اللقاء الأميركي الإيراني في العراق
ما وراء الخبر

أبعاد المحادثات الرسمية بين واشنطن وطهران

تتناول الحلقة أول محادثات رسمية على مستوى السفراء بين طهران وواشنطن منذ 27 عاما عقدت ببغداد وتركزت أساسا على الملف الأمني في العراق.

– الملف العراقي

– نتائج محاولات إيجاد لغة للحوار


undefinedخديجة بن قنة: مشاهدينا أهلا بكم نتوقف في حلقة اليوم عند أول محادثات رسمية على مستوى السفراء بين طهران وواشنطن منذ سبعة وعشرين عاما ونطرح في حلقتنا تساؤلين رئيسيين: هل ينجح الطرفان في تجاوز خلافتهما حول العراق والوصول على تحقيق أمنه المفقود؟ وهل يكون الاجتماع بداية لتضييق الهوة الفاصلة بين الجانبين واعتماد الحوار وسيلة لحل خلافاتهما بعد عقود من القطيعة الدبلوماسية؟

الملف العراقي

خديجة بن قنة: كسر الإيرانيون والأميركيون الجليد وجلسوا وجها لوجه في محادثات عقدت ببغداد تركزت أساسا على الملف الأمني في العراق واتفق الطرفان على إجراء جولة ثانية من المحادثات في غضون أقل من شهر.

[تقرير مسجل]

ميا بيضون: يبدو أن قطيعة الأعوام السبعة والعشرين بين إيران والولايات المتحدة وصلت إلى نهايتها بعدما قرر الطرفان الاجتماع تحت عنوان حل الأزمة العراقية فاللقاء الذي استضافه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي كان على ما يبدو علمية جس نبض من الطرفين حول مدى التعاون بينهما وفى رد فعل أولي وصفت إيران على لسان سفيرها في العراق حسن كاظمي اللقاء بأنه خطوة إيجابية وتتطابق الكلام هذا مع ما جاء في كلمة الافتتاح التي ألقاها رئيس الوزراء العراقي في افتتاح المحادثات.

[شريط مسجل]

نوري المالكي – رئيس الوزراء العراقي: وكنا ثقة أن إحراز أي تقدم في هذا اللقاء سيعزز دون شك جذور الثقة.

ميا بيضون: فيما قال السفير الأميركي إن الطرفين سيجريان جولة ثانية من المحادثات خلال أقل من شهر وأن هناك اتفاق على المبادئ العامة مع الإيرانيين.

[شريط مسجل]

ريان كروكو – السفير الأميركي في العراق: فيما يتعلق بالقضايا الأمنية طرحنا على الإيرانيين عددا من القضايا الأمنية لكن الإيرانيين لم يقدموا أي إجابات مفصلة وهم يفرضون مثل تلك الإدعات.

ميا بيضون: وفيما طلبت أميركا من إيران الكف عن إمداد المقاتلين في العراق بالعتاد والأسلحة دعت إيران الإدارة الأميركية إلى سحب قواتها من العراق والإقرار بفشل سياستها هناك ومع ذلك فإن المجتمعين اتفقوا على معالجة المسألة الأمنية بشكل مشترك.

[شريط مسجل]

حسن كاظمي – السفير الإيراني في العراق: لقد طرحت مسألة تشكيل لجنة أمنية ثلاثية تساعد الحكومة العراقية على تقوية البنية الدفاعية والمرافق الأمنية في هذا البلد.

ميا بيضون: وإن كانت وجهات النظر تختلف بين الطرفين إزاء الوضع في العراق فكلاهما أعلنا أنهما يدعمان الحكومة العراقية وتقويتها كل على طريقته.

