ماوراء الخبر - رسالة احمد نجاد الى بوش - صورة جماعية
ما وراء الخبر

رسالة الرئيس الإيراني إلى بوش

تتناول الحلقة قراءة لما بين سطور رسالة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لنظيره الأميركي جورج بوش والرد الأميركي عليها.

– السياق السياسي لرسالة أحمدي نجاد ومضامينها

– دور الرسالة في تبديد الاحتقان الأميركي الإيراني


undefined
جمانة نمور: أهلا بكم، نحاول في حلقة اليوم قراءة ما بين سطور رسالة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لنظيره الأميركي جورج بوش والرد الأميركي عليها ونطرح فيها تساؤلين اثنين، في أي سياق بعث نجاد برسالته إلى بوش وما هي مضامينها؟ أية ردود أفعال أثارتها الرسالة وهل تساهم في حل أزمة العلاقة الإيرانية الأميركية؟ قراءة في مشاكل عالم اليوم ومقترحات لحلها عنوان رئيسي اندرجت تحته تفاصيل عديدة وردت في رسالة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى نظيره الأميركي جورج بوش، خطوة لم تكن متوقعة في وقت يشهد أعلى درجات التوتر بين واشنطن وطهران بسبب الملف النووي الإيراني.

 

السياق السياسي لرسالة أحمدي نجاد ومضامينها

[تقرير مسجل]

نبيل الريحاني: رسالة في ثماني عشرة صفحة فاجأ بها أحمدي نجاد الرئيس الأميركي والمتابعين للعلاقات المتأزمة بين إيران والولايات المتحدة، لم يُنشر النص الكامل للخطاب لكن ما تسرب منه يحكى رؤية فلسفية وتاريخية قدمها نجاد لمشاكل العالم المعاصر، على هذا الصعيد قالت الرسالة إن الشعوب غير راضية عن أوضاعها لأنها باتت مترعة بالحيف السياسي والاجتماعي والاقتصادي، كما أكدت أن اليأس سيطر على الناس لأنهم فقدوا الثقة في المنظمات الدولية كالأمم المتحدة لأنها لا تدافع عن حقوقهم المشروعة ودون مدارة حمل نجاد بوش مسؤولية هذا التدهور لأنه أطلق حسب قوله أكاذيب لم يقدر عواقبها مقترفا خطأ غزو العراق مما لطخ أيدي جنوده بدماء الأبرياء، الرئيس الإيراني الذي اعتبر العودة لتعاليم الأنبياء طريق البشرية الوحيدة للخلاص وأهمها الإيمان بالله الواحد وبالعدالة وبالكرامة البشرية قال لبوش إن النبي دعا عدد من زعماء عصره للطريق المستقيم، فلماذا لا تقبل أنت بهذه الدعوة؟ وصفة إيرانية ذكرت برسالة مشابهة بعث بها الإمام الخميني إلى غورباتشوف قبل سقوط الاتحاد السوفيتي دعاه فيها للإسلام، لكن الظروف تغيرت بين رسالة الأمس وبين رسالة اليوم إذ قد لا تكفى الرسائل هذه الأيام لدفع نذر مواجهة وشيكة بين طهران وواشنطن على خلفية تطورات الملف النووي المثير للجدل، لكنها ومن وجهة نظر إيرانية بادرة نادرة منذ قيام الثورة الإسلامية سنة 1978، يأمل المتفائلون في أن تكون بديلا لرسائل أخرى مختلفة تطبخ على نيران مجلس الأمن الحامية، الخبر فيها ما سنراه ربما لا ما قد نقرأ وحسب.

