
المآلات المحتملة للوضع الفلسطيني
– السيناريوهات المحتملة لمستقبل الوضع الفلسطيني
– فرص التوصل إلى حل بين فتح وحماس
ليلى الشيخلي: حياكم الله، نحاول في هذه الحلقة التعرّف على المآلات التي يمكن أن ينتهي إليها الوضع الفلسطيني في ضوء التطورات المتسارعة التي شهدتها الأراضي الفلسطينية خلال الساعات الماضية ونطرح في الحلقة تساؤلين: ما هي السيناريوهات المحتملة لمستقبل الأوضاع في الأراضي الفلسطينية بعد التطورات الأخيرة؟ وما هي فرص التوصل إلى حل توافقي يعيد العلاقات بين الفرقاء إلى ما قبل سيطرة حماس على غزة؟
السيناريوهات المحتملة لمستقبل الوضع الفلسطيني
ليلى الشيخلي: بعد المقاتلين الذين صالوا وجالو في شوارع قطاع غزة جاء دور القادة السياسيين ليصبوا مزيدا من الزيت على النيران الملتهبة بين فتح وحماس، عباس يقيل هنية ويكلف فياض بتشكيل حكومة طوارئ هنية من جانبه يرفض قرار عباس في فصل جديد من مواجهة ولدتها فيما يبدو تراكمات أمنية وسياسية تتعلق بمجمل المشروع الوطني الفلسطيني.
[تقرير مسجل]
نبيل الريحاني: السادس والعشرون من شهر يناير سنة 2006 أغلبية الناخبين الفلسطينيين تمنح ثقتها لمرشحي حماس الحركة التي رفضت المشاركة قبل ذلك في الانتخابات لكونها تجري تحت مظلة أوسلو تجني ثمار توجهها نحو توسيع مشاركتها السياسية، حسابات البيدر جاءت أكبر من توقعات الحقل قرابة ثلثي مقاعد المجلس التشريعي تحت سيطرة حماس في هذه الجلسة حاول الجميع استيعاب المفاجأة المنتصرون والمهزومون على حد سواء، فتح في المعارضة بعد عقود الريادة في الساحة الفلسطينية وحماس على كراسي الوزارات بعد سنوات خنادق القتال مسافة بين السياسة وبين زناد البندقية لم يكن من السهل الإيفاء بأعبائها، حماس تعرض الشراكة في حكومة وحدة وطنية وأطراف أخرى على رأسها فتح ترفض بناء على ما تقول إنه غياب لرؤية سياسية مشتركة، بدا الخلاف مستحكما بين منطق المقاومة ونهج السلام فلم تمر شهور قليلة حتى انتقل إلى الشارع بأشكال عدة احتكاكات سياسية ساخنة بين الرئاسة والحكومة وانفلات أمني سببه ميليشيات مثيرة للجدل وأجهزة أمنية متداخلة المهام ومن فوق الجميع مجتمع دولي يضع غزة المضخمة بعبئها الديموغرافي تحت وطأة الحصار المالي والإنساني، أمام انسداد الأفق فكرة حكومة الوحدة الوطنية تطفو على السطح من جديد والمشاورات تفرز أرضية هشة للخروج من عنق الزجاجة تعددت اللقاءات وتتالت المبادرات داخلة وعربية لتحط الرحال في مكة بعد أن سال الدم الفلسطيني في المواجهات بين الطرفين وقع القادة على الاتفاق لكن الصراع ما لبث أن عاد مجددا إلى الشارع عاد مدججا بمزيد من السلاح يقود فيها المقاتلون الخلاف إلى نقطة تصعب العودة منها مشهد دامن تقول دلائل إن وصول حماس للسلطة ما كان سوى قطرة أفاضت كأس تراكماته القديمة والجديدة.
