
نتائج القمة الرباعية بشرم الشيخ
– محاولات دعم فتح
– التداعيات المحتملة للقمة
خديجة بن قنة: مشاهدينا أهلا وسهلا بكم نتوقف في حلقتنا اليوم عند الدعم الذي يمكن أن تقدمه إسرائيل ومصر والأردن للرئيس الفلسطيني محمود عباس في القمة الرباعية التي تعقد يوم الاثنين في شرم الشيخ ونتائجها المحتملة نطرح في حلقتنا تساؤلين رئيسيين، ما الجديد الذي سيحمله أولمرت في جعبته لدعم موقف عباس وتشديد الحصار على حركة حماس؟ وهل تنجح القمة في الخروج بنتائج ملموسة تميزها عن القمم السابقة؟
خديجة بن قنة: تبدي إسرائيل عزمها على مساعدة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد أن سيطرت حركة حماس على قطاع غزة وتتحدث عن ما تسميه انطلاقة جديدة في العلاقات مع الفلسطينيين لكن دون أن توضح الإجراءات العملية التي تعتزم اتخاذها وتعبر إسرائيل عن هذه المقاربة الجديدة التي ما زال يتم ترجمتها على أرض الواقع قبيل انعقاد القمة الرباعية المقررة الاثنين في منتجع شرم الشيخ ويشارك في القمة التي يستضيفها الرئيس المصري حسني مبارك كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت العائد من زيارة إلى واشنطن والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وستشكل القمة أول اجتماعا على هذا المستوى منذ القمة الرباعية التي عقدت في الثامن منذ شباط فبراير 2005 في شرم الشيخ أيضا بين رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أريل شارون والقادة العرب الثلاثة معنا في حلقتنا اليوم من عمان الدكتور جواد الحمد مدير مركز دراسات الشرق الأوسط ومن القاهرة الدكتور جمال عبد الجواد رئيس وحدة العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أهلا بكما ضيفين قبل ذلك نتابع هذا التقرير الذي يرصد تطورات الأوضاع التي غيرت الكثير وخلقت واقعا جديدا غير الكثير في الدورين العربي والدولي فأكثر الدول العربية سارعت لمناصرة الرئيس محمود عباس بينما انبرت الدولة الغربية تقودها واشنطن وتل أبيب لقطف ثمار المشهد الجديد تحت عنوان شن حرب لا هوادة فيها على ما يسمونه محور التطرف دولا وجماعات.
[تقرير مسجل]
نبيل الريحاني: لم يدم الأمل طويلا جهود إيقاف مسلسل المواجهات بين فتح وحماس ذهبت أدراج الرياح مواثيق وعهود لم تكف لإنقاذ الساحة الفلسطينية من تناحر أبنائها نكبة أودت بحياة العشرات من الفلسطينيين ونسفت أخر جسور الوفاق الهش بين رفاق الضرب سددت أحداث غزة ضربة قوية للدور العربي الذي كف في معظمه عن إصلاح ذات البين ليصبح في أغلب مفرداته انحياز لفريق ضد آخر قالها أكثر وزراء الخارجية العرب بوضوح نحن مع الشرعية وهي الآن حسب رأيهم للرئيس محمود عباس مصر التي طالما لعبت الدور الوفاقي بين الخصمين عادت لتفتح النار على حماس متهمة إياها بتنفيذ أجندة إيرانية غير بعيدا عن الرؤية الرسمية العربية مواقف أخرى اتكئت على دماء غزة لتذكر بخارطتها الشرق الأوسطية المعركة تاريخية بين محور الاعتدال وذلك المتطرف ولابد من الحسم قراءة أميركية تحصد اليوم أنصارا في البيت الأوروبي وسط حملة إسرائيلية واسعة لاستثمار المستجدات الغزاوية تراجع الحديث عن الرباعية العربية وفجأة أصبحت تل أبيب ضيفة على مائدة الحوار تعد كالعادة بحزمة من الهدايا التفاوضية للطرف الفلسطيني لا مكان لحماس في أفق الشرق الأوسط والدعم كله في أشكاله المتعددة للرئاسة الفلسطينية صيغة يمر توقيتها ومحتواها بالغموض المثير للأسئلة الفلسطينية العالقة في أغلبها.
[شريط مسجل]
محمود عباس – الرئيس الفلسطيني: لا حوار مع هؤلاء القتلة الإنقلابيين.
