
الحملة الصحفية الأردنية ضد سوريا
– أسباب الغضب الأردني
– حقيقة وجود أزمة أردنية سورية
محمد كريشان: أهلا بكم، نحاول في هذه الحلقة البحث فيما وراء الحملة الصحفية الأردنية ضد سوريا إثر تصريحات للرئيس بشار الأسد أمام مؤتمر الأحزاب العربية الذي استضافته دمشق قبل أيام ونطرح تساؤلين اثنين.. ما الذي أثار حفيظة الصحف الأردنية في تصريحات الرئيس بشار الأسد؟ وهل تخفي هذه المواقف أزمة بين البلدين فتيلها كلام الأسد ووقودها شيء آخر؟ في وقت واحد وحول موضوع واحد كتب مؤخرا عدد من الصحف الأردنية مجموعة من المقالات الغاضبة ضد القيادة السورية وسياساتها أما السبب فهو كلام ذكرت هذه الصحف أن الرئيس بشار الأسد قاله متهكما على شعار الأردن أولا.
[تقرير مسجل]
نبيل الريحاني: كلمات لم تمر بسلام تلك التي قالها الرئيس الأسد متحدثا في أعمال مؤتمر لأحزاب عربية جاءت إلى سوريا لمناصرتها ولبنان ضد ما رآه حملة تستهدف عروبتهما ومواقفهما القومية، فهمت عمّان من كلام الأسد أنه يتهم الأردن بالاصطفاف وراء المشروع الأميركي الإسرائيلي أو عدم مقاومته على الأقل، تهمة ردت عليها الصحف الأردنية بخطاب شديد اللهجة سمى الأشياء بأسمائها وفق ما جاء في بعض المقالات، الصحفي الأردني صالح القلاب كان ممن فتح النار على دمشق قائلا في مقال له كل الأردنيين يعرفون أن نظام دمشق مصاب بعقدة النفوذ الإقليمي وبمرض انفصام الشخصية والشعور بأنه الشقيق الأكبر الذي له الحق في إملاء إرادته على أشقائه الصغار، على نفس الوتر عزف أيمن الصفدي في صفحات جريدة الغد فكتب بدوره.. النظام السوري يغرق وبدلا من أن يحتمي بقارب العقلانية والإصلاح وحقوق المواطنين الذي يمكن أن يحميه والبلد من الغرق في مستنقع الفوضى يتعلق بقشة الخطابات والشعارات التي لا تدفع خطرا ولا تجلب نفعا. الملاحَظ هو أن الحملة امتدت لتنال من الأحزاب الأردنية التي كانت مشاركة في أعمال المؤتمر وشهدت إلقاء التصريح فكتب سلطان حطاب عنها في جريدة الرأي يقول.. ورغم قناعة العديد من السياسيين أن التضامن الحزبي مع سوريا في مواجهة الضغوط الدولية مشروع وواجب قومي إلا أنهم يستهجنون صمت الممارسة من قبل الأحزاب الأردنية حيال الإساءة للأردن. جاء الخلاف الجديد ليضاف لملف العلاقات السورية الأردنية المتوترة أصلا حتى أنها لم تعرف اتصالات رسمية منذ ما يربو عن السنة نتيجة عوامل عدة أهمها اختلاف مواقف البلدين تجاه ملفات ساخنة كفلسطين والعراق ولبنان، تراكمات حولت علاقة الجيرة بين عمّان ودمشق إلى احتكاكات تكشف ضريبة الواقع الإقليمي المضطرب منذ عقود مما يهدد الآن سوريا بضغط دولي متزايد ويمس الأردن الباحث دائما عن تحالفات تحميه وسط دول تحيطه بالنزاعات من كل صوب تقريبا.
