
البرادعي يصف المتشددين في الإدارة الأميركية بالمجانين
– أبعاد الخلاف ودلالاته
– أسباب الرفض الأميركي لتحذيرات البرادعي
خديجة بن قنة: مشاهدينا أهلا وسهلا بكم، نتوقف في حلقتنا اليوم عند الخلاف المتزايد بين الإدارة الأميركية والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي بخصوص الملف النووي الإيراني ونطرح في حلقتنا تساؤلين رئيسيين هل تجاوز البرادعي الخطوط الحمراء بوصفه المتشددين في الإدارة الأميركية بالمجانين الجدد؟ ولماذا ترفض رايس تحذيرات البرادعي واقتراحه بفتح حوار مع إيران من أجل حل وسط؟
خديجة بن قنة: اتهمت إذا وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي بتشويش الرسالة بشأن إيران لدى انتقاده طرح خيار عسكري ضد طهران وقالت رايس أن المجتمع الدولي لن يتوصل إلى حل مناسب إذا كان هناك تشويش في الرسالة، تصريحات رايس جاءت ردا على تصريحات سابقة للبرادعي حذر فيها من مغبة شن عملية عسكرية ضد إيران قائلا علينا أن لا نعطي حججا إضافية إلى المجانين الجدد الذين يقولون دعونا نذهب ونقصف إيران وكان محمد البرادعي قد أثار غضب الأميركيين وحلفاؤهم الأوروبيين في وقت سابق عندما طالب بالسماح لإيران بتخصيب جزئي لليورانيوم وقال أنه يعتقد أن إيران قادرة على امتلاك أسلحة نووية في غضون ثماني سنوات على أبعد تقدير.
[شريط مسجل]
محمد البرادعي – مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية: أميل إلى الاتفاق جون نيغربونتي والمدير الجديد لـ (CIA) بأن إيران لن تمتلك السلاح النووي قبل مرور ثلاث أو ثماني سنوات هذا إذا قررت ذلك.
خديجة بن قنة: ولعل موقف الإدارة الأميركية من تحذيرات البرادعي يذكر بموقفها من تحذيرات مماثلة أطلقها مسؤولون في مؤسسات دولية على رأسها الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبيل الحرب على العراق، تلك التحذيرات التي واجهتها واشنطن وحلفاؤها بالتجاهل مما يعكس تقييمها لدور وشرعية تلك المؤسسات.
[شريط مسجل]
إيمان رمضان: ليس مستغربا أن يكون الاستنكار هو رد الفعل الغربي إزاء تحذيرات البرادعي من استخدام القوة العسكرية ضد إيران فالمشهد المسرحي الدولي قبيل القيام بعمل عسكري ضد بلد ما عادة ما يبدأ بتحذير المؤسسات الدولية من مغبة اللجوء إلى الحرب ثم ينتهي بقرار شنها ولعل تجربة الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع الولايات المتحدة وحلفائها قبيل الحرب على العراق خير برهان على تجاهل واشنطن شرعية تلك المؤسسات وتوجيهاتها عندما يتعلق الأمر باستخدام القوة العسكرية، فقبل شهرين من شن الحرب على العراق وقبل أيام من عرض تقريره الخاص بشأن أسلحة الدمار الشامل أعلن محمد البرادعي أثناء زيارته لموسكو معارضته استخدام القوة ضد العراق مؤكدا على أنه يجب أن تكون الخيار الأخير وجاء تقرير البرادعي أمام مجلس الأمن داعما لتحذيراته إذ كشف عدم كفاية الأدلة على حيازة العراق لأسلحة نووية ولم يكن البرادعي وحده مَن تبنى ذلك الموقف الرافض للحرب بل شاركه في ذلك رئيس لجنة تقصي الحقائق في العراق هانز بليكس الذي نقلت عنه الصحف بعد بدء الحرب أن غزو العراق كان غير شرعي وأن الولايات المتحدة والدول الكبرى تجاهلت تقرير لجنة تقصي الحقائق الذي أوضح فيها عدم تمكن اللجنة من إثبات حيازة العراق أسلحة دمار شامل ورغم التحذيرات التي أطلقها الرجلان المكلفان بإثبات الحقائق عن العراق فإن الإدارة الأميركية نجحت في دفع مجلس الأمن الدولي إلى إصدار قرار يجيز شن الحرب على العراق لتبدو بذلك شرعية الأمم المتحدة والمؤسسات التابعة لها على المحك في مواجهة الإرادة الأميركية وفي الوقت الذي تواجه في إدارة بوش فشل استراتيجياتها في العراق تفتح تحذيرات البرادعي أبواب التساؤل حول مدى استجابة واشنطن للتحذيرات هذه المرة وأخذها شرعية المؤسسات الدولية الرافضة لضرب إيران بعين الاعتبار.
