ما وراء الخبر/ تكريم ملكة بريطانيا لسلمان رشدي/ صورة عامة
ما وراء الخبر

تكريم الكاتب سلمان رشدي من ملكة بريطانيا

تناقش الحلقة ردود الفعل الغاضبة التي عبر عنها أو عبرت عنها بعض الدول الإسلامية تجاه تكريم ملكة بريطانيا الكاتب سلمان رشدي بمنحه لقب فارس.

– سبب تكريم ملكة بريطانيا لسلمان رشدي
– تداعيات التكريم على العلاقة بين الغرب والمسلمين


undefinedخديجة بن قنة: مشاهدينا أهلا وسهلا بكم نتوقف في حلقتنا اليوم عند ردود الفعل الغاضبة التي عبر عنها أو عبرت عنها بعض الدول أو الجماعات الإسلامية تجاه تكريم ملكة بريطانيا الكاتب سلمان رشدي بمنحة لقب فارس تقديرا لخدماته في مجال الأدب كما أعُلن ونطرح في حلقتنا تساؤلين اثنين: لماذا تكرم ملكة بريطانيا سلمان رشدي وهل يؤهله رصيده الأدبي بالفعل ليحوز هذا الوسام؟ وما وجاهة وصف البعض للخطوة بأنها فعل ينطوي على إهانة للإسلام ويعمق الشرخ بين الغرب والمسلمين؟

سبب تكريم ملكة بريطانيا لسلمان رشدي

خديجة بن قنة: الرجل ذاته سلمان رشدي في قلب العاصفة ثانية عاصفة انطلقت قبل ثمانية عشر عاما يوم نشر رواية آيات شيطانية وهو اليوم يعود إلى قلب الجدل هو اليوم فارس بمقاييس ملكة بريطانيا ومرتد في ميزان الإسلام كما يفهمه البعض تلك الفجوة تفسر وجود فريقين على طرفي النقيض الأول يرى في ذاك الوسام الرفيع ثمنا يليق بإسهامات الرجل الأدبية وآخر يراها ثمنا لتجرئه على الإسلام أو على الأقل خطوة تعوزها اللباقة لأنها تعمق حالة الشك المتبادل بين الغرب والمسلمين في حقبة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر.

[تقرير مسجل]

نبيل الريحاني: هذا الكتاب أوقد نيران الغضب في أرجاء من العالم الإسلامي وجلب لكاتبه فتوى تهدر دمه هناك في عاصمة الضباب لندن صدرت رواية آيات شيطانية سنة 1988 للكاتب سلمان رشدي الهندي الأصل البريطاني الجنسية الاستقبال الذي خص به الغرب كتاب الضجة هذا لم يمت بصلة لذلك الذين لهم في أوساط المسلمين انجلترا تكافئ رشدي بجائزة ويت بيرن بينما عواصم إسلامية بينها طهران وإسلام أباد تشهد مظاهرات غضب احتجاجا على ما اعتبر مسا بكرامة نبي الإسلام إيران وفي سياق علاقتها المتوترة مع الغرب ذهبت إلى ما هو أبعد من الاحتجاج الجماهيري فبراير شباط سنة 1989 الإمام الخميني يصدر فتوى تبيح دم رشدي باعتباره مرتدا عن الإسلام والجمهورية الإسلامية تخصص جائزة لمن ينفذها درءا للخطر الذي بات يتربص برشدي الشرطة البريطانية تخضعه لترتيبات أمنية حكمت عليه بلزوم مخابئ عدة هربا من شبح الاغتيال قبل أن يستقر في نيويورك حيث تكلف إقامته وحماية أموالا طائلة حركت تذمر بريطانيين لكونها تثقل ضرائبهم قبل ذلك مات الإمام الخميني وبقيت فتواه حية جدد المرشد الحالي على خامنئي التمسك بها سنة 2005 ردا على تساؤلات عن مصيرها تتالت السنوات ولم يتراجع رشدي عما كتبه كما لم تسقط الفتوى حتى أيام المد الإصلاحي في إيران حيث لم يستطع الرئيس السابق خاتمي أكثر من النيئ بحكومة عن الفتوى وعن تنفيذها موقف دبلوماسي تراجع بتراجع الإصلاحيين فيما تأججت المعركة أكثر بين من ناصروا رشدي تحت لافتة الدفاع عن حرية الفكر والإبداع وبين من وجودوا في هذا الموقف إساءة مفضوحة للإسلام ورموزه صدام اشتد وطيسه على جبهة أخرى إثر نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد وها هو التاج البريطاني يضحي طرفا فيه سواء عن حسن نية أو بسوئها.

