شبح المخدرات في العالم العربي
– أسباب انتشار آفة الإدمان
– حجم خطورة آفة الإدمان وسبل مكافحتها
علي الظفيري: تلك هي اللحظة التي يقترب فيها العقل من الضياع، المخدرات آفة العصر ولكم أن تتخيلوا أن في مصر وحدها ستة ملايين مدمن على المخدرات فالدراسة الرسمية المصرية أكدت أن ما يقرب من 9% من الشعب المصري يدمنون على المخدرات حلقة ما وراء الخبر هذا اليوم تتوقف عند شبح المخدرات في عالمنا العربي وتطرح تساؤلين رئيسيين: ما هي أسباب انتشار آفة الإدمان وما مدى ارتباطها بالأوضاع العامة في مصر والعالم العربي؟ وما حجم المخاطر والتحديات التي تمثلها هذه الآفة ولماذا لم تحقق برامج مكافحتها النجاحات المطلوبة؟
علي الظفيري: إذاً ستة ملايين مصري غارقون في وهدة الإدمان وذلك يقل قليلا عن عشر مجموع السكان هم فريسة آفة لا تبدو في انحصار آثارها ممتدة في اتجاهات متعددة وهي إذ يراها البعض ثمرة قصور تربوي أو إشكال اجتماعي فهي بلا شك ارتداء للمشكلات الحياتية ومؤجج لها في آن معا.
[تقرير مسجل]
نبيل الريحاني: لسنا بمأمن عن آفة المخدرات حقيقة تكشف ظاهرة الإدمان في العالم العربي مصر ليست سوى مثال لبلاد عربية عدة فضل فيها المدمون خاصة من الشباب تعاطي اللذة المهلكة على حساب صحتهم البدنية والنفسية في غياب إحصائيات دقيقة تكشف بعض الأرقام شيئا من الحقيقة العربية المرة تقول تقارير الهياكل المختصة في الأمم المتحدة إن أكثر من 400 ألف عربي يتعاطون حقن الهيروين ظاهرة أكثر ضحاياها فئات عمرية تمتد بين سني العشرين والثلاثين وهي تشمل النساء والرجال على حد سواء ذلك أن 48% من مدني بلاد العرب هم من الجنس اللطيف بالمقارنة مع دول أخرى فيما يتعلق بنسب الإدمان على أنواع المخدرات حازت بعض البلدان العربية مراكز قد تفاجئ البعض تذكر تقارير الأمم المتحدة أن نسبة المتعاطين قياسا إلى إجمالي السكان في الولايات المتحدة بلغ 2.2% ووصل في أميركا الجنوبية إلى 2.5% بينما طال في بلاد الخليج العربي ما قدره 4.6% معطيات تدعمها إحصائيات للأجهزة الأمنية العربية أكدت فيها أنها ضبطت بين سنتين 2003 و 2005 قرابة 220 ألف جريمة مخدرات تجابه الجهد الأمني العربي هذا تحديات بعضها أملته الجغرافيا التي جعلت من مصر معبرا لواحد من أكبر طرق التجارة في العالم وبعضها الأخر جيوسياسي ناتج عن الجوار العربي لإسرائيل الناشطة في المخدرات استهلاكا وترويجا وثالثا سياسي أفرزه ضعف الدولة مثل ما يحدث في لبنان لم تحل هذه العوامل على أهميتها دون خبراء الاجتماع السياسي والإشارة إلى جذور مزمنة تقف وراء استفحال المخدرات في المجتمعات العربية وهي الفراغ السياسي والاجتماعي الذي يحول أوهام المخدر ملاذا أخيرا لمن لم يستطع تقبل وطأة الواقع في نسخته العربية.
