صورة عامة- ما وراء الخبر
ما وراء الخبر

التحول المفاجئ في موقف مقتدى الصدر

تتوقف الحلقة عند التحول المفاجئ في موقف مقتدى الصدر الذي طالب أتباعه بإلغاء المظاهر المسلحة في البصرة وبقية المحافظات وأكد براءته ممن يحمل السلاح ضد الحكومة.

– أسباب التحول في المواقف وأثره على المواجهات
– أبعاد الاشتباكات وانعكاساتها السياسية

لونه الشبل
لونه الشبل
فاضل الربيعي
فاضل الربيعي
محمد عبد الجبار الشبوط
محمد عبد الجبار الشبوط

لونة الشبل: أهلا بكم. نتوقف في حلقة اليوم عند التحول المفاجئ في موقف مقتدى الصدر الذي طالب أتباعه بإلغاء المظاهر المسلحة في البصرة وباقي المحافظات وأكد براءته ممن يحمل السلاح ضد الأجهزة الحكومية. ونطرح في الحلقة تساؤلين، ما هي أسباب هذا التحول في موقف الصدر وهل تنهي الخطوة المواجهات الدامية بين أتباعه والقوات الحكومية؟ وما هو المسار الذي ستتخذه العلاقات بين التنظيمات ذات القاعدة الشيعية في ضوء هذه التطورات؟… في خطوة من شأنها أن تنهي المواجهات التي دخلت اليوم السادس بين القوات الحكومية العراقية ومقاتلي جيش المهدي، أمر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أتباعه بإلغاء المظاهر المسلحة، وقال مقتدى الصدر في بيان يحمل توقيعه وختمه إنه وإنطلاقا من المسؤولية الشرعية وحقنا للدماء تقرر إلغاء المظاهر المسلحة في البصرة وجميع المحافظات، ودعا إلى التعاون مع الأجهزة الحكومية في تحقيق الأمن وإدانة مرتكبي الجرائم وفقا للطرق القانونية، واتهم الصدر المحتل بإثارة نار الفتنة بين أبناء الشعب العراقي، وختم البيان داعيا إلى العمل على إنجاز المشاريع العمرانية والخدمات في جميع المحافظات. واللافت في البيان أن الزعيم الشيعي لم يشر إلى جيش المهدي تحديدا، وقد رحبت  الحكومة العراقية على لسان المتحدث باسمها بقرار الصدر لكنها أكدت استمرار العملية العسكرية الجارية في البصرة لحين القضاء على ما وصفتها بالعصابات الإجرامية. وهو ما يدفع إلى التساؤل عما إذا كان قرار الصدر إلغاء المظاهر المسلحة يكفي لإنهاء المواجهات العسكرية مع القوات الحكومية.

[تقرير مسجل]

نبيل الريحاني: اشتعلت البصرة قتالا ثم استقرت على مشاهد الدمار هذه بعد أيام من المواجهة بين القوات الحكومية ومقاتلي جيش المهدي، مقاتلون قال المالكي إنهم ينافسون تنظيم القاعدة في تعطيل العملية السياسية وفي الممارسات الإرهابية.

نوري المالكي/ رئيس الوزراء العراقي: سنستمر في مواجهة هذه العصابة وفي كل شبر من أرض العراق ومع الأسف الشديد كنا نتحدث عن القاعدة ولكن كان فينا من هم أسوأ من القاعدة.


نبيل الريحاني: الحسم ولا شيء غير الحسم مع جيش المهدي الذي يبدو أن الحكومة العراقية ضاقت به ذرعا بعد أن حاولت تكرارا استقطابه إلى أجندتها، لكن الخلافات بقيت قائمة بين الجانبين تشتد أكثر فأكثر عندما تتعلق بجدولة انسحاب القوات الأميركية وبتوقيت المضي في المشروع الفيدرالي. وقع المحظور ورجحت كفة الصراع على كفة التحالف وغدا الرصاص لغة التحاور بين الحكومة وبين تيار يوصف بالأعرض في الساحة العراقية عامة والشيعية خاصة، غير أن تقديرات أدق تقول إن فتيل المعارك في البصرة لم تشعله اختلافات الماضي بقدر ما أشعلته حسابات المستقبل، تلك الحسابات التي كشف بوش عنها وهو يضع المعركة في خانة إثبات حكومة بغداد لوجودها وممارستها لسلطتها المركزية على الأرض.

