الخلاف بين حكومة المالكي والإدارة الأمريكية في تسليح العشائر العراقية
ما وراء الخبر

عواقب تسليح العشائر العراقية

نتوقف في هذه الحلقة عند تحذيرات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من عواقب تسليح العشائر العراقية من قبل القوات الأميركية.

– حجم التباين الأميركي العراقي بشأن تسليح العشائر
– تداعيات التباين على العلاقات الأميركية العراقية


undefinedمحمد كريشان: أهلا بكم نتوقف في هذه الحلقة عند تحذيرات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من عواقب تسليح العشائر العراقية من قبل القوات الأميركية ونطرح في حلقتنا تساؤلين رئيسيين: لماذا تتباين الرؤى الأميركية والعراقية حول جدوى تسليح العشائر العراقية؟ وما هي تداعيات هذا التباين على العلاقات بين إدارة بوش وحكومة المالكي؟

حجم التباين الأميركي العراقي بشأن تسليح العشائر

محمد كريشان: طلب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من الجيش الأميركي الامتناع عن تسليح بعض العشائر في العراق لأن ذلك يمكن أن يسبب نشوء ميليشيات جديدة، تحذيرات المالكي وردت في مقابلة مع نيوزويك الأميركية وقد بدا فيها الرجل متبرما من بعض جوانب سياسة إدارة بوش تجاهه من بينها كما قال كثرة الضغوط عليه وإثقال كاهله بجداول زمنية يصعب الالتزام بها لكن تبرمه الأشد بدا حيال إقدام الجيش الأميركي على تسليح بعض العشائر العراقية فالمالكي يرى في تلك السياسة سياسة خاطئة وتنطوي على مخاطر عدة بالنظر إلى أن ذلك سيقود في رأيه إلى خلق ميليشيات جديدة على ساحة تغص أصلا بعشرات الميليشيات التي ما انفكت الولايات المتحدة تطالب بحلها، كما قال المالكي أن القادة العسكريين الأميركيين لا يعرفون خلفيات هذه العشائر في إشارة منه إلى موقفها من القوى المعارضة للعملية السياسة وشدد على أن الحكومة العراقية وحدها دون غيرها هي مَن يعرف أو مَن يعرف مَن يقف بجانبها من هذه العشائر ومَن منها على ارتباط بما سماه الإرهاب وطالب المالكي بأن تترك هذه المسألة لتقدير حكومته وليس لتقدير جنرالات الجيش الأميركي وكان المالكي قد دعا العام الماضي زعماء العشائر للانضمام إلى مبادرته الخاصة بتحقيق المصالحة الوطنية في البلاد قائلا أنه يتعين عليهم الإطلاع بدور في إرساء الوحدة الوطنية ومكافحة الإرهاب لكن محاولات الأميركيين إقحام العشائر في مواجهة مفتوحة مع مقاتلي القاعدة تطرح أكثر من علامة استفهام.

[تقرير مسجل]

صلاح الوائلي: يبدو أن القوات الأميركية تسعى إلى ترتيب أوراقها الأمنية في العراق بعد أربع سنوات من احتلال البلاد، العشائر العراقية لاعب جديد تسعى الإدارة الأميركية لاستقطابه لمحاربة تنظيم القاعدة وجماعات أخرى وهذا ما يفسر عجز القوات الأمنية العراقية والأميركية عن تحقيق أي تقدم في المناطق المضطربة التي فقدت السيطرة عليها في الكثير من الأوقات، النجاح النسبي الذي حققته عشائر الأنبار في كبح جماح تنظيم القاعدة دفع الإدارة الأميركية إلى التفكير في تسليح عشائر صلاح الدين وديالا وكركوك والموصل للحد من أعمال العنف، مؤتمر صحوة العراق الذي انبثق منه مجلس إنقاذ الأنبار تجربة ترى الإدارة الأميركية ضرورة لتطبيقها في محافظات أخرى أما رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي فقد حذر من تسليح العشائر دون علم الحكومة أو بالتنسيق معها فالمالكي يخشى من ولادة ميليشيات جديدة في ظل مساعيه في بسط نظام المؤسسات في حكومة تقول أن همها حل الميليشيات بالحسنى كما أن حكومته تتخوف من تسرب السلاح إلى جماعات تعتبرها مناهضة تهدد وجود الحكومة وتفقدها هيبتها ولهذه الأسباب يرى المالكي ضرورة الحصول على ضمانات قبل تسليح أي من العشائر العراقية خوفا من عواقب لا تحمد إذا هي خيارات معقدة من حلول ترى الإدارة الأميركية ضرورة فرضها بعد خطط أمنية تعثرت وأخرى مازالت تحت اختبار مرير.

