم في جنوب لبنان هي في أعلى جهوزيتها، ثانيا طالب الجماهير بأن تكون مستعدة في أقصى استعداد للتضحية وللفداء ولإعطاء كل ما يلزم لهذه المعركة في حال أن الأمور اضطرتنا إلى أن نكون في الساحة، وهذا حصل في موقف في المهرجان الأخير في عاشوراء ومهرجانات أخرى ثم قال علينا أن نكون مستعدين بكافة قوانا الشعبية والجهادية بناء لأبعاد المعركة التي لم تكشف حتى الآن إن كانت بحجمها العسكري أو ما أكد عليه وبوضوح حجم التورط العربي في هذه المعركة، وبالتالي القوة الجهادية التي عقدت قمتها قبل هذه الأزمة بساعات قليلة حددت طبيعة الصراع، حجم القوة التي يجب أن تدخل الصراع، ما أماكن الصراع وأدوات الصراع. ونحن حتى الآن كلنا اطمئنان بالمعلومات التي تأتي من غزة والاستعدادات الحاصلة في المنطقة أن الأمور تمشي تماما حسبما وضعت لها وأنه ليس هناك من مفاجآت إلا أن العدو يعني يستشرس على المدنيين وهذا دليل إفلاسه، من الأيام الأولى للحرب هو كان يسعى في لبنان…
علي الظفيري (مقاطعا): بإدارة من أستاذ أنيس؟ يعني ربما لا نستطيع السؤال عن تفاصيل كثيرة في هذه القمة التي أشرت لها لكن من أدارها؟ من يدير هذا النشاط بشكل عام؟
أنيس النقاش: الدعوة جاءت من الأمين العام السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله وشاركت فيها عدة قوى جهادية فلسطينية ولبنانية ووضعت الأسس للتصرف بناء على ما يحصل في غزة، هذا بالنسبة للقوى وهناك غرف عمليات مشتركة تتابع بدقة وبتفصيل ما يجري على الأرض في غزة وتتابع عمليات الاستعدادات في الساحات الأخرى.
علي الظفيري: دكتور جمال في الناصرة نتساءل الآن هذه الصواريخ وإن كانت طبعا محدودة العدد وتم حسم الموقف منها بشكل نهائي، ولكن ما الرسالة التي تضمنتها وخاصة ما يتعلق بفتح الجبهة الثانية الجبهة اللبنانية الإسرائيلية؟
أمل جمال: الهدف الأساسي واضح طبعا تضامن مع الأهل في غزة هذا من جهة أولى، ومن جهة ثانية كسر المقولة الإسرائيلية الأساسية بأن حرب تموز خلقت نوعا من الردع لن تمكن أي قوى سياسية أو أمنية أيا كانت من لبنان أن تطلق النار نحو إسرائيل، حسب اعتقادي يعني بها رمزية كبيرة جدا يجب أخذها بعين الاعتبار، من جهة تضامن ومن جهة أخرى كسر نظرية الردع، وطبعا الموقف الإسرائيلي يأخذ هذا الشيء بعين الاعتبار وعندما بدأت الحرب على غزة صرح وزير الدفاع الإسرائيلي -هدد يعني- أن أي جهة لن تتمكن من استعمال القوة تجاه إسرائيل من الجهة الشمالية لأن إسرائيل هناك القوة الكافية لأن تواجه أي هجوم أيا كان.
علي الظفيري: لكن إسرائيل من اللافت أنها نفت بشكل سريع أن يكون حزب الله تحديدا هو المسؤول عن إطلاق هذه الصواريخ، كيف تنظر إسرائيل لمسألة احتمالية إطلاق صواريخ من قبل حزب الله ومن قبل جنوب لبنان تحديدا؟
أمل جمال: إسرائيل أخذت هذا الشيء بعين الاعتبار يعني كانت هناك تكهنات معينة واضحة جدا من قبل مسؤولين إسرائيليين حول هذا الموضوع، ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار النفي أن حزب الله قام بهذا العمل هو قرار إسرائيلي واضح بأن إسرائيل لا تريد المواجهة مع حزب الله، الاعتراف أو المقولة بأن حزب الله هو الذي قام بهذا العمل يعني أن التحدي يجب أن يجاوب وبالتالي يجب أن تفتح إسرائيل معركة ثانية على الجبهة الشمالية الشيء الذي ليست معنية فيه في هذه الحالة خصوصا إذا أخذنا بالاعتبار بأن هناك حسابات مختلفة لشخصيات سياسية مختلفة في الواقع الإسرائيلي خصوصا بأن الانتخابات الإسرائيلية قادمة وبأن المعركة في غزة ليست بالهينة وبالتالي فتح معركة إضافية على الجبهة الشمالية يعني سقوط الضحايا والفزع عند المدنيين وهذا طبعا لا يخدم المصالح السياسية وعلى الأقل لباراك نفسه وزير الدفاع، ومن جهة أخرى طبعا الجيش الإسرائيلي ليس معنيا بهذا الموضوع، الجيش الإسرائيلي حقق أهدافا معينة في غزة وحاول أن يبرهن بأنه ما زال الجيش الذي لا يقهر وعنده قدرة الردع وعنده قوة المواجهة وتحقيق بعض الإنجازات في غزة -حسب رأيه طبعا- تمكنه من الامتناع من الدخول في مواجهة جديدة في الجبهة الشمالية خصوصا أن تجربة تموز 2006 ما زالت قائمة في الذاكرة الإسرائيلية وأن إسرائيل تعي جيدا والجيش الإسرائيلي يعي جيدا بأن مواجهة حماس في غزة مختلفة عن مواجهة حزب الله أو مواجهة قوى لبنانية أخرى على الجبهة اللبنانية وبالتالي هناك محاولة لضبط الأمور وعدم التورط في عملية يمكن أن يكون مردودها سلبيا جدا على حسابات الأشخاص المختلفين..