جورج بوش/ الرئيس الأميركي: إن أي حكومة يفترض أنها تمثل غالبية الشعب يجب أن تواجه العناصر الإجرامية ومن يعتقدون أن بإمكانهم العيش فوق القانون، وهذا ما يحدث في البصرة.


نبيل الريحاني: تغيرت أمور في العراق وعادت رماله الساخنة لتتحرك تحت أقدام الأحزاب والتيارات السياسية لا سيما  الشيعية منها، بدا المجلس الإسلامي صاحب المصلحة الأكيدة في تحجيم التيار الصدري وتجريده من يده الضاربة جيش المهدي، حزب الدعوة حسم خياره براديكالية أكبر في اتجاه العملية السياسية أما التيار الصدري فقد أظهرت التطورات الأخيرة أن رأسه أصبح عند آخرين ثمنا لمرحلة يراد لها أن تشهد توحيد السلاح بيد القوات العراقية دون غيرها، هدف تحرص الحكومة العراقية على تحقيقه في حملتها العسكرية في وقت يكرر فيه التيار الصدري على لسان زعاماته أن السلاح لن يوضع ما دام الاحتلال قائما.

[نهاية التقرير المسجل]

أسباب التحول في المواقف وأثره على المواجهات

لونة الشبل: ومعنا في هذه الحلقة من دمشق المحلل السياسي العراقي الدكتور فاضل الربيعي، ومن الكويت الكاتب والمحلل السياسي العراقي محمد عبد الجبار الشبوط. أبدأ معك دكتور فاضل، وقبل أن أدخل في تفاصيل ما جرى وأسباب التحول، كيف لنا أن نفهم جملة إلغاء المظاهر المسلحة، ماذا يعني ذلك؟

فاضل الربيعي: تعني هذه الجملة بقاموس جيش المهدي وبقاموس التيار الصدري إجمالا فهي تكررت مرارا في الفترات السابقة تعني ببساطة أن المعركة أو هذه الجولة انتهت فاستعدوا لجولة أخرى. وأعتقد أن هذا الأسلوب أصبح نمطيا في مواجهات التيار الصدري مع الحكومات المتعاقبة والصدام الذي حدث في الحقيقة مع المالكي إذا ما أعدنا تفكيك وتركيب الوقائع الحقيقية للكيفية التي بدأ فيها هذا الصراع فسوف نلاحظ ما يلي، أن الصدريين لم يبادروا لفتح هذه المعركة، هذه المعركة كان مخططا لها أن تبدأ في الحقيقة في بداية نيسان/ أبريل وليس في النصف الثاني من آذار كما شاهدنا، كان مقررا لهذه العملية أن تتم لتطهير ما يسمى المناطق الآمنة من فلول المجرمين والقتلة وما إلى ذلك، ولكنها في الحقيقة كانت تستهدف معاقل الصدريين، كان مقررا لها أن تبدأ في مدينة الصدر وهذا الذي يفسر لنا في الحقيقة لماذا داهمت القوات الأميركية مكتب باسمة العوادي مستشارة المالكي، لأن الأميركيين يبدو أنهم وضعوا أيديهم على معلومات تقول إن مكتب المالكي مكتب باسمة مستشارته هي التي سربت معلومات إلى الصدريين بحيث أنهم استعدوا بضربة استباقية. هذه المعركة مخطط لها..


لونة الشبل(مقاطعة): طيب أسباب هذه الاشتباكات سنتطرق لها وسنتطرق أيضا لما بعدها لكن أتحول إلى السيد محمد عبد الجبار الآن، هل ترى الوضع كذلك بأن الآن هو فقط إخفاء السلاح أو تجنيبه إلى مرحلة قادمة؟ هل هي قنبلة موقوتة، وبالتالي كل ما جرى من بيان الصدريين ومن بيان مقتدى الصدر وترحيب الحكومة العراقية هو فقط مؤقت؟

"
التحول المفاجئ قد يكون من جانب الحكومة أكثر من كونه من جانب التيار الصدري، فالحكومة هي التي بدأت حملتها العسكرية لنزع سلاح المليشيات الخارجة عن القانون ثم هي التي لجأت إلى خيار المفاوضات
"
محمد عبد الجبار الشبوط

