صورة عامة مع جمانه نمور
ما وراء الخبر

موقف الجيش التركي من الانتخابات الرئاسية

نتناول موقف الجيش التركي من إمكانية وصول رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان إلى سدة الرئاسة بالانتخابات المقررة في مايو/أيار المقبل.

– المؤسسة العسكرية والمعركة السياسية
– دور المعارضة في عرقلة طموحات أردوغان


undefinedجمانة نمور: أهلا بكم، نتوقف في حلقة اليوم عند موقف الجيش التركي من إمكانية وصول رئيس الوزراء الحالي إلى سدة الرئاسة في الانتخابات المقررة في أيار مايو المقبل وذلك بعد تصريحات رئيس الأركان التي قال فيها أن الجيش لن يتدخل في السياسة ولكن الرئيس المقبل ينبغي أن يلتزم بالقيم العلمانية ونطرح في الحلقة تساؤلين اثنين: هل قررت المؤسسة العسكرية التركية رفع يدها عن شؤون السياسة لصالح المؤسسات الدستورية؟ وهل يبدأ العلمانيون والقوميون الأتراك شحذ أسلحتهم السياسية والإعلامية لمنع أردوغان من الوصول إلى سدة الرئاسة؟

المؤسسة العسكرية والمعركة السياسية

جمانة نمور: رفض الجنرال يشار بويوكانيت قائد القوات المسلحة التركية التدخل في قرار انتخاب رئيس البلاد معلنا أن المؤسسة العسكرية ليس لها الحق من الناحية القانونية في التدخل في هذا الأمر لكنه أضاف أن على الرئيس المقبل للبلاد أن يلتزم بالقيم العلمانية قولا وفعلا.

[شريط مسجل]

يشار بويوكانيت – قائد القوات المسلحة التركية: رئيس الجمهورية الذي سينتخب سيكون في نفس الوقت القائد الأعلى للجيش ومن هذه الناحية فهو يعني القوات المسلحة عن كثب ولذلك أريد أن أعبر عن إيماني بضرورة أن يكون رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للجيش منتميا فعليا وسلوكيا أيضا وليس لفظيا فقط ببنية الدولة السيادية وملتزما بالقيم الأساسية للأمة والجمهورية وبهدف الدولة الديمقراطية العلمانية المنصوص عليه في الدستور.

جمانة نمور: قرار رئيس هيئة الأركان التركية بعدم التدخل في أمر الرئاسيات المقبلة هام جدا بالنظر إلى أن المؤسسة العسكرية في تركيا ينظر إليها دائما على أنها الحارس الأمين للنظام العلماني الذي أسسه كمال أتاتورك لكن أوساط علمانية أخرى ممثلة في حزب المعارضة الرئيسي مصممة على التصدي لأي احتمالات لوصول رئيس الوزراء رجب أردوغان إلى سدة الرئاسة.

[تقرير مسجل]

يوسف الشريف: هل جاء اليوم الذي يرى فيه الأترك قائد أركان جيشهم يرفض وبشدة التدخل في السياسة؟ لقد كان ذلك حلما لكنه اليوم أصبح واقعا الجنرال يشار بويوكانيت الذي هدد بشن الحرب على حزب العمال الكردستاني في شمال العراق أعلن انسحاب جيشه من الساحة السياسية في تركيا فاسحا المجال بذلك أمام رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ليرشح نفسه لرئاسة الجمهورية، قائد الجيش خيّب آمال الآلاف من العلمانيين الذين دعوه ليضع حدا لطموحات أردوغان من خلال التدخل المباشر أو حتى التلميح برفض ترشيحه للرئاسة لكنهم شاهدوا قائد أركان يتحدث عن القوانين والدستور الذي لا تمنع مواده أردوغان وزوجته المحجبة من الجلوس في القصر الرئاسي وهكذا ينبغي على هؤلاء العلمانيين أن يحصروا صراعهم مع أردوغان في إطار ديمقراطي بحت ليكون الشارع وحده هو الحكم المعارضة العلمانية التي ترى في أردوغان ذو الخلفية الإسلامية خطرا على النظام العلماني تسعى لاستخدام سلاح القانون بعد أن فقدت سلاح الجيش إذ هدد زعيم المعارضة دينيس بايكال بمقاطعة الانتخابات في البرلمان أن ترشح لها أردوغان وإحالة نتيجتها على المحكمة الدستورية أردوغان الذي يرفض الإفصاح عن نيته بالترشح لمنصب الرئاسة حتى اللحظة الأخيرة بدأ يدرك أنه أصبح اليوم أقرب من أي وقت مضى للتربع على رأس الهرم السياسي في تركيا ليحقق بذلك لناخبيه الإسلاميين ما كانوا يتمنوه منذ عقود يوسف الشريف لبرنامج ما وراء الخبر أنقرة.