محمد كريشان: ومعنا في هذه الحلقة من بيروت الكاتب والباحث العراقي الدكتور حسن سلمان وهنا في الأستوديو الدكتور العراقي لقاء مكي، دكتور مكي في البداية ما مبررات هذه الحماسة الأميركية لموضوع تسليح العشائر في العراق؟

لقاء مكي – محلل سياسي عراقي: يعني هو أولا كانت هناك تجربة في الأنبار في محاولة للقضاء على تنظيم القاعدة أو مواجهة تنظيم القاعدة وبعض الأشخاص الحقيقة من بعض القبائل حاولوا أو من أجل التقرب من الأميركيين وأيضا لمكاسب معينة شكلوا ما يعرف بمجلس عشائر الأنبار أو إنقاذ الأنبار وهذا المجلس تعاون مع الأميركان وحصل منهم على الدعم والحماية وقام كما يدعي ببعض الأمور ويبدو أنهم يريدون تعميم القضية ولكن الحقيقة يعني القضية الأخطر من هذا أنه لا الأميركان ولا الحكومة العراقية صادقي النية فيما يقولون، يعني أنا أعتقد أن الأميركان لا يريدون تسليح العشائر فقط لمواجهة القاعدة الأميركان يريدون تسليح هذه القبائل من أجل التمهيد حقيقة لمواجهات داخلية في العراق ومحاولة لإقامة أو إقامة أسباب الحرب الأهلية المقبلة على صعيد اجتماعي واسع هذا من ناحية ومن ناحية ثانية هو يؤكد حقيقة أن الأميركان أو القوات الأميركية بعد أربع سنوات لم تعد قادرة على مواجهة أي تنظيم مسلح سواء كان القاعدة أو غيرها ولذلك هي تستعين ببعض العشائر التي يمكن أن تقبل بهذا الأمر ناحية أخرى حقيقة الأميركان أمس الأول أعلنوا أن 40% فقط من بغداد هو تحت ولايتهم بعد خمس شهور من الحملة الأمنية وهذا يعني أن الأميركان غير قادرين على السيطرة على العاصمة فكيف بالنسبة للأقضية والمحافظات.

محمد كريشان: 33% خارج السيطرة تماما و30% مضطربة يعني..

لقاء مكي: تماما.. فقط هو مسيطرين عليه وهذا الأمر حقيقة أن أميركا انتهت في العراق لم يعد لها وجود حقيقي وفاعل ومؤثر هي تحاول أن تخلق كيانات مسلحة هنا وهناك من أجل الحقيقة القيام يعني خلق ما يشبه الكانتونات للمستقبل.

محمد كريشان: دكتور حسن سلمان إذا كانت هذه ربما هي الحسابات الأميركية ما تفسير خوف المالكي من هذا التوجه الأميركي فيما يتعلق بتسليح العشائر؟

