
مستجدات قضية الممرضات البلغاريات في ليبيا
– مستقبل القضية وخيارات تسويتها
– الانعكاسات المحتملة للتسوية
ليلى الشيخلي: حياكم الله، نتوقف في حلقة اليوم عند قضية الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني المحكوم عليهم بالإعدام في ليبيا وذلك في ضوء إعلان المحكمة العليا الليبية اليوم أنها ستصدر رأيها النهائي في هذه الأحكام الشهر المقبل وذلك إثر طلب استئناف تقدم به محامو المتهمون نطرح في الحلقة تساؤلين: ما الوجهة التي تسير فيها هذه القضية الشائكة وما الخيارات المتاحة أمام ليبيا لتسويتها؟ وكيف ستنعكس التسوية المنتظرة على الداخل الليبي وعلى علاقة طرابلس مع الغرب؟
ليلى الشيخلي: قرار المحكمة العليا المنتظر الشهر المقبل وتحديدا في الحادي عشر منه ويبدو كأنه الفصل القضائي الأخير في قضية شائكة تشغل الرأي العام الليبي منذ ثماني سنوات تقريبا، في جلسة النظر في أحكام الإعدام الصادرة بحق البلغاريات والطبيب الفلسطيني الذي منح الجنسية البلغارية قبل أيام طلبت النيابة العامة تثبيت هذه الأحكام التي صدرت عام 2004 وثبتت عام 2006 وقد حدثت تقارير عقب الجلسة وقبلها نقلا عن مسؤول في مؤسسة القذافي التي يرأسها سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي تحدثت عن تسوية لهذه القضية قد تعلن على الأرجح يوم الجمعة المقبل ووفقا لهذه التقارير فقد تتألف التسوية المنتظرة من جملة عناصر أبرزها تخفيض أحكام الإعدام إلى السجن المؤبد بقرار من مجلس القضاء الأعلى الليبي، تسليم طرابلس الممرضات والطبيب إلى بلغاريا لقضاء الأحكام فيها بموجب اتفاقية تبادل السجناء بين البلدين الاتفاق في سياق ذلك على تعويض مالي يرضي أسر الأطفال المصابين بالإيدز.
[تقرير مسجل]
خالد الديب: حجز القضية للنطق بالحكم أعطى انطباعا بأن الستار القانوني سيسدل بشكل نهائي على قضية الإيدز وأن دور المحاكم والقضاة سينتهي في الحادي عشر من الشهر المقبل.
عثمان البيزنطي – محامي الممرضات البلغاريات: ذلك يعني يرجع إلى تطبيق القانون باعتبار أن سوف تداول القضية وتبحث فيما يتعلق بأدلة الدفاع وما قدمه في مرافعاته وما لديه من مستندات وأوراق قدمت في السابق وصحف الطعن وترى أيضا تبحث في الطعون المدنية المتعلق بالمدعين بالحق المدني وطلبات النيابة وبالتالي سوف ترى أي وجهين سيكون إما الإلغاء ونقض الحكم والبراءة وإما تأييد وهذا حسب ما يطرأ للمحكمة بحث هذه القضية.
خالد الديب: خارج أسوار المحاكم وساحات القضاء تبدو المعطيات أكثر غموضا فبرغم من المفاوضات المكوكية التي ترعاها مؤسسة القذافي للتنمية ونبرة التفاؤل التي تتحدث بها أطراف المفاوضات عن قرب التوصل إلى حل مرض إلا أن ملامح هذا الحل لا تزال غير واضحة المعالم.
إدريس الآغا – رئيس رابطة أسر الأطفال المحقونين بالإيدز: أعتقد بأن هذه ستكون مدة كافية للوصول إلى اتفاق بشأن التسوية المطروحة الآن وأعتقد بأن ذلك سيكون حتى قبل الموعد الذي حددته هذه الجلسة ونحن أيضا نجدد ثقتنا الكاملة في القضاء الليبي وبأن أحكامه ستكون بمقتضى العدالة.