جمانة نمور: ومعنا في هذه الحلقة من اسطنبول سفر توران مدير الأخبار الخارجية في القناة السابعة التركية ومن أنقرة يوسف كانلي من صحيفة توركش دايلي نيوز أهلا بكما، لو بدأنا معك سيد سفر هل ينأى الجيش إذاً بنفسه عن المعركة السياسية التي تشهدها تركيا الآن فيما يتعلق بالرئاسة؟

"
أعتقد أن الذين كانوا يشكون في ترشيح أردوغان لرئاسة الجمهورية أو الذين كانوا يتمنون أن تقف المؤسسة العسكرية مانعا أمام ترشيحه قد خاب أملهم
"
سفر توران

سفر توران – مدير الأخبار الخارجية في القناة السابعة التركية: أنا أقرأ ما قاله أو تصريحات أو كلمة السيد يشار بويوكانيت قائد القوات المسلحة التركية، أقرأ وأقول أنه أعلن أن المؤسسة العسكرية ليس طرفا في الانتخابات القادمة بالنسبة لرئيس الجمهورية في تركيا والشيء الثاني الأهم من ذلك أن المؤسسة العسكرية سوف تلتزم بالقانون والدستور وأضاف قولا هاما بعدما ذكر أنه سوف يلتزم بالقانون والدستور وقال أنه يعرف ما هي الطريقة التي يتم بها اختيار رئيس الجمهورية ولذلك أنا أعتقد أن كلمته ريح المجتمع التركي بأكمله وأن أعتقد الذين كانوا يشكون في ترشيح السيد أردوغان لرئاسة الجمهورية أو الذين كانوا يتمنون أن المؤسسة العسكرية سوف يكون مانعا أمام ترشيح أردوغان قد خاب أملهم ولذلك أعتقد كلمته اليوم كانت كلمة هامة وأنه ريح المجتمع التركي بأكمله.

جمانة نمور: سيد يوسف يعني هل فعلا المجتمع التركي كله ارتاح بعد هذا الموقف من قائد الجيش؟

يوسف كانلي – صحيفة توركش دايلي نيوز: بالطبع إن بيان الجنرال بويوكانيت كان واضحا تماما فقد قال أولا أن رئيس الجمهورية يجب أن يكون مواليا للأسس التي أقيمت عليها الجمهورية وعلى رأسها النظام العلماني ليس قولا بل فعلا وهذه رسالة واضحة وقد كرر هذه الرسالة مرتين في كلامه مركزا ومشددا على أن الرئيس القادم يجب أن يكون مواليا للعلمانية ليس في القول ولكن في الفعل أيضا وبالطبع من وجهة النظر هذه كان كلامه مهما لكن الجنرال ركز على نقطة وأبرز نقطة بأن المؤسسة العسكرية ستحترم قرار البرلمان وتأمل أن البرلمان سيختار أو ينتخب من يكون ملائما لهذا المنصب وهذا ليس بطاقة حمراء لأردوغان ولا هي موافقة عليه كذلك.

