ما وراء الخبر /صورة عامة
ما وراء الخبر

المواجهة بين الائتلاف الحاكم والرئيس مشرف

تتوقف الحلقة عند فصل جديد من فصول المواجهة بين الائتلاف الحاكم في باكستان والرئيس برويز مشرف في ضوء انعقاد أولى جلسات البرلمان للبدء في إجراءات إقالة مشرف.

– مبررات محاولة العزل وفرص نجاحها

– خيارات الرئيس الباكستاني وإمكانياته في المواجهة

خديجة بن قنة
خديجة بن قنة
أنصار عباسي
أنصار عباسي
زهير أشرف جمال
زهير أشرف جمال

خديجة بن قنة: مشاهدينا أهلا وسهلا بكم. نتوقف في حلقتنا اليوم عند فصل جديد من فصول المواجهة بين الائتلاف الحاكم في باكستان والرئيس برفيز مشرف على ضوء انعقاد أولى جلسات البرلمان للبدء في إجراءات إقالة مشرف. نطرح في حلقتنا سؤالين رئيسيين، ما هي مبررات مساعي الائتلاف الحاكم لعزل الرئيس مشرف وما هي فرص نجاح هذا التحرك؟ وما هي الخيارات المتبقية أمام الرئيس لمواجهة الاتهامات والمطالب الملحة باستقالته؟… انعقاد البرلمان الباكستاني اليوم للتصويت من أجل عزل الرئيس برفيز مشرف يأتي نتاجا لتراكمات من أزمات سياسية شهدتها باكستان منذ انقلاب عام 1999 الذي أتى بمشرف إلى سدة الحكم، ومن المقرر أن تستمر جلسة البرلمان عشرة أيام، وقالت وزيرة الإعلام الباكستانية إن لجنة صياغة لائحة الاتهام ضد الرئيس مشرف فشلت في إتمام اللائحة التي قد تصدر بعد يومين أو ثلاثة، أما الرئيس مشرف فقال إنه لا يرى أي سبب لاستقالته، مما يؤشر إلى عملية طويلة ومعقدة.

[تقرير مسجل]

إيمان رمضان: وهكذا تنغلق على مشرف دائرة ضيقة من الخيارات يدور فيها حول نفسه بعد أن خلت من حلفاء الأمس في الداخل والخارج، البرلمان الباكستاني يعقد جلسة لعلها تكون الأكثر أهمية للتصويت ولأول مرة في تاريخ باكستان على عزل الرئيس برفيز مشرف استجابة لطلب عدد كبير من النوات في التحالف الحاكم. على هذه الطاولات أوراق تحمل اتهامات للرئيس بالتقصير وانتهاك الدستور ودفع البلاد إلى أزمة سياسية معقدة وشفير انهيار اقتصادي، تهم من العيار الثقيل إلا أنها لن تكون وحدها كافية لإسقاط مشرف إذ يتطلب الأمر تأييد ثلثي الأصوات في البرلمان بمجلسيه أي 295 صوتا من أصل 439. غير أن التصويت على عزل مشرف وإن بلغ نصابه القانوني لا يعني بالضرورة نهاية جولات الصراع السياسي بينه وبين معارضيه من الساسة والعامة فما زال أمام الرئيس الباكستاني خيار قد يكون الأخير بحل البرلمان والدعوة لإجراء انتخابات مبكرة تنقذه من الابتعاد عن كرسي الرئاسة، إما طوعا بقبول التنحي أو كرها بقرار العزل. وفي خضم أزمته وقبل أن يلجأ مشرف إلى الاحتماء ببيته العسكري يبدو الجيش مفضلا أن ينأى بنفسه عن صراع جديد قد يتورط فيه بين الرئيس ومعارضيه داخل التحالف الحاكم أو داخل الأحزاب أو حتى في الشارع، فلا يزال الجيش الباكستاني يواجه نتائج تجربة قاسية زجت به في صراع بين الرئيس والتيارات الإسلامية من جهة وعناصر طالبان والقاعدة في وزيرستان على الحدود الأفغانية حيث تكبد خسائر كبيرة. أما واشنطن حليف الأمس ضد ما يسمى الإرهاب فاعتبرت الأزمة الباكستانية شأنا داخليا، وهنا تبدو أزمة مشرف تدخل مرحلتها قبل الأخيرة وهي التي تفاقمت منذ فرضه العام الماضي وللمرة الثانية في عهده حالة الطوارئ في باكستان، حالة الطوارئ تلك القنبلة الموقوتة التي انفجرت يوما في ساحة القضاء الباكستاني الذي عزل أبرز وجوهه افتخار شدري رئيس المحكمة العليا بقرار رئاسي قبل حكم قضائي كان مرتقبا عقب الانتخابات الرئاسية للفصل في شرعية برفيز مشرف رئيسا للبلاد. أما الأحزاب فلم تجدي صفقات مشرف معها نفعا سواء بتقاسم السلطة أو بخلع الزي العسكري أو حتى بإدماج أعداء الأمس ضمن التحالف الحاكم، فهذا الأخير بجناحي حزب الشعب وحزب الرابطة الإسلامية جناح نواز شريف عدو مشرف اللدود يحشد الأصوات ضد الرئيس تمهيدا لخلق واقع سياسي جديد قد تتضح ملامحه في المستقبل القريب.