ليلى الشيخلي: ولمناقشة الموضوع في هذه الحلقة الاستشرافية لوضع فلسطيني جديد لا يزال فيما يبدو في مرحلة تبلور معنا من عمّان الكاتب والباحث الدكتور عزمي بشارة، من باريس معنا الكاتب والمحلل السياسي بلال الحسن لنبدأ معك بلال الحسن يعني هل ترى أن ما يحدث اليوم نتيجة تلقائية لتراكمات يعني حدثت في السابق لم يخطط لها أم أن هناك من خطط لإيصال الأمور إلى ما وصلت إليه اليوم كما هي ادعت؟
بلال الحسن – كاتب ومحلل سياسي: أنا أقول أن هناك من خطط وكان مرتبطا بجهات أجنبية وأراد أن يسيطر على حركة فتح وأراد أن يسيطر على الأجهزة الأمنية وأن يفرض نفسه قيادة للشعب الفلسطيني ضد القيادة الشرعية سواء كانت ممثلة في منظمة التحرير الفلسطينية أو في اللجنة المركزية لحركة فتح، هناك تيار تحدثنا عنه طويلا في مقابلات سابقة وحسمت معه المعركة في غزة خلال الأيام السابقة القليلة الماضية هذا التيار ليس تيارا وطنيا هو التيار الذي أدى إلى المواجهة الدموية وإلى كل ما حدث من مآسي في الأيام السابقة، هذا التيار وجهت له ضربة قاسية والآن يجب أن نفكر بما بعد توجيه هذه الضربة بعد أن تم التخلص من نفوذه من أجل الوفاق الفلسطيني والوحدة الوطنية الفلسطينية..
ليلى الشيخلي [مقاطعةً]: طيب يعني..
بلال الحسن [متابعاً]: فالأمور لم تكن عفوية والوحدة الوطنية الفلسطينية..
ليلى الشيخلي: طيب يعني..
بلال الحسن: فالأمور لم تكن عفوية كانت مدبرة واضطرت أطراف أخرى أن تقف في وجه هذا التيار.
ليلى الشيخلي: يعني هل توافق مع هذا الطرح عزمي بشارة وهل مهم جدا أن نحدد هل هي تلقائية أم لا في هذه المرحلة برأيك؟
عزمي بشارة – باحث وكاتب فلسطيني: يعني أنا لا أعتقد أن الأمر الأساسي هو إنه منذ أن وقع اتفاق مكة كان واضحا إنه حتى المحاور العربية المختلفة كانت متفقة على أهميته وإنه هامش الابتعاد عن الولايات المتحدة نتيجة لفشل سياستها في العراق أدى إنه يكون هنالك نقاش في هذا الموضوع حتى بين المحور المؤيد لأميركا والولايات المتحدة في مسالة اتفاق مكة تحديدا والجميع باركوا عمليا، بقي هنالك طرف واحد عالمي لم يبارك وهو الولايات المتحدة وإسرائيل، إذاً كان هنالك تيار أميركي إسرائيلي واضح قاطع يدفع نحو المواجهة ولا يرغب بتطبيق اتفاق مكة، هذا أمر ساطع قاطع لأنه يعني حتى المتناقشين على الساحة العربية وسمعت ناس يتحدثون عن محاور عربية، اتفاق مكة تسابق الناس بادعاء قصد في نجاحه ولذلك لا يمكن أن تكون المسألة مسألة عربية، المسألة مسألة أطراف أساسية في المنطقة بالأساس الولايات المتحدة وإسرائيل الغير معنية بتطبيقه تدفع نحو المواجهة، المواجهة تدفع بالناس الأقرب إليها إلى الصدارة بطبيعة الحال ولكن أعتقد أن الآن الموضوع يعني أثقل عيار وأثقل قليلا من مثل هذه النقاشات لأنه يكاد يوصل المرء إلى حسابات وجودية عندما نرى حالة غزة وإمكانية وجود ما يسمى خطأ شرعيتين كأنه نحن أمام دولة أو دولتين كنا في حل الدولتين ثم في حل الثلاث دول ويبدو إنه حل الدولتين نفسه لن يطبق في يوم من الأيام وأن هذه حالة بتشغلنا عن الصراع معه في قضايا من هذا النوع وأنا أفكر وجوديا كيف وصلنا إلى وضع إنه كل من حارب إسرائيل أو حاول أن يعادي إسرائيل في هذه المنطقة موجود الآن في حالة اقتتال داخلي كيف وصلنا.
