نهج المالكي
ما وراء الخبر

إعدام صدام وأثره على الساحة العراقية

نتوقف في هذه الحلقة عند الهجوم الذي شنه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على دول ومنظمات حقوق الإنسان التي انتقضت توقيت وأجواء إعدام الرئيس السابق صدام حسين.

– مدى نجاح المالكي في احتواء تداعيات الإعدام
– انعكاسات الأزمة على المصالحة الوطنية


undefinedمحمد كريشان: السلام عليكم، نتوقف في هذه الحلقة عند الهجوم الذي شنه الرئيس العراقي نوري المالكي على دول ومنظمات حقوق الإنسان التي انتقدت توقيت وأجواء إعدام الرئيس السابق صدام حسين ونطرح في حلقتنا هذه تساؤلين اثنين، ما مدى فاعلية الطريقة التي اختارها المالكي لاحتواء تداعيات توقيت إعدام صدام والكيفية التي تم بها؟ وكيف سينعكس هذا على دعوة رئيس الوزراء العراقي القديمة لتحقيق مصالحة وطنية في العراق؟

مدى نجاح المالكي في احتواء تداعيات الإعدام

في وقت ما زالت تتوالى فيه ردود أفعال غاضبة وأخرى متحفظة على توقيت وأجواء تنفيذ الإعدام في الرئيس العراقي السابق هدد رئيس الوزراء العراق نوري المالكي بمراجعة بغداد لعلاقاتها بالدول التي أبدت رسمياً أو من خلال إعلامها معارضتها لما جرى، موقف يراه المتابعون مرآة تعكس الوضع الذي وجد حكام العراق أنفسهم فيه منذ إقدامهم على تنفيذ الإعدام صبيحة يوم عيد الأضحى وبتلك الكيفية التي لم يتوقف الجدل حولها حتى الآن.

[تقرير مسجل]

نوري المالكي – رئيس الوزراء العراقي: إننا نعتبر إعدام الدكتاتوري شأناً داخلياً يخص الشعب العراقي وحده وفي الوقت الذي نرى في هذه التصرفات عملاً تحريضياً ومثيراً للفتنة وتدخلاً سافراً في شؤون العراق الداخلية وإهانة لمشاعر عوائل ضحايا الطاغية نؤكد بأن الحكومة العراقية قد تضطر لإعادة النظر في علاقاتها مع أي دولة لا تحترم إرادة الشعب العراقي.

نبيل الريحاني: بهذه الكلمات لوح رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بعصا العتب على كثير منا لحكومات العربية وغير العربية التي أبدت رفضها للتوقيت والكيفية التي نفذ بها الإعدام في الرئيس العراقي السابق صدام حسين، موقف يتنزل في الجدل الذي خلفته المشاهد التي تابعها العالم صبيحة عيد الأضحى الماضي، لم يكتف ذلك الجدل بشنق جماهير الناس وإنما طال أيضاً عواصم عديدة في العالم، بينما رحبت أربعة دول بالإعدام هي إيران وأسترالياً والكويت وإسرائيل ذهبت أغلب المواقف إلى إدانة الإعدام توقيتاً وإخراجاً، الاتحاد الأوروبي وجد فيما تعرض له صدام تصرفاً همجياً قد يحول الرئيس العراقي السابق إلى شهيد، رئيس الوزراء الإيطالي السابق وشريك بوش في حربه على العراق سلفيو برلسكوني ذهب إلى أبعد من ذلك عندما اعتبر إعدام صدام خطأ سياسياً وتاريخياً، في المنطقة العربية أعلنت ليبيا الحداد ثلاثة أيام، في حين اعتبر الرئيس اليمني إعدام صدام إهانة لكل العرب، الرئيس المصري حسني مبارك لم يخف امتعاضه من طريقة إعدام صدام واصفاً إياها بالعمل الهمجي في نفس الوقت الذي اعتبرت فيه الخارجية المصرية توقيت إعدام صدام لا يراعي مشاعر المسلمين حول العالم ملمحة إلى أنه سيزيد الوضع العراقي تدهور، بنبره أقل حدة طرحت السعودية تحفظها على تنفيذ حكم الإعدام في شهر حرام بينما وجدت الخارجية السورية في وقائع صبيحة السبت الماضي حادثاً مؤلماً ومفجعاً، في مواجهة الرافضين والمتحفظين قالت إيران إن إعدام صدام نصر للعراقيين وتحقيق للعدالة الإلهية، الكويت من جهتها اعتبرت الإعدام وتنفيذه شأناً عراقياً خالصاً نفذته محاكم ومؤسسات عراقية بعد إدانة صدام بجرائم ارتكبها ضد البشرية، موقف يقترب كثيراً من الذي عبرت عنه أستراليا لما ذهبت إلى أن صدام اقتيد إلى القضاء بموجب محاكمة وإجراءات استئناف عادلة، إسرائيل لم ترد أن تسجل حضورها بالغياب عن تقويم هذا الحدث المهم إذ اعتبرت ما حل بصدام عقوبة عادلة لرجل هدد كيانها مراراً وتكراراً.