جمانة نمور: سيد سفر إذاً بعد هذا الموقف من الجيش يعني الكل الآن يقول بأن عقبة أساسية أزيلت من أمام طريق أردوغان للوصول إلى سدة الرئاسة هل تتوقع إعلانه الآن مباشرة مثلا في الغد بأنه رشح نفسه بعد زوال هذه العقبة؟

سفر توران: أنا لا أظن أردوغان سوف يعلن عن ترشيح نفسه غداً أو بعد غد أتوقع لأن هناك مهلة ليوم 25 من الشهر الحالي أتوقع سوف يؤخر ترشيح نفسه ولكن داخل حزب العدالة والتنمية هناك ارتياح كبير لكلمة السيد يشار بويوكانيت اليوم ولكن أنا لا أتوقع ترشيحه غدا أو غدا سوف ينتظر إلى يوم 25.

جمانة نمور: ولكن يعني إذا انتظر إلى نهاية المهلة يبدو أنه سيشهد تظاهرات كثيرة في الشارع التركي ضد ترشحه مثلا بعد يومين السبت هناك تظاهرة.

سفر توران: هذا شيء طبيعي هناك حملة كبيرة من القيادات أو من الشخصيات أو من الأحزاب الذين لا يريدون أردوغان أن يصل إلى رئاسة الجمهورية وتركيا تشهد منذ عدة أيام حملات واسعة النطاق ضد أردوغان وهناك مظاهرات كما تفضلت بعد يومين هذه الأمور طبيعية الجميع يعبر عن نفسه عن آرائه ولكن البرلمان في نهاية المطاف هو الذي يقرر من هو رئيس الجمهورية القادم.

جمانة نمور: نحن نعلم أن الأكثرية البرلمانية هي مؤيدة لأردوغان سيد يوسف إذاً ماذا ستفعل المعارضة؟

سفر توران: المعارضة سوف يعارض على ترشيح..

جمانة نمور: عفواً السؤال للسيد يوسف.

سفر توران: أردوغان كما أعلنوا..

يوسف كانلي: بالطبع إن البرلمان وتركيبته الحالية أن تركيبة البرلمان الحالية تجعل من أن أي كان مرشحا سواء كان أردوغان نفسه أو من كتلته البرلمانية سينتخب رئيسا ولا شك في ذلك المشكلة الوحيدة بالطبع هو أن أردوغان وحزبه تم انتخابهما في البرلمان بنسبة 25% من الأصوات الحقيقية وحوالي 40% من الأصوات التي يحق لها أيضا أغلبيته بـ65% في البرلمان ليست مشروعة أو شرعية لانتخابه لكن من الناحية القانونية لا توجد مشكلة في ذلك لكن من الناحية المعنوية والشرعية ليست كذلك.

جمانة نمور: قبل أن نخوض في تفاصيل ذلك لابد أن نتعرف أكثر على المؤسسة العسكرية التركية التي تميزت عن المؤسسات العسكرية في الأنظمة الأخرى بتغلغلها في الحياة السياسية تحت شعار حماية العلمانية التي أسسها كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة غير أن دور الجيش التركي في السياسة تراجع عما كان عليه من قبل لاسيما بعد تولي حزب العدالة والتنمية الحكم في تركيا.

[تقرير مسجل]

