ما وراء الخبر 3-12-2008 / لقطة عامة
ما وراء الخبر

اعتذار بوش عن حرب العراق

تتناول الحلقة أسف الرئيس الأميركي جورج بوش لفشل مخابرات بلاده في تقديم معلومات صحيحة حول ترسانة أسلحة الدمار الشامل التي على أساسها اتخذ قرار الحرب على العراق.

– دوافع ودلالات اعتذار بوش
– التبعات القانونية والتداعيات المتوقعة

محمد كريشان
محمد كريشان
سيمون هيرش
سيمون هيرش

محمد كريشان: السلام عليكم. نتوقف في هذه الحلقة عند أسف الرئيس الأميركي جورج بوش لفشل مخابرات بلاده في تقديم معلومات صحيحة حول ترسانة أسلحة الدمار الشامل التي على أساسها اتخذ قرار الحرب على العراق. وفي حلقتنا محوران، ما هي المسؤولية الأخلاقية والقانونية المترتبة عن اعتراف بوش المتأخر؟ وما هو المسار الذي يمكن أن تتخذه تفاعلات القضية داخل أميركا في المستقبل؟… قبل أسابيع معدودة على مغادرته البيت الأبيض أقر الرئيس الأميركي جورج بوش بأنه اعتمد على معلومات استخباراتية خاطئة لشن الحرب على العراق قائلا إن ذلك هو أشد ما يؤسفه خلال فترة رئاسته، وأضاف بوش في مقابلة مع قناة (إي. بي. سي) الأميركية أنه لم يكن مستعدا للحرب عندما دخل البيت الأبيض.

[شريط مسجل]


جورج بوش/ الرئيس الأميركي المنتهية ولايته في مقابلة مع قناة الـ (إي.بي.سي): أعتقد بأنني لم أكن مستعدا للحرب وبعبارة أخرى لم أقم بحملة قائلا صوتوا لي وسأكون قادرا على التعامل مع هجوم، لم أكن أتوقع الحرب. ما يميز الرئاسة في العصر الحديث هو حدوث أشياء لم تكن في الحسبان.

[نهاية الشريط المسجل]

محمد كريشان: هذا الاعتراف للرئيس الأميركي جاء ليتوج مسارا من المراجعة للسياق الذي أدى الى شن الحرب على العراق وإسقاط نظامه، سياق بدأ بمعلومات استخباراتية عصفت التطورات اللاحقة بمصداقيتها واستمر من خلال يوميات عنف مفتوح في الساحة العراقية.

[تقرير مسجل]

نبيل الريحاني: كان ذلك يوما تقرر فيه مصير دولة وشعب، وزير الخارجية الأميركية آنذاك كولن باول يخطب في الأمم المتحدة يستعرض عددا من الوثائق والصور كلها تقول نفس الشيء، النظام العراقي يمتلك أسلحة دمار شامل تهدد أمن العالم واستقراره و لابد من تحرك ما. المصدر معلومات استخباراتية موثوقة بحسب إدارة الرئيس بوش والنتيجة حرب أسقطت النظام العراقي وألقت بالعراقيين في دوامة العنف. انتظر العالم بأسره أن يماط اللثام عن مخازن الأسلحة التي تسببت في حرب بذلك الحجم، تتالت السنوات دون أن يقدم الأميركيون دليلا واحدا يثبت صحة معلوماتهم، لماذا شُنت الحرب إذاً؟ حتى تهمة الصلة بين نظام صدام وجماعة القاعدة لم تصمد هي الأخرى، تهاوت لتترك البيت الأبيض في حرج لا يخفى. اعترف بوش بعدم وجود أسلحة دمار شامل وسط انتقادات واسعة للتقارير الاستخباراتية غير الدقيقة التي وصلت إلى مكتبه، كان لا بد لأحدهم أن يدفع الثمن، أجبرت عاصفة أكذوبة أسلحة الدمار الشامل العراقية جورج تينت على تقديم استقالته من الـ(سي. آي. إيه) فخرج سريعا عن صمته وكتب مذكرات حملت القيادة السياسية في واشنطن مسؤولية حرب العراق وما انجر عنها.