ليلى الشيخلي: يعني حتى كيف وصلنا إلى هذا؟
عزمي بشارة: إنه كل مَن يمس إسرائيل موجود الآن في حالة اقتتال داخلي في المنطقة وكأنه هذه المنطقة يجب أن توزع إذا مش لقبائل وعشائر إلى أقاليم، هذا طبعا يجب أن يقودنا إلى أسئلة عميقة جدا الآن الشتات الفلسطيني نهر البارد اللاجئين الفلسطينيين في العراق على الحدود لا أحد يستقبلهم، الشتات الفلسطيني هذا وضعه محيَّد ينظر في التلفزيون المجري في غزة حالة غزة والضفة وبالأمس نظرت إلى عرب الداخل اللي هم الشق الرابع الفلسطيني، باراك نجح بأصوات عرب من الداخل وقال أحد مساعديه لو قتلنا أكثر ربما لحصلنا على عدد أكبر من الأصوات، لديّ أفكار تكاد تكون وجودية بالنسبة للوضع الفلسطيني هذه نقطة أنا أعتقد يجب أن يتلوها إما انهيار شامل أو إعادة تقكير بكل المجرى الذي تم منذ أوسلو حتى اليوم كل المسار الذي أوصل إلى هذه الكوارث يحتاج إلى إعادة تقكير لأنه نحن إما على سفى انهيار أو إعادة تفكير شاملة بكل ما جرى من أوسلو حتى اليوم.
ليلى الشيخلي: نعم ولكن في صدد إعادة التفكير بلال الحسن يعني نحن أمام وضع جدا يعني فريد من نوعه كيانين أو شرعيتين كما سماها عزمي بشارة يعني يحكمان فعليا، هل يمكن فعلا إدارة الأراضي الفلسطينية بكيانين منفصلين؟
" |
بلال الحسن: ليس صحيحا أننا أمام كيانين وليس صحيحا أنه يمكن إدارة الوضع الفلسطيني بكيانين، الصحيح أن هناك مجموعة أرادت أن تستولي على فتح وعلى الأجهزة الأمينة وقد ضُربت هذه المجموعة وبعد أن ضربت هناك أفق مفتوح من أجل وحدة فلسطينية قوية ومن أجل تفاهم فلسطيني لإعادة اللحمة القوية بين قطاع غزة وبين الضفة الغربية، هناك بؤر فلسطينية حول الرئاسة وبؤر فلسطينية في غزة تسعى إلى بلورة فكرة الانقسام بين غزة والضفة الغربية، هناك مَن يقول وفي اجتماع مع ديفد روث قبل ثلاثة أيام في القدس يجب أن تنجح تجربتنا في الضفة الغربية وأن تفشل التجربة في قطاع غزة، هم يخططون لهذا الشيء يجب أن نكون أكبر من هذه العقلية الصغيرة وأكبر من هذه المحاولات بدمج غزة والضفة الغربية بوطن واحد بإرادة واحدة بقيادة واحدة وأريد أن أقول المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم السيد خالد مشعل يفتح الطريق أمام هذا الحل والرد الذي قدمه الأخ أحمد عبد الرحمن ضد عدم اللقاء مع الانقلابيين يعني يقطع الطريق على أي إمكانية للتفاهم الوطني، هناك قيادات فلسطينية ناضجة وواعية تقول لنتجاوز هذا الذي حصل وهذه اقتراحات عملية، نحن لا نريد إنشاء دولة لا نريد أن نمس شرعية الرئيس عباس لا نريد أن نمس شرعية حركة فتح معركتنا ليست مع حركة فتح، كل هذه الأفكار نتجاهلها ثم نقول حركة انقلابية ولا يمكن أن نجلس مع حركة انقلابية، هناك قيادات فلسطينية واعية تطرح هذه المسائل فلنستمع إليها ولندعوا للقاء ولندعوا للتفاهم واللقاء ممكن والتفاهم ممكن.