محمد عبد الجبار الشبوط: هو ابتداء يجب أن يلاحظ أن التحول المفاجئ قد يكون من جانب الحكومة أكثر من كونه من جانب التيار الصدري، الحكومة هي التي بدأت هذه الجولة من الاشتباكات العسكرية وهي التي أعلنت عن حملة ثورة الشجعان كما قالت لإنهاء وجود الميليشيات المسلحة والخارجة عن القانون دون أن تسمي جيش المهدي بالإسم، في بداية المعارك أعلن التيار الصدري وأعلن السيد مقتدى الصدر دعوته إلى حل الإشكال لكن استمرار العملية العسكرية لستة أيام دون أن يلوح بالأفق مدى قدرة القوات الحكومية على حسم المعركة في الأرض لصالحها وحتى لجوئها للقوات الأميركية والبريطانية لدعمها في هذه الجولة هو الذي ربما دفعها بالنتيجة إلى اللجوء إلى خيار المفاوضات، حيث ذهب وفد ثلاثي إلى إيران والتقى بالسيد مقتدى الصدر، الوفد كان مؤلفا من النائب علي الأديب والنائب قاسم السهلاني والنائب هادي العامري، وتوصلوا هناك إلى وضع قرار وقف إطلاق النار أو ما صدر من السيد مقتدى الصدر البيان الذي ذكر قبل قليل. التحول كان من جانب..


لونة الشبل(مقاطعة): نعم لكن بالأمس كنا نسمع من أتباع السيد مقتدى الصدر بأنه لن نرمي السلاح ومستمرون وعصيان مدني وكل هذه، وفجأة وفي ليلة وضحاها إلغاء المظاهر المسلحة. أيضا بالمقابل استمعنا للمالكي يقول بأنهم أسوأ من القاعدة ثم اليوم يرحبون بما يجري، نريد أن نفهم ما الذي جرى؟

محمد عبد الجبار الشبوط: وصلت للي أنا قاعد أقوله، أولا السيد قاصد يعلن عن عصيان مدني في المواجهة وليس عن عمل عسكري، بمعنى هو كان يفضل منذ البداية الخيار المدني والمالكي هو الذي كان يصر على الاستمرار في المواجهة. بالنتيجة أنا أعتبر أن التحول المفاجئ كان هو من جانب الحكومة التي واضح أنها بعد ستة أيام أدركت أنه لا يمكن الاستمرار بهذه المواجهة العسكرية ولا بد من اللجوء إلى خيارات أخرى..


لونة الشبل(مقاطعة): أبقى معك سيد محمد عذرا على مقاطعتك هناك نقطة مهمة، إذا كان الوضع كذلك لماذا حتى الآن الاشتباكات مستمرة في البصرة رغم ما قاله السيد الصدر؟

محمد عبد الجبار الشبوط: نعم هذا الأمر يتعلق بثلاثة عوامل في الحقيقة يعني كيف تتوقع أن يستتب الأمن في البصرة، يعتمد على ثلاثة عوامل، العامل الأول مدى التزام عناصر جيش المهدي في البصرة ببيان السيد مقتدى الصدر خاصة في ظل حديث عن ربما مجموعة مارقة من جيش المهدي، يعتمد ثانيا على موقف الجماعات والميليشيات المسلحة الموجودة في البصرة وهي جماعات كثيرة في الواقع يعني ليست محصورة بجيش المهدي فربما يتحدث البعض عن 10 أو 12 ميليشيا مسلحة تنشط في البصرة وهذه لن تلتزم لا بقرار الحكومة ولا بقرار السيد مقتدى الصدر، العامل الثالث هو مدى قدرة الدولة على فرض وجودها وفرض سيادة القانون في المنطقة من خلال أدواتها الشرعية والقانونية. هذه العوامل الثلاثة التي سوف تؤثر على مدى نجاح لنقل الإعلان الحالي لوقف إطلاق النار في البصرة..


لونة الشبل: دكتور فاضل هل تراه فعلا تغييرا على الأرض ما أدى بالحكومة، كما يقول السيد محمد عبد الجبار، للذهاب إلى المفاوضات وتغيير موقفها أم يعني.. فقط نحاول أن نفهم ما الذي جرى؟ أن تكون بالأمس تصريحات نارية بين الطرفين واليوم فجأة نجد هذا الغزل، إذا صح التعبير، بينهما؟

