
التأهب الأمني المصري على الحدود مع غزة
– مبررات التأهب المصري ومقاصد التصريحات
– المطالب والخيارات المتاحة لتصحيح الوضع
![]() |
![]() |
![]() |
جمانة نمور: أهلا بكم. نتوقف في حلقة اليوم عند حالة التأهب في صفوف قوات الأمن المصرية عند الحدود مع قطاع غزة تحسبا لأي اقتحام محتمل لمعبر رفح الحدودي مع تدهور الوضع الإنساني في القطاع جراء الحصار الإسرائيلي. نطرح في الحلقة تساؤلين، ما مبررات التأهب الأمني والخشية المصرية من تكرار سيناريو اقتحام معبر رفح الحدودي؟ وما خيارات مصر وحماس لتبديد نذر التوتر بينهما والبحث عن حل جذري لأزمة غزة؟… تصريحات خليل الحية وهو قيادي في حركة حماس هي التي فجرت على الأغلب شرارة هذا التأهب الأمني بل هي حذرت في مؤتمر صحفي في الثلاثاء الماضي من عاقبة إبقاء غزة في أصفاد الحصر وأكد أن الفلسطينيين لن يستثنوا خيارا لكسر طوق العزلة عنهم.
[شريط مسجل]
خليل الحية/ قيادي في حركة حماس: نؤكد أن الشعب الفلسطيني لن يقف مكتوف الأيدي إزاء استمرار قهره وحصاره، وأن كل الخيارات مفتوحة أمامه وفي كل الاتجاهات لكسر الحصار المفروض عليه وإلا فإننا نحذر من انفجار وشيك وغير مسبوق إذا ما استمر هذه الحصار، نطالب الشقيقة مصر فتح معبر رفح والذي يتسبب استمرار إغلاقه في تحويل غزة إلى سجن كبير.
[نهاية الشريط المسجل]
جمانة نمور: تحذيرات القاهرة من تكرار سيناريو اقتحام رفح انطلقت مبكرا بعدما عاد الوضع على معبر رفح إلى طبيعته إثر حادثة الاقتحام الشهيرة في فبراير الماضي يومها استخدمت القاهرة لغة حاسمة للقول إن لحدودها حرمة ينبغي صونها.
[تقرير مسجل]
"لمصر صبرها ولكن لهذا الصبر بلا شك حدود. أخواننا الفلسطينيون يجب أن يعوا أن المعركة ليست مع مصر ولكن المعركة مع إسرائيل"
إيمان رمضان: بهذا الاستنفار السياسي على الجبهة المصرية انتهت أزمة الحدود مع غزة قبل شهرين عندما اخترق الفلسطينيون الجدار الفاصل بين الرفحين بعد هدمه باحثين عن قوت يوم نفذ تحت حصار إسرائيلي لا يرحم، واليوم تستنفر القاهرة مجددا تحسبا لاختراق فلسطيني محتمل للحدود على أثر تصريحات قيادي في حماس حذر فيها من انفجار وشيك وغير مسبوق في غزة إن بقيت معابرها مغلقة، وهو ما فسرته الأوساط الرسمية المصرية بأنه محاولة ابتزاز وتحريض ضد الدولة المصرية واستغلال لظرف داخلي متوتر ولكن حماس نفت هذا التأويل.
سامي أبو زهري/ الناطق باسم حماس: التصريحات بأن حماس تحاول نصب الحدود والتحريض ضد الحدود هذا شيء غير صحيح، حينما نقول إن هناك انفجارا مرتقبا هذا شيء طبيعي وإلا ما هي النتيجة الطبيعية لحالة الاختناق؟
إيمان رمضان: وانطلقت الردود الرسمية من مصر ملتهبة ومحذرة من أي محاولة لانتهاك سيادة مصر ولي ذراعها كما لم تخل التصريحات من انتقادات لحركة حماس.
سليمان عواد/ المتحدث باسم السيادة المصرية: علينا أن نستمع إلى صوت واحد لا أن نستمع للشيء ونقيضه لا أن نستمع لمن يهاجم إسرائيل كقوة احتلال ثم يدعونا للمساعدة على التوصل للتهدئة معها ويهاجم السلطة الفلسطينية ويكيل الاتهامات لها الاتهامات تصل إلى درجة التخوين ثم يطالبنا بتسيير الحوار مع فتح.