ليلى الشيخلي: وهذا بالضبط ما نريد أن نتحدث عنه ما هي فرص التوصل إلى حل يخرج الفلسطيني من وضعهم الحالي؟ بعد وقفة قصيرة أرجو أن تبقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
فرص التوصل إلى حل بين فتح وحماس
ليلى الشيخلي: أهلا بكم من جديد ننافش الوضع في الأراضي الفلسطينية، عزمي بشارة يعني لنتوقف عند الموقف الدولي يعني يكاد يكون هناك إجماع أو شبه إجماع دولي على مساندة الرئيس محمود عباس وإدانة حماس ما تأثير مثل هذا الموقف على فرص التوصل للحل برأيك؟
" |
عزمي بشارة: يعني بالطبع هذا موقف كان مسؤولا حتى الآن عن كل هذه المصائب ودفع بالشعب الفلسطيني في معادلة أسموها العملية أو عملية السلام لم يقطف منها شيء سوى أن خسرنا حالة التحرر الوطني ولم نصبح دولة وهذه هي النتائج حالة تفكك وانحلال حتى قيمي وعدم وضوح، الجميع يؤكد إنه العدو المشترك هو إسرائيل ولكن في النهاية المعارك الحقيقية الجارية على الأرض هي معارك حول سلطة وهمية ليست لها سيادة حقيقية ولذلك أنا لم أستعمل كلمة شرعيتين قلت استخدم خطأ كلمة شرعيتين، أريد أن أعلق على مقال دينس روث نشر يوم خمسة حزيران يعني قبل أكثر من أسبوع من الآن ويقول فيه ما يجري اليوم ويقول إنه كان في زيارة في القدس وفي الضفة الغربية وإنه هنالك حديث عن إنشاء نموذج ناجح سياسي في الضفة تفك عنه الحصار وينجح ماليا ونموذج تسيطر عليه حماس في غزة فاشل وينفر منه الشعب الفلسطيني، يعني التضحية بملايين الناس من أجل إثبات نظريات ليست أكثر تماسكا من النظريات التي دفعت بهم نحو العراق، استخدام مسألة الحصار وفك الحصار تقسيم محاور معتدلين ومتطرفين وتحويله إلى تقسيم داخلي في داخل الشعوب نفسها واستخدام ذلك بمنتهى اللامبالة وعدم الإكتراث بالنسبة لمصائر الشعوب، الولايات المتحدة ومعها مساعد بحث خفيير سولانا وغيره من الأوروبيين الذين يدفهون بهذا الاتجاه في المنطقة يعطون علامات للشعب الفلسطيني كلما وافق واقترب أكثر من الإجماع الإسرائيلي وكلما ابتعد عن الإجماع الإسرائيلي يصبح راديكالي ومتطرف ويجب محاصرته، المحاولة الآن ستجري إنه المحاولة الأوروبية متأسف المحاولة الأميركية والإسرائيلية وأولمرت ذاهب للولايات المتحدة وسيكون هذا النقاش الرئيسي إنه إضافة إلى موضوع إيران طبعا، إنه كيفية محاصرة نموذج في غزة عزله عن الضفة الغربية وكأنه هذا كيان سياسي قائم بذاته ونبدأ بالحلم بتوحيد الضفة الغربية وقطاع غزة بعد أن كانت قضية فلسطين هي قضية الشتات واللاجئين ونموذج آخر ينافس بأنه يقدم خدمات أفضل للشعب الفلسطين كأن قيادة الشعب الفلسطيني تصبح نواب خدمات أعضاء برلمانات خدمات عند من عند الأوروبيين الأميركان أنا معتدل أكثر اعطوني فلوس أكثر لأعطي خدمات أكثر لأرضي شعبي أكثر، أين تضيع القضية الوطنية في ذلك؟ أين تذهب القضية الوطنية أين تذهب قضية فلسطين بالمجمل؟ باعتقادي هذا ما يخطط وهذا ما يجب أن يفشل وأنا موافق إنه هنالك أفق لإفشال هذا إذا اتفقنا على إعادة بناء حركة التحرر الوطني الفلسطيني بمشاركة الفئات السياسية الفاعلة بما فيها فتح وحماس وتحييد الحكومة الفلسطينية عن هذا الموضوع وجعلها تتعامل مع قضايا السكان وإدارة شؤونهم بالضفة الغربية وقطاع غزة، دون ذلك دون إعادة التفكير بكل المجرى الذي كان حتى الآن والذي همش حركة التحرر الوطني وجعلها سلطة وهمية وصراع على سلطة وهمية دون تفكير جذري بمثل هذه المواضيع لن يكون بالإمكان التقاط هذه اللحظة التاريخية وسيتحول إلى لحظة سقوط بدل لحظة إعادة تفكير وإعادة بناء.