نبيل الريحاني: فهل بوسع مثل هذه الطروحات أن تتجاوز حماس كرقم جوهري في المعادلة الفلسطينية؟ وهل بوسع فتح بوضعها الحالي ملء الفراغ الناتج عن ذلك؟ وإذا كانت حماس في مرمى الجميع هل يكون تجاوزها حلا لخلافات استعصى على الإسرائيليين وعلى عباس حلها طيلة سنوات السلطة الفتحاوية؟
خديجة بن قنة: إذا نبدأ النقاش مع ضيفينا وأبدأ مع الدكتور جواد الحمد من القاهرة هذه القمة الرباعية التي ستعقد الاثنين في شرم الشيخ قيل إنها استدعيت لدعم موقف محمود عباس ما المقصود بدعم موقف محمود عباس كيف سيدعم؟
جواد الحمد – مدير مركز دراسات الشرق الأوسط: لا شك أن ما جرى في قطاع غزة.
جمال عبد الجواد: هناك حكومة فلسطينية..
خديجة بن قنة: دكتور جواد الحمد السؤال موجه إليك..
" لا شك أن ما جرى في قطاع غزة مؤخرا كان عملية جراحية دقيقة قامت بها حركة حماس وتمكنت من استئصال التيار الذي كان يقف وراء الفلتان الأمني وإفشال كل الاتفاقات الفلسطينية السابقة " جواد الحمد |
جواد الحمد: لا شك أن ما جرى في قطاع غزة مؤخرا كان عملية جراحية دقيقة قامت بها حركة حماس وتمكنت من استئصال التيار الذي كان يقف وراء الفلتان الأمني ويقف وراء إفشال كل الاتفاقات الفلسطينية السابقة ويمنع الوفاق الفلسطيني الداخلي بين حركة حماس وبين حركة فتح وأعاق عمل الحكومة الفلسطينية على مدى زمن طويل ربما منذ عام 1996 هذا النجاح الكبير الذي أبدته حركة حماس في استئصال التيار دون أن يكون له تابعات على المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة ولا على تنظيم حركة فتح ولا على برياء في الأجهزة الأمنية الفلسطينية بل ولا على الوثائق الأجهزة الأمنية أقول بأن هذا النجاح الكبير أرعب واشنطن كثيرا لأنها هي التي ساعدت دوما للإطاحة بحماس والقضاء عليها بوصفها عنوانا للمقاومة ضد الاحتلال وليس بوصفها تنظيما فلسطينيا فقط ومن هذه الزواية أعتقد أن اليوم يراد دعم الرئيس محمود عباس لمواجهة حماس في محاولة لدفعه نحو كسر عظما بينه وبين حركة حماس بوصفه زعيما لحركة فتح وهما قد ينذروا في المرحلة القادمة بحرب أهلية داخلية من جهة وقد ينذر بانقسام سياسي فلسطيني أفقي وعمودي يشكل خطورة كبيرة على القضية الفلسطينية إذا استجاب الرئيس محمود عباس لضغوط ايهود أولمرت القاضية بملاحقة ما سماها خلايا الإرهاب في الضفة الغربية أي اجتثاث حركة حماس..
خديجة بن قنة: دكتور جمال عبد الجواد في القاهرة هذه القمة الرباعية أنت برأيك ماذا ستقدم لعباس؟
جمال عبد الجواد – مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: هناك انقسام فلسطيني راهن الشرعية الفلسطينية في الحقيقة مقسمة وموزعة بشكل يكاد يكون متساوي بين رئيس منتخب ومجلس تشريعي تهيمن عليه أغلبية منتخبة أيضا من حماس هناك انقسام إقليمي إلى أخره وبالتالي مطلوب من جانب هذه الأطراف .. الأطراف المشاركة في قمة بعد الغد أن تؤيد الطرف الذي تراه أكثر ملائمة لمصالحها ولاستقرار الأوضاع في المنطقة الاستقرار واضح على أن هذا الطرف تمثله حكومة رام الله والرئيس محمود عباس تستطيع أن تقدم له الكثير غطاء أكبر من الشرعية الإقليمية والدولية تسهيلات مالية لأن هذه الحكومة الحكومات الفلسطينية المختلفة تواجه نقص شديد في التمويل يؤثر على حياة المواطن الفلسطيني وأيضا تسهيلات تتعلق بحياة المواطنين الفلسطينيين بشأن الانتقال تقليل الحواجز إلى أخره وأخيرا وهذا هو الأصعب أفق سياسي لحل مشكلة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لتسوية سلمية ما بين الطرفين هذا ما ستحاول هذه القمة أن تقدمه للرئيس أبو مازن هل ستستطيع إلى أي مدى أعتقد هذه هي الأسئلة لكن على الأرجح أنها ستقدم له بعض الأشياء قدر من الدعم يعزز موقفه لكن أعتقد علينا أن نحافظ على طموحاتنا أو توقعاتنا منخفضة..