علي الظفيري: ومعي في هذه الحلقة من القاهرة الدكتور أحمد المجدوب مستشار المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ومن الكويت الدكتور عويد المشعان عضو اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات أبدأ معك دكتور أحمد في القاهرة يعني من بين جملة الأسباب والعوامل هل ثمة ما يمكن القول أنه هو العامل الرئيسي في الاتجاه إلى الإدمان؟
" |
أحمد المجدوب – المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية: هو بالنسبة لمصر على وجه الخصوص هناك عوامل طبعا وتتدرج في الأهمية ويأتي على رأسها البطالة حيث أنه توجد بمصر الآن قرابة أربعة مليون ونصف عاطل كلهم من الشباب وللأسف الشديد 80% منهم من خريجي الجامعات والمعاهد العليا ثانيا يأتي بعد هذا نمط الحياة الذي يعيشه الشباب الآن في مصر حيث أن الطريق أمامهم إلى مستقبل زاهر يكاد يكون مغلقا وبالتالي فإنهم يحاولون الفرار من هذا الواقع المؤلم باللجوء إلى المخدرات ثالثا التفكك الأسري الأسرة كانت إلى وقت قريب تتابع أبنائها وترعاهم وتفتح لهم أحضانها فيلجئون إليها كلما واجهوا مشكلة تعصف بحياتهم أما الآن فلا وجود للأسرة كما عرفها المجتمع المصري في تاريخه الطويل وإنما أصبحت البيت يجمع أبناء وزوج وزوجة هم مجرد نزلاء فيما يشبه الفندق وبالتالي فإن الأبناء الذين يقعون في إخطبوط المخدرات لا يجدون من يمد إليهم يده بالعون يأتي العامل الرابع وهو أصدقاء السوء فكثير جدا ونسبة مرتفعة من الشباب الذين وقعوا في هذا الخطر كان وقوعهم بناء على مجهودات أصدقاء سبقوهم إلى هذا الطريق طبعا ما فيش شك أنه الفراغ السياسي الذي يعاني منه الشباب حيث أنه محظور عليهم ممارسة السياسة يجعل لديهم وقت فراغ قاتل يحاولون ملئه بأنشطة ضارة يأتي في مقدمتها تعاطي المخدرات فإذا ربطنا بين هذا..
علي الظفيري:نعم دكتور سآتي إلى هذا الأمر بشيء من التفصيل واسمح لي أن أتحول للدكتور عويد في الكويت يعني نحن نقرأ في الظاهرة بشكل عام في عالمنا العربي ولكن الرقم الذي نتج عن هذه الدراسة المصرية رقم مخيف جدا ستة مليون مصري مدمنون على المخدرات في قرأتنا أو محاولة فهمنا للأسباب دكتور عويد هل يمكن القول أن الأسباب عادة تكون مشتركة ومتماثلة في البلدان والأقاليم المختلفة أم أن هناك خصوصية لكل إقليم لكل بلد على حدة؟
عويد المشعان – عضو اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات: طبعا أولا أشكرك أخي علي وأشكر قناة الجزيرة طرحها هذا الموضوع المهم بطبيعة الحال كل دولة لها خصوصيتها وخاصة أن الدارسة اللي قامت في مصر أتت في المرتبة الأولى اللي هي البطالة لأنهم يعانون من عامل البطالة ولو إحنا أتينا لدول الخليج لا نعاني من هذا العنصر أو هذا السبب أحنا يأتي في المرتبة الأولى هم الصحبة السيئة وضعف الوازع الديني والتفكك الأسري وحب التجريب والضغوط الاجتماعية هذه من أهم الأسباب وقت الفراغ طبعا وقت الفراغ يأتي أيضا من المراتب الأولى لأن الشباب يجد فراغا عنده ولا يستطيع أن يستثمر هذا الفراغ بطريقة صحيحة وهذا بالتالي مما يجعله أن يقع يعني ضحية أو طبعا يستهويه المخدرات لملأ وقت الفراغ ولكن بطبيعة الحال الأسباب معظمها طبعا تكون مشتركة في دول الخليج ولكن بعض الدول العربية لأنها تعاني من بعض الأزمات اللي تختلف أو بعض المشكلات اللي تختلف عن الدول الخليجية ولكن أرد وأقول إن هذه المشكلة أمانة صار فيها نوع من التراخي عند معظم الدول العربية وإحنا دائما يعني ما نتحرك إلا عندما يقع الفأس بالرأس وهذه مشكلتنا في دولنا العربية يعني ما نحاول أنه نضع أولويات أمام هذه المشكلة ولا زالت الآن المشكلة قائمة أخي علي ولكن لم يضعونها ضمن سلم الأولويات في هذه طبعا الناحية فبالتالي إحنا طبعا في الكويت عندما حسينا بوجود المشكلة أمانة الحكومة عندما استشعرت بوجودها أنشأت لجنة وطنية لمكافحة المخدرات مهمتها أن تضع استراتيجية لمكافحة هذه الآفة معتمدة على ثلاث مسارات أساسية المسار الأمني والمسار الوقائي والمسار العلاجي ويجب أن تكون هذه المسارات الثلاث متلازمة علشان فعلا نستطيع أن نكافح ما هو المسار الأمني هذا من اختصاص وزارة الداخلية لطبعا مكافحة التجار وإقفال طبعا النافذة اللي ممكن يأتينا منها وخاصة إحنا في الكويت منفذ البحر قد يكون هو العامل الأساسي لجلب المخدرات أما الجانب الوقائي لابد أن تعمل وقاية شمولية وليس وقاية مؤقتة وهذا ما علمناه في مشروع سميناه مشروع غراس للتوعية الوطنية والتوعية الإعلامية وهذا الحقيقة حقق أهداف كبيرة جدا ومن ثم العلاجي اللي استطعنا الحقيقة ببناء مركز لعلاج المدنين بتمويل من بيت التمويل الكويتي.