جمانة نمور: ومعنا في هذه الحلقة من بيروت الدكتور علي المؤمن مدير المركز الإسلامي للدراسات المستقبلية ومن واشنطن الدكتور وليد فارس كبير الباحثين في المؤسسة الأميركية للدفاع عن الديمقراطية.. أهلا بكما، دكتور علي هل نستطيع القول بأنه أول اتصال من نوعه منذ حوالي ثلاثة عقود قامت به طهران؟

"
هذه الرسالة هي أول اتصال رسمي وعلى مستوى الرئاسة بين الجمهورية الإٍسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأميركية وفي الواقع هناك من توقع أن وصول أحمدي نجاد إلى الرئاسة ربما سيفتح أبواب العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية
"
     علي المؤمن

علي المؤمن- مدير المركز الإسلامي للدراسات المستقبلية: بسم الله الرحمن الرحيم، نعم في الواقع هذه الرسالة هي أول اتصال رسمي وعلى مستوى الرئاسة بين الجمهورية الإٍسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأميركية وفي الواقع هناك قضية لها علاقة بوصول الرئيس أحمدي نجاد إلى السلطة، هناك من توقع قبل وصول أحمدي نجاد.. توقع بأن وصول أحمدي نجاد ربما سيفتح أبواب العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية أو لعله ينقل مرحلة التشنج إلى مرحلة التوتر المنطقي على اعتبار أن العلاقات الأميركية الإيرانية لازالت تمر بمرحلة توتر غير منطقي، أي أنها خارج السياقات المنطقية وكان يقال إن ليس بمقدور الحكومة الإصلاحية السابقة أو أي حكومة أخرى الانفتاح على الولايات المتحدة الأميركية سواء برسالة أو بأي تحرك آخر عدا أحمدي نجاد على اعتبار أنه ينتمي للتيار الأصولي المدعوم من قبل المؤسسة الدينية الرسمية.

جمانة نمور: هل ترى بهذه الرسالة فعلا انفتاحا على الولايات المتحدة الأميركية؟

علي المؤمن: نعم أن أرى أنه.. يعني هي في الواقع في الشكل تعد رسالة انفتاح، هي في الواقع رسالة الهدف العام منها كما ذكرت نقل العلاقات الأميركية الإيرانية من مرحلة التشنج غير المنطقي إلى مرحلة التوتر المنطقي، أي أن الأمور يجب أن تسير بصورة منطقية وبمضامين منطقية وحتى وإن كانت هناك خلافات معقدة وخلافات عميقة بين البلدين، أما من ناحية المضامين فأنا أعتقد أنها أكبر من كونها رسالة انفتاح فهي في الواقع رسالة في الأخلاق السياسية أكثر من كونها رسالة سياسية ورسالة انفتاح.

جمانة نمور: سوف نعود للحديث عن المضامين بعد قليل ولكن أود أن أرى إذا كان الدكتور وليد فارس يرى السياق نفسه لبعث هذه الرسالة.

وليد فارس- كبير الباحثين في المؤسسة الأميركية للدفاع عن الديمقراطية: يعني أعتقد إنه هذه الرسالة ليست هي انفتاحا بقدر ما هي فتحا، محاولة دبلوماسية استباقية تسعى لتشكيل تحالف أوسع ضد الولايات المتحدة الأميركية في وقت النظام الإيراني بقيادة أحمدي نجاد بنوع خاص هي في شبه عزلة، ليست عزلة كاملة ولكن في شبه عزلة وينقصها نوع من التغيير في المعادلة السياسية لوضع اللوم على الإدارة الأميركية برئاسة جورج بوش في هذه الأزمة وليس على إيران.. يعني إنها ضربة ذكية سياسية ولكن بالطبع لن تنظر إليها العواصم الغربية والدولية بأنها انفتاح ولاسيما فيما يتعلق بالمحتوى، الآن الشيء الوحيد المميز فيها أنها قد وضعت في إطار دبلوماسي لم يكن موجود بالسابق، يعني في الشكل نعم إنها سابقة لأول مرة ولكن في المضمون طبعا سنناقش سوف نرى أنها متشنجة عقائديا أكثر ربما من الحالة التي كانت بالسابق بين النظامين أو بين الحكومتان.