محمد كريشان: معنا في هذه الحلقة من دمشق عضو مجلس الشعب السوري محمد حبش، من عمان مدير مركز القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي ومن باريس المحلل والكاتب السياسي فيصل جلول ولكن قبل أن نبدأ النقاش لنستمع أولا إلى ما قاله الرئيس الأسد بالصوت والصورة السؤال الموجه إليه وجوابه؟
[شريط مسجل]
– من الشعارات السائرة الشعار القطري بمواجهة القومي ونتيجة له نرى شعار لبنان أولا أو الأردن أولا أو مصر أولا أو من ذلك القطر أو هذا، هذه الشعارات إلى أين يمكن أن يكون مآلها في ظل الاختراق الثقافي واستجابة بعض النخب العربية على اعتبار أن الوحدة أصبحت من متاحف الماضي؟
بشار الأسد- الرئيس السوري: أنا دائما أقول لمن يقول أولا طرحت الأردن أولا وطبعا غزة أولا نقبلها من الإسرائيليين لكن أتكلم الآن عن العرب، لكن كل من يقول أولا فعلينا لكي نعرف ماذا تعني أولا علينا أن نعرف من هو ثانيا والحقيقة في المضمون سنرى ثانيا إما إسرائيل أو أميركا أو أي دولة أخرى ما عدا الدول العربية فكلمة أولا تعني فصل عن الواقع الذي نعيش به وهو فصل عن القومي وفصل عن العروبي وفصل عن الإسلامي والمسيحي.. الفصل عن العناصر الثقافية التي نعيشها، هذا هو مضمون كلمة أولا ولكن لكي نناقشهم يعني أولا طيب كل شخص فينا يعيش في مدينة أو في قرية فهو يجب قريته أكثر من بقية القرى وربما ينتمي لطائفة ولعشيرة يحبها أكثر من الآخرين لكن كل هذه الأولويات لنا لا تتفوق وإنما تصب باتجاه الأولا الأكبر وهو الأولا الوطني والأولا القومي قطريتي هي في اتجاه قوميتي وليست معارضا لها فهم وضعوا أولا هي كمفهوم كلمة الأولا ليست خاطئة موجودة بالطبيعة البشرية لكن في الطريق التي وُضعت به أصبحت مناقضة لكل العوامل الأخرى الطبيعية التي يعشها مجتمعنا.
محمد كريشان: سيد عريب الرنتاوي في عمان ما الذي أغضب الأردنيين في هذا الكلام؟
" |
عريب الرنتاوي- مدير مركز القدس للدراسات السياسية: الكلام بحد ذاته مثير للغضب والاستفزاز بالنسبة للأردنيين جميعا، نُظر إلى هذه التصريحات بوصفها إهانة توجه للأردن دولة وشعبا تصريحات تنم عن خفة وعدم مسؤولية في الحقيقة ولا يليق أن تصدر عن رئيس دولة عندما تأتي على هذا السياق الرئيس السوري تحدث دون أن يطلع على مضامين فكرة الأردن أولا كان لي الشرف أن أكون عضو في الهيئة الملكية للأردن أولا وكنت من الأشخاص الذين ساهموا في صياغة هذه الوثيقة ولو أذنت لي بدقيقة لقلت لك أن الأردن أولا وهذا التفويض الملكي للهيئة فخور بهويته الإسلامية وانتمائه العربي والمدافع دوما عن حقوق الأمة ومصالحها، أقرأ من كتاب الأردن أولا وجاء في الوثيقة أيضا أن الأردن أولا تأكيد على أن أردنا قويا عزيزا منيعا هو مصدر قوة واقتدار لأمته ورافعة لتعزيز صمود الأهل والأشقاء في فلسطين بينما أردن ضعيف متآكل متهاو هو عبء على أمته بهذا المعنى تناولنا الأردن أولا مجموعة من الشخصيات الوطنية التي تشكلت منها الهيئة الملكية للأردن أولا والوثائق التي صدرت عن الأردن أولا هي وثائق إصلاحية داخلية بكل معنى الكلمة تركز على البعد الوطني الأردني في سياقه القومي ليس إلا أما أن يشار بكل هذه الخفة وبكل هذه السخرية إلى الموضوع وبكل هذا التذاكي فهذا أمر لا يليق برئيس دولة وهذا أمر يصب في إطار الإساءة للعلاقات الأردنية السورية ولا ينم عن مسؤولية قومية طالما أن الشعار القومي هو ما نتشدق به وما نرفع راياته حتى الآن، أعتقد أن هذا يسيء للشعار القومي ويسيء للعمل القومي وقد ألحق بنا نحن الأردنيين الكثير من الإهانة وفي ظني أن من اللائق أن يُعتذر للأردنيين عما بدر من الرئيس السوري بشار الأسد لكن دعني قبل أن أختم هذه المداخلة أن أقول..