خديجة بن قنة: نعم دكتور يعني يعزز موقفه ماليا أو اقتصاديا وأمنيا لكن ماذا عن الجانب السياسي؟
جمال عبد الجواد: هذا هو ما أعنيه بالأفق السياسي أعتقد أنه القضية الفلسطينية أو الصراع الفلسطيني الإسرائيلي اللي وجد صعوبة شديدة صدر صعوبة شديدة في التوصل إلى تسوية خلال مرحلة كان فيها شريك فلسطيني خلال مرحلة كان فيها قدر أعلى من الانسجام الفلسطيني غياب الانقسام السلطة لا أعتقد أنه سيكون من السهل التوصل إلى هذه التسوية في ظل الانقسام الراهن لكن على الأقل بدء عملية سياسية واستكشاف ما يمكن التوصل إليه هذا هو ما يمكن الوصول إليه في هذه المرحلة الرئيس أبو مازن مثلا طلب فتح حوار فورا حوار جاد مع الإسرائيليين بشأن الحل النهائي شكل الحل النهائي شروط ومحدداته إلى أخره أعتقد أن أشياء من هذا النوع ممكنة وربما يتم التوصل إلى بعض الأفكار في هذا السياق وهناك أفكار بالفعل موجودة بدء من مبادرة الرئيس كلينتون إلى وثيقة جنيف.
خديجة بن قنة: نعم دكتور جواد الحمد ربما هذا السقف واقعيا عالي عن مستوى التوقعات المنتظرة مما سيقدمه أولمرت لعباس المسؤولون في إسرائيل يقولون إسرائيل ستحول أموال إلى حكومة الطوارئ ستخفف القيود على التنقل في الضفة الغربية وربما في مرحلة لاحقة هناك إجراءات سيتم توسيعها في المستقبل لتشمل منح قوات الأمن التابعة لعباس سيطرة على مناطق إضافية في الضفة الغربية هل برأيك هذا أقصى ما يمكن لمحمود عباس أن يأخذه من قمة كهذه؟
جواد الحمد: أعتقد أن مبدأ عقد القمة بهذا الشكل هو يمثل دعم للرئيس محمود عباس في مواجهة حركة حماس وتشجيعه على اتخاذ خطوات أكثر ربما قسوة في التعامل معها في قطاع غزة هذا واحد والقضية الثانية أن الحكومة الإسرائيلية القائمة اليوم وأعضاء الكنيست وتركيبة الكنيست الإسرائيلي القائمة اليوم لا تسمح بأن تقدم إسرائيل أي عروض سياسية عملية على الأرض الأفق السياسي المقصود به الانسحاب من أراضي محتلة عام 1967 ليس مطروحا في البرنامج الإسرائيلي الحالي اليوم لا في الحكومة السابقة ولا بدخول ايهود باراك في الحكومة الجديدة وعليه فأن الجانب الإنساني سيأخذ هو البعد الأكبر ودعم كما تفضلتِ دعم الأجهزة الأمنية بالسلاح لمواجهة حماس ويستدعي حماية الشعب الفلسطيني وتوفير بعض المال من الأموال الفلسطينية المحجوزة عند إسرائيل تبلغ حوالي 600 مليون دولار يتوقع حسب أحسن التقديرات أن يقدموا لمحمود عباس حوالي 100 مليون دولار فقط من أجل توفير بعض الرواتب وبالطبع أن هذا الكلام أن هذه المسائل لن تكفي إطلاقا لتكريس شرعية الرئيس محمود عباس في ظل الانقسام والخلاف الحاد في الساحة الفلسطينية ناهيك عن الخلاف الحاد أيضا والانقسام داخل حركة فتح ذاتها إذ هناك محاور تتشكل اليوم داخل فتح أيضا تقد مضجع الرئيس وتعيقه حركته إلى الأمام في الجانب السياسي بل وحركته على صعيد الوحدة الفلسطينية ما لم يكن هناك حوار فلسطيني عميق وواسع ومتفق على قواعده وأسسه يستند إلى اتفاق مكة وثيقة الحوار الوطني الفلسطيني ما لم يكن ذلك لا يستطيع الرئيس محمود عباس أن يتقدم بخطوات مهمة مع إسرائيل.