فاضل الربيعي: ماذا حدث؟ ببساطة ميدانيا وعلى الأرض اكتشف المالكي أن مقتدى الصدر أقوى مما ينبغي وأقوى مما كان يتوقع، بينما اكتشف الصدر أن المالكي أضعف مما كان يظن. هذه المعادلة أدت من الناحية الواقعية الفعلية إلى نوع من الاستعصاء، المالكي طلب من الصدريين أن ينزعوا سلاحهم، ردوا عليه أخرج من البصرة. لا المالكي يستطيع نزع سلاح الصدريين ولا الصدريون يستطيعون إخراج المالكي بالقوة من البصرة، هذا الاستعصاء هو في الحقيقة نتاج الفكرة التي بدأت فيها حديثي هي أن الصدريين استبقوا الهجوم المبيت لقطع رؤوسهم بتنظيم سلسلة من النشاطات بدأت بالعصيان المدني بالإضرابات بالاعتصامات ثم نقلوا ميدان المعركة من بغداد إلى البصرة ثم تشظت المعركة في كل مناطق الجنوب والفرات الأوسط وصولا إلى مدينة الصدر. الآن بلغنا نقطة الاستعصاء، ليس بوسع المالكي الحقيقة الاستمرار في هذه المعركة، المالكي الآن، وهذه هي المفارقة، لو وضعنا الصورة في إطار معادلة بسيطة، الصدر يريد تهدئة من دون نزع سلاح بينما المالكي يقبل بالتهدئة ولكن مع استمرار الحرب وهذه يعني إعادة إنتاج الاستعصاء، هذا يعني أننا ذاهبون إلى جولات جديدة قادمة من الاشتباكات..


لونة الشبل(مقاطعة): وبالتالي أنت ترى بأن هذه الخطوة الآن من التيار الصدري لم تنه المشكلة ولم تنه الاشتباكات حتى؟

فاضل الربيعي: أنا برأيي انتهت جولة وستبدأ جولات، الطرفان اكتشفا حدود وحجم قوة كل من الآخر، يعني الصدر مثلا الآن اكتشف هشاشة المؤسسات الحكومية الجيش والشرطة، بضربات سريعة ومباغتة استسلم المئات من أفراد الشرطة والجيش ودمرت آليات ولولا تدخل الطيران الأميركي لكان بالإمكان سحق هذه الحكومة. لكن السؤال الخطير الذي يشخص أمام الصدر وأمام الصدريين هو وماذا في اليوم التالي لسقوط المالكي أو انهيار مؤسسات النظام السياسي؟ هم لم يخططوا لليوم التالي ليس لديهم أدنى فكرة عما يمكن أن يفعلوه كل ما فكروا به هو تفادي الضربة المبيتة بضربة استباقية، هذا هو ما فعلوه..


لونة الشبل(مقاطعة): إذا كانوا قد تفادوها أو إذا كانت جولة ضمن جولات كل ذلك سينعكس بشكل أو بآخر على العلاقات بين التنظيمات ذات القاعدة الشيعية في ضوء هذه التطورات. وهذه المسألة هي ما سنتابعها بعد فاصل قصير، ابقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

أبعاد الاشتباكات وانعكاساتها السياسية

لونة الشبل: أهلا بكم من جديد في هذه الحلقة التي نتناول فيها الوضع في العراق بعد دعوة الصدر أتباعه إلى إلغاء المظاهر المسلحة. وأعود إليك سيد محمد عبد الجبار، هناك من رأى أصلا في اشتعال هذا الفتيل كثير من السيناريوهات، منها انتخابات مجالس المحافظات، منها ما قيل من قبل الحكومة بأنها تحرير هذا الشارع أو الشارع العراقي مما يوصف بأنه سيطرة العصابات، هناك من رآه حربا على من هم خصوم لحزب الدعوة والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية، أين هي هذه الاشتباكات سياسيا لنفهم كيف ستنعكس؟

