
مسؤولية قوات التحالف في ضحايا أفغانستان
_ أسباب تصعيد العمليات العسكرية ووصفها القانوني
– الانعكاسات على صورة الحكومة وقوات التحالف
![]() |
![]() |
![]() |
خديجة بن قنة: مشاهدينا أهلا بكم. نتوقف في حلقتنا اليوم عند ارتفاع عدد الضحايا المدنيين الأفغان في الغارات التي تشنها قوات حلف شمال الأطلسي وعند الانتقادات الشديدة التي بدأت تثيرها على المستويين الرسمي والشعبي. وفي حلقتنا محوران، لماذا ترفض قوات التحالف الدولية التنسيق مع الحكومة الأفغانية في عملياتها ضد طالبان؟ وكيف يمكن أن يؤثر ارتفاع عدد القتلى المدنيين على صورة الحكومة الأفغانية والقوات الدولية في أفغانستان؟… أكثر من تسعمائة مدني قضوا منذ بداية العام الجاري في العمليات العسكرية التي قامت بها قوات التحالف الدولي أو قوات الأمن الأفغانية ضد عناصر طالبان والقاعدة في أنحاء مختلفة من أفغانستان وذلك وفقا لإحصائية كشفت عنها لجنة أفغانية مستقلة لحقوق الإنسان، وقد أعربت الولايات المتحدة عن أسفها لمقتل مدنيين في القصف الأخير الذي وقع يوم الجمعة الماضي في غرب البلاد ولكن من دون أن تؤكد خبر مقتل أكثر من 70 منهم وهو ما أكدته لجنة التحقيق الحكومية في أفغانستان والتي قالت إن جميع قتلى القصف الجوي من المدنيين.
[تقرير مسجل]
إيمان رمضان: لما كانت معظم نيران الغارات الأميركية في أفغانستان نيران صديقة فإنها غالبا ما تستهدف الأطفال والنساء ضمن ما تستهدف من مدنيين عزل والنتيجة مجرد قتل خطأ، هنا لا يدفع القاتل دية حتى وإن تجاوز عدد القتلى تسعمائة قتيل من المدنيين فالمسؤولية لا تقع على القاتل بل تقع على تقنيات حديثة لم تصب الهدف، مسلحي طالبان. في عام 2006 لم يتعد رد فعل حلف شمال الأطلسي إزاء ارتفاع أعداد الضحايا لغاراته إطار الاعتذار، أما هذا العام فاكتفى بوعد باتخاذ التدابير لتجنت سقوط المدنيين مشككا إلى جانب البيت الأبيض في أن تكون قوات التحالف قد أسقطت في غارة واحدة كل يومين تسعين قتيلا. غير أن التشكيك في صحة البيانات الواردة من المصادر الأفغانية لا يمنع من فتح تحقيق في الأمر فخمسون طفلا وعشرون امرأة عدد لافت وإن لم يكن سقوطهم في قصف جوي الحدث الأول من نوعه، تسعمائة قتيل هو حصيلة عام 2008 ليس من ضحايا غارات جوية أميركية وأخرى لقوات الناتو فحسب بل لهجمات من عناصر طالبان من المفترض أنها لا تستهدف المدنيين ليرتفع بذلك عدد القتلى في صفوفهم إلى الضعف عنه في عام 2007، واقع دفع الرئيس حامد كرزاي، أحد الحلفاء في الحرب الأميركية على ما يسمى الإرهاب، دفعه وللمرة الثانية للتنديد بالغارات وانتقاد توجه القوات الأجنبية لأعمال عسكرية أحادية دون التنسيق مع القوات الأفغانية، ليس هذا فحسب، فما يمكن وصفه بفوضى عمليات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان وما يترتب عليها من تزايد أعداد الضحايا وسط تنام لقوة طالبان في الغرب الأفغاني وضع على ما يبدو الرئيس كرزاي في موقف حرج دفعه إلى البدء في وضع خطة شاملة لمنع تكرار سقوط المدنيين، ولكن هل تنجح الخطط الأفغانية فيما فشلت فيه الإستراتيجات الأميركية؟ ووسط التساؤلات يبقى المدنيون الأفغان تحت رحمة هجمات طالبان، نيران القوات الأجنبية وكسرة خبز بات الأمل فيها ترفا.
