
صفقة الإفراج عن البرغوثي وجوناثان بولارد
– دواعي الصفقة والمستفيد منها
– انعكاسات الصفقة على الداخل الفلسطيني
جمانة نمور: أهلا بكم، نحاول في حلقة اليوم التعرف على ما وراء صفقة محتملة تفرج بمقتضاها إسرائيل عن مروان البرغوثي والولايات المتحدة عن جوناثان بولارد اليهودي الأميركي المحتجز بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، نطرح في الحلقة تساؤلين اثنين، ما هي دواعي مثل هذه الصفقة ومن المستفيد الأكبر منها؟ وما حجم تأثيرها المحتمل على المشهد السياسي داخل الأراضي الفلسطينية وإسرائيل؟ تقارير منقولة عن مصادر حسنة الاطلاع أم مجرد بالونات اختبار؟ أسئلة رافقت ما راج من أنباء لإتمام صفقة لإطلاق سراح القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي مقابل الإفراج عن الجاسوس الأميركي اليهودي جوناثان بولارد فما الذي يجري فعلا؟
[تقرير مسجل]
هل هي صفقة جديدة بين واشنطن وتل أبيب لتقويض الحكومة الفلسطينية يكون أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية مروان البرغوثي طرفا رئيسيا فيها؟ تساؤل قد نجد له تفسيرا في تسريبات لوسائل إعلام إسرائيلية عن خطة تطلق بموجبها إسرائيل سراح البرغوثي مقابل إفراج واشنطن عن جوناثان بولارد اليهودي الأميركي المعتقل منذ عام 1985 بتهمة التجسس لصالح إسرائيل ووفقا لهذه التقارير فإن إسرائيل تعتزم اقتراح الصفقة بعد تنصيب إيهود أولمرت رئيسا للوزراء ورغم نفي المتحدث باسم السفارة الأميركية في تل أبيب هذه الأنباء ووصفه لها بأنها مجرد تكهنات إلا أن مصادر إذاعة الجيش الإسرائيلي أكدتها كما أن مصادر سياسية إسرائيلية أخرى ذكرت بأن مساعدي رئيس الوزراء السابق أرييل شارون طرحوا هذه الصفقة عام 2004 لكن مسؤولين أميركيين رفضوها حينذاك وبغض النظر عن صحة هذه المعلومات أو عدمها فإن إطلاقها في هذا الوقت بالذات يشير إلى أجندة خفية في أروقة السياسة الإسرائيلية، فتل أبيب ترى أن الظروف مواتية الآن لإقناع الرئيس الأميركي جورج بوش بقبول الصفقة من أجل تحقيق مكاسب ضد الحكومة الفلسطينية الفتية التي باتت تواجه مصاعب كبيرة، كما أن إسرائيل ترى أن إطلاق سراح شخصية من عيار البرغوثي الذي يتمتع بشعبية كبيرة في الأوساط الرسمية والشعبية الفلسطينية بسبب إرثه النضالي قد يوفر لها بديلا مقبولا تسعى من خلاله لتعزيز موقف حركة فتح إذا انهارت حكومة إسماعيل هنية.
جمانة نمور: ومعنا في هذه الحلقة من عمان زياد أبو غنيمة الباحث في القضايا الإسلامية ومن باريس الكاتب والمحلل السياسي بلال الحسن ومن رام الله وليد العمري مدير مكتب الجزيرة في القدس، أهلا بكم، وليد لو بدأنا معك في أن تعطينا فكرة عن الأجواء التي أحاطت بهذا التسريب ويمكن أن تفسره.
