الوضع الأمني المتردي في الصومال
ما وراء الخبر

الوضع الأمني المتردي في الصومال

تحاول الحلقة التعرف على الوضع الأمني المتردي في الصومال، وارتفاع وتيرة الهجمات التي تستهدف القوات الإثيوبية هناك.

– أبعاد تردي الأوضاع الأمنية في الصومال
– مستقبل المصالحة والاستقرار في القرن الأفريقي


undefinedليلى الشيخلي: حياكم الله، نتوقف في هذه الحلقة عن الوضع الأمني المتردي في الصومال وارتفاع وتيرة الهجمات التي تستهدف الإثيوبية هناك ونطرح فيها تساؤلين: أين تتجه الأوضاع الأمنية في الصومال في ظل تصاعد الهجمات ضد القوات الحكومية المؤقتة والقوات الإثيوبية؟ وكيف يمكن أن ينعكس ذلك على مستقبل المصالحة في البلاد والاستقرار في منطقة القرن الإفريقي؟

أبعاد تردي الأوضاع الأمنية في الصومال

ليلى الشيخلي: بينما ترتفع وتيرة المواجهة في العاصمة الصومالية مقديشو مع القوات الحكومية والإثيوبية كما حدث اليوم تزداد التساؤلات حول الأطراف المستفيدة من زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد وسط تردد إفريقي في إرسال مزيد من القوات إلى الصومال.

[تقرير مسجل]

إيمان رمضان: فرض الأمن وجلب الاستقرار للصومال مهمة تبدو صعبة فطالما أحبط الصومال آمال الغرباء في إعادة الاستقرار المفقود فيه منذ الإطاحة بالرئيس السابق سياد بري عام 1991 شهور ثلاثة انقضت على تمكن الحكومة الصومالية من مناطق نفوذ المحاكم الإسلامية وإعلان البرلمان الصومالي حالة الطوارئ ولا يزال الانفلات الأمني سيد الموقف، هجمات متكررة بدأت الشهر الماضي مستهدفة القوات الإثيوبية وخسائر بشرية لم تستثني المدنيين، واقع دفع القوات الإثيوبية إلى إعادة حساباتها هو ما بدا واضحا في تراجعها عن شوارع العاصمة مقديشو واكتفائها بالتمركز في المناطق الاستراتيجية وبينما يحاول ألف جندي أوغندي وهم جزء من قوات حفظ سلام إفريقية تنفيذ مهمتهم الرئيسية وهي حفظ السلام وتمكين الحكومة الصومالية من مقديشو، ترتفع وتيرة العنف في العاصمة الصومالية لتزيد من تردد إفريقي في إرسال القوات المقررة إلى الصومال هذه بعض من حصيلة اشتباكات متجددة بين المسلحين والقوات الحكومية جهة والقوات الإثيوبية من جهة أخرى مشاهد قد تضعف الأمل في سلام قريب وسط تساؤلات محيرة لم تحدد إجاباتها بعد عن الأطراف المستفيدة من زعزعة الاستقرار في الصومال وفي ذلك تتفق الحكومة الصومالية مع إثيوبيا في أن للمحاكم الإسلامية دورا في إشعال العنف الدائر في الصومال دور لا يقل من وجهة النظر الإثيوبية عن الدور الإرتري في دعم أطراف أخرى للإلحاق الضرر بالمصالح الأمنية والاستراتيجية لإثيوبيا في الصومال.

ليلى الشيخلي: ومعنا في هذه الحلقة من نيروبي يوسف عمر أزهري مستشار الرئيس الصومالي المؤقت ومن القاهرة معنا الدكتور أحمد إبراهيم خبير شؤون القرن الإفريقي في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، من لندن معنا حسن حيلة العضو السابق في المؤتمر الصومالي الموحد، لنبدأ معك سيد حسن حيلة ما هو تفسيركم لتصاعد وتيرة الهجمات في مقديشو داخل العاصمة مقديشو.

حسن حيلة – العضو السابق في المؤتمر الصومالي الموحد: بسم الله الرحمن الرحيم الصومال في حالة حرب أهلية ولكن من نوع جديد هذا هو الواقع الذي نقرأه في عامة الصومال ولكن مقديشو ومن حولها بالذات.