محمد كريشان: ومعنا في هذه الحلقة من عمَّان النائب في البرلمان العراقي محمد الدايني ومن بيروت المحلل السياسي العراقي الدكتور حسن سلمان، أهلاً بضيفينا، نبدأ بالنائب محمد الدايني، هل تعتقدون بأن ما هدد به سيد نوري المالكي من إعادة النظر في علاقات العراق مع الدول التي رأى مواقفها مسيئة للعراق.. هل ترى في هذا الأسلوب الأمثل لمعالجة تداعيات ما حدث؟

"
العراق شبه معزول عن عالمه العربي والدولي وقلة السفارات العربية والدولية باستثناء السفارة الإيرانية التي تعمل ليلا ونهارا هناك بحد ذاته عزل للحكومة على المستوى العربي والدولي
"
   محمد الدايني

محمد الدايني- نائب في البرلمان العراقي: بسم الله الرحمن الرحيم، تحية لك أخ محمد ولضيفك الكريم، هذا.. هذه ليس المرة الأولى يتوعد ويتكلم بهذه الطريقة السيد المالكي بخصوص الموقف الأخير من إعدام الرئيس العراقي السابق وهنا يجب أن نتكلم برؤية واضحة ونكون صادقين مع أنفسنا أولاً ومع من يشاهدنا الآن إنه العراق هو الآن شبه معزول عن عالمه العربي وعالمه الإسلام وعالمه الدولي ولو نأتي إلى العراق كم سفارة عربية أو إسلامية أو دولية موجودة في العراق؟ لنجد يتم تعدادهم بعدد أصابع اليد باستثناء السفارة الإيرانية التي تعمل ليل مع نهار وهذا بحد ذاته هو عزل تام لهذه الحكومة على المستوى العربي والإسلامي والدولي، فلا مبرر لهذا الكلام الذي تطرق إليه السيد المالكي، هنا يجب أن نتكلم برؤية واضحة لشعبنا العراقي، الذي حصل هو لا يمكن أن يحصل على مدى التاريخ بطريقة الهمجية اللي عومل فيها الرئيس العراقي السابق من حيث المحاكمة الأميركية الصهيوإيرانية منذ اليوم الأول لتشكيل هذه المحاكمة ومن كان يشرف على هذه المحاكمة..

محمد كريشان: على كل هذا موضوع المحاكمة يعني وقعت الاستفاضة فيه، يعني نسأل الدكتور حسن سلمان.. إذا أخذنا هذا العتب للسيد المالكي أو هذا الغضب والتهديد نراه أنه يمكن أن ينطبق على عدد كبير من الدول العربية ولكن أيضا ينطبق على عدد كبير من الدول الأوروبية وعلى عدد كبير من دول العالم، هل للعراق هذه القدرة على مواجهة كل هذه الدول والتهديد بإعادة العلاقات معها؟

حسن سلمان- محلل سياسي عراقي: بسم الله الرحمن الرحيم، مساء الخير أستاذ محمد..