وليد العمري- مدير مكتب الجزيرة في القدس: أولا هناك مفارقة مثيرة للتساؤل بخصوص هذه المعلومة وهي أن مصدر أو المصدر الأول الذي أذاعها كانت إذاعة الجيش الإسرائيلي وهي إذاعة بطبيعة الحال خاضعة للمؤسسة العسكرية، لذلك عندما يتم تسريب مثل هذه المعلومة يكون لأحد هدفين.. أولا كبالون اختبار لقياس مدى ردة فعل الرأي العام من خلال وسائل الإعلام الأخرى والنقطة الثانية هي أن يكون الهدف إما الإساءة للطرف الآخر أو محاولة لإفشال هذه الصفقة إن كان هناك فعلا اتصالات بخصوصها، ما جرى هنا بأن المعلومة أوردتها وسائل الإعلام الإسرائيلية سارعت وسائل الإعلام الأخرى إلى التقاطها بحكم أن الوزن الذي يتمتع به مروان البرغوثي بوصفه قيادي رئيسيا في حركة فتح وأيضا قضية جوناثان بولارد الجاسوس الإسرائيلي في الولايات المتحدة وقد يكون كل ما يجري يقع في إطار التضليل أو عملية ال(Disinformation) كما يسمونها لأنه واضح أن هناك لعبة، ما يحيط بهذه المعلومة هو أيضا مثار جدلا واسع، أولا بالأمس كانت الذكرى الرابعة لاعتقال مروان البرغوثي أو اختطافه كما قال المهتمون بأمره في بياناتهم وأيضا كان له رسالة وجهها إلى الشعب الفلسطيني طالب حركة فتح بالعمل مع حركة حماس على الحفاظ على الوحدة ورسائل من هذا القبيل ودعا أيضا لعقد المؤتمر السادس لحركة فتح.. هذا بالجانب الفلسطيني، بالجانب الإسرائيلي هناك الاتصالات الائتلافية والتي تجري مع قائمة المتقاعدين التي يقودها رافي إيتان ورافي إيتان هو الذي كان الموظف في الموساد الذي كان مسؤولا عن تشغيل بولارد والمعلومات التي وردت في اليومين الماضيين أن بولارد يهدد بكشف معلومات خطيرة إذا تم إسناد حقيبة أو تعيين رافي إيتان في منصب وزير في الحكومة الجديدة التي يسعى إيهود أولمرت إلى تشكيلها، إذاً نحن أمام ربما معلومة يراد من خلالها تحقيق مآرب في موضوعية داخل إسرائيل أكثر منها الحديث عن صفقة لإجراء عملية تبادل لأن من غير المنطقي أن يتم استبدال أسير فلسطيني بجاسوس إسرائيلي مسجون لدى الولايات المتحدة، ليس هناك أي عوامل ربط بين الأمرين هذا من ناحية، من ناحية أخرى مروان البرغوثي الذي زاره أحد محاميه اليوم وعندما قال له أن هناك نبأ كذا وكذا كان قد هز رأسه مستهترا في إشارة إلى أن المعلومة ربما تكون خاطئة من أساسها.
جمانة نمور: إذا سيد بلال على ضوء ما قاله وليد ما مدى واقعية أي صفقة حتى ولو كانت محتملة علما أن الحديث عنها ليس جديدا؟
" |
بلال الحسن- كاتب صحفي: يعني قبل أن ندخل في الموضوع أنا أريد أن أبدي استغرابي لهذا الربط الإسرائيلي بين الإفراج عن بولارد والإفراج عن البرغوثي، بولارد رجل أميركي خائن لبلده ووطنه والبرغوثي مناضل من أجل استقال بلده، هذا الربط ربط يعني غريب ومفتعل ولا مبرر له ولا يمكن أن يساوي بين جاسوس وبين مناضل وطني.. هذه نقطة أولى، النقطة الثانية هناك جانب إسرائيلي في المسألة، إسرائيل منذ سنوات طويلة تطالب دائما بالإفراج عن بولارد وهناك رفض أميركي يأتي عادة من كبار قادة الجيش لأن الإفراج عن جاسوس يشجع جواسيس آخرين لكي يقوموا بنفس العمل فهم يريدوا أن يثبتوا أو يبرهنوا للمواطن الأميركي، للجندي الأميركي، للموظف الأميركي، للضابط الأميركي أن الجاسوسية على الوطن أمر مرفوض ولذلك كانوا يعرقلوا كل مطالب إسرائيل للإفراج عنه، ربما الآن وفي ظل حكومة أولمرت التي تستعد لصفقة مع بوش يريدون تقديم يعني ورقة علاقات عامة لأولمرت هدية تقدم له لتقوية وضعه الداخلي لتمرير خطته ضد الفلسطينيين، الجانب الآخر في المسألة يعني أن الإفراج عن هذا الجاسوس له علاقة بالصراع الداخلي، هذا الجاسوس هدد بكشف قضية إيتان كما قال زميلي كشفها يورط قادة إسرائيليين لأن ما لمح به محاميه أن تشغيله من قبل إيتان تم بموافقة ثلاثة قادة إسرائيليين كبار، فإثارة الموضوع من جديد سيبرز أزمة بين واشنطن وبين إسرائيل ولذلك يريدون يعني التخلص من المسألة بالإفراج عنه وإبراز جانب إيجابي بهذه القضية، ثم أخيرا..
