
استطلاع الرأي ومصداقية وسائل الإعلام
– مدى أهمية استطلاعات الرأي
– فجوة الثقة بين المواطن العربي وإعلامه
– الفارق بين الإعلام الرسمي والموجَّه
محمد كريشان: السلام عليكم، نحاول في هذه الحلقة قراءة نتائج مسح ميداني نُشر في اليوم العالمي لحرية الصحافة وقدم نِسَبا في شأن صدقية وسائل الإعلام وثقة الجمهور فيها ونطرح تساؤلين اثنين، كيف بدت مصداقية وسائل الإعلام ودرجة ثقة الناس بها في ضوء نتائج المسح؟ وما حقيقة الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام اليوم في تشكيل الرأي العام؟ دراسة تحمل بين طياتها أرقاما ونِسَبا مهمة الدلالات توصل لها مسح ميداني شمل عشرات الآلاف في أركان الدنيا الأربعة، موضوع البحث مصداقية وسائل الإعلام ودرجة ثقة الناس فيها، أما النتائج فتستحق هذه الوقف.
[تقرير مسجل]
نبيل الريحاني: وسائل إعلام ومتابعون لها ومؤشر للمصداقية يصعد وينخفض بين الحين والآخر، تلك هي أضلاع المثلث الذي تحرك داخله مسح رسم شيئا من ملامح المشهد الإعلامي الدولي، المسح الذي اشتركت في إجرائه كلٌ من الـ(BBC) ورويترز وشمل عشرة آلاف ومائتين وثلاثين عينة من عشر دول إحداها مصر، أظهر أن 72% من المستجوَبين يثابرون على متابعة الأخبار يوميا خاصة عبر المحطات التلفزيونية الوطنية بينما يطلبها 82% من الجرائد الجَهوية والوطنية، المحور الأهم في هذا العمل الميداني كان المصداقية وقد تبين من نتائجه أن 61% من المستجوَبين يثقون في وسائل الإعلام في مقابل 52% يثقون في تقارير حكوماتهم، في زمن تحرير المعلومة يبدو أن المستهلك لمادتها أصبح أكثر صرامة في التعامل معها حيث تقول الدراسة إن 25% ممَّن طالتهم أسئلة المسح قاطعوا مصدرا للأخبار لأنهم فقدوا الثقة فيه، المصداقية عنوان دفع 59% من المستجوَبين المصريين لاختيار قناة الجزيرة مصدرا مفضلا للأخبار في حين حازت (BBC) هذا الامتياز في بريطانيا بنسبة 32% أما شبكة (FOX NEWS) فقد حصلت عليه بنسبة 11% بين الأميركان، اللافت للانتباه هو المد الذي تحققه الشبكة العنكبوتية بين الشباب كمصدر جذاب للمعلومة بأصنافها حيث تقول أرقام المسح أن 19% من الشباب الذين أعمارهم بين ثمانية عشر عاما وأربعة وعشرين يميلون لصيد الخبر من مواقع الإنترنت وأهمها (Google) و(Yahoo) و(Msn)، نِسَب وأرقام تبقى نسبية ومفتوحة على متغيرات بعضها تِقَني وكثير منها يرتبط بشيوع قيم مهنية وأخلاقية الهدف منها إلحاق الهزيمة بتلك المقولة البغيضة، اكذب حتى يصدقك الناس.