خديجة بن قنة: إذاً فعليا هل يمكن أن تخرج هذه القمة الرباعية بنتائج ملموسة؟ بعد وقفة قصيرة فلا تذهبوا بعيدا.
[فاصل إعلاني]
خديجة بن قنة: مشاهدينا أهلا بكم من جديد مازلنا النتائج الملموسة التي يمكن أن تخرج بها هذه القمة الرباعية المرتقبة بعد غد في شرم الشيخ دكتور جمال عبد الجواد في القاهرة بعض المصادر تقول إن أولمرت يريد من هذه القمة غطاءا عربيا لعدوان على غزة بمعنى أن أولمرت سيحاول الضغط على الأطراف العربية الموجودة لمنحه فرصة لتدخل عسكري محدود لضرب البنية التحتية لحماس ولضرب كوادر وقيادات حماس إلى أي مدى يمكن أن يكون هذا الكلام واقعيا؟
جمال عبد الجواد: لا أعتقد ذلك أستطيع أن أقول إنه ليس لدى إسرائيل وليس لدى الأطراف العربية في الحقيقة أي تصور دقيق حول ما يجب أن يتم عمله إذا التطورات التي حدثت في غزة الأسبوع الماضي هذه التطورات في الحقيقة قلبت كل الموازين والأوضاع المستقرة في المنطقة وبات الجميع بحالة من حالات الارتباك وعدم التأكد والثقة بشأن ما يجب عمله الحديث عن تدخل عسكري إسرائيل كثيف في قطاع غزة في الفترة القريبة المقبلة أن إسرائيل بالفعل حسمت أمرها ولا أظن أن إسرائيل حسمت أمرها في هذا المجال كما يحسم العرب أمرهم في الحقيقة ولا السلطة الفلسطينية في رام الله ولا سلطة حماس أيضا في غزة حسمت أمرها بشأن ما يمكن فعله بعد هذا الانقسام الفلسطيني اللي خلق واقع استراتيجي وجيوستراتيجي جديد في المنطقة الأرجح أننا سنرى إسرائيل في الفترة المقبلة بالذات في ظل وزارة الدفاع الجديد إيهود باراك أقل تسامحا إذا جاز استخدام التعبير في الرد على عمليات فلسطينية لكن أن تصل إسرائيل إلى مرحلة اجتياح كبير لقطاع غزة هذا الأمر تجنبته إسرائيل لفترة حتى في ظل قيادة شارون لعلمها بأنه أمر شديد التكلفة بغض النظر عن من يسيطر على قطاع غزة بالعكس ربما إسرائيل ترى الآن أنه في محاصرة حماس في داخل قطاع عزة حماس في نوع من أنواع السجن والمأزق دعها هناك ولا داعي لإثارتها أو استثارتها من أجل توسيع نطاق عملياتها ضد إسرائيل أو ضد أو في المنطقة بشكل عام.
خديجة بن قنة: طيب أنت دكتور جواد ما رأيك في هذا الكلام؟
جواد الحمد: أنا أتفق مع الدكتور جمال بخصوص أن إسرائيل ليست جاهزة لاجتياح غزة ولم تكن من قبل جاهزة حقيقة وذلك لأسباب عديدة ومتعددة السبب الأول أن إسرائيل خرجت من قطاع غزة هربا من جحيم المقاومة من داخله وأخذت معها مستوطنين وهي لا تجرأ إلى أن تعود إليه من جديد ثانيا هي لم تتمكن من أن تدمر البنية التحتية لحركة المقاومة الإسلامية حماس عسكريا وهي تقيم في القطاع بقواتها ومعسكراتها ومستوطنيها وهي اليوم أعجز من أن تضربها من خارج قطاع غزة المسألة الثالثة أن حماس تسلحت بكميات هائلة من الأسلحة التي كانت بحوزة الحرس الرئاسي وقوات الأمن الوطني والمخابرات العامة وغيرها زادت من قوة حماس العسكرية وزادت من ثقتها بنفسها أيضا الأمر الرابع أيضا أن الحكومة الإسرائيلية فقدت كثيرا من الإمكانات المعلوماتية التي كانت توفرها لها بعض الشخصيات المتنفذة في الأجهزة الأمنية الفلسطينية في ظل سيطرة حركة حماس على هذه الأجهزة ومقراتها ومعلوماتها مما يعني إضعاف الجهد الاستخباري الإسرائيلي صحيح أن هناك بعض العلماء سيبقوا منبثين في داخل قطاع غزة ولكن في النهاية هناك إضعاف لجهاز الاستخبارات المعلوماتي وهو ما دمر خطتها في جنوب لبنان في العام الماضي وأعتقد أن إسرائيل ستفكر كثيرا قبل أن تقدم على مثل هذه الخطوة أما العدوان بمفهوم أن ترد على بعد الصواريخ أو أن تضرب هنا وهناك وتحاول القيام ببعض الاغتيالات أعتقد أن الأمر مبكر وستؤخر إسرائيل هذه العملية إلى حين أن ترى كيف يمكن لمحمود عباس أن يقوم بهذه المهمة عبر زعزعة الاستقرار في قطاع غزة كما يقولون.