خديجة بن قنة: ومعنا في هذه الحلقة من واشنطن الدكتور ادموند غريب أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأميركية ومن الكويت الدكتور عبد الله الشايجي رئيس وحدة الدراسات الأميركية بجامعة الكويت أهلا بكما ضيفين على هذه الحلقة، أبدأ معك دكتور ادموند غريب وصف البرادعي الذين يدعون لمهاجمة إيران بالمجانين الجدد وقوله إن الذي يطالبون اليوم بضرب إيران لم يتعلموا من درس العراق هل هو فعلا تجاوز للخطوط الحمراء؟
" مدير وكالة الطاقة الدولية استعمل لهجة قاسية وغير معهودة عندما استخدم عبارة المجانين الجدد وذلك لقلقه من احتمال حدوث مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة وإيران قد تكون لها مضاعفات خطيرة " أدموند غريب |
ادموند غريب – أستاذ العلاقات الدولية: أنا لا أعلم إذا كان تجاوزا للخطوط الحمراء ولكنه بدون شك فإن مدير وكالة الطاقة الدولية قد استعمل لهجة قاسية وغير معهودة عندما استخدم عبارة المجانين الجدد ولكن يمكن فهم استخدامه لهذه العبارة على خلفية عدة أمور، أولا قلقه من احتمال حدوث مواجهة بين الولايات المتحدة وإيران بمواجهة عسكرية قد تكون لها مضاعفات خطرة خاصة أنه أشار إلى أنه أيضا ينظر إلى ما حدث ويحدث في العراق يوميا هذا من ناحية الأمر الآخر أنه كانت هناك أيضا انتقادات للبرادعي ولمنظمته بأنهم لم يفعلوا الكفاية قبل الحرب على العراق لتوضيح وجهة نظرهم وأيضا لم يعملوا الكفاية لمنع بروز جو ساهم أو ساعد الإدارة على شن الحرب على العراق وأيضا البرادعي له كما أشرتم في تقاريركم له مواجهته مع الولايات المتحدة وخاصة أنه كانت هناك معارضة لإعادة انتخابه وهو الآن يشعر بأنه ربما يستطيع أن يتحدث بحرية أكبر من السابق لأنه لن يرشح نفسه في المستقبل وأيضا هناك أمر آخر أنا أعتقد أنه قد يكون له علاقة بهذا الموضوع أن البرادعي وآخرين أيضا يتذكروا عندما حدثت مواجهة مع الدبلوماسي البرازيلي الذي كان يـترأس المنظمة الدولية لمكافحة الأسلحة الكيماوية في ذلك الوقت خوزيه موريتسيو بستاني وهو دبلوماسي برازيلي رفيع المستوى من أصل لبناني قامت الإدارة الأميركية وخاصة السفير الأميركي في الأمم المتحدة جون بولتون بوضع ضغوط لطرده من منصبه وذلك لأنه اتهم بأنه تبنى مواقف تناقضت مع أعمال منظمته وأيضا أنه كان يصعد الانشقاقات والخلافات داخل المجموعة الدولية وأن تصريحاته تناقضت مع منظمته ولكن الواقع أنه في ذلك الوقت أيضا كان هذا الدبلوماسي يريد إدخال العراق إلى الحوار وأراد إرسال إلى الحوار وأراد إرسال أيضا مفتشين إلى العراق ولكن الإدارة كانت ترى أن القيام بهذا الدور في هذه المرحلة سيعرقل مهمتها بشن الحرب وسيعرقل أيضا ويقف عقبة أمام المبررات.