علي الظفيري: دكتور أحمد في القاهرة النقطة التي انتهيت عندها في إجابتك على السؤال الأول إلى أي مدى يمكن ربط عملية الإدمان انتشار الإدمان بشكل كبير في عالمنا العربي بالأوضاع العامة الأوضاع السياسية العامة حالة الاحتقان العامة التي يعيشها المواطن العربي.
أحمد المجدوب: لا ما فيش شك دي مسألة يعني مفروغ منها بسبب هام وواضح وهو أنه عندما كان الشباب يملأ وقته باهتمامات كثيرة منها الثقافي ومنها السياسي ومنها الاجتماعي إلى أخره ومنها الرياضي لم يكن للمخدرات هذا الانتشار الرهيب فلما ضيقنا عليه هذه السبل وحصرناه في مجال ضيق كما دائما يصرح وزراء التعليم العالي في مصر كل وزير يأتي أول ما يصرح به يقول محظور على الطلبة ممارسة السياسة ولم يسأل نفسه هل هذا الطالب سوف يقصر نشاطه الذهني والبدني في التعليم فقط أم أنه عضو في وطن وله أن يهتم بأموره وله أن يفكر لم يفكر أحد من هؤلاء الوزراء في شيء من هذا وبالتالي يجد الطلبة لديهم وقت فراغ فإذا أضفنا إلى هذا أنه مع حرمانهم من حقوقهم السياسية يلاحظون الفساد الإداري المستشري في كل مكان فإنهم يصابون بإحباط يدفعهم إلى تعاطي المخدرات حتى يغيبوا عن الواقع ولا ننسى هنا عامل أخر مهم وهو أن الاختلاط بين الذكور والإناث وقد أصبح يعني اختلاط شبه فاقد للضوابط وإحنا عارفين من البحوث التي أجريت في كثير من الدول الفكرة الشائعة الخاطئة لدى البعض عن التأثير القوي لتعاطي المخدرات على الأداء الجنسي فهنا ارتبط الجنس بالمخدرات وأصبح هذا..
علي الظفيري:قد يكون هذا دكتور أحمد بالنسبة لنوع من أنواع المخدرات وقد يكون هذا جزء أو سبب جزئي دكتور عويد فيه ملاحظة غريبة في موضوع الإدمان أن الأسباب ذاتها يتعرض لها شريحة واحدة أو فئات متماثلة الفقر الضغوط السياسية الفساد البطالة الترف في حالات مثل دول الخليج الترف أو الغنى الزائد ولكن تجد يعني شرائح تتأثر وتتجه للإدمان والمخدرات وشرائح تمر بنفس العوامل ولكنها لا تتأثر ولا ترضخ ربما لهذه الضغوط؟
عويد المشعان: ممتاز هذا سؤال مهم جدا أخ علي وأنا أشكرك عليه طبعا هذا ينتج من التوعية لأنها بصراحة معظم الآباء غائبون عن بيوتهم وعن أولادهم فبالتالي ما عند الولد نوع من التوعية أو ما عنده تحصين ذاتي من الداخل من الأب ومن الأسرة فبالتالي يكون هناك فراغ عند الولد يعني ما يستطيع أن التنشئة تكون فيها نوع من القسوة والنبذ أو الحرمان العاطفي بالتحديد أو كذلك أنه ما يستطيع أن يلبي احتياجاته ومن ثم يستطيع أن يذهب إلى شللية معينة ومن ثم تلبي له هذه الاحتياجات أو هذه الرغبات أو هذا طبعا العطف أو الأمن النفسي صحيح أن كلامك سليم جدا ولكن الحقيقة يعني إحنا واقعيين إن الأسرة طبعا أتكلم عن الكويت يعني نجد أن الأسرة الكويتية بدأت لم تكن أو لم تكن كما كانت يعني غائبة عن أولادها فبالتالي لابد أن تعود الأسرة الكويتية إلى ما كانت إليه حتى فعلا نستطيع أن ننقذ أبنائنا ليس من المخدرات حتى من الانحرافات السلوكية أو الأمراض النفسية.