محمد كريشان: مساء الخير.

حسن سلمان: ومساء الخير أستاذ محمد في عمَّان أيضا، في الحقيقة يعني تحدث الكثير من الدول وحاولوا أن يكيلوا بمكيالين، في الحقيقة شهد العراق كثير من الأعمال الهمجية التي قام فيها الديكتاتور العراقي والزمرة التي كانت تحكم معه وكنا حينما نأتي إلى هذه الدول ونناشدها من أجل إيقاف الإعدامات ومن أجل إيقاف التعديات كانوا يقولوا لنا هذا شأنا داخليا، أما اليوم فهم يعتبرونه عمل همجي وما شابه ذلك، استوقفني أيضا الاتحاد الأوروبي، أين هو من همجية إسرائيل حينما حدث عدوان تموز على لبنان؟ أين هم من همجية إسرائيل في أعمالها مع الفلسطينيين؟ أين هم وجيوشهم في أفغانستان وما تعبث فيه وهمجيتهم هناك؟ في الحقيقة أن الدول العربية التي أدخلت أميركا إلى العراق والتي ساهمت في وضع العراق تحت الاحتلال لا يحق لها أن تتكلم اليوم بهذا المنطق وأنا هنا أشير إلى..

محمد كريشان: ولكن عفوا يعني عفوا دكتور سلمان..

حسن سلمان: نعم.

محمد كريشان: يعني عفوا في الشؤون الدولية الحالية وخاصة في الشأن العراقي ودول كل العالم تتابع ما يجري يصبح الحديث عن موضوع شأن داخلي يعني مثير للسخرية مثلما تصف ذلك حتى صحيفة ديلي تليغراف البريطانية.. يعني..

حسن سلمان: لا أستاذ محمد ليس مثيرا للسخرية وإنما المثير للسخرية هي المواقف التي صدرت بعد ذلك، القضاء العراقي حاول من خلال ثلاثة عشر شهرا أن يعرض لكثير من الجرائم وهذه جريمة من الجرائم التي ارتكبها النظام السابق.. جريمة الدجيل، في حين هنالك جدول وعريض بأكثر من سبعمائة ألف شهيد وامتداداته ما بعد السقوط حيث أن هذه الزمر المجرمة التي كانت تابعة له وما تقوم فيه وما تعبث فيه..

محمد كريشان: لو سمحت لي دكتور يعني..

حسن سلمان: نعم.

محمد كريشان: يعني حلقتنا حتى نبقى في السياق المناسب حلقتنا ليس جردة حساب لعهد صدام حسين أو ما إذا كان يستحق أو لا يستحق الإعدام، موضوعنا..

حسن سلمان: لا إذا لماذا يتخذون هذا الموقف..

محمد كريشان: لا، موضوعنا هو كيف يمكن لحكومة السيد المالكي أن تعالج هذه التداعيات؟ يعني مثلا..

حسن سلمان: نعم.

محمد كريشان: هي لامت دول ولامت وسائل إعلام ولامت منظمات حقوق إنسان، يعني مثلا إذا تحدثنا عن الدول مسألة وإذا الإعلام مسألة أخرى، مثلا موضوع منظمات حقوق الإنسان لا يمكن أن نقول أن أمنيستي إنترناشونال أو هيومان رايتس ووتش أو غيرها لم تدن الجرائم التي حدثت في عهد الرئيس السابق، يعني المسألة فيها نظر يعني؟

حسن سلمان: صحيح أستاذ محمد.. هذا الأمر الذي تتفضل فيه صحيح، لكل دولة لها موقف في مسألة الإعدام ونحن في العراق وفي القانون العراقي وفي الدين الإسلامي نعتقد أن الآية الكريمة {ولَكُمْ فِي القِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ} نحن نعتقد أن المجرمين يجب أن ينالوا جزائهم لما اقترفوه في حق الناس وبالتالي فنحن مسلمون ونطبق العدالة القرآنية والعدالة الإسلامية، أما أن رضي عنا نعم..