خديجة بن قنة: هل هذا السيناريو مع دبلوماسي نعم هل هذا السيناريو دكتور الشايجي هذا السيناريو مع الدبلوماسي البرازيلي كما ذكر الآن دكتور ادموند غريب هل يمكن أن يتكرر الآن أيضا مع البرادعي وهل البرادعي قادر فعلا على أن يصدع الصف الدولي أن يحدث انشقاقات داخل المجموعة الدولية بخصوص الملف النووي الإيراني؟
عبد الله الشايجي – رئيس وحدة الدراسات الأميركية بجامعة الكويت: يعني طبعا لا شك أن محمد البرادعي بدأ يقطع الشعرة بينه وبين الولايات المتحدة الأميركية منذ فترة بسبب مواقفه التي تبدو بأنها تقترب من المعسكر الواقعي في الولايات المتحدة الأميركية خاصة يعني هناك ثلاثة مدارس الآن في أميركا لتتعاطى مع الملف النووي الإيراني الأولى المدرسة التي تتبعها الإدارة الأميركية الحالية وهي مزيج من العقوبات والدبلوماسية النشط التي تسعى للحصول على إجماع كما حدث بإصدار قرارين من مجلس الأمن خلال ستة أشهر الماضية لإدانة إيران وفرض عقوبات حسب الفصل السابع وهناك المدرسة الواقعية التي كان ينتمي إليها وزير الدفاع غيتس والذي يطالب بالانفتاح ومباشرة الحديث مع إيران ولو بشكل مباشر وجها لوجه وكتب دراسة قبل عدة سنوات من هذا الخصوص روبرت غيتس والمدرسة الثالثة التي يتزعمها الآن يعني كما يبدو منفردا إلى حد كبير نائب الرئيس تشيني الذي قبل ثلاثة أسابيع الطائرات على بعد 150 كيلومتر من شواطئ إيران حذر إيران من أن أميركا لن تقبل بأن تتحول إيران إلى دولة نووية، أعتقد رسالة المجانين الجدد التي أطلقها محمد البرادعي موجهة إلى الجناح المتشدد في الإدارة الأميركية التي يتزعمها نائب الرئيس تشيني خاصة بعد أن رشحت تقارير من داخل أو قريبة من معسكر نائب الرئيس تشيني باعتقادي بأن المفاوضات والتفاوض والحل الدبلوماسي مع إيران لا يجدي نفعا ويجب المواجهة أعتقد هذا ما كان يقصده محمد البرادعي.
خديجة بن قنة: في هذه الفكرة بالذات لا بأس أن نذكر بما قاله البرادعي عندما سُئل مَن هم المجانين الجدد قال هم أصحاب الأفكار المتطرفة الذي يؤمنون بالقوة سبيلا لفرض إرادتهم وقال إنه لا يقصد بوش لكن واضح أنه يقصد تيار المتشددين الذي يقوده الرئيس بوش.