جورج تينيت/ رئيس الاستخبارات الأميركية السابق: الموضوعية والأمانة هما من السمات المميزة لمهنة الاستخبارات ودور وكالة الاستخبارات نقل ما نعرفه وما لا نعرفه الى صانعي القرار، وأي إيحاءات أو تلميحات تشير الى نقيض ذلك خطأ بكل بساطة.


نبيل الريحاني: لم يعتذر الأميركيون للعراقيين ولم يسحبوا قواتهم التي جاءت بها تلك المعلومات، لكن الحرب التي بنيت على كذبة استخباراتية أطاحت برؤوس بارزة من الفريق الحاكم في واشنطن، غادر وزير الدفاع دونالد رامسفيلد وكذلك فعل كولن باول الذي عاد ليأسف لخطابه المزدحم بالأدلة التي لم تثبت صحتها.


كولن باول/ وزير الخارجية الأميركية السابق: إنها وصمة عار في سجلي، أنا الذي قدمت تلك الأدلة باسم الولايات المتحدة إلى العالم و ستبقى دائما جزءا من مسيرتي، كان الأمر مؤلماً ولا يزال كذلك.


نبيل الريحاوي: انتظر جورج بوش المنعطف الأخير في تجربته الرئاسية ليقر بزيف أساس حربه في العراق، اعتراف جاء بحسب الكثيرين متأخرا لأن الرئيس المنتهية ولايته لن تتوفر له فرصة أخرى ليتثبت فيما قد يهمس به في أذنه قبل أن يقدم على حرب ما.

[نهاية التقرير المسجل]

دوافع ودلالات اعتذار بوش


محمد كريشان: ومعنا في هذه الحلقة من واشنطن الكاتب الصحفي الأميركي سيمون هيرش. أهلا وسهلا بكم سيد هيرش. هذا الأسف المتأخر للرئيس بوش بخصوص معلومات المخابرات الخاصة بالعراق، ما قيمته؟


سيمون هيرش: إنه يحاول أن يترك إرثا له ليسجله له التاريخ لكن أقول لك ما يثير انطباعي ودهشتي هناك أسف داخل صفوف الحكومة وخارجها والكل بات يقول الآن إن العراق لم يملك أسلحة الدمار الشامل، وكالة الطاقة الذرية قالت هذا الكلام في تقرير عام 1997 هذا مقبول في واشنطن لكن ما يثير دهشتي واستغرابي هو تلك التساؤلات الآن التي مفادها أن الرئيس ربما يكذب مرة أخرى لكن أعتقد أنه اعتقد حقيقة أن أسلحة دمار شامل كانت موجودة هناك، فهذا هو رجل بالنسبة إليه ما يؤمن به أهم من حقائق الأمور وأعتقد أن أعضاء الحكومة ربما لم يكن لديهم الشجاعة ليعترف أمام الرئيس ويقول له ما قيل وما لم يقل للإمبراطور الذي لم يكن يرتدي ملابس في قصة "ملابس الإمبراطور الجديد". الرئيس الأميركي بكل ما لديه من قوة وترسانة نووية وكل تلك الأسلحة التي استخدمناها أن يكون مخطئا ومضللا لهذه الدرجة هذا بالنسبة لي يخفيني أكثر من كون اعتقاد البعض أنه كان يكذب، أنا أعتقد أنه كان يصدق ذلك رغم أن القليلين من الناس المنطقيين كانوا سيصدقون ما صدق.