مدى أهمية استطلاعات الرأي
محمد كريشان: معنا في هذه الحلقة من القاهرة الدكتور فاروق أبو زيد رئيس لجنة الممارسة الصحفية في المجلس الأعلى للصحافة، من عمَّان فارس بريزات رئيس وحدة استطلاع الرأي في مركز الدراسات الاستراتيجية الأردني ومعنا أيضا من بيروت الإعلامي سركيس أبو زيد أهلا بكم جميعا، نبدأ من عمَّان وفارس بريزات، سيد بريزات كيف يمكن النظر إلى هذا النوع من استطلاعات الرأي؟
" استطلاع الرأي العام أصبح وسيلة من وسائل المعرفة التي يهتم بها الكل وتعطي مؤشرات على مدى انتشار المعلومة بين أوساط الناس في مناطق مختلفة " فارس بريزات |
فارس بريزات – رئيس وحدة استطلاع الرأي في مركز الدراسات الاستراتيجية – الأردن: في الحقيقة إنه استطلاعات الرأي هذه تؤشر إلى عدة حقائق، الحقيقة الأولى أن استطلاع الرأي العام أصبح وسيلة من وسائل المعرفة التي يهتم بها الكل سواءً كان في الجامعات أو في وسائل الإعلام وتعطي مؤشرات على مدى انتشار المعلومة بين أوساط الناس في مناطق مختلفة، الموضوع الثاني إنه وسائل الإعلام بدأت تحظى بمصداقية عالية لدى الكثير من قطاعات الشعب سواء كان في المنطقة العربية أو في مناطق أخرى والموضوع الثالث المهم في هذا الإطار هو أن وسائل الإعلام التي لا تحظى بالمصداقية تظهرها استطلاعات الرأي على أنها لم تعد مصدرا مهما للمعلومة بالنسبة للمواطن وفي هذا مؤشرات عديدة للإعلام ما يسمى بالإعلام الوطني سواء كان في المنطقة العربية أو في مناطق أخرى وأيضا تشير نتائج هذه الدراسة التي نتحدث عنها إلى أن وسائل الإعلام الوطنية لا تحظى بنسبة ثقة عالية بين المواطنين خصوصا في المنطقة العربية ونتائج هذا الاستطلاع هي تأتي تأكيدا لاستطلاعات عديدة قامت بإجرائها مؤسسات أخرى سواء كان في المنطقة العربية أو في مناطق أخرى.
محمد كريشان: نعم، الاستطلاع شمل بريطانيا، الولايات المتحدة، البرازيل، مصر، ألمانيا، الهند، إندونيسيا، نيجيريا وروسيا وكوريا الجنوبية، نسأل ضيفنا من القاهرة الدكتور فاروق أبو زيد من أبرز نتائج هذا الاستطلاع بأن الجزيرة هي الأكثر احتراما وثقةً في منطقتها، نفس الشيء لـ(FOX NEWS) في منطقتها في الولايات المتحدة والـ(BBC)في بريطانيا، كيف تنظر إلى نتيجة كهذه؟
فاروق أبو زيد – رئيس لجنة الممارسة الصحفية بالمجلس الأعلى للصحافة – القاهرة: هو الحقيقة يعني في البداية هذا البحث واضح إنه يتمتع بمصداقية كبيرة وأنا أعتقد أن.. أنا كباحث إعلامي في العالم العربي بالتأكيد أبقى سعيدا إنه وسيلة إعلام عربية تضاف إلى مصاف وسائل الإعلام العالمية وتحصل على هذه الدرجة العالية من المصداقية، الحقيقة ده بأعتقد إنه جميع العاملين في قناة الجزيرة يستحقوا التهنئة ورغم.. طبعا التزاما بمنهج الجزيرة في الموضوعية والمصداقية ده ما يعنيش إنه الجزيرة ما عليهاش ملاحظات، عليها ملاحظات إنما الحقيقة واضح إن درجة مصداقيتها الكبيرة هو نتيجة تراكم سنوات من العمل الإعلامي والعمل الصحفي الممتاز اللي توخى المصداقية وبالتالي ده شيء طبيعي وبالتالي الحقيقة أنا ما كنتش محتاج هذا البحث عشان أقدر أوصل لهذه النتيجة فيما يتعلق بالجزيرة وبالذات في مصر، إنما الحقيقة أنا لي ملاحظات حوالين بعض النتائج الأخرى للبحث وخاصة بالنسبة (FOX NEWS) في الولايات المتحدة الأميركية، المعروف إن (FOX NEWS) في أثناء العدوان الأميركي على العراق قامت بعملية تعتيم كبرى داخل الولايات المتحدة الأميركية، منعت نشر أعداد القتلى الأميركيين، منعت نشر صور الجرحى، منعت نشر الخراب اللي تم في العراق وعدد الضحايا العراقيين واستمر هذا التعتيم طوال فترة الحرب وأظن شهر أو شهرين بعد الحرب وبعد ذلك الآلية الإعلامية الديمقراطية في الولايات المتحدة الأميركية بدأت تكشف الحقائق واتضح إن فعلا (FOX NEWS) قامت بعملية تعتيم كبير وأنا بأعتقد من خلال معلوماتي وقراءاتي واتصالاتي بعدد كبير حتى من الإعلاميين ومن الأساتذة الأميركيين إن (FOX NEWS) بالذات من بعد العدوان الأميركي على العراق فقدت جزءا كبيرا من مصداقيتها فأنا الحقيقية يعني بأشك كثيرا في هذه النتيجة لأنه أنا بأرى إن بعض الصحف الأميركية بالذات إذا كانت (WASHINGTON POST) أو الـ(NEW YORK TIMES) أعتقد إنها بتتمتع بمصداقية أكثر من الـ(FOX NEWS).