[نهاية التقرير المسجل]
أسباب تصعيد العمليات العسكرية ووصفها القانوني
خديجة بن قنة: ولمناقشة هذا الموضوع معنا من واشنطن ريتشارد مينيتر المتخصص في شؤون الإرهاب ومؤلف كتاب "إفلات بن لادن" وهو كذلك باحث بمعهد هدسون للدراسات، ومعنا من القاهرة الدكتور حسن أحمد عمر الخبير في القانون الدولي، ومعنا عبر الهاتف من كابل آصف نانغ المتحدث باسم وزارة الشؤون البرلمانية. أبدأ من الأخير معك آصف نانغ من كابول، أنت طلما أنك موجود هناك يا ريت لو تضعنا في صورة ما يجري هناك وأسباب هذا التصعيد الخطير في عمليات قوات الناتو وحالة المدنيين جراء هذا التصعيد؟
آصف نانغ: الأخبار الأخيرة التي وصلتنا تدل على أن عدد الجرحى بلغ عددهم الثمانية ولكن عدد القتلى والشهداء اللي أكثرهم النساء والأطفال يزيد عددهم من تسعين.
خديجة بن قنة: نعم، طيب كيف تتصرف الحكومة الأفغانية إزاء هذا الوضع؟
آصف نانغ: نحن كحكومة نعتبر هذه الهجمات، هذه الغارات الفوضى والحكومة الأفغانية تدين هذا القصف العشوائي على لا سيما المدنيين، فالحكومة الأفغانية أرسلت وفدا يشمل فيه أكثر من 15 رجل من كبار رجال الدولة وأرسلتهم إلى المنطقة بذاتها وفحصوا وقابلوا الناس هناك، أهالي القرى، فكانوا تأثروا وألمهم شديد تجاه هذه الهجمات ولا زال هناك تفحصات والهيئة أو الوفد المرسل إلى المنطقة لا زال يبحث عن الحقائق.
خديجة بن قنة: نعم، دكتور حسن أحمد، طبعا معظم القتلى الذين يسقطون في هذه الهجمات هم من المدنيين، أكثر من مائة قتيل من المدنيين سقط في الهجوم الأخير معظمهم أطفال رضع وشيوخ ونساء، يعني هذه المسألة تطرح سؤالا مهما الآن حول طرق حماية المدنيين في النزاعات المسلحة، كيف يتعامل القانون الدولي مع هذه المسألة؟
حسن أحمد عمر: نحن عندنا اتفاقية جنيف سنة 1949 الاتفاقية الرابعة لحماية المدنيين واللحق بتاعها سنة 1977 البروتوكول، حتى هذه اللحظة لم يتم تطبيق هذه الاتفاقية وهذا اللحق، لو تم تطبيقها من أول يوم في أفغانستان ما كنا شفنا هذه الجرائم، كل ما ارتكب هو جرائم حرب معاقب عليها بموجب أحكام هذه الاتفاقيات، المسؤول الأول الآن أمامنا وفقا للقانون هو الأمين العام للأمم المتحدة لأن الأمين العام للأمم المتحدة يعتبر كمنظمة دولية هي الدولة الحامية المسؤولة عن تطبيق اتفاقيات جنيف في أفغانستان ولذلك على الأمين العام أن يتقدم فورا ويطلب عقد اجتماع الأطراف الإسلامية المشكلة لاتفاقية جنيف لإرسال لجنة تحقيق تحقق في هذه الجرائم التي ارتكبت وتشكيل محكمة جنائية دولية أو لإحالة الأمر إلى المحكمة الجنائية الدولية الخاصة باتفاقية روما للتحقيق في هذه الجرائم التي ارتكبت. الجرائم واضحة لأنه لا يجوز أن أقصف مدنيين بقصف عشوائي وبعدين أعتذر، هذه جريمة من جرائم الحرب واتفاقية روما نصت على هذه الجرائم أيضا بموجب المادة خمسة والمادة ثمانية لأن دي جرائم حرب اللي هو القسم الثالث من هذه الجرائم وتتعلق باتفاقية روما الآن، المحكمة الجنائية الدولية، فبدل ما كانوا يحيلوا الرئيس البشير من السودان ويرسلوا ملف السودان، الأولى أن يرسلوا ملف أفغانستان إلى هذه المحكمة الجنائية الدولية. الجرائم واضحة قدامنا وكل يوم والثاني بيقتلوا أطفال بحجة أنه كان هجوما، في تبرير بيقولوه هذا التبرير أيضا بيضعهم، لأن ده عذر أقبح من ذنب، في هذه الجريمة، بيقولوا إنه