محمد كريشان: هو الحقيقة بوش قال ما يعلمه الجميع الآن، لماذا تأخر كل هذا الوقت حتى يقول ما قال؟


سيمون هرش: أنا حقيقة أعتقد أنه في هذه اللحظة الزمنية فقد قال من قبل وعدة مرات في مقابلات سابقة بعد أن توضح أنه لم تكن هناك أسلحة دمار شامل في العراق حاول تبرير الحرب قال إنني كنت سأخوض هذه الحرب حتى لو علمت أنه ليس هناك أسلحة دمار شامل، وحاول أن يركز على أهمية الإطاحة بصدام وإحلال الديمقراطية في العراق. لكن ما هو مثير للانتباه لي الآن والاهتمام أنه لم يعد يقول ذلك ولا يرد على السؤال هل كان سيخوض الحرب أم لا بوجود أسلحة دمار شامل أم لا، يحاول تغيير الأمور لأن التاريخ سيتعامل معه بقسوة. أنا الآن لا أتضامن معه لكنني أشعر بحزن للطريقة التي يغادر بها المكتب البيضوي بتدني شعبيته لهذه الدرجة وأيضا مرشحه ماكين لحقت به هزيمة ساحقة إذاً إنه يحاول تغيير آرائه ووجهات نظره ليقول.. انظروا إن أسوأ شيء بالنسبة لي وأقول ذلك الآن ما أعرفه عن كولن باول أعلم أنه قبل إلقاء ذلك الخطاب أمام الأمم المتحدة كان هناك مسؤولون كبار في وزارة الخارجية توسلوا اليه أن لا يفعل ذلك وأخطروه وأنذروه بأن كل ما يقوله هو زائف وخاطئ لكنه مضى قدما في ذلك، إنه رجل طيب مستقيم لكنني تأثرت بما حدث في الهند عندما استقال الوزير المسؤول عن الأمن بعد كارثة مومباي، نحن لا نمتلك هذه المعايير، في أميركا مسؤولون يبقون في الحكم ويتلقون الميداليات كما فعل تينيت مقابل ما ارتكب من أخطاء، هذا هو أسوأ نوع من الحكومات في تاريخ الولايات المتحدة وعلينا أن نتذكر ذلك دائما وأن لا نتضامن ونتعاطف مع مستر بوش وما يقوله.


محمد كريشان: سيد هرش كما ذكرت تلك المرافعة الشهيرة لكولن باول، السيد تايلر دراملر وهو مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات حسب الواشنطن بوست قال في ذلك الخطاب كانت هناك فقرة تتعلق بالحاويات المتنقلة التي قيل إنها مصانع لأسلحة الدمار الشامل، هذا الموظف المسؤول السابق قال نحن طلبنا أن تحذف هذه الفقرة، شطبناها لأنها لا تقوم على أي أساس واتفقنا على ذلك، عندما ألقى كولن باول خطابه فوجئت بأن هذه الفقرة عادت مرة أخرى. إذاً في هذه الحالة هل يمكن أن نستنتج بأن الكذب كان متعمدا؟


سيمون هرش: لن تستطيع أن تعلم ما يدور في أذهان أي من البشر، كان هذا رجلا احترم مؤسسة الرئاسة دائما وآمن واعتقد بها، وأن يخرج إلى العلن الآن يتحدث ضد ماكين ولصالح أوباما رغم أنه جمهوري أصيل مخلص، أعتقد أنه ربما لم يعرف المعلومات التي أشرت إليها الآن كانت آتية من مخبر من ألمانيا ومعروف لدى الاستخبارات الأميركية بأن معلوماته غير دقيقة وكانت أيضا هناك جوانب أخرى ونقاط أخرى في الخطاب نفسه والتي لنفس السبب جعلت بعض أركان الحكومة ذهبوا إلى أرميتج مساعد باول وقالوا له هذا خطأ لا ينبغي أن تقول ذلك علنا، لا أدري لماذا فعل باول ما فعل أعتقد أن هذا سيبقى هاجسا له طيلة حياته وأعتقد أنه قال أو التزم أمام الشعب الأميركي بأن يلتزم بمعايير الصدق والاستقامة لكن هذا يظهر لك في النهاية إلى أي مدى مؤسسة الرئاسة قوية وبإمكانك أن تقلب الكثير من الناس رأسا على عقب لأن رئيس الولايات المتحدة يمكن أن يرسم سياسة معينة، وأنا أتمنى فقط الأفضل له.