إعلان

[نهاية التقرير المسجل]

مبررات محاولة العزل وفرص نجاحها

خديجة بن قنة: ومعنا في هذه الحلقة من إسلام آباد الكاتب والمحلل السياسي أنصار عباسي، وسينضم إلينا في وقت لاحق أيضا من إسلام آباد الكاتب والمحلل السياسي زهير أشرف جمال، أهلا بكما في هذه الحلقة. سيد أنصار عباسي، ما الذي يبرر تحركا بهذه القوة، بهذا الحجم إن نجح سيكون سابقة في تاريخ باكستان؟

الرئيس مشرف هو رمز لعدم الاستقرار في باكستان، وهناك لائحة اتهامات طويلة تصاغ ضد ما قام به خلال الثمانية أعوام الماضية بما فيها قتل عدد كبير من الناس في باكستان

أنصار عباسي: في الحقيقة الرئيس مشرف هو رمز عدم الاستقرار في باكستان اليوم وهناك لائحة اتهامات طويلة تصاغ ضد ما قام به خلال ثمانية الأعوام الماضية بما فيها قتل عدد كبير من الناس في باكستان وما نراه أيضا من حيث الوضع الأمني غير المستقر في المناطق القبائلية والسلام في بلوشستان أيضا في أسوأ حالاته وأيضا لعب بكل مؤسسة في هذه البلاد وعبث بها، إذاً فالائتلاف الحاكم بأحزابه وخاصة حزب الشعب وحزب الرابطة الإسلامية جناح نواز اتخذا القرار السليم لمواجهة الرئيس وعزله ونأمل أن يتم هذا بطريقة إيجابية، ولقد تحدثت إلى أحد المدراء الفيدراليين وقال لي إنهم مرتاحون بشأن العدد رغم أن العدد المطلوب هو 295 صوتا لعزل الرئيس ولكنهم حصلوا على 350 صوتا.

خديجة بن قنة: نعم يعني هذا كلام عام، لنتحدث بدقة أكثر عن هذه الأسباب والمبررات يعني المادة 47 من الدستور الذي اعتمد سنة 1973 ينص على إمكانية إقصاء الرئيس في حال إصابته بعجز أو بعاهة جسدية أو عقلية إو إقالته إذا أدين بانتهاك الدستور أو ارتكب خطأ فادحا، ما الذي ارتكبه كخطأ الرئيس مشرف كي يقال؟

أنصار عباسي: كما تعلمون فإن الأخطاء الأساسية تشمل الإجراء الثالث الذي اعترف به وهو لم يكن خطوة دستورية وهذا القانون فرض حالة الطوارئ غير قانوني وهذا يتطلب اللجوء إلى المادة السادسة من الدستور التي تتحدث عن الخيانة العظمى، ليس ذلك فقط ولكنه ارتكب عددا كبيرا من الانتهاكات الدستورية، على سبيل المثال كان من المفترض أن يتحدث إلى البرلمان بمجلسيه كل عام ولكن في الخمسة أعوام الماضية تحدث إلى المجلسين مرة واحدة فقط وهذا أيضا انتهاك للدستور وأيضا قام بأعمال أخرى وسلم المئات من الناس إلى الولايات المتحدة باسم الحرب على الإرهاب وهذا انتهاك لقانون البلاد وقد كان من المفترض به أن يسلم الناس المطلوبين للأميركان من خلال تنفيذ واتباع القوانين الدستورية ولكنه لم يقم بذلك.

خديجة بن قنة: وهل تعتقد أن هذه المهمة سهلة؟

أنصار عباسي: ما نحن بحاجة إلى فهمه هو أنه ما يهم بنهاية الأمر هو الأغلبية، أغلبية الثلثين لأن البرلمان هو الذي سوف يقوم بالمراجعة ويحقق في المسألة وإن كانت الأغلبية أغلبية الثلثين راضية عن الاتهامات فما من أحد ، الطعن في ذلك، إذاً يمكن لهم أن يمضوا في هذا العزل وهذا أمر مهم وإن كان شخص راض خارج البرلمان أم لا هذا لا يهم.