جمانة نمور: ولكن إذا كان الهدف هو بولارد، لما الربط.. ربط الموضوع بالإفراج عن مروان البرغوثي؟
بلال الحسن: ربما هناك النقطة الثالثة في هذه المسألة أنهم يريدون يعني حتى لا يظهروا متحيزين ومنحازين إلى إسرائيل ويفرجون حتى عن جواسيس إسرائيل يريدون أن يقولوا إنهم يعني معتدلين وموضوعيين ويفرجون عن جاسوس إسرائيلي وعن مناضل فلسطيني لتهدئة الرأي العام إذا انزعج من الإفراج عن جاسوس إسرائيلي، لكن قضية البرغوثي وعلاقتها بالجانب الفلسطيني لها موضوع آخر إذا أحببت نتحدث فيه..
جمانة نمور: نتحدث عنه في سياق هذه الحلقة الإذاعة الإسرائيلية قالت بأن إسرائيل تأمل في إقناع الإدارة الأميركية بأن إطلاق سراح البرغوثي من شأنه تقويض حكم حركة حماس، ما تعليقك سيد زياد؟
زياد أبو غنيمة- باحث في القضايا الإسلامية: بسم الله الرحمن الرحيم، لا شك أن هذه الخطوة المعلنة تأتي في سياق بحث الثالوث الأميركي الصهيوني الأوروبي عن بديل احتياطي لقذفه على رأس السلطة فيما إذا نجحت مساعيهم في إفشال حكومة حماس، أعتقد جازما أن الذي سيفشل هذه الصفقة هو المناضل مروان البرغوثي وأجزم أن لسان حاله الآن وهو وراء قضبان العدو {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إلَيْهِ} فهو يعلم وشعبنا الفلسطيني يعلم وكل أمتنا العربية والإسلامية تعلم انه لا يشرف مناضلا مثل مروان البرغوثي أن يكون ثمن حريته الإفراج عن جاسوس يهودي ولذلك سيرفض هذه الصفقة، هذه المحاولة الأميركية الصهيونية المدعومة أوروبيا تأتي في سياق البحث عن قرضاي فلسطيني ليحل محل حكومة حماس إذا نجحت مساعي الأميركان واليهود لإفشالها..
جمانة نمور: ولكن كيف يمكن أن يكون هناك سيناريو لهذا الشكل.. يعني لطرح من هذا النوع؟
زياد أبو غنيمة: أقول لك الآن البدائل الموجودة الاحتياط لدي الأميركان واليهود بدائل محروقة، مكشوفة، مفضوحة لدي شعبنا الفلسطيني وهي موجودة وشعبنا يعرف كل واحد منهم باسمه وبعضهم الآن انزوى عن الشاشة وانزوى جانبا وربما يكون الآن في دورات تأهيل لهذا الدور لكن الأميركان واليهود لا يريدون أن يغامروا بهذه الأسماء المكشوفة المفضوحة فهم يبحثون عن اسم نظيف ويظنون أن مروان البرغوثي المناضل الشرس يمكن أن يكون هذا البديل الذي يبحثون عنه وأعتقد جازما بل أقسم أن مروان البرغوثي لن يقبل أن يلعب هذا الدور القذر ولو كان ثمن ذلك بقائه في السجن إلى أبد الآبدين..