علي الظفيري:هم يا دكتور عويد كما وصفهم الدكتور أحمد في القاهرة سكان فندق يعني لم تعد أسرة مجرد أشخاص يجتمعون في مكان ما فقط للأكل والمبيت الآن أتوقف مع فاصل قصير بعد الفاصل سنبحث في أسباب فشل برامج مكافحة المخدرات في عالمنا العربي فاصل وقفة قصيرة تفضلوا بالبقاء معنا.
[فاصل إعلاني]
حجم خطورة آفة الإدمان وسبل مكافحتها
علي الظفيري: أهلا بكم من جديد حلقتنا اليوم تبحث في مشكلة المخدرات التي تتفشى في مصر والعالم العربي وفى مصر تحديدا وفقا لدراسة رسمية قبل استئناف النقاش مع ضيوفنا الكرام نتوقف مع تجربة أحد المتعافين من هذه الآفة الاجتماعية والصحية.
[تقرير مسجل]
مدمن مخدرات: أنا وقت كنت أتعاطى يعني أفكر كل الوقت كيف بدي أجيب هذه الجرامات يعني ها الفترة على طول بدك تكون شاغل راسي شو بدي أجيب لأنه على طول كانت تصير معي وما أقدر أعمل ما الوجع اللي حصل معي أنا ظليت أتعاطى لحد ما تعرفت على جمعية اللي عملوا اللي بيخففوهولي بدواء، كثير تضايقت بهذه المرحلة رجعت كذا مرة تعاطيت يعني مش من أول مرة وقفت لحد ما صار فيه أنه شو أسمه بأخر فترة بيصير عندك مدمن بيرافقك قديم وعملوا معي متابعة جدية يعني كمان ما أقدر أهرب وما أرجع أتعاطى كيف وماشي لحد الأخر أحب أقول للي يتعاطوا أقولهم شيء أنهم يرحوا يتعالجوا بس بحب أقول للي ما يتعاطوا أنه ما حدا يقول إنه هذه خلينا نجرب أو يكون عنده الحشرية لأنه ما فيها تجربة لأنه ما فيه تجربة بده يجرب بده يعلى ما حدا يجربها.
علي الظفيري: إذا هذه تجربة لمدمن استطاع أن يتعافي بفضل بعض الجهود وبفضل ربما قدرات ذاتية أو دافع أو وازع ذاتي هنا نتساءل للدكتور أحمد والدكتور عويد وأبدأ مع الدكتور أحمد في القاهرة نتساءل عن حجم العمل العربي بشكل عام الذي يقدم لمكافحة المخدرات بكافة جوانبها هل يمكن القول أن هناك عمل حقيقي لمكافحة المخدرات أم هو جزئيات هنا وهناك تقوم بأدوار محدودة جدا؟
أحمد المجدوب: هو بالنسبة لمصر وبصراحة أقولها ليس هناك سياسة ثابتة أو كما نقول استراتيجية لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة وإنما كعادتنا دائما نحول كل شيء إلى مناسبات فهناك فترات يظهر فيها الاهتمام بالمخدرات فتعقد اللجان وتشكل الجنان وتعقد اللجان والمؤتمرات وإلى أخره ثم ينتهي الأمر إلى لا شيء صرفنا الملايين على المكافآت وعلى الأطعمة والأشربة والحقائب وأوراق طبعت ولم يقرأها أحد وتركنا الخطر داهما كما هو تركنا المدنين دون اهتمام حقيقي وتركنا المعرضين للإدمان دون أن نقيهم أو نحميهم ثم
علي الظفيري:طيب دكتور أحمد عندي تساؤل قبل أن أنتقل للدكتور عويد الأنظمة العربية والتي أشرت قبل قليل أنها تحرم العمل السياسي أنها تقمع الحريات ولا أتحدث عن مصر تحديدا عن كثير من الأنظمة العربية باعتقادك هل هي فعلا متضررة من انتشار المخدرات؟
أحمد المجدوب: الأنظمة أم المجتمعات؟
علي الظفيري: الأنظمة.