خديجة بن قنة: ومعنا في في الأستوديو الدكتور عمرو حمزاوي كبير الباحثين في معهد كارنيغي للسلام العالمي ومعنا من بيروت الأكاديمي اللبناني المتخصص بالشؤون الإيرانية الدكتور حبيب فياض أهلا بكما ضيفين على هذه الحلقة أبدأ مع دكتور عمرو حمزاوي تحديدا وبالملموس أميركا ماذا تريد من إيران؟

عمرو حمزاوي – معهد كارنيغي للسلام: الولايات المتحدة تريد من إيران المساعدة فيما يتعلق بضط الملف الأمني في العراق هذه المساعدة لها مستويات ثلاثة المستوى الأول يتعلق الاتهام الأميركي الموجه للإيرانيين بأنه كانوا وراء تقديم أسلحة ومعدات وتكنولوجيا عسكرية لعدد من جماعات المقاومة الشيعية والسنية في داخل العراق المستوى الثاني يتعلق بضبط ملف الميليشيات ولإيران نفوذ كبير داخل عدد من هذه الميليشيات خاصة ميليشيا المهدي المستوى الثالث فيما يتعلق بالقضايا الأمنية هو بتشكيل لجان ثلاثية للتنسيق وهذا تمت الإشارة له بالفعل أن تكون هناك لجنان دائمة تنظر في مسألة التنسيق الأمني الهدف الثاني يتعلق بالعملية السياسية في العراق الولايات المتحدة الأميركية في إطار رؤيتها ونظرتها هي للعراق ومشروعها هي للعراق تريد الطرف للإيراني أن يستغل ما له من نفوذ في الداخل العراقي لدفع العملية السياسية نحو مصالحة وطنية طبعا وفقا للتعريف الأميركي لمغزى ومضمون هذه المصالحة الوطنية الهدف الثالث والأخير الولايات المتحدة تريد من الإيرانيين أن يكفوا عن الحديث عن أهمية جدولة انسحاب القوات الأميركية أو خروج الاحتلال وما إلى ذلك هذه هي ثلاثية الأهداف الأميركية والسبب وراء ذهاب الولايات المتحدة الأميركية وسعيها إلى التفاوض بصورة ثنائية مع الإيرانيين بعد أن بدأ التفاوض متعدد الأطراف لأننا نعلم أن الطرف الأميركي والطرف الإيراني التقايا من قبل في مؤتمر بغداد ومؤتمر شرم الشيخ ولكن في إطار متعدد الأطراف هذه المرة الأولى لمفاوضات ثنائية.

خديجة بن قنة: طيب دكتور حبيب فياض إيران قادرة على تلبية هذا الطلب؟

"
إيران لها أجندتها الخاصة في التعامل مع الشأن العراقي، فهي تطالب الولايات المتحدة بالانسحاب من العراق، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، وأخيرا وهو الأهم ألا يتحول العراق إلى منطلق لمحاصرة إيران أو ضربها أو محاولة السيطرة على استقرارها
"
حبيب فياض

حبيب فياض – باحث في الشؤون الإيرانية: يعني بمعزل عما إذا كانت طهران أن تستطيع أن تلبي هذه الطلبات أو لا تستطيع أن تلبيها يجب الاعتراف أن لإيران أجندة خاصة بها يعني الإيرانيون لم يذهبوا إلى طاولة المفاوضات في بغداد حتى يتلقوا المطالب الأميركية وبالتالي يعملوا على الالتزام بها الإيراني ذهب يعني بالطريقة التي تكلم بها الدكتور عمرو الإيراني ذهب إلى بغداد وأيضا هو لديه ثلاثة مطالب أساسية على ما يبدوا المطلب الأول هو الانسحاب الأميركي من العراق المطلب الثاني بعد الانسحاب الأميركي من العراق إيران تريد أن يعني أن تكف واشنطن عن التدخل في الشئون العراقية المطلب الثالث استراتيجيا من الجانب الإيراني هو أن لا تتحول الساحة العراقية سواء كان هناك أميركيون في العراق أم لم يكن أميركيون في العراق أن لا تتحول هذه الساحة إلى منطلق لمحاصرة إيران أو تصفية إيران أو ضرب إيران أو العمل على زعزعة الاستقرار في الداخل الإيراني.