عبد الله الشايجي: بالضبط نعم الذي يقوده نائب الرئيس ريتشارد تشيني والذي طبعا يريد أن هو يقوي الجناح المعتدل العقلاني أو الواقعي يعني المدرسة الواقعية الآن التي تطالب والتي طبعا فيها الكثير من أفكار يعني مجموعة دراسة العراق بقيادة وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر مع هاملتون الذين أوصوا بانفتاح على إيران وجزء من هذا الانفتاح هو محادثة حول العراق على أمل أن يقود ذلك إلى المزيد من الحوار حول الملف النووي الذي أميركا إلى الآن ترفض مناقشته وتريد أن تبقى الموضوع حصرا على العراق، فنحن الآن يعني محمد البرادعي بالفعل قعد يقترب مثل ما ذكر دكتور ادموند من واشنطن أنه لن يطلب التجديد هو الآن في فترته الثانية والأخيرة لهذا السبب هو أكثر تحررا بأن ينتقد وقد نسمع المزيد من الانتقادات توجه للجناح المتشدد في الإدارة الأميركية وتحذيرات خاصة أن هناك في أوروبا يعني من مقتنع بما يقوله البرادعي ولكن لا يجرؤ على قوله فهو قاعد يعني يلعب على حبلين الحبل الأول مع الجناح المعتدل الواقعي في واشنطن والجناح الثاني الجناح الأوروبي الذي يرفض أي مواجهة عسكرية ويؤمن بالمزيد من الحوار وخاصة كما يقوده الآن سولانا واجتماع أمس مع لارجاني للمرة الثانية خلال شهر وأن هناك يجب أن يكون المزيد من الوقت يعطى للحوار والنقاش خاصة أن الآن أميركا تنفتح على إيران في العراق وهناك صعوبة كبيرة للخوض العسكري كما ذكرنا في عدة مقابلات سابقة مع هذا البرنامج.
خديجة بن قنة: نعم لكن يعني ربما البرادعي قالها هذه المرة بدون حرج لأنه ولايته الأخيرة وهو ذاهب ذاهب لكن دكتور ادموند يعني هذه ليست أول مرة ينتقد فيها البرادعي مسلةألة ألة ألة ضرب إيران لماذا هذه المرة أثارت يعني كل هذه الحساسية لدى المسؤولين الأميركيين لماذا أخذت بهذا الغضب وهذه الحساسية؟
ادموند غريب: فعلا هذا موضوع مهم جدا ومثير وأعتقد أن السبب الأساسي وراء ذلك يعود إلى حساسية وخطورة المرحلة التي تمر بها العلاقة الأميركية الإيرانية وذلك ليس حول الموضوع النووي البرنامج النووي الإيراني وأيضا حول عدد من القضايا الأخرى التي يمكن أن نشير إليها فيما بعد أو نتطرق إليها والإدارة الأميركية ووزيرة الخارجية تقوم بحملة دبلوماسية وهي تواجه أيضا كما ذكر الدكتور عبد الله هناك الكثير من الانتقادات التي تواجه الإدارة من قبل اليمين الجديد في الولايات المتحدة حيث يقول بعض هؤلاء وكتبوا عبر عدد من المقالات التي نشرت في الولايات المتحدة قال بعضهم إن مضاعفات أي حرب مع إيران ستكون سيئة وستكون لها انعكاساتها الخطيرة ولكن ما هو أسوأ من ذلك هو السماح لإيران بتطوير قدرات نووية النقطة الأخرى هي أن الولايات المتحدة تمر في مرحلة كما قلت معقدة وغامضة تسير على هذا الطريق فهي من ناحية كما تقول وزيرة الخارجية تريد أن تدخل في حوار مع إيران تريد أن توقف إيران برنامجها النووي تريد أن تدخل تتبنى سياسة دبلوماسية نشطة وفعالة من ناحية وفي نفس الوقت فأنها أيضا تقوم بالتصعيد ضد إيران هناك تصعيد من خلال تبني عقوبات تبني قرارات في مجلس الأمن هناك أيضا تحركات كما سمعنا أمور رئاسية تبناها الرئيس بوش وذلك باستخدام العمل الدبلوماسي والعمل الإعلامي وحتى التلاعب بالعملة الإيرانية واستخدام الضغوط المصرفية على إيران لدفعها لتغيير سلوكها بالإضافة إلى ما يتحدث عنه البعض أيضا بأن وخاص هذا ما يتهم الإيرانيون الإدارة الأميركية بأنها تدعم قوى انفصالية داخل إيران أظن إذا نظرنا إلى الأمور من هذه الناحية نبدأ بفهم الأسباب الحقيقية وراء الموقف الأميركي.