محمد كريشان: هي ربما يعني هي ربما دكتور سلمان يعني وهنا اسمح لي أن أعود مرة أخرى لمحمد الدايني.. هنا دكتور سلمان ربما لو جرت عملية الإعدام بشكل أكثر وقارا كما وصفها البعض أو بطريقة أكثر مناسبة حسب تعبير الإدارة الأميركية ربما لما حدث كل هذه الضجة، نسأل سيد محمد الدايني في عمَّان، بالنسبة لحكومة السيد المالكي يعني هل لديها القدرة مثل ما سألت سيد سلمان.. هل لديها القدرة أن تدخل في مواجهة مع دول أعربت عن تحفظات مع أن هذه الدول يمكن أن تقول أنا حرة في مواقفي وأنا مثلما أعربت عن مواقف سابقة أعرب عن مواقف أخرى.. يعني ليس بالضرورة تعجب الحكومة العراقية يعني؟

محمد الدايني: أخي الفاضل يجب أن نعرف جميعا أنه العراق الآن يقبح في ظل احتلال مقيت من قبل أميركا وأعوانها وهذا الاحتلال هو موجود على الأرض العراقية وهذا الاحتلال مضى على وجوده في العراق قرابة الأربع سنوات في كل شيء في العراق هو مسيطر من قبل الاحتلال على المستوى السياسي وعلى المستوى العسكري وحتى على المستوى الاقتصادي.. هذه كلها تداعيات موجودة على الأرض علينا جميعا ألا نجلها ولا نتغاضى عنها، فإذا تصريحات السيد المالكي أنا في اعتقادي الشخصي ولكوني برلماني وجزء من الحال الموجود في العراق هو هواء في شبك، إذا كان فعلا قادر أن يضغط بطريقة أو بأخرى على الدول العربية أو الدول التي تكلم عنها عليه أن يعمل بجدية عالية على الوقف العنف المتزايد الموجود في العراق وهنا لا يستطيع أن يسيطر على قرية صغيرة هو ومن جاء به من المحتلين على أي ناحية أو قرية عراقية موجودة في العراق، إذاً السيد المالكي كان مغالط ومكابر بهذا الكلام لأنه لا يستطيع أن يسيطر على أي شيء..

محمد كريشان: نعم يعني لو حاولنا أن نعكس السؤال، السيد المالكي أبدى يعني تحفظه وانتقاده للدول التي أبدت اعتراضا.. لو سألنا من هي أو ما هي الدول التي أبدت ترحيبا يعني سنجد أن في النهاية دول قليلة جدا أبدت ترحيب، لماذا لم يشد بها يعني مثلا؟ إيران، إسرائيل، نيوزيلندا.. استراليا أعتقد ليس نيوزيلندا، هذه الدول بدون تحفز تقريبا أعربت لماذا لم يشد إليها هل هناك حرج أن يشيد بهذه الدول؟

محمد الدايني: أخ محمد الدول التي رحبت بإعدام الرئيس العراقي السابق هي نفسها الدول التي قامت وغزت العراق ابتداء من أميركا وبريطانيا إضافة إلى إسرائيل وإيران هي هذه الدول التي شاركت بالاعتداء واحتلت العراق وهي التي قامت بقتل وإبادة جماعية للشعب العراقي، تخيل بعد ساعات من إعدام الرئيس العراقي يظهر مسؤول ملف العراق في إيران ويعمل في مكتب خامئني ألا وهو أغا محمدي ويقول هنيئا للشعب الإيراني بإعدام الرئيس العراقي السابق وهنيئا لأجهزته الأمنية هي التي قامت وقامت بقتل أو نفذت حكم الإعدام بالرئيس العراقي وتحديدا هنا في العاصمة بغداد ويتكلم عن استراتيجية قد عملت عليه الأجهزة المخابراتية الإيرانية من خلال إيفاد السيد المالكي إلى عمَّان ولقاءه ببوش إضافة إلى لقاء الحكيم مع بوش في طهران وفي واشنطن كانت كلها تصب بحالة واحدة هو إعدام الرئيس العراقي، إذا هذه رؤية واضحة للشعب العراقي..