خديجة بن قنة: إذاً دكتور عمرو يعني الدور المطلوب من إيران ليس مجانا؟

عمرو حمزاوي: نعم بالتأكيد وأنا أعتقد هنا القصور الرئيسي في النظرة الأميركية أو التوجه أو الانفتاح الأميركي نحو مسار تفاوضي ثنائي ومتعدد الأطراف مع الإيرانيين إدارة بوش حتى هذه اللحظة لم تنجز تصور ما لسلة الحوافز التي ستقدم لإيران تبدو الإدارة وكأنها تتحدث بأخلاقية يعني الخطاب الأميركي المعلن يقول للإيرانيين أنتم لكم مصلحة وأنتم تقولون أن لكم مصلحة في استقرار العراق فلماذا لا تساعدونا في استقرار العراق وكأن السياسة أو العلاقة بين الدولتين وهناك مقاربة صراعية تحكمها كأنها تدار بهذا المنطق وكأن ليس على الولايات المتحدة الأميركية أن تدفع ثمن هناك قصور في النظر الأميركية لم يطور حتى الآن مفهوم لسلة الحوافز الأمر الآخر هناك تناقض بين المقاربتين الأميركية والإيرانية الطرف الإيراني كما أشار الدكتور حبيب وهو محق لا يبحث فقط عن مسائل تتعلق بالعراق هو يريد أن ينتقل من العراق إلى ملفات أوسع ملفات تتعلق بأمن الجمهورية الإسلامية ضمانات لأمن واستقرار الجمهورية الإسلامية وأن تكف الولايات المتحدة عن التدخل بصورة مباشرة من خلال تصعيد عسكري أو خطابي أو من خلال أنشطة استخباراتية وله أمور تتعلق بالاعتراف بالدور الإقليمي لإيران هذه ملفات تتعلق بإيران ودروها الإقليمي وملف آخر أو مستوى ثاني يتعلق بالقضية النووية والتكنولوجيا النووية التي تم تدويلها ومسألة العقوبات المقاربة الإيرانية تريد جمع ودمج الملفات المقاربة الأميركية تركز فقط على العراق وبالتالي من هنا نفسر تركيز السفير الأميركي وتركيز رموز الخارجية الأميركية في الأيام الماضية على التجديد على أنه سنتحدث فقط عن قضية العراق وحتى لن نتحدث عن الرهائن الإيرانيين في العراق أو عمن تم إلقاء القبض عليه من مواطنين أميركيين في إيران التركيز الأميركي يريد أن ينظر فقط إلى العراق وإيران لها مقاربة أخرى.

خديجة بن قنة: طيب دكتور حبيب فياض تحدثنا عن المطالب الأميركية من إيران لإيران وعن الثمن الذي يمكن أن تقبضه إيران بين هذا الطرف وهذا الطرف الطرف المعني الأساسي هو العراق هل ستكون هذه الصفقة على حساب العراقيين وإن كانت الحكومة العراقية قد رحبت بهذا الحوار؟