إيمان رمضان: حماية العلمانية الكمالية من هنا تسللت المؤسسة العسكرية إلى الحياة السياسية في تركيا لتشكل بذلك نموذجا لا يمكن مقارنته بدول أخرى لعب فيها العسكريون دورا مؤثرا في الساحة السياسية غير أن التعرف على حجم الدور الذي يلعبه العسكريون الأتراك في دوائر صنع القرار يتطلب أولا مراجعة وضع المؤسسة العسكرية في الدستور التركي الحديث وتحديدا دستور عام 1982 الذي صاغه عسكريون شاركوا في الانقلاب الثالث في تركيا عام 1980، هذا الدستور يمنح الجيش صلاحيات واسعة تمكنه من التدخل في القرار السياسي بهدف حماية علمانية تركيا من أي حركات دينية التوجهات تستهدف النيل من مبادئ كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة وبموجب الدستور أيضا فإن الجيش التركي على عكس الجيوش في أنظمة أخرى لا يتبع وزارة الدفاع فهو مؤسسة مستقلة تخضع مباشرة لرئاسة الوزراء ويعتبر رئيس الأركان صاحب الكلمة العليا في الجيش التركي لا وزير الدفاع غير أن الانقلابات التاريخية التي قام بها الجيش في تركيا ساعدت على إرساء عرف مستتر بأن يتحاشى رئيس الوزراء أي صدامات مباشرة مع الجيش وبعد الانقلاب العسكري الأول عام 1962 ازداد حجم التغلغل العسكري في كافة تفاصيل الحياة التركية وتوالت الانقلابات عام 1972 و1980 إلا أنه مع نهاية التسعينات بدا دور الجيش التركي متراجعا على الساحة السياسية وهو ما عكسه ما وصف بالانقلاب السلمي على رئيس الوزراء آنذاك نجم الدين اربكان عندما آثر الجيش للمرة الأولى استخدام الأدوات الديمقراطية في تحريك الرأي العام لإسقاط حكومة أربكان ولا شك أن ما يعرف في تركيا بلجنة الأمن القومي قد وفرت أرض خصبة تمكن لهيمنة العسكريين على مختلف مناحي الحياة في البلاد هذه اللجنة تقوم بتوجيه الهيئات الدستورية وتحتكر صلاحيات جمع المعلومات السياسية كما لها صلاحيات تنفيذية ورقابية إلا أنه يمكن القول أن حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان قد بذل جهدا كبيرا إلى جانب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في تحجيم الهيمنة العسكرية على السياسة الخارجية والداخلية وقام بتعديلات قانونية يعتبرها كثيرون في الداخل التركي ثورية هذه الثورة الإصلاحية إذا جاز التعبير آثارت إعجاب الاتحاد الأوروبي الذي مازال يدرس إمكانية انضمام تركيا إليه.

جمانة نمور: سيد يوسف كانلي مادمنا ذكرنا بدور المؤسسة العسكرية أيضا ربما من المفيد أن نذكر بموقف لرئيس الأركان نفسه قبل حوالي عشرة أشهر فقط هو حينها حذر من تسييس الدين هكذا اسماه وقال أن الجيش قد يتخذ مواقف للحفاظ على الطابع المدني للحكومة بالحرف الواحد قال لقد اتخذ الجيش دوما مواقف لدعم العلمانية ويبدو أن هذا سيكون ضروريا بعد عشرة أشهر هل تعتقد أنه غير رأيه وأن هذا الموضوع لن يكون ضروريا؟

"
نحن ضد رئاسة أردوغان أو رئاسة أي شخص من طرف حزب العدالة والتنمية لأن هذا يعزز المد الإسلامي
"
يوسف كانلي

يوسف كانلي: لا أعتقد أنه غير رأيه ولا أعتقد أن المؤسسة العسكرية غيرت موقفها بأي شكل، كان موقف المؤسسة العسكرية واضح وكما تم إبرازه اليوم من قبل الجنرال بويوكانيت حيث قال عدة مرات ما تريده المؤسسة العسكرية التركية هو احترام القانون فهم يلتزمون بالدستور وهم يلتزمون بدورهم ويعلقون على مسألة القضية الرئاسية فقط ضمن السياق، إن الرئيس في نفس الوقت هو القائد الأعلى للجيش لكن هذا لا يعني أنهم غيروا موقفهم الأساسي ومبادئهم الأساسية من أن الجمهورية ورئيسها يجب أن يحترما المبادئ التي أسست عليها الجمهورية وهو احترام حكم القانون والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والعلمانية بالطبع والعلمانية هنا ليست بتلك الأهمية بالنسبة لحزب العدالة والتنمية الحاكم لكنه العنصر الذي جعل ممكنا لتركيا أن تديم نظامها الديمقراطي في مجتمع مسلم وعليه فإن أي تغيير في هذا الإطار خارج القبول لأن إذا ما أرادت تركيا أن تحافظ على نظامها الديمقراطي لهذا السبب الكثير من الناس من أمثالي، نحن ضد رئاسة أردوغان أو رئاسة أي شخص من طرف حزب العدالة والتنمية لأن في هذا المد الإسلامي بدأ في عام 1965 بنائب واحد وكان هدفهم احتلال سدة الرئاسة السياسية والآن هم على بعد خطوة واحدة من الرئاسة إذا كانت لديهم سلطة على مستوى الحكومات المحلية وعلى البرلمان والحكومة والآن الرئاسة، إذاً فقدرة النظام على المراقبة ستختفي هذه المرة السابقة التي حدث ذلك في فترة الخمسينيات والستينيات في الحزب الديمقراطي السابق وفي نهايته كان هناك انقلاب عسكري، نحن ضد الانقلابات العسكرية أيضا ونحن ضد التدخل في النظام الديمقراطي لهذا السبب نقول وأنا ككاتب أكتب وأيضا الكثير من المفكرين يقولون قوموا بهذا العمل من خلال التوافق في الآراء ولا تفرضوا أنفسكم أو شخص آخر على هذه الأمة لأن هذا سيخلق حالة من التوتر والمشكلات العظيمة وسينتهي الأمر إلى فوضى هذه هي مخاوفنا وإلا أنا ليست لدي مشكلة مع أردوغان ولا أي شخص آخر.