جمانة نمور: الناطق باسم الحكومة الإيرانية ورداً على سؤال إذا كانت يمكن أن تؤدي إلى مفاوضات أميركية إيرانية مباشرة قال في الوقت الراهن هذه مجرد رسالة، برأيك إذاً مستقبلا هل يمكن أن تفتح الطريق أمام مفاوضات من هذا النوع؟

وليد فارس: يعني باعتقادي إنه القرار في إعادة العلاقات أو شبه علاقات أو شبكة من التبادل السياسي والدبلوماسي بين طهران وواشنطن.. هذا القرار هو في أيدي حكام طهران يعني أكان الرئيس أو القيادة الخمينية من حوله يقررون لأنهم هم الذين قرروا في خوض سباق التسلح يعني وجعل النظام الإيراني عمليا في مواجهة ليس فقط مع الولايات المتحدة الأميركية ولكن مع المنظومة الدولية حتى ولو أن روسيا والصين لهم مواقف مميزة فيما يتعلق بالرد على هذا الموضوع ولكن في نهاية المطاف يعني أحمدي نجاد يقول إنه منظمة الأمم المتحدة بحد ذاتها تحت القانون الدولي الحالي قد سقطت، لا أعتقد أن هذا هو موقف سوف يكون له ردة فعل إيجابي في مجلس الأمن أو حتى في الجمعية العامة ولكن أعود وأكرر من المحتمل ومن المقدر إذا أراد الإيرانيون في هذه الحكومة أن يفتحوا الأبواب فلديهم جميع الأساليب وكل العواصم في العالم لكي يستعملوا سبلها من أجل التفاوض مع مجلس الأمن أو مع الولايات المتحدة الأميركية.

جمانة نمور: دكتور علي المؤمن برأيك لما لم نعرف حتى الآن تفاصيل هذه الرسالة.. حتى الوكالات الموجودة في نيويورك والتي قالت إنها تملك هذه الرسالة نشرت فقط مقتطفات منها؟

علي المؤمن: نعم في الحقيقة أنا أود أن أعلق تعليق بسيط على موضوع عزلة إيران وعلى ما يسمى بالمجتمع الدولي، الحقيقة أن موضوع العزلة مصطلح فضفاض، مصطلح واسع جدا، أنا أعتقد أن المظاهر العامة في العالم تشير إلى أن الولايات المتحدة الأميركية هي المعزولة في الواقع عن واقع الشعوب، في حين أن يعني الامتداد الإيراني أو لنقل العلاقات الإيرانية مع شعوب المنطقة ومع شعوب العالم تسودها علاقات تسودها الثقة والانفتاح المتبادل والحديث عن المنظوم الدولي أو المجتمع الدولي، أنا أستغرب من إطلاق هذه المصطلحات السياسية بهذه الطريقة.. يعني هم يقصدون بالمجتمع الدولي مجتمع الكبار أو مجتمع الخمسة الكبار أما باقي الكرة الأرضية فهم يعني أطراف وفي الواقع فرجة أما في الغرب المركزي في الواقع هو العقل الذي يخطط وهو العقل الذي له الحق في ابتلاع الجميع وله الحق في أن يكون ممثلا للكرة الأرضية ومن هنا فالحديث..

جمانة نمور [مقاطعةً]: على ذكر دكتور يعني نعم..

علي المؤمن: نعم..

جمانة نمور: دكتور علي عفوا لكن على ذكر التسمية الدول الكبار وبقية المجتمع الدولي.. هذه الطريقة في بعث الرسالة، هذه النصائح وطرح ما قيل إنه حلول لمشاكل العالم الهش هل تقدم نجاد وإيران كند للولايات المتحدة؟ كواحدة من هذه الدول العظمى أو الكبيرة؟