حبيب فياض: يعني عندما تحدث السفير الأميركي وهذه مفارقة واضحة بالنسبة للكثير من المراقبين عندما تحدث السفير الأميركي في ختام المفاوضات وقال بأن هناك توافق على المبادئ العامة أنا بتقديري أنه كان يتحدث عن نقطتين أساسيتين على صلة بالسؤال الذي تفضلت به النقطة الأولى وهي المفارقة إلى حد ما أن هناك تلاقي أميركي إيراني على دعم حكومة المالكي وبالتالي بمقدار من يكون من هناك توافق بين هذين الجانبين هذا من شأنه أن ينعكس إيجابا على تعزيز موقعية حكومة المالكي وبالتالي مقدرة هذه الحكومة على المضي قدما في حل المشكلات الأمنية والسياسية وما أبعد مما هو أمني وسياسي أيضا أما إذا لم يكن هناك توافق بين الجانبين الإيراني والأميركي بالتأكيد هذا سوف يرخي بظلاله على الساحة العراقية ولكن هنا يجب أن نلتفت إلى مسألة أنه الرؤية الإيرانية يعني لا تحمل يعني طهران لا تعتبر أنها مسئولة عن التأزيم الحاصل في العراق حاليا طهران ترى أنها تستطيع أن تكون شريك في حل المشكلات التي يعاني منها العراق ولكنها لا ترى في نفسها أنها سبب في التأزيم الحاصل في العراق جل ما تتهم به طهران وأنا هنا أتكلم وفق الرؤية الإيرانية جل ما تتهم به طهران أنها تقدم دعم لبعض فصائل المقاومة العراقية وبحسب يعني الرؤية القانونية والدولية هذا الأمر..

خديجة بن قنة [مقاطعةً]: نعم لكن دكتور فياض يعني إن لم تكن إيران سببا في التأزيم العراقي كما تقول لماذا يلجأ إليها؟

حبيب فياض: لأنها تستطيع أن تساعد على الحل هذه مسألة أنا قلتها يعني إيران جاءت إلى طاولة المفاوضات وهي تعلم تماما أن الولايات المتحدة مأزومة والهدف الأساسي بالإضافة إلى مساعدة عراقيين بحسب توصيف المسؤولين الإيرانيين الهدف الأساسي الذي دفع الإيرانيين إلى المجيء هو انتزاع موقف رسمي أميركي بأهمية وفاعلية الدور الإيراني في العراق وعلى هذا الأساس يعني هناك كما قال الدكتور عمرو هناك رؤية متناقضة بين الجانبين الإيراني والأميركي أميركا تريد من أيران أن تساعدها للخروج من مأزقها في العراق في حين أنه إيران قد تقدم مساعدة من هذا القبيل ولكن بالتأكيد هذه المساعدة لم تكن من دون أثمان وهناك مسلمة أساسية أن أي حوار بين الجانبين حول المشاكل الأميركية في العراق يجب أن ينطلق من نقطة أساسية مسلمة أساسية ألا هي الانسحاب الأميركي من العراق.

خديجة بن قنة: طيب مساعدة لن تكون بدون أثمان نحن إذاً أمام قسمة نفوذ بالمنطقة؟

عمرو حمزاوي: نعم بالتأكيد أمام قسمة نفوذ بين الفاعل الإقليمي الأهم وهذه هي النتيجة الاستراتيجية التي ترتبت على المغامرات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط أو في منقطة العالم العربي الإسلامي ككل الولايات المتحدة إدارة بوش أزاحت المنافسين الأهم الجمهورية الإسلامية في إيران نظام طلبان ونظام صدام حسين وصعدت إيران باعتبارها القوة الاستراتيجية الإقليمية الأكثر أهمية في المنطقة وتنامى دورها الإقليمي إيران هي اللاعب الإقليمي الرئيسي في هذه اللحظة والولايات المتحدة الأميركية اللاعب الدولي أو القوى العظمى التي أصبح لها من وجود عسكري في المنطقة ما يمكنها من التدخل المباشر والفوري في العديد من الشؤون الداخلية للعديد من الدول العربية خاصة في منطقة الخليج إذا هي قسمة نفوذ المغيب هنا واحد وهو الإرادة العربية إنا كنا نتحدث عن مفهوم الأمن القومي العربي بصورة جماعية المغيب أيضا هو المصلحة العراقية أنا أعتقد أن أي مساومة بين الإيرانيين وبين الولايات المتحدة الأميركية ربما ضبطت الملف الأمني جزئيا ربما دفعت العملية السياسية نحو مصالحة وطنية جزئية لكنها مساومة ستسفر في النهاية عن تغييب مصالح أطراف عراقية حقيقية فاعلة في التركيبة المجتمعية والسياسية هناك لأنها ليست حليفة لإيران وليست بالقريبة من الولايات المتحدة الأميركية حتى تتبنى الولايات المتحدة الأميركية قضاياها النقطة الأخيرة التي أريد الإشارة إليها فيما يتعلق بالعراق مرة أخرى التساؤل الحقيقي هو أي عراق أي عراق سينتج عن مساومة أميركية إيرانية محتملة إن كان هذا العراق سيقربنا ويقرب الشعب العراقي من الحفاظ على الوحدة الوطنية من الحفاظ على عروبة العراق ومن التحول نحو نظام ديمقراطي حقيقي قائم على مصالحة وطنية وتوافق وطني أنا لدي علامات استفهام كثيرة.