ليلى الشيخلي: يعني إذا نظرنا بلال الحسن لكل المحاولات السابقة وكل الاتفاقات اللي تم التفاوض عليها والتوصل إليها رغم ذلك آلت الأمور إلى ما آلت غليه اليوم أين الخلل برأيك وكيف يمكن تجاوزه؟
بلال الحسن: الخلل بالضغوط الأجنبية والإسرائيلية وبالفرقاء أو بعض الأطراف والأفراد الفلسطينيين هنا وهناك الذين يصعون لهذه الضغوط ويعتبرون أن الانصياع إليها هو مكسب لهم لأنهم يتحالفون مع اطراف دولية كبيرة ينسون الواجب الوطني وينسون الإرادة الوطنية نحن نحتاج إلى قيادات تلتزم بالإرادة الوطنية وأقول إن هناك اليوم مناخ مفتوح ومجال مفتوح بين حركة حماس في غزة وبين الرئاسة الفلسطينية، ما أعلنته حركة حماس اليوم يعطي للرئيس عباس احترامه الكافي ويعطي له مكانته المرموقة يعترف به وبشرعيته وبقيادته وهو مسؤول الآن بصفته رئيس الشعب الفلسطيني ألا يفوت هذه الفرصة وأن يبحث بشكل جاد هل حماس جادة في هذا الطرح أم لا، عليه أن يختبر هذا الطرح وإذا تبين أن حماس جادة فإن طريق التحالف الفلسطيني موجود ومفتوح ويمكن إنشاء حكومة وحدة وطنية بإشراف الرئيس عباس وقيادته ويمكن إنشاء وحدة بين.. تمتين الوحدة بين الضفة وغزة بإشراف الرئيس عباس وقيادته وتستمر الشرعية الفلسطينية برئاسة عباس وقيادته عندما تقول حركة حماس أنا لا أقود حركة انقلابية فلنختبر هذا الطرح ويجب أن لا نفوت هذه الفرصة ويجب أن لا نستمع إلى أي مستشار عند عرفات يقول له لا حوار مع الانقلابيين دعهم يخوضون تجربتهم الفاشلة هذا كلام..
ليلى الشيخلي [مقاطعةً]: طيب لننظر لمحاولات الحل بلال الحسن..
بلال الحسن [متابعاً]: يخدم القوة المعادية يخدم.. أيوة..
ليلى الشيخلي: بلال الحسن محاولات حل عديدة يعني سواء من خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب سواء من خلال دعوة الأمين العام بان كي مون لنشر قوات دولية هل تعتقد أن مثل هذه المحاولات تساهم في التوصل إلى الحل أم تساهم في تعقيد الأمر أكثر من أي شيء ثاني؟
بلال الحسن: منطلق الحل فلسطيني وليس قوات دولية وليس بان كي مون منطلق الحل بنقاط محددة عملية وبسيطة وممكنة وهي بيد الجميع، أولا إعلان إقالة العناصر الأمنية التي أدت إلى الاقتتال، اثنين تعيين عناصر أمنية متوافق عليها وتحظى برضا الجميع، ثلاثة إعلان أن هذه القيادات تخضع لإمرة وزير داخلية، أربعة العودة لتعيين وزير الداخلية الذي استقال لأن قادة الأجهزة الأمنية لا يحترمون كلامه، أربعة تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة تلتزم بهذه الأمور، هذا هو المخرج وهو مخرج ممكن وقائم ويخطئ كل قائد فلسطيني..
ليلى الشيخلي: لنسأل عزمي بشارة..
بلال الحسن: لا يلتفت لهذه الاحتمالات.