خديجة بن قنة: طيب محمود عباس كيف يمكن على ذكر هذه الجملة محمود عباس هل هو قادر على أداء هذه المهمة والسؤال للدكتور جمال عبد الجواد يعني صحيفة إيديعوت أحرونوت الإسرائيلية على سبيل المثال قالت إن عباس يعد خطة من أربعة مراحل لفرض حكمة على الضفة الغربية تتضمن تفكيك الميليشيات بما في ذلك الذراع العسكرية لحماس وإعلان حركة حماس منظمة إرهابية وعزلها في قطاع غزة وتقديم موعد الانتخابات هل محمود عباس قادر على أداء هذه المهمة برأيك؟
جمال عبد الجواد: ربما يكون قادر على أداءها جزئيا بدرجة مناسبة في الضفة الغربية لكن قطاع غزة تماما خارج سيطرته في الحقيقة في الضفة الغربية الوجود العسكري لفتح وللحرس الرئاسي والقوى المؤيدة للرئيس أبو مازن أقوى بكثير وأعتقد أنها قادرة على العمل على تفكيك البنية التحتية أجزاء من البنية التحتية على الأقل لحماس لكن هذا سيكون مكلفا في الحقيقة لأنه ربما يدفع أو يستفز حماس للعمل بشكل صريح ضد السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وهذا أمر يجب أن يكون الرئيس عباس مستعدا له لأنه أمر مكلف وله أثره على الاستقرار وعلى الشرعية في فلسطين شرعية الرئيس عباس لكن بالمقابل في قطاع غزة أعتقد أنه أصبح قطاع غزة بالكامل خارج النطاق العسكري لسلطة الرئيس عباس إلا إذا لجأ ولجأت القوى المؤيدة إلى ما يشبه أنواع من أنواع العمليات الخاصة أو حرب العصابات أو كذا ضد مراكز حماس لكن الأثر السياسي إلى هذا أعتقد أنه سيكون محدود.
خديجة بن قنة: دكتور جواد الحمد كيف يمكن لأي خطوة تتخذها هذه القمة الرباعية أن تكون ذات مصداقية إذا كانت يعني تفتقد إلى إقناع للعرب أنفسهم لأنها في النهاية لا تشرك سوى مصر والأردن في هذه القمة ليقتنع العالم العربي لابد أن تكون هناك أطراف عربية أخرى مثلا المملكة العربية السعودية؟
جواد الحمد: ليست هذه مشكلة بحد ذاتها المشكلة أن يهود أولمرت لم يأتي إلى هذه القمة وبيده حقيبة سيقدمها للفلسطينيين ولا للعرب إنما جاء لإقامة علاقات عامة مع دولتين عربيتين رئيسيتين من جهة وجاء لدعم محمود عباس في مواجهة حماس من جهة ثانية جاء لتكريس صورته كرجل سلام في إسرائيل وللأميركيين من جهة ثالثة كما أنه سيسعى إلى إبداء حسن النوايا عبر قضايا إنسانية كما ذكرنا سابقا على الصعيد السياسي كل الدول العربية بلا استثناء بما فيها الأردن ومصر وتجربتها طويلة مع إسرائيل تدرك تماما أن الجانب الإسرائيلي لا يريد أن يقدم للفلسطينيين شيئا مهما ورئيسيا فيما يتعلق بالضفة الغربية خصوصا فيما يتعلق بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة أيضا خصوصا ما يتعلق بالانسحاب إلى أربعة حزيران أي حتى المبادرة العربية لا تعبأ بها إسرائيل من الناحية العملية وإنما من الناحية الشكلية وناحية بناء علاقات عامة ومن هذا المنطلق لا أعتقد أن مصر والأردن يتوقعان كثيرا من هذه القمة ولكن يبدوا أن هناك محاولة لإيجاد حراك سياسي عام إزاء عملية السلام من جهة ولدعم شرعية محمود عباس من جهة ثانية ولمحاولة محاصرة حماس من جهة ثالثة القمة لا أتوقع لها أن تنجح في تحقيق أي آمال أو طموح لا للشعب الفلسطيني ولا للشعب العربي بل ولا لطموح قيادات الدولتين حتى العربيتين مصر والأردن.