خديجة بن قنة: خطوة أولى علي طريق حل ملفات شائكة أخرى بعد وقفة قصيرة فابقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

نتائج محاولات إيجاد لغة للحوار

خديجة بن قنة: أهلا بكم من جديد مشاهدينا اللقاء الأول من نوعه بين الولايات المتحدة وإيران في بغداد يفتح باب الاستنتاجات لدلالات لجوء الطرفين في هذا الوقت إلى الحوار لكن الأهم من ذلك هو النتائج المتوقعة من هذا اللقاء الذي تعذر منذ نحو ثلاثة عقود.

[تقرير مسجل]

إيمان رمضان: أخيرا على طاولة المفاوضات الإيرانيون يتحاورون مع واشنطن دون وسيط أمر كان بالنسبة للطرفين مستحيلا على مدى أكثر من ربع قرن هذه الصور تظهر دلالا قد يكون أهمها اعتراف أميركي ضمني بأن إيران قوة فاعلة في المنطقة نعم الولايات المتحدة لم تعلن حتى الآن فشل تجربتها في العراق لكنها لا شك استنفذت كل الحلول الممكنة للخروج من مأزقها هناك وإن لم تعترف بذلك فالخطة الأمنية أثبتت فشلها في وقف تدهور الأوضاع الأمنية والجدار الأعظمي لم يحل دون تزايد أعداد الضحايا في صفوف السنة والشيعة على حد سواء والضغوط على المالكي لم تدفع باتجاه استقرار سياسي والرهان الأميركي على استهداف المصالح الإيرانية داخل العراق وقلقلة حدود إيران مع أفغانستان وباكستان وتقليب الجوار العربي عليها وحتى تشديد العقوبات الاقتصادية كل ذلك لم ينجح في تحجيم الدور الإيراني داخل العراق وحمل طهران على وقف تخصيب اليوارنيوم هو الحوار إذا قيل إن المفاوضات تتركز على الورقة العراقية إلى أن الإيرانيين يسعون دائما إلى جعل الملفات محل الخلاف مع واشنطن شديدة التشابك والارتباط بحيث لا يمكن التفاوض على أحدها دون بحث الآخر فلا يزال هناك أمام الأميركيين كثير من القضايا العالقة مع إيران البرنامج النووي الإيراني والمواجهة الأميركية الإيرانية في الخليج العربي أهم دوائر الصراع بين الطرفين والتحالف الإيراني السوري في لبنان وما يشكله من عائق أمام تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير ومثل يصعب حصر دلالة هذا اللقاء يصعب كذلك حصر الصفقات التي قد يخرج بها الطرفان فإيران تريد اعترافا أميركيا بالجمهورية الإسلامية الإيرانية وهي تريد أيضا ضمانات أمنية ودورا إقليميا أساسيا معترفا به دوليا بالإضافة إلى الحصول على القدرات النووية أما واشنطن فتريد أولا من إيران إعادة صياغة المشهد الطائفي في العراق بما يحقق هدوء يمكنها من تفادي مزيد من الخسائر هناك وبينما يثني الجانبين على ما أفرزه اللقاء الأول تتعدى أصداء الحوار المنطقة الخضراء في بغداد لتصل إلى دول الجوار العربي فتثير مخاوفا من أن يضاف ثمن التقارب الإيراني الأميركي إلى جملة فواتير تسددها تلك الدول منذ حرب الخليج الأولى وربما يسدد العراق بهذا التقارب الفاتورة الأكبر.