خديجة بن قنة: ومعنا في هذه الحلقة من لندن محمد كاظم صوالحه رئيس المبادرة الإسلامية وأيضا من لندن معنا الكاتب والمحلل السياسي توري مونثي وعبر الهاتف من مدينة قم الإيرانية نجف على ميرزائي مدير مركز الحضارة للدراسات أهلا بكم جميعا ضيوفنا على هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر أبدأ معك توري مونثي من لندن لماذا برأيك يكرم سلمان رشدي هذا التكريم هل قيمته الأدبية ترشحه فعلا لتكريم على هذا المستوى؟

"
أعتقد أنه لا يوجد شك في الدوائر الأدبية بلندن في أن سلمان رشدي من أعظم الروائيين الذين يعيشون في بريطانيا ويحملون جنسيتها وقد فاز تقريبا بكل جائزة أدبية متوفرة من ويت فورد لجيمس بلاك إلى جائزة بوكر
"
  توري مونثي

توري مونثي- كاتب ومحلل سياسي: شكرا جزيلا لاستضافتي في هذا البرنامج ويسرني انضمامي إليكم وإجابة على ذلك أعتقد أنه تقريبا لا يوجد شك في الدوائر الأدبية في لندن أن سلمان رشدي من أعظم الروائيين الذين يعيشون في بريطانيا ويحملون جنسيتها وقد فاز تقريبا بكل جائزة أدبية متوفرة من ويت فورد لجيمس بلاك إلى جائزة بوكر البوكرز وهي الجائزة التي تعطى لأفضل كتاب لشخص يتلقى جائرة البوكر خلال فترة خمس وعشرين عاما فاز بتلك وفاز لا تحصى من الجوائز الأدبية وهو أيضا مقدر بشكل واسع على أنه من أعظم المؤلفين في المملكة المتحدة الآن.

خديجة بن قنة: سيد صوالحة إذا كان الكاتب سلمان رشدي يستحق هذه الجائزة لقيمته الأدبية ومركزه الأدبي الروائي لماذا إذا كل هذا الغضب لدى المسلمين على منحه هذه الجائزة؟