محمد كريشان: على المستوى العالمي كانت الدراسة تشير الـ(BBC) كأكثر وسائل الإعلام مصداقية على الصعيد الدولي، سيد سركيس أبو زيد في بيروت الدراسة تحدثت عن المصداقية والمصداقية في الحكومات والمصداقية في وسائل الإعلام، ملاحَظ أن ثلاث دول فقط تثق في حكوماتها أكثر من إعلامها وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، كيف تنظر إلى هذه الثنائية مصداقية الإعلام والمصداقية في الحكومات؟
سركيس أو زيد – إعلامي – بيروت: أولا أعتقد بأن استطلاعات الرأي ليست دائما مجردة، أحيانا هي موجَّهة وأحيانا تفتقر إلى المصداقية خاصة وأنها هي جزء من اللعبة..
محمد كريشان [مقاطعاً]: يعني هي تتحدث عن المصداقية وأحيانا قد تفتقر إليها يعني..
سركيس أو زيد [متابعاً]: طبعا، أحيانا هناك نوع من الاستطلاعات تكون موجهة تستهدف توجيه الرأي العام بشكل معين، إذاً هذه ملاحظة أولى، ملاحظة ثانية هناك لا شك أن حرية الإعلام ومصداقية الإعلام علينا أن نعترف بأن.. خاصة الإعلام الغربي يمتلك نوع من الشمولية الإعلامية يعني نوع من التوتاليتارية للإعلام للتأثير على الرأي العام وصناعة الخبر، علينا أن نعترف أيضا بأن مصادر الخبر الأولية هي محصورة بمجموعة من المؤسسات التي توزِّع الخبر على مختلف وسائل الإعلام وهي تستطيع أن توجه هذا الخبر، هناك مسافة ما بين الخبر.. ما بين الحقيقة وما بين الرأي العام، لقد تحول المواطن إلى مجرد مشاهد يتلقى أحيانا التأثير التلفزيوني أو الشاشة الإعلامية لصناعة الخبر الموجَّه وهناك علينا أن نعترف أيضا بأن هناك أزمة في الإعلام العالمي وبدأت عدد كبير من الصحف ومراكز الأبحاث تشير بأن مساحة الحرية حتى في الإعلام الغربي حتى في الولايات المتحدة الأميركية هي بدأت تضيق، هناك إحصاء أخير صدر يقول بأن هناك 17% فقط من سكان العالم يتمتعون بالقدرة أو الإمكانية للوصول إلى حرية الرأي، إذاً هناك أزمة في الإعلام العالمي نتيجة هيمنة الشركات المالية الكبرى يعني هناك إمكانية عند المؤسسات الإعلامية العالمية الكبرى أن تُسخِّر حرية الرأي وحرية التعبير من أجل مصالح اقتصادية ومصالح سياسية ومصالح مالية، إذاً هناك خطر على حرية الإعلام حتى في الغرب من الشركات المالية ومن تأثير المال على الإعلام وتوجيههم.