محمد كريشان: تفضل.
عريب الرنتاوي: بأن الحملة لم تكن ضد سوريا الأردنيون يحبون الشعب السوري ويحبون سوريا الحملة في الصحافة ووسائل الإعلام الأردنية توجهت تحديدا ضد ما قال.. ما صدر عن الرئيس السوري عن النظام السوري وليس عن الشعب السوري.
محمد كريشان: نعم سيد محمد حبش في دمشق كيف تعلقون؟
محمد حبش- عضو مجلس الشعب السوري: في الواقع يعني أنا كنت موجودا في لقاء السيد الرئيس بشار الأسد بالأحزاب العربية وأعتقد أيضا إن ما قدم الآن كان جزء من الحوار ولم أرَ فيه أي مساس أو إهانة بالأخوة الأردنيين وأنا أحترم الأخ عريب الرنتاوي وأنا أعتقد بأنه كان من الممكن أن يكون أحد المشاركين في هذا المؤتمر وأنا شخصيا شعرت بان الحملة الصحفية التي قامت في الأردن هي حوار بين الأردنيين وأحيانا شعرت بأنها تسجيل مواقف بين الأردنيين أنفسهم من الواضح أن ميمنة وميسرة الرئيس بشار الأسد في ذلك اللقاء كانت من شخصيات أردنية مرموقة تحظى باحترام في شعبها ولم يكن أحد يرى أن الموقف الذي اتخذه الرئيس بشار الأسد أكثر من خلاف في الرأي وهذا الخلاف في الرأي لا يمكن أن تتأسس عليه مواقف كالتي سمعناها الآن، قبل شهور الرئيس أو الملك عبد الله الثاني كان يتحدث عن هلال شيعي وكان يرى أن الهلال الشيعي الذي يمتد من إيران إلى دمشق يشكل في الواقع خطرا على المنطقة في الواقع كانت هذه التصريحات أيضا مسيئة وكانت هذه التصريحات موجه مباشرة إلى الجهود السورية للوقوف في وجه المشروع الأميركي ومع ذلك فإن الناس هنا تفهمت أن هذا التصريح جاء في سياق كهذا ولم نشأ أن ننشئ من خلال هذه التصريحات حالة من الاشتباك بين الشعب الأردني والشعب السوري، الآن أنا أعتقد يعني كنت أتمنى أن لا تنعقد هذه الندوة ولم أكن أشعر بأن لها أي فائدة ولو كنت أعلم بأن هذه الندوة ستنعقد يعني لو كنت أعلم بأن عدم مجيئي سيوقف هذه الندوة لم أحضر لأنني فعلا أشعر بأن العرب لا ينقصهم الآن مشاكل جديدة ولا ينقصهم الآن صب للزيت على النار الآن لدينا مشروع يستهدفنا جميعا نحن والأردنيين..
محمد كريشان يعني عفوا إذا كنت يعني عفوا..
محمد حبش: بالتأكيد كلمة الأردن أولا..
محمد كريشان [مقاطعاً]: إذا كنت تقصد بالندوة يعني تقصد هذا البرنامج يعني أردنا أن نوضح فلربما في الموضوع بعض اللبس الذي يحتاج إلى التوضيح اسمح لي هنا فقط أن أنتقل..
محمد حبش: دعني أوضح إذا كلمة أنه أولا..
