ماوراء الخبر - صورة عامة
ما وراء الخبر

الجهود العربية لمواجهة العدوان الإسرائيلي على غزة

تتناول الحلقة الجهود العربية لمواجهة العدوان الإسرائيلي على غزة على ضوء اجتماع وزراء الخارجية العرب الأربعاء في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة.

– آفاق اجتماع وزراء الخارجية العرب
المواقف المتباينة والإمكانيات العربية المتاحة

علي الظفيري
علي الظفيري
عبد الله الشايجي
عبد الله الشايجي
حسن نافعة
حسن نافعة

علي الظفيري: أهلا بكم. نتوقف في حلقة اليوم عند الجهود العربية لمواجهة العدوان الإسرائيلي على غزة على ضوء اجتماع وزراء الخارجية العرب الأربعاء في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة. في الحلقة محوران، هل ينجح اجتماع القاهرة في تضييق شقة الخلاف والانقسام لاتخاذ موقف موحد من العدوان؟ وما الذي بوسع التحرك العربي فعله لوقف الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة؟…. على وقع مظاهرات الشارع العربي المطالبة بتحرك رسمي يتصدى للاعتداءات الإسرائيلية على أهل غزة يستمر الجدل بين الحكومات العربية حول عقد قمة تخصص للخروج بموقف عربي موحد يتعامل مع التطورات الجارية في القطاع بين داع ومتحفظ وعواصم عربية أخرى لزمت الصمت إلى حد الآن في انتظار اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي سيقرر مصير هذه القمة، فبعد أن تقدمت قطر بطلب للجامعة العربية لعقد قمة طارئة للنظر في ما وصفته بالاعتداءات الوحشية الإسرائيلية على أهل غزة أبدت كل من ليبيا وسوريا واليمن والبحرين والسودان ولبنان دعمهم لهذه الخطوة على أمل أن تؤدي إلى موقف موحد وعملي يرفع المعاناة عن القطاع ويضع حدا للاعتداءات الإسرائيلية إلا أن مصر أبدت تحفظها على هذا الطلب طارحة في المقابل مقترحات من أربع نقاط تدعو لوقف إطلاق النار والتهدئة والبحث عن ضمانات دولية تحول دون تجدد الاعتداءات، السعودية لم تبتعد كثيرا عن هذه الرؤية إذ اعتبر وزير خارجيتها أنه لا جدوى من حضور قمة بيانات عربية لا تتوفر لها شروط النجاح والتأثير. ومعي في هذه الحلقة من القاهرة الدكتور حسن نافعة أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة وفي الأستوديو الدكتور عبد الله الشايجي أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت، مرحبا بكم.

آفاق اجتماع وزراء الخارجية العرب


علي الظفيري: أبدأ معك دكتور عبد الله هذا الحديث عن اجتماع في القاهرة هل يمكن له أن يضيق الهوة، شقة الخلاف ما بين الأطراف الداعية لعقد قمة والأطراف المتحفظة على هذا الأمر؟

إعلان


عبد الله الشايجي: طبعا يعني الآن الأوضاع باتت محسومة بشكل واضح أن الهدف من هذه الهجمة الشرسة على غزة هو إقصاء إحدى قوى التشدد كما يسمى في المصطلح الغربي وخاصة الأميركي، العرب الآن مطالبون بموقف واضح جدا، القمة التي صارت اليوم صدر بيان ختامي في مسقط الآن بات عندنا حتى انقسام داخل يعني محور الاعتدال إذا صح التعبير الذي تطلق عليه واشنطن محور الاعتدال يعني داخل الدول العربية المعتدلة إذا يعني هذا التعبير يمكن أن نختصره، يوجد الآن انقسام واضح يعني كما ذكر تقريركم هناك مصر والسعودية في تحفظ، البحرين وعمان صدر بيان أعتقد اليوم يؤيد القمة دول عربية تؤيد دول عربية تتحفظ أعتقد أن هذا الموقف، يعني عندنا بعدان الآن بعد الشارع العربي ملتهب ويعني يشعر بالألم وبالمرارة وبالعجز وبالضعف، والمحور الآخر هو محور الدول العربية نفسها في انقسامات وهذا طبعا الموقف اللي كانت تراهن عليه إسرائيل منذ البداية أن العرب لن يكون عندهم قدرة وحتى ولو اجتمعوا حتى لو ساووا قمة وبعدين يعني ماذا سيفعلون؟ لن يستطيعوا أن يلجموا آلة الموت والقتل اللي سماها اليوم البيان الختامي لمجلس التعاون الخليجي من أن توقف يعني غيها وتشددها. أنا أخشى ما أخشى أننا نعيد -لم نتعلم الدرس- نعيد نفس الدرس اللي تلقناه في حرب لبنان تموز 2006 عندما قامت إسرائيل بشن حرب مجنونة على لبنان بسبب ما قام به حزب الله من خطف جنديين وبعدين صار بعض العرب يلومون حزب الله لماذا قام بما قام به وصار في تناسي للإجرام الكبير الذي لحق بلبنان، لأن حزب الله ارتكب خطأ واعترف يمكن الأمين العام لحزب الله لاحقا بأنه لو كان يعلم ماذا ستفعل إسرائيل لما كان قام بالخطف، والآن نفس الشيء حماس يمكن ارتكبت خطأ بالانقلاب اللي سوته قبل سنة ونصف برفضها لاستمرار التهدئة ولكن الآن مو وقت اللوم ومو وقت الآن العتب، الآن في موقف خطير جدا قاعد يصير على الأرض في قتل ممنهج وفي إبادة واضحة وفي خرق واضح لاتفاقية جنيف الرابعة ويجب أن يكون هناك موقف عربي بسقف أعلى من السقف المنخفض الحالي.


علي الظفيري: دكتور حسن في القاهرة اجتماع الغد، هناك اجتماع وزراء الخارجية هل يمكن أن ينجح في إيجاد أرضية مشتركة لهذه المواقف العربية أم أنه ربما يعزز من حالة الانقسام الموجودة اليوم؟


النظام العربي الرسمي منقسم انقساما عميقا جدا، وعندما يقال إن مصر والسعودية متحفظة معنى ذلك أن النظام العربي الرسمي لن يستطيع أن يفعل شيئا

حسن نافعة: لا أعتقد أن عناصر النجاح موجودة، النظام العربي الرسمي منقسم انقساما عميقا جدا وعندما يقال إن مصر والسعودية متحفظة معنى ذلك أن النظام العربي الرسمي لن يستطيع أن يفعل شيئا، مصر لها علاقات مميزة مع إسرائيل وبالتالي يفترض نظريا أن يكون لها قول لوقف العدوان الإسرائيلي، السعودية لها علاقات متميزة مع الولايات المتحدة وبالتالي الطرفان العربيان اللذان يستطيعان الضغط يعني على إسرائيل من ناحية وعلى الولايات المتحدة الأمريكية لا يبدو أنهما في وضع يمكنهما من ممارسة أي ضغوط لا على إسرائيل ولا على الولايات المتحدة وهذا أمر مؤسف جدا حقا لأنه معنى ذلك أنه لا توجد أي لا، يعني لن يكون هناك جدوى من اجتماع وزراء الخارجية إذا استمر الانقسام على ما هو عليه و يبدو أن مصر تتحفظ أو تتخوف من هذا الاجتماع ومن اجتماع القمة أيضا لأنها تدرك أنه ستكون هناك مطالبات عربية بفتح معبر رفح والرئيس مبارك قال في خطابه بشكل واضح اليوم إن المعبر لن يفتح إلا بشروط معينة وهذه الشروط ليست متوفرة الآن وبالتالي يبدو النظام العربي الرسمي مشلولا. الآن، هل الجبهة الأخرى لديها أكثر من الكلام ما تقدمه للشعب الفلسطيني الصامد في غزة؟ أخشى أن يكون الوضع مختلفا تماما عما كان عليه الحال في لبنان، على الأقل لبنان جبهتها كانت مفتوحة لدعم حقيقي من جانب سوريا ومن جانب إيران وبالتالي استطاعت المقاومة أن تصمد وأن تحصل على إمداد ودعم مادي قوي مكنها من الصمود ناهيك عن أنه لا يمكن المقارنة بين الوضع في لبنان والوضع في فلسطين الآن ولذلك أنا يعني حزين جدا أن أرى النظام العربي الرسمي بهذا التردي وبهذا العجز الكامل ويبدو أن الجبهة الأخرى أيضا عاجزة عن أن تقدم دعما حقيقيا.

إعلان


علي الظفيري: دكتور عبد الله هنا في الأستوديو، هناك حملة إسرائيلية مستمرة عملية قتل كل ساعة كل دقيقة كل لحظة هذا التردد العربي أو هذه المواقف المتباينة والاختلافات وتصفية الحسابات التي تتم على الهامش، ماذا تمنح إسرائيل في حملتها العسكرية في ظل أن هناك حديث في إسرائيل أن الحملة لا يمكن أن تحقق هدفها النهائي القضاء على حماس أو إعجاز حماس؟


عبد الله الشايجي: هذا هو الهدف يعني واضح جدا منذ اليوم الأول يعني طريقة القصف الوحشي وبنك الأهداف التي قصفت والسرعة القاتلة ومقتل واستشهاد أكثر من 250 فلسطيني في ساعات قليلة هذا غير مسبوق يعني كمية الديناميت والأسلحة التي ألقيت على غزة في يوم واحد أكثر مما ألقي عليها في حرب 67 يعني هذا، هذه النقطة الأولى. النقطة الثانية إسرائيل راهنت منذ البداية مثل -واتفق مع صديقي الدكتور حسن نافعة- بأن تشتت الموقف العربي واضح جدا الآن يعني اجتماع غدا القاهرة نراهن عليه من الآن لن يحقق الاختراق ولن يستجيب لرغبات الشعوب يعني الشعوب الآن تصرخ وأنتم بالجزيرة قاعدين تلعبون دورا يعني غير طبيعي بتهييج الشارع العربي وبوضع هذه الصور المؤلمة جدا المحزنة التي تجعل.. يعني أنتم قوة ضاربة الآن هذا ما نسميه الـ soft power الإعلام الذي يلعب دورا مهما جدا في نقل الخبر ونقل الصورة..


علي الظفيري (مقاطعا): نحن لا نهيج، نحن ننقل..


عبد الله الشايجي (متابعا): لا يعني تهيج، المشاعر تتهيج بسبب ما نراه من، يعني أنا أتابع الفضائيات الأميركية والغربية ما في الصور هذه اللي قاعد نشوفها.


علي الظفيري (مقاطعا): لأنها لا تريد أن..


عبد الله الشايجي (متابعا): لا تريد أن تراويك فداحة ووحشية ما يجري و ينقلون صورا يعني edited وفيها رتوش كثير..

علي الظفيري (مقاطعا): طيب دكتور..


عبد الله الشايجي (مقاطعا): خليني أنهي الجملة هذه علي. النقطة الثانية تراهن أيضا على موقف أميركي منحاز كليا يعني بوش حتى الآن لم يتكلم وهذا غريب جدا بوش لم ينطق ببنت شفه حتى الآن وأوباما رئيس ليس في السلطة بعد وتراهن على موقف أوروبي منقسم يعني حتى أقرب موقف أوروبي كان يمكن ساركوزي الآن سيبدأ بجولة، نحن العرب بسبب التفكك -وهذا ما تراهن عليه إسرائيل- تفكك عربي صمت أوروبي وانحياز أميركي، يعني الآن في لوم للضحية وإعفاء كلي للجلاد وهذه نقطة خطيرة، تركنا للأوروبيين ساركوزي سيزور المنطقة غدا وتركنا للأتراك الذي، أردوغان سيزور المنطقة أيضا غدا ونحن كعرب تخلينا كليا عما يمكن أن نقوم به بالحد الأدنى، ok، القمة لن تحقق ما نريد ولكن على الأقل يكون في نوع من التضامن ولكن كما ذكر الدكتور حسن أيضا هناك موقف مصري يتراجع كثيرا الآن عن الدور الذي كنا نعهده بمصر ومصر الآن بالفعل تشعر بحرج وتشعر بكثير من الهجوم عليها، نتحول الآن إلى صراع عربي عربي عندما يتم اقتحام القنصلية المصرية في عدن عندما يتم الاعتداء على السفارات المصرية في عدة دول فهذا كله قاعد ننتقل الآن إلى صراع عربي عربي وأحيانا داخل المحور نفسه اللي أميركا وصفتنا به بمحور الاعتدال.


علي الظفيري: دكتور حسن هذا التأخير في اتخاذ موقف موحد هو موقف طبعا نهايته وإنجازه أن يكون موقف الحد الأدنى من إدانة إسرائيل، التأخير والتناقض والتباين والتناحر ماذا يمنح إسرائيل في مسألة تحقيقها لأهدافها في هذه الحملة التي تقوم بها على قطاع غزة؟


حسن نافعة: يعني للأسف هذا التأخير أنا أعتقد أنه تأخير العجز، أنا لست من الذين يقولون بأن هناك تواطؤا صريحا مع إسرائيل أو تشجيعا لإسرائيل على القيام بهذه الضربة ولكن كل السياسات العربية الرسمية وبالذات السياسات المصرية والسعودية أدت في نهاية المطاف إلى هذا الاحتقان، لو كان النظام العربي موحدا لما حدث الانقسام الفلسطيني بهذا الشكل وحتى لو حدث الانقسام الفلسطيني لأمكن معالجته، لو كانت هناك وراءه قوة حقيقية في النظام العربي الرسمي تدفع في اتجاه الوحدة لكن للأسف الشرخ الحقيقي هو في النظام الرسمي العربي وشجع السلطة الفلسطينية على التمادي في موقف لا يؤدي إلى مصالحة حقيقية على الساحة الفلسطينية وبالتالي هذا العجز العربي هو الذي يتيح لإسرائيل الفرصة لكي تحاول أن تحقق أهدافها والسؤال هل ستتمكن من تحقيق هذه الأهداف أو لا؟ أنا أرى للأسف أن الدماء الفلسطينية هي الشيء الوحيد أو الضريبة الكبرى التي تدفع الآن من أجل هذا الصمود العربي البطولي ولكن إلى متى يستطيع الشعب الفلسطيني أن يصمد في غزة؟ هذا هو السؤال الكبير، وكيف ستتطور مواقف الدول العربية الأخرى التي يقال إنها دول ممانعة؟ كيف سيتطور موقف الشارع العربي؟ إلى أي مدى سيضغط على الحكام العرب ليتخذوا موقفا أكثر حسما؟ هذه هي المتغيرات التي ستؤثر على تطورات الوضع في الأيام القادمة.

إعلان


علي الظفيري: دكتور عبد الله هنا في الأستووديو، إذا ما أردنا للعمل العربي أن ينجح ولو في الحد الأدنى ماذا على الأطراف الرئيسية أن تقوم به قبل اجتماع الغد وفي اجتماع الغد أيضا؟


إعلان الرئيس حسني مبارك صراحة بأن المعبر لن يفتح إلا بتوافر شروط معينة أسقط ورقة كان يعول عليها الكثير في العالم العربي والشارع العربي

عبد الله الشايجي: أنا أعتقد أن، طبعا هناك انفصام واضح الآن بين رغبة الشارع ورغبة الدول أو بعض الدول أو معظم الدول أو بعض الدول أعتقد بأنه يعني بما أن الرئيس حسني مبارك أعلن اليوم صراحة بأن المعبر لن يفتح طالما السلطة الفلسطينية ممثلة بمحمود عباس وكذلك المراقبين الأوربيين مو موجودين فلن يفتح المعبر فهذا أسقط ورقة كان يعول عليها الكثير في العالم العربي في الشارع العربي على الأقل بأن يتم التعامل بشكل أكثر يعني شعورا مع المعاناة الكبيرة التي يعاني منها الشعب في غزة. فالمنطلق الآن هو يعني ما هو البديل أو ما هي النقطة، الخطوة التي تسبق ذلك أو الأقل من ذلك؟ أعتقد أنه يجب الآن أن يكون في موقف يعني الدول التي تقيم علاقات مع إسرائيل عليها أن تستدعي على الأقل سفراءها للتشاور، عليها أن  تبدأ بأن تسمع كلاما مختلفا، عليها أن تكون لديها مواقف أكثر جرأة في النقض والتنديد، يعني اليوم اللي صدر عن مجلس التعاون الخليجي فيه كلام قوي غير مسبوق بالتنديد بما يجري وآلة القتل وبدون ضمير وبدون وازع ولكن هذا لا يكفي، مطلوب أن يكون عندنا تحرك أكبر إذا ما في فتح معبر، إذا ما في إجبار، يعني ما فعلته اليوم  إسرائيل أيضا يعني تصرف طائش للغاية بمركب الكرامة وضربه وإعادته بعيدا عن سواحل غزة، ففي تعنت إسرائيلي واضح يقابله موقف عربي ضعيف مفكك وغياب دولي وانحياز أيضا من الدول الكبرى والحل هو ماذا؟ الحل أن الشعب يريد شيئا وبعض الدول تريد شيئا آخر وهنا ندخل في هذه الدوامة أننا مرة أخرى النظام العربي يفشل في الدفاع عن كيان عربي أذكر اللبنانيين، الكويتيين والغزاويين الآن..


علي الظفيري (مقاطعا): عند هذه النقطة دكتور أريد أن أتوقف عند فشل النظام العربي أكثر من مرة. نتوقف الآن مع فاصل قصير بعده سنطرح تساؤلا حول ماذا بإمكان العرب حتى وإن اجتمعوا وعقدوا قمة ماذا بإمكانهم أن يفعلوا لنصرة أهالي القطاع في غزة؟ ابقو معنا.

[فاصل إعلاني]

المواقف المتباينة والإمكانيات العربية المتاحة


علي الظفيري: أهلا بكم من جديد مشاهدينا الكرام حلقتنا اليوم تبحث في اجتماع وزراء الخارجية العرب يوم غد وكذلك المطالب بعقد قمة عربية. أتحول إلى الدكتور حسن في القاهرة، الآن إذا اجتمع العرب في ظل مبادرة أو مشروع مصري محدد من أربع نقاط وفي ظل تدخل تركي أيضا أو مساعي تركية، زيارة للرئيس الفرنسي وكذلك المجتمع الدولي، ما الذي يمكن أن يقوم به العرب تحديدا كمشروع لإنهاء هذا الوضع في غزة؟


حسن نافعة: يعني نظريا يستطيع العرب أن يقوموا بالكثير، أولا الشيء المطلوب في البداية هو وقف هذه الآلة الجهنمية آلة القتل وبالتالي أنا  أظن أنه كان يمكن للدول العربية إذا خرج كل رئيس وكل ملك عربي ليندد شخصيا بهذا العدوان ويطالب فورا بوقف هذه الآلة ويقول للولايات المتحدة الأميركية أنه سيتخذ إجراءات محددة ما لم يتم وقف هذا العدوان أعتقد أن هذا كان يمكن من اللحظة الأولى أن يمارس تأثيرا حقيقيا لكن النظام العربي ليس في وضع يسمح له بهذا لا في مواجهة إسرئيل ولا في مواجهة الولايات المتحدة الأميركية للأسف الشديد، وأيضا الجبهة الأخرى أنا يعني لا ألوم مصر والسعودية فقط ولكن ألوم الآخرين لأنهم يبدو أنهم هم أيضا في حالة عجز كامل وأنا يعني رغم الانتقاد الشديد للسياسة المصرية فأنا أرفض أن أحملها كل المسؤولية لأن كل النظام العربي بكل مكوناته عاجز تماما سواء الذين يملكون يعني علاقات متميزة مع الولايات المتحدة أو مع إسرائيل أو ما يقال إنهم في خانة الممانعة وحتى هذه  اللحظة لا تستطيع سوى الكلام.


علي الظفيري: يعني هذا الموقف يعني أعتقد أنه طرح أكثر من مرة، الآن نحن نفترض أن هناك اتفاقا من كافة الدول العربية لوقف ما يجري ولكن كل طرف يريد إيقافه طبعا وفق مفهوم معين، ما الذي يحب أن يطرح عمليا على الطاولة من قبل العرب لوقف الأمور، ليست المطالبة بوقف العملية فقط لابد أن يترتب عليها شيء بعد ذلك؟


حسن نافعة: وقف القتل أولا ولكن هل إسرائيل ستوافق على ما سيلي بعد ذلك؟ مطلوب أيضا رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني ثم مطلوب مصالحة فلسطينية فلسطينية لكي تقرر شروط التهدئة ولكي يتم فتح المعابر يعني أنا أعتقد أن كل هذه الأمور مترابطة وبالتالي فهذه القضايا كلها لابد أن تؤخذ كحزمة واحدة، شروط تحقيق هذه الحزمة بما يحقق مطالب الشعب الفلسطيني ويمكنه من الصمود ليست متوفرة، المطلوب الآن عربيا يعني من منظور النظام العربي الرسمي أن يوقف القتال ولكن بشرط أن تتم التهدئة بالشروط الإسرائيلية أي أن تظل التهدئة مع استمرار حالة الحصار ما لم تعد السلطة الفلسطينية إلى آخره وبالتالي المصالحة مطلوبة في البداية هل هناك أطراف عربية تسعى للمصالحة بشروط وبوسائل أخرى غير التي كانت مطروحة قبل اندلاع هذا القتال أم أن القتال سيتخذ ذريعة لكي يفرض على حماس ما لم تكن تقبل به قبل ذلك وستضطر للقبول به بعد هذه الحرب؟

إعلان


علي الظفيري: دكتور عبد الله هنا في الأستوديو، مصر طرحت مبادرة تتعلق من أربع نقاط وقف العدوان أولا بعد ذلك تهدئة وثم إشراك الأوروبيين والسلطة الوطنية الفلسطينية في قضية رفع الحصار أو فتح المعابر من جديد، هل هذا هو المشروع الرئيسي الآن الذي يطرح على الطاولة العربية؟


عبد الله الشايجي: يعني هذا المشروع مع كل النقاط اللي طبعا تبدو بأنها واقعية ومقبولة إلا أنه لا يأخذ في عين الاعتبار ما هو وضع حماس، يعني الآن السؤال الكبير الذي يطرح نفسه والذي ما كاد حدا يجيب عنه، هل الهدف من هذه العملية القضاء على حماس أو إضعاف حماس؟ يعني اليوم أعلنت إسرائيل أنها قضت على ثلث ترسانة الصواريخ عند حماس فالهدف هو هل القضاء على حماس وإلغاء حماس من المعادلة التي لا يمكن، يعني حماس يجب أن نتذكر مع كل الأخطاء اللي ارتكبت من قبل حماس إلا أنها منتخبة من قبل الشعب الفلسطيني وفازت بالأغلبية وهي شكلت وزارة وأقيلت الوزارة ورئيس البرلمان في السجن. يعني التهدئة جزء منها أن يرفع الحصار، أن يعم، أن يرفع، أن تفتح المعابر حتى تصل إلى أيضا الضفة الغربية يعني الآن النقاش كله أن هذه التهدئة الآن معرضة يعني الموقف المصري الآن أو الاقتراح المصري قد يناقش غدا في.. قد يكون البديل تقدمته مصر بديلا عن القمة العربية ولكن هل سيحظى بالقبول هل سيحظى بموافقة الأطراف الإسرائيلة أولا وبعدين الأطراف داخل الأرض خاصة حماس؟ يعني الخطر أيضا النقطة التي أبغي أتكلم عنها بشكل واضح هي أن أيضا يجب أن نتذكر بأن جزء من هذه الحملة الشرسة التي تقوم بها إسرائيل هو مرتبط بطريقة واضحة طردية مع الانتخابات القادمة في شهر فبراير يعني هناك ثلاث قادة هم الذين الآن الصقور المتطرفين المتشددين ليفني ونتنياهو وباراك كلهم عيونهم على الناخب، والنقطة الأخيرة أن الحرب هذه اللي قاعد تشنها إسرائيل الرصاص المتدفق يحظى بشعبية وباستطلاعات الرأي تؤكد أنه في قبول شرس وكبير عند الناخب الإسرائيلي والرأي العام الإسرائيلي لهذه العملية للقضاء على الصواريخ أو للقضاء على حماس كليا.


علي الظفيري: دكتور حسن في القاهرة، ما طرحه المصريون من النقاط الأربع هل يمكن يعني في ظل هذه الأوضاع الصعبة أن تحظى بقبول عربي وبالتالي تكون هي الانطلاقة لوقف ما يجري في غزة أم أن الأمر منقسم بين هذه المبادرة بين نشاط الأتراك ونشاط أوربي بعد ذلك يأتي؟


حسن نافعة: لا أظن أنه ما زال الانقسام عميقا والقضية الأساسية هي ماذا بعد وقف إطلاق النار؟ لنفرض أن إسرائيل ستوافق على وقف إطلاق النار لكنها لن توافق على هذا الوقف إلا إذا كانت التهدئة في مقابل التهدئة أي إلا إذا تمكنت من أن تفرض على حماس ما لم تكن تقبل به قبل اندلاع القتال وبالتالي سيصور الأمر وكما أن حماس استسلمت وسيقال بعد ذلك إننا طلبنا من حماس أن تمدد التهدئة بنفس الشروط التي كانت قائمة قبل ذلك ورفضت والآن اضطرت لأن تقبل تحت الضغط وبالتالي سيؤدي هذا إلى زعزعة وإضعاف حماس. أظن أن هذه النقطة لن تلقى قبولا من جانب الأطراف المتحالفة مع حماس والأطراف الحريصة على استمرار المقاومة، القضية هي المقاومة هل تخمد بلا ثمن..


علي الظفيري (مقاطعا):  لو سمحت لي دكتور، أعتذر عن مقاطعتك لأنه لم يتبق وقت، حماس وهي الطرف الرئيسي أيضا في هذه المسألة هل ستقبل بما طرح؟ باختصار دكتور لدينا نصف دقيقة.


عبد الله الشايجي: يعني أمس كان في تسريبات للرئيس السنغالي رئيس القمة الإسلامية..


علي الظفيري (مقاطعا): ونفي هذا الأمر..


عبد الله الشايجي (متابعا): وطبعا حماس نفتها من أكثر من مصدر،  يعني الآن هي أعتقد أن الحملة كلها هذه تهدف إلى مو إضعاف القضاء على الكثير من قدراتها وتطويعها وإجبارها على أن تأتي إلى هذه.. يعني تغير.. النقطة الأخيرة -يمكن الوقت انتهى- ولكن النقطة الأخيرة إعادة رسم تركيبة خريطة الشرق الأوسط مجددا بين هذين المحورين، ما هو الدور الإيراني؟ ما هو دور الحلفاء؟ لأن هذا المحور يتكون من شيئين يتكون من دول مثل سوريا وإيران ويتكون من لاعبين غير الدول مثل حماس وحزب الله، إضعاف هذا المحور الآن قد يكون هو آخر ما تتفتق عنه العقلية الإسرائيلية لإعادة رسم وخلط الأوراق مجددا نحو نظام مختلف عما هو موجود الآن.


علي الظفيري: دكتور عبد الله الشايجي أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت، الدكتور حسن نافعة أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، شكرا جزيلا لكما. بهذا تنتهي حلقة ما وراء الخبر، نلقاكم إن شاء الله في قراءة جديدة في ما وراء خبر جديد، تغطية الجزيرة مستمرة لما يجري وللحرب على قطاع غزة، في أمان الله.

المصدر: الجزيرة