إيمان رمضان: أما على الصعيد الأمني فقد أرسلت مصر تعزيزات بألف جندي إلى الخط الحدودي مع غزة كما منعت شاحنات البضائع القادمة من بعض المدن المصرية من الوصول إلى رفح كي لا تغري سكان غزة باختراق الحدود مع مصر. وبينما لم تحرز الوعود بحل أزمة المعابر أي تقدم، تنذر الأوضاع في غزة بمأساة إنسانية بعد أن أوقفت إسرائيل إمدادات الوقود إلى القطاع في أعقاب عملية معبر نحال عوز وبعد أن أوشكت كافة المواد الغذائية والطبية التي تمكن سكان غزة من شرائها من رفح المصرية على النفاد، ولا تزال القاهرة تؤكد التزامها بحل أزمة المعابر غير أنها تؤكد في الوقت ذاته أن الاهتمام بالقضية الفلسطينية لا يعني بالضرورة التفريط في سيادتها على الحدود مع غزة مهما كانت الأسباب.
[نهاية التقرير المسجل]
مبررات التأهب المصري ومقاصد التصريحات
جمانة نمور: ومعنا في هذه الحلقة من غزة الدكتور أحمد يوسف المستشار في وزارة الخارجية بالحكومة الفلسطينية المقالة، ومن القاهرة الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب المصري أهلا بكما. دكتور مصطفى، استمعنا قبل قليل إلى تصريحات السيد خليل الحية، هل هي ما أدى إلى رد الفعل المصري؟ دكتور مصطفى هل تسمعني؟ إلى أن نعاود الاتصال بالدكتور مصطفى الفقي من القاهرة سوف نتحول إلى غزة مع الدكتور أحمد يوسف. دكتور أحمد، يعني سمعنا من السيد سامي أبو زهري بأنه برأيه لم تصدر عن أي قيادي في حماس تصريحات تهدد باقتحام الحدود مع مصر إذاً برأيك ما الذي دفع المصريين إلى القول بأن الحدود خط أحمر وإلى رفع حالة التأهب إلى الدرجة القصوى على الحدود؟
أحمد يوسف: بسم الله الرحمن الرحيم. يعني نحن قلنا في السابق إن ما وقع كان هو تداعيات لهذا الحصار الظالم المفروض على شعبنا ونحن لن نستسلم ولن نركع أمام هذه الضغوطات التي تمارس عبر هذا الحصار لتركيع شعبنا وانتزاع مواقف وتنازلات لصالح الطرف الإسرائيلي، نحن قدمنا كل ما يمكن أن يوفر تطمينات للأخوة في الجانب المصري باعتبار أن مصر تتحمل مسؤولية أخلاقية وسياسية وتاريخية وأمنية عن قطاع غزة، مصر بالنسبة لنا هي عمقنا الإستراتيجي، ما يربطنا بمصر كثير جدا، مصر بالنسبة لنا هي الأخ والصديق والجار والحبيب الأول، ربط التاريخ والجغرافيا أواصر ووشائج العلاقة بين مصر وفلسطين أكبر من أن تهزها.. يعني ما يمكن أن يستشف البعض منه أنه تهديد، نحن لا نهدد، مصرالأخ الكبير بالنسبة لنا ونحن عندما نميل إلى مصر نميل إلى العمود الفقري الذي اعتادت هذه الأمة أن تستند إليه، تاريخيا نحن كنا مصر وفلسطين نحن عنوان العزة والكرامة لهذه الأمة كانت كل حملات الانتصار التي جاءت عبر التاريخ لعزة الأمة العربية والإسلامية كان عنوانها مصر وفلسطين حطين وعين جالوت وأيضا في التاريخ الفرعوني هناك عناوين كثيرة لهذه العزة والانتصارات العظيمة لتاريخنا المشترك يعني، فنحن توأمان وتربطنا الجغرافيا والتاريخ برباط لا يمكن الفكاك منه، نحن عندما نتعرض لحصار استمر هذا الحصار قرابة تسعة شهور الآن الوضع الاقتصادي في الأراضي المحتلة بلغ يعني 80% من الناس يعيشون تحت خط الفقر وأكثر نسبة البطالة تزداد يوميا أكثر من 65% أطفال يموتون بسبب نقص الغذاء والعلاج، نحن إلى متى يمكن أن نتحمل وأمتنا تنتظر؟ يعني تنتظر ماذا؟ أن ننكسر ونصل إلى حالة الزلزلة حتى نقول متى نصر الله؟ هذه الأمة عليها أن تتحرك ومصر بالنسبة لنا قادرة على تحريك هذه الأمة، ونحن عندما نتحدث عن انفجار هذا الانفجار لن يكون باتجاه مصر..