خالد الديب: قضية الإيدز التي تحولت في ليبيا إلى قضية رأي عام تضاربت حولها الآراء خاصة بعد صدور تقرير الخبير الفرنسي لوك مونيتينه الذي قال إن الفيروس موجود بالمستشفى قبل وصول الممرضات البلغاريات، بالرغم من مرور ثماني سنوات على هذه القضية ودخولها أكثر من محكمة إلا أنها تزداد مع مرور الوقت تعقيدا وغموضا فيما تنتظر كل الأطراف المعنية بها لحظة الحسم، خالد الديب الجزيرة طرابلس.
ليلى الشيخلي: ومعنا في هذه الحلقة من العاصمة الليبية طرابلس إدريس الآغا رئيس رابطة أسر الأطفال المحقونين بفيروس الإيدز، من لندن معنا الكاتب والمحلل السياسي الليبي السنوسي بسكري وعبر الهاتف من طرابلس المحامي عثمان البيزنطي محامي الممرضات البلغاريات ونبدأ مع المحامي عثمان البيزنطي يعني عندما على مر هذه السنوات كنا نتابع القضية دائما هناك إعلان حكم ثم استئناف والكل ينتظر حكم نهائي اليوم كان يفترض أن يعلن هكذا حكم ولكن تم التأجيل ليوم الحادي عشر من الشهر المقبل لماذا التأجيل أولاً؟
عثمان البيزنطي – محامي الممرضات البلغاريات: للواقع لم يتم التأجيل إنما هو اتخاذ إجراء قانوني بعد سماع مرافعة النيابة والدفاع والمدعين بالحق المدني، المحكمة حجزت الدعوة للحكم ولتنظر في أوجه الدفاع والدفوع المقدمة والمذكرات المقدمة في الدعوى لأن القضية لا يمكن أن تكون المحكمة قد تهيأت للفصل في الدعوى بمجرد سماع مرافعة الدفاع أو النيابة العامة وحجز الدعوى للحكم هذا إجراء قانوني تتخذه جميع المحاكم حتى تتبين وجه الحق في الدعوى وتفصل فيها بعد المداولات.
ليلى الشيخلي: ماذا بعد يعني الآن أعلن تاريخ جديد الحادي عشر من يوليو هل هذا سيعتبر اليوم النهائي الحكم النهائي أم هناك خطوة لازالت قادمة يمكن أن ننتظرها؟
عثمان البيزنطي: طبقا لأحكام القانون الليبي يعتبر الطعن للمرة الثانية أمام محكمة عليا هو المرحلة النهائية لدرجة التقاضي وبالتالي فإن هذه الجلسة ستكون جلسة حاسمة ونهائية وليس تم تأييد إجراء قانوني يتخذ بعد الحكم الصادر من المحكمة العليا.
ليلى الشيخلي: يعني هل هناك أي خيار متاح قانونيا يعني بعد الحكم مثلا إما للتخفيف أو للعفو؟
عثمان البيزنطي: هذا ما تملكه المحكمة العليا إذا رأت أن القضية لا ينطبق عليها النص المجرم وهي قانون العقوبات وتستطيع أن تعدل الوصف والقيد باعتبارها جريمة تهمة خطائية مثلا أو أن الجريمة غير قائمة فتحكم بنقض الحكم المطعون فيه والحكم بالبراءة فهناك عدة أوجه لنهاية هذه القضية أو كما تعديل القضية للوصف والقيد إلى تهمة القصاص طبقا لأحكام الشريعة الإسلامية وبالتالي ما دام مطالبات بالتعويض تنزل المحكمة العليا بعقوبة الإعدام إلى السجن المؤبد.
ليلى الشيخلي: سيد إدريس الآغا يعني الحديث الآن هو عن تسوية ما ملامح التسوية التي يمكن أن تقبل بها أسر الضحايا.