علي المؤمن: لا هي في الواقع يعني إيران تتعامل بمنطق الواقع وتعرف حدودها وتعرف حجمها، إيران ليست قوة عظمى دولية، هي في الواقع يعني قوة إقليمية أو ربما القوة الإقليمية الأولى ولديها الكثير من نقاط القوة كما أن لدى الولايات المتحدة الأميركية الكثير من نقاط القوة، لا أقول إن إيران هي ند الولايات المتحدة الأميركية بالمنطق العسكري أو المنطق الاستراتيجي وبمنطق القوة وبالمنطق المادي ولكنها من الناحية المعنوية أنا أعتقد أن امتداد إيران معنويا وتأثير إيران معنويا على شعوب العالم وعلى شعوب المنطقة هو أكثر بكثير من تأثير الولايات المتحدة الأميركية، الولايات المتحدة الأميركية تعيش عزلة في المنطقة، هناك كراهية كبيرة للولايات المتحدة الأميركية في المنطقة، حتى الشعب العراقي الذي ظلم في عهد صدام ورحب بدخول الاحتلال الأميركي فهو الآن يعيش مأزقا كبيرا مع الاحتلال الأميركي ولذا أنا أعتقد أننا يجب أن نتحدث بمنطق الواقع وليس بمنطق الاستعلاء أو بمنطق العقل المركزي الغربي، موضوع الرسالة في الواقع كما ذكرنا هي رسالة في الأخلاق السياسية وتنطوي على رؤية إيرانية، في الحقيقة الإيرانيون يعتقدون أن الولايات المتحدة الأميركية تمارس سياستها الخارجية بطرق غير أخلاقية ولذا هاشمي نجاد حسب ما سرب من معلومات عن الرسالة لم يتطرق إلى الواقع الداخلي الأميركي.. يا أخي لم يتدخل في الشأن الداخلي الأميركي ولم يتحدث عن ممارسات لا أخلاقية للحكومة الأميركية في داخل الولايات المتحدة الأميركية، هو في الواقع تحدث عن ممارسات لا أخلاقية أميركية لها علاقة بشعوب المنطقة ولها علاقة بالشعب الإيراني، لها علاقة بالتدخل الأميركي الطويل الذي عمره عقود طويلة في الشأن الداخلي الأميركي وفي شأن شعوب المنطقة، على العكس من المنطق الأميركي الذي يتدخل في كل شاردة وواردة في دول المنطقة..

جمانة نمور: على كلٍ هذا التحليل..

علي المؤمن: ومن هنا من حق..

جمانة نمور: تفضل.

علي المؤمن: نعم أنا بس أود أن يعني..

جمانة نمور: تفضل، تفضل.

علي المؤمن: أكمل الفكرة.. وبالتالي فالرئيس هاشمي نجاد انطلق في الواقع من منطلق إيماني، يعني هو في الواقع أحد أبناء هذه المنطقة وهو رئيس القوة الأكبر في المنطقة وبالتالي إنسان يتحدث بمنطق الأخلاق السياسية ومن حقه أن يناور بهذه الطريقة، حتى وإن اعتبرناها مناورة سياسية من حقه أن يناور بهذه الطريقة.. ليس من منطلق فك الحصار عن إيران لأن الإيرانيون لا يعتقدون أنهم يعانون من حصار بل أنا أعتقد أنها تدخل في إطار المناورة السياسية وإلقاء الحجة على الولايات المتحدة الأميركية وحتى المضامين التي تم تسريبها أنا أعتقد أنها انطلق فيها أحمدي نجاد من منطلق الثقة بالنفس ومن منطلق الإنسان القوي وليس الإنسان الضعيف.

جمانة نمور: على كل مادمنا قد دخلنا في مضمون الرسالة لابد من الإشارة إلى أن المسؤولين الأميركيين سارعوا للرد عليها مركزين على عقدة المنشار في أزمة العلاقة بينهما وهي الملف النووي، نتابع المسألة بعد وقفة قصيرة فكونوا معنا.

[فاصل إعلاني]

جمانة نمور: أهلا بكم من جديد، قال الرئيس الأميركي جورج بوش إن الأولوية ما تزال للدبلوماسية في أزمة الملف النووي الإيراني، جاء ذلك غداة الرسالة التي تلقاها من نظيره الإيراني أحمدي نجاد والتي قال البيت الأبيض إنها لا تقدم حلا للمشكلات القائمة بين إيران والأسرة الدولية ولا تحمل جديدا بين طياتها لأنها لم تعالج أزمة الملف النووي وقضايا الإرهاب في الجوهر.