جمانة نمور(مقاطعة): إذاً لنتحول إلى مصر، فقط لنتفهم رد الفعل المصري من وجهة النظر المصرية يعني الدكتور أحمد تحدث بلغة إيجابية جدا يا دكتور مصطفى يعني حتى السيد خليل الحية هو استخدم تعبير نطالب الشقيقة مصر فتح الحدود كي لا تتحول غزة سجنا كبيرا، إذاً هل مبرر هذا الرد الفعل المصري الذي تمثل بحالة تأهب قصوى الذي تمثل بنشر جنود على الحدود والذي أكد بأن الحدود هي خط أحمر؟
" |
مصطفى الفقي: لا يجادل أحد بإحساس مصر بالشعب الفلسطيني والتضحيات التاريخية المتراكمة من أجله ولدينا التزام له خصوصية تجاه أشقائنا في غزة تحديدا بحكم الجوار الجغرافي وخط الحدود المشترك تاريخيا، ولكن ما آلمنا بحق هو بعض التصريحات المتوترة التي نشرت شعورا لدى الشعب المصري بما يدعو إلى الاستغراب والدهشة، العدو الحقيقي هو ذلك الذي يقتل الأطفال ويهدم المنازل ويغتال القيادات، هو إسرائيل، ولا يمكن أن يحل الحصار في غزة الذي نقف ضده ونسعى لرفعه ومصر دبلوماسية وسياسية تسعى لرفعه في أسرع وقت ممكن، لا يمكن أن يكون البديل له هو الاندفاع تجاه الحدود المصرية كأننا نريد نحل القضية الفلسطينية على حساب أراضي عربية بينما تستأثر إسرائيل بكل شيء الأرض والمياه والسلام والأمان، هذا أمر غير معقول منطقا ولا سياسة، ولذلك نحن مع التصريحات المعتدلة التي ظهرت اليوم أعطت بعض الترتيب..
جمانة نمور(مقاطعة): دكتور عن أي تصريحات أشرت؟ أنت بداية قلت بأنه صدرت تصريحات تميزت بأنها كانت حادة عكس التصريحات الإيجابية التي سمعتموها اليوم، أيضا البيان الذي صدر عن الخارجية المصرية أشار إلى تصريحات من هذا النوع فيما السيد سامي أبو زهري ينفي صدورها هل لكم أن تحددوا هذه التصريحات لنفهم ردة الفعل علام أتت؟
مصطفى الفقي: هذه التصريحات نشرت في كافة الصحف العربية الصادرة اليوم منسوبة إلى السيد النائب خليل الحية، لا نأتي بشيء جديد لدينا، قال لقد فاض الكيل وسوف نسعى لرفض الحصار وكل الخيارات مفتوحة بما في ذلك الحدود المصرية. لم يأت الموقف المصري من فراغ لا يجب أبدا أن يستفز الأشقاء بعضهم البعض، نحن جميعا في مركب واحد من أجل قضية واحدة والخطر واحد والشعب المصري هو شعب التضحيات والمسؤوليات ولا يجب أن يتم التعامل معه بهذه الصورة على الإطلاق لأنه يهز الشارع المصري في مشاعره العميقة والتاريخية تجاه أشقائه، يجب أن يكون القول مثلما هي اللهجة اليوم ومثلما تفضل زميلي المتحدث الآن مصر الشقيقة الكبرى نناشدها بأن تكثف جهودها كما تفعل وتواصلها من أجل رفع الحصار الظالم والعقاب الجماعي على أشقائنا في القطاع، هذا نتفهمه ويدعمه كل مصري..
جمانة نمور(مقاطعة): قبل أن نتحدث عن هذه الجهود دعني أعود إذاً إلى الدكتور أحمد، يفهم من ذلك دكتور بأن نبرة التصريحات تغيرت وأنه نوع من التراجع ربما عن موقف ما أو عن خيار ما بعدما درست الاحتمالات؟
أحمد يوسف: لا هي يعني كل التعليمات كانت تعطى للأخوة أن لا يتم تصعيد لهجة الحوار تجاه الأخوة في مصر الشقيقة، مصر كما قلنا عنوان عزة وكرامة لهذه الأمة ولا نريد لأحد أن يطلق العنان لألسنته للإساءة إلى مصر، كلنا نحترم مصر نحن مع مصر وطنيا وإسلاميا ندين لها بكل الهوى، نحن مصر بالنسبة لنا عبد الناصر، غرست فينا حب الوطن والأوطان، ومصر الإمام حسن البنا الذي غرس فينا هذا الحب لهذا الدين وأن نموت بعزة وكبرياء من أجل عزة هذه الأمة، نحن نقول مصر بالنسبة لنا تمثل حالة خاصة من الهوى لا يمكن لأحد أن يسيء لمصر..