حسن سلمان – كاتب وباحث عراقي: بسم الله الرحمن الرحيم تحية لك أستاذ محمد وللدكتور لقاء في الدوحة في الحقيقة لا يمكن فصل هذا الأمر عن مجمل الخلافات ما بين حكومة الرئيس المالكي واستراتيجية السياسة الأميركية في العراق، الحكومة العراقية أخي العزيز تنطلق من منطلق المصلحة العراقية والقوات الأميركية تنطلق من خلال أجندتها الخاصة بها هنالك عدة نقاط لا يمكن عزلها عن هذا الأمر، المسألة الأولى مسألة حل الميليشيات التي كثيرا ما تحدثوا عنها وطلب من الحكومة العراقية التعجيل والإسراع في حلها فكيف بنا ونخلق ميليشيات جديدة، المسألة الثانية تحديد الجداول الزمنية التي شاهدتموها من خلال الزيارات المتكررة للمسؤولين الأميركان من خلال قائد المنطقة الوسطى ونيغروبونتي وأخيرا غيتس في أن يجب أن تحل القضايا بالشكل التالي على الرؤية الأميركية والحكومة العراقية تنطلق من المصلحة العراقية، المسألة الأخرى الثالثة كما تفضل الدكتور لقاء وهي مسألة مهمة نحن نخشى ما نخشاه من التقاتل الشيعي السني فإحنا نريد أن ننزع سلاح الميليشيات الموجودة بين يدينا فكيف بنا نسلح جماعات أخرى ثم بعد ذلك لا نستطيع السيطرة عليها، هذا من جهة أما من رؤيتي الخاصة أنا بعيدا عن رؤية الحكومة العراقية أنا أعتقد أن القوات الأميركية في تفاوض مع ما يسمى الجماعات المسلحة أو ما تسمى مجموعات المقاومة ومن أمثلتها الجيش الإسلامي حتى ترضي هؤلاء ابتعادهم عن القاعدة يخلق أن مسألة التسلح والمسألة المالية أيضا مسألة مهمة يجب أن تساعد بها القوات الأميركية لهذه الجماعات وهنالك مسألة مهمة جدا.. جدا.. جدا وهي أن القوات الأميركية والسياسة الأميركية الجديدة ومن قبيل مؤتمر شرم الشيخ تعمل على أساس أجندة عربية خليجية سعودية مصرية من أجل إسقاط حكومة المالكي بتهمة أنها حكومة شيعية، نحن نقول أن العراق بمشاركة الشيعة والسنة يجب أن يحكم وفق رؤية عراقية وليس رؤية لا أميركية ولا رؤية مصرية ولا رؤية سعودية.

محمد كريشان: دكتور لقاء يعني هذا التباين الأميركي مع الحكومة العراقية إذا كانت الحكومة الأميركية تعتقد بأن تسليح العشائر يساعدها ويفترض أن يساعد حكومة المالكي على الأقل في تقليص ما تراه توسعا في رقعة الإرهاب هذا التحفظ الذي أبداه الآن السيد المالكي تجاه ما يجري هل تراه مقنعا على الأقل؟

لقاء مكي: والله أنا الحقيقة مندهش من بعض يعني بعض الأفكار التي جاء بها دكتور سلمان من بيروت يعني أولا يقول أن هذه جزء من صفقة لتسليح المقاومة يعني المقاومة أولا لا تحتاج إلى سلاح المقاومة لديها كما قال مرة قائد الحرس الجمهوري..

محمد كريشان: وحتى عفوا حتى العشائر يبدو لا تحتاج إلى سلاح أصلا العشائر مسلحة يفترض يعني من أيام الرئيس السابق يعني.

"
الأميركيون لو أرادوا إسقاط حكومة المالكي لأسقطوها بكلمة واحدة من بوش فبمجرد رفع حماية المرتزقة عنه تنتهي هذه الحكومة
"
          لقاء مكي

لقاء مكي: طبعا أستاذ محمد عدا هذه المسألة قائد الحرس الجمهوري مرة في مقابلة مع الجزيرة قال أن هناك أسلحة تكفي لخمسين سنة وأظن أنه صادق لأنه يعرف بالضبط ماذا كان موجودا في المخازن وكله ذهب إلى الناس يعني إلى لا نعرف أين إلى مخازن سرية وبالتالي المقاومة تستطيع أن تقاتل سنوات طويلة بدون أن تحتاج إلى الأميركان ثم أنها تقاتل الأميركان يعني هل هذا معقول الأميركان يسلحون من يقاتلهم ويقتل جنودهم هذه مسألة غير منطقية على الإطلاق وبعدين الجيش الإسلامي أصدر بيان أمس تبرأ به من كل ما يتعلق بمفاوضات مع الأميركان وليس هناك فصيل وجيش المسلمين أيضا أصدر بيان ليس هناك فصيل يتفاوض مع الأميركان الآن وكل من يفتعل ذلك أو يدعي ذلك فهو غير دقيق ويرتبط بالمقاومة الشيء الآخر الأميركان يريدون إسقاط حكومة المالكي تلبية لطلبات سعودية أو مصرية أو ما شاكل الأميركان لو أرادوا إسقاط حكومة المالكي يسقطوها هكذا فورا بكلمة واحدة من بوش مجرد يرفعون حماية المرتزقة عن المالكي تنتهي الحكومة ذهب إلى سامراء كل حمايته كانوا من المرتزقة اللي جابوهم الأميركان من الشركات الأمنية ويدفعوا لهم فلوس وبالتالي لا المالكي ولا غيره يستطيع أن يبقى دقيقة واحدة ولا طلباني ولا أي واحد من المسؤولين في المنطقة الخضراء بدون موافقة البيت الأبيض هذه مسألة الوطنية ومصلحة العراقيين هذه مسألة لا يمكن أن تخيل علينا المالكي يرفض هذا الموضوع وإذا كان صادقا فيما يتعلق بالميليشيات فلماذا أبقى على جيش المهدي وبقية الميليشيات التي عاثت فسادا بعد تفجير منارتي الإمام العسكري في سامراء عاثت فسادا في البصرة وفي بغداد وأحرقت المساجد لماذا لم يفعل شيئا إزاءها خلال خمسة أشهر من الخطة الأمنية.