خديجة بن قنة: يعني عملية جمع أو تأييد 29 برلماني آخر هل يستطيع التحالف تحقيقها؟

أنصار عباسي: في الحقيقة إن الائتلاف الحاكم ومن هم ليسوا في الائتلاف الحاكم ولكنهم ضد الرئيس عددهم يتجاوز الآن 305 ولكن كما قلت سابقا أنا تحدثت للتو لمسؤول فيدرالي قال لي إنهم مسرورون بأنهم سوف يحصلون على العدد وهو 350 وهذا رقم مريح.

خديجة بن قنة: نعم لكن الرئيس لن يستسلم بهذه السهولة هل تحسبون هذا الحساب؟

إعلان

أنصار عباسي: لا أعتقد أن الرئيس مشرف يمكن له أن يتحمل الضغوط الحالية وذلك لأن الوضع الذي هو فيه الآن هو مدفوع ضد الحائط ومتضايق، والوضع الآن هو أن الجيش الباكستاني والاستخبارات الباكستانية هاتان المؤسستان محايدتان ولا تدعمان الرئيس مشرف إذاً فاليوم ربما يكون هو واقفا على رجليه ولكن في الأيام القليلة القادمة ربما نراه يستقيل من منصبه.

خديجة بن قنة: والجيش محايد أيضا؟

أنصار عباسي: نعم، الجيش محايد، حتى اليوم تحدثت إلى شخص مقرب من قائد الجيش وقال لي إنه أو قائد الجيش قال للرئيس مشرف إن الجيش الباكستاني لا يجب أن يزج فيه بالسياسات والسياسة لأن جهده الأفضل وبما يضمن له الاحترام هو أن يقوم بواجبه العسكري لأن الجيش تم استخدامه بشكل سيء وكذلك الاستخبارات، إذاً فهاتان المؤسستان يجب أن تستعيدا الاحترام الذي فقدتاه.

خديجة بن قنة: نعم لكن أنصار عباسي أنت تقول إنكم تعتقدون أن برفيز مشرف سيقدم بنفسه على الاستقالة لكن مشرف صرح بأنه لا يرى أي سبب لاستقالته، هذا التصريح يعني أن مشرف لن يستسلم وأن عملية الإقالة ستكون عملية طويلة ومعقدة جدا، أليس  كذلك؟

أنصار عباسي: بالتأكيد عملية العزل وللمرة الأولى سوف نواجه تعقيدات فيها لا شك ولكنني أؤكد لكم أن البيان بأنني لن أستقيل وسوف أواجه الوضع، هذه البيانات السياسية هي سياسية في طبيعتها ولكن يمكن لنا أن نتوقع أمورا كهذه من مشرف ولكنني متأكد أنه لن يواجه العزل ولكنه يفضل أن يخرج بطريقة سالمة لأنه إن تم عزله فإن الناس سوف يطالبون بمحاكمته وإن واجه محاكمة فهذا سيكون محاكمة قاسية ضد أي ديكتاتور في تاريخ باكستان.

خديجة بن قنة: طيب نأخذ الآن فاصلا قصيرا نتمنى بعد هذه الوقفة القصيرة أن يلتحق بنا زهير أشرف جمال سواء عبر الأقمار الصناعية أو عبر الهاتف على الأقل، في انتظار ذلك لا تذهبوا بعيدا.

[فاصل إعلاني]

خيارات الرئيس الباكستاني وإمكانياته في المواجهة

خديجة بن قنة: مشاهدينا أهلا بكم من جديد في هذه الحلقة التي نناقش فيها الأزمة السياسية في باكستان على ضوء المحاولات الرامية لعزل الرئيس برفيز مشرف. الآن التحق بنا عبر الهاتف زهير أشرف جمال الكاتب والمحلل السياسي، يبدو أنه معنا عبر الأقمار الصناعية، أهلا بك سيد زهير. أولا يعني صف لنا حالة برفيز مشرف الآن كيف وصل به الحال إلى هذا الوضع الآن، الدائرة تضيق من حوله داخليا وخارجيا، ماذا ينوي أن يفعل إزاء هذا؟

الرئيس مشرف يواجه منذ البداية وضعا صعبا للغاية ويواجه ضغوطا خارجية وداخلية منذ تسلمه السلطة في باكستان