محمد كريشان: إلى باريس سيد..ستوضح سيد.. يعني اسمح لي فقط أن أنتقل إلى فيصل جلول في باريس بين كلام الأسد الذي يرى فيه الأردنيون شيئا جللا وبين كلامه الذي لا يرى فيه السوريون شيئا يعني بهذا المعنى كيف ترى الصورة أنت؟
فيصل جلول- كاتب ومحلل سياسي: أنا أعتقد بأن مفهوم الأردن أولا جاء بالمصائب على الأردن لأن نحن نعرف أن قائد المنطقة الوسطى الإسرائيلي قال أن الملك عبد الله سيكون آخر الملوك في العائلة الهاشمية وهذا أمر فهمه الإسرائيليون وفهمه غيرهم بأنه يعني عندما يخرج الأردن من الصراع العربي الإسرائيلي وعندما يدخل في سياق السياسات التي يعني يراد منها تغيير الأوضاع في المنطقة وتغيير النظام في سوريا وما شابه ذلك يكون في موقع ضعيف بالقياس للولايات المتحدة الأميركية حتى لو كانت حليفة الأردن ويكون بموقع ضعيف بالقياس أيضا بإسرائيل، لذلك يمكن في هذه الحالة أن..
محمد كريشان [مقاطعاً]: ولكن عفوا سيد جلول السؤال الذي طُرح على الرئيس بشار الأسد ذكر الأردن وذكر مصر وذكر لبنان وعندما جاء الرد السوري أشار فقط إلى الأردن أولا ثم انطلق في حديث يبدو عامّا ولا يقصد به ربما الأردن تحديدا، يعني هل ترى ما قاله الرئيس بشار الأسد ينطبق على الأردن تحديدا فقط مع أن السؤال كان عامّا؟
فيصل جلول: أنا أعتقد إنه ينطبق على كل الذين ذكرهم، تفسيري لما قاله الرئيس بشار الأسد أن المنطقة فيها صراع مع إسرائيل يتخذ شكل ممانعة شكل مقاطعة إسرائيل يتخذ شكل صراع مسلح وأن لا وجود في هذه المنطقة لي الحياد وبالتالي لي شعار فلان أولا أو فلان أولا باعتبار إنه يعني الصراع مع إسرائيل هو صراع عام ومن يخرج من هذا الصراع يمكن أن يجد طريقة للقول أنه أنا أولا وبالتالي أنا خارج هذا الموضوع المشكلة ليس في كون هذا البلد أو ذاك خارج هذا الموضوع لا تقبل أميركا ولا إسرائيل أن يكون هذا البلد أو ذاك الموضوع هي تريد أن يكون هناك انتظام لتغيير كامل ملامح المنطقة وبما أن سوريا هي الطرف الباقي الوحيد فيعني هناك خشية من دمشق بأن يكون معنا لبنان أولا أو الأردن أولا معناه الانخراط في الضغوط على سوريا والخروج نهائيا من الصراع العربي الإسرائيلي دعني فقط أقول واذكر بأن العلاقات الأردنية السورية كانت بالفعل متوترة منذ زمن طويل وأن الأردن..