علي الظفيري (مقاطعا): سنأتي إلى هذا دكتور، سنأتي إلى تداعيات العملية. سيد أنيس النقاش أنت تحدثت عن قمة وعن تنسيق وهذا يعني كما أفهم أنها معلومة يعني وليست فقط تنبؤا أو تحليلا، إذاً من هذا الأمر يمكن القول إنه لم يحن حتى الآن فتح هذه الجبهة، متى يأتي وقت هذه الجبهة، الجبهة اللبنانية الإسرائيلية إن كان هناك هذا النوع من التنسيق الذي ذكرته؟
أنيس النقاش: يعني لا تتوقع مني أن أعلن متى يأتي الوقت وأين هو الشرط، المهم أن العنوان العريض عدم سقوط المقاومة في غزة وأن هذا التنسيق هو ملك القيادة التي تحدد حجم المعركة في غزة وأي دعم تحتاجه، وبالتالي نترك هذه الأمور لأن هذا جزء من عامل المفاجأة وعامل الردع للعدو، على الأحداث أن تتحدث به، ولكن لا يجب أن نشك لحظة أن هذا القرار قد اتخذ وأن القوة هذه تراقب بدقة حجم المعركة في غزة وحجم التورط أيضا خارج غزة لمعرفة كيف ستسير الأمور. المهم أن كلنا اطمئنان حتى اليوم في مسألتين أن المعركة في غزة تسير بشكل جيد وأن الاستعداد المطلق لكافة القوى الجهادية للرد على مستوى الساحة الإقليمية إن حصل أي شيء في هذا الموضوع.
علي الظفيري: بعد الفاصل سنشير إلى التداعيات المحتملة لفتح هذه الجبهة، الجبهة الشمالية، في ضوء الحرب الإسرائيلية القائمة الآن على قطاع غزة وفق المعطيات التي تم ذكرها في القسم الأول من هذه الحلقة. فاصل قصير فتفضلوا بالبقاء معنا.
[فاصل إعلاني]
التداعيات المحتملة لاشتعال الجبهة اللبنانية الإسرائيلية
علي الظفيري: أهلا بكم من جديد. وفي رده على الصواريخ التي استهدفت نهاريا قال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز من تل أبيب إن تل أبيب ستعاود قصف الجنوب اللبناني في حال تكرر إطلاق الصواريخ من داخل الأراضي اللبنانية.
[شريط مسجل]
شمعون بيريز/ الرئيس الإسرائيلي: نعلم أن قصف شمال إسرائيل كان من قبل الجبهة الوطنية وهي منظمة إرهابية منفصلة بعض عناصرها موجودون في لبنان وسياستنا هي الرد فورا لذلك رد سلاحنا بقصف مكان إطلاق الصواريخ وعلينا مواصلة ذلك في حالة تكرر القصف علينا.