خديجة بن قنة: الأميركي من هذه القضية نواصل النقاش بعد وقفة قصيرة فأبقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
أسباب الرفض الأميركي لتحذيرات البرادعي
خديجة بن قنة: أهلا بكم من جديد دكتور الشايجي في الكويت رد كوندوليزا رايس على اقتراح البرادعي بدء حوار مع النظام الإيراني قبل تعليق تخصيب اليورانيوم كان بقولها إن الوكالة هي هيئة تابعة للأمم المتحدة ومجلس الأمن قال كلمته الأخيرة في هذا الموضوع ألا يتناقض هذا مع مبدأ استقلالية هذه الهيئة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويضعف قدرتها وقدرة مديرها؟
عبد الله الشايجي: يعني هذا الموقف الأميركي المعتاد الذي ينظر إلى أن هناك موقف دولي واضح هناك إجماع صدر قرارين كما تذكرين أخت خديجة من مجلس الأمن في شهر ديسمبر الماضي 1737 قرار وفي شهر مارس الماضي 1747 وكلا القرارين صدر بالإجماع وهذا ملفت جدا لأن هناك إجماع دولي ضد إيران وهذا ما تريد أميركا مقابل أن العقوبات لم تكن بتلك القسوة على إيران على أمل أن تكون هناك عقوبات أكبر كما تعتقد أميركا الآن خاصة أن الأسبوع الماضي تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية كان قاسيا جدا ضد إيران بأنها لا تزال تخصب وتسرع وتيرة التخصيب لتصل إلى ثلاثة الآلاف جهاز طرد مركزي خلال الشهر القادم ويمكن عشرة الآلاف قبل نهاية السنة مما يضع إيران قريبة يعني جدا من البرنامج الذي تريده فلهذا السبب يعني أميركا ورايس عندما تكلمت أو رفضت البرادعي، يعني البرادعي ظل فترة قاعد يستفز كما ترى أميركا مواقفها أنه يرفض أن يقول بأن برنامج إيران عسكري ويقول إنه لم نتأكد بأنه عسكري طالب بالتخصيب لأجزاء قليلة من اليورانيوم داخل إيران وأيضا يعني عند مواقف يعني تستفز الإدارة الأميركية باستمرار يعني لهذا السبب يعني يقول بأن إيران ليست خطرا داهما أيضا يعني وهذا أيضا لا يتماشى مع ما تريد واشنطن ولكن مشكلة إيران أنها أيضا يعني قاعدة تعطي للأسف يعني وقودا أو ذريعة للتيار المتشدد في واشنطن لأن يستخدم حجته بأنه لن تنفع الدبلوماسية مع إيران، اعتقال إيران خلال الفترة القليلة الماضية لأربع أميركيين من أصل إيراني أتوا بزيارات خاصة إلى إيران ثلاثة منهم أكاديميين مرموقين وأحدهم رجل أعمال وكلام بوش أمس يعني لأول مرة يخرج بوش ويتكلم بشكل قاسي ضد إيران ويطالب بإطلاق سراحهم ويندد بذلك هذا يعطي ذريعة للتيار المتشدد خاصة الإدارة الأميركية خصصت العام الماضي 75 مليون دولار لتنشيط أو لدعم الحركات الديمقراطية داخل إيران وإيران تنظر له بأنه محاولة ليعني التلاعب داخل إيران ما تسميه إيران الثورة النظيفة أو الثورة البيضاء التي تسعى لزعزع استقرار أمن إيران من الداخل وجهت ثلاث تهم خطيرة لثلاثة من الأميركيين من أصل إيراني بأنهم يتجسسون على إيران وعقوبة التجسس في إيران هي الإعدام وهذا قد يتطور في المستقبل لأن تبدأ أميركا تتكلم بأنهم (Hostages) رهائن وهذا قد يضع يعني المزيد من العراقيل ويعطي المزيد من الوقود للتيار المتشدد والمحافظ في الإدارة الأميركية لأن يقول بأن إيران لا تفهم إلا لغة القوة ويجب أن لا يعني نذهب بعيدا في الدبلوماسية فأعتقد بأن على الإيرانيين أن يقرؤوا بشكل أفضل المزاج الأميركي وما يجري في واشنطن وبشكل أفضل مما يعني قرأه صدام حسين في فترة من الفترات.