محمد كريشان: وهذا سيد جلول يعني النقطة التي نريد أن نبحثها أن هذه الضجة التي أثيرت بين عمّان ودمشق ربما تعكس في حقيقة الأمر توتر ظل صامتا وربما وجد الفرصة ليعبر عن نفسه نتابع هذا الموضوع بعد وقفة قصيرة نرجو أن تبقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
محمد كريشان: أهلا بكم من جديد وحلقتنا اليوم تتناول الرد العنيف للصحافة الأردنية على تصريح أدلى به الرئيس بشار الأسد مؤخرا في دمشق، سيد عريب الرنتاوي في عمّان عندما نتابع المقالات التي كتبت وإشارات من نوع أن الشعب السوري مغلوب على أمره وبأن إشارة للسكين الطائفية وأن الجولان يعاني صمت القبور وبأن سوريا ترسل هدايا متفجرة إلى الأردن نشعر بأن القضية ليست فقط في كلام الرئيس بشار الأسد وإنما هناك فعلا أزمة؟
عريب الرنتاوي: لا شك أن هناك خلافات يعني في بين الأردن وسوريا على المستوى الرسمي في مجالات عدة من بينها عملية السلام الوضع اللبناني ربما العراق التعامل مع قرارات الشرعية الدولية الملف الأمني الشائك والمفتوح منذ سنوات طويلة لم يُحل هذا الملف على المستوى الثنائي هناك العشرات من القضايا المنظورة في المحاكم الأردنية التي تتحدث عن تهريب وعن تخطيط وعن عناصر وعن مجموعات جاءت من الحدود الشمالية بهذا المعني. ولكن في الحقيقة الجانب الأبرز في هذا الأمر أن الجو العام في الأردن سَئم من المزايدات اللفظية في الشعارات القومية والقضية القومية والموقف القومي عندما نقول الأردن أولا نقوله بديلا للعائلة أولا، للطائفة أولا، للحزب الحاكم أولا، للزعيم الأوحد أولا دعونا نتحدث بواقعية في هذه المجالات دعونا لا نتلطى خلف أصابعنا فنحن نعرف أن هناك حتى الدول التي لا تقول هذه الدولة أولا هي تمارس على الأرض هذا الفعل بكل معنى الكلمة وتختصر البلد بأكمله بمجموعة من الناس بنخبة حاكمة، بعائلة حاكمة بزعيم أوحد متوحد متفرد مسيطر وغير ذلك، دعونا نخرج بالحقيقة من هذه اللفظية أن يوضع العالم إما أن تكون تحت مظلة الموقف السوري في هذا المشرق وإما أن تكون تحت جناح إسرائيل؟ أعتقد أن هذا افتئات على الحقيقة هذه الشعارات جعلت من أصحابها وحملتها كالمنبت لا أرزا قطع ولا ظهرا أبقى لا أرضا حررت ولا مشروع قومي أنجزت ولا تنمية حقيقة حققت ولا ديمقراطية واحترام لحقوق الإنسان وقد شاهدنا اليوم المليشيات التي انقضت مليشيات النظام التي انقضت على جماعة إعلام دمشق في قلب دمشق دعونا في الحقيقة نخرج من كل هذا البوتقة سوريا في وضع صعب الآن سوريا محاصرة الآن لديها من الأعداء ما يكفي لماذا تفتعل هذه المشاكل مع الأردن مع لبنان مع مصر مع غيرها من الأقطار العربية؟ ما الذي تقدمه سوريا ما هو المشروع البديل الذي يقدمه النظام السوري في المواجهة؟
محمد كريشان: لننقل هذه الأسئلة كلها إلى السيد محمد حبش.
عريب الرنتاوي: المزعومة مع الغرب.
" |
محمد حبش: أنا أقول للمتحدث السيد الرنتاوي يعني في الواقع لم يَرد في كلام الرئيس بشار الأسد أي شيء مما قلته يعني لم يعترض على كون البلد أولا قبل الطائفة أو قبل الحزب أو قبل الملك أو قبل الفرد لم يتحدث بهذا السياق أبدا وإنما تحدث في سياق اقتطاع البلد القطري من واقعه ومساحته القومية ومواجهة المشاكل بانفراد..
عريب الرنتاوي [مقاطعاً]: ماذا يعني عندما يقول إسرائيل ثانيا؟
محمد كريشان: عفوا سيد الرنتاوي هو لم يقطاعك فلنستمع إليه كاملا ثم نعود إليك، تفضل سيد حبش.