[تقرير مسجل]

دور الرسالة في تبديد الاحتقان الأميركي الإيراني

عمار عجول: الردود الأميركية بدت فاترة ولم تكن متفائلة بمحتوى رسالة الرئيس الإيراني إلى نظيره الأميركي، فقد وصفتها الإدارة الأميركية بأنها فضفاضة ولا تعالج المواضيع الحيوية المختلف حولها بين الطرفين واتضح أن اهتمام المسؤولين الأميركيين بعامل توقيت الرسالة أكثر من اهتمامهم بمحتواها، جون نيغروبونتي مدير الاستخبارات الأميركية قال إنه نظراً لأن قضية إيران أمام الأمم المتحدة فإن أحد الافتراضات التي يتعين التفكير فيها هو ما إذا كان توقيت الرسالة قُصد به التأثير على سير مناقشات مجلس الأمن، الرسالة بالطبع أُعلن عنها قبل وقت قصير من اجتماعات وزراء خارجية مجلس الأمن للتقرير بشأن رفض إيران إيقاف تخصيب اليورانيوم، أما المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ماكلينان فرأي أن الرسالة لا تتضمن أي معالجة لبواعث القلق لدي المجتمع الدولي تجاه إيران وامتنع عن التصريح بما إذا كان الرئيس الأميركي جورج بوش قد اطلع عليها أم لا، جون بولتون السفير الأميركي لدى المنظمة الدولية كان أكثر حدة في رد فعله على المبادرة الإيرانية حيث قال إن الرسالة لا تخرج عن التصرفات النمطية لإيران عندما تكون هناك قرارات مهمة على وشك أن تتخذ وهو يشير بذلك إلى قرارات يرتقبها من مجلس الأمن، وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أشارت إلى أن الرسالة لم تحمل جديدا وشددت على أنها لم تعالج البرنامج النووي الإيراني ولا قضايا الإرهاب ورغم أن رايس وعدت بمزيد من الدراسة للرسالة لكنها وصفتها برسالة أقرب إلى الفلسفة منها إلى السياسة.

جمانة نمور: دكتور وليد فارس، إذاً الرسالة لم تقرأ أميركيا إلا في إطار توقيتها وعلاقتها بالملف النووي؟

وليد فارس: يعني طبعا بالنسبة إلى الإدارة الأميركية والمفاوضون أكانوا في مجلس الأمن أم بوزارة الخارجية الأميركية طبعا هم كانوا ينتظرون مثلا أن تكون الرسالة حاوية لمقترحات إيرانية فيما يتعلق بحل المسألة الأمنية الاستراتيجية النووية خاصة ولكن كما قال بعض المسؤولين إنها رسالة فلسفية وأنا أعلق على موضوع ما يسمى بالبعد الأخلاقي فيها وهنا كثير من الشكوك.. يعني النظام الإيراني الحالي الخميني هو على مشاكل ليس فقط مع شعوب المنطقة ولكن مع شعوب إيران نفسها.. يعني دون أن نوسع بهذه النقطة ولكن هنالك مشاكل مع الشعب العربي المسلم في خوزستان ومشاكل مع الشعب الكردي في كردستان ومع سائر الأقليات والمعارضة الإيرانية والطلاب، يعني كل النقاط التي تكلم عنها أحمدي نجاد في خطبته أو خطابه هي بنهاية المطاف نقاط عقائدية ولابد من التوقف عليها لأنه يقول إنه إيران هي التي تمثل المنطقة، لسنا متأكدين من أنه إيران تمثل المنطقة ولسنا متأكدين أنه النظام الإيراني يمثل الشعب الإيراني بحد ذاته، هنالك مشكلة إيرانية وإقليمية قبل أن تخرج إلى ما يسمى كما قال الزميل المجتمع الدولي.