محمد كاظم صوالحه- رئيس المبادرة الإسلامية: بسم الله الرحمن الرحيم شكرا لكم أولا أنا يعني لا أريد أن أحكم فنيا على سلمان رشدي الموضوع تحدث الكثيرون عن يعني ملكاته الفنية ولكن أريد أن أقول إنه سواء هذه الجائزة أو جوائز كثيرة أدبية أو حتى جائزة نوبل أنا أتصور أن هذه الجوائز يحكمها مجموعة عوامل وليس الجانب الفني والإبداعي فقط هناك كتاب كثر وشخصيات كثيرة يعني قد يكون لديها جانب من الإبداع أقصد أنا هنا عندما يأتي الموضوع إلى المبدعين أو المفكرين العرب والمسلمين هناك جوانب بالتأكيد قد يكون فيها يعني فيها إبداع ولكن في جوانب أخرى لا يمكن أن تكون بعيدة عن الصورة عند الحكم على أي من الذين يحصلون على هذه الجوائز وسلمان رشدي واحد من هؤلاء وأريد أن أذكر هنا أن كل الجوائز التي حصل عليها سلمان رشدي خلال الفترة الماضية هي في الحقيقة جاءت كلها بعد آيات شيطانية واحد من أهم هذه يعني الأسباب التي تعطي الجوائز الغربية لهؤلاء الأشخاص يعني بسببها الجانب الفكري بمعنى الغرب يعني علماني ليبرالي يحب ويتعامل مع كل الذين يتعاملون بهذه العقلية أهم نقطة في كل هؤلاء الذين حصلوا على الجوائز هو أنهم كانوا يهاجمون الدين كمسلمين طبعا كانوا يهاجمون الإسلام بشكل عام وأريد هنا أن أذكر مجموعة سلمان رشدي واحدا منهم هيرسي علي في هولندا الفتاة الصومالية كانت كذلك لا أعتقد أنها مبدعة بحيث أنها تستحق كل ذلك الاحتفاء بها تسليمة نسرين البنغالية أيضا نفس الشيء حتى أريد أن أذكر هنا أن نجيب محفوظ على سبيل يعني المثال وهو مبدع بكل المقاييس روائي عربي مسلم عندما أعطي في التسعينيات أعطي جائزة أعطي على رواية صدرت عام 1953 اسمها أولاد حارتنا هو نفسه بعد أن حصل على الجائزة رفض أن يعيد نشرها مرة أخرى بمعنى هناك مقاييس في الغرب الجانب الليبرالي أو جانب معاداة الدين لأن العقلية الغربية بشكل عام هي عقلية معادية للدين وبالتالي هم يقيمون هذه واحدة من الأسباب يعني التي تجعل كل هؤلاء المبعدين يحصلون على هذه الجائزة دون أن ننفي الجانب الإبداعي هذا موضوع آخر على سبيل المثال الجانب السياسي أيضا عندما بتعلق الأمر بالعرب يكون الجانب العلاقة مع إسرائيل جانب مهم جدا عندما يتعلق الأمر مثلا بالأتراك هناك شخص أو هناك روائي مبدع هو أورهان باموق على سبيل المثال أصدر مجموعة من الروايات أخرها أسمي أحمر أعطي جائزة نوبل لكن أهم في تصوري أهم ما في هذا الرجل بالإضافة إلى إبداعه ولا أنكر هنا إبداعه لكن أهم ما فيه هو أنه علماني شديد التمسك بعلمانيته وثانيا له موقف من موضوع شائك في أوروبا وهو المجازر التي تعرض لها الأرمن أو هكذا التي يقال عنها هكذا بمعنى آخر لا يمكن أن نغفل الجانب السياسي والجانب الفكري وبالذات عندما نأتي للجانب الفكري نقصد الجانب العلماني.

خديجة بن قنة: طيب طالما أنك تطرقت إلى الجانب السياسي دعني أنتقل إلى نجف على مرزائي من مدينة قم الإيرانية ربما الجانب السياسي يشكل خلفية أيضا لهذه القضية إذا تابعنا ما قاله كاتب بريطاني ويدعى بيتر مكاي اعتبر أن تقليد سلمان رشدي هذا الوسام هو مجرد رد على احتجاز البحارة البريطانيين من قبل إيران قبل فترة هل تعتقد أن الخلفية السياسية لعملية التكريم هذه موجودة بقوة؟

نجف على ميرزائي- مدير مركز الحضارة للدراسات-قم: بسم الله الرحمن الرحيم لا أظن أن هناك علاقة بين الأمرين مطلقا أن هناك أجندة الكل يعرفها هي أجندة غربية كبرى فعلا هذه الأيام على قدم وثاق ضد المسلمين ولأجل تشويه صورة الإسلام سلمان رشدي هو فارس لتشويه صورة الإسلام في الغرب والغربيون يريدون أن يستمروا في مقارعتهم ومكافحتهم للصورة الإسلامية ولصورة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم الحضارية لذلك لا أظن أن هذا الحدث يعني كان مؤثرا في هذا الموضوع وبالذات عندما ننظر إلى أن الرجل قد أخذ جوائز كبيرة في الغرب وهنا أيضا لا يفوتني أن أذكر الجميع أنك لو شتمت العرب والمسلمين ولو شتمت الإسلام وكتبت أسوأ الأشياء مع قليل جدا من الإبداع الأدبي يكفي لتكون مرشحا للحصول على أكبر الجوائز في الغرب لأن الجوائز والمكافآت الغربية بالحقيقة ليست بريئة كما أشار الأستاذ بحق يعني الجوائز في الغرب هي معاييرها بالأساس لأجل خدمة المشروع الحضاري الغربي مهما كان الثمن حتى إذا كان الثمن هو تشويه صورة الأديان والحضارات الأخرى ونحن نخاف على أن تتعرض أجندة أو خطة حورا الحضارات أو حوار الأديان للانهيار الكامل بعد كل الذي جرى هذه السنوات ضد المسلمين والعرب في الغرب ونحن متأسفون لهذا الموضوع لكن ربط الموضوع بقضية البحارة أظن ليس ربطا دقيقا.