محمد عبد الجبار الشبوط: من فترة ليست بالقصيرة كان معروفا أن البصرة تحولت إلى ساحة صراع وتنافس ساخن وحاد بين مجموعات مسلحة كثيرة، تنافس على السلطة وعلى السلاح وعلى الثروة وعلى النفط، وكانت البصرة مرشحة منذ وقت ليس بالقصير أيضا إلى انفجار من هذا النوع سواء كان بتدخل حكومي أو بانفجار داخلي. في الحقيقة لم تفعل ثورة الشجعان كما سميت إلا أنها سرعت بمثل هذا الانفجار في محافظة البصرة الغنية بالنفط والغنية بالميليشيات المسلحة في نفس الوقت، لكن العامل الجديد المهم في هذه المسألة ليس فقط خلافات الماضي كما قلتم في تقريركم وإنما خلافات المستقبل، ربما يقول بعض المراقبين أن معركة إقليم الجنوب بدأت في البصرة، هناك انتخابات قادمة للمجالس المحلية في المحافظات ومنها المحافظات الجنوبية وهذه الانتخابات ستشهد تنافسا حادا وساخنا بين هذه المجموعات الشيعية المسلحة للحصول على أكبر مقدار ممكن من الجبنة الجنوبية. مشكلة هذه المجموعات أنها تعمل في السياسة بأدوات غير سياسية يعني تعمل في السياسة بأدوات مسلحة ولهذا فهي تتحرك بوصفها ميليشيات تملك سلاحا ولها مواقع عسكرية وحتى تعتقل ناس وبالتالي تمارس العمل السياسي بأسلوب عسكري، هي تريد أن تستبق بهذا النحو أو ذاك تستبق الانتخابات المحلية القادمة لكي من خلال تلك الانتخابات المحلية تفرض وجودها في إطار مؤسسات دولة وجودها على هذه المحافظات بين الاتجاهين المتصارعين إما اتجاه إقامة إقليم..


لونة الشبل(مقاطعة): ربما كنا نفهم أنها فقط قضية انتخابات. وأتحول إليك دكتور فاضل الربيعي، ربما كان يفهم ذلك لو لم نسمع تصريحات من بوش فيما يتعلق بهذه الحملة عندما أشار إلى أن هذه المعركة حسبما وصفها حاسمة ومصيرية -والكلام لجورج بوش- بالنسبة لرئيس الحكومة. وبالتالي شاهدنا إصبعا أميركيا في الوسط ما فهم أنه ربما حرب إيرانية أميركية بأدوات شيعية شيعية؟

"
المعركة بين الحكومة والتيار الصدري بسبب الفدرالية وليس لسبب آخر، الحكومة تهدف من وراء هذه المعارك إلى كسر عظام التيار الصدري لإزاحته نهائيا لأنه الطرف الشعبي الوحيد المقاوم لموضوع الفدرالية
"
فاضل الربيعي

فاضل الربيعي: سيدتي، ببساطة شديدة هذه المعركة هي معركة حول الفيدرالية وليس أي شيء آخر، المجرمون والمهربون والقتلة معروفون بالنسبة للحكومة وللقوات الأميركية، استهداف جيش المهدي والتيار الصدري له علاقة بكسر عظم مع هذا التيار لإزاحته نهائيا لأنه الطرف الشعبي الوحيد المقاوم لموضوع الفيدرالية، إذا ما أزيح فعليا فسيكون بوسع الأميركيين الإمساك بقوة بورقة الفيدرالية وفرضها، وديك تشني عندما وصل بغداد في الحقيقة في اليوم التالي فقط بدأت قصة صولة الفرسان تخرج من الأدراج وتوضع للتطبيق. الآن ما هو دور إيران؟ أنا في معلوماتي وتقديراتي وتحليلي أن الإيرانيين قد يكونون هم الذين سربوا عن طريق باسمة العوادي مكتب رئيس الوزراء، وهذه كانت بالمناسبة تسميها الصحافة الأميركية بالمرأة الحديدية التي تحكم العراق الآن، فهي تشرف على برنامج دمج الميليشيات في مؤسسات الجيش، يبدو أن الإيرانيين عن طريق هذا المكتب سربوا المعلومات إلى الصدريين وزجوا بهم في هذه المعركة يعني أو على الأقل لنقل زجوا جزءا من القوى التي تتعامل معهم، يعني أعطوهم هذه المعلومات. المعركة كما قلنا كانت مبيتة، إيران تريد أن تلعب هذه الورقة أيضا، ولكن مشكلة إيران في الحقيقة أنها حتى الآن لم..


لونة الشبل(مقاطعة): لكن دكتور فاضل سأبقى معك، هل هذا ينطبق على ما قاله في مقابلة خاصة مع الجزيرة زعيم التيار الصدري أن علاقات تياره مع إيران واحدة عقائديا ولكن ذلك لا يمنعه من رفض أي تدخل سياسي أو عسكري لها في العراق. نتابع هذا التصريح ثم أعود إليك.