محمد كريشان:السيناتور الديمقراطي جاك ريد قال بأن المعلومات والتحليلات الخاطئة تمت عن عمد، تمت بصورة متعمدة. إذاً في هذه الحالة بوش يفترض أن لا يعتذر عن تحليلات خاطئة وإنما يعتذر عن ربما محاولة تزييف المعلومات.


من السهولة بمكان أن نقول إن المعلومات كانت مزيفة، لكن ما يثير خيفتي أكثر بأن بوش كان يعلم بحقائق الأمور

سيمون هيرش: تعلمون أنه سيكون من السهولة بمكان أن نقول إن المعلومات كانت مزيفة لكن ما يثير خيفتي أكثر بأن بوش كان يعلم بحقائق الأمور، ما كان يحدث في ذلك البيت الأبيض كان من دون وقائع وحقائق وكان مساعدوه يجعلونه يعتقد ويؤمن بكثير من الأمور، يقولون له الديمقراطية مهمة وعظيمة بإمكانك أن تجعل العالم أكثر أمنا وأمانا. أكثر أمانا لمن؟ لإسرائيل؟ للسعودية؟ لتدفق النفط؟ ما يخيفني على أية حال أنه رأينا في بوش أكثر الرؤساء راديكالية في تاريخ الولايات المتحدة، شخص يعتقد أن الشرق الأوسط يمكن أن يحول إلى مكان تعم فيه الديمقراطية ولو بالقوة ولم يكن قابلا لأن يعلم أو يثقف أي شيء عدا عما كان يؤمن ويعتقد به وهذا ما تعاملنا معه على مدى سبع أو ثماني سنوات، أقوى رئيس غير قادر على أن يتعلم من أخطاء الآخرين ولا أخطائه وهو أعتقد بأنه آمن بأنه يستطيع أن يفعل كل شيء، آمن بوجود أسلحة دمار شامل وبنجاعة الديمقراطية وما زال يعتقد، وهناك كثيرون يكررون ذلك في الولايات المتحدة وسمعت ذلك مؤخرا بأننا كسبنا الحرب في العراق العملية الآن مجرد عملية تمشيط فقط وهذا يدعو إلى الغرابة ما حصل والدهشة حقا.


محمد كريشان: سيد سيمون هيرش، هل لفت انتباهك أن الرئيس بوش اعتذر أو أسف عن المعلومات الخطأ وليس عن الغزو، وهناك فرق بالطبع بين الأمرين.


سيمون هيرش: نعم أنا سعيد أنك أثرت هذه النقطة وأقول لك شيئا آخر لن تسمعه أبدا في الولايات المتحدة، مع كل هذا الكلام عما يحدث في العراق، التطهير العرقي أو مجريات الحرب لم تسمع أبدا نحن في أميركا نتحدث عن جداول زمنية للخروج والانسحاب لكن لا أحد يتحدث عن أخلاقية ما نفعل به، ما هو الواجب الأخلاقي؟ هل علينا التزامات أخلاقية تجاه شعب العراق؟ هؤلاء الذين ببساطة أرادوا أن يعيشوا حياتهم يربوا أولادهم يبعثونهم إلى المدارس والجامعات لم يكونوا من مؤيدي صدام حسين، فقط أناس مستقيمون، هل ندين لهم بشيء بعد أن دمرنا بلدهم؟ هذه الأخلاقيات والقيم لم تسمعها أبدا في الولايات المتحدة. ذات مرة كنت شابا أغطي أحداث حرب فييتنام كان هناك شخص يدعى يوجين ماكارثي من مينيسوتا سيناتور يتحدى رئيسه ليندون جونسون حول الحرب في فييتنام وخاض الانتخابات ضده لأنه كان يعتقد أن الحرب غير أخلاقية، تركت وظيفتي وذهبت أنافح وأدافع عنه. لأن الآن كل ما نتحدث عنه هو كيف نخرج، لا أحد يقول ماذا ندين للعراقيين، أنا أقول المليارات والمليارات ومساعدات فقط ولا مزيد من الأسلحة ونعيد البلد إلى سابق عهده.