محمد كريشان: نعم، على كلٍ ذلك لا ينفي في شيء حقيقة الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام اليوم في تشكيل ما يسمى بالرأي العام، نتابع هذه النقطة بعد وقفة قصيرة فابقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
محمد كريشان: أهلا بكم من جديد وهذه الحلقة تتناول نتائج مسح أُجري مؤخرا حول صِدقية بعض وسائل الإعلام العالمية بمناسبة اليوم العالمي للحرية الصحافة وبعيدا عن البلدان التي شملها المسح الميداني استطلعت كاميرا الجزيرة آراء المواطنين في كلٍ من الكويت والمغرب ولبنان، سألَتهم عن مدى ثقتهم في وسائل إعلامهم المحلية وما يعتمدون عليه في استقاء الأخبار عربيا وعالميا.
فجوة الثقة بين المواطن العربي وإعلامه
[شريط مسجل]
مشارك أول – كويتي: والله أثق في وسائل الإعلام المحلية وعملية الثقة في وسائل الإعلام خصوصا في نقل الأحداث والأخبار السياسية تحتاج إلى.. من وجهة نظري نقطتين، النقطة الأولى وجود الحرية والنقطة الثانية اللي هي وجود مثلما تقول مصداقية في نقل الخبر.
مشاركة أولى: لا ما أثق.
مراسل الجزيرة: ليش؟
مشاركة أولى: لأن ممكن يصير فبركة يصير يعني شيء ممكن شيء لسحب الجرائد.
مراسل الجزيرة: زي؟
مشاركة أولى: فيه حزب يعني كل واحد يبيع شيء حق نفسه ممكن يعطوا معلومات مو صحيحة عشان يخدمون حزبهم مثلاً.
مشارك ثاني – مغربي: فيما يخص الثقة بمصدر الإعلام العربي أؤكد بأنه.. إنك تزيد عند الناس ثقة يوم بعد يوم بحيث كانوا يشوفون بعض المراسلون يجيبون أخبار من أي مكان ويعرضون نفسهم للخطر وإضافة إلى الصوت والصورة لكي يجسد لك أخبارا فعلية.
مشاركة ثانية: بالنسبة لوسائل الإعلام الرسمية فقليلا ما أثق فيها في الحقيقة ولكن بالنسبة لوسائل الإعلام العربية المستقلة والتي لها مِهَنية ولها استقلالية والخبر.. الوصول إلى الخبر والوصول إلى الحقيقة هو هدفها الرئيسي فهذه وسائل الإعلام هي التي أثق فيها.
مشارك ثالث: على المستوى العربي وليست مجاملة تعتبر الجزيرة هي المصدر الأول للمشاهد العربي وأنا بالذات أشاهد الجزيرة بشكل مستمر لأنها تحمل من المصداقية ما يجعلها تتفوق على المصادر العربية في الأخبار.
مشارك رابع: الإعلام الرسمي الذي تعوَّد أن يقدم الحقيقة بالشكل الذي يروق للسلطات الحاكمة ففي هذا النوع من الإعلام الذي يفتقد للمِهَنية يتداخل الخبر والتعليق كما تتداخل الحقيقة والشائعة.
مشارك خامس – لبناني: أنا واحد من الناس ما بحضر أخبار محلية على محطات لبنانية بالعكس بأسمع أخبار على إذاعات بره أكثر الجزيرة، أبو ظبي، المدار، العربية، الـ إم بي.
مشاركة ثالثة: ما بأحضر الجزيرة كمان ما ببص كثير فيها..
مشارك سادس: أكثر شيء أتابعه على الجزيرة.
مشارك سابع: أنا ما بأحضر تلفزيون كثير الـ (T.V) ما بأتابع الأخبار عليه على الإنترنت أو على الجرائد.
مشارك ثامن: كل تلفزيون حسب انتماءه السياسي بيوجه الأخبار.
مشارك تاسع: بالأخبار اللي هي الأحداث منقولة كما هي (OK) الواحد بيوثق فيها لأن هذا خبر موجود وين ما كان بس بتوجه أو بتوجيه الخبر إذا بدنا نقول أو بالتحليلات اللي بتطرحها وسائل الإعلام لا ما كثير في ثقة لأنه متحيزة بالنهاية وسائل الإعلام عندنا معروف كيف تأثرت كيف أخذت الرُخَص والعالمية محسوبة فطبيعي ها تكون تنقل وجهة نظر خاصة.