محمد حبش [متابعاً]: يا سيدي كان الخطاب واضحا والمقصود هو إنه غير موافق وهذا أعتقد هو نبض الشارع في الأردن وهو نبض الشارع في سوريا وهو نبض الشارع في كل مكان الناس ترفض اقتطاع هذه البلدان القطرية عن سياقها الإسلامي وسياقها القومي كلنا رأى ماذا دفعنا أي ثمن دفعنا عندما ذهبنا مجتمعين إلي مدريد ثم بدأنا باقتطاع مسارات منفردة ماذا كانت النتيجة هل جاء السلام إلى الأردن؟ هل جاء السلام إلى سوريا؟ هل جاء السلام إلى الفلسطينيين؟ الآن بعد أوسلو بـ 12 سنة الشعب الفلسطيني كله يقول نحن نرفض أوسلو وينتخب قوات وينتخب حزبا يرفض أوسلو، لماذا نكبر بالمحسوس؟ هذا الاقتطاع من السياق القومي من السياق العربي سيؤدي إلى إضعاف الجميع. الأردن استراتيجيا أضعف من القوى التي تواجهها وسوريا أقل من القوى التي تواجهها استراتيجيا، لا نستطيع أن نبني مواجهتنا إلا متحدين لذلك إذا كان الاعتراض، الاعتراض واضح هناك في سوريا من يقول سوريا أولا في لبنان من يقول لبنان أولا إذا كان المقصود هو ما شرحته أنت لا أعتقد أن أحدا يعترض عليه ولكن الرجل حدد تماما المحاذير التي يخشاها وحدد تماما الهدف الذي أراده الإسرائيليون عندما مزقوا المسارات العربية، ذهبنا إلى مدريد خمسة في واحد كنا نملك هناك أن نملي شروطنا وأن نفرض شروطنا حتى بعد خروج مصر، قبل خروج مصر كان موقفنا أقوى الآن كنا نستطيع أن نملي شروطنا في مدريد ولكن فوجئنا بتسرب مسار من هنا ومسار من هناك بقيت سوريا ولبنان في مسار واحد في خط ممانعة لكن الذين اختاروا الخط المنفرد لم يُنجزوا أي سلام لبلادهم لم ينجزوا أي خيار وطني لبلادهم..
محمد كريشان [مقاطعاً]: إذاً في هذه الحالة.. عفوا سيد حبش إذا في هذه الحالة وأنا أنتقل إلى السيد فيصل جلول إذا هل هذا الجدل الأردني السوري حتى وأن كان من خلال صحف هو تعبير عن مقاربتين مختلفتين لطبيعة المرحلة أم هناك أشياء ربما أخطر من هذا؟
فيصل جلول: طبعا هو تعبير عن مقاربتين متباعدتين للغاية أنا لماذا أنا لا أفهم لماذا السيد الرنتاوي ينزعج عندما يقال إسرائيل ثانيا؟ لماذا لا يتحمل الأردن مسؤولية خياراته الأردن اختار اتفاقية سلام مع إسرائيل وسلام منفرد لماذا يزعل السيد الرنتاوي من ذلك هو بلده اختار ذلك لم يفرض عليه هذا الخيار، الأردن اختار أن يكون حليف للولايات المتحدة الأميركية، لماذا يزعل عندما يقال له هذه هي الحقيقة؟ لماذا ينتقل إلى مجالات أخرى؟ بالمقابل يعني لا أعرف ما الذي يمكن للسيد حبش في سوريا أن يأسف عليه من القول الذي ورد على لسان الرئيس بشار الأسد الرئيس الأسد قال بوضوح أنه منزعج من هذه الأولا هنا وهنا وهنالك لأنها مواجهة أصلا ضد سوريا ولتغيير النظام في سوريا هو يدافع عن النظام في سوريا ويدافع عن وجهة في الصراع مع إسرائيل قد لا يتفق معها الأردن أو الصحف في الأردن لكن هذه الوجهة الرئيس الأسد دافع عنها في مؤتمرات القمة العربية السابقة وهناك من يدافع عنها أيضا الأحزاب التي اجتمعت في سوريا إذا..
محمد كريشان [مقاطعاً]: عفوا سيد جلول.. يعني قبل.. يعني عفوا قبل..