محمد كريشان: فاصل قصير نتابع بعده هذا النقاش حول الأسف الذي أبداه الرئيس بوش بخصوص المعلومات الخاطئة كما قال المتعلقة بشن الحرب على العراق. نعود إليكم بعد قليل.

[فاصل إعلاني]

التبعات القانونية والتداعيات المتوقعة


محمد كريشان: أهلا بكم من جديد في هذه الحلقة التي نتناول فيها مغزى الاعتراف المتأخر للرئيس بوش بأنه شن الحرب على العراق بناء على معلومات استخباراتية خاطئة. سيد سيمون هيرش، هل من تبعات قانونية لما قاله الرئيس بوش؟ يعني عندما كذب الرئيس كلينتون بخصوص علاقته مع مونيكا لوينسكي -وهي نزوة شخصية- قامت الدنيا ولم تقعد في الولايات المتحدة، هل يمكن أن يمر ما قاله بوش دون تبعات؟


سيمون هيرش: لا، لن نتوقع تكرار الشيء نفسه ليس حسب اعتقادي وكل ما علمته من أصدقائي الذين لهم علاقة بحملة أوباما والذين يرتبطون بالكونغرس أنه لا أحد يريد أن ينظر إلى الوراء، لا أعتقد أن القضية ستكون كما كان الوضع مع السيد بينوشيه رئيس تشيلي، رامسفيلد وتشيني نائب الرئيس عندما سيغادرون مكاتبهم ويسافرون في أرجاء العالم كان هناك احتمال أو أحد يقول بأن هناك محاولة محاسبتهم قضائيا لا أعتقد أن في أميركا سيحدث ذلك ولا حتى محاولة تحقيق جادة للجرائم الكثيرة التي ارتكبناها من حيث التعذيب وأيضا معاملة سجنائنا في غوانتنامو، لا أعتقد أن هذا سيصار إلى التحقيق به بشكل حقيقي، وحسب فهمي أن حملة أوباما تلتزم موقفا سلبيا حيال هذه القضايا لذلك أشك في لو أن بوش سيعامل وفقا لأية معايير حق وعدالة سواء بواسطة الحكومة أو هذه الإدارة القادمة وهذا كارثي بحد ذاته.


محمد كريشان: يعني عندما نقول تبعات أو لجنة تحقيق أو غيرها ليس على أساس ما حل بالعراق، هذه قضية أخرى، على أساس أنه تم تضليل المواطن الأميركي، هذه هي النقطة.


سيمون هيرش: هذا أيضا مرة أخرى سؤال مهم للغاية وإحدى الأمور التي لا أعتقد أن أيا من حكوماتنا كانت بهذه الجسارة والقوة في تضليل الشعب الأميركي بشكل مقصود والكذب حتى إن شئتم حول الحرب والمعلومات الاستخبارية، أنا أفصل بين بوش والبقية لأن بوش يعيش في عالم خاص به لكن هناك أشخاصا في مكتب رامسفيلد وغيره تعاملوا مع الشعب الأميركي وكأنه لا قدرة له على التفكير، هؤلاء الناس خطفوا حتى الدستور الأميركي بالطريقة التي رفضوا فيها أن يكون للكونغرس أية رقابة وفقا لمتطلبات الدستور لكنني لا أعتقد بأن هذه القضية ستصل إلى حد يكون هناك فيه رغبة حقيقية لوضع هؤلاء الناس أمام مساءلة من أي شكل.


محمد كريشان: الرئيس بوش قال بأنه لم يكن الوحيد الذي كان يعتقد بأن العراق لديه أسلحة دمار شامل، الكثير من المسؤولين في العالم وأيضا الكثير من النواب في الكونغرس وفي مجلس النواب، هل هذا عذر يخفف نوعا ما من الخطأ الذي اعترف به؟


كبار أعضاء الكونغرس كان لهم الحق في الاطلاع على بعض التقارير السرية، لكن قليلين فعلوا ذلك حتى هيلاري كلينتون لم تقرأ هذه التقارير عندما أيدت الحرب على العراق