محمد كريشان: سيد فارس بريزات في عمَّان ما كنا نتابعه فيما يتعلق بهذه الدراسة أشارت إلى أن أكثر مصادر الأخبار بالنسبة للمواطنين مازال التلفزيون الوطني في أغلب الدول التي غطَّاها المَسْح، مع ذلك رأينا عينات في دول عربية هذه المعادلة غير موجودة، كيف تفسرها؟
فارس بريزات: في الحقيقة ما أشرت إليه هو أيضاً ما أشارت إليه استطلاعات الرأي العام التي قمنا بتنفيذها في مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية سواء كان في الأردن أو في سوريا أو في لبنان وفلسطين وفي مصر، في العديد من الاستطلاعات السابقة مثلاً في الأردن كنا سألنا سؤالا عن ما هو المصدر الأكثر وثوقاً بخصوص خبر سياسي محلي؟ فكان التلفزيون الأردني يأتي بالمرتبة الأولى ثم تليه قناة الجزيرة، فيما يتعلق بخبر عربي يكون التلفزيون الأردني مع قناة الجزيرة، ثم في خبر دولي تكون قناة الجزيرة أولاً ثم التلفزيون الأردني ثم قناة العربية وتأكيداً على نتائج الاستطلاع فيما يتعلق بمشاهدة مصدر.. أهم مصدر للمعلومات بالنسبة للمواطنين باستثناء لبنان كانت الجزيرة هي المصدر الأول للمعلومات للعديد من.. في سوريا وفلسطين والأردن ومصر وهذه الاستطلاعات نقوم بتنفيذها بشكل دولي وفي هذا الصيف لدينا دورة أخرى من هذه الاستطلاعات لنقارن الاستطلاعات السابقة بالاستطلاعات الحالية هذه قضية، أما فيه موضوعين.. يعني موضوعين بأحب إني أرجع لهم، الموضوع الأول في موضوع مصداقية الحكومات في وسائل الإعلام، في استطلاع موازٍ أيضاً تقوم الـ(BBC) بتنفيذه على الموقع الإلكتروني وكان أحد الأسئلة المطروحة في هذا الاستطلاع منَ هم الذين تثق بهم أكثر لخدمة مصالح المجتمع؟ فنجد إنه إذا ما اطلعنا على النتائج بحسب لغة الموقع الإلكتروني للـ(BBC) مثلاً للموقع العربي نجد إنه 16% فقط من الذين شاركوا في هذا الاستطلاع من الموقع الـ(BBC) العربي اختاروا الحكومات الوطنية مقابل 15% اختاروا الإعلام الوطني و46% اختاروا الزعماء الدينيون وفي هذا مؤشر مهم جداً ولكن مقارنة مع دول أخرى مثل في إيران الذين اختاروا الحكومات الوطنية كانوا فقط 12%، مقابل الإعلام الوطني في إيران كان 31% والزعماء الدينيون في إيران كانوا فقط 4% للذين يثق بهم الجمهور لخدمة مصالح المجتمع، هذه المؤشرات مهمة جداً أيضاً والمشتركون في هذا الاستطلاع على الموقع الإلكتروني هم حوالي 47 ألف مشارك من كافة بقاع العالم.
محمد كريشان: على كلٍ موضوع العلاقة بين الثقة في الحكومة والثقة في الإعلام مهمة جداً وهنا نسأل الدكتور فاروق أبو زيد إذا كانت هذه الثقة تسير بخط متوازٍ أم لا بمعنى هل كل ما نقُصت الثقة في الحكومة ازداد في وسائل إعلام أجنبية والعكس صحيح بمعنى كلما كانت الثقة في الحكومة جيدة كانت الثقة في وسائل إعلامها جيدة أيضاً؟
فاروق أبو زيد: يعني أستاذ محمد قبل ما أجاوب على سؤالك أنا بس عاوز يعني أعيد ثاني طرح الموضوع، بمعنى الكلام على أنه المواطنين أو المشاهدين أو القراء أو المستمعين بيثقوا في وسائل إعلامهم الوطنية أكثر من الميديا أو في المسؤولين أو الحكومات أكثر من الميديا، الكلام ده ممكن أن ينطبق على الدول الغربية الديمقراطية..