ليلى الشيخلي: نعم ما هو تفسيركم لهذا التصعيد يعني ما ترون الجهة الأكثر ترجيحا والمسؤولة بشكل أساسي عن هذا التصعيد؟

حسن حيلة: الجهات المسؤولة واضحة للعيان، الصومال تحت احتلال إثيوبي، الصومال محكوم من قبل أديس أبابا وحاكمها هو وزير الخارجية الإثيوبي، هذا هو الوضع الذي نقرأه أضف إلى ذلك رئيس الجمهورية الحالي هو شخص يعني يعرفه الصوماليون جميعا يوم أن انتخب رئيسا للبلاد كما نعلم حتى في مقديشو يعني الناس استقبلوه بالمخاوف بأن هذا الرجل لا يريد إلا حربا ولو أنه يعني بعد انتقاله أعلن أنه يعني يغير طبيعته التي عرفه الصوماليين بأنه رجل حرب إلى رجل سلام ولكن في عشية انتقاله ذهب إلي إثيوبيا وطلب أكثر من عشرين ألف جندي من منظمة الوحدة الإفريقية فلماذا حتى.. كان لابد أن يكون هناك مصالحة إذا.. تتواجد قوات أجنبية في الصومال هذه القوات الأجنبية كان من الأفضل أن تأتي بعد مصالحة شاملة وموافقة يعني الصوماليون كلهم يعني يتفقون عليها أضف إلى ذلك اليوم بعد وصول قوات إثيوبية جاء معها قوات قبلية من مناطق نائية إلى العاصمة وهي قوات قبلية والصومال عانى حرب أهلي طويل بسبب القبلية فكان من المفروض ألا تأتي هذه القوات ألا تأتي قوات قبلية إلى العاصمة، إذا نظرنا إلى مقديشو الآن يعني تسيطر عليها قبيلة معينة جاءت بأسلحتها ضد القبائل التي يقضونها العاصمة، إذا نظرت إلى كيسمايو نفس الوضع فيوم أن انتخب هذا الرئيس الصوماليون كلهم ذهبوا إلى بيع وشراء أسلحة، مقديشو نفسها إذا نظرت إلى يوم انتخابه الجمهورية التي تسمى أرض الصومال يعنى استدعت مقاتليها بأنهم يعرفون أن هذا الرجل يوم من الأيام يعني بطبيعته أنه يهاجم أرض الصومال فهذا هو شخصية صدامية التي ظهرت على ساحة قيادة البلاد وتريد عودة الصومال إلى حرب أهلية من جديد.

ليلى الشيخلي: طيب دكتور أحمد إبراهيم يعني واضح أن السيد حسن حيلة يحمّل القوات الإثيوبية المسؤولية كاملة هنا ولكن يعني في النهاية يجب ألا ننسى أن الإثيوبيين أنفسهم هم الذين يهاجمون الآن والقوات الأجنبية التي يتحدث عنها حسن حيلة هي التي تهاجم فما هو تحليلك؟

"
حرب ديسمبر الماضي خلقت واقعا سياسيا وأمنيا جديدا، فهذه الحرب قطعت الطريق على عملية المصالحة التي كانت تجري برعاية جامعة الدول العربية بين المحاكم والحكومة الانتقالية التي اختارت المواجهة
"
أحمد إبراهيم