محمد كريشان: نعم ربما المسألة لو سمحت لي سيد الدايني.. يعني ربما المسألة ليست فقط في ما قاله السيد المالكي من تهديد أو عتب وإنما أيضا في ربما مدى التأثر الذي سيلحق بالسيد المالكي في جهوده التي ذُكرت أكثر من مرة في تحقيق مصالحة وطنية في العراق، كيف يمكن أن يعالج المسألة عندما يتم فتح ملف المصالحة بشكل جدي؟ هذا ما سنتابعه بعد وقفة قصيرة فابقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

انعكاسات الأزمة على المصالحة الوطنية

محمد كريشان: أهلا بكم من جديد وحلقتنا اليوم تحاول تقويم معالجة المالكي لتداعيات توقيت وكيفية إعدام الرئيس السابق صدام حسين وأثر ذلك على دعوته للمصالحة الوطنية، دكتور حسن سلمان في بيروت سأذكر بعض المقتطفات من تعليق لصحيفة النيويورك تايمز الأميركية، تقول من خلال استعجاله حكم الإعدام على صدام أثبت المالكي أنه غير مكرس للمصالحة الوطنية وتضيف بأن المالكي سارع في الإعدام ليقدم صدام هدية العيد لمقتدى الصدر والمتطرفين الشيعة، إذا كان هذا هو أحد تعليق صحيفة أميركية يفترض أنها تكون الأكثر تفهما لما أقدمت عليه السلطات العراقية، هل هناك خوف من أن ما جرى سيضرب في الصميم أي نية للتوجه نحو مصالحة حقيقية في العراق؟

حسن سلمان: لا بالعكس أستاذ محمد الحكومة الآن هي أكثر من أي وقت مضى تتجه باتجاه تعميق المصالحة الوطنية لأن المصالحة الوطنية قد يفهم البعض أنها ليست لها سقفا وليس لها خطوط معينة، كانت هنالك مبادئ وخطوط وُضعت لموضوع المصالحة الوطنية والكل يعلم بها، واحدة من هذه الأمور أن جعل القضاء العادل هو المرجعية التي نحتكم إليها في مسألة الجرائم التي اُرتكبت وانتهك فيها الدم العراقي والأعراض العراقية في عهد النظام السابق، واحدة من هذه المبادئ مسألة الدستور بعد إجراء التعديلات المحتملة عليه، واحدة من هذه نبذ العنف والإرهاب والالتحاق بالعملية السياسية التي تمت والذي أستاذ محمد أحد المشاركين وهو يعلم بالبنود التي اتفق عليها في إبان قضية تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وبالتالي..

محمد كريشان: هذا كله صحيح سيد.. هذا كله صحيح يعني..

حسن سلمان: نعم فموضوع إعدام صدام حسين هو خط أحمر كان في موضوع المصالحة الوطنية هو وكل من يظهره الإعلام..