زهير أشرف جمال: بسم الله الرحمن الرحيم. في الواقع هناك فئة كبيرة من المحللين والمفكرين السياسيين الذين يفكرون بشيء من العقلانية الذين يرون أن الرئيس برفيز مشرف يواجه منذ البداية وضعا صعبا للغاية ويواجه ضغوطا خارجية وداخلية منذ تسلمه السلطة في باكستان. والوضع الحالي في باكستان هو أن هذه النسبة من المفكريين السياسيين يرون أن الرئيس مشرف هو منقذ باكستان وليس السبب في عدم الاستقرار فيها، وعند بدء عملية حوادث أيلول في أميركا جاء نائب الرئيس الأميركي وهدد الرئيس مشرف بأن يقف معه وإلا فإن القصف سينال باكستان وستعود باكستان بعد هذا القصف إلى العصر.. وفي هذا الوضع اضطر الرئيس مشرف إلى الانضمام إلى الحرب ضد الإرهاب عن مضض وهذا يعني أنه أنقذ باكستان من الدمار الشامل وتمشى مع الحرب ضد الإرهاب وتكبد الكثير من الخسائر في هذا المجال ولكنه حرص في الوقت ذاته على.. الديمقراطية والانتخابات..

خديجة بن قنة (مقاطعة): طيب زهير دعنا نتحدث عن الواقع والمستقبل يعني ما الذي بيده فعله الآن إزاء هذه الإجراءات، إجراءات الإقالة التي تواجهه الآن، ماذا يمكنه أن يفعل؟

زهير أشرف جمال: الرئيس برفيز مشرف يبدو متفائلا جدا من أنه سوف ينجو من هذه العملية التي تستهدف إقالته وعزله عن السلطة..

خديجة بن قنة (مقاطعة): طيب ما هي دواعي التفاؤل لديك سيد زهير؟

زهير أشرف جمال: (متابعا): والدليل على ذلك صقور الائتلاف الحاكم يقولون هم حصلوا على تأييد أكثر من 295 عضوا ولكن لربما يتجاهلون أن هناك فئات داخل الأحزاب نفسها، مثلا في داخل حزب الشعب الباكستاني هناك مجموعة يقودها مخدوم أمين فهيم الذي لا ينسجم فكرا مع اتجاهات حزب الشعب ويرى أن باكستان فيها الكثير من المشاكل التي يجب الاهتمام بها قبل الانشغال أو بدلا من الانشغال في تعقب الرئيس، مثلا إنه يقول إن البلاد معرضة إلى تهديدات خارجية وداخلية أمنية قد تعصف حتى بكيان هذه البلاد. وهناك بعض الأحزاب السياسية التي لا تؤيد الرئيس مشرف ولكنها تؤكد في بياناتها أن قرار محاسبة الرئيس في البرلمان ومحاولة عزله قد اتخذ على عجل، وبشكل عام التوصل إلى هذا القرار من حيث المبدأ بعد مداولات مطولة جرت داخل باكستان وفي دبي وفي لندن وهذا دليل على أنه ليست هناك قواسم مشتركة بين الأحزاب التي تشكل الائتلاف الحاكم في باكستان وإلا لو كان هناك فعلا قواسم مشتركة بينها لتم اتخاذ هذا القرار قبل ثلاثة أشهر.

إعلان

خديجة بن قنة: طيب، أنصار عباسي يعني أنت قلت إن المؤسسة العسكرية أو الجيش محايد في هذه القضية، لكن ماذا عن موقف الولايات المتحدة الأميركية؟ الجميع يعلم أن مشرف هو أحد أهم حلفاء واشنطن فيما يسمى بالحرب على الإرهاب وهذا بالتأكيد هذا الأمر في صالح مشرف؟

أنصار عباسي:أنت محقة تماما بما قلته وبالنسبة للولايات المتحدة ليس لدي شك أبدا بأن الولايات المتحدة دائما تود أن يكون لها حاكم دمية في باكستان لكي تحول باكستان إلى مستعمرة أميركية، ومشرف قام بذلك خلال الثماني سنوات الماضية فاحترامه لذاته تلاشى وهذه البلاد تنظر إلى الأمور التي قام بها ضد باكستان فقط لإرضاء الأميركان. إذاً فنحن الآن بحاجة إلى تغيير هنا ونحن لسنا مستعمرة للولايات المتحدة الأميركية وبكل تأكيد الأميركان غاضبون لذلك ولكنهم لا يقولون ذلك، ولكنهم يقولون إنهم يؤيدون الديمقراطية ويؤيدون دعم الديمقراطية في باكستان ولكن الوضع ليس كذلك حقا بل إنهم يسيرون في أهدافهم وهم مخلصون فقط لما يقومون به من الحرب على الإرهاب الذي أطلقوه ضد المسلمين في كل أرجاء العالم ولقد استخدموا باكستان وموارد باكستان وحالوا أن يستغلوا الجيش الباكستاني للوصول إلى أهدافهم ولكن بهذه الحكومة القائمة حاليا وبنوع القيادة السياسية المتوفرة اليوم لا يمكن ولن يكون ممكنا للأميركان أن يحصلوا على أهدافهم هذه.