أحمد إبراهيم – خبير شؤون القرن الإفريقي في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية: نعم يعني بداية نقطة البداية في تحليل الوضع الحالي في الصومال هو في حرب ديسمبر الماضي التي خلقت واقعا سياسيا وأمنيا جديدا، هذه الحرب قطعت الطريق على عملية المصالحة على مفاوضات الخرطوم التي كانت تجري برعاية جامعة الدول العربية بين المحاكم والحكومة الانتقالية واختارت الحكومة خيار المواجهة العسكرية بدعم كامل وشامل من جانب إثيوبيا التي دفعت جزء كبيرا من قواتها المسلحة إلى الأراضي الصومالية وتمكنت من تحقيق انتصار سريع على المحاكم الإسلامية، رغم هذا الانتصار السريع إلا أنه كان من الواضح من البداية أن الأمر لا يمكن أن يستتب لا يمكن أن يكون هناك حسم عسكري بهذا الشكل الذي تصوره الجانب الإثيوبي والحكومة الانتقالية لأن هذه النوعية من الصراعات لا يمكن أن تعامل بهذا الشكل، المحاكم الإسلامية التي هزمت هي يعني تتمتع بدعم عشائر تتمتع بوجود قوي على الأرض هي الآن جزء من النسيج الاجتماعي في المجتمع الصومالي ولا يمكن القضاء عليها بحول عسكرية لذلك على الرغم من تدمير المحاكم عسكريا وعدم استمرارها ككيان سياسي إلا أن بقايا المحاكم كما كان متوقعا من البداية أنها سوف تشن عمليات مقاومة مسلحة ضد قوات الغزو الإثيوبية وضد قوات الحكومة الانتقالية لاسيما أنها أصبحت محملة بمرارة أشد مما كانت عليه قبل الحرب لذلك فإنه هذا هو الواقع، يضاف إلى ذلك أن هناك تحولات داخلية داخل المحاكم أصبح هناك الفصيل الأكثر تشددا انفصل عن المحاكم وشكل ما يعرف بجماعة المقاومة الوطنية في بلاد الهجرتين وهذا الفصيل يتبنى بالكامل الخيار الجهادي ويرفض مع الحكومة الانتقالية حتى لو قبلت الحكومة بذلك بالإضافة إلى متغيرات أخرى تتعلق بأن العنف الذي يجري هو ليس بالكامل من جانب بقايا المحاكم الإسلامية وإنما هناك العديد من الممارسات التي قامت بها الحكومة الانتقالية والقوات الإثيوبية والتي تستفز وتستعدي قطاعات أخرى من المجتمع الصومالي لاسيما تطبيق ما يعرف بالخطة الأمنية في مقديشو منذ منتصف مارس الجاري والتي يبدو أنها تستهدف عشائر محددة لاسيما عشيرة الهوية في مقديشو والتي يشعر شيوخها وقادتها بأنهم عرضة للتصفية والاستهداف من جانب الحكومة والقوات الإثيوبية بالإضافة إلى السياسات المستفزة التي تطبقها القوات الإثيوبية مثل القصف العشوائي للأحياء الصومالية.

ليلى الشيخلي: طيب هناك نقاط كثيرة ذكرتها دكتور إذا سمحت لي لننطلق من النقطة الأخيرة اللي ذكرتها عن قبائل الهوية والتحق بنا للتو السيد يوسف عمر أزهري مستشار الرئيس الصومالي المؤقت لنستمع إلى ما يقوله عن هذا لماذا ثارت قبائل الهوية ضد الحكومة بعد أن كان لها موقف مغاير في البداية؟

عمر يوسف أزهري – مستشار الرئيس الصومالي المؤقت: أنا أفتكر هناك نوع من التصحيح يجب أن يتم هنا لآن قبيلة الهوية بـ 95% من مجموعها تدعم الحكومة وتدعم السلام فهي قد تعبت من القتال ولا أحد منهم حقيقة الآن يدعم الحرب أما أولئك الذين يقاتلون ضد الحكومة هم عبارة عن جيوب من فلول وبقايا الإسلاميين إضافة إلى بعض رجال الأعمال الذين لا يحبون التخلي عن القوة والسلطة التي حصلوا عليها من خلال انهيار الحكومة السابقة حيث استطاعوا أن يصادروا ممتلكات عامة وخاصة عندما ترك الجميع العاصمة مقديشو، إذاً هذان هم الفصليان اللذان يقاتلان الحكومة لأسباب معروفة أما بقية الصومال بدأ برأس كامبوني إلى حدودهم مع جيبوتي هناك سلام يسود الآن ورخاء بدأ من الآن يعود إلى هذه المناطق وهناك جزء من مقديشو حيث يسكن فيه هؤلاء المنشقون هو الجزء الوحيد الذي الآن يثير حالة الاضطراب ويحول دون السلام الذي يطوق إليه الصوماليون وهي فبركة تماما إذا قلنا إن قبيلة الهوية هي ضد الحكومة أؤكد لكم أن 95% من هذه القبيلة يدعمون السلام ويدعمون الحكومة ويدعمون مؤتمر المصالحة الذي سوف ينعقد في 19 إبريل.