فيصل جلول: عفوا لحظة صغيرة أخي محمد..
محمد كريشان: لا فقط قبل أن تواصل لنستمع رد سريع من السيد الرنتاوي ورد سريع من سيد حبش حول هذه النقطة تحديدا سيد الرنتاوي..
عريب الرنتاوي: عندما يقول الرئيس السوري أن الأردن أولا تعني إسرائيل ثانيا هو يضع الأردن إلى جانب إسرائيل في مواجهة العرب وهذا افتئات وافتراء هذا أولا، ثانيا عندما صيغ شعار ومفهوم وآليات عمل وتطبيقات الأردن أولا لم يكن يخطر بالذهن على الإطلاق لا موضوع سوريا ولا الضغوط على سوريا ولا كان الموضوع برمته مطروحا في تلك الأزمنة ثم أن الأردن ليس طرفا في عملية الضغط على سوريا، سوريا لديها من المشاكل ما يكفيها، لديها من الأطراف التي تستهدفها ما يكفي وهي بحاجة لأن تقيم علاقات طيبة مع العرب لا أن تستفزهم بأكثر مما ينبغي هي بحاجة لموقف مساند من الدول العربية ومن الشعوب العربية لا أن تفتعل مشاكل كالتي حصلت بعد مؤتمر الأحزاب لو أن الرئيس الأسد كلف نفسه للإطلاع على الجدل الوطني الأردني حول الأردن أولا حول المفاهيم لما بلغ في حديثه بهذا المعنى المبلغ الذي وصل إليه وضع الأمور أما تحت المظلة السورية أو تحت المظلة الإسرائيلية فيه افتئات.
محمد كريشان: عفوا لنستمع للسيد حبش في النقطة التي أثارها السيد جلول باختصار؟
محمد حبش: أنا أتمنى فعلا أن لا تكون الأردن إحدى أدوات الضغط ضد سوريا ولكن مرة أخرى أذكرك بتصريحات الملك عبد الله التي قال فيها أن الهلال الشيعي الذي يتشكل حاليا هو الخطر على المشروع الأميركي أنا أطمئنك وأطمئن الجميع بأن هناك هلالا يتشكل بالفعل ولكن هذه هو الهلال الإسلامي الممتد فعلا من إيران إلى المقاومة وإلى الأشراف في العراق وإلى سوريا وإلى حركة حماس وإلى حزب الله هذه القوى فعلا تشكل المشروع الإسلامي بجناحيه سني وشيعي الرافض للمشروع الأميركي وهذا الجناح مستمر في الرفض ولن يمكن أن يكون غير ذلك.
محمد كريشان: عفوا سيد حبش يعني عفوا أريد أن أعيد الكلمة في النهاية إلى السيد جلول بعد أن افتككت الكلمة منه تفضل سيد فيصل جلول..
فيصل جلول: يعني أنا أعتقد بأن ما حصل من تراكمات بين البلدين ليست ناجمة أصلا عن تفاهم كان قائما في السابق وقطع هي ناجمة عن خيارات سياسية للأردن ولسوريا والآن لفريق 14 آذار في لبنان ولمصر وبالتالي هذه الخيارات السياسية المتناقضة كان من الأجدى أن يتم التعامل معها بوسائل غير الوسائل التي وجدناها في الصحف الأردنية اليوم وبالتالي معرفة كيفية احترام خيار كل طرف..
محمد كريشان: شكرا لك سيد فيصل جلول من باريس شكرا أيضا لضيفينا من عمان السيد عريب الرنتاوي ومن دمشق السيد محمد حبش بهذا نصل إلى نهاية هذه الحلقة من البرنامج بإشراف نزار ضو النعيم كالعادة نذكركم بالعنوان الإلكتروني الذي يمكن أن تتقدموا باقتراحاتكم إليه indepth@aljazeera.net غداً بإذن الله قراءة جديدة فيما وراء خبر جديد في أمان الله.