جمانة نمور: ولكن الموضوع الذي أشار إليه الدكتور علي قبل ذلك موضوع طريقة التعاطي.. موضوع الأخلاق ربما حدده نجاد في رسالته، موضوع الأكاذيب وعدم اللجوء إليها وضرورة الرجوع إلى الدين في السياسة ليكون عالم أفضل، ما تعليقك على هذه النقطة؟

وليد فارس: طبعا فيما يتعلق بالعودة إلى الدين هذا أمر يعني جميع المتدينين في كل العالم يؤيدونه ولكن أن يتحول رئيس النظام الإيراني إلى داعية.. فليدع هذا الأمر لمن هو بصلب مهمته، فليدع رجال الدين في واشنطن يقنعون الرئيس بوش بأي خيار ديني يريده، الأهم بالنسبة لرئيس النظام الإيراني هو أن يبحث على السلام.. السلام في المنطقة بشكل عام والسلام مع شعبه.. مع الأقليات التي تنتفض في إيران ومع الشعب الإيراني بحد ذاته، قال إنه أستاذ ويفهم ما يريده الطلاب.. إن الطلاب في إيران يتظاهرون منذ العام 1998 ضد هذا النظام ويطالبون بالحريات والديمقراطية، يعني خطابهم من إيران يصل إلى العالم أكثر من خطاب أحمدي نجاد برأيي.

جمانة نمور: دكتور علي يعني حتى رايس قالت هذه الرسالة ربما تكون ثماني عشر صفحة لكن هي قالت هي تحدثت عن التاريخ وعن الفلسفة وعن الدين ولكنها لم تقدم شيء ملموس وفي هذا العالم اليوم والمطلوب أمور عملية الآن، هل من فعلا الإيرانيون يكونوا قد وضعوا في حسابهم احتمال أن تؤخذ هذه الرسالة في الحسبان أم إنها فقط تسجيل نقطة ما؟

علي المؤمن: لا هو في الواقع الإيرانيون لم يهدفوا من وراء هذه الرسالة إلى فتح باب المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية أو إلى فتح صفحة جديدة مع الولايات المتحدة الأميركية لأن طبيعة الملفات الشائكة بين البلدين لا أعتقد أن رسالة بل مائة رسالة يمكن أن تحلها على اعتبار أنه هناك..

جمانة نمور: إلى ماذا تهدف إذاً؟

علي المؤمن: نعم هناك ثوابت في السياسة الأميركية تجاه شعوب المنطقة واتجاه إيران لا تسمح بأي متغيرات في هذه السياسة، على كل الزميل الذي يتحدث من واشنطن عن المشاكل داخل إيران وكأنه يتحدث عن دولة في خارج الكرة الأرضية وليست إيران، أعتقد أنه من الأفضل أن يراجع معلوماته بشكل جيد عن إيران، ليس من منطلق الدفاع عن إيران، لست ناطقا باسم الإيرانيين ولكن من الأفضل أن يراجع معلوماته عن إيران وعما يمثله أحمدي نجاد.. أحمدي نجاد يمثل رئيسا منتخبا والشريحة التي انتخبت أحمدي نجاد من حيث العدد ومن حيث الكم أكثر بكثير من الشريحة التي انتخبت جورج بوش، على كل حال لابد أن نقول في هذا الموضوع..

جمانة نمور: ولكنه هو قال إن رسالته هذه تعتبر عن مطالب الشعب الإيراني وعن مطالب الأمة، ما قصده؟ عن الأمة الإسلامية؟ عن العرب بشكل عام؟ باسم من كان يتحدث؟

علي المؤمن: نعم بلا شك أحمدي نجاد هو رئيس منتخب من قبل الشعب الإيراني وهو خير من يمثل الشعب الإيراني، صحيح هناك تيارات سياسية مختلفة لم تنتخب أحمدي نجاد ولكن هذه لعبة الديمقراطية، الانتخابات أفرزت أحمدي نجاد رئيسا للجمهور الإسلامية الإيرانية..

جمانة نمور: عفوا يعني سؤالي متعلق.. عفوا دكتور علي السؤال متعلق بأنه قال عن الأمة.. يعني باسم من يتحدث عدى عن الشعب الإيراني الرئيس نجاد؟

علي المؤمن: لا هو يتحدث عن كل الشعب الإيراني، أحمدي نجاد اُنتخب من قبل كل الشعب الإيراني، لم ينتخبه فصيل أو فئة قومية أو فئة مذهبية.