محمد كريشان: لا.. هذه في ثلاث دول فقط..
فاروق أبو زيد: لكنه في الحقيقة..
محمد كريشان: دكتور، الثقة في الحكومة أكثر من الإعلام حسب الدراسة في ثلاث دول فقط أميركا بريطانيا وألمانيا فقط..
فاروق أبو زيد: في ثلاث دول..
محمد كريشان: البقية الثقة في الإعلام..
فاروق أبو زيد: آه يعني..
محمد كريشان: أكثر من الحكومة..
فاروق أبو زيد: آه بالضبط.. مضبوط، غالبا في دول العالم الثالث الثقة في الإعلام وخاصة إذا كان بيتمتع بمساحة أكبر من الحرية بتبقى أكثر من الحكومات وحضرتك عارف إنه في العالم الثالث غالبا والعالم العربي أيضا فيه فجوة ثقة بين المواطنين وبين الحكومات ولمَّا يبقى فيه إعلام حُر داخل هذه النظم بيبقى الإعلام ده هو مصدر ثقة يمكن في المجتمعات الغربية الأمر بيختلف لأنه تنوع الميديا هناك وتداخل المصالح وأيضا إن هذه الحكومات حكومات ديمقراطية ملزَمة أمام برلماناتها وأمام شعوبها بقدر كبير جدا من ذكر الحقائق وبالتالي فالشعوب تعودت إنه السلطات الرسمية لازم تذيع الحقائق وعندنا تجارب كثيرة رؤساء الدول فقدوا مناصبهم نتيجة أنهم كذبوا على شعوبهم في الدول الديمقراطية، طبعا دول العالم الثالث هذا ما بيحصلش، إذاً المسألة الأساسية هو إنه الثقة في وسائل الإعلام والثقة في السلطات الرسمية مرتبطة بطبيعة نظام الحكم لو نظام الحكم ديمقراطي يبقى بالتالي ها تبقى فيه ثقة أزيَد بالسلطات، لو نُظم الحكم سُلطوية أو غير ديمقراطية غالبا يبقى فيه ثقة بالميديا إذا كان فيه هامش من الحرية داخل الميديا الوطنية يبقى الثقة فيها، إذا كانت محرومة من هذه الحرية يبقى غالبا الثقة بتبقى في وسائل الإعلام العالمية اللي بيقدروا يوصلوا لها عن طريق التكنولوجيا الحديثة، دي المسألة الأساسية الثقة أو المصداقية الحقيقة وأنا أحب برضه أؤكد على النقطة دي مهمة بتيجي من ثلاث معايير، بتيجي من الصدق.. الخبر يبقى صادق الخبر يبقى دقيق عرض الآراء يبقى موضوعي، هذه المنظومة ما هياش كاملة في كثير من الدول وخاصة دول العالم الثالث وبالتالي كثير من وسائل الإعلام في العالم الثالث تبقى فاقدة لجزء كبير من مصداقيتها نتيجة يا إما بعض الأخبار غير صادقة وغالب الأخبار بتبقى مش دقيقة وعرض الآراء ما بيبقاش موضوعي.. موضوعي بمعنى إيه؟ بمعنى الرأي الموضوعي هو إنك تطرح الرأي والرأي الآخر وتقبل به، هذه العملية بتبقى محدودة في دول العالم الثالث إنما بتبقى الحقيقة مساحتها أوسع في الدول الديمقراطية وبالذات في الدول المتقدمة ومن هنا بتبقى المصداقية أزيَد في وسائل الإعلام، أنا عاوز حضرتك تعتبر الجزيرة استثناء مش قاعدة وأنا مش عاوز تعمم الحكم أو هذه النتيجة على الجزيرة..