جمانة نمور: إذا يعني أنت ترى بأن الموضوع هو محاولة للعب ورقة من هذا النوع، على كل استر بولارد زوجة الجاسوس الأميركي انتقدت التقارير التي تحدثت عن احتمال إطلاق سراح زوجها واعتبرت أن مسألة العفو عنه باتت عبارة عن ورقة يلوح بها كلما احتاجت الحكومة الإسرائيلية إلى حشد تأييد اليمين، السيدة بولارد قالت في كل مرة ترغب إسرائيل في تمرير هذه المبادرة أو تلك يطرح فجأة اسم جوناثان بولارد وأضافت أن المسألة تتعلق بالبرغوثي وليس بغجوناثان بولارد، فهم يريدون إطلاق سراح البرغوثي وسيظل جوناثان في السجن، من جهتها شككت السيدة فدوى البرغوثي في اعتزام إسرائيل مبادرة زوجها الأسير بالجاسوس اليهودي الأميركي جوناثان بولارد وقالت إنها سمعت إشاعات من هذا القبيل للمرة الرابعة وهي مع ذلك تعتبر أن إطلاق سراح زوجها وسجناء فلسطينيين آخرين سيمثل إنفراجة سياسية مهمة، إذاً وليد ذكرت في بداية حديثك بأن الموضوع كله والتسريب قد يكون بالون اختبار ورجحت أن يكون إسرائيليا أكثر منه فلسطينيا ولكن يبدو أن الاتجاه الذي تحدث عنه السيد زياد وما قالته زوجه بولارد نفسها يرجح أن يكون الموضوع حجة للإفراج عن البرغوثي لمكاسب سياسية، كيف ينظر إلى هذه النقطة تحديدا؟
وليد العمري: مسألة الإفراج عن مروان البرغوثي ليست بالمسألة السهلة في إسرائيل فهو محكوم بخمسة مؤبدات وواضح أن قضيته إذا كان سيقيد لها الحل ستحل في إطار سياسي أي بمعنى التقدم وإحراز تقدم في عملية سياسية سلمية بين إسرائيل والفلسطينيين، المصدر الذي سرب هذه المعلومة أو اللي أذاعها هو الإذاعة العسكرية الإسرائيلية ومن ثم صحيفة هآرتس لذلك يجب التعامل معها على أساس أن موطنها الأصلي هو موطن إسرائيلي وهي جاءت لخدمة مصلحة إسرائيلية، ربما إسرائيل تريد من خلال ذلك التلميح ربما إذا كان فعلا هناك تفكير بهذا الاتجاه التلميح بأنها قد تكون مستعدة للإفراج عن مروان إذا أبدت للولايات المتحدة استعدادا لإخلاء سبيل جوناثان بولارد ولكن هذا حتى هذا مستبعد لأن المسألة ليست بمثل هذه البساطة وعقد الصفقات إذا ما تم لو كان بولارد معتقل في دولة عربية أو لدى السلطة مثلا أو منظمة التحرير لفهمنا عملية الربط لكن في مثل هذه الحالة هذا أمر مستبعد والولايات المتحدة تقدم المساعدة تلو المساعدة لإيهود أولمرت في اتجاهات عدة كثيرة وذات تأثير واسع بهذا الخصوص لذلك أستبعد أن تكون القضية صحيحة وعندما قيل بأن أرييل شارون قد عرض مثل هذه الصفقة عام 2004 في حين هم كانوا يحاولون التوصل مع الولايات المتحدة للإفراج عن بولارد لأن القضية تسبب لهم بعض الإحراج والآن مع الاتصالات الائتلافية هناك قضية كبيرة جدا وتشكل عقبة أمام إحدى القوائم للانضمام إلى جانب إيهود أولمرت ومساعدته على توسيع القاعدة البرلمانية لحكومته التي من خلالها يريد أن ينفذ خطته التي يسميها خطة التجميع.. بمعنى خطة انفرادية لترسيم حدود انفرادية أيضا من وجهة النظر الإسرائيلية، لذا من السابق لأوانه الحديث بهذا الخصوص لأن حتى إيهود أولمرت وحكومته غير مؤهلين للشارع الإسرائيلي للإقدام على خطوة مثل الإفراج عن مروان البرغوثي.
انعكاسات الصفقة على الداخل الفلسطيني
جمانة نمور: إذاً نعود إلى ما وراء هذا التسريب سيد بلال حسن وكيف سيؤثر على ما يحدث في الأراضي الفلسطينية وفي إسرائيل؟
بلال الحسن: أريد أن ألفت النظر إلى جملة قضايا تبدو بسيطة ولكنها هامة جدا، القضية الأولى أن الخبر عندما أذيع لأول مرة من إسرائيل لم يقل بالإفراج عن البرغوثي، قال الإفراج عن بولارد وتخفيف الحكم على البرغوثي والبرغوثي المحكوم بخمسة مؤبدات يمكن أن نخفف الحكم وأن نقول مؤبدين فقط وتكون النتيجة واحدة ويبقى في السجن.. هذه ملاحظة أولى، الملاحظة الثانية أن الإفراج عن البرغوثي استعمل قبل أشهر عند بدأ الانتخابات التشريعية على أنه يمكن الإفراج عنه أو إذا نجح في الانتخابات يفرج عنه لكي يساهم في خوض المعركة ضد قيادة فتح وكان هذا تفسير انضمامه إلى قائمة المستقبل في البداية ثم انسحابه منها فوضعوه في موقع أنه يخرج لكي يتآمر على قيادته في حركة فتح، الآن يأتي الحديث في الإفراج عنه في سياق جديد فهم يريدونه أن يخرج ليتحالف مع فتح ضد حماس، أنا اعتبر أن هذه ألاعيب إعلامية لا استعبد أن يكون الموساد الإسرائيلية ورائها وجملة من الضغوط النفسية ومن الحرب النفسية ومن الإساءة للمناضلين الفلسطينيين وقضية مروان البرغوثي عندما تبحث يجب أن تبحث في إطار شريف في إطار جدي، في إطار يحترم مكانته وسمعته وليس يطرح اسمه كأننا في بازار يتساوى فيه الجواسيس مع الوطنيين.