أحمد المجدوب: الأنظمة وأقولها تستفيد من انتشار المخدرات بل أزعم أنها لا تبذل جهدا حقيقيا لمنعها لأنها تكفيها شرا هي تتصوره وهو أن يكون الشباب منتبها وأن يمارس حقه في النقد وإبداء الرأي أما المجتمع فإن المجتمع يعاني.
علي الظفيري: طيب دكتور عويد اسمح لي دكتور أحمد دكتور عويد في الكويت تتفق مع وجهة نظر الدكتور أحمد أن بعض الأنظمة قد تكون مستفيدة يعني وغير متضررة حتى تقدم برامج حقيقة لمعالجة هذه الآفة.
" مكافحة المخدرات في الكويت تُدرج تحت ثلاثة مسارات أساسية المسار الأمني وهو يختص بالمكافحة والمسار الوقائي ويختص بالوقاية والمسار العلاجي يختص بمن يقع في براثن الإدمان ويجب علاجه " عويد المشعان |
عويد المشعان: لا أعتقد أنه ما ها بالصورة يعني هذه الصورة أعتقد سوداوية حقيقة يعني صراحة لأن معظم هؤلاء الشباب يكون ضحايا ما هو ذنبهم يعني فبالتالي أنا أقول صراحة يعني أنا أتكلم طبعا عن الكويت وأنا كنت أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عندما أنشأت اللجنة أنشأت بقرار أو بمرسوم أميري يعني هذا دلالة قاطعة أنها في أعلى مستوى ويرأسها وزير الداخلية هذه دلالة أيضا أخرى على أن فعلا هناك اهتمام حكومي بدرجة كبيرة جدا وأعضائها من جميع فئات المجتمع وكلهم أيضا قياديين ولهم خبرات سابقة وأيضا هذا مدلول آخر فبالتالي الحمد لله إحنا عندنا بالكويت أمانة عندما أحست الحكومة وشعرت بوجود المشكلة أنشأت اللجنة ومن ضمنها طبعا ناس من ذوي الرأي والخبرة وأصحاب طبعا خبرات سابقة واستطاعوا أن يعملوا استراتيجية واضحة لمكافحة المخدرات تندرج تحت ثلاث مسارات أساسية كما سبق أن قلت المسار الأمني وهي تختص بالمكافحة والمسار الوقائي ويختص بالوقاية والمسار العلاجي تختص بمن يقع في براثن الإدمان لابد أن نعالجه لأنه ليس مجرما هو مريضا ويجب علاجه وليس مجرما ويجب عقابه فبالتالي الحمد لله إحنا بالكويت صراحة نهجنا منهج طيب وبالتالي نقيس إحنا دائما لا نجامل لأن المخدرات ليس فيها المجاملة أخ علي أنت تجامل على بلدك.
علي الظفيري: دكتور من خلال تخصصك واهتمامك ومتابعتك طوال الفترة الإدمان على المخدرات في الكويت إذا ما أردنا النقاش في هذه المساحة تحديدا هل هي بازدياد أم بتناقص؟
عويد المشعان: طبعا إحنا بالنسبة عندما كان قديما أنا أقول لك فيه زيادة كبيرة جدا ولكن عندما كان هناك توعية شمولية توعية للأسرة توعية لطلبة الجامعة وهم 60% والثانوي والمتوسط والابتدائي فبالتالي قلت النسبة قلت إلى حد كبير جدا إحنا طبعا ما نقارن مجتمعنا الكويتي بالمجتمعات الكبيرة إحنا مجتمع طبعا صغير ولكن عملية الإصلاح فيه كبيرة جدا والحمد لله إحنا بناء على دراسات إحنا ما نتكلم دائما لغة الأرقام هي اللغة الفاصلة..