محمد كريشان: دكتور حسن سلمان إذا سلمنا بأن تجربة الأنبار كانت تجربة مشجعة وبأن العشائر انخرطت في محاربة القاعدة إذا هنا يفترض أن يرحب المالكي بهذا التوجه إذا كان يساهم في تقليص رقعة الإرهاب كما تسمى هناك؟

حسن سلمان: نعم أنا بس أحب أن أجيب على ما تفضل فيه الأستاذ لقاء من أن حكومة المالكي تسقط هكذا من قبل أميركا أقول له أخي العزيز لا أميركا ولا غير أميركا قادرة على إسقاط حكومة المالكي وهي خلفها مئات الألوف من المسلحين الذين سيقاتلون بأيديهم وبعيونهم وبدمائهم، أما مسألة المقاومة وسلاح المقاومة أنا قلت ما تسمى بالمقاومة نحن نعتقد أن هذه الجماعات المسلحة الميليشيات المسلحة..

محمد كريشان: يعني نحن الآن سيد يعني عفوا سيد سلمان نحن لا في قضية حكومة المالكي ولا في قضية المقاومة في قضية العشائر تحديدا..

حسن سلمان: لا في التسليح..

محمد كريشان: في قضية العشائر تحديدا..

حسن سلمان: في تسليح العشائر هذه الجماعات منطوية على رؤية سياسية أنا قلت معينة وهذه الرؤية رؤية عربية خليجية وهذه الجماعات هي جماعات تحاول أن تعيد عجلة التاريخ إلى الوراء والعودة للسلطة من خلال البوابة الأميركية، أنا لم أقل أنها مقاومة قلت ما تسمى جماعات المقاومة نحن نعتقد أن مَن يقتل المدنيين ومَن يفجر المساجد التي أشار إليها الأستاذ لقاء هم ليسوا بمقاومة، إن مَن يقاوم المحتل نحن نعتز به ونبارك له لكن الجماعات المسلحة التي لها أجندة سياسية وأهداف سياسية مرتبطة بدول إقليمية انكشفت مؤخرا أخي العزيز مجاهدي خلق والجماعات المسلحة التي الآن عملت تحالف معها، هذا من أهم خلافات الحكومة العراقية مع الإدارة الأميركية الجماعات المسلحة الموجودة في ديالا والموجودة في تكريت والموجودة في الموصل هي جماعات تنطوي إلى النظام السابق هذه الجماعات كانت تعمل تحت إدارة المخابرات العراقية السابقة تريد الآن العودة إلى السلطة من خلال التفاوض مع الأميركي وتدعمها كثير من الجهات السياسية المشاركة سواء قسم منها في العملية السياسية أو قسم منها يعيش ويقتات على فتات وموائد الدول العربية ورجال المخابرات في السعودية وفي مصر وباقي دول الخليج.