ليلى الشيخلي: هل ترى فرصة حقيقية للخروج من الأزمة وسؤال ربما أخير ماذا بقي من بريق وتعاطف للقضية الفلسطينية برأيك؟
عزمي بشارة: يعني المسألة مسألة نوايا طبعا الآن هي ليست مسألة ظروف موضوعية لأنه الظروف الموضوعية موجودة، هذا احتلال شعب يعاني تحت الاحتلال عانى تحت الحصار لأنه خاض تجربة ديمقراطية، كان من الواضح أن هنالك مَن لم يسلم بهذه التجربة الديمقراطية داخليا وخارجيا وثبت إنه الحصار لم ينفع بل زاد مَن لديه إرادة إصرارا وزاد مَن ليس لديه إرادة تآمرا وتواطؤا، المشكلة الآن هي توفر الإرادات وبرأيي إنه بغالب الحالات الشعب الفلسطيني ليست مسألة بريق لأنه المسألة ليست مسألة نجومية وشعبية بالمعنى الأميركي للكلمة وإنما مسألة عدالة قضية وتأكد من عدالتها وبرأيي المجال مفتوح لتفاهم وتصالح والمطلوب أكثر من ذلك ليس قبلات بمعنى الصلح العشائري لتوقيع اتفاق ثم يتضح أن النوايا لم تكن تنفيذه أو نوايا البعض على الأقل لم تكن بذلك الاتجاه وإنما يجب أن يكون هناك قناعة راسخة إنه بهذا الطريق طريق تنافس كيانين مصطنعين ليس لهما سيادة على استرضاء الغرب أو الولايات المتحدة أو إسرائيل سيؤدي بالجميع إلى الفشل وسيؤدي إلى كوارث وإنه الطريق الوحيد الآن هو افرادة الوطنية الشاملة المدركة إنه لا توجد تسوية سياسية قريبة وإنه في هذه الأثناء يجب إدارة شؤون الشعب الفلسطيني بشكل عقلاني وبشكل منفتح وبشكل واقعي واستمرار النضال لأنه الضقية الوطنية الفلسطينية لم تحل في هذه الأثناء ولا يوجد لها حل قريب ولا يوجد تخلي عن ثوابتها والتخلي عن ثوابتها لن يكسب أحدا شيئا، نحن منذ أوسلو حتى الآن فقط في حالة تراجع ليس في حالة تقدم، إذاً الفرصة سانحة بالتأكيد إذا توافرت النوايا طبعا الآن الأمور أوضح بكثير فيه نقاش سياسي موجود يجب أن يوضع على الطاولة برأيي ليس له علاقة بالوضع القائم، يعني لا يوجد حلول سياسية مطروحة تؤدي إلى اقتتال داخلي لأنه إسرائيل لا توافق لا على ما تريده فتح ولا على ما تريده حماس وتطرحه إذا يجب أن تصفى النوايا من أجل وإلا ما الحل، دعينا نفكر قليلا يمكن يجب أن يتخيل المشاهد أو الوطن الفلسطيني أو القوم العربي أو الإسلامي يجب أن يتخيل وضعا ليس فيه حل تخيلي غزة الآن يضرب عليها حصار مثلا ويتواطأ العرب في هذا الحصار وتنافس فلسطيني إنه بالضفة أنجح من غزة..
ليلى الشيخلي [مقاطعةً]: طيب فقط بكلمتين لو سمحت..
عزمي بشارة [متابعاً]: تخيلي هذا الجحيم الذي سيحصل..
ليلى الشيخلي: هل تتوقع..
عزمي بشارة: لا يوجد حل سوى..
ليلى الشيخلي: لا يوجد حل سوى أكمل الجملة لو سمحت.
عزمي بشارة: لا يوجد حل سوى أن يتفاهموا الآن وأن يعاد منظمة التحرير وحكومة وحدة وطنية فلسطينية.
ليلى الشيخلي: هل برأيك مشروع أن نطرح هل ستسمح إسرائيل لهم بالتوصل إلى هذا التفاهم أم أن هذا السؤال الأحداث بينت أننا لا يجب أن نسأل هذا السؤال وإنما سؤال أعمق كما قلت سؤال وجودي عن المسألة الفلسطينية؟
عزمي بشارة: برأيي مجرد أن نسأل هذا السؤال يعني أنه نحن رهائن للإرادة الإسرائيلية والأميركية هذا يعني أن التوصل إلى حل وإلى وحدة وطنية هو تحدي للإرادة الأميركية والإسرائيلية، لا يعقل أن نصل إلى وضع فيه رضا إسرائيل أميركي عن حصار جزء من الشعب الفلسطيني ليثبت أنه نموذج فاشل أو حالة انقلابية أو سميها ما شئتِ وجزء آخر سيحاول أن يثبت نفسه إنه لا هو قادر على النجاح، ماذا نفعل ما الذي نفعله بالضبط وماذا سيحدث غد وبعد غد؟
ليلى الشيخلي: بهذا السؤال..
عزمي بشارة: يجب أن نقوم بالحل تحديا للإرادة الإسرائيلية والأميركية.
ليلى الشيخلي: بهذا نختم الحلقة شكراً جزيلا لك عزمي بشارة طبعا الباحث والكاتب الفلسطيني وشكراً من باريس للكاتب والمحلل السياسي بلال الحسن، شكراً لكم مشاهدينا على متابعة هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعيم إلى اللقاء بإذن الله في أمان الله.