جمانة نمور: وليس باسم الأمة الإسلامية؟ يعني هذه النقطة التي أثارها الدكتور وليد ونسعى لتوضيحها برأيك.

علي المؤمن: نعم أحمدي نجاد أولا إضافة إلى كونه رئيسا لإيران وممثلا للشعب الإيراني فهو مؤمن وهو مسلم وهو أحد مسلمي المنطقة وهو مواطن ومن أبناء هذه المنطقة وبالتالي فأنا أعتقد أن رسالة أحمدي نجاد تعبر عن تطلعات كل شعوب المنطقة وتعبر عن تطلعات كل مسلم في داخل هذه المنطقة، ليرى الزميل في واشنطن مدى العزلة التي تعاني منها أميركا في المنطقة ومدى الكراهية التي تعاني منها أميركا، هذا على فكرة يعني طبيعة الرد الأميركي على الرسالة.. طبيعة رد الفعل الأميركي على الرسالة ينطوي على عدم وجود أي لياقات دبلوماسية، يعني رد الفعل الأميركي لم يكن ينطوي على لياقات دبلوماسية في الواقع، يعني أحمدي نجاد رئيس دولة.. رئيس دولة كبيرة ومهمة جدا في المنطقة كان حري بالساسة الأميركيين أن يعني أن يتحلوا بقليل من يعني اللياقات الدبلوماسية ويردوا بطريقة أكثر أخلاقية وأكثر شفافية على الرسالة.

جمانة نمور: إذا لنعطي الدكتور وليد حق الرد أيضا على ما تفضلت به ونأخذ رأيه إن كانت هذه الرسالة قد غيرت أي شيء..

علي المؤمن: لا أنا أريد أن لو سمحتي..

جمانة نمور: لدي دقيقة واحدة يا دكتور علي وللدكتور وليد الحق بالرد..

علي المؤمن: نقطة واحدة فقط أريد أن أقول كيف..

جمانة نمور: بثانيتين لو سمحت..

علي المؤمن: أقول كيف أن المواقف الإيرانية تعبر عن تطلعات المنطقة، هذا استطلاع رأي نشرته الحياة قبل أيام هناك يعني بعض فئات مثلا الفلسطينيين.. 97% من الفلسطينيين يؤيدون سياسة إيران النووية، أكثر 80% من السنة، 100% من اللبنانيين..

جمانة نمور: وصلت النقطة، شكرا لك دكتور، تفضل دكتور وليد..

"
لا أعتقد أنه الأكثرية الساحقة للشعوب العربية والإسلامية في المنطقة يعبر عنها أحمدي نجاد، لكنه يعبر عن الخط الخميني ويعبر عن القوى السياسية التي تحشد له
"
       وليد فارس

وليد فارس: أنا لا أعتقد أنه الأكثرية الساحقة للشعوب العربية والإسلامية في المنطقة يعبر عنها أحمدي نجاد، هو يعبر عن الخط الخميني ويعبر عن القوى السياسية التي تحشد له، لا أعتقد أن أبناء دارفور وأبناء كردستان وحتى الأكثرية الساحقة من الذين لا يؤيدون الخط الخميني في إيران وحتى الأكثرية السنية في المنطقة.. لنقولها بكل صراحة يعتبرونه الناطق باسمهم، له رأيه وهذا الرأي مسموع وقد كان واضحا جدا في الرسالة التي بعث بها ولكن كان من الأفضل أن يحرك الدبلوماسية الإيرانية لكي تعمل على فك عزلة النظام الإيراني عبر المنظومة العربية والإسلامية، لديه مؤسسات كثيرة منها مؤتمر العالم الإسلامي لتساعده على فك هذه العزلة والعودة إلى النمط طبيعي من العلاقات الدولية.

جمانة نمور: الدكتور وليد فارس شكرا لك وشكرا للدكتور علي المؤمن وشكرا لكم مشاهدينا على متابعة حلقة اليوم بإشراف نزار ضو النعيم، بإمكانكم اختيار مواضيع الحلقات المقبلة بإرسالها على عنواننا الإلكتروني indepth@aljazeera.net إلى اللقاء.

المصدر : الجزيرة