محمد كريشان: على كل دكتور سلمان قصة العشائر وتسليح العشائر ليست هي النقطة الخلافية الوحيدة على الأقل ما يبدو الآن في العلاقة بين واشنطن وحكومة المالكي، على كل سنتوقف عند إلى أي مدى يمكن أن يذهب هذا الخلاف وما هي تداعياته في مجمل العلاقة بين حكومة المالكي وواشنطن بعد هذه الوقفة القصيرة نرجو أن تبقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

تداعيات التباين على العلاقات الأميركية العراقية

محمد كريشان: أهلا بكم من جديد وحلقتنا تتناول هذا الخلاف الجديد بين حكومة المالكي وواشنطن فيما يتعلق بموضوع تسليح العشائر دكتور لقاء مكي إلى أين يمكن أن يصل هذا الخلاف؟

لقاء مكي: لا أعتقد أنه سيستمر، المالكي يعني مع احترامي لرأي الدكتور حسن لا يستطيع المضي في أي خلاف مع الأميركيين وهو يعرف أنه مرهون وحكومته بقناعاتهم وهو حقيقة يتصرف معهم بذكاء حقيقة واستطاع أن يخدعهم فترة طويلة وهم أيضا يحاولون المناورة عليه من خلال خلق بدائل له هنا وهناك، إياد علاوي وسواه تسليح بعض الجماعات من العشائر وهكذا لكن في كل الأحوال هذا الخلاف لن يأخذ وقتا طويلا وهو لن يستمر وليس خلافا جديا والدليل أن المالكي استجاب الآن لطلب غيتس بإنجاز ما يسمى بالمصالحة بسرعة وأنجز مجموعة قوانين ستعرض على البرلمان منها قانون النفط خلال الأسبوعين أو الثلاث المقبلة في سبيل إرضاء الولايات المتحدة لأنهم أعطوه حتى تموز المقبل حصرا، نهاية تموز يجب أن يكون قد أنجز شيء ليوضع في تقرير إلى الكونغرس وبالتالي هو ينفذ إرادة الأميركيين ويحاول جاهدا أن يقنعهم بأنه صالح لأداء المهمة.

محمد كريشان: دكتور حسن سلمان مما قاله المالكي قال بأن قوات التحالف لا تعرف خلفيات العشائر هل تعتقد بأنه قادر على إقناع واشنطن بأنها ربما تكون مخطئة فيما ستذهب إليه؟

"
الحكومة تريد أن تبني جيشا وشرطة عراقيين يحميان العراق ولا تريد أن تسلح مجموعة على حساب مجموعة وفق رؤية بندر بن سلطان أو حسني مبارك
"
         حسن سلمان

حسن سلمان: بالتأكيد أن الإدارة الأميركية مخطئة لأنه نحن أهل العراق ونعرف بعشائرنا وبشرفائها وقد حاولت الحكومة أكثر من مرة أن تقيم المؤتمرات والندوات وأن كثير من رؤساء وشرفاء العشائر وخاصة في الطائفة السنية الكريمة التي لا نريد حقيقة لا نريد أن يكون السلاح لا بيد هذه الجماعة ولا بيد الجماعات الأخرى، نحن نريد أن نبني جيشا عراقيا قويا يحمي العراق نحن نريد قوات الشرطة أن تحمي العراقيين نحن لا نريد أن نسلح هذه المجموعة على حساب هذه المجموعة وفق رؤية بندر بن سلطان أو وفق رؤية حسني مبارك أو ما شابه ذلك، نحن نريد للعراق أن يتقاسمه الشيعة والسنة وفق رؤية سياسية مشتركة يبنى عراق عربيا موحدا لا أن يبنى وفق إرادة ورؤى واستراتيجيات ومصالح أميركية أو إقليمية سواء كانت لدول عربية أو لدول أخرى إقليمية لقد قال الرئيس المالكي يا أستاذ محمد لو سمحت لي..

محمد كريشان: يعني عفوا دكتور يعني إذا كان هذا هو ما تريده الحكومة العراقية أو ما يريده العراقيون للولايات المتحدة حساباتها يعني إذا كانت ترى أن المالكي لم يستطع أن يحل الميليشيات الشيعية لم يستطع أن يفعل شيء تجاه تنامي ظاهرة الشركات الأمنية الخاصة ما الذي يمنعها في النهاية أن تسعى إلى تشجيع طرف آخر يكون يقف معها في محاربة القاعدة أو محاربة أطراف أخرى؟