جمانة نمور(مقاطعة): مع احترامنا لكل ذلك دكتور أحمد..
أحمد يوسف(متابعا): نحن نعلق على مصر كبير الأمل يعني نحن شعب نعيش تحت حصار ظالم..
جمانة نمور(مقاطعة): لكن ماذا عن خيار اقتحام الحدود يعني هل تتراجعون عن اللهجة فيما تحتفظون بالخيار؟
أحمد يوسف: بالنسبة للحدود نحن نتحدث ليس فقط عن الحدود مع مصر نحن نقول هذا شعب يعاني وبلغ الحزام الطبيل، والأمة طاقاتها وإمكانياتها معطلة لرفع هذا الحصار، انتظرنا طويلا تحاورنا مع الأخوة في مصر ويسرنا كل السبل فيما يتعلق بقضية التهدئة فيما يتعلق بقضية جلعاد شاليط يعني أشياء كثيرة تناقشنا وتحاورنا مع الأخوة في مصر وكنا آذان صاغية لكل الاقتراحات التي جاءت عبر الشقيقة مصر ولكن نحن كما قلت إلى متى يمكننا أن ننتظر؟ علينا أن نرفع هذا الحصار سلما أم حربا لا يمكن أن يستمر هذا الحصار حتى نصل إلى مرحلة أن يحتضر فيها شعبنا يعني.
جمانة نمور: على كل ربما يذكرنا ما قاله الدكتور أحمد بما قاله السيد محمد الهندي أيضا القيادي في حركة الجهاد الإسلامي كان رأى بأن مصر يمكن أن تقف أمام خيار صعب إما فتح المعبر وإما إطلاق النار، نناقش هذا الموضوع وغيره بعد وقفة قصيرة فكونوا معنا.
[فاصل إعلاني]
المطالب والخيارات المتاحة لتصحيح الوضع
جمانة نمور: أهلا بكم من جديد، وحلقتنا تبجث في التأهب الأمني المصري على الحدود مع غزة تحسبا لتكرار سيناريو اقتحام معبر رفح ثانية. دكتور مصطفى بعد الاقتحام في فبراير الماضي كان هناك زيارات لوفود فلسطينية إلى مصر وكما ذكرت أنت قبل قليل بأنه كان هناك جهود مصرية في محاولة لكسر الحصار، مرت الأيام تمر الشهور الحصار ما زال مستمرا والمعبر ما زال مغلقا، إلى متى يمكن أن ينتظر الفلسطينيون؟
مصطفى الفقي: إنني أريد أن أقول لك إنني استمعت بعناية إلى كلام أخي الدكتور أحمد يوسف، ليس الأمر في يد مصر، هو يقول إننا منحنا مصر من التسهيلات والمرونة ما يسمح بفتح المعبر، لا بد أنه يعلم أن مصر ليست هي الطرف الوحيد في هذا الأمر هناك طرف أوروبي وطرف إسرائيلي. أنا كنت في الولايات المتحدة الأميركية منذ أسبوعين ورأيت حملة العداء ضد الفلسطينيين وضدنا في المنطقة والدعم المطلق لإسرائيل، ليس الأمر كله في يد القاهرة إنما القاهرة تبذل كل مسؤولياتها، أريد أن أقول إن الشعب المصري هو الشعب الوحيد الذي لم يفتح النار على فلسطيني تاريخيا، ولذلك سوف يكون اختياران أحلاهما مر إذا وقفت مصر تمنع الأشقاء الفلسطينيين بالقوة من الدخول فسوف يظل ذلك جرحا داميا في الجبين المصري إلى الأبد، وإذا لم تفعل ذلك فإنها تفرط في سلامة حدودها وأمنها القومي وهذا أمر لا يقبله أي مواطن عربي، إذاً يجب أن يتفهم الأشقاء الفلسطينيون ذلك..