في متعاونين معهم من الأفغان بيدوهم معلومات خاطئة فبيقصفوا هذه المناطق السكانية اللي فيها مدنيين، المادة 51 من اتفاقية جنيف تمنع أن يتعاون معهم أو أن يطلبوا من أحد أن يتعاون معهم في تقديم مثل هذا هذا الأمر المتعلق بالتخابر فإذاً الاتفاقية نفسها بتمنع مثل هذا الأمر وهم بيعترفوا المسؤولين عن الحكومة الأفغانية أنه لا دي معلومات بتأتي خاطئة من أحد المصادر الأفغانية اللي بتدل القوات الأميركية على هذا، هؤلاء العملاء الجواسيس لصالح قوات الاحتلال لا يجوز واتفاقية جنيف تمنع استخدامهم، وبالتالي هم بيعلنوا حتى على الملأ أنهم بيستخدموهم يعني بيخالفوا اتفاقية جنيف، سواء في القصف العشوائي أو سواء في الاستعانة بمثل هذه الاستخبارات أو هذه المعلومات. إذاً حتى الآن طالما ما بتطبقش الاتفاقية من حيحاكم أحدا؟ وأنا بأطلب الآن من الأمين العام للمؤتمر الإسلامي، منظمة المؤتمر الإسلامي، أن يتقدم بطلب عقد الجمعية العامة للأمم المتحدة بصيغة الحرب من أجل السلام ليطلب منها طلب عقد الأطراف الإسلامية اللي خاصة في جنيف لبحث الوضع في أفغانستان لوقف هذا السيل من الإبادة من قتل الأطفال والشيوخ في أفغانستان اللي نراه كل يوم، لوقف هذه الجريمة التي ترتكب، وكان الأولى بالرئيس الأميركي بوش أن يحيل الملف الأفغاني والملف العراقي إلى محكمة الجنايات الدولية..
خديجة بن قنة: نعم، دكتور دعني أنتقل إلى ريتشار مينيتر، يعني كل ما تقوم به القوات الأميركية وقوات الناتو في أفغانستان من استخدام مفرط للقوة ضد المدنيين مناف لاتفاقية جنيف، مناف للقانون الدولي الإنساني الذي يطلب حماية المدنيين في حالة الحروب والنزاعات المسلحة، لماذا تتصرف القوات الأميركة وقوات الناتو بهذا الشكل، ضد المدنيين طبعا؟
عدد الضحايا المدنيين أمر مبالغ به جدا من قبل مجموعة حقوق الإنسان لأغراض ومصالح مالية، هناك أشخاص يموتون لأسباب أخرى يجري جمعهم وتصويرهم على أنهم ضحايا التفجيرات أو القصف |
ريتشارد مينيتر: لحسن الحظ أنهم لا يفعلون ذلك، إن عدد الضحايا المدنيين أمر مبالغ به جدا من قبل مجموعة حقوق الإنسان لأغراض ومصالح مالية، والسؤال هو من فجر كل هذه القنابل ضد المدنيين من انتحاريين؟ كم حصلوا على أموال؟ كما هو حال الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية حيث يزيدون من عدد الضحايا، هناك أشخاص يموتون لأسباب أخرى يجري جمعهم وتصويرهم على أنهم ضحايا التفجيرات أو قصف إسرائيلي، إذاً لا يمكننا القول بالتأكيد إن هناك أي مدني يقتل، إذا أرادت الولايات المتحدة تدمير قرية كاملة فإنها ستفعل ذلك بقنبلة واحدة ولا حاجة بها لمروحيات ولكن رغم ذلك إن الحرب في أفغانستان بدأت منذ أكتوبر 2001 وهذه أول مرة يحصل مثل هذا الحادث وبالتالي هذا يدل على أن هذا الأمر ليس بالشائع وأن دليل هذا بالتأكيد هو أن الطالبان أصبح عملهم ونشاطهم أكثر تعقيدا وقوتهم الإعلامية زادت بشكل كبير، كما يجب أن نتذكر أن هناك أكثر من ثلاثين مقاتلا أطلقوا النار على الطائرات الأميركية وعلى القوات الأفغانية وغالبا ما يختبئ هؤلاء المقاتلون تحت ملابس النساء أو خلف النساء وبالتالي إذا كان هؤلاء الأشخاص يعرضون عوائلهم وأطفالهم إلى الخطر ويستخدمونهم كدروع بشرية فإن من يجب أن يدان هم طالبان وهم يعتبرون سبب قتل وموت هؤلاء الأطفال والنساء وليس الأميركان.