خديجة بن قنة: طيب دكتور ادموند غريب يعني عندما نسمع البرادعي يقول أستيقظ صباحا وأسمع مائة قتيل أو مائة شخص عراقي برئ يلقون الموت كل يوم مهمتي هي التأكد من أننا لن نخوض حربا جديدة وأن لا يبلغ بنا الجنون إلى مواصلة قتل أحدنا للآخر هنا هل نفهم أن الدافع وراء إرساله رسالة المجانين الجدد هي عدم تكرار سيناريو العراق هذا هو الدافع الأساسي؟
ادموند غريب: من الصعب معرفة ما هي الدوافع الحقيقة وراء تصريحات أو كل الدوافع ولكن بدون شك أن الدكتور البرادعي قد عبر مخاوفه الحقيقية من حدوث نفسي الشيء في إيران أو في مناطق أخرى في المنطقة إذا ما حدثت مواجهة بين الولايات المتحدة وإيران حول البرنامج النووي وبالتالي فإنه أيضا يريد أن يعمل أو على الأقل أن يبعث برسالة واضحة ويحاول منع مثل حدوث هذا التصعيد وهذه المواجهة خاصة كما قلت في البداية أنه الكثيرين أنه على الأقل كثيرين من نقاد وكالة الطاقة الدولية قالوا بأنها لم تفعل الكفاية لتوضيح الأمور قبل الحرب على العراق ولم تحاول منع الحرب على العراق وربما قد يكون هذا هو السبب الرئيسي.
خديجة بن قنة: أليس الأصح أن نقول إنها منعت من ذلك منعت من أن تفعل ذلك خصوصا بعد يعني استقالة عدد من موظفي هذه الوكالة نذكر هانز بليكس رئيس هيئة تقصي الحقائق نذكر سكوت ريتر كبير المفتشين الدوليين ربما منعت الوكالة من أداء مهمتها في ذلك الوقت؟
ادموند غريب: بدون شك كان هناك الكثير من الضغوط التي مورست على وكالة الطاقة الدولية وهذه الأمثلة هي أمثلة حية لا يزال بعضها يلعب دورا ويحذر مما يجري الآن على الساحة خاصة فيما يتعلق بإيران ويتحدثوا ويكتبوا عن ما جرى أيضا بالنسبة للعلاقة مع العراق وأيضا الدبلوماسي البرازيلي هو مثل أيضا مهم جدا على هذا المجال ولكن ما أردت لو صحت أخت خديجة فقط بالتطرق لنقطة سريعة وهي أن هناك صراعات ليس فقط داخل إيران بين متشددين ومعتدلين ولكن أيضا هناك صراعات داخل الولايات المتحدة وهذه أشار إليها الدكتور عبد الله ولكن النقطة الأساسية أولا إن وزيرة الخارجية الأميركية قالت بأن الرئيس هو الذي يصنع السياسة وأن نائب الرئيس وكل الوزراء يؤيدوه بالنسبة للسياسة الدخول في التفاوض أو الحوار مع إيران ولكن هناك تيار شديد بدأ يبرز وعبر عنه أحد مدير وكالة الأمن الدولي في الولايات المتحدة سابقا الجنرال ويليام أودم الذي يقول بأنه يجب على الولايات المتحدة الاعتراف بأن إيران قد تصبح دولة نووية وأنه من الأفضل للولايات المتحدة لإعادة الاستقرار إلى العراق وإلى المنطقة الاعتراف بهذا الواقع وأيضا الضغط على إيران من خلال الممارسات الدبلوماسية والاقتصادية والتعاون معها مجددا لإعادة الاستقرار إلى المنطقة وهذا أمر يقلق الكثيرين من الولايات المتحدة كما يقلق بعض المسؤولين في الإدارة الأميركية.