جمانة نمور(مقاطعة): دكتور أي الاحتمالين وارد أكثر إذا ما كما فهمنا من الدكتور أحمد بلغ السيل الزبى كما يقال وقرر الفلسطينيون أن يخرجوا من المعابر على الحدود كافة وليس فقط على الحدود المصرية حينها أي من الخيارات وارد بالنسبة لمصر؟
مصطفى الفقي: أعتقد أن مصر كما هو العهد بها دائما سوف تتصرف بحكمة يعني نحن لا نتصور كشعب مصري أن نفتح النيران على الأشقاء الفلسطينيين ولا يمكن أو نتمنى أن يصل الأمر هكذا، لأن الشقيق يحاول أن يواجه شقيقه، إنما على الأخوة في غزة وقيادة حماس بالذات والمجموعة من الأشقاء هناك أن يدركوا صعوبة الموقف وتعقيده إنما مصر تسعى وأقرب يوم إلى رضاها وسعادتها يوم أن يرفع هذا الحصار، الشعب المصري في كل صلواته ومناسباته يتحدث عن معاناة أهل غزة لأنهم جزء منا تاريخيا..
جمانة نمور(مقاطعة): إذاً دكتور أحمد لماذا يطلب من مصر أكثر مما هي قادرة على إعطائه بحسب كلام الدكتور مصطفى؟
" |
أحمد يوسف: لأنه يا أختي الكريمة مصر هي عنوان كرامة هذه الأمة وعزتها ومصر الدولة الكبرى ومصر التي لديها علاقات إستراتيجية مع الغرب مع أوروبا أو حتى في العمق العربي والإسلامي مصر لها مكانة مميزة والعالم العربي كله ينتظر وقفة من مصر وعلى مصر أن تحشد هذه الأمة لتقف وقفة رجل واحد من أجل فلسطين، لا يمكن أن يتم تخيل أن تشل قدرات هذه الأمة نحن نشعر بظلم ذوي القربى، على هذه الأمة أن تتحرك لنصرة الشعب الفلسطيني، الجامعة العربية بإمكانها أن تتخذ قرارا يعني منظمة المؤتمر الإسلامي كلها للأسف أصابتنا بخيبة كبيرة جدا ونحن عندما نتحدث عن الانفجار قلنا بأن هذا الحصار يجب أن يكسر سلما أم حربا ونحن لا نتحدث عن الحدود مع مصر قلنا حتى معبر إيريز معبر كارني معبر صوفا كل هذه الثغرات لا بد أن تدار من خلالها معارك فك الحصار، لا بد من خلق أزمة حتى يتحرك هذا العالم الظالم ويستشعر حجم الظلم الواقع على الشعب الفسطيني. كنا نتمنى أن يأتي أحد ويقول لنا كيف يمكن أن ينتهي هذا الاحتلال ويرفع هذا الحصار، يأتينا بحل سحري ونحن كفلسطينيين جاهزين للتعاطي مع هذا الحل، هؤلاء المتهالكون في رام الله يلهثون خلف المفاوضات ولم يأتوا بشيء جاؤوا بأنابوليس وقالوا ستفرج سيكون هناك حل للقضية الفلسطينية، جاؤوا مؤتمر باريس وقالوا سيكون هناك حل، على مدار خمس ست شهور لم يتحرك شيء على الساحة الفلسطينية لا زالت إسرائيل تعربد بعنجهية وتحاول أن تضغط أكثر وأكثر لكسر إرادة الفلسطينيين.
جمانة نمور: يعني فقط لو سمحت لي ما دمت قد أشرت إلى رام الله أنتم يعني قد يرى البعض من خلال حديثك أنكم تطلبون من مصر هناك لديها التزامات سابقة لديها اتفاقيات كما ذكرت أنت لديها علاقات مع الأوروبيين وهم طرف في اتفاقيات المعابر ولديها علاقات دولية وهناك اتفاقات موقعة بينها وبين الجانب الإسرائيلي في حين أنكم أنتم رفضتم حتى تسليم المعابر إلى السلطة الفلسطينية أنتم ترفضون موضوع..
أحمد يوسف(مقاطعا): هذا ليس دقيقا.
جمانة نمور: هذا ما قيل أرجو أن تصححه لأن هذا ما قيل حينما كان هناك مباحثات بينكم وكان الطرف المصري حاضرا أيضا.