محمد كريشان: يعني أنا لا أريد أن أعود معك يعني لا أريد أن أعود معك لأناقش القضاء العادل والقوانين وكلها.. هذه كل قضية منها تحتاج إلى نقاش طويل ولكن عمليا الضغينة التي خلفتها أجواء الإعدام سواء كان ذلك بإرادة أو غير إرادة نحن نتعامل الآن مع النتائج على الأرض.. يعني حتى موفق ربيعي اعتبر بأن النتائج كانت كارثية، صدور الشريط اعتبره كارثي ولو أنه فرق بين ما جرى وبين صدور الشريط، البعض يتعامل أن المصيبة هو في خروج الشريط وليس في الحدث، بغض النظر عن كل شيء الأجواء التي.. الأجواء ألا يمكن أن تمثل ضغينة تعيق أي عملية مصالحة؟

"
دم صدام حسين وُظف بشكل خاطئ توظيفا طائفيا وقد شجع على ذلك الموقف العربي بشكل عام
"
     حسن سلمان

حسن سلمان: لا أنا أعتقد ليس ما تفضل فيه الدكتور موفق الربيعي هو بالضرورة يكون صحيحا وأمرا كارثي، في الحقيقة أنا أقول لك أن دم صدام حسين وُظف بشكل خاطئ توظيفا طائفيا وقد شجع على ذلك الموقف العربي بشكل عام إن كان إعلامي أو رسمي، في حين نحن نقول إن صدام حسين لم يكن سنيا ولم يكن حتى بعثي وبالتالي فأنا على اتصال مع كثير من القيادات التي يمكن أن نسميها مندرجة في موضوع المصالحة الوطنية إن كان في قيادات الجيش أو كان في قيادات البعث وقد اتفقنا على أن مسألة النظام السابق ولذلك كنا نميز بين الصدَّاميين والبعثيين ونقول إن الصدَّاميين هي الفئة المجرمة التي تخضع للقانون وللعدل وللقضاء أما البعثيين فهذا شأن آخر وهم حزب يمكن أن نناقش معهم موضوع العملية عملية المصالحة السياسية..

محمد كريشان: ولكن هل يمكن لهذا الحزب وهنا أسأل سيد محمد دايني أو يمكن لغيره من الأطراف غير المشاركة فيما يسمى بالعملية السياسية أن تقدم الآن بعد كل هذه الأجواء الاحتقانية التي أظهرت الحكومة مؤيدة لطرف دون آخر وأعطت صبغة شاءت أم أبت أعطت صبغة طائفية لما جرى على الأقل هذا كل ما يقوله أغلب المعلقين وليسوا بالضرورة من الدول العربية بالضبط يعني؟

محمد الدايني: أخ محمد يجب أن تعرف جنابك والأخوة المشاهدين الذين يشاهدوننا الآن الحالة اللي ظهرت فيها وتحديدا الفيلم الوثائقي بخصوص إعدام الرئيس العراقي السابق هو تحصيل حاصل وحالة طبيعية لانعكاسات الحكومة الإجرامية الهجمية وبحد ذاتها هذا الفيلم كان في اعتقادنا كقوة وطنية حالة جدا طبيعية لما نشاهده على مدار اليوم من قتل وإبادة وتهجير تعمل عليه الحكومة من خلال ميليشيات مجرمة تابعة لها وفرق الموت.. هذه فرق الموت وهذه الحكومة أعلنت الحرب على الله سبحانه وتعالى عز وجل وعلى الشعب العراقي من خلالها من خلال حرق المساجد وقتل أئمة وأئمة المساجد وخطبائها إضافة إلى قتلهم وحرقهم أمام مساجد..

محمد كريشان: ماذا عن المصالحة الوطنية؟ يعني ماذا عن المصالحة الوطنية التي يفترض أن تكون شعار المرحل المقبلة؟ هل تراها قادرة على لملمة الأمور؟

محمد الدايني: المصالحة الوطنية كما عرفناها في دول عديدة من العالم وتحديدا هنا أعطيك مثال في جنوب أفريقيا تركزت حول دعوة شخصيات وطنية وأحزاب وقوى وطنية لا ترتبط هذه الأحزاب وهذه الشخصيات بأجندة إقليمية أجندة خارجية أجندة مخابراتية، لكن الذي يحصل الآن جميع من يتكلم بهذا الأمر هم مرتبطين ارتباط مباشرة بأجندة خارجية إقليمية وأجندة مخابراتية ولهذا السبب لا يكتب لهذه المصالحة النجاح ومن يقول من حضر في مؤتمر الأخير هناك قوى وطني متمثلة بالجيش العراقي أو حزب البعث هذا كلام كذب وافتراء على هذه الأجهزة، المقاومة العراقية بكل فصائلها لا تنتمي ولا تأتي إلى هكذا مبادرات مصالحة أو مؤتمرات مصالحة كون لديها..