خديجة بن قنة: نعم دكتور الشايجي مهم أن نعرف أيضا علاقة محمد البرادعي بإيران وبالملف النووي الإيراني وبالمسؤولين الإيرانيين لأن محمد البرادعي حسبما ما ذكرت سابقا صحيفة الواشنطن بوست كانت اتصالاته موضوعة يعني تحت التنصت لمعرفة ما إذا كانت تعاملاته مع إيران والمسؤولين الإيرانيين لا تثير الريبة كيف نفهم هذه العلاقة؟
عبد الله الشايجي: دعيني في البداية أعلق على الجملة الأخيرة اللي ذكرها الدكتور ادموند من واشنطن بأن بالفعل أن هذا التيار الذي بدأ يبرز ويتكلم عن ما يسمى غراند بارغ أو الصفقة الكبرى بين أميركا وإيران بسبب العراق يثير قلق كبير في المنطقة أن الولايات المتحدة الأميركية قد تعطي إيران نوعا من الدور الذي تلعبه في المنطقة بما في ذلك دور في العراق أو المنطقة وهذا قد يكون مقابل البرنامج النووي الإيراني، فأعتقد بأن يعني لا يمكن أن نتكلم الآن أن هناك إغلاق كلي لباب التفاوض أو لباب الحلول ولكن قد يكون هناك بسبب التعثر الأميركي في العراق لا يمكن أن أتكلم عن إيران دون أن نربط ما يجري بالعراق والدور الإيراني الناشط واللاعب الأساسي بعد الولايات المتحدة الأميركية تبرز إيران على الساحة العراقية ولا يمكن أن أتحدث عن برنامج نووي إيراني أو عن علاقة أميركية إيرانية في هذا الوقت دون أن نتطرق إلى الدور الإيراني الكبير داخل العراق ومدى يعني حاجة أميركا إلى التعاون الإيراني لمساعدة أميركا من مستنقع العراق الذي الآن محاصرة جدا أميركا في العراق وسبتمبر هو شهر حاسم لإدارة بوش ولبرنامجها في العراق وإيران تقرأ ذلك بشكل ذكي وستستغل نقطة الضعف هذه كما يعني كما نرى بالنسبة إلى السؤال يعني وضميره مرتاح بأنه سعى وعمل ما يقدر، هناك مخاوف حقيقية بدأت تبرز الآن يمكن خلال الأشهر القادمة قد يكون هناك توجه أكبر نحو مواجهة عسكرية تلوح في الأفق ومحمد البرادعي يريد أن يبرئ ذمته ويقول إنني قد بلغت اللهم فاشهد وإنني سعيت وحاولت وأيضا يعني أثرت نوعا ما أو حركت في الجناح الذي يرفض الحرب في أميركا وكذلك في أوروبا على أمل أن يحقق ذلك هدفه.
خديجة بن قنة: لتجنيب المنطقة حربا جديدة، شكراً جزيلا لك دكتور عبد الله الشايجي رئيس وحدة الدراسات الأميركية بجامعة الكويت، شكراً أيضا للدكتور ادموند غريب أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأميركية كنت معنا من واشنطن وبهذا نأتي لنهاية هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعيم بإمكانكم المساهمة في اختيار مواضيع الحلقات القادمة بإرسالها على عنواننا الإليكتروني indepth@aljazeera.net غداً بحول الله قراءة جديدة فيما ما وراء خبر جديد أطيب المنى وإلى اللقاء.