ليلى الشيخلي: طيب بعيدا عن قبائل الهوية هل هناك اطمئنان داخل الحكومة حاليا داخل الحكومة المؤقتة أن هناك قبول شعبي أم أن المحاكم الإسلامية الذي كانت تراهن على فترة هدوء بعد أن تجمعت عليها الحكومة وأمراء الحرب الآن تعود بقوة من جديد؟

عمر يوسف أزهري: لا أعتقد أن الأمر كذلك، قوات ما تسمى المحاكم الإسلامية قد تم تدميرها بالكامل وما بقى منها ليس سوى جيوب صغيرة تختبئ في مقديشو داخل المناطق المدنية لكي يحاولوا بين الفترة الحين والآخر يقوموا بعلميات كر وفر لإشاعة حالة من الفوضى والنيل من السلام والحصول على الاهتمام من جانب وسائل الإعلام لكي يظهروا بأنهم ما زالوا يسيطرون ولديهم القوة لكنني أقول لكم إن القتال الذي اندلع في مقديشو صباح اليوم الآن يتم خارج مقديشو في ضواحي المدينة حيث تم طرد هؤلاء إلى خارج المدينة تماما وهم الآن في الأجزاء الشمالية والأحياء أو الضواحي الشمالية وأنا أؤكد لكم إن سكان مقديشو للمرة الأولى هذه الليلة سينامون في سلام ولن يسمعوا أية رصاصات تطلق.

ليلى الشيخلي: أريد أن أسمع رد فعل سريع ربما من حسن حيلة قبل أن أنتقل إلى المحور الآخر تفضل.

حسن حيلة: لا أظن أن ما يقوله الأخ أزهري هو الحقيقة هذه الأرقام التي تقول نسبة معينة من المئوية لا ما يجري الآن في العاصمة الصومالية هي المقاومة والمقاومة كانت يعني اشتعلت منذ وصول القوات الإثيوبية إلى الصومال وإضافة إلى ذلك أهالي مقديشو الآن هذه الأيام كان يقيمون مؤتمرات يوضحون فيها موقفهم التي كانت مدعمه تجاه الحكومة وكيف تغيرت الأحوال، أنا لا أظن أن ما يقوله الأستاذ أزهري هو الصواب، الصواب هو مقاومة عنيفة شرسة تجد قبولها من جميع المجتمع العاصمة الذي يبلغ أكثر من ثلاثة ملايين نسمة فالأمر لا يعني.. الأمر لا يقتصر عناصر معينة كانت متواجدة يعني باسم المحاكم الإسلامية هذا ليس صحيحا.

ليلى الشيخلي: نعم، إذاً استمعنا إلى وجهات نظر مختلفة فيما يتعلق بتفسير تصاعد وتيرة الهجمات حاليا ومن يقف ورائها، لنأخذ فاصلا قصيرا ثم نتابع النقاش أرجو أن تبقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

مستقبل المصالحة والاستقرار في القرن الأفريقي

ليلى الشيخلي: أهلا من جديد، أيا كان يقف خلف تصاعد وتيرة الهجمات التي تستهدف القوات الإثيوبية فإن هذا التصاعد يضع حكومة أديس أبابا أمام خيارات صعبة فإثيوبيا حريصة على حفظ أمنها ومصالحها من خلال ضبط الأوضاع في الصومال وفق منظورها الخاص لأمنها القومي وهو ما يتناقض مع مصالح قوى أخرى في منطقة القرن الأفريقي وبالتالي يهدد بزعزعة أمن هذه المنطقة لنتابع.

[تقرير مسجل]

عبد السلام أبو مالك: بسرعة الدبابة دخلت القوات الإثيوبية إلى الصومال وتتابعت انسحابات قوات المحاكم الإسلامية من المدن التي كانت تسيطر عليها واحدة بعد أخرى ثم تلاشت في جنوب البلاد كأن لم تكن رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي وفي غمرة الشعور بالانتصار وعد بأن لا تبقى قواته كثيرا في الصومال.

ميليس زيناوي – رئيس الوزراء الإثيوبي: علينا أن نتفق على التفاصيل مع الحكومة الانتقالية وقرارنا هو أنه مع انتهاء مهمتنا وهي مطاردة الإرهابيين المتشددين فإننا سننسحب الأمر سيستغرق أسبوعا أو أسبوعين على الأكثر.