جمانة نمور: ولكن يعني هل سيقبل الجميع بالأمر الواقع إذا ما فعلا تم انتخاب أردوغان من قبل البرلمان؟ سوف نتابع النقاش حول دور المعارضة تحديدا في عرقلة طموحات أردوغان الرئاسية بعد موقف الجيش فكونوا معنا بعد هذه الوقفة.

[فاصل إعلاني]

دور المعارضة في عرقلة طموحات أردوغان

جمانة نمور: أهلا بكم من جديد ونتابع نقاشنا حول موقف الجيش التركي من عدم تدخله فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية وترك الكلمة الأخيرة للقانون، سيد سفر توران بعد أن خسر المعارضون كما قال يوسف في تقريره سلاح الجيش ولم يبقى بيدهم إلا سلاح القانون ما الذي يمكن أن يحدث إذا ما انسحب فعلا الحزب المعارض الرئيسي وهو الحزب الشعبي الجمهوري من مجلس النواب كما هدد؟

سفر توران: الدستور ينص بنصوص واضحة أن ليس هناك أي عائق ترشيح أو انتخاب شخص من قبل البرلمان التركي وأن على المعارضة من حقهم أن يحولوا الأمر إذا كانوا يعترضون على نتيجته إلى المحكمة الدستورية هذا أمامهم فقط ولكن الدستور واضح ونحن نعتقد أن البرلمان..

جمانة نمور: هم اختصروا الطريق وقالوا أنهم سيقدمون طلبا للمحكمة الدستورية لإلغاء انتخابه في حال تم على أساس عدم مشاركة عدد كاف من النواب في التصويت.

سفر توران: هذه الأمور أصبحت كلها يعني غير قابلة للنقاش أن هذا البرلمان هو الذي سيختار رئيس الجمهورية القادم وفي حالة ترشيح أردوغان نعتقد الأيام القادمة سوف يشهد أن أردوغان سوف يجلس على القمة في الحكم في تركيا.

جمانة نمور: أردوغان كان رفض إجراء محادثات مع هذا الحزب المعارض الرئيسي الآن برأيك هل يمكن أن يغير رأيه؟

سفر توران: أنا لا أظن لأن السيد دينيس بايكال أسلوبه مع أردوغان أسلوب شديد اللهجة قليلا ما وأسلوب نوعا ما من الاستفزاز يستخدم هذا الأسلوب ولذلك أردوغان رفض مقابلته لأن السيد بايكال دائما قال له لا ترشح نفسك ولا تفكر في ترشيح نفسك مثل هذه الأقوال أعتقد أثر في نفسانية أردوغان مما أدى إلى رفض مقابلته وأعتقد إذا لم يغير موقفه وأنا أتوقع أن لا يغير موقفه هذا ولن يكون هناك أي استفادة من مقابلته أعتقد يفكر بهذه الطريقة وأتوقع أن لا يكون هناك لقاء قبل ترشيحه أو قبل إعلانه ترشيح نفسه.