محمد كريشان: إذا أردنا سيد الدايني عفوا يعني..

محمد الدايني: كون لديها مشروع وطني هو خروج الاحتلال وإذناب الاحتلال..

محمد كريشان: نعم عفوا إذا أردنا أن نعرف في.. نحن الآن في الدقيقتين الأخيرتين من البرنامج، نفس السؤال للسيد حسن سلمان ثم نأخذ جوابك أنت، هل تعتقد سيد سلمان بأن ربما المالكي هو الذي سيدفع الثمن؟ قد يُنحى جانبا حتى يؤتى بشخصية أخرى غير مرتبطة بما حدث حتى تجري العملية بطريقة سلسة ربما أفضل مما لو بقي؟

حسن سلمان: لا اسمح لي بنصف دقيقة أيضا أن أجيب الأستاذ محمد على ما تفضل فيه وأقول له إن أنتم في الحكومة وأنتم في البرلمان وأنتم في رئاسة الجمهورية، فعندما تتهم الحكومة بالحكومة المجرمة فهذا يندرج عليك يا أستاذ محمد وليس أنت الآن في موقع الدفاع عن البعثيين وعن المقاومة وأنت جزء من العملية السياسية، أما أن ينعكس على الأستاذ المالكي فهذا أمر غير صحيح لأن الأستاذ المالكي يحاول ويجهد بكل ما يستطيع أن يقوم بهذه العملية وقد قطع شوطا مهما فيها والآن نحن نعمل..

محمد كريشان: إذا قطع شوطا مهما، لنرى سيد دايني نعم الدقيقة الأخيرة سيد دايني حول مستقبل المالكي ما إذا كان سيبقى أم قد يدفع الثمن؟ باختصار شديد لو سمحت.

"
مستقبل المالكي واضح للعيان من خلال تمسكه بالمليشيات وفرق الموت فهو أسير لهذه المليشيات
"
    محمد الدايني

محمد الدايني: في اعتقادي الشخصي هو مستقبل السيد المالكي هو واضح للعيان من خلال ما يتمسك به من رؤية وتمسكه بالميليشيات وفرق الموت والذي هو الآن هو أسير لهذه الميليشيات، إذا كان فعلا صادق أن يعمل على حل هذه الميليشيات وأقول أنا برلماني ليس مشارك في الحكومة العراقية وأقول لك في نهاية هذا الكلام من مشارك في الحكومة..

حسن سلمان: أنت جزء من جبهة التوافق يا أستاذ محمد.

محمد الدايني: لا أخي أنا من الجبهة العراقية للحوار الوطني أنت واهم يا أخي..

حسن سلمان: أينعم..

محمد الدايني: وأقول لك..

محمد كريشان: على كل شكرا جزيلا نحن نبحث مستقبل المالكي وليس مستقبل محمد الدايني..

محمد الدايني: نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمان السيد سلام المالكي..

محمد كريشان: شكرا جزيلا لك شكرا لك دكتور حسن سلمان المحلل السياسي العراقي، شكرا أيضا للنائب في البرلمان العراقي محمد الدايني، بهذا نصل إلى نهاية هذه الحلقة من البرنامج بإشراف نزار ضو النعيم، كالعادة نذكركم بإمكانية إرسال بعض المقترحات على هذا العنوان الإلكتروني indepth@aljazeera.net غداً بإذن الله قراءة جديدة في ما وراء خبر جديد، في أمان الله.