جمانة نمور: إذا ما أيضا ربطنا توقيت هذا التسريب سيد زياد مع ما يجري من ضغوط تمارس على السلطة الفلسطينية وعلى حكومة حماس، برأيك ما الذي يمكن أن يستفيد منه الإسرائيليون في هذا الإطار؟
زياد أبو غنيمة: أعتقد أن الصهاينة ولا أحب أن أعطيهم شرعية بقولي الإسرائيليين.. الصهاينة لن يستفيدوا من هذه المحاولة بل بالعكس سيكون ذلك حافز لشعبنا الفلسطيني ليتنبه جيدا لما يحاك ضده من مؤامرات لتفتيت وحدته الوطنية واستذكر هنا رسالة المناضل الأخ مروان البرغوثي قبل أيام لشعبنا الفلسطيني التي دعاهم فيها إلى التعاضد مع حكومة حماس لإنجاحها أن نجاحها هو نجاح للشعب الفلسطيني وليس لحركة حماس وأعتقد أيضا أن المناضل..
جمانة نمور: ولكن هذا التصريح ذاته الذي أدلى به البرغوثي ألا ينفي هذه النظرية القائلة بأن ما ترمي إليه إسرائيل هو أن يخرج ليواجه حماس وما إلى هناك؟
" |
زياد أبو غنيمة: طبعا قطعا أنا قلت منذ البداية أن المناضل مروان البرغوثي لا يمكن أن يقبل لنفسه أن يلعب هذا الدور، ثم إن المناضل مروان البرغوثي واحد من حوالي عشرة آلاف أسير وسيتشبث بحق العشرة آلاف أسير بالحرية قبل أن تطأ قدماه خارج زنزانته، أنا أعتقد أن المناضل مروان البرغوثي هو الذي سيفشل هذه الصفقة إن وجدت وهو الذي سيعطي المثل في أن الفلسطينيين جسد واحد لا يمكن أن يتآمر عضو منه على الآخر.
جمانة نمور: ولكن يعني برأيك سيد بلال هل هذا التحليل خاف على الإسرائيليين؟
بلال الحسن: هذا التحليل ليس خافياً على الإسرائيليين، لكن إذا أردت إجابة محددة على السؤال الذي تلحين عليه للمرة الثالثة فأنا أريد أن أقول لكي إن هناك من يتصور أن المناضل البرغوثي أداة يمكن استخدامها لأهداف خفية يريدها الإسرائيليون أو يريدها بعض الفلسطينيين المتواطئين معهم، هناك من حاول أن يقنع البرغوثي أن يدخل في قائمة الاستقلال في الانتخابات.. القائمة المستقلة في الانتخابات التشريعية ضد قيادة فتح ونفس هذا الفريق يعتقد الآن أنه يستطيع أن يقنع البرغوثي بأن يقف معه لضرب حماس وضرب سيطرة السلطة الفلسطينية لتأتي قوى جديدة تختف حركة فتح وتسيطر عليها، هذا الكلام يعتقدونه..
جمانة نمور: من هو هذا الفريق؟ سيد بلال من هو هذا الفريق؟ وما هو مصلحته؟ هل إسرائيل تخدمه يعني بالحديث عن صفقة من هذا النوع؟
بلال الحسن: هذا فريق فلسطيني موجود، موجود بشكل أساسي في غزة، يعرفه الجميع، يعرفونه بالأسماء، يلمحون له يومياً وأبو عبير يتحدث عنه علناً ولكن هذا الفريق يلعب لعبة خفية مع البرغوثي اعتقادي الشخصي أن البرغوثي مناضل وطني، مناضل صلب، لا يمكن أن يقع في هذه الأحابيل ومن يستغل وجوده في السجن ليضعه في معلومات غير مكتملة ستنكشف ألاعيبه فيما بعد إذا قيد للبرغوثي أن يخرج ونحن نتمنى له أن يخرج
جمانة نمور [مقاطعةً]: لكن عفواً للتوضيح سيد بلال..