سيمون هيرش: نعم هذا أمر مثير للاهتمام حقا لأن كبار أعضاء الكونغرس كان لهم الحق في الاطلاع على بعض التقارير السرية، تتذكرون في أكتوبر عام 2002 الكونغرس أعطى الرئيس شيكا على بياض ليقدم على خطوات استباقية من دون أية نذر، نحن أعطينا الحق لأنفسنا بأن نتعامل مع أي طرف قد يشكل خطرا متخيلا وإن لم يكن ملموسا، لهذا السبب قيل لهؤلاء أعضاء الكونغرس أقصد هناك تقارير اذهبوا واقرؤوها لكن قليلون فعلوا ذلك، حتى هيلاري كلينتون لم تقرأ هذه التقارير عندما أيدت الحرب، التقارير كانت موجودة متاحة وفيها تساؤلات لكن لا أحد قرأها لذا أنا مثلا أعرف أنه لم يكن هناك أسلحة دمار شامل وكنت أثير ذلك في نيويوركر وغيرها من المطبوعات وكثيرون من زملائنا الصحفيين لأنهم كلفوا أنفسهم عناء ما كانت تقول وكالة الطاقة الذرية جماعة محمد البرادعي في سنوات السلام التي أعقبت حرب الخليج الأولى وخرجوا بتقارير هائلة الحجم عندما تحدثوا عن عدم وجود فرصة حقيقية لوجود أسلحة دمار شامل حقيقية في العراق لكن لا أحد قرأ التقارير، كانت هناك حالة هستيريا تعم الكل بهذا الشكل موجهة ضد صدام حسين وبفكرة مفادها أن أسلحة دمار شامل موجودة وصدام شكل تهديدا وشيكا مباشرا. وأنت أيضا محق في القول كثيرون في وسائل الإعلام ومع الرئيس وفي وزارة الخارجية والوكالات الاستخبارية عرفوا أن الحقيقة مختلفة لكن لم يستطيعوا إسماع صوتهم، الحكومة أرادت فقط أن تسمع الرئيس ما يريده وليس غير ذلك.


محمد كريشان: سيد هيرش، في النهاية هل نتوقع إجراء ما من الرئيس بوش قبل أن يترك منصبه كإصدار عفو عن بعض الأشخاص أو غيره حتى يغلق هذا الملف وهو يترك البيت الأبيض؟


سيمون هيرش: أنا حقيقة على خلاف كثيرين من المراسلين والصحفيين ليست لدي فكرة، لا أعلم، ببساطة لا أعلم، بإمكاني أن أخمن لكنه سيبقى تخمينا. مؤخرا خفف بعض الأحكام وأصدر أحكام عفو وربما سيفعل ذلك أيضا ولكن بالنسبة أن أوحي بكلامي بأنني أملك معلومات هذا لن يكون صحيحا. لكن يمكن أن تتوقعوا شيئا، هو ما زال رئيسا وسيبقى رئيسا لحين العشرين من يناير/ كانون الثاني 2009 والسؤال الذي أسأله لنفسي، لو أنه في العاشر من يناير 2009 يقرر أن يقدم على خطوة عسكرية في مكان ما -وشرف العسكرية الأميركية على المحك- إذا ما أصدر أمرا هل سينفذه السيد غيتس وزير الدفاع ورؤساء الأركان؟ هذا هو السؤال الذي أسأله، هل ما زال يملك القوة والسلطة لإلقاء قنابل على أحد ما قبل تسليم مفاتيح المكتب لأوباما؟ هذا ما يخيفني ولحين مغادرته لمكتبه سأبقى نزيها مع ما أعتقد وأقول.


محمد كريشان: شكرا جزيلا لك الكاتب والمحلل الأميركي سيمون هيرش وقد كان ضيفنا في هذه الحلقة التي نصل بها الآن إلى النهاية من هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعيم، كالعادة نذكركم بإمكانية إرسال بعض المقترحات على هذا العنوان الظاهر الآن على الشاشة indepth@aljazeera.net

غدا بإذن الله قراءة جديدة في ما وراء خبر جديد، أستودعكم الله.