خديجة بن قنة: إذا دكتور عمرو حمزاوي هل سيكون هذا اللقاء مقدمة ربما لاجتماعات أخرى لاستمرار الحوار لفتح الباب أمام ملفات شائكة أخرى بين أميركا وإيران؟

عمرو حمزاوي: بالتأكيد اللقاء الذي تم اليوم مقدمة لعملية تفاوضية ستستمر.. ستستمر لفترة ثم ستقيم من جانب الطرف الأميركي والطرف الإيراني وفقا للعائد يعني العائد الأميركي المنتظر هو أن تتصرف إيران في العراق بالصورة التي تتفق مع المصلحة الأميركية وكما أشرت دكتور حبيب لإيران أيضا تصور عن العوائد أو عن الفوائد التي يمكن تحصل عليها من هذا اللقاء سيتم التقييم بعد فترة فنحن بالتأكيد أمام عملية بدأت وسلسلة من اللقاءات المستمرة أنا أشك في أن ينتج اللقاء الإيراني الأميركي حول العراق انفتاحا سريعا نحو معالجة القضايا الأخرى سواء تعلق الأمن بأمن إيران ودورها الإقليمي أو تعلق الأمر بالملف النووي هذا هو بمثابة المسكوت عنه في اللقاء الطرفان يعلمان تماما أنه لا بديل على التعرض لهذه القضايا في لحظة ما ولكن ستؤجل هذه اللحظة بحكم الضغط الأميركي وستؤجل أيضا برضاء إيراني لأن إيران تحتاج بالفعل إلى قناة للتفاوض وللحوار المباشر مع الولايات المتحدة الأميركية افتقدتها طويلا خلال العقود الثلاث ما يقرب من العقود الثلاثة الماضية رغم كل الحديث الأيدلوجي عن الشيطان الأعظم والأكبر وما إلى ذلك.

خديجة بن قنة: ومحور الشر.

عمرو حمزاوي: ومحور الشر من الطرفين.

خديجة بن قنة: نعم طيب دكتور فياض يعني الآن إذا فشل هذا الاجتماع وربما ما سيتلوه من اجتماعات لاحقة في ضبط الوضع العراقي كيف ستكون التداعيات أو كيف ستكون الصورة أو المشهد مزيد من التصعيد مزيد من المواجهة بين الطرفين؟