" |
إدريس الآغا – رئيس رابطة أسر الأطفال المصابين بالإيدز: بسم الله هذه التسوية منذ أكثر من ثلاث سنوات وقد جلسنا جلسات طويلة وعديدة مع ممثلي المجتمع الدولي وأيضا مسؤولي وممثلي الدولة الليبية باعتبارها طرف وباعتبارها من الدول المانحة للصندوق الدولي تقدمت الأسر بمطالبها للوصول لهذه التسوية ولمحاولة الوصول لاتفاق نهائي بشأن هذه التسوية وتمثلت مطالب الأسر في المطلب الرئيس الأول وهو ضمان العلاج المتقدم لأطفالنا الطاهرين مدى حياتهم سواء بالداخل أو بالخارج في المراكز الطبية المتقدمة عالميا لعلاج هذا المرض وهذا الطلب هو الأساسي لأنه هو الطلب الذي أو المطلب الذي يضمن حياة أطفالنا لأن الساحة الآن هي ساحة صراع للحفاظ على الحياة بأي شكل الأطراف الأخرى تسعى للحفاظ على حياة الممرضات البلغاريات المدانات وطبيب الامتياز الفلسطيني، نحن بدورنا نسعى للحفاظ على حياة أطفالنا وأن لا يدفعوا ثمنا أكثر مما دفعوه خلال هذه التسع سنوات هذا المطلب ما يخص العلاج المتقدم مدى الحياة بالداخل والخارج وضمان ذلك سواء من الدولة الليبية.
ليلى الشيخلي: طيب الحديث سيدي عن تسوية يتم التوصل إليها يوم الجمعة بالتحديد والحديث أيضا عن أرقام مثل 10 مليون يورو للعائلة الواحدة يعني هل هذا هو الرقم اللي تم تقريبا الاتفاق عليه هل هذا هو الرقم الذي يمكن أن يرضي الأسر ويمكن التنازل في المقابل عن يعني طلب الإعدام بحق الممرضات والطبيب؟
إدريس الآغا: ما تم ذكره بخصوص الإعلان عن اتفاق نهائي بخصوص هذه التسوية يوم الجمعة لا أعتقد بأنه صحيحا 100% يعني يظل مجرد توقع لإعلان هذه التسوية ولكن لم يعلن عنها في هذا التاريخ، أنا أعتقد جزما بأنه سيعلن عنها قريب جدا خلال الأيام القادمة لأننا نعتبر قد تقدمنا خطوات إيجابية وفي الاتجاه الصحيح لإتمام هذه التسوية هذا من ناحية من ناحية قيمة التعويضات التي تقدمت بطلبها الأسر لجبر الضرر المادي والمعنوي الذي لاحقها جراء هذه الكارثة فهذا الطلب يعني بطبيعة الحال لا يقبل أي طلب ليقدم في مفاوضات في العالم هو الطلب لطاولة التفاوض وسيحسم الأمر على هذه الطاولة من كل الأطراف وبتراضي كل الأطراف فوصلنا رقم قد تعتبره الأسر عادلا بالنسبة لها مهما كان هذا الرقم فسنعلن الوصول إلى اتفاق نهائي حول مسألة التسوية ولكن..
ليلى الشيخلي [مقاطعةً]: طيب لنتوجه إذا سمحت سيدي السنوسي البسيكري يعني هذه التسوية اللي يعني بصدد الحديث عنها تم الإشارة عليها من قبل أو الإشارة إليها بالأحرى من قبل سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي وكانت الإشارة واضحة إلى التسوية وهذا في الواقع يعني أمر اعتبر يعني جديد خصوصا وأنه حتى فترة قريبة كان الحديث كله عن عدم قبول أي تسوية في هذا الإطار ما قراءتك لهذا الجديد؟
السنوسي البسيكري – كاتب ومحلل سياسي: نعم أنتِ تعلمي سيف الإسلام يقود مشروع إصلاحي بدأ هذا المشروع من سنوات تحديدا تركز في تسوية قضايا ليبيا العالقة الرئيسية القضايا الرئيسية بدأت من مشكلة لوكيربي وحلت هذه القضية بواسطة من قبل سيف الإسلام ذكر هذا صراحة في مناسبات متعددة فإذا استمرار مشروع سيف الإسلام الإصلاحي الاقتصادي الآن يعني البعد السياسي في المشروع يبدو أنها سيتأخر ويبرز إلى الأمام الشق الإصلاحي في المشروع مازال متعثر باعتبار أنه يحتاج إلى انفتاح كامل مع الغرب على ليبيا بأن الانفتاح الكامل معها منوط بتسوية قضية البلغار هي كما قال البعض وذكر العديدين بأنها آخر عائق أمام تطبيع ليبيا الشامل مع أوروبا ودخولها أو عودتها للمجتمع الدولي بشكل كامل بعد تسوية هذه القضية فالقضية تأخذ أهميتها في التسوية من هذا الجانب جانب عودة ليبيا بعد أن فرض عليها الغرب هذا الشرط.