خديجة بن قنة: طيب سنتحدث عن مغزى التوقيت وعن تداعيات هذا التكريم على داخل بريطانيا ولكن بعد وقفة قصيرة نواصل بعدها نقاشنا فلا تذهبوا بعيداً.

سلمان رشدي.. سيرة ذاتية

ولد في الهند عام

1947 لأسرة مسلمة

درس التاريخ في

جامعة كامبريدج

أبرز أعماله الأدبية

"أطفال منتصف الليل"

نشر عام 1988 رواية

"آيات شيطانية"

عام 1989 الخميني

يفتي بإهدار دمه

منذ ذك الحين يعيش

متنقلا بين لندن ونيويورك

خشية اغتياله

يحظى بحماية دائمة

من الشرطة البريطانية

منتقدوه يقولون إن

حمايته كلفت الخزينة

البريطانية 10

ملايين جنيه

 

[فاصل إعلاني]

تداعيات التكريم على العلاقة بين الغرب والمسلمين

خديجة بن قنة: أهلا بكم مشاهدينا من جديد الظروف الدولية الراهنة وحالة الريبة بين العالم الإسلامي والغرب وإحساس البعض بأن الإسلام هو المستهدف من الحملة الدولية على ما يسمى الإرهاب ربما كل هذا أعطى تكريم رشدي بعدا آخر طالما أثار غضب الرافضين لمثل تلك الكتابات التي يرون فيها مسا أو مساسا متعمدا بمقدساتهم الدينية.

[تقرير مسجل]

عبد الرحمن مطر: واضعين خلافاتهم التي تعصف بالبلد وبالحكومة جانبا أعضاء البرلمان الباكستاني ومن مختلف المشارب السياسية توحدوا في إدانة ملك بريطانيا التي كرمت من يعتبر هنا عدوا للإسلام ولنبيه منح الملكة وسام الفرسان للكاتب سلمان رشدي الخارج عن الملة حسب ما يعتقد هنا كفيل بقطع العلاقات الدبلوماسية مع بريطانيا وفق ما طالب به ممثلو الشعب.

إعجاز الحق- وزير الأوقاف الباكستاني: حلفاؤنا في الحرب على الإرهاب لا يفهمون حقيقة مشاعرنا ولا يدركون أن مثل تلك القرارات تعطي مبررا لما يخطط لهجمات انتحارية أو هجمات تحمل طابع التشدد.

عبد الرحمن مطر: الخارجية الباكستانية دخلت على الخط مستدعية السفير البريطاني ومعتبرة أن القرار لا يخدم هدف إيجاد توافق بين أتباع مختلف الأديان وبذلك يكون رسميون قد تقدموا على الشعب ولأول مرة ربما في انتقاد الغرب.

مشارك أول: لا أعرف لما لم يتحرك الشارع ما أعرفه أن رشدي أساء للإسلام والمسلمين وللنبي وأن بريطانيا بتكريمه أغضبت جميع المسلمين.

مشارك ثاني: نطالب بقطع رأس سلمان رشدي والطواف به حول العالم وليس بتكريمه.

عبد الرحمن مطر: العاطفة الدينية في باكستان عادة ما تكون قوية وأنت لا تفتأ تلحظ ذلك فليس ببعيد عن الذاكرة ما فعله الناس هنا احتجاجا على رسوم الكاريكاتير المسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام ففي تلك الفترة لم يتواني الباكستانيون عن إلحاق أضرار جسيمة بكل ما استطاعوا الوصول إليه ويعبر بطريقة أو بأخرى عن الغرب الباكستانيون يعتبرون أنفسهم مواطني أول بلد إسلام الهوية أقيم قبل ستين عاما وبمجرد زوال آخر خلافة إسلامية لذا عادة ما يسارعون لاتخاذ مواقف تؤكد مكانتهم وانتمائهم لهذه الأمة عبد الرحمن مطر الجزيرة إسلام أباد.