أحمد يوسف: الأخوة في الطرف المصري يعلمون تماما نحن أبدينا استعدادا للتعاطي مع هذه المسألة وأن يكون الموظفين السابقين يمكنهم أن يعودوا وأن يكون هناك تنسيق بين أمن الرئاسة الذين كانوا يشغلون بعض الواجبات في هذا المعبر وبين الشرطة الفلسطينية في قطاع غزة قدمنا تسهيلات كثيرة يمكن أن يعتبرها البعض تنزيلات والأخوة في مصر يعلمون كل هذه التفاصيل نحن لم نضع شرطا واحدا لإعاقة فتح المعبر، فتح المعبر وعدنا أكثر من مرة بسهولة فتحه لكن للأسف لا زالت التعقيدات تأتي يوما بعد يوم، على الأقل كان بالإمكان هناك فتح المعبر للمرضى للمحتاجين للطلبة هناك يعني هناك احتياجات كبيرة جدا يتطلبها الوضع في غزة غير قضايا الوقود وغير قضايا الأكل والشرب، هناك إمكانيات كثيرة لدى هذه الأمة يمكن أن تمر عبر هذا المعبر لتخفيف معاناة الفلسطينيين لكن نحن لا نجد أحيانا تفسيرا أو تفهما لبعض تعقيدات هذا الوضع، نحن نعلم أن هناك من يريدون حتى تعقيد الأمور في وجه مصر الشقيقة من أخواننا في رام الله حتى لا يفتح هذا المعبر أملا منهم أن هذه حالة الحصار والتضييق سوف تدفع الفلسطينيين للانتفاض في وجه حكومة حماس أو حركة حماس..
جمانة نمور(مقاطعة): يبدو من بيان الخارجية المصرية بأن هناك أكثر من طرف ربما يحاول تعقيد أو بحسب البيان افتعال أزمات، دكتور مصطفى، هذا البيان تحدث عن مساع لافتعال ما سماه أزمات على الحدود بالتزامن مع مشكلات وصفها أيضا بالمفتعلة في الداخل وتساءل عن الدوافع الحقيقية. ما وراء كل ذلك؟
مصطفى الفقي: أنا أريد أن أضع أمام حضرتك الحقائق الآتية، الحقيقة الأولى أن مصر لا تزج بنفسها طرفا في الصراع بين الفلسطينيين والفلسطينيين، يعني نحن حاولنا مع الأخوة في فتح ومع الأخوة في حماس ووجه الرئيس مبارك شخصيا نداء لهما ليأتوا إلى القاهرة لنحل مشكلة المعابر ولكن الأخوة في فتح تحفظوا ولم يكن الموقف واضحا في هذه الحالة، الأمر الثاني سمعت بعيني ورأيت أعضاء الكونغرس يطالبون بتوقيع عقوبات مشددة على مصر بسبب مسألة الأنفاق وتهريب الأسلحة، يعني مصر المدانة هنا عربيا ومتهمة بالتقصير مدانة من الولايات المتحدة الأميركية والأطراف الأخرى بأنها تعمل على دعم حماس وتسليحها ويزعمون أن الصواريخ التي تنطلق تأتي من خلال الأراضي المصرية، الأمر الثالث إذا كانت القضية هي دخول الفلسطينيين العاديين الأشقاء من أجل التطبيب أو العلاج أو المشتروات هذا أمر طبيعي ولكن هناك قضايا أمنية حساسة لعلك تعلمين حجم التفجيرات التي تمت في منطقة سيناء في الأعوام الماضية، هناك اندساسات إرهابية وتسريبات أمنية قد يكون الأشقاء الفلسطينيون منها براء ولكنها تنتهز الفرصة لدخول الأراضي المصرية من خلال هذا الفتح المفاجئ، ولذلك مصر في وضع صعب يجب أن يتفهمه الأشقاء ويدركوه جيدا، مصر لا تقف أبدا دون رفع الحصار بقضية حياة أو موت إذا كانوا يقولون لنا في العاصمة الأميركية إن غزة كانت تاريخيا تحت الإدارة المصرية من 48 إلى 67 هذا وارد ولكن تصدير قضية غزة وهروب إسرائيل منها وإلقاؤها على الجانب العربي هذا أمر يجب أن يفطن إليه الفلسطينيون والأشقاء في حماس لتصفية القضية كاملة.
جمانة نمور: شكرا لك الدكتور مصطفى الفقي من القاهرة ونشكر من غزة الدكتور أحمد يوسف ونشكركم مشاهدينا على متابعة حلقة اليوم من ما وراء الخبر، بإمكانكم المساهمة من خلال إرسال اقتراحاتكم على موقعنا الإلكتروني indepth@aljazeera.net إلى اللقاء.