خديجة بن قنة: يعني سيد مينيتر أنت تشكك في أن الذين يسقطون هم من المدنيين. هنا أنتقل إلى آصف نانغ وهو في أفغانستان ويتابع عن كثب هذه الأحداث وهو المتحدث باسم وزارة الشؤون البرلمانية، آصف نانغ، الذين يسقطون في هذا القصف هم من المدنيين أم من مقاتلي طالبان أم ماذا؟
آصف نانغ: تختلف من منطقة إلى منطقة، قبل أسبوع حصل نفس الحادث في منطقة سروبي قرب كابول والقتلى أكثرهم من قوات الطالبان ولكن قبل هذا، قبل عام نفس الحادث حدث في منطقة الدهراود في ولاية أورغان فأكثر القتلى كانوا فيه المدنيين والأطفال والشيوخ والحادث الأخير اللي حدث في عزيز آباد قرب ولاية هيرات أو شندن هي منطقة قرب الحدود الإيرانية فأكثر القتلى أو غالبيتهم مدنيون في هذا القصف العشوائي الذي حصل قبل يومين كل من ماتوا فيه أو قتلوا فيه من مدنيين ليس فيهم أحد من قوات الطالبان.
خديجة بن قنة: طيب هل هناك يعني هل ما قاله السيد مينيتور أيضا من أن مقاتلي، وهو أيضا المبرر الذي قدمه الأمين العام لحلف الناتو، من أن مقاتلي طالبان يندسون في أوساط المدنيين خصوصا أوساط الشيوخ والنساء والأطفال حتى يعني لا يتعرضوا للقصف، هل هذا صحيح؟
آصف نانغ: لا، أنا لست أعتقد لأن الهيئة اللي لا زالت في المنطقة تفتش عن الحقائق هم أخيرا في هذه اللحظات قبل ساعة أرسل لي الخبر الأخير أن عدد القتلى فيهم يعني قد يزيد من هذا العدد اللي نحن فيه فهناك مناطق بعيدة عن هذه المناطق، يعني في مناطق كندن، هناك قرى فيها طالبان وقرب هذه المنطقة أيضا ولاية هلمان، فيها أكثر المديريات فيها طالبان ولكن هناك لم يحصل قصف، الغارات الجوية ولم نسمع عن قتلى طالبان بهذا العدد.
خديجة بن قنة: طيب حتى لو، يعني حتى لو اندس، افترضنا أن مقاتلي طالبان اندسوا وسط المدنيين، هل يبرر ذلك قصف المدنيين من منظور القانون الدولي؟ سنسأل الدكتور حمدي باعتباره خبيرا في القانون الدولي حول هذه النقطة ولكن بعد وقفة قصيرة فلا تذهبوا بعيدا.
[فاصل إعلاني]
خديجة بن قنة: مشاهدينا أهلا بكم من جديد في هذه الحلقة التي نناقش فيها مسؤولية قوات التحالف في أفغانستان على تزايد أعداد الضحايا من المدنيين وانعكاسات ذلك على حكومة الرئيس كرزاي. دكتور حسن أحمد في القاهرة، لو افترضنا أن مقاتلي طالبان اندسوا فعلا وسط المدنيين أو استعملوهم كدروع بشرية، من زاوية القانون الدولي، هل يجوز قصف المدنيين في هذه الحالة؟
حسن أحمد عمر: أنا بداية شايف أن الضيف اللي في واشنطن بيتكلم عن حقائق معكوسة، يعني من هم قوات التحالف أو قوات الاحتلال الموجودة في أفغانستان؟ هؤلاء مرتزقة بموجب أحكام القانون الدولي فكيف تبرر للمرتزقة أن يقتلوا طالبان؟ طالبان هي الحكومة الشرعية اللي راحت أميركا بقوات التحالف وقضت عليها والآن هي بتقاوم، المقاومة الشرعية دي مقاومة مشروعة ومن حقهم أن يستخدموا كل السبل لتحرير موطنهم، لتحرير أفغانستان، وبالتالي أنا يعني المنطق المعكوس الآن يمكن كان ممكن يقبل منه في ظل العولمة اللي كانت سارية قبل احتلال روسيا باحتلال جورجيا، وأنا حأسأله سؤالا، هل ارتكبت روسيا في احتلالها لجورجيا مثل هذه الجرائم؟ لم نر، لم نر حتى مقاومة من عسكريين أو مدنيين للقوات الروسية، إذاً القوات الروسية لم ترتكب مثل هذه الجرائم وهي احتلت ثلاثة أرباع جورجيا في ثلاث أربع ساعات. الجرائم اللي بترتكبها قوات التحالف وهي قوات مرتزقة وفقا لأحكام القانون الدولي يعاقب عليها القانون الدولي، وأنت إيه اللي وداك هناك؟! دي الحكومة الوطنية وده الشعب معها، فأنت لما بتقصف بحجة أنهم بيختبئوا بزي النساء أو ما بين المدنيين، أنت أصلا مش من حقك أن تكون هناك، من أتى بك إلى أفغانستان؟ عليك أن ترحل وتترك البلد لأهلها والحكومة الشرعية هناك، حكومة طالبان، وده القانون الدولي فأنت النهارده تخالف القانون الدولي وتمنع محاكمة الناس دي. وعلشان كده أنا بألتمس وأطلب من رئيس المؤتمر الإسلامي أن يتدخل لأنه مسؤول مسؤولية بموجب أحكام المنظمة أن يحمي الشعب الأفغاني، هؤلاء المدنيين الأطفال والشيوخ والنساء..