محمد كريشان: نعم، على كلٍ الدراسة دكتور..
فاروق أبو زيد: الجزيرة مش بس استثناء وأرجو أنك تستحمل رأيي ده..
محمد كريشان: الدراسة أيضا يا دكتور أشارت إلى أن الحفاظ على الثقة ربما يكون أصعب من الحصول عليها، هنا أسأل السيد سركيس أبو زيد في بيروت كيف يمكن أن نحافظ على رصيد الثقة في وسيلة إعلام معينة سواء أن كانت وطنية كما هو في أغلب الدول التي غطاها المسح أو في وسائل الإعلام الأجنبية يتابعها المشاهد بثقة معينة؟
الفارق بين الإعلام الرسمي والموجَّه
" الإعلام الرسمي أو الإعلام الموجَّه انتهى وولى زمانه ولكن أحيانا الإعلام الخاص يقوم مقام الإعلام الرسمي لكن بالتوجيه من قبل الحكومة " سركيس أبو زيد |
سركيس أبو زيد: دعني أطرح الموضوع من مقاربة مختلفة، أنا أعتقد بأن الإعلام الرسمي أو الإعلام الموجَّه لقد انتهى وولَّى زمانه ولكن أحيانا الإعلام الخاص يقوم مقام الإعلام الرسمي بالتوجيه أو يكون مكبَّلا ومقيَّدا، السؤال الأساسي في موضوع الإعلام ليس في الإعلام الوطني والإعلام الدولي أو الإقليمي أو ما شابه أعتقد بأن المشكلة الأساسية هي مَن يمتلك وسيلة الإعلام؟ مَن يوجِّه هذه الوسيلة؟ وكيف يديرها من الداخل؟ إحدى مميزات الجزيرة أعتقد بأن محطة الجزيرة كسبت هذه المصداقية لأنها كانت أقرب إلى الحدث لأن هناك نوع من الحرية بداخلها هناك مساحة للرأي الآخر بداخلها أعطاها هذه المصداقية بالإضافة إلى أنها كانت أقرب إلى نبض الشارع العربي، إذاً عندما.. علينا أن نرى مَن يملك هذه الوسيلة؟ مَن هي القوى المالية أو مَن هي السلطة من هنا حرية الإعلان مقيدة هي بسلطة المال والسلطة السياسية وعلينا أن لا ننسى دور المؤسسات الدينية وأحيانا العادات والتقاليد تلعب هناك دور يعني هناك المجتمع أيضا يكبِّل الوسيلة الإعلامية وهناك يصبح نوع من الصراع ما بين التقليد والأصولية والحداثة من جهة أخرى، لذلك المواطن العربي بأي قُطر من الأقطار العربية هو يفتش عن الحقيقة هناك تعدد وهناك تنوع في وسائل الإعلام وهو يستطيع أن يصل إلى.. يعني هناك عنده أكثر من خيار من وسيلة إعلامية ولكن المشكلة أن داخل المؤسسات الإعلامية لا يوجد حيز واسع من الحرية..
محمد كريشان: نعم، شكرا لك..
سركيس أبو زيد: الحرية وحرية صحافة هي بحاجة إلى إعلاميين أحرار لذلك تبقى مهنة الإعلام هي مهنة المخاطر..
محمد كريشان: شكرا.
سركيس أبو زيد: لذلك نلاحظ بأن هذا العدد الكبير من الشهداء..
محمد كريشان: شكرا.
سركيس أبو زيد: لعل عليهم أن يثبتوا حقهم في حرية التعبير.
محمد كريشان: شكرا لك سيد سركيس أبو زيد من بيروت، شكرا أيضا لضيفنا من القاهرة الدكتور فاروق أبو زيد ومن عمَّان السيد فارس بريزات، بهذا مشاهدينا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذه الحلقة من البرنامج بإشراف نزار ضو النعيم، كالعادة يمكنكم المساهمة في اختيار المواضيع كالعادة بإرسالها على هذا العنوان indepth@aljazeera.net، غدا بإذن الله قراءة جديدة في ما وراء خبر جديد، في أمان الله.