ليلى الشيخلي: يعني قضية التسييس وهو ما تلمح له يعني هذا ما سنتاوله في الجزء الثاني من البرنامج فالكل يحذر من تسييس القضية بدء من الاتحاد الإفريقي انتهاء بالجامعة العربية، نأخذ فاصلا قصيرا ثم نتابع المسألة أرجو أن تبقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
ليلى الشيخلي: أهلا من جديد مذنبون أم أبرياء؟ أياً يكن الحكم الذي ستقفل بها المحكمة الليبية هذا الملف فإن ذلك لن ينهي المأساة الإنسانية التي تتجدد باستمرار وتجدد عذاب الصغار المرضى وأهاليهم ومع تشييع كل طفل قضى بسبب جريمة باشرها القضاء قبل أن تتلقفها يد التسويات بعد ذلك.
[تقرير مسجل]
نبيل الريحاني: شبح الموت يترصدهم وهم بعد في مقتبل الحياة، أكثر من أربعمائة طفل ليبي اصطادهم فيروز الإيدز موديا بأرواح 56 منهم إلى حد الآن فيما ينتظر الباقون رحمة الله الواسعة وعدله في الدنيا قبل الآخرة، جريمة بأتم معنى الكلمة حولت حياة مئات العائلات الليبية إلى جحيم لا يطاق، أولياء يعايشون يوميا عذاب أبنائهم دون حول منهم ولا قوة تحولت جنازة الأطفال الشهداء كما يصفهم الليبيون مظاهرات غضب يجدد فيها المشيعون كل مرة المطالبة بالحقيقة كاملة والعدالة الكاملة، عدالة هي اليوم بين يدي القضاء الليبي الذي أدان خمس ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيني منحته بلغاريا جنسيتها مؤخرا بحقن أطفال عمدا بالمرض اللعين، أنكر البلغار ما نسب إليهم غير أن حكما بالإعدام صدر بحقهم في 2004 ثم أكد في 2006 جبهة جديدة للتوتر بين ليبيا والدول الغربية، بلغاريا تساندها أوروبا والولايات المتحدة تنفي تورط مواطنتها في الجريمة وتدعو لإطلاق سراحهن، الرواية الغربية تقول إن الحقيقة لا تعدو أن تكون إهمالا نتج عن التهاون في المقاييس الليبية للسلامة الطبية، عيون تذرف الدموع في أحد ساحات العاصمة البلغارية صوفيا إشفاقا على الممرضات وأخرى تنتحب على فراقا وشيكا لفلذة الكب فيما راج الحديث عن التسوية منذ أن ناصرت بلغاريا بحماس ملفت رفع العقوبات عن ليبيا في قضية لوكيربي عندما خيمة القذافي حط رحلة وعلى رؤوس أولياء الأطفال المصابين نثر وعود التعويض السخي بنود من زيارة الرئيس البرتغالي إلى طرابلس تلك التي مهدت لاتفاق سنة 2005 بإنشاء صندوق لرعاية أطفال المحنة يعدمون أم يدفعون ثمن حريتهم؟ سؤال ما تزال إجابته عالقة فيما يد الموت طليقة تترصد أرواح بريئة وددت لو أنها سألت بأي ذنب أزهقت.