حسن سلمان: وبالتالي أنا أقول يا أستاذ محمد أن الرئيس المالكي سيصل إلى مرحلة في الشهرين القادمين من خلال الملفات التي أشرت لها ملف المخابرات بيد الـ(CIA) ملف مجاهدي خلق والجماعات المسلحة المتحالفة معه ملف المصالحة الوطنية وفق رؤية عراقية وليست رؤية سعودية أو رؤية مصرية هذه الأمور سيصطدم فيها الرئيس المالكي لأنه يريد مصلحة الشعب العراقي ويريد حلا عراقيا ونحن نهيب بإخواننا السنة قيادات سياسية أو قيادات دينية أن تذهب وتتفق مع الحكومة العراقية ومع القيادات الشيعية من أجل الوصول إلى رؤية مشتركة في أي عراق نريد أن نعيش، طبعا لا ننسى هنا أخوتنا مع الجانب الكردي أنا أقول دائما أننا يجب أن نترك الأجندة الأميركية على جنب سواء كانت ضد إيران أو ضد سوريا مع السعودية أو عكس السعودية ونذهب ونرى ماذا نريد نحن كعراقيين وفق أي رؤية سياسية وفق أي برنامج سياسي لا أن نعود إلى الوراء إلى معادلة 1920 يظهر فيها الغالب والمغلوب.

محمد كريشان: ألا يمكن دكتور لقاء مكي ألا يمكن أن يكون حديث الأميركيين عن تسليح العشائر نوع من الضغط على حكومة المالكي أو نوع من الابتزاز بين قوسين لأن هناك خيبة أمل عموما وربما يدخل في سياق الأخذ والعطاء معه لاستحقاقات مقبلة؟

لقاء مكي: يعني هما يعرفون أن حكومة المالكي أو الجهاز الإداري والسياسي في العراق مخترق إيرانيا وبالتالي ربما يكون هناك طمع لدى الأميركان بتسليح بعض القبائل من أجل مواجهة الخرق الإيراني في العراق على أمل أن يكون ذلك سبيل للتطورات الإقليمية المستقبلية بما في ذلك حرب ممكنة مع إيران ولكن في كل الأحوال يعني الأستاذ حسن تحدث عن تدخل سعودي ومصري أكثر من مرة لكن لم يشر أبدا إلى التدخل الإيراني، أنا طبعا لا أحمله هذا الأمر ولا أقول أحمل هذا الأمر ما لا يحتمل ولكن هذه الحكومة بأطراف سياسية مختلفة فاعلة فيها هي عميلة لإيرانيين والمخابرات الإيرانية وكانوا بعض السياسيين هما ضباط في المخابرات الإيرانية لا نريد لأي مخابرات أن تتدخل في العراق لكن إذا كان يريد فعلا أو كنا نريد فعلا مصالحة طائفية عرقية بين كل أبناء العراق يجب أولا أن يجلي الاحتلال وثانيا أن تنتهي هذه الحكومات الطائفية ومنها حكومة المالكي ولا يستطيع أي طرف أن يوحد العراقيين بمصداقية المقاوم إلا المقاومة حقيقة هذه المقاومة تمكنت من أن تبرهن على أنها جهة مصداقية في مواجهة الاحتلال وإلا كل الكلام عن الأميركان وهذا احتلال كله كلام لا داعي له لأن الواقع يرفضه هم تعاونوا مع الأميركان هما الذين سهلوا للاحتلال هم الذين تعاونوا مع الاحتلال وكرسوه في العراق وسمحوا له بالدخول في كل المرافق الاجتماعية والسياسية والإدارية وبالتالي لا يحق لأحد تعاون مع الاحتلال أن يتحدث عن الاحتلال ممكن أن نسامحه ممكن أن نعفو عنه هذا أمر جيد ولكن المقاومة التي تصدت للاحتلال هي الوحيدة المخولة والقادرة حقيقة على توحيد القبائل الشيعية والسنية المقاومة ليست سنية المقاومة وطنية وقادرة على إقناع الجميع بأنها يمكن أن تدير بلدا موحدا.

محمد كريشان: شكراً جزيلا لك دكتور لقاء مكي المحلل السياسي العراقي، شكراً أيضا لضيفنا من بيروت الكاتب والباحث العراقي الدكتور حسن سلمان وبهذا مشاهدينا الكرام نكون قد وصلنا إلى نهاية هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعيم كالعادة نذكركم بإمكانية إرسال بعض المقترحات لحلقات مقبلة بإرسالها على العنوان التالي الظاهر على الشاشةindepth@aljazeera.net غداً بإذن الله قراءة جديدة فيما وراء خبر جديد في أمان الله.

المصدر: الجزيرة