جمانة نمور: سيد يوسف بناء على ما تفضل به السيد سفر هل نستطيع القول بأن المعارضة خسرت عمليا كل أسلحتها؟

يوسف كانلي: لا أعتقد أن الأمر كذلك لا أعتقد ولكن لا يمكن أن أتفق أيضا مع الأساليب التي استخدمتها المعارضة على سبيل المثال الذهاب إلى المحكمة الدستورية على افتراض أن الأغلبية كما قلنا أن 361 وليس 180 أو نحو ذلك هذا تفسير خاطئ للدستور ويبدو لي أنه حقيقة قرار محكمة يبدو أنهم يتخذونه من الآن لأن دوافعنا هي حماية الديمقراطية والترويج لها وأنا أفضل أن يكون أردوغان رئيس بدلا من أن ندفع باتجاه حدوث انقلاب عسكري هذه هي المشكلة لكن المشكلة الحقيقية بالطبع هي مواقف أردوغان، أيضا هو لا يتحدث إلى المعارضة ولا يحاول إقامة توافق ولا يتصالح وهو يتصرف وكأنه مستأسد في السياسة لا يتعاون مع أي طرف أنه فقط يحاول أن يفرض نفسه أو الشخص الذي يختاره هذا يتنافى مع الديمقراطية وهذا يتنافى مع روح المصالحة والتعاون فهو يخلق التوترات لنفسه.

جمانة نمور: إذا سيد سفر إذا كان أردوغان يتصرف بالطريقة التي تحدث بها السيد يوسف قبل أن يصبح رئيسا حينها أليست مبررة مخاوف بعض العلمانيين التي كانت تتهم أردوغان بالسعي إلى تغليب الدين سرا على العلمانية وأنه ستتاح له الفرصة أكثر في ذلك إذا ما تولى منصب الرئاسة؟

سفر توران: هذا سؤال وجيه ولكن نحن نعرف أردوغان لأنه رئيس الوزراء منذ أربعة سنوات ونحن نعرف أيضا رجل بشكل مفصل لأن يتولى رئاسة الوزراء وليس رجل غائب عنا ولذلك كيف تكون تصرفاته عندما يصل إلى رئاسة الجمهورية لن يغير كثيرا مما كان رئيسا للوزراء ولكن المشكلة وأنا أتفق مع..

جمانة نمور: وهذا ما أراده رئيس الأركان عندما تحدث عن قيم العلمانية يعني هل كان بمثابة تحذير مبطن لأردوغان بأنه عليك أن تلتزم نفس الخط وألا حينها سيتدخل الجيش وسيكون تدخله مبرر؟

سفر توران: أعتقد يعني هذا الموقف ما قاله السيد بويوكانيت هذا موقف اجتمع عليه الجميع وأردوغان يعني لم يقل يوما من الأيام أنه لن يلتزم بالمبادئ الجمهورية ولم يقل يوما من الأيام أنه لن يلتزم بالعلمانية أو بالمبادئ العلمانية التي يتمسك بها الجميع وأعتقد المشكلة كما قال الأخ هناك أسلوب بين هناك خلل في الأسلوب بين أردوغان والسيد دينيس بايكال الطرفين يعني يشد في الكلام تجاه بعض ونحن نطالب الجميع يعني أن يتفقوا على الأسلوب على الأقل فيما بعد.

جمانة نمور: شكراً لك السيد سفر توران مدير الأخبار الخارجية في القناة السابعة التركية من اسطنبول ونشكر من أنقرة السيد يوسف كانلي من صحيفة توركش دايلي نيوز وبالطبع نشكركم مشاهدينا على متابعة حلقتنا من برنامج ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعيم بإمكانكم المساهمة في اختيار مواضيع الحلقات المقبلة بإرسالها على عنواننا الإلكتروني indepth@aljazeera.net غداً إن شاء الله قراءة جديدة فيما وراء خبر جديد فإلى اللقاء.

المصدر : الجزيرة