ليلى الشيخلي: لنتوجه للسيد إدريس الآغا يعني عندما ننظر لهذه الصور ندرك طبعا بلا شك هي مأساة وكارثة بالنسبة لأهالي هؤلاء الأطفال والكل يعني يدرك حجم هذه المأساة ويتصور فقط له أن يتصور ولكن في النهاية هل هناك شعور لديكم بأن ربما يعني هنا حاجة لإيجاد مَن يتحمل المسؤولية هنا يعني وأنكم رفضتم بعض الأدلة العلمية التي قدمت على أعلى المستويات ورفضتم حتى أن تقدم في محكمة الاستئناف ألا يعني يحملكم جزء من المسؤولية هنا؟
إدريس الآغا: أولا نحن في ساحة حرب مفتوحة والبطولة والنصر في هذه الحرب هو الحفاظ على حياة أطفالنا الطاهرين مهما كانت الأسباب ومهما تعددت هذه الأسباب ما يتعلق بالأدلة العلمية التي ذكرتِ بأن لم نعترف بها أو لم نقدرها بما لها من قيمة علمية، أولا هناك أدلة علمية وصدرت أيضا عن أوروبيين بيض أصحاب الحضارة البيضاء تدل هذه الدراسات العلمية وتستنتج علميا بأن هذا الفيروس الذي حقن به أطفالنا الطاهرون هو فيروس معدل وراثيا ولم يسبق أن سجل تفشيه بين البشر قبل أطفالنا الطاهرين، هذا ما ذكره البروفيسور الإيطالي أوبالدو فيسكو كومالديني وفريقه العلمي وأيضا منذ حوالي ستة شهور بالتحديد صدر دراسات عن علماء أميركيين العالم الأميركي عمر بغسرا والعالمة الأميركية البروفيسور بلارد من جامعة كالفن يقولون في دراساتهم العلمية هذه بأن هذا الفيروس الذي غرز في دماء أطفال بني غازي لا وجود له إلا في بعض المختبرات العالمية المختصة والتي تشتغل على إنتاج على تجرب لإنتاج مصل مضاد لمرض الإيدز وأن تفشيه بين البشر يعني تفشيه بين أطفالنا يعتبر بمثابة دق ناقوس الخطر للعالم أجمع.
ليلى الشيخلي: يعني لا أريد أن نغرق في تفاصيل طبية ولكن في النهاية يعني عندما يأتي بروفيسور لوك مونتنييه الفرنسي ومعه شريكه فيكتوريو كوليزتو هما عين من قبل مؤسسة القذافي تابعان لليونسكو، يعني البروفيسور مونتنييه هو يعني أحد الذين اكتشفوا فيروز الإيدز وعمل في هذا المجال لمدة عشرين عام يأتي ويقول إنه ليس هناك مجال للقطع بشكل قاطع أن الأطفال قد حقنوا وأن الأمر يعود وأن هذه الفيروسات اكتشفت قبل دخول هؤلاء الممرضات والطبيب الفلسطيني إلى المستشفى ألا يفتح هذا الباب يعني واسعا أمام تحديد المسؤولية رغم أن هذا ليس موضوع حلقتنا الآن يعني أنتقل ربما لمحامي عثمان البيزنطي في هذا الإطار إعطاء أو منح الطبيب الفلسطيني أشرف اللحجوج الجنسية البلغارية ماذا يعني قانونيا؟
" |
عثمان البيزنطي: بالنسبة لهذه القضية لا تعطي أي أبعاد قانونية إطلاقا لآن القضية الآن تم حجزها للحكم وتمت المرافعة فيها واتخذت كافة الإجراءات القانونية من المحكمة العليا وبالتالي لا أثر لهذه الواقعة من قريب أو بعيد.
ليلى الشيخلي: يعني أليست مؤشر لنوع من يعني تسوية ربما يتم فيها يعني تسليم هؤلاء للحكومة البلغارية وبالتالي تسهل العملية بما أنه سيكون مواطن بلغاري وفي النهاية ربما تسقط الأحكام عنهم فيما بعد؟
عثمان البيزنطي: قد يكون هناك تصور لهذه الواقعة لكن أنا كرجل قانون لا أعطيها أي اهتمام من الناحية القانونية أم من ناحية التسويات فذلك شأن آخر حقيقة يعني.