عبد السلام أبو مالك: كانت المراهنة الإثيوبية أن تحقق أديس أبابا أهدافها بسرعة بإسقاط المحاكم الإسلامية ثم تضع العالم أمام أمر واقع يحتاج إلى علاج سريع مستفيدة من الانخراط الأميركي في شؤون المنطقة ومن ضغوط واشنطن على دول الإقليم بما يجعل الاتحاد الأفريقي يدفع بقوة حفظ سلام إلى الصومال ودول الاتحاد الأوروبي إلى تقديم التمويل لكن حسابات الحقل لم تطابق حسابات البيدر، جماعات مسلحة أطلت برأسها في أكثر من مكان باتت تهدد باستهداف من يأتي من قوات أفريقية وإحجام أفريقي عن إرسال قوات حفظ سلام إلى مقديشو فلم يصل بعد نحو ثلاثة أشهر من إسقاط المحاكم الإسلامية سوى ألف من القوات الأوغندية وهي قوات ينحصر وجودها في الميناء والمطار والقصر الجمهوري وهكذا تجد القوات الإثيوبية نفسها بين خيارين لا ثالث لهما انسحاب قد يؤدي إلى انهيار سريع للحكومة المؤقتة التي دخلت مقديشو خلف الدبابات الإثيوبية أو بقاء طويل في الصومال قد يورط أديس أبابا في مواجهات طويلة قد لا تكون إثيوبيا أعدت نفسها لها جيدا.

ليلى الشيخلي: دكتور يعني أحمد إبراهيم ونحن نستمع إلى خيارات إثيوبيا المتاحة يعني لا نملك أن نقول إلا أن القوات الدولية الآن بدأت تتوافد هناك يعني فسحة أو بارقة من الأمل يبشر بانسحاب القوات الإثيوبية وبالتالي يدعو للسؤال لماذا كل هذا التوتر في هذه المرحلة؟

أحمد إبراهيم: نعم يعني بداية لابد أن نشير إلى أن رئيس الوزراء الإثيوبي لم يكن جادا منذ البداية حينما تحدث عن أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، هو كان قد حدد هذا التوقيت من أجل تهدئة المخاوف الإقليمية والدولية التي كانت قد يعني توجست من التدخل العسكري الإثيوبي في البداية وكان يحاول أن يوضح فقط أنها عملية محدودة ألا أنه كان واضحا من البداية أنه التدخل العسكري الإثيوبي بالحجم الذي تم به لا يمكن أن يقتصر الوجود لفترة قصيرة على نحو ما ذكر بالإضافة إلى أن التطورات اللاحقة حينما أتضح حجم الدعم والمساندة الأميركية للتدخل العسكري الإثيوبي وما إلى ذلك ثم بالمواقف التي تبلورت من خلال الاتحاد الأفريقي أعطت مزيدا من التشجيع لإثيوبيا لكي تواصل وجودها في الصومال بالإضافة إلى ما أعلن من أن الرئيس عبد الله يوسف الرئيس الانتقالي قد طلب من الحكومة الإثيوبية أن تساعد في تدريب الجيش الصومالي الجديد وقوات الأمن الصومالية الجديدة بالتالي فإنه هذا يضع الأساس لوجود عسكري إثيوبي طويل وهو ما يتفق مع رؤية ومطامع القيادة والنخبة الحاكمة في أديس أبابا، يعني ما أشرت إليه قبل التقرير من أن لإثيوبيا مصالح أمنية يعني هذه المصالح تقتصر في إطارها المشروع فقط على جزئية ألا يمثل الصومال تهديدا لإثيوبيا ولكن ما دون ذلك هو أطماع واحتلال من جانب إثيوبيا للصومال، يعني فكرة المصالح الأمنية هي لا يجب أن تتخذ لمصلحة إثيوبيا حتى تبرر تدخلها في الصومال لأنه الثابت أنه المحاكم لم تمثل تهديدا لإثيوبيا وليس هناك ما يبرر ما يعطي شرعية أو قانونية للتدخل الإثيوبي بالشكل الذي تم فيه في الصومال نقطة أخرى تتعلق بأنه بالتأكيد أديس أبابا تجد نفسها الآن في ورطة، إثيوبيا في نهاية المطاف دولة فقيرة ومحدودة الموارد ولا تستطيع أن تتحمل تكاليف وجود عسكري طويل في الصومال حتى برغم المساعدات العسكرية المساعدات الاقتصادية الضخمة التي تردد في بعض التقارير أن إثيوبيا قد حصلت عليها والتي تصل إلى حوالي خمسمائة مليون دولار حصلت عليها إثيوبيا من الولايات المتحدة برغم ذلك كله فإن وجود إثيوبيا لفترة طويلة في الصومال هي مسألة تفوق قدرات إثيوبيا الاقتصادية والبشرية والعسكرية لكن في جميع الأحوال هذه مسألة تمثل تصعيدا للصراع.