خديجة بن قنة: في كل الأحوال دكتور جمال يعني إلى أي مدى يمكن الوثوق بأي وعود يقدمها إيهود أولمرت في هذه القمة الرباعية وأليس من مصلحة أولمرت أن يستمر التأزم الحالي الحاصل حاليا في الأراضي الفلسطينية؟
" أعتقد أن القمة الرباعية ليست قمة اتخاذ قرارات كبرى بل في الحقيقة هي محاولة للتوصل إلى تفاهم مشترك ما بين أطراف رئيسية إقليمية معنية بالقضية الفلسطينية ومعنية بالتطورات التي حدثت في غزة " جمال عبد الجواد |
جمال عبد الجواد: دعيني أقول إنه أعتقد أن هذه القمة ليست قمة اتخاذ قرارات كبرى من أي نوع في الحقيقة هذه القمة هي مرة أخرى بالإشارة إلى حالة الارتباك المسيطرة على كافة الأطراف في المنطقة يسري هذا على إسرائيل والدول العربية والسلطة الفلسطينية في رام الله وحكومة حماس أيضا هذه القمة هي تقع في منطقة وسطى بين التفاوض والعصف الذهني في الحقيقة محاولة للتوصل إلى تفاهم مشترك منا بين أطراف رئيسية إقليمية معنية بالقضية الفلسطينية معنية بالتطورات اللي حدثت في غزة الأسبوع الماضي أعتقد أنه فيما يتعلق بالإجراءات أو القرارات الحاسمة أو الأكثر تأكدا لا يمكن الحديث عن أشياء تتعلق بالوضع الإنساني بالدعم الرمزي السياسي وربما فتح نوع من أنواع القناة السياسية غير الرسمية تتفاوض أو تفكر بشأن حل نهائي أو كذا لكن أكثر من هذا ليس هذا هو مكانها لأن عناصر الحل السياسي للقضية الفلسطينية الآن أصبحت غير متوفرة بدرجة أكبر مما كان عليه الحال قبل أسبوعين لم يكن هناك الكثير من هذا فما بالك اليوم هل يمكن الوثوق بأولمرت في السياسة القضية أكثر تعقيدا من هذا بكثير أولمرت انتخب على برنامج انسحاب إسرائيلي من الضفة الغربية كما سبق لشارون أن انسحب من غزة لكن أعتقد أنه لكن يمكنه تنفيذ هذا البرنامج الآن برغم أنه يرى أن مصداقيته على المحك لأن الرأي العام الإسرائيلي غير مستعد في هذه المرحلة اللي فيها درجة عالية من عدم التأكد من أنه يسلم الضفة الغربية لآخرين للفلسطينيين في هذه الحالة الثقة أعتقد الفجوة بعيدة لكن الأطراف الأربعة لها مصلحة على الأقل في التعرف على رؤى بعضها البعض وهذا هو أكثر ما يمكن الوصول إليه في هذه المرحلة هذه القمة ليست قمة اتخاذ قرارات كبرى بشأن المستقبل الفلسطيني اللي أصبح أكثر غموضا بعد تطورات الأسبوع الماضي.
خديجة بن قنة: شكرا جزيلا لك الدكتور جمال عبد الجواد رئيس وحدة العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الشكر أيضا للدكتور جواد الحمد من عمان مدير مركز دراسات الشرق الأوسط وبهذا نأتي مشاهدينا لنهاية هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعيم بإمكانكم كالعادة المساهمة في اختيار مواضيع الحلقات القادمة بإرسالها على عنواننا الإلكتروني indepth@aljazeera.net وغدا بحول الله قراءة جديدة في ما وراء خبر جديد أطيب المنى والسلام عليكم.