خديجة بن قنة: ولنتحدث قليلا عن التداعيات الأمنية لهذا التكريم أعود إليك توري مونثي في لندن هل هناك خوف أو خشية في بريطانيا من أن تلقي هذه القضية بتداعيات أمنية على بريطانيا وبالعودة إلى التقرير الذي استمعنا إليه الآن من باكستان هناك خشية من زيادة مخاطر الإرهاب أحد النواب الباكستانيين قال كيف نتساءل عن أسباب الإرهاب علما أن باكستان طبعا هي حليفة لبريطانيا وأميركا في الحرب على الإرهاب؟

توري مونثي: الحكم على رد الفعل هذا في باكستان وإيران هذا له أهمية ومن المؤسف أنه زاد التوتر مع الحليف الرئيسي للملكة المتحدة في الحرب على الإرهاب لكني أود الآن أن العودة إلى بعض الأخطاء التي تم التحدث عنها في السابق لابد من الإشارة وهذا أهم جزء أن هذا الكتاب هو رواية وليس ضد الإسلام هو حكم عليه على أنه رواية يمكننا دائما أن نعزو كل شيء للسياسة لهؤلاء المؤلفين يجب أن أضع بعض الأمور في سياقهم كان هناك الكثير ممن أعطوا لقب الفارس في الأدب بعضهم يشملون شيوعيين الذين كانوا يعارضون ديانة رئيسة الدولة هذه الدولة.

خديجة بن قنة: نعم لكن عفوا عذرا على مقاطعتك توري مونثي لكن هناك من تساءل إن كان أحد الكتاب لو كتب رواية عن محرقة اليهود أو بين قوسين عن الهولكوست وتعرض لليهود هل كان سيكرم بمثل ما كرم به سلمان رشدي؟

توري مونثي: أنا أحاول أن أستمر في أن أكرر أن هذه رواية وليست حقائق سياسية في الواقع أن سلمان رشدي وكان لديه كتاب آخر كانت فيه أجزاء كبيرة يهاجم فيها المتطرفون الهنود الذين كانوا يتعرضون للأقلية الإسلامية في الهند فأنا واثق وآمل جدا أن الجوائز التي تلقاها رشدي بالإضافة إلى التكريم الفارس الذي حصل عليه ستعطى أيضا لشخص كتبة كتابا بنفس الدرجة من الجودة حول المحرقة رشدي كتب طوال حياته المهنية.

خديجة بن قنة: طبعا حتى لو كانت رواية الرواية تحولت الآن إلى قضية سياسية وعليها فتوى إيرانية معروفة وبالطبع سلمان رشدي لا يعيش حياة طبيعية وهو محروس ويكلف الضرائب البريطانية عشرة ملايين جنيه إسترليني إذا القضية أكبر من مجرد رواية سيد محمد صوالحه يعني معروف أن سلمان رشدي طبعا هو من أكثر الشخصيات المكروهة في العالم الإسلامي وهذا واقع وتكريم شخصية مكروهة إلى هذا الحد ربما يرفع نسبة الخوف في بريطانيا من تكريمه خوفا من التداعيات أليس كذلك؟