[شريط مسجل]

مقتدى الصدر/ زعيم التيار الصدري: مع الإيرانيين أو الجمهورية الإيرانية أنا في لقاء سابق مع السيد الخامنئي الله يديم ظله، أتصور في جولة الحج كانت أخبرته أن علاقتنا وامتدادنا واحد عقائديا إلا أن الامتداد السياسي والعسكري لن أكون امتدادا لكم، وهناك سلبيات تقوم بها الجمهورية في العراق وأنا نصحته يعني عفوا ذكرت له بعض الأمور التي يجب أن تقوم بها من تصحيحات للوضع الإيراني في العراق لأن هناك أخطاء قامت بها ليس عليها أن تقوم بها لكنه لذلك أنا أخبرته لا أن تكون هناك امتداد سياسي أو عسكري لإيران في العراق.

[نهاية الشريط المسجل]

لونة الشبل: دكتور فاضل، يعني استمعت لما قاله السيد الصدر ليس هناك امتداد سياسي، امتداد عقائدي نعم لكن لن تتدخلوا هناك أخطاء.. يعني لن أعيد ما قاله الصدر.

فاضل الربيعي: نعم هذا صحيح، المشكلة هي في إيران وليست في مقتدى الصدر، إيران في الحقيقة تملك موقفا متناقضا ويخيل إلي أنها تلعب في الحقيقة على موضوع الفيدرالية بخطين متوازيين، هي من جهة تشجع الحكيم ومجموعاته على فرض الفيدرالية ومن جهة أخرى تحاول عن طريق جزء من التيار الصدري أن تبدي معارضة، هي براغماتية تحاول أن تلعب هذه الورقة لترى. تعتقد إيران أن موضوع الفيدرالية سيفرضه الأميركيون عاجلا أم آجلا ولذلك هي تحاول أن تستثمر بكل الوسائل وكل الأوراق وتلعب هذه الورقة المزدوجة، تظهر مرة أنها ضد الفيدرالية ومرة أخرى مع الفيدرالية وهكذا، المهم أن التيار الصدري..


لونة الشبل(مقاطعة): طيب هذا عن إيران سيد محمد عبد الجبار، ماذا عن العراقيين والتيارات الشيعية داخل العراق، سواء من بقي في العملية السياسية أو من انسحب وخرج منها، كيف هو شكل أو ملامح هذه الخريطة الآن؟

محمد عبد الجبار الشبوط: هو دائما هناك التحدي الأساسي أمام هذه المجموعات العراقية وخاصة المجموعات السياسية هي أن تتحول إلى مجموعات سياسية تتبنى مشروعا مدنيا ديمقراطيا وطنيا لبناء الدولة الحديثة في العراق، وليس مجرد دولة عبارة عن تجميع لمكونات طائفية وعرقية مسلحة تتقاسم العراق ولا تتشارك فيه. الحقيقة المشكلة قائمة في هذا المكان منذ خمس سنوات وحتى الأن يعني المجموعات العراقية بخاصة العربية من سنية وشيعية لم تتقدم حتى الآن خطوة إلى الأمام في إطار مشروع دولة وطنية حديثة..


لونة الشبل(مقاطعة): سيد محمد عبد الجبار، بدقيقة كي نكون أكثر وضوحا، هناك اشتباكات تمت ثم إلغاء مظاهر مسلحة ثم قبول من الحكومة العراقية وترحيب بما جرى، هل هذا سينعكس على العملية السياسية، عودة بعض التيارات التي خرجت، تحالفات جديدة ما شكلها سيكون؟

محمد عبد الجبار الشبوط: هذه هدنة مؤقتة وليست حلا سياسيا دائما ما دامت المجموعات المعنية بهذا الأمر لم تتوصل إلى الاتفاق حول مشروع وطني موحد لإقامة الدولة الحديثة في العراق.


لونة الشبل: نحن أمام انفجار آخر إذاً؟

محمد عبد الجبار الشبوط: أنا قلت هدنة مؤقتة ومع ذلك كل عناصر الانفجار وكل عناصر العودة مرة ثانية للاشتباك المسلح قائمة ما لم يتم نزع فتيل هذه العناصر عبر إقامة مشروع ديمقراطي لدولة حديثة في العراق.


لونة الشبل: شكرا جزيلا لك من الكويت الكاتب والمحلل السياسي العراقي محمد عبد الجبار الشبوط، وبالطبع الشكر موصول للدكتور فاضل الربيعي المحلل السياسي العراقي كنت معنا من دمشق. نهاية هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعيم، بإمكانكم كما العادة المساهمة باختيار مواضيع الحلقات القادمة بإرسالها على عنواننا الإلكتروني

indepth@aljazeera.net

غدا إن شاء الله قراءة جديدة فيما وراء خبر جديد إلى اللقاء.