خديجة بن قنة: طيب زهير أشرف جمال يعني أنصار عباسي قال إن باكستان في عهد مشرف تحولت إلى مستعمرة أميركية لكن التصريح الأميركي بخصوص هذه الإجراءات، تصريح الخارجية الأميركية يقول إن ما يجري في باكستان هو شأن داخلي، هل تقرأ في ذلك تخل أميركي عن مشرف؟

زهير أشرف جمال: لا أعتقد أن الولايات المتحدة قد تخلت كليا عن الرئيس برفيز مشرف حيث أن هناك الكثير من البيانات التي صدرت عن القيادة الأميركية وخاصة الرئيس جورج بوش تقول إنه لا يمكن الاستغناء عن الدور الذي يقوم به الرئيس برفيز مشرف، ولقد التقت السفيرة الأميركية المعتمدة في إسلام آباد اليوم مع  الرئيس برفيز مشرف وتباحثت معه حول الوضع الراهن والمستجدات وسبل وحيثيات هذا الوضع المستجد، وهذا يعني أن الولايات المتحدة لن تتدخل مباشرة في الوضع الراهن في باكستان وإنما سوف تعتمد وتقدم المقترحات التي يمكن أن تخرج بهذه البلاد من هذا المأزق دون التأثير على الحرب على الإرهاب ودون تعريض الترسانة النووية الباكستانية إلى خطر وقوعها في أيدي المتشددين.

خديجة بن قنة: لكن هل تعتقد أن الرئيس مشرف سيذهب إلى حد استخدام صلاحياته الدستورية بحل البرلمان والحكومة مثلا؟

زهير أشرف جمال: في الواقع العملية لن تجري بشكل متسارع، حيث أن العملية سوف تستغرق عدة أسابيع وخلال هذه الفترة قد تحدث مستجدات ومتقلبات تساعد على تسوية الأمور فبعد عدة أسابيع سيكون لكل حادث حديث وعندها يكون كما يقولون اللي ضرب ضرب واللي هرب هرب، ولكن الرئيس برفيز مشرف أمامه إضافة إلى المادة الدستورية التي تخوله بحل المجالس البرلمانية، بيده ورقة.. وهي ورقة مرسوم الصلح الوطني الذي يسمونه (إن. آر. أو) وبموجب هذا المرسوم جاء السيد آصف علي زرداري وجاء كل السياسيين الذين كانت تلاحقهم القضايا بتهم الفساد وبتهم متعددة، وقد أعفي هؤلاء السياسيون من هذه القضايا بموجب هذا المرسوم الرئاسي ومن الممكن أن يلغي الرئيس هذا المرسوم متى ما شاء وعندها يكون هؤلاء جميعا في قفص الاتهام وهذا لن يقبل به هؤلاء السياسيون ولربما..

خديجة بن قنة (مقاطعة): طيب، أنصار عباسي ما رأيك بهذا الكلام؟

أنصار عباسي: أولا دعوني أصحح ما قاله السيد جمال، الرئيس ليس لديه السلطات لإلغاء المرسوم بالمصالحة رغم أنني أفهم أن هذا المرسوم هو أسوأ تشريع في تاريخ باكستان على الإطلاق ولكن في الحقيقة قرار الحكومة هو ليس يتعلق بمشرف والرئيس مشرف وقع فقط هذا القرار والذي تم تشكيله من قبل الحكومة.

خديجة بن قنة: شكرا لك أنصار عباسي الكاتب والمحلل السياسي كنت معنا من إسلام آباد، وشكرا أيضا للكاتب والمحلل السياسي زهير أشرف جمال، كان أيضا معنا من إسلام آباد. بهذا نأتي إلى نهاية هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر وبإمكانكم المساهمة في اختيار مواضيع الحلقات القادمة بإرسالها على عنواننا الإلكتروني

indepth@aljazeera.net غدا بحول الله قراءة جديدة في ما وراء خبر جديد، أطيب المنى وإلى اللقاء.

المصدر: الجزيرة