ليلى الشيخلي: ربما لنتحدث للكاتب والمحلل السياسي السنوسي البسيكري يعني الجانب السياسي تسييس القضية هذا لا يمكن أن نغفله يعني هناك من يتحدث عن أبعاد سياسية لأي تسوية يمكن التوصل إليها في هذه القضية يعني دعنا في إطار ماذا يعني هذا الكلام؟
السنوسي البسيكري: هذا يعني تحديدا القضية سُيَّست فعلا بدخول الغرب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية وممارستهم ضغوط شديدة وقوي ثم فرضهم هذا الاشتراط صراحة على لسان بوش وعلى لسان مسؤولين أوروبيين بأن اكتمال دخول ليبيا وعودتها إلى المجتمع الدولي منوط بتسوية هذه القضية، هذه الضغوط واسمح لي بأن أصفها لا إنسانية ولا أخلاقية ولا قانونية باعتبار أنها تأتي من دول تدعي أنها تحمي الديمقراطية ترفض حكما من قبل محكمة جنائية توافر في تقدير توافر لها أو فيها ضمانات عدالة لم تتوفر لأبناء الوطن الذين خاصموا النظام السياسي وقدموا إلى محاكمات فأدعياء الديمقراطية يرفضون حكما جنائيا لمحكمة كما قلت توافر فيها ضمانات كثيرة من العدالة، سُمح للسلك الدبلوماسي الأوروبية أن يحضر منظمات حقوقية أوروبية شاركت الإدعاء تم اختيارهم بحرية من قبل المتهمين فالتسييس كان واضحا ولا إنسانيا لا قانونيا على ليبيا أن تنظر بعمق إلى قضايا العواقب في تقديري سيادة ليبيا تمس سؤال كما ذكرتِ حضرتك سؤال من المسؤول سؤال كبير جدا علامة استفهام كبيرة جدا من المسؤول على الحقن إن ثبت بالدلائل وبحكم محكمة جنائية بأن هناك عملية حق وكما تفضل الأستاذ إدريس ذكر بأن تقارير علمية حتى من الخارج من البيض كما وصف تشير بأن هناك عملية حقن أن الفيروس أعد وخصب في معامل، فمَن المسؤول؟ هذا سؤال يحتاج إلى إجابة، النقطة الأخرى جزء من مجموعة الأسر التي حقن أولادها يرفضون التسوية نحتاج أن نفهم كيف يمكن أن يصان حقوق هؤلاء؟ كيف ستسوى مطالبهم؟ كيف سينظر إلى موقفهم العادل؟ هؤلاء يقولون بأننا أمام حكم نريد الإنصاف والقصاص ثم ليبيا الغنية يمكن أن تقدم لنا كل ما نحتاج من معونات طبية ومن دعم طبي، فهذه أسئلة حيوية على السلطة الليبية أن تقف بحيوية وخصوصا أن الوضع السياسي الآن يناصرها، أميركا أشعلت حرائق وتلتهم كيانها أوروبا معنية بإطفاء هذه الحرائق، ليبيا في موقف سياسي يمكن أن يجعل من خيارتها قوية ويمكن أن تملي شروطها بالقدر الذي يحقق سيادتها يضمن استقلال قضائها الذي يحتاج إلى دعم لكي يكون مستقل بشكل إيجابي ثم يضمن حقوق هؤلاء الأطفال الأبرياء الذين يعانون نتمنى من الله القدير أن تنتهي معاناتهم قريبا.
ليلى الشيخلي: اللهم آمين، هذا هو لُب الموضوع شكراً جزيلا لك الكاتب والمحلل السياسي الليبي السنوسي البسيكري وشكراً للمحامي عثمان البيزنطي محامي الممرضات البلغاريات وأيضاً لإدريس الآغا رئيس رابطة أسر الأطفال المحقونين بفيروس الإيدز، شكراً لكم وشكراً لمتابعة هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعيم في أمان الله.