محمد كاظم صوالحه: بالتأكيد أنا هنا أريد فقط أن أقول في البداية إنه ملكة بريطانيا حسب يعني ما هو دارج في بريطانيا لا علاقة لها بهذا الأمر هذه قوائم تقدم لها من طرف الحكومة وهي لا تملك إلا أن توقع على ما يأتيها من الحكومة وبالتالي ليست هي التي تختار بمعنى أنه هذا يعطي هذا الموضوع في تصوري بعدا آخر يعني أكثر وضوحا وهو البعد السياسي على كل حال أيضا ذكر قبل قليل الأستاذ أنه صدرت ورايات أخرى لسلمان رشدي آخر هذه الروايات كان اسمها شاليمار المهرج تناول فيها موضوع كشمير من خلال علاقة حب بين فتاة هندوسية وشاب مسلم ومن الشخصيات الرئيسية فيها شيخ متطرف يعني إمام متطرف ما لفت انتباهي أثناء يعني محاولة يعني الحصول على بعض المعلومات في هذا الموضوع قرأت مقابلة لسلمان رشدي يتحدث فيها عن هذه الرواية مما قال بالضبط قال لقد كنت حريصا في المقام الأول على كسر الحاجز الديني لأنه لا يوجد هناك زواج بين الهندوس والمسلمين فبالتالي هذا الجانب الثقافي الغربي العلماني زائد الجانب السياسي لا يمكن بالتأكيد يعني إبعاده عند الحكم على هذه القضية هل يمكن أن يؤثر ذلك على الوضع في بريطانيا للأسف أقول يمكن المسلمون في بعض الأحيان يفهمون هذه القضايا على أنها إهانة لهم يمكن أن تفهم كذلك أنا يعني لست أريد هنا أن أقوله إنه لا يمكن أن تفهم بهذا الشكل ولكن كنت أتمنى ألا يحدث ذلك وأن يحصل هذا التكريم لحساسية الموضوع إنما في نفس الجانب أعتقد أن يعني الخلافات ما بين يعني العالم الإسلامي والغربي أكبر من ذلك ولذلك أنا أحب أن يركز على جانب العلاقات على الجانب السياسي أكثر من تركيزي على هذه القضايا لأنني أعتبر أن من البداية أن قضية سلمان رشدي أعطيت يعني بعدا كبيرا ما كان يستحق لا سلمان رشدي ولا الجوائز التي أعطيت له يستحق ذلك هناك علاقات متوترة بين العالم العربي والعالم الإسلامي والغرب عموما بريطانيا جزء من هذا العالم الغربي يفترض أن يتم التركيز على هذه القضايا وأكثر من التركيز يعني على قضية الجائزة التي أعطيت أو اللقب الذي أعطي لسلمان رشدي أؤكد هنا أن الجانب الثقافي مهم جدا في الحكم تفضلت قبل قليل وذكرتي أنه يعني لا يمكن أن تعطي هذه الجوائز أو هذه الألقاب لأشخاص مثلا ينتقدون اليهود أنا أريد أن أذكر أيضا مثلا شخصية مثل الدكتور عبد الوهاب المسيري شخص يعني مفكر كبير ألف موسوعة كبيرة عن اليهود واليهودية والصهيونية لم يلتفت إليه أحد للأسف لا في العالم الغربي ولا في العالم الإسلامي وهو عمل موسوعي كبير غير مسبوق هذه القضايا لا يمكن بحال من الأحوال في العالم الغربي أن تنال أي نوع من الاهتمام حتى مجرد تقرير عنها ليس من السهل أن نجده في الصحافة الغربية بينما شخصية مثل سلمان رشدي شخصية مثل تسلمية نسرين مثل إيان هرسي علي الصومالية التي كان لها كل إنجازاتها كانت أنها يعني أساءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وبالتالي مرة أخرى أعتقد أن هذه القضايا فيها جانب سياسي وفيها جانب فكري ولكن أتمنى أنه المسلمين يركزوا على القضايا الكبرى بدل الانشغال بالقضايا الصغيرة.

خديجة بن قنة: شكرا جزيلا لك محمد كاظم صوالحه كنت معنا من لندن رئيس المبادرة الإسلامية شكرا لك الشكر أيضا للكاتب والمحلل السياسي توري مونثي كان معنا أيضا من لندن وعبر الهاتف من مدنية قم الإيرانية نجف على ميرزائي مدير مركز الحضارات للدراسات بهذا نأتي مشاهدينا إلى نهاية هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعيم بإمكانكم المساهمة في اختيار مواضيع الحلقات القادمة بإرسالها على عنواننا الإلكتروني indepth@aljazeer.net غدا بحول الله قراءة جديدة فيما وراء خبر جديد أطيب المنى والسلام عليكم ورحمة الله.