[نهاية الشريط المسجل]
علي الظفيري: أعود إلى الدكتور جمال في الناصرة، إذا افترضنا يعني اشتعال هذه الجبهة ما تأثير ذلك على القدرات الإسرائيلية في إدارة معركتين في آن واحد، في غزة وكذلك في الجبهة اللبنانية؟
أمل جمال: يعني هذا حسب اعتقادي يتعلق بنوعية الجبهة وأهداف طبعا أهداف الجهات المختلفة في هذه الجبهة، هناك تجارب إسرائيلية طبعا إسرائيل أدارت بعض الحروب في جبهات مختلفة حتى ثلاثة جبهات، فهناك تجربة إسرائيلة واسعة. أنا حسب اعتقادي في الواقع الحالي وبمعرفة الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية بقدرة المجتمع الإسرائيلي على الاحتمال ستحاول إسرائيل أن تمتنع عن فتح جبهة جديدة أو جبهة ثانية من الشمال لأنها سيكون لها مردودا قويا جدا على إمكانية المجتمع الإسرائيلي في التعامل مع هذا الواقع الجديد خصوصا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن الواقع الحالي يختلف عن التجارب السابقة للجيش الإسرائيلي، التجربة اللبنانية كانت مؤلمة في تموز 2006، هذا من جهة ومن جهة أخرى هناك صواريخ من أنواع مختلفة تصل العرف الإسرائيلي، تصل المجتمع الإسرائيلي فإن الجبهات التي أديرت في السابق في حرب الـ 67 أو الـ 73 تختلف جذريا عن الجبهة التي ممكن أن تفتح في الوضع الحالي ونرى ذلك طبعا من غزة فهذا مأخوذ بعين الاعتبار إسرائيليا، التهديد الإسرائيلي طبعا يأتي في هذا المضمار، محاولة الردع، محاولة المحافظة على الثقة بالنفس عند الجيش الإسرائيلي والامتناع في نفس الوقت عن الدخول في مجازفات ممكن أن يكون لها مردود سلبي جدا على الواقع العسكري وطبعا الأمني والنفسي الإسرائيلي.
علي الظفيري: سيد النقاش أيضا في بيروت برأيك لو كان هناك جبهتان ما تأثير ذلك على قوة إدارة إسرائيل لمعركة بهذا الشكل خاصة نتحدث عن جبهتين لكن ليست كتلك الجبهات الثلاث، تلك الجبهات الثلاث كانت جيوشا نظامية وأسهل ربما في إدارة المعركة؟
أنيس النقاش: تقنيا العدو لديه قدرة على إدارة جبهتين، المسألة ليست الإدارة المسألة تحقيق الأهداف وتحقيق نصر. الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قال إنكم ستعتبرون حرب تموز بمثابة نزهة أمام ما ستواجهونه في حال بدأت المعركة أو تم أي اعتداء على لبنان. أنا أؤكد أن حجم الاستعدادات والقوة الموجودة اليوم في الجبهة الشمالية لا تقارن بتاتا بما كان في تموز إلا بضربها بأضعاف وأضعاف وأضعاف عما كانت عليه في العتاد والعدة، وبالتالي العدو عنده مشكلة أساسية خاصة في جبهته الداخلية وبقواته التي يمكن أن يرسلها لهذه المعركة والتي يمكن أن تدمر حسب توقعاتنا الجازمة على أرض لبنان. أريد فقط أن أعيد وأوضح نقطة ممكن أن تفيد المشاهد، أن عملية الخطوط الحمر لها محوران في القرارات التي اتخذت، الأول له علاقة بحجم المعركة في داخل غزة والآخر له علاقة في حجم التورط في هذه المعركة من أطراف عربية ضد المقاومة الفلسطينية، بمعنى أن هناك ميزانا، كلما سقطت أقنعة وأثبتت أن التورط العربي أكثر إجرامية وأكثر ضلوعا في هذا الاعتداء فتدخل القوى الجهادية من خارج الساحة الفلسطينية وخارج ساحة غزة سيزداد بنفس النسبة تقريبا إذا ما كان أكثر لحجم هذا التورط، كما أن حجم الإجرام الصهيوني في غزة سيواجه بنفس الطريقة النسبية للأوضاع العسكرية في غزة، فإذاً على من يدير هذه المعركة أن يعرف أن ساحة المعركة الآن هي أبعد من غزة وأن القوى المتواجدة لمواجهته في هذا المشروع العربي الصهيوني الأميركي هي أبعد من حماس وغزة والمقاومة في غزة.
علي الظفيري: طيب سيد أنيس الأعباء الملقات أو الصعوبات التي تواجه حزب الله في حال اشتعال هذه الجبهة هل ستكون أكبر من تلك التي عاشها، شهدها في 2006 تموز أم أقل؟
أنيس النقاش: ستكون أقل بكثير لأنه تعلم من تجارب تموز بشكل قوي وأعد عدة جديدة ستفاجأ بها إسرائيل أنها ليس لها علاقة لا بالتكتيك ولا من حيث العتاد ولا من حيث إستراتيجية الصراع التي جرت في تموز، عامل المفاجآت سيكون..