عويد المشعان: إحنا نتكلم من أرقام وجدنا طبعا من خلال الدراسات العلمية الموثقة أن هناك نقصان كبير جدا في نسبة المتوفين والمتعاطين وحتى نسبة المدنين على المخدرات.
علي الظفيري: هذا أمر جيد وإيجابي دكتور عويد دكتور أحمد المخدرات تنتشر في كل مكان وهناك أرقام أيضا عالية ومرتفعة في الولايات المتحدة الأميركية في أوروبا في كثير من الدول والأقاليم لماذا نحن نضخم هذا الأمر هنا في العالم العربي ونعتبره استثناء فهل هو يا دكتور أحمد استثناء أمر مغاير وشاذ عما يجري في العالم أم هو مماثل له إنما تختلف يعني اختلافات طفيفة وبسيطة؟
أحمد المجدوب: هو بس إذا سمحت لي أنا بس عندي بعض الملاحظات أو التحفظات على ما قاله الأخ من الكويت إذا كان الدليل على الاهتمام بالمكافحة والوقاية هو إنشاء اللجان ورئاستها وأعضائها فهذا دليل ليس له قيمة وإنما القيمة الحقيقة هي فيما وصلت إليه هذه اللجان حقيقة نحن إذا كان لديهم لجنة عليا يرأسها وزير الداخلية إحنا عندنا لجنة عليا يرأسها رئيس الوزراء وبها ست وزراء منهم وزير الداخلية والصحة والشؤون الاجتماعية وإلى أخره ومع ذلك لم تفعل شيئا لماذا لأنه كما قلت ليس هناك استراتيجية تلتزم بها هذه اللجنة وإحنا الشعب المصري الذكي جدا لديه مثل لطيف بيقول إذا أردت أن تميت أمرا فشكل له لجنة أي أن هذه اللجنة ستقضي علي هذا الأمر.
علي الظفيري: هذا ينطبق عربيا يا دكتور أحمد تبقى دقيقة واحدة للإجابة على التساؤل الذي طرحته هل هناك أمر مختلف في عالمنا العربي عن العالم أم أننا نتماثل معه في أزمة وآفة المخدرات؟
أحمد المجدوب: لا دي مسألة ليست قابلة للنقاش طبعا مختلفين إحنا في كل شيء مش في المخدرات بس نحن الأسوأ في كل شيء واسمح لي يعني أني أكون متشائم أو البعض يتصور هذا أو إنني ما بأخذش بالي من نصف الكوب الفارغ والمليان لا دي حقيقة وعندنا الإحصاءات الدولية في التعليم نحن الأسوأ في الأدب نحن الأسوأ.
علي الظفيري: لا في المخدرات فقط.
أحمد المجدوب: القراءة والفكر نحن الأسوأ في المخدرات نحن الأسوأ أيضا لأنه هأقول لحضرتك حاجة نجيي لمصر على سبيل المثال النهاردة مصر تعرف فيها.
علي الظفيري: دكتور عويد إذا سمحت لي دكتور أحمد في أقل من خمسة عشر ثانية الوقت ضيق دكتور عويد هل نختلف عن العالم هل هناك خطر استثنائي في عالمنا العربي أم يتماثل؟
عويد المشعان: لا أبدا أولا أخ علي مشكلة المخدرات دي مشكلة عالمية جميع دول العالم تعاني منها دون استثناء 200 مليون مدمن في العالم وكذلك 4.7 منهم تحت سن 15 سنة هذه عالمية كذلك أنا أقول للدكتور عفوا أقول للدكتور عندكم يا مصر استراتيجية وأنا قرأت الاستراتيجية وعلمها الدكتور مصطفى السويفي في المركز القومي لمكافحة المخدرات بس إذا ما تقرؤون ولا تطبقون هذا صراحة مو ذنب القيادة العليا.
علي الظفيري: دكتور انتهى الوقت تماما دكتور عويد المشعان عضو اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات الدكتور أحمد المجدوب مستشار المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية من القاهرة شكرا لكم جميعا انتهت هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعيم وبإمكانكم دائما المساهمة معنا عبر البريد الإلكتروني في اختيار الحلقات indepth@aljazeera.net كفاكم الله شر المخدرات وغدا إن شاء الله قراءة جديدة فيما وراء خبر جديد شكرا لكم وإلى اللقاء.