ليلى الشيخلي: طيب للأسف نوشك أن نفقد الاتصال مع نيروبي الوقت يدركنا أريد أن أستمع من يوسف عمر أزهري تعليقا على ما قاله الدكتور.

"
الحكومة الإثيوبية ليست لديها أية نوايا لاستعمار الصومال ولو كان الأمر كذلك لما قبله الصوماليون، الوجود الإثيوبي كان وفقا لاتفاق متبادل ثنائي بين بلدين ندين متساويين في المستوى يقضي بأن يساعدا بعضهما البعض في حال وجود تهديد أو خطر
"
يوسف عمر أزهري

يوسف عمر أزهري: إن هناك نوع من المعلومات المضللة من صديقنا في القاهرة، الحكومة الإثيوبية ليست لديها أية نوايا للبقاء في الصومال ولا استعمار الصومال ولو كان الأمر كذلك لما قبله الصوماليون، الوجود الإثيوبي في الصومال كان وفقا لاتفاق متبادل ثنائي بين بلدين ندين متساويين في المستوى واللذان يساعدان بعضهما البعض في حال وجود تهديد أو خطر وهذا أمر مقبول في القانون الدولي ويحدث في بلدان أفريقية مثل النيجر عندما جاء المغاربة لمساعدة الحكومة التي أريد الإطاحة بها وما حدث مؤخرا في تشاد عندما كان هناك غزو من خارج أراضيها للإطاحة بحكومتها جاءت الحكومة الفرنسية بقواتها لمساعدة تلك الحكومة وعندما انتهوا من مهمتهم وأمنوا البلد عادوا إلى بلدهم وهذه ممارسة موجودة ومقبولة في كل مكان فالآن..

ليلى الشيخلي [مقاطعةً]: يعني ليس هناك ما يثير قلقكم في هذا الوضع يعني قضية الأسابيع الثلاثة التي كان يتحدث عنها ميليس زيناوي والتي امتدت يعني أليس لديكم قلق من المستقبل؟

يوسف عمر أزهري: لا.. لا نحن الذين نطلب بقاءهم لحين استتباب السلام ولكن بطريقة صغيرة ومخففة وسوف ينسحبون بشكل تدريجي وانتقالي من الصومال وثلثا القوة قد غادرت وما بقي هو ثلثها الأخير فقط ويوم أمس غادروا القصر الرئاسي وسلموه للأوغنديين والصوماليين، إذاً هم يغادرون ونحن واثقون من أنهم سيغادرون هم جيراننا ونحن أصدقاء ولا توجد أية طموحات سياسية إثيوبية للتوسع والامتداد داخل الصومال لأن الصوماليين لن يقبلوا ذلك أبدا ولن يوافقوا عليه.

ليلى الشيخلي: إذاً تفاؤل من مستشار الرئيس الصومالي المؤقت كيف ترى سيد حسن حيلة السيناريوهات المتوقعة في المستقبل القريب؟

حسن حيلة: والله أظن يعني أنها شيء يشير إلى تمني لكن لا أظن أن ما يقوله الأستاذ أزهري هو الصواب إثيوبيا لها يعني خطة يعني حتى دعني أقول أنها قضت هذا الأمر حتى بعد مجيء عبد الله يوسف إلى سدة الحكم إثيوبيا دخلت الصومال بأمر يعني قد درست ودرست من جوانبه فكان غزوها للصومال دعني أقول الأخ أزهري يعلم أن هناك سحق أو اغتيالات حصلت في داخل العاصمة منذ وصول عبد الله يوسف إلى السلطة هذه الاغتيالات تمت على شخصيات عسكرية أقلهم رتبة كان يعني عقيد في الجيش الصومالي أو جنرالات.

ليلى الشيخلي: شكرا جزيلا.. شكرا أدركنا الوقت شكرا جزيلا لضيوفنا الكرام وشكرا لكم مشاهدينا الكرام إلى أن نلتقي في حلقة أخرى بإشراف نزار ضو النعيم لكم جزيل الشكر في أمان الله.