علي الظفيري (مقاطعا): إذاً سأطرح عليك سؤالا يدور في الشارع العربي يعني هذه الأمور كلها محفزة لدخول حزب الله في حرب مع إسرائيل وهي عدو دائم يعني ليست عدوا مؤقتا أو عملية فقط يعني انتقائية العداء معه وبالتالي هذه كل الأوامر هي محفز لدخول حزب الله في مثل هذه الحرب لفرض قواعد سياسية أمنية جديدة وحتى جغرافية أيضا؟
إن حجم التورط العربي الإسرائيلي الأميركي في هذه المعركة يتجاوز أبعاد غزة وبالتالي المعركة قد لا تحصر من حيث الحجم العسكري أو السياسي في نقطة جغرافية واحدة |
أنيس النقاش: نعم، هذا الكلام جدا صحيح لو اعتبرنا أن المعركة فقط محصورة مع العدو الصهيوني ومحصورة الآن في غزة وبضرورة دعم غزة ولكن الأمين العام كان كلامه، وكل القوى الجهادية التي اجتمعت في هذه القوة كانت تشارك نفس النظرة، أن حجم التورط العربي الإسرائيلي الأميركي في هذه المعركة يتجاوز أبعاد غزة وبالتالي المعركة قد لا تحصر لا من حيث الحجم العسكري ولا السياسي في نقطة جغرافية وبالتالي من الذكاء أن تترك الآخرين لكي يفتحوا أوراقهم ويضعوا حقيقة تورطهم ومشاركتهم في هذه المعركة ثم أنت ترد عليهم بالنسبة المئوية أو بالوضع السياسي المناسب والعسكري المناسب بناء لهذه الحركة، نحن نصر ونؤكد على أن المعركة لها أبعاد عربية أميركية إسرائيلية وعلينا أن نجيب عليها بهدوء ضمن هذه الساحة الكبرى دون خوف أو تراجع مع تحمل كافة المسؤوليات.
علي الظفيري: دكتور أمل جمال في الناصرة، هذه الاعتبارات، مسألة المأزق الذي سيترتب على إسرائيل في حال فتح جبهة ثانية، قدرات حزب الله التي تطورت عن المرة الأولى، عدم صمود الجبهة الداخلية الإسرائيلية، كل هذه الاعتبارات تضعها إسرائيل في بالها وهي تخوض هذه المعركة في غزة أي أنها يمكن أن تتوقف عند خط معين في ظل الحديث عن خطوط حمر بما يتعلق بعدم القضاء على المقاومة الفلسطينية تحديدا؟
أمل جمال: بدون شك حسب اعتقادي يعني أخذ هذا الموضوع بعين الاعتبار، يعني المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ووزير الدفاع الحالي يعي جيدا قدرة المجتمع الإسرائيلي وحسب اعتقادي يعني إذا ما نظرنا إلى الأحاديث اليومية للمجتمع الإسرائيلي نرى بشكل واضح أن إحدى النقاط الأساسية هي عدم التحمل تحمل الحرب لمدى طويل وعدم تحمل العدد الكبير من الجرحى والموتى في هذه الحرب، المجتمع الإسرائيلي واع جدا بأن قدرة الاحتمال الداخلية قصيرة جدا وبالتالي هناك ترجمة على أرض الواقع لهذه النفسية لهذا الواقع النفسي للمجتمع الإسرائيلي ويأتي ذلك من خلال الاستعمال الزائد للقوة، فرض محاولة فرض وبشكل سريع واقع جديد على الأرض، استعمال الطائرات،استعمال المدافع استعمال أي آلية عسكرية ممكنة بشكل غير معقول بشكل وحشي حتى من أجل تحقيق نصر معين وفي الخلفية طبعا عدم قدرة المجتمع الإسرائيلي في تحمل إطالة الحرب لفترة طويلة وما نراه في غزة حسب اعتقادي يأخذ هذا الشيء بعين الاعتبار. يجب التنويه أيضا بأنه إذا ما فتحت طبعا جبهة أخرى وإسرائيل كما قلت سابقا تحاول أن تمتنع من هذا الموضوع سيكون استعمال طبعا لنفس الآليات التي استعملت في غزة هذه المرة، وهدد السياسيون الإسرائيليون بهذا الموضوع عدة مرات وسمعنا الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز يتحدث عن ذلك هذا اليوم كما تحدث عن ذلك وزير الدفاع بشكل غير مباشر ولكن قال إن أي تهديد سيواجه بأشكال طبعا تتلاءم مع هذا التهديد وبذلك طبعا استعمال القوة بشكل فائض.
علي الظفيري: شكرا لك الدكتور أمل جمال أستاذ العلوم السياسية في جامعة تل أبيب، ولأنيس النقاش منسق بشبكة أمان للدراسات الإستراتيجية من بيروت. بهذا نصل إلى نهاية الحلقة من برنامج ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعيم ودائما بانتظار مساهماتكم في حلقاتنا القادمة عبر العنوان الإلكتروني indepth@aljazeera.net غدا إن شاء الله قراءة جديدة في ما وراء خبر جديد، شكرا لكم وإلى اللقاء.