حبيب فياض: يعني يجب أن نلتفت أن السقف المرسوم لهذا اللقاء ليس الوصول إلى توافقات وحلول عملية وتطبيقية كل طرف من الجانبين جاء إلى طاولة الحوار وهو يأمل أكثر من مجرد انعقاد هذا اللقاء وحصول المفاوضات بين الجانبين يجب أن نلتفت إلى مسألة أن المشكلة تاريخيا وسياسيا وإستراتيجيا بين الولايات المتحدة وإيران لا يمكن أن تحل على أساس التجزئة وعلى أساس خطوة ..خطوة لا يمكن حل هذه المشكلات إلا من خلال سلة واحدة هذا اللقاء الذي حصل في بغداد جاء في ظروف استثنائية من الممكن أن يكون فيه خدمة لكلا الجانبين ولكنه في الوقت نفسه ليس سوى خطوة أولى نحو الوصول إلى مرحلة من التفاوض بين الجانبين يمكن على أساسها العمل على حل كافة المشاكل العالقة بينها بدء من المسألة النووية وصولا إلى الضمانات التي من الممكن أن تحصل عليها طهران ضمانات أمنية بأن لا تتعرض إلى ضربة أميركية وإلى ما هنالك من أمور باتت معروفة بالنسبة لكافة المراقبين أنا فقط يعني أريد أن أشير إلى مسألة هي أن لا يحمل هذا اللقاء أكثر مما يحتمل هناك قطيعة يعني عمرها 27 سنة مجرد حصول هذا اللقاء هو حدث تاريخي بحد ذاته بمعزل عن النتائج التي من الممكن أن ينتهي إليها كلا الجانبين حاليا يعني إيران تريد أن تتلافى ضربة عسكرية أميركية توجه إليها وأيضا أميركا تريد أن لا تتورط في مواجهة عسكرية مع إيران مبررات الحرب بين الجانبين متوفرة حاليا رغم عدم حصولها أو عدم إمكانية حصولها ومبررات التفاهم بين الجانبين متوفرة حاليا رغم تعذرها بناء عليه في ظل حالة اللاحرب واللاسلم لم يعد أمام الجانبين سوى الجلوس إلى طاولة المفاوضات على خلفيات مختلفة فقط يعني أريد أن أختم اسمح لي بجملة قصيرة الإدارة الأميركية ربما تريد إحراج الأصوات الأميركية الداخلية التي تطالب بالحوار مع إيران حتى يصل في نهاية المطاف هذا الحوار إلى مرحلة من الفشل وبالتالي يكون هناك مبرر لدى الإدارة الأميركية حتى تمارس المزيد من السياسة التصعيدية ضد طهران أما إيرانيا إيران تريد أن تظهر أمام المجتمع الدولي في ظل طرح ملفها النووي على مجلس الأمن تريد أن تظهر بمظهر المتعاون والمنفتح على حل المشاكل القائمة من خلال المفاوضات ومن خلال الخيارات السلمية والدبلوماسية.

خديجة بن قنة: طيب دكتور فياض أنا سألتك إن فشل الحوار لكن أسال دكتور عمر حمزاوي إن نجح الحوار الآن كيف سيكون تأثيره على الداخل العراقي هل سنشهد مثلا مزيد من الهيمنة الشيعية على الساحة السياسية العراقية أما ماذا؟

"
هناك فشل تام للمشروع الأميركي وواشنطن تبحث عن مخارج للتعامل مع فشل التجربة الأميركية أو المغامرة الأميركية في العراق فهي تريد من الطرف الإيراني أن يتصرف على أرض الواقع وعليه أن يتصرف بسرعة
"
عمرو حمزاوي