بلال الحسن [متابعاً]: ولكننا لا نعتقد أن ذلك سيتم..
جمانة نمور: تتحدث يعني تتحدث في اتجاه يوحي للذي يتابعك الآن بأن هذا التنسيق ليس فقط محاولة تنسيق من طرف فلسطيني مع البرغوثي وإنما تدخل فيه إسرائيل لكي تنشر الإذاعة الإسرائيلية هذا التسريب.
بلال الحسن: أنا أعتقد أن البرغوثي بريء من هذه الاحتمالات، هناك تفكير إسرائيلي بهذا الاتجاه، هناك تفكير من بعض هذه العناصر المتواطئة التي تظن أنها إذا أقنعت إسرائيلي بالإفراج عن البرغوثي فإن البرغوثي سينضم إليها، أنا أعتقد أن البرغوثي مناضل وطني كبير في حركة فتح وهو لن يكون أداة في هذه الألاعيب.
جمانة نمور: وليد في البداية قلت واضح أن هناك لعبة، هل من محللين ممن التقيتهم اليوم بعد نشر هذا الخبر أيضاً يدعمون الفكرة التي ذكرها السيد بلال؟ هل هي هذه اللعبة؟
وليد العمري: لا هناك نفي في الأوساط المقربة من مروان، هناك نفي أو على الأقل بأن ليس هناك أي اتصالات بهذا الشان، هناك كثيرون يعتقدون بأنها مجرد بالون اختبار لا أكثر ولا أقل تحاول إسرائيل من خلاله قياس الرأي لدى الإدارة الأميركية وأيضاً في الشارع الإسرائيلي وهناك رأيي آخر يعتقد بأن تسريب مثل هذه المعلومة أو هذه الإشاعة حتى الآن وإن كان من المبكر الحديث عنها كصفقة إنما يهدف الإساءة إلى مروان البرغوثي بشكل خاص لأن الربط بين أسير بحجم مروان البرغوثي وجاسوس لصالح إسرائيلي في الولايات المتحدة يرى فيه الفلسطينيون أن من شأنه ستكون له تداعيات سلبية على مروان شخصياً، مسألة ما إذا هناك طرف أو أطراف تعبث أو تلعب في هذا الأمر.. لم أسمع أحد يتحدث بهذا السياق لكن من المبكر الحديث عن صفقة وما يدور هو ليس أكثر من شائعة حتى هذه الساعة.
جمانة نمور: هذه الشائعة أو بالون الاختبار سيد زياد أبو غنيمة قلت إنه برأيك ربما سيكون انعكاسه إيجابياً على الشارع الفلسطيني ولكن ماذا عن الشارع الإسرائيلي برأيك وبحسب متابعتك؟
زياد أبو غنيمة: أعتقد أن الشارع الصهيوني لا يكترث مطلقاً لا بحرية مروان البرغوثي ولا بحرية أي معتقل من أبطالنا في سجون العدو الصهيوني، لا يهمه أبداً أن يخرج أي مناضل أو مجاهد من السجن من سجون العدو، الموضوع يعني أؤيد بشدة ما ذهب إليه الزميلان في باريس وفي رام الله أن نشر هذا الخبر يراد به الإساءة لنضال هذا المناضل العريق الكبير الذي أعرفه شخصياً وأعتز بمعرفته وأعتقد أن الانعكاسات الداخلية داخل المجتمع الصهيوني تتركز في التهديد الذي أعلنه قبل يوميين جوناثان بولارد بأنه سيقاضي رافائيل إيتان لأنه هو الذي وشى به لدى الأميركان، هذا التهديد أعتقد أنه سيكون له في المستقبل القريب يعني إفرازات كثيرة على الساحة الداخلية الصهيونية.
جمانة نمور: وطبعاً سنتابعها في حينها، شكراً لك سيد زياد أبو غنيمة من عمان وشكراً للسيد بلال حسن من باريس وبالطبع لوليد العمري من القدس ونشكركم مشاهدينا على متابعة حلقة اليوم بإشراف نزار ضو النعيم، بإمكانكم المساهمة في اختيار مواضيع الحلقات المقبلة بإرسالها على عنواننا الإلكتروني indepth@aljazeera.net إلى اللقاء.