خديجة بن قنة (مقاطعة): دكتور حسن أحمد، دعني آخذ ردا من ريتشارد مينيتر على كلامك، ريتشارد مينيتر سمعت إلى كلام الدكتور حسن، ما ردك؟
ريتشارد مينيتر: أولا إن القوات العسكرية الأميركية ليسوا مرتزقة بل يحصلون على مرتب من حكومة الولايات المتحدة وهم موقعون على اتفاقيات ويجب أن يطبقوا قوانين الحرب، أما طالبان والقوات التي يمولها الإيرانيون وقوات الشر الأخرى هؤلاء هم المرتزقة فهم ليسوا من البلد الذي يقاتلون، معظمهم من العرب، طبعا الأفغان ليسوا عربا ومعظمهم يتلقون مرتبات لكي يكون هناك من المخابرات الإيرانية، هم لا يمثلون الشعب الأفغاني وغالبا لا يعرفون لغة الشعب الأفغاني، هؤلاء هم المرتزقة وهم على خلاف الأميركان لا يطبقون قوانين الحرب، الولايات المتحدة لا تعدم الأسرى ولا تختطف الناس وتطلب فدية عنهم وهذا الشيء يقوم به السلفيون المتطرفون في أفغانستان بشكل منتظم، يختطفون الناس ويطلبون فدية ويقطعون رؤوسهم على شاشات التلفاز، الأميركان لا يفعلون ذلك، ومقارنة بالروس أمر مقزز، الروس صنعوا قنابل تشبه ألعاب الأطفال وألقوها في القرى لكي يلتقطها الأطفال من الصبيان والبنات وتقطعهم أشلاء..
الانعكاسات على صورة الحكومة وقوات التحالف
خديجة بن قنة (مقاطعة): يعني ليس موضوعنا اليوم، أستاذ مينيتر ليس موضوعنا روسيا وجورجيا، موضوعنا اليوم هو أفغانستان أرجو أن تلتزم بالجواب على هذا السؤال. ألا تحرج، أستاذ مينيتر، ألا تحرج قوات التحالف حكومة كرزاي التي تعاون معها منذ البداية؟ يعني اليوم الرئيس الأفغاني حامد كرزاي يشعر بالإحراج لأنه هو وحكومته يفقدون مصداقيتهم تماما لدى الشعب الأفغاني؟
ريتشارد مينيتر: أعتقد أن كرزاي في ورطة كبيرة ذلك أن عليه أن يختار بين الشعب الذي اختاره في أفغانستان وبين التلاعب الذي تخلقه المخابرات الإيرانية في منطقة هارات، إن الإيرانيين طالما أرادوا أن تعود هارات إليهم كما كان ذلك في الزمن البعيد ويستخدمون وسائل الدعاية السياسية، الـ propaganda بمهارة لتوجيه الضغط على كرزاي ووضعه في موقف صعب وأنا لا أحسده على موقفه.
خديجة بن قنة: طيب آصف نانغ، يعني هل تشعر حكومة كرزاي بالإحراج والرئيس نفسه هل يشعر أنه محرج أمام شعبه؟
آصف نانغ: طبعا نحن نعرف أن هذه الهجمات سببها الفصل بين الشعب والحكومة يعني هي تسبب الفجوة وأيضا نحن مع الأسف أنا أقول إن الحكومة الأفغانية ليست هي صاحبة القرار الوحيدة، قد يكون قرارنا له أثر ومع الأسف في أكثر الأحيان ليس له أثر، لا سيما القضايا التي تتعلق مع قوات التحالف، ولكن إلى حد ما نحن منتظمين ولنا تنسيق مع قوات حفظ السلام الدولي، في أكثر الأحيان معنا التنسيق والحكومة الأفغانية لها طلب، يعني نحن طالبنا مرارا وتكرارا أننا لا بد من تنسيق العمليات مع الحكومة الأفغانية، أعني القوات الأفغانية، فهي قد تكون تخفض ما نواجه من قبل الشعب.
خديجة بن قنة: واضح من كلام آصف نانغ دكتور حسن أحمد أن هذه العمليات تتم بدون تنسيق مع الحكومة الأفغانية حكومة كرزاي، كيف ترى هذه المسألة؟
ما يحدث في العراق وأفغانستان من قتل الأبرياء وخطفهم كل هذه مخالفات لأحكام القانون الدولي ولا بد من المجتمع الدولي أن يتحرك لوضع الاتفاقيات الدولية الخاصة بجرائم الحرب |
حسن أحمد عمر: طبعا هي حكومة كرزاي هي حكومة عميلة وضعها الاحتلال علشان يدي بس له واجهة قانونية بيحاول، إنما هي حكومة عميلة وأعتقد أنه بعد أن رحلت حكومة مشرف، الرئيس مشرف من باكستان سيرحل كرزاي من أفغانستان وسيرحل المالكي من العراق وعباس من فلسطين، كل هذه الأمور أنا خلاص بدأت يعني أعتقد الحرب الباردة تعود مرة أخرى وهؤلاء لا مكان لهم. واللي أستغرب له، الضيف بيقول إنه، وهو كان قصده على القاعدة، إنهم لا يعرفون لغة الأفغان، وهي بتبدو أن الأميركان هم الذين يعرفون لغة الأفغان! أنا عايز أقول إنه سياسيا، مش فاهم، أن ألد أعداء إيران هم طالبان فمن أين إيران بتساعد طالبان؟! إذاً هذه المعلومات المغلوطة اللي بيتحدث يعني كما تحدث بكل ما تحدثه، القانون الدولي واضح، الذي اختطف الناس هم الأميركان في غوانتنامو وهؤلاء كلهم ضحايا اختطاف جرائم تمت في غوانتنامو بخطف هؤلاء، ما تم في العراق وما تم في أفغانستان من قتل الأبرياء وخطفهم واختطافهم كل دي مخالفات أحكام القانون الدولي ولا بد أن المجتمع الدولي الآن يتحرك لوضع الاتفاقيات الدولية الخاصة بجرائم الحرب موضع التنفيذ..
خديجة بن قنة (مقاطعة): ريتشارد مينيتر لماذا لا تنسق قوات التحالف مع كرزاي؟
ريتشارد مينيتر: حسب علمي أنهم يقومون فعلا بالتنسيق في نشاطاتهم وعملياتهم فهناك قيادة مشتركة للعمليات تحدد الأهداف المستقبلية للحكومة الأفغانية والقوات الأفغانية، وأيضا العسكريون الآخرون، القوات الكندية والقوات البريطانية وما إلى ذلك كلهم حلفاء الناتو، هناك الكثير من التقاسم، ليس معلومات استخبارية بل حتى الخطط، وبالتالي هناك جهد كبير لتقليل عدد الضحايا إلى أقل ما يمكن، ضحايا من المدنيين ومن قوات التحالف، إذاً قبل إرسال أي طائرة لقصف أي مكان أو أي مروحية لمواجهة أي هجوم هناك تنسيق كبير وفي الحقيقة أن موقع القيادة خارج باغرام قرب كابول يبدو كأنه مركز سيطرة كبيرة إذ أن هناك الكثير من..
خديجة بن قنة (مقاطعة): شكرا، شكرا جزيلا لك، شكرا لريتشارد مينيتر المتخصص في شؤون الإرهاب ومؤلف كتاب "إفلات بن لادن" كنت معنا من واشنطن، وأشكر أيضا الدكتور حسن أحمد عمر الخبير في القانون الدولي كنت معنا من القاهرة، وأشكر أيضا ضيفي عبر الهاتف من كابول الكاتب آصف نانغ. بهذا نأتي مشاهدينا إلى نهاية هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر وبإمكانكم المساهمة في مواضيع الحلقات القادمة بإرسالها على عنواننا الإلكتروني
indepth@aljazeera.net أطيب المنى وإلى اللقاء.