عمرو حمزاوي: يعني للإجابة على هذا السؤال اسمح لي بالإشارة إلى نقطتين والنقطتان بمثابة رد أو تعليق على حديث الدكتور فياض أنا أعتقد الولايات المتحدة الأميركية لم تذهب إلى مائدة المفاوضات فقط للتفاوض مع الإيرانيين الولايات المتحدة إدارة بوش مأزومة.. مأزومة داخليا الحزب الجمهوري مأزوم الولايات المتحدة ككل مشروعها في العراق فشل الحديث عن أزمة للمشروع الأميركي هو حديث مزيف هناك فشل تام للمشروع الأميركي الولايات المتحدة تبحث عن مخارج للتعامل مع فشل التجربة الأميركية أو المغامرة الأميركية في العراق فهي تريد من الطرف الإيراني أن يتصرف على أرض الواقع وعليه أن يتصرف بسرعة الولايات المتحدة لم تذهب لمجرد التفاوض هذه واحدة الأمر الآخر الولايات المتحدة الأميركية عندما تلوح بمسألة الضربة العسكرية أو بالخيار العسكري وترسل بعدد من السفن الحربية الجديدة سبعة سفن حربية تم إرسالها من فترة قريبة إلى الخليج وإلى مضيق هرمز الولايات المتحدة بتلوح للطرف الإيراني بإمكانيتها هي لتصعيد الضغوط عليه سواء تعلق الأمر بالملف النووي بيرفع سقف العقوبات المفروضة على إيران من خلال مجلس الأمن وبتوافق بين القوة الدولية الرئيسية أو تعلق الأمر بالتنويع بورقة الضغوط العسكرية وبإرسال سفن الحربية إلى الخليج فالولايات المتحدة بتزيد من زخم ضغوطها حتى تدفع الطرف الإيراني للتجاوب مع مطالبها في العراق ولأن يتصرف بسرعة أعود إلى سؤالك وهو متعلق إن نجح الحوار وأنا أتفق مع الدكتور حبيب جزئية أن علينا الانتظار هناك عملية بدأت ستأخذ وقت إن تمكن الطرف الأميركي والإيراني من الوصول إلى مساومة ما تضبط جزئية من الملف الأمني في العراق وتضبط جزئية من العملية السياسية وتعيد لها زخم نسبي أنا أخشى أن هذا سيكون على حساب القوة السنية في العراق لأن الرؤية الإيرانية للمشروع الديمقراطي أو الاستقرار النظام الجديد في العراق هي رؤية قائمة على وجود أغلبية شيعية هي إن أردتي رؤية تعظم مكون الأغلبية داخل سياق ديمقراطي أو سياق ديمقراطي مفترض وتهمش المجموعات الأصغر سواء كانت هذه المجموعات هي بالتأكيد العرب السنة أو كانت هذه المجموعات أيضا الأكراد فإذا الرؤية الإيرانية بتستند إلى خطاب ظاهره ديمقراطي ولكن باطنه يقوم على علاقات هيمنة وسيطرة وأن مكون الأغلبية هو الذي يسود وهذا يخدم المصالح الإيرانية على المدى الطويل ومسألة التقارب الإيراني العراقي فإذا بالتأكيد إن نجح الطرفان سيرتب ذلك المزيد من الانشقاقات ومن داخل العراق.

خديجة بن قنة: طيب ما رأيك دكتور فياض بهذا الكلام؟

فياض حبيب: يعني أكثر يعني الخطر الأكبر الذي يتعرض المصالح الإيرانية في المنطقة وأنا هنا أتكلم بناء على ما أعرفه عن العقلية الإيرانية يعني لا أتكلم فقط من خلال خلفية سياسية إنما أتكلم من خلفية قيامية عقائدية إذا صح التعبير العقل الإيراني حساس جدا من الفتنة الطائفية يعني من الواضح جد إنه مؤخرا في أكثر مكان في المنطقة كان هناك محاولات للقيام بفتنة طائفية من قبل الولايات المتحدة الأميركية وصولا إلى بعض الأهداف المحددة ولكن نتيجة التعاون الإيراني مع بعض الأطراف في المنطقة وتحديدا يعني المملكة العربية السعودية كان هناك التفاف وبالتالي تمايز بين الموقفين الأميركي والسعودي لمصلحة يعني تمايز سعودي عن الأميركيين لمصلحة إيران من أجل قطع الطريق على أي عمل فتنوي إيران تعرف تماما أنها إذا أرادت الدخول في اللعبة الطائفية في العراق على أساس حساب مصالح الطائفة السنية لصالح الطائفة الشيعية هذا لن يؤدي إلى استقرار الأوضاع على حدودها الجنوبية وبالتالي..

خديجة بن قنة: المنطقة شكرا جزيلا لك دكتور حبيب فياض الأكاديمي اللبناني المتخصص بالشؤون الإيرانية كنت معنا من بيروت وشكرا للدكتور عمرو حمزاوي كبير الباحثين في معهد كارنيغي للسلام العالمي شكرا جزيلا لك..

عمرو حمزاوي: شكرا..

خديجة بن قنة: وبهذا نأتي إلى نهاية